Telegram Web Link
الى المؤمنين الرساليين...

إلى المؤمنين: أخلِصوا نيَّاتكم وادرَءوا عن أنفسكم ما يُفسد أعمالكم وجهودكم.

أوصي إخوتي المؤمنين:

أولاً: أن يُخلِصوا النيَّة لله تعالى قبل أن يُقدموا على أي عمل، لأن النيَّة - إن لم تترسخ في النفس - فإن هذا يعني أن أعمالنا وجهودنا ستكون مهددة بالسرقة والسلب من قِبل الشيطان الرجيم الذي يتربص بنا الدوائر لكي يُضلنا ويُدخلنا جحيم الضلال برياء أو غرور أو كِبر يُدخله في أنفسنا وما إلى ذلك من مداخل الشيطان ومنافذه إلى النفس.

ثانياً: علينا أن لا نُضيِّع جهودنا وتضحياتنا بأسفٍ نُظهره أو ندمٍ نُبديه أو بمِنَّةٍ نَمُنُّها على الله - سبحانه - أو بعُجبٍ وافتخار ومباهاة، فلا تقل إني قدمت كذا وكذا، وإني جاهدت في الميدان الفلاني، ولا تُظهر الأسى والأسف على جهادٍ شاركت فيه ثم لم تنل ثماره، أو تتحقق أهدافه المرجوّة منه، فمثل هذا الإحساس قد يُضيع عملك وأجرك، وربما يسخط الله عليك ويجعل عاقبة أمرك إلى سوء.

وبكلمة؛ فليعمل الجميع بنية خالصة، وجهد متواصل دون كلل أو ملل، وليحاولوا أن يدرَءوا عن أنفسهم ما يُفسد أعمالهم وجهودهم من مُكدِّرات الأعمال وشوائبها كالرياء والعُجب والافتخار والأنانية والعصبية الحزبية والفئوية، ويا حبذا لو كانوا مجاهدين مجهولين لا يعرف الناس أقدارهم بقدر ما يعرفهم الله - تبارك وتعالى - لطيب نيّاتهم وعظيم إخلاصهم.




#سماحة_المرجع_المدرسي

Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |المكتبة المرجعية
245👍38👎1
وَاعمُرِ اللهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأحيِ بِه عِبادَكَ
453👍18👎1
ينبغي التوجّه، بأنَّ الصراع بين الدين واللادين، ليس في المظاهر الخارجية وحرية لبس العباءَة والحجاب أو منعه.. بل الأمر أعمق من ذلك بكثير.. فمسألة "الحريات" المتمثلة بنوع الملبس، تقع في نهاية السلّم.. تسبقها مسائل أهم وأكثر تعقيداً كنظام الحكم، والمرجعية الفكرية التي يستند اليها التشريع السائد.. ومدى التزامِه بالقِيَم والمبادئ أو تحرره من ذلك – شرحتُ ذلك في كتابةٍ سابقة-

لذا على المؤمنين أن لا ينشغلوا بمحاربة المتخلِّفين المقلِّدين، للمظاهر الدينية مثل الحجاب.. أي لا يتوقَّفوا عند ذلك، بل ينظروا الى ذلك ضمن صراعِ أعمق وأوسع، صراع على "هوية" هذا البلد ومصدر تشريعه، ومصدر القرار فيه، ويعدّو العدة ويعملوا جاهدين فكرياً وثقافياً وعملياً من اجل الانتصار في الصراع الأوسع.

وعلى المؤمنين أيضاً أن لا يفرطوا في الاعتماد على حجة "الحريات" الا بمقدار الزام الآخرين بما يلزموا به أنفسهم، أو بمقدار فضحِ زيفهم في رفع شعارِ الحريات كلما واجههم المجتمع في منكرهم..

اما ان يجعلوا ذلك احتجاجهم الأساس فلا.

لأن الحرية مفهوم معوَّم، وما نقصده من "الحرية المقيَّدة بقيودِ العقل والشرع" غير ما يقصدونه "أنت حر ما لم تؤذِ أحدا"
وما بينهما فاصلة كبيرة جدا.

وفي النهاية

جزى الله كل من يعمل على تزكية المجتمع، وتطهيره من الانحراف، مظاهره، أو أسبابه.. وكل من نوى خيرا.. جزاه الله خيرَ جزاء المحسنين.

وشتّان بين من يحب الصلاحَ والاصلاح وان فَشِل الالتزام به كليا.. وبين من صار هواهُ مع الفساد والانحراف، وان خشي اظهار ذلك!

فالأول كاد أن يكون مصداق قوله:
"يحبّون أن يتطهَّروا"
والثاني مصداق قوله تعالى:
"يحيبّون أن تَشيعَ الفاحشة"

فشتّان بين حُبِّ التطهِّر، وحب شياع الفاحِشَة..
فكن من الأول ومع الأول.. وإيّاك أن تميلَ مع الثاني..

فللأول محبّة الله.. وللثاني عذابه الأليم.
فاختر لنفسك جيِّدا
#تأملات
341👍37👎1
ما ينبغي للإنسان الاهتمام به في كل عمل يريد القيام به، أو عندِ أيِّ خطوة يخطوها.. أن يرى الأثر.. ويتدبَّر العاقبة فان كان خيراً فيقدم وإلا فيحجم.
هكذا علَّمتنا النصوص الشريفة.

إلا أن للآباء مسؤولية إضافية
أن يتأمَّلوا تأثير ذلك على أولادهم.. والأدق: صورتهم في ذهن أولادهم.
فكم من رجلٍ أدركته مراهقةٌ متأخرة، فانكسرت صورته أمام أولاده من دون رجعة.
وكم يراسلني من شبابٍ يشكون من تصرُّفاتِ آبائهم، وكلماتهم، وانحرافاتهم.. فيبحثون عن طريقٍ يصلحونها دونَ أن تنقلب الصورة: أن يصبح الابن مربيِّا، والأب متربيّا.. ولا أن يصطدموا بهم فتنكسر حواجِزُ البر بينهما.

تُرى..
فهل سيتقبل الابن بعد ذلك نصيحةً من أبيه؟!
هل ستنتقل تجارب الجيلِ الى جيلٍ جديد؟!
كم سيكون أثرُ ذلك كبيراً على الأولاد، فكرياً، ونفسياً، وعاطفياً؟!

وهكذا الأمر عند الأمهات أيضا.

فإن كان على المرءِ أن يضبط تصرفّاته مرَّة.. فعليه أن يضبطها مرّات حين يُصبِحُ هو أبا، أو تصبح هي أما. فالتربية ليست بالكلمات والدروس المسموعةِ والملقاة فحسب، بل هي في السلوك العملي أيضا.. بل عندها تكون أعمق تأثيرا.. حسنةً كانت أو – لا سامح الله- سيئة.

وفي نهاية المطاف، الأولاد أمانة، فلنحسن رعايتها.
#تأملات
311👍36👎1
Audio
اذا كانت ميزة الحضارة السائدة اليوم، أنها حضارة (الرغبة)، اذ تدفع الانسان نحو الانصياع التام لشهواته ورغباته، فتضخمها اولاً عبر الدعاية والاعلام، ثم تحطم كل قيدٍ للسيطرة عليه، من القيود الأخلاقية، والاجتماعية، والدينية.. والذي نجد تأثيرها اليوم في مجتمعاتنا.

فما العمل؟

هل يترك المجتمع بحاله لتنهشه الأمراض الأخلاقية والانحرافات السلوكية، ام لابد من التصدي لها؟
ولماذا التصدي؟
وما هي الرؤيتان المتضادتان التي نجدها اليوم في التعامل مع هذه الظاهرة؟

3 ذو القعدة 1446 – كربلاء المقدسة
#محاضرات
161👍7👎1
261👍11👎1
الصليب الأحمر، أو (الهلال الأحمر) كما في تسمى في بلادنا، منظَّمة تقوم على عددٍ قليل من الموظَّفين وأغلبية من المتطوِّعين، ويتهيؤون لمساندة عمل الدولة، في اعمال الإغاثة وفي المناطق المنكوبة، وقد يشاركون في اعمال اغاثية خارج البلاد أيضا.

وهذا العمل مهمٌ وضروري، إذ أنَّ كل مسلم، لابد أن يحس بالمسؤولية تجاه المجتمع، ويؤدي دوراً في أوقات الحاجة، ولكنه لا يستطيع أن يؤديه إلا إذا تهيأ مسبقاً لذلك.

ومن هنا فإني أهيب بالشباب أن يسجِّلوا أنفسهم في التطوّع في منظمات الهلال الأحمر في بلادنا، ويتلّقوا التدريبات المناسبة، وينتظموا ضمن مجاميع، حتى يقدروا على اعمال الإغاثة، ساعة الحاجة، من الحروب، أو الحوادث الطبيعية لا سمح الله.

المرجع المدرسي- بحث خارج الفقه، 29 جمادى الأول، 1445 هـ.ق
8-5 اليوم العالمي للهلال الأحمر
348👍41👎1
شكى هشام بن إبراهيم الى الامام الرضا (ع) كثرة مَرَضه وسقمَه، و أنَّه لا يولد له، فأمره أن يرفع صوتَهُ بالأذان في منزله، يقول: فَفَعَلْتُ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي‏ سُقْمِي‏ وَ كَثُرَ وُلْدِي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ وَ كُنْتُ دَائِمَ الْعِلَّةِ مَا أَنْفَكُّ مِنْهَا فِي نَفْسِي وَ جَمَاعَةِ خَدَمِي وَ عِيَالِي فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ هِشَامٍ عَمِلْتُ بِهِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي وَ عَنْ عِيَالِيَ الْعِلَلَ.

الكافي، ج3،ص308
#الآداب_الإسلامية
412👍35👎1
عامل بسيط، يُعيد مبلغ عشرة آلاف دولار لصاحبه.. بعد أن نسيه صاحبه في مكوى في محافظة ميسان.. حادثةٌ مسجَّلة بالصوت والصورة.
صورة متكررة في واقع بلادنا.. ومخالفة للصورة النمطية السَيِّئة التي يحاول البعض رسمها عن شعوبنا.

والحادثة دليلٌ إضافي أنَّ (الحاجة) لا يمكن أن تكون (علّةً) للسرقة.. بل الجريمة أمرٌ (يختاره) الإنسان بنفسه..
وكما الجرائم.. كذلك سائر الخطايا.. فالظروف لا تصنع الخطايا، إلا اذا (استسلم) الانسان لها.. والاستسلام خيارٌ كما لا يخفى.
#تأملات
587👍61👎1
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هناك من لا يريد للفضيلة أن تنتشر، ولا للحق أن يعمل به، ولا للمنكر ان يتركه الناس

وفي ظل هذا نسمع خطاباً يدع الصالحين بترك الناس وشأنهم؟

فهذا وغيره ادلة اضافية لضرورة التصدي لمسؤولية تصحيح مسار المجتمع، وعدم الاعتناء بالاصوات المانعة من ذلك
#مقاطع
230👍21👎1
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْدِيقاً بِكتابِكَ، وَإِيماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً إِلَيْكَ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ
227👍8👎1
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
في النصوص، أن المؤمن له ساعة يخلو مع نفسه، يفكِّر في أمره، يتفكَّر في حياته.. ينظر الى اعماله، يفكِّر في ما يجري في هذا العالم، فيستقي العِبَر، ويزداد بصيرة..
لكن المشكلة أن (الوقت) قد شُغِل بالملهّيات

فصار التفكّر في زمان الناس هذا، تَرَفٌ وكَماليات!
#مقاطع
184👍22👎1
Audio
وصف الله تعالى الحِكمةَ على أنَّها "خير كثير"، وذكر تعليمها في مهامِّ نبيِّنا الأكرم (ص)، ثم وصفت بأنها ضالّة المؤمن، وأنَّها يجب أن تمنع عن غيرِ أهلها، والا كان في ذلك ظلماً لها..

لكن:
▪️ ما هي الحكمة؟
▪️ما هي آثارها في حياة الانسان؟
▪️ما هو الارتباط بينها وبين الايمان؟
▪️كيف نحصل على الحكمة؟
▪️نماذج من حكم الوحي وتطبيقاتها في حياتنا

دروسٌ من حكم أمير المؤمنين (ع) – الدرس الأول
#حكم_للحياة
124👍13👎1
حين يغزو الشيبُ رأسَ المنتظِر، ولحيته..
يحزن
لا لانقضاء العمر..
بل لأنه عَرِف، أنَّ أصحاب المهدي (عج) شبابٌ، وليس فيهم من الكهول إلا كالملح في الطعام، والكحل في العين..
يحزن
أسفاً على فواتِ فضل النصرة..

لكن يهوِّن عليه أنَّه عمل بتكليفه.. تكليف المعرفة.. وتكليف الانتظار..
ويتأسّى بقول الصادق (ع): .. فإنَّك إنْ عَرِفتَ إمامَك لم يضرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر..
ورجاؤه أن يكون ممن ينصر إمامَه كهلاً أيضا.

اللهمّ عجِّل لوليّك الفرج
461👍32👎1
نقاشات في الشطرنج.pdf
487.4 KB
هذا الملف ليس بحثاً او تحقيقاً، ولم أكن بصدد بيان الأدلة من الحرمة أو نقل فتاوى الفقهاء الكرام في المسألة، بل هو مجرَّد (منشور) جعلته في ملف منفصل لطول كتابته، ولم احب ان أجزِّءَهُ في كتابات منفصلة.
والهدف بيان طبيعة النقاشات في مثل هذه الموارد وبُعد الاشكالات عن المنهجية العملية، وأن بعض الاشكالات لابد من نقاشها من الأساس دون الخوض في التفاصيل.
1228👍22👎2
Audio
أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُون‏

بينما يسارع بعض الناس في الكفر، ويسارع غيرهم إلى حيث شهواتهم، وآخرون إلى حيث خدمة الطغاة والظلمة وكسب رضاهم.. يسارع المؤمن (في الخيرات).. ويستغل كل فرصة لزيادة رصيده الأخروي..

وبينما يعمل البعض بعض الاعمال البسيطة في سبيل اخرته ثم يكتفي.. بل وكأنه يتقاعد عن طلب الآخرة، ترى غيره أكثر عطاءً وانتاجاً كلما زاد عمراً.. لماذا؟

ما هي صفة (المسارعة في الخيرات)؟
ولماذا جعلت من صفات المؤمن؟
وكيف السبيل اليها؟
وكيف ندرِّب أنفسنا عليها؟


17 ذي القعدة 1446
كربلاء المقدسة
#بصيرة_و_منهاج
147👍10👎1
بعد نقاشٍ عن حكم اظهارِ الفتاة زينتها أمام الأجانب من الرجال..
كتبت لي: معقولة ربِّ العالمين.. يدخِّلني النار بس على "شعرايتين" طالعات من حجابي، أو على اثر "حمرة" على شفايفي؟!

فكتبت لها: هل أنتِ متأكدة.. أن ليسَ لكِ من الذنوب في ماضي أيّامك.. ولا سيكون لكِ في قادِم أيّامِك.. سوى تلك "الخصلتين" ، أو تلك "الحمرة "؟!
فلم يكن لكِ تقصيرٌ في واجِب، أو تجاوز لحدِّ لله، أو لحقٍّ للناس أبدا؟

فلا غيبةَ، أو تهمةَ، أو ظنَّ سوء، أو اهمال في حقِّ الوالدين، أو في نهيٍ عن منكر، او..

ولن يكون؟!


هذا فضلاً أنَّ الذنب عصيانٌ وتمرّد، او استهانةٌ وغفلة.. ولا يُنظر في ذلك إلى صغره بل إلى ما يمثِّله ذلك العصيان.

صحيح أن رحمة الله واسعة.. وهي التي وسعت كلّ شيء، لكنّ الروايات الشريفة، نهتنا من أن ننغمس في الذنوب، أو نتجرأ على معصيته، أو نستغل ستره المُرخى.. اتكالاً على رحمته..

فاحذري من الاستهانة بالصغائر، فإن الجرح الكبير يبدأ بخدش صغير!
والخدوش الصغيرة.. إن لم تتدارك.. تكون مهلكة قطعا!

#تأملات
340👍37👎2
2025/07/09 21:24:08
Back to Top
HTML Embed Code: