مرَّت أعرابيَّةٌ بقومٍ من بني نُمَير، فأداموا النَّظرَ إليها، فقالت:
يا بني نُمَير، واللهِ ما أخذتُم بواحدةٍ من اثنتين: لا بقولِ اللهِ تعالى:
﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: ٣٠]
ولا بقولِ جريرٍ:
فَعُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فلا كعباً بلغْتَ ولا كِلابا
فاستحيا القومُ من كلامها وأطرقوا.
[ عيون الأخبار لابن قتيبة - المجلد الثالث ]
يا بني نُمَير، واللهِ ما أخذتُم بواحدةٍ من اثنتين: لا بقولِ اللهِ تعالى:
﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: ٣٠]
ولا بقولِ جريرٍ:
فَعُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فلا كعباً بلغْتَ ولا كِلابا
فاستحيا القومُ من كلامها وأطرقوا.
[ عيون الأخبار لابن قتيبة - المجلد الثالث ]
قال ابن سعد في الطبقات [6959]:
أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: أخبرنا سلام بن مسكين، قال: أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال:
زوج سعيد بن المسيب بنتًا له من شاب من قريش، فلما أمسَت قال لها: شدي عليك ثيابك، واتبعيني.
قال: فشدت عليها ثيابها، ثم قال لها: صلي ركعتين، فصلت ركعتين، وصلى هو ركعتين،
ثم أرسل إلى زوجها، فوضع يدها في يده، وقال: انطلق بها.
فذهب بها إلى منزله، فلما رأتها أمه قالت: من هذه؟
قال: امرأتي، ابنة سعيد بن المسيب، دفعها إليّ.
قالت: فإن وجهي من وجهك حرام، إن أفضيتَ إليها حتى أصنع بها صالح ما يُصنع بنساء قريش.
قال: فدفعها إلى أمه، فأصلحت إليها، ثم بنى بها.
الله أكبر، أين مثل هذا الشيخ اليوم؟
أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: أخبرنا سلام بن مسكين، قال: أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال:
زوج سعيد بن المسيب بنتًا له من شاب من قريش، فلما أمسَت قال لها: شدي عليك ثيابك، واتبعيني.
قال: فشدت عليها ثيابها، ثم قال لها: صلي ركعتين، فصلت ركعتين، وصلى هو ركعتين،
ثم أرسل إلى زوجها، فوضع يدها في يده، وقال: انطلق بها.
فذهب بها إلى منزله، فلما رأتها أمه قالت: من هذه؟
قال: امرأتي، ابنة سعيد بن المسيب، دفعها إليّ.
قالت: فإن وجهي من وجهك حرام، إن أفضيتَ إليها حتى أصنع بها صالح ما يُصنع بنساء قريش.
قال: فدفعها إلى أمه، فأصلحت إليها، ثم بنى بها.
الله أكبر، أين مثل هذا الشيخ اليوم؟
حين يشتد الشوق بعد التوبة… هل هو ابتلاء أم ضعف؟
بعض الشباب، خاصة من يسعى لترك المعاصي والذنوب، يقول: “حين أبتعد عن فتنة النظر أو أقطع علاقتي المحرمة، أشعر أن الرغبة في العودة تشتد، ويزداد الشوق أكثر مما كان عليه!”
وهذا الشعور حقيقي، ولكنه ليس علامة على الفشل، بل قد يكون من دلائل الصدق في طريق التوبة والاختبار فيه.
فمن ترك شيئًا لله، لا يعني أن الشيطان سيتركه بسلام. بل العكس، يزداد العدو حرصًا على إغوائه، ويشتد البلاء عليه، وتكثر الوساوس والخواطر.
وقد جاء في أول سورة العنكبوت قوله تعالى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
[العنكبوت: 2-3]
فالله يبتلي العبد حين يسلك طريق الهداية، لا ليعذبه، بل ليُظهر صدقه من كذبه، هل ترك المعصية لله خضوعًا ومحبة؟ أم لمجرد تقليد أو اندفاع عاطفي أو طلب مدح الناس؟ وهنا تظهر النية.
قال سفيان الثوري رحمه الله: “ما عالجت شيئًا أشدّ عليّ من نيتي.”
فأعمال القلب – كالإخلاص، والصدق – هي التي تمتحن عند البلاء.
وقال الحسن البصري: “إن الرجل ليذنب الذنب، فما يزال به الذنب حتى يدخل الجنة!” قيل: كيف ذلك؟ قال: “يكون نصب عينيه تائبًا منه، نادمًا عليه، حتى يدخله الجنة.”
فالابتلاء في طريق التوبة ليس دليلًا على أن الله لا يريدك، بل هو إشارة إلى أن الله يريدك أن تصدق معه، أن تظهر قوتك في الثبات، لا في لحظة الحماس الأولى فقط.
وأحيانًا يشاء الله أن يُحاصر العبد بشوق داخلي عظيم إلى ما كان عليه من الذنوب، ليختبر: هل سيستجيب لهواه؟ أم يصبر، ويحتسب، ويستغيث بالله؟
وقد قال ابن القيم: “الصبر عن المعصية أشد من الصبر على الطاعة.”
والبعض يظن أن ترك الذنب سيُطفئ الشهوة فورًا، وهذا غير صحيح، فالنفس تحتاج إلى ترويض، ومجاهدة، ووقت.
وانت لا تترك الذنب فتهدأ النفس في يوم وليلة، بل تتركه وتثبت، ثم تصبر حتى تزول حرارة الاشتياق، ويأتي برد اليقين، وتُستبدل لذة المعصية بلذة الطاعة.
فلا تيأس إن شعرت بضعف أو شوق، فربما كان هذا الشوق نارًا تطهرك، لا لتُحرقك، وكلما ثبتّ في لحظة ضعف، كُتب لك عند الله مقام الصادقين.
بعض الشباب، خاصة من يسعى لترك المعاصي والذنوب، يقول: “حين أبتعد عن فتنة النظر أو أقطع علاقتي المحرمة، أشعر أن الرغبة في العودة تشتد، ويزداد الشوق أكثر مما كان عليه!”
وهذا الشعور حقيقي، ولكنه ليس علامة على الفشل، بل قد يكون من دلائل الصدق في طريق التوبة والاختبار فيه.
فمن ترك شيئًا لله، لا يعني أن الشيطان سيتركه بسلام. بل العكس، يزداد العدو حرصًا على إغوائه، ويشتد البلاء عليه، وتكثر الوساوس والخواطر.
وقد جاء في أول سورة العنكبوت قوله تعالى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
[العنكبوت: 2-3]
فالله يبتلي العبد حين يسلك طريق الهداية، لا ليعذبه، بل ليُظهر صدقه من كذبه، هل ترك المعصية لله خضوعًا ومحبة؟ أم لمجرد تقليد أو اندفاع عاطفي أو طلب مدح الناس؟ وهنا تظهر النية.
قال سفيان الثوري رحمه الله: “ما عالجت شيئًا أشدّ عليّ من نيتي.”
فأعمال القلب – كالإخلاص، والصدق – هي التي تمتحن عند البلاء.
وقال الحسن البصري: “إن الرجل ليذنب الذنب، فما يزال به الذنب حتى يدخل الجنة!” قيل: كيف ذلك؟ قال: “يكون نصب عينيه تائبًا منه، نادمًا عليه، حتى يدخله الجنة.”
فالابتلاء في طريق التوبة ليس دليلًا على أن الله لا يريدك، بل هو إشارة إلى أن الله يريدك أن تصدق معه، أن تظهر قوتك في الثبات، لا في لحظة الحماس الأولى فقط.
وأحيانًا يشاء الله أن يُحاصر العبد بشوق داخلي عظيم إلى ما كان عليه من الذنوب، ليختبر: هل سيستجيب لهواه؟ أم يصبر، ويحتسب، ويستغيث بالله؟
وقد قال ابن القيم: “الصبر عن المعصية أشد من الصبر على الطاعة.”
والبعض يظن أن ترك الذنب سيُطفئ الشهوة فورًا، وهذا غير صحيح، فالنفس تحتاج إلى ترويض، ومجاهدة، ووقت.
وانت لا تترك الذنب فتهدأ النفس في يوم وليلة، بل تتركه وتثبت، ثم تصبر حتى تزول حرارة الاشتياق، ويأتي برد اليقين، وتُستبدل لذة المعصية بلذة الطاعة.
فلا تيأس إن شعرت بضعف أو شوق، فربما كان هذا الشوق نارًا تطهرك، لا لتُحرقك، وكلما ثبتّ في لحظة ضعف، كُتب لك عند الله مقام الصادقين.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اني لاحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه للخطيئة يعملها .
الزهد لوكيع
إذا هبّت عليك ريح النشاط فاغتنمها، فإن طبيعة الريح السكون بعد هبوبها.
جاء في الحديث: «إن لكل عملٍ شرّة ولكل شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك».
رواه أحمد (٦٩٥٨).
«والناس في الفترة نوعان: منهم: من يلزم السنة فلا يترك ما أمر به، ولا يفعل ما نهي عنه، بل يلزم عبادة الله إلى الممات، ومنهم: من يخرج إلى بدعة في دينه، أو فجور في دنياه، حتى يشير إليه الناس، فيقال: هذا كان مجتهدًا في الدين ثم صار كذا وكذا، فهذا مما يخاف عليه».
جاء في الحديث: «إن لكل عملٍ شرّة ولكل شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك».
رواه أحمد (٦٩٥٨).
«والناس في الفترة نوعان: منهم: من يلزم السنة فلا يترك ما أمر به، ولا يفعل ما نهي عنه، بل يلزم عبادة الله إلى الممات، ومنهم: من يخرج إلى بدعة في دينه، أو فجور في دنياه، حتى يشير إليه الناس، فيقال: هذا كان مجتهدًا في الدين ثم صار كذا وكذا، فهذا مما يخاف عليه».
[جامع المسائل، لابن تيمية (٣٧٥/٥)]
Forwarded from لمنع اندثار الحياء
الحياء والعفة ليسا مخصصين للنساء دون الرجال وإن كانا لفطرة المرأة أقرب.
وغض البصر ليس للرجال دون النساء وإن كانت حاجة الرجل له أكبر.
هذه الصفات المحمودة كل مسلم مطالبٌ بها شرعًا دون استثناء.
أنتِ تغضين بصرك عن كل أجنبي سواء أمنتِ على نفسك أو لا، ومن حياء المرأة أصلا غض الطرف عن كل ما لا يحلُ لها حفظًا وصونًا لنفسها.
وأنتَ عليك أن تتصف بالحياء المحمود الذي يزجرك عن بذاءة اللسان، والمجاهرة بالمعصية فهذه لا تمت للرجولة بشيء.
وغض البصر ليس للرجال دون النساء وإن كانت حاجة الرجل له أكبر.
هذه الصفات المحمودة كل مسلم مطالبٌ بها شرعًا دون استثناء.
أنتِ تغضين بصرك عن كل أجنبي سواء أمنتِ على نفسك أو لا، ومن حياء المرأة أصلا غض الطرف عن كل ما لا يحلُ لها حفظًا وصونًا لنفسها.
وأنتَ عليك أن تتصف بالحياء المحمود الذي يزجرك عن بذاءة اللسان، والمجاهرة بالمعصية فهذه لا تمت للرجولة بشيء.
وقال عمر أيضاً لرجلٍ هَمَّ بطلاق امرأتِه : لم تُطَلَّقُها ؟ قال : لا أُحِبُّها. قال : أَوَ كُلُّ البيوتِ بُنِيتْ على الحبِّ ؟ وأين الرِّعايةُ والتَّذَمُّم ؟!
والتَّذَمُّم هنا : أي مراعاة العشرة بالمعروف والميثاق الذي بينهم.
[ عيون الأخبار - المجلد الثاني ]
والتَّذَمُّم هنا : أي مراعاة العشرة بالمعروف والميثاق الذي بينهم.
[ عيون الأخبار - المجلد الثاني ]
فكر قبل أن تتكلم …
في الحديث الصحيح، أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم عن صفية: “حسبك من صفية كذا وكذا”، تعني قصيرة، فقال لها:
“لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”.
ثم قالت: “وحكيت له إنسانًا”، أي قلدته بصفة تقبيحٍ له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا”.
حديث يهزّ القلب قبل العقل، يُبيّن أن كلمة عابرة، قيلت في غيبة، ولو كانت في شيء يسير كقصر القامة، قد تُعد عند الله كبيرة، ثقيلة، تؤثر في ميزان العبد، وتفسد ما حولها كما يفسد الملح ماء البحر لو خالطه شيء نجس.
فإذا كان هذا في كلمة واحدة، قالتها الصديقة بنت الصديق، في غفلة، عن ضرّتها، فكيف بمن جعل من تعليقات الناس مسرحًا للسخرية؟ كيف بمن يتفنن في الاستهزاء بخلق الله على وسائل التواصل؟ كيف بمن يضحك ويتندر على شكل إنسان، أو صوته، أو مشيته، أو لونه، أو ملامحه، ويقول: “أنا أمزح”؟
الخلق لا يُنتقد، لأن من خلقه هو الله، وليس لنا أن نُعيب على الله صنعه.
وقد ترى إنسانًا فتزدريه، وهو عند الله أكرم وأفضل منك. وقد ترى نفسك جميلًا، وغيرك لا يراك كذلك، فالأذواق ليست مقياسًا، والقلوب بين أصابع الرحمن.
نسمع كثيرًا من التعليقات على الزيجات مثلًا:
“كيف تزوجها؟ ما تستاهله!”
“قصيرة، سمراء، عادية!”
وتُقال هذه الكلمات كأنها لا تحمل وزنًا، مع أنها تحمل ذنوبًا قد لا يُدركها صاحبها.
فهل نسينا أن الزواج لا يُبنى على الجمال وحده؟
الجمال شيء يُعتاد، ويتغير مع الزمن، بينما الخلق، والدين، والرحمة، والصبر، هي الأساس الذي يبقى ويصلح به البيت.
لا تتدخل فيما لا يعنيك، ولا تظن أن الناس يقيسون كما تقيس.
ولا تستهزئ فتكون ممن يحمل أوزارًا دون أن يشعر، فيتعب في الدنيا ويخسر في الآخرة.
فكر قبل أن تتكلم… فإن الكلمة إمّا أن ترفعك، وإمّا أن تُسقطك في الوحل.
واحذر أن تكون ممن قال فيهم الله: “وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
في الحديث الصحيح، أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم عن صفية: “حسبك من صفية كذا وكذا”، تعني قصيرة، فقال لها:
“لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”.
ثم قالت: “وحكيت له إنسانًا”، أي قلدته بصفة تقبيحٍ له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا”.
حديث يهزّ القلب قبل العقل، يُبيّن أن كلمة عابرة، قيلت في غيبة، ولو كانت في شيء يسير كقصر القامة، قد تُعد عند الله كبيرة، ثقيلة، تؤثر في ميزان العبد، وتفسد ما حولها كما يفسد الملح ماء البحر لو خالطه شيء نجس.
فإذا كان هذا في كلمة واحدة، قالتها الصديقة بنت الصديق، في غفلة، عن ضرّتها، فكيف بمن جعل من تعليقات الناس مسرحًا للسخرية؟ كيف بمن يتفنن في الاستهزاء بخلق الله على وسائل التواصل؟ كيف بمن يضحك ويتندر على شكل إنسان، أو صوته، أو مشيته، أو لونه، أو ملامحه، ويقول: “أنا أمزح”؟
الخلق لا يُنتقد، لأن من خلقه هو الله، وليس لنا أن نُعيب على الله صنعه.
وقد ترى إنسانًا فتزدريه، وهو عند الله أكرم وأفضل منك. وقد ترى نفسك جميلًا، وغيرك لا يراك كذلك، فالأذواق ليست مقياسًا، والقلوب بين أصابع الرحمن.
نسمع كثيرًا من التعليقات على الزيجات مثلًا:
“كيف تزوجها؟ ما تستاهله!”
“قصيرة، سمراء، عادية!”
وتُقال هذه الكلمات كأنها لا تحمل وزنًا، مع أنها تحمل ذنوبًا قد لا يُدركها صاحبها.
فهل نسينا أن الزواج لا يُبنى على الجمال وحده؟
الجمال شيء يُعتاد، ويتغير مع الزمن، بينما الخلق، والدين، والرحمة، والصبر، هي الأساس الذي يبقى ويصلح به البيت.
لا تتدخل فيما لا يعنيك، ولا تظن أن الناس يقيسون كما تقيس.
ولا تستهزئ فتكون ممن يحمل أوزارًا دون أن يشعر، فيتعب في الدنيا ويخسر في الآخرة.
فكر قبل أن تتكلم… فإن الكلمة إمّا أن ترفعك، وإمّا أن تُسقطك في الوحل.
واحذر أن تكون ممن قال فيهم الله: “وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
من أسباب تساهل النساء مع الرجال وتجرئهن عليهم: اللين، وكثرة المزاح، والسكوت عن التعدي، وهو باب خطير يفتحه الشيطان.
فالرجل الذي لا يزجر ولا يضع حدًا قد تفتن به المرأة حتى تسقطه، وقد وقعت أمثلة مؤلمة لذلك. أما صاحب الحزم، إذا رأى تهاونًا زجر، وإن تكرر منهى، فهذا يسلم بإذن الله، وتهابه المرأة، بل قد لا تعود إليه.
واعلم أن من آنست النساء به، فليتهم نفسه، وليفحص قلبه؛ فإن السلامة في الحزم، لا في الميوعة. ولا خير في مخاطبة المرأة لطالب العلم بلين أو عامية أو فضفضة، فذلك يزيل الحواجز ويفتح أبواب الفتنة.
فاتقوا الله، ولا تلينوا في هذا الباب، فزمننا لا يُصلحه إلا الشدة والحزم.
فالرجل الذي لا يزجر ولا يضع حدًا قد تفتن به المرأة حتى تسقطه، وقد وقعت أمثلة مؤلمة لذلك. أما صاحب الحزم، إذا رأى تهاونًا زجر، وإن تكرر منهى، فهذا يسلم بإذن الله، وتهابه المرأة، بل قد لا تعود إليه.
واعلم أن من آنست النساء به، فليتهم نفسه، وليفحص قلبه؛ فإن السلامة في الحزم، لا في الميوعة. ولا خير في مخاطبة المرأة لطالب العلم بلين أو عامية أو فضفضة، فذلك يزيل الحواجز ويفتح أبواب الفتنة.
فاتقوا الله، ولا تلينوا في هذا الباب، فزمننا لا يُصلحه إلا الشدة والحزم.
لمنع اندثار الحياء
سؤال وجواب ٧ كنت مخطوبة من شاب وهو مغترب وبعد فترة تغير اسلوبه معي وصار يحاول افتعال مشاكل بعد اربع سنوات صبر تركنا لكن اعتدت على الحديث معه فصرت اعوض ذاك الفراغ بمواقع التواصل والنشر في القنوات او التعليقات في مجموعات وعندما يعلق لي شاب افرح بذلك ما اعرف…
سؤال وجواب ٨
انا مثل العطشان بصحرا لا أعرف حاولت كثيرا احمي نفسي ولكن لا أعرف َاذا يحصل لماذا أفتن بسهولة
على الرغم عندي كثير انشغالات ولكن قلبي جائع.
———
الشعور بالجوع العاطفي لا يجعلكِ سيئة لكنه يجعل الإنسان عرضة للزلل وهذا شيء اعترف به الصحابة والسلف، فالميل العاطفي والاحتياج من طبيعة البشر.
قال احدهم:
“ما من أحد إلا وله هوى في شيء، فإن كان عقله غالبًا لهواه سلم، وإن غلبه هواه هلك.”
أنت الآن في حالة “مدافعة بين العقل والهوى”، وهذا وصف دقيق لما يحدث داخلك العقل يفهم، لكن القلب يلحّ. وهذا ما جعل الله سبحانه يحثّ على الصبر لا فقط الفهم.
قال الله تعالى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ”
لاحظي أن الله لم يقل “ترك الهوى”، بل قال: “نهى النفس”، أي هو صراع داخلي، وليس دائمًا انتصار مباشر. والجزاء: الجنة.
ثانيًا، ما تمرّين به من تقلبات في القلب والفتن بسبب الكلمة الجميلة أو الانجذاب الخاطئ ليس جديدًا، بل تحدّث عنه النبي ﷺ، ووصفه بأنه أخطر أبواب الضعف.
قال رسول الله ﷺ: “ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء”
وهذا من باب الواقع، وليس تحقيرًا لأحد، بل تنبيه إلى أن الميل العاطفي باب فتنة للطرفين، لذلك يجب أن يُحمى لا أن يُتجاهل.
ابن عباس رضي الله عنه قال:
“إن للشيطان طُرقًا، فأيما طريق لم يجدك فيه، ذهب إلى ما تحب حتى يفتنك منه.”
وهذا يعني أن الشيطان يعرف مدخل كل نفس، فإن علم أنك لا تتأثرين بالمال أو الشهرة، دخل عليك من “الحب”، أو من الاحتياج العاطفي.
ثالثًا، ثقي أن الله لا يترك من يجاهد نفسه بصدق، حتى لو سقط مرارًا.
قال الله: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”
ابن القيم قال في “مدارج السالكين”:
“ليس الشأن في ألا تسقط، ولكن الشأن أن تنهض كلما سقطت، وألا تمكِّن الشيطان من قلبك ولو لحظة.”
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“إني لأكره أن أرى أحدكم فارغًا لا في عمل دنيا ولا آخرة.”
لكنك قلتِ شيئًا مهمًا: “أنا مشغولة ووقتي مليان، ومع ذلك أشعر بالفراغ.”
هذا يثبت أن الفراغ العاطفي ليس فراغ وقت، بل فراغ معنى، لهذا يجب أن يُملأ بعلاقة حقيقية مع الله، لا فقط بالأعمال والانشغالات.
أخيرًا: تذكّري هذا الأثر العميق قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“إذا هابت نفسك أن تفعل معصية لخوف الله، فقد أكرمك الله بقوة قلب.”
وأنا أراكِ الآن في لحظة من تلك اللحظات: قلبك يهاب الخطأ، ويتألّم منه، ويسأل لماذا يحصل هذا. وهذه قوة، وليست ضعفًا.
واسالي الله ان يحفظك حتى يمن عليك بالزوج الصالح.
انا مثل العطشان بصحرا لا أعرف حاولت كثيرا احمي نفسي ولكن لا أعرف َاذا يحصل لماذا أفتن بسهولة
على الرغم عندي كثير انشغالات ولكن قلبي جائع.
———
الشعور بالجوع العاطفي لا يجعلكِ سيئة لكنه يجعل الإنسان عرضة للزلل وهذا شيء اعترف به الصحابة والسلف، فالميل العاطفي والاحتياج من طبيعة البشر.
قال احدهم:
“ما من أحد إلا وله هوى في شيء، فإن كان عقله غالبًا لهواه سلم، وإن غلبه هواه هلك.”
أنت الآن في حالة “مدافعة بين العقل والهوى”، وهذا وصف دقيق لما يحدث داخلك العقل يفهم، لكن القلب يلحّ. وهذا ما جعل الله سبحانه يحثّ على الصبر لا فقط الفهم.
قال الله تعالى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ”
لاحظي أن الله لم يقل “ترك الهوى”، بل قال: “نهى النفس”، أي هو صراع داخلي، وليس دائمًا انتصار مباشر. والجزاء: الجنة.
ثانيًا، ما تمرّين به من تقلبات في القلب والفتن بسبب الكلمة الجميلة أو الانجذاب الخاطئ ليس جديدًا، بل تحدّث عنه النبي ﷺ، ووصفه بأنه أخطر أبواب الضعف.
قال رسول الله ﷺ: “ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء”
وهذا من باب الواقع، وليس تحقيرًا لأحد، بل تنبيه إلى أن الميل العاطفي باب فتنة للطرفين، لذلك يجب أن يُحمى لا أن يُتجاهل.
ابن عباس رضي الله عنه قال:
“إن للشيطان طُرقًا، فأيما طريق لم يجدك فيه، ذهب إلى ما تحب حتى يفتنك منه.”
وهذا يعني أن الشيطان يعرف مدخل كل نفس، فإن علم أنك لا تتأثرين بالمال أو الشهرة، دخل عليك من “الحب”، أو من الاحتياج العاطفي.
ثالثًا، ثقي أن الله لا يترك من يجاهد نفسه بصدق، حتى لو سقط مرارًا.
قال الله: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”
ابن القيم قال في “مدارج السالكين”:
“ليس الشأن في ألا تسقط، ولكن الشأن أن تنهض كلما سقطت، وألا تمكِّن الشيطان من قلبك ولو لحظة.”
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“إني لأكره أن أرى أحدكم فارغًا لا في عمل دنيا ولا آخرة.”
لكنك قلتِ شيئًا مهمًا: “أنا مشغولة ووقتي مليان، ومع ذلك أشعر بالفراغ.”
هذا يثبت أن الفراغ العاطفي ليس فراغ وقت، بل فراغ معنى، لهذا يجب أن يُملأ بعلاقة حقيقية مع الله، لا فقط بالأعمال والانشغالات.
أخيرًا: تذكّري هذا الأثر العميق قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“إذا هابت نفسك أن تفعل معصية لخوف الله، فقد أكرمك الله بقوة قلب.”
وأنا أراكِ الآن في لحظة من تلك اللحظات: قلبك يهاب الخطأ، ويتألّم منه، ويسأل لماذا يحصل هذا. وهذه قوة، وليست ضعفًا.
واسالي الله ان يحفظك حتى يمن عليك بالزوج الصالح.
