(1)

يتعامل طغاة الأرض مع الشعوب.. تعاملهم مع رقعة الشطرنج، وبيادقه
يحرِّكونها حسب ارادتهم
يضحّون ببعضها
يقدِّمون أخرى
للوصول الى الفوز.. فوزِهم لا فوز البيادق طبعا!
أما البيادق، فمن يهتمّ بشأنهم أصلا؟!

"على سكان غزة ان يعيشوا في مكانٍ آخر"
"اسرائيل صغيرة جدا، عليها ان تتوسَّع"
"على الأردن استقبال الفلسطينيين"..
"على العراق..
"على السعودية
"على ايران" و...
هذه تصريحاتهم..

لكنهم يتناسون، أن الفارق بين الشعوب وبين بيادق الشطرنج
أنها تمتلك "الارادة"
ارادةِ التحدي والمواجهة..
فهي لا تتحرَّك حسب رغبة لاعب الشطرنج ومصالحه
وفيها من العزة ما ترفض أن تكون "بيدقا"

ولكن!

كما ان المواجهة والتحدي ارادة وقرار.. كذلك الخضوع والاستجابة
فمن يخضع
يخضع بإرادته ايضا
والضعيف لا يكون ضعيفاً.. الا اذا أقرَّ بأنه ضعيف.
وكما ان القوة قرار
الضعف قرار ايضاً
وكما ان التحدي قرار
الخضوع قرارٌ ايضاً
ومن اراد التحدي.. أعدَّ له عدّة!

(2)

من يسمع تصريحات الرئيس الامريكي هذه الأيام، يتعرَّف على حقيقة العقلية الاستعمارية عند الغرب.. وهي ليست تصريحات "شخص"، بل رؤية "فريق حاكم" في أكبر بلدٍ غربي.. القتل، والنهب، والتدمير .. وهي العقلية التي تعاملوا بها مع العالَم، منذ عشرة قرونٍ على الأقل.. وهذه التصريحات هي الأصل، أما تلك المغلَّفة بعبارات "السلام" و"الرفاه" و"السعادة" و.. فتلك المزيّفة الخادعة منها لا اكثر..

(3)

مرَّ على البشرية من فجر تاريخها، آلاف الطغاة والمستكبرين.. أشخاصاً، وأنظمة، وحضارات.. كانت صفاتهم واحدة:
(الذين طغوا في البلاد)
افعالهم واحدة:
(فأكثروا فيها الفساد)
فانتهت الى نتيجةٍ واحدة:
(فصبَّ عليهم ربُّك سوطَ عذاب)
ولا تختلف سنة الله في طغاةٍ لبسوا الجلودَ.. عن طغاةٍ لبسوا القوط والأربطة.
ولكنّ الله يمتحننا بهم..
(فليعلمنَّ اللهُ الذين صدقوا، ويعلم الكاذبين)

#تأملات

من إشكاليات "وسائل التواصل" رغم فوائدها، وكثرة الانتشار، والقدرة على الوصول الى أجيال جديدة..
هو أنَّ المخالف الذي بيده مقاليدها – وفي مثالنا: خوارزمياتها- .. لا يتنافس بِشَرَف..
فالأمر ليس أن تعرض أنتَ بضاعتك، ويعرضون هم بضاعتهم، والناس يختارون ما يرونه الأصح والأفضل بارادتهم الحرّة!
فالعالَم لا يُدار بهذه الطريقة!
بل تعرض أنتَ بضاعتك ما دامت لا تخالف هواهم.. او ما دمتَ مقيَّداً بالحدود الذي اريد لك..
والا فيبدأ التنافس غير الشريف.
أي يُعرض على الناس المفضَّل عند من يدير تلك المنصّات –أكثر- من المحتوى الذي لا يعجبهم..
وعندها الناس يختارون بين ما هو معروضٌ أمامهم فحسب.. – بارادتهم الحرّة!-

فمنذ فترة، بدأ مقصّ الحذف يشتد على ما أكتب في مواقع التواصل..
فبعد أن عمل فترةً على صفحتي الاولى في "الفيسبوك"، فاضطررت الى ايقاف الكتابة فيها نهائياً.. هاجرتُ الى منصة "الانستغرام" فلاحقني ذات المقص هناك ايضا.

ففي كل صباح، صرت استيقظ على حذفِ منشوراتٍ قديمةٍ لي، بحجة عدم موافقتها مع معايير المجتمع!الذي ينتمون اليه.. ولم تفلح كل محاولات الاسترجاع حتى لمنشورٍ واحد منها.
والأمر بدا غريباً لي..
فمن الطبيعي أن يحذف منشور رثاء الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه..
اما أن يصل الحذف الى كتاباتٍ ادبية.. وأخرى شبابية.. أو تُحذف صورة لقائي بالمرحوم آية الله السيد عبد الكريم شبر رحمه الله، فذاك مما لا اجد لها تفسيراً، سوى حِدَّة المقص، من ثم الحجب الخفي والتقييد لتخفيف التأثير على الواقع.

أقول:

من الممكن أن يحذفون ذلك كله..
أو أن يصل الأمر يوماً الى ان تحذف كل حساباتي من هذه المواقع..
بل أن يكون نشر صورتي يوماً يسبب تعليق الحساب حتّى.. ربما

أما الأساس: هو ما لا يمكن لهم حذفك فيها،
وهو "الواقع"

الواقع الذي تلتقي فيه يومياً بعشرات، ومئات الشباب المختلفين.. وحين ترى اقبال الشباب وتوجههم وتلفهم، يغمرك الاحساس بالتقصير، وهو ما أجده بعد كل ندوةٍ جامعية.

وقد تفاجئ بعضاً
وقد تتلقى هديةً غير مترقَّبة

فأن يسهر أحدهم ليلته، وأنت لم تلتقِ به قط يوماً.. ليرسم صورتك على لوحةٍ فنية، ثم يهديها لك دون طلبٍ لجزاءٍ أو شكور.. أو أن يصر عليك آخر على توقيعٍ لكتابٍ.. أو ثالثٍ على صورةٍ شخصية.. أمرٌ يكشف عن ودِّ هذه الشباب وتوجههم.. ويجعل في رقابنا ديناً نسأل الله التوفيق لأدائه.

الشكر للطالب محمد سلام على هديته.. اسال الله له التوفيق
وفي النهاية

قد يكون لهم المواقع.. لكن لنا الواقع بإذن الله تعالى..
.....

الصور من الندوات الجامعية في محافظ واسط، في كلية الكوت الجامعة، وكذلك في كلية الهندسة جامعة واسط، بالاضافة الى المشاركة في احتفال الاعياد الشعبانية في الاقسام الداخلية.
الشكر الخاص لجميع العاملين على انجاح مثل هذه البرامج.
#ندوات_جامعية

سنّة الصراع
تفسير من هدى القران، ج4، ص94

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر (ع): أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَمْسِ خِصَالٍ هِيَ مِنَ الْبِرِّ وَ الْبِرُّ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ؟

قُلْتُ: بَلَى.

قَالَ (ع):

* إِخْفَاءُ الْمُصِيبَةِ وَ كِتْمَانُهَا.

* وَ الصَّدَقَةُ تُعْطِيهَا بِيَمِينِكَ لَا تَعْلَمُ بِهَا شِمَالُكَ.

* وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ بِرَّهُمَا لِلَّهِ رِضًا.

* وَ الْإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَإِنَّهُ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.

* وَ الْحُبُّ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (ع).

وسائل الشيعة، ج9، ص399

حفظ الإنسان في الإنسان
كيف تبقى انسانا؟

ليس الانسان بجسده الخارجي، فما يُعطي له قيمته المتميِّزة عن سائر الكائنات، ليس جسمه الخاص، ولا عدد احماضه الأمينية، ولا مكان عينيه من جسده..
بل (الانسانية) قِيَمٌ وتصرفات، متى ما حافظ الانسان عليها اكتسب قيمته، واذا تخلى عنها، لا يختلف حينها عن الأنعام، بل أضل سبيلا.

فما هي تلك القيم؟
وكيف الحفاظ عليها؟

- محاضرة في مجموعة من طلبة الجامعات

منهج مواجهة الاختلاف؟

الاختلاف سُنّة في الحياة، لكنَّه ليس حتماً، بل هناك من استثناهم الله من ذلك، فرحمهم في ذلك..

لماذا الاختلاف؟
ما هي اسبابه؟
ما هي مسؤولية الانسان في الاختلاف؟

7 شعبان 1446 هـ.ق
كربلاء المقدسة

إن شعب فلسطين.. شأنه شأن إخواننا في جنوب لبنان.. بإمكانه في أيِّ لحظةٍ أن يتركوا كل شيء وراءهم، ويبحثوا عن حياةٍ جديدةٍ في مكانٍ ما على هذه الوسيعة..
فلماذا يبقون إذا؟

أ مِنْ كراهية العتاب والملامة.. ومن ذا يلومهم؟ وقد وصفوهم بالحمق والجنون حتّى.
أ مِنْ هوانِ الموتِ عندهم بعد ما رأوا ما رأوا؟
أو من زهدٍ في العيشِ بعد كثرة ما خسروا من وجوهٍ مألوفة، فصار الكون كله غريباً؟
أو يا ترى إنَّه ادراكٌ أنَّ أمام محتلِّ هدفه أن لا تكون، مجرد البقاء المادي هو فِعلٌ من أفعال المقاومة؟! فبالُكَ بمن يبقى ليرمي الرصاصَ والبارود؟

الأخير عندي أرجح.. وإن كانوا لم يُدرِكوه بعد.. فالمفهوم هذا لم يدخل إلى دائرة الشعور حتى الآن، شأنه شأن غيرِه من المفاهيم التي يسبق فُعلُها ادراكَها.. ولكنَّه سيظهر قطعا!

#نصف_اقتباسات

القصاصات الجامعية

حمرٌ و صفرٌ وزرقٌ .. ولعلَّها وردية اللون..

تلك هي القصّاصاتِ التي توزَّع في نهاية الندوات الجامعية، ليكتب فيها الطلبةُ أسئلتهم، فأختار منها ما يناسب المحفل، ومعرفتي.. لأجيب عنها.
تلك التي تتوزَّع الأسئلة فيها بألوانها..

حمرٌ خطيرة.. في السياسة وما يرتبط بها.. والتي تُهمل غالباً..

وصفرٌ مثيرة.. في مناقشاتٍ عن أحداثٍ جارية، ونقاشاتٍ حادّة في أجواءِ مشحونة.. عن مشاكل خاصة، وهمومٍ عامة..

وزرقٌ هادئة .. عن عقيدةٍ، وفقهٍ، وثقافة، وبعض النقاشات الهادفة.. لكنها هادئة.. فلا عجب أن الأزرق لونٌ بارد!

أما الوردية.. أسئلة عن حياةٍ جامعية، وخصوصياتها، عن العلاقة مع الجنس الآخر، وألغامها..

عن أحلامٍ وردية سرعان ما تُصبح كابوساً..

تلك هي >القصاصات الجامعية<.. تجميعٌ لبعض تلك الأسئلة، وأجوبتها التي تتخطّى حياة الجامعة، لكل شابٍ من شبابنا..
⁧
ومع أن الأسئلة كثيرة جداً.. وفي بيتي «تَلٌ» منها والذي حتّى الآن لم استطع الإجابة إلا عن بعضها، بيد أني اخترتُ ما يكون منها عام النفع، وابتعدتُ عن الإجابات التي تكون لقضايا خاصة نادرة التكرار للآخرين، أو تلك التي يطرح الجواب من الأسئلة أكثر مما يجيب عليها..

فكان هذا الكتاب.. ما يزيد عن ثلاثين سؤالا وجوابا، بعضها بتفصيلٍ يقتضيه المورد.. أسال الله أن تكون نافعةً لشبابنا، وتجيب عن استفسارات عالقةٍ في أذهانهم، أو تكون وسيلةً لدفع حياتهم نحو الأفضل، وشخصياتهم نحو الكمال بإذن الله تعالى.
والله من وراء القصد

——
الكتاب موجود للتحميل مجاناً بنسخة الكترونية
أما الكتاب الورقي فمتوفر في مكتبات دار البصائر بإذن الله تعالى