Telegram Web Link
‏قال سفيان الثوري رحمه الله :

"ثَلاثَةٌ مِنَ الصَّبْرِ:
لا تُحَدِّثْ بِمَعْصِيَتِكَ،
ولا بِوَجَعِكَ،
ولا تُزَكِّ نَفْسَكَ."

[حلية الأولياء (٦/٣٨٩)]
لمن هو مهتم بعلم التعبير ويبحث عن فوائد ملخصة تبين قواعد مهمة في الجانب التأصيلي لعلم التعبير
هاتين القناتين نافعتين بإذن الله وكل واحدة تابعة للأخرى يشرف عليها أناس نحسبهم على علم وصلاح والله حسيبهم :

فوائد الفرائد
خزانة المعبرين الصوتية
Forwarded from الدعاء
مقدمة لسلسلة: حسن الظن بالله

حسن الظن بالله تعالى ليس مجرّد شعور عاطفي يستحضره العبد حين تضيق به السبل، بل هو أصل من أصول التوحيد، وفرع من فروع الإيمان، ومرتبط ارتباطًا وثيقًا بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

وقد دلّ على مكانته نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، منها قول النبي ﷺ:
“يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء” [رواه أحمد].
وهذا الحديث يدل على قاعدة عظيمة: أن ما يجده العبد من معاملة ربه، يكون على حسب ما يظن به سبحانه، فإن ظن خيرًا وجد خيرًا، وإن ظن غير ذلك، فقد يعاقب على ظنّه وسوء أدبه مع الله.

ومن أعظم ما تتجلى فيه هذه العبادة: باب الدعاء، فإن الدعاء مبني على الرجاء، والرجاء لا يصح إلا مع حسن الظن بالله. فمن يدعو ربَّه، وهو يوقن أن الله يسمع ويرى، ويعلم حاجته، ويقدّر له الخير، فهو محسن الظنّ بربه.

في هذه السلسلة، سنقف مع معاني هذه العبادة، ومراتبها، وعلاقتها بأسماء الله وصفاته، وكيف يؤثر حسن الظن في سلوك العبد، خاصة عند البلاء والدعاء والتوكل عن طريق فوائد لبعض العلماء وأهل العلم والتزكية.

#خفي_اللطف
Forwarded from زادُ الشَباب
•••

‏اشترى رجل من أثرياء البصرة جارية  اسمها
" حُسنْ " بضم الحاء وسكون السين.
وكانت إلى جمالها الخلاب تحسن الرقص والغناء والضرب بالعود.

فلما ركب بها السفينة منحدرا نحو البصرة وجن الليل وهدأت الريح قام فوزع الخمر علي اهل السفينة وقال: أسمعينا يا حسن.. فطفقت تغني وترقص وتضرب بالعود
‏وقد ثمل أهل السفينة وأخذتهم النشوة.

في ناحية السفينة يقبع شاب صالح يقرأ القرآن ويجتنب مجالس العصيان.. فأقبل عليه صاحب الجارية وقال ساخرا: أيها الفتى هل سمعت أفضل من هذا؟!
قال الفتى: نعم!
قال الرجل: اسكتي يا حُسن.. وقال للفتى:
هات ما عندك.. أسمعنا..

فقال الفتى بصوت جميل:
‏قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ "..

فوقعت الآية في قلب الرجل.. وانكسر لها وارتجف.. وسكب كأس الخمر في الماء وقال:
‏أشهد أن هذا أفضل مما كنت أسمع.. أعندك غيرها؟
فقال الفتى "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ‏بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا"

فارتعد الرجل.. وسكب جميع الخمر في البحر.. وكسر العود.. وقال: يا جارية اذهبي فأنت حرة.. وانزوى في ركن السفينة وأخذ يردد: أستغفر الله.. أستغفر الله.. هذا والله أحسن مما كنت فيه..ثم قال: أيها الفتى.. هل لمثلي من مخرج؟

فلما رآه الفتى قد انكسر.
‏ورق قلبه.. وخشعت جوارحه.. تلا عليه قوله تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"

فأخذ الرجل يرتجف ويقول: أشهد أن الله غفور رحيم
‏ثم شهق شهقة فمات..

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف
ثم انتهى ثم ارعوى ثم انصرف

أبشر بقـــــــــول الله في قرآنه
إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
الموت لا يفرّق بين شيخ قد انحنى ظهره، ولا شابٍ في مقتبل العمر، ولا فتاةٍ تمضي بأحلامها، ولا صغيرٍ لم يشتدّ عوده.
يأتي بغتةً، لا يطرق بابًا، ولا يستأذن غائبًا، ولا يُمهل مشغولًا.
لا يعرف ما خلّفته وراءك من عائلةٍ تنتظر عودتك، أو أماناتٍ لم تُؤدّ، أو ديونٍ لم تُقضَ.
لا ينظر إلى نوايا التوبة المؤجلة، ولا يُمهلك حتى “غد” الذي وعدت فيه نفسك بالتغيير.

يمرّ على القلوب مذكِّرًا: “كل نفس ذائقة الموت”، لكن الغفلة تعيدها إلى لهوها.
وما هي إلا لحظة، فإذا الجسد مسجّى، والعين مطرقة، واللسان ساكت.
قد تكون الجنازة القادمة أنت، وقد أكون أنا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمّت به البلوى في كثير من البلدان من تبرّج كثيرٍ من النساء وسفورهن، وعدم تحجّبهن عن الرجال، وإبدائهن كثيرًا من زينتهن التي حرّم الله عليهن إبداءها. ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة، والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات، ونزول النقمات؛ لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش، وارتكاب الجرائم، وقلة الحياء، وعموم الفساد.

فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرّم الله عليهن، وألزموهن الحجاب والتستر، واحذروا غضب الله سبحانه وعظيم عقوبته.

فقد صحّ عن النبي ﷺ أنه قال : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه، أوشك أن يعمّهم الله بعقابه.

[ الحجاب والسفور في الكتاب والسنة - لابن باز - ]
لمنع اندثار الحياء
سؤال وجواب ٩ هل يجب على المرأة اليوم إعادة النظر في مفهوم (الستر) كما جاء في الشريعة، في ظلّ انفتاح العالم الرقمي؟ وهل يكفي أن تحتشم جسديًا دون أن تنكسر داخليًا أمام الشاشات؟ ——— الستر في الشريعة الإسلامية ليس مجرّد حجاب يُلبَس، بل هو حالٌ داخلي قبل أن…
سؤال وجواب 10

انا لا أحب القيود الاسلامية، او اذا تقبلتها في داخلي نفره منها، واراها شديدة اتجاه الاخوات بخلاف الرجال

———

كل شيء من حولنا منظم بقيود: قوانين الدولة، أنظمة العمل، قواعد المرور، حتى الذوق العام، كلها تُقيّد الإنسان، ومع ذلك نراها ضرورية، بل نحترم من يلتزم بها، ونصف الخارج عنها بالمتهوّر أو غير المتحضّر.

فلماذا إذا كانت القيود من البشر تُحترم، وإذا كانت من الله تُرفض؟
هل السبب أننا نراها “تشددًا”؟ أم لأننا لا نعرف الحكمة منها؟
أم لأن النفس تميل إلى الانفلات، وترى الضبط عبئًا على رغباتها؟

الحقيقة أن الإسلام حين وضع ضوابط في الحياة، لم يضعها ليكبت الإنسان، بل ليحميه من نفسه ومن غيره، ويحفظ كرامته ويهذّب سلوكه.
فحين يأمر المرأة بالحجاب، أو بالعفة، أو بالحياء، فهو لا ينتقص منها، بل يرفعها فوق أن تُعامل كجسد أو أن تكون مباحة لكل عين
نحن لا نعيش في فراغ، بل في مجتمعات، وكل حرية تُمارَس دون قيدٍ ستصطدم عاجلًا بحرية الآخرين، ولهذا كان لا بد من “حدود”، ولا أحد أَولى بتحديدها من خالق البشر، الذي يعلم ضعفهم واحتياجهم وتقلّب نفوسهم.

ثم، من قال إن هذه القيود ضد المرأة؟
هل حفظ النفس والستر والكرامة يُعدّ قيدًا مؤذيًا؟
أم أن المؤذي حقًا هو أن نُطلق للنفس هواها، حتى نُصبح أسرى لهوى لا يشبع، ولا يرضى، ولا يقف عند حد.

والسؤال الحقيقي ليس: “لماذا يضع الإسلام قيودًا؟”
بل: “ما الذي يجعلني أقبل بقيود البشر وأرفض ما وضعه الله لي؟”

لأن من لم يُقيّد نفسه بأمر الله، سيُقيّده هواه، أو الناس، أو الشيطان ، فكل إنسان مُقيَّد بشيء، لكن السعيد هو من اختار أن يُقيّد نفسه بشيءٍ يسمو به لا يُهينه.
أصل ضلال الفِرَق هو عدم الاقتناع بما فطروا عليه.

يحيى بن إبراهيم جحاف ( ت ١١٠٢ )
لمنع اندثار الحياء
سؤال وجواب 10 انا لا أحب القيود الاسلامية، او اذا تقبلتها في داخلي نفره منها، واراها شديدة اتجاه الاخوات بخلاف الرجال ——— كل شيء من حولنا منظم بقيود: قوانين الدولة، أنظمة العمل، قواعد المرور، حتى الذوق العام، كلها تُقيّد الإنسان، ومع ذلك نراها ضرورية، بل…
سؤال وجواب 11

اريد السؤال عن موضوع الدراسة الجامعية انا طالبة طب … و صراحة كل شيء فيه اختلاط الدراسة للمستشفي فهل بدراستي اكون اثمة مع ان صراحة في بعض الأحيان يكون هناك تواصل … ثم استغفر يعني أحاول الابتعاد مع ذلك لا اعرف أشعر بضياع صراحة انصحوني و جزاكم الله خيرا

———

الأصل في المسلم، حين يرى أن الطريق يؤدي إلى الحرام أو الشبهات، أن يخرج منه، لا أن يحاول “التأقلم” مع المعصية، لأن التأقلم مع المعصية يعني التدرّج في التنازل، وتطبيع القلب مع ما لا يُرضي الله، حتى يصبح المنكر عاديًا، ثم مألوفًا، ثم مقبولًا

وما دام المرء يرى المنكر، ويجد نفسه يتعامل معه يوميًا، ولو على مضض، فهذا نذير خطر، وليس موطن اجتهاد

ولا خير للمرأة من بيتها فبيئة المستشفى، كما تصفين، قائمة على اختلاط دائم، وتواصل بصري، وحديث مباشر مع الرجال، وربما خلوة، أو قرب جسدي، وهذا كله باب فتنة لا يُمكن السيطرة عليه بالكامل مهما حاولتِ.
بل محاولة ضبط النفس فيه مرهقة، ومآلها في الغالب إلى الكسر أو البلاء، لا الثبات

دخول المواطن التي يغلب فيها الوقوع في المعصية لا يجوز، مهما حسنت النية، لأن النية لا تُبيح المحظور. والعذر بالحاجة لا ينطبق هنا، فليس العمل في هذا المجال ضرورة، ولا العلاج يتوقف على شخص بعينه

الترك، وإن كان في ظاهره خسارة شهادة أو مستقبل، إلا أنه في حقيقته نجاة من ذنب مستمر، وفتح لباب رزقٍ آخر لا تعلمينه.

وما ترك عبدٌ شيئًا لله إلا عوّضه الله خيرًا منه.
أما المضي في الطريق بعد العلم بالحكم، فمحفوف بالإثم، ولو استُغفر بعد كل خطوة

أما إن كان مغلوب على أمركِ من قبل والديكِ وترك ذلك يترتب عليه ضرر أعظم على دينك ودنياك فما لك إلا الدعاء والصبر أن ينجيك الله ويصرف عنك شر ذلك ثم تتحرين اكثر الايام المهمة وتذهبين لها ، أو تسعين لعمل أقل ضرر وفتنة من الذهاب الى مثل ذلك الى ان يفرج الله عنك.
Forwarded from كُنَّاشَة الدُّرَر
قد يُوَفَّقُ الداعيةُ والكاتِبُ لقولِ كلمةٍ أو كِتَابَتِهَا، لا لصلاحِهِ وَصِدْقِهِ، بل لصلاحِ القارئِ والمستمع، فقد يُجْرِي اللهُ على لسانِهِ وَقَلَمِهِ كلاماً مؤثراً ، لأنَّ اللهَ يريدُ أنْ يوصلَهُ لعبدٍ صالحٍ بينَ الجموعِ يُحِبُّه، وقدْ يجتهدُ الإنسانُ في التحضيرِ وترتيبِ العبارات، ثم يخرجُ كلامه باهتاً لا أثرَ له، وما ذاكَ إلا لغيابِ تلكَ القلوبِ الصادقةِ المُحِبَة، وللهِ في تدابيرِهِ أسرار ..
حين يُحب الإنسان أحدًا من الخلق، فإن أول ما يفعله غالبًا هو السعي إلى معرفته، وفهم طباعه، وما يحب وما يكره، ثم الاجتهاد في كسب رضاه وهذا سلوك فطري لا يحتاج إلى تعليم أو تدريب.

وهذا الأصل يُقاس عليه في العلاقة مع الله تعالى، وله المثل الأعلى سبحانه، فمحبة الله مغروسة في فطرة الإنسان، لكن هذه المحبة لا تزداد ولا تستقر إلا مع صفاء القلب وصلاح العمل.

فمن أرادت أن تنمّي محبة الله في قلبها، فلتبدأ بمعرفته.
ومعرفة الله تكون بالنظر في أسمائه وصفاته، وتدبر آياته، وفهم سننه، لأن الإنسان لا يحب ما يجهل، وكلما زادت معرفته بالله، عظُمت منزلته في نفسه، وسهل عليه تقديم محبته على غيره.

ثم يأتي الذكر، وهو وسيلة ثابتة ومؤثرة في ترسيخ الصلة بالله، وليس الذكر تكرار ألفاظ فحسب، بل حضور قلب واستحضار معنى ومن استمر عليه، قاده ذلك إلى مزيد من القرب.

ومما يعين على ترسيخ المحبة: ضبط الجوارح، وحسن الالتزام بالطاعة، ولو كانت قليلة فالمقصود الاستمرار والإخلاص، لا الكثرة المجردة.
فالمحب يحرص على إرضاء من يحب، ويتجنّب ما يسخطه، وهذا أصل معتبر في سير العبد إلى ربه.

ومن المهم كذلك تخصيص وقت منتظم للانقطاع عن المشتتات، والخلوة لمناجاة الله، ومحاسبة النفس، وسؤال الله الثبات وطلب الزيادة.
فالقلوب بين أصابع الرحمن، ومن صدق في الطلب، لم يُحرَم الوصول.

وأخيرًا: محبة الله ليست شعورًا عابرًا، بل ثمرة لأعمال ظاهرة وباطنة، وهي تنمو مع الوقت، ويزداد أثرها كلما صدق العبد في سيره.
فلتقبل على الله بخطوات ثابتة، ولتحسن الظن به، فإن الله لا يضيع من أقبل عليه بصدق، بل يقبله ويقرّبه، ويزيده من فضله.
لمنع اندثار الحياء
Photo
=

فائدة: استخدم العرب تشبيه "ندامة الكسعي" لوصف أسوأ حال يصل إليه المرء عند الندم.

يحكى أن أعرابيا يدعى ” الكُسَعي ” كان يهوى صيد الظباء ، وإذ رغب في التفوق على منافسيه في الصيد ، فقد خطط لاقتناء قوس ما عرفت العرب مثل قوته ومرونته .
وكان أن حمل ذلك الأعرابي فسيلة فتية من نبتة نفيسة ونادرة سيكون للعود المستخرج من ساقها بعد حين شأن عظيم في صنع أقوى قوس وأمضى سهم سيعرفه العربان . ومضى الأعرابي في الصحراء حتى عثر على شق عميق في صخرة صماء قاسية ، فغمر ذلك الشق بالتراب وزرع فيه تلك الفسيلة وأخذ ينقل لها الماء براحتيه كل يوم ليرويها ويمضي ساعات النهار بجانبها لحراستها من الحيوانات السائبة أو عبث العابرين . وبعد شهور من الحراسة والرعاية والاهتمام المتواصل ، فقد شبّ العود وبات جاهزا للقطع والتحضير ليصبح اسمه بعد اليوم ” قوس الكُسَعي “ وما إن تم تجهيز القوس وسهامه من ذلك العود النادر حتى تنفس الكُسَعي الصعداء ومضى يحث الخطو في أول رحلة للصيد برفقة قوسه الجديد وسهامه الحادة . غربت الشمس وحل الظلام والأعرابي يختبئ خلف جذع نخلة باسقة بانتظار الصيد الموعود ، وما خذله أمله إذ سمع وقع حوافر الظباء تعدو بالقرب منه وها هي أشباحها تتراقص أمام ناظريه بين الأفق الفضي وظلام الصحراء ، هتف الأعرابي فرحا : هذا يومك يا كُسَعي ، وأطلق سهمه الأول نحو واحد من الظباء ، يا إلهي !! صاح الكُسَعي ، لقد اصطدم السهم بالصخر وتطاير الشرر الناري أمام عينيه ، عليك بالثانية يا كُسَعي ، وأطلقها ، ربّاه !! حتى الثانية ما أصابت فريستها !! فقد ارتطم السهم الثاني بالصخر وتطاير منه الشرر أيضا !! وحاول بالثالثة والنتيجة كانت هي ذاتها. أدار السعي ظهره بتثاقل اليائس الحزين وأسند ظهره المتعَب إلى جذع النخلة وألم الخذلان يمزقه. نظر إلى قوسه نظرة الحاقد وقال : لماذا خيّبت أملي أيها القوس اللعين ، لقد أتيت ببذرتك من أقاصي البلاد وزرعتك في شق صخرة صماء وأرضعتك زلال الماء بكفيّ هاتين وسهرت على حمايتك ورعايتك حتى تنمو وأجني ثمرة جهودي معك ، فما كنتَ إلا خائن العهد عديم الوفاء ، فإلى الجحيم أيها الغادر اللئيم ،، إلى الجحيم .. قالها الكُسَعي وهو يحطِّم قوسه ويكسِّر سهامه ، واستسلم للنوم من شدة الحسرة والألم . ومع إشراقه الشمس وإطلالة خيوطها الذهبية .. استيقظ الأعرابي يفرك عينيه .. ثم حانت منه التفاتة نحو الجهة الخلفية للنخلة .. ربّاه !! ما هذا ؟؟ واحد .. اثنان.. ثلاثة.. !! ثلاثة ظباء صرعى على الأرض !! اقترب منها وأخذ يفرك عينيه بشدة لعله يستوضح الأمر، ثم صرخ بأعلى صوته: إلهي !! كم كنتُ عَجولا أعمى البصر والبصيرة !! لقد اخترقت السهام الحادة بطون الظباء الثلاثة من جهة لتخرج من الجهة الثانية وترتطم بالصخر الأصم قادحة شررا تطاير في كل جهة بما أوحت للكُسَعي بأن السهام أخطأت الظباء وأصابت الصخر . وتداعى جسد الأعرابي وسقط أرضا فما عادت ساقاه تطيقان حمله ، ثم أخذ ينوح ويبكي لاعنا حظه العاثر ، ومن شدة ندمه على تحطيم قوسه أخذ يعض أصابعه ندما معاقبا إياها على سرعة حكمها على القوس دون تبصر وحكمة وروية ، حتى سالت منها الدماء وجُبلت برمال الصحراء . ومنذ ذلك الحين ، يقول الأعراب : لقد ندم فلان ندامة الكُسَعي وأصبحت مثلاً.
Forwarded from مَيسَرَة
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
محاكاة الحرام = حرام
الشيخ مطلق الجاسر
مَيسَرَة
محاكاة الحرام = حرام الشيخ مطلق الجاسر
كثيرٌ من الناس يظنون أن محاكاة الحرام أمرٌ يسير، لكنه في الحقيقة بابٌ خطير يُضعف إنكار القلب ويعوّده على رؤية الباطل دون نفور.
ويندرج تحت هذه القاعدة الفقهية بالاضافة للمثال الذي ذكره الشيخ كثير من الألعاب الإلكترونية التي تحاكي المعاصي، وتُظهر الشركيات والتبرج والفسوق، فيعتادها القلب، ويألفها البصر، ويضمحل فيها الحياء والخشية.
فالمحاكاة ليست مزاحًا بريئًا، بل منزلق يُمهّد للوقوع في الحرام ويُميت القلب بالتدرّج
"الحجاب عمره ما كان عائقًا"

عبارة تتكرر كثيرًا، يرددها البعض بحسن نية، وبعضهن عن جهل، واخريات ليُرضين التيار العام دون أن يفهمن حقيقة ما يقلنه.

لكن الحقيقة؟
الحجاب عائق نعم ( وإن صحت التسمية جازر)
أمام الابتذال، أمام التنازلات، أمام الانسلاخ من الدين باسم “التحرر” و”القبول المجتمعي”.
الحجاب سدّ، وجدار، وسور منيع يحول بينك وبين كل ما يغضب الله، وإن لم يكن كذلك، فهو مجرد زينة فارغة لا معنى لها.

من روّج لهذا الشعار “الحجاب ليس عائقًا” لا يعرف من الحجاب إلا غطاء الرأس، ولا يريد منه إلا ما يتوافق مع أذواق الغرب.
تراها تتباهى بثوب ضيّق، ومكياج صارخ، وحركات ملفتة، ثم تزعم أن حجابها لا يمنعها من شيء!
وهل هذا هو الحجاب أصلًا؟
هذا تقليد أعمى، واتباع لقطيع، لا عبادة ولا استجابة لأمر الله.

الحجاب الحقيقي لم يكن يومًا مجرد قماش يُرمى على الرأس، بل هو علامة على أن هذه المرأة اختارت طريق الطهر، لا طريق الأضواء والشهرة بأي ثمن.

الحجاب يقيكِ من المزالق،حين تُعرض عليكِ وظيفة مشبوهة، أو دور تمثيلي يتطلب التبرج والظهور… يقف الحجاب في وجهك ويقول لكِ: “لا”.
حين يُدعى الجميع إلى مهرجان مختلط، ويُطلب منكِ الانخراط بحجة الانفتاح، يقف الحجاب ويذكّركِ بمن أنتِ. فهو عائقٌ أمام السقوط، حافظٌ للكرامة.

لذا، كفى ترديدًا لعبارات جوفاء.
كرري بدلاً منها:
“الحجاب عائق، نعم، لكنه العائق الذي أنقذني من أن أكون وجهًا جديدًا في طابور المستهلكات”.
“الحجاب قيّدني عن معصية، لا عن إنجاز”.
“الحجاب ليس زينة، بل هو حماية لي من أعين الاجانب ومن لا يحل لي”.
قد تجد صعوبة في أول الأمر في ترك عمل ضار اعتدت عليه، أو شخص تعلقت به، أو مكان سيء تذهب إليه.

‏استمر ولا تلتفت وجاهد نفسك أن يكون ذلك لله عزوجل، صدقني إنما هي أيام معدودة، ثم تأتيك الصورة (الصافية) التي تحمد الله بعدها على عاقبة قرارك، وحلاوة صبرك، وجميل صنعك.

‏وفي مسند الإمام أحمد مرفوعًا بسند صحيح: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عَزَّوَجَلَّ إِلَّا بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ».
2025/10/19 15:34:22
Back to Top
HTML Embed Code: