Telegram Web Link
يطلب الانسان من ربِّه كُلَّ شيء.. من أمرِ دينه، ودنياه.

ومع أنَّه يعلم يقيناً بأنَّ الله (على كُلِّ شيءٍ قدير)، إلا أنَّ حوادث الدنيا، والاحتكاك بها، تلهيهِ بالسبب عن المسبِّب، فيحتاج الى تذكير وتنبيه مستمرين، عبر بيانِ عظيم قدرة الله، وأنَّه هو المهيمن والمسيطر الذي وسع كُرسيُّه السماوات والأرض، وأنَّه على العرش استوى، وأنَّه لا يعزب عن علمه مثقال ذرةٍ في السموات والأرض.

ولعلَّ من ذلك بعضُ حكمة قراءة بعض السور تحديداً في ليلة القدر، ليلةِ نزول الملائكة والروح، وتحديد الاقدار والارزاق، وتحديد المصائر.. فترى في سورة الروم قوله تعالى (لله الأمر من قبلُ ومن بعد).. أو في سورة العنكبوت تجد قوله تعالى – بعد بيان تشابه حركة التاريخ في هلاك الظالمين ومصير حضاراتٍ اعتمدت على غيرِ الله فظنَّت أنها تجيرها عن الله، أو تغنيها عن الله شيئا- : (مثلُ الذين اتخذوا من دونِ الله اولياءَ كمثل العنكبوتِ اتخذت بيتا، وإنَّ أوهن البيوت لبيتُ العنكبوت لو كانوا يعلمون)، وهكذا في سورة حم، دخان التي تأكيد على ليلةٍ مباركة (فيها يُفرَق كُلُّ أمرٍ حكيم، أمراً من عندنا..)

وهكذا تتوالى الاشارات في الأدعية والأذكار، خُلاصتها: الاعتقاد بأنَّ الله على كل شيءٍ قدير، وأنَّه الذي ليس في السماوات والارض الهٌ يُعبدُ غيره.

ومن عظيم قدرته، أنَّه يمحو ما يشاء ويُثبت وعنده ام الكتاب.. ومما يُمحى ويثبت، مصائر العباد، الأبدية.. السعادة والشقاء، الصلاح والفساد.. الايمان والنفاق.. مصيرهم إلى الجنَّةِ أم النار.

ومن أشدِّ شبهات ابليس فتكا، الاعتقاد بأن المصائر محتومة.. وكما قال اشقى الآخرين لأمير المؤمنين (ع): (أفأنت تنقذ من في النار؟!)

وهذه الليلة، ليلة الطلب من الله أن يغيِّر ذلك المصير، وأن يكتب لنا النجاة من نار جهنم، فينادي المؤمن مائة مرة بدعاء جوشن الكبير – بعد الطلب من الله باسمائه الحسنى- (الغوث الغوث خلِّصنا من النار يا رب)
ويدعو ربَّه (وإن كنتُ من الأشقياء، فامحني من الاشقياء واكتبني من السعداء، فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيِّك المرسل: يمحوا اللهُ ما يشاءُ ويثبت وعنده أمُّ الكتاب)

فهذا ما يحتاج الى تذكيرٍ دائم، لألا نقع في شَرَكِ ابليس، وكما قال الامام الصادق (ع) لميسَّر: يا ميسّر اُدعُ و لا تَقُلْ : إنَّ الأمرَ قَد فُرِغَ مِنهُ ، إنَّ عِندَ اللّه ِ عزّ و جلّ مَنزِلَةً لا تُنالُ إلاّ بِمَسألَةٍ.

فلنسأل ولنطلب ولنتضرَّع، للنال تلك المنزلة، ولنغيِّر أقدارنا، ومصائرنا
ان شاء الله
وأسألكم الدعاء
1157👍5👎1
Forwarded from سجاد المدرسي
أعمال ليالي القدر الكاملة (1).pdf
7.1 MB
أعمال وأدعية ليلة القدر المباركة
1113👍7👎1
السّيد محسن المُدَرسي
توصيلُ المتاع اذا كنت ممن تسافِر مع الأهل والأولاد، ستعرف أنَّ من عقبات السفر: حملُ المتاع. فهناك شهيَّةٌ عند النساء -وبعض الرجال للانصاف- في الغالب: تثقيلُ الحقائِب.. وحمل كل ما يُحتاج اليه وما لا يحتاج، بأقصى قدرٍ ممكن! شهيةٌ اضطرت لأجلها خطوط الطيران،…
لا نغفل أنَّ مما ورد في هذه الليلة التصدُّق على الفقراء والمساكين، واعانتهم ..

فقد ورد في حديث النبي (ص) أن النبي موسى (ع) سأل ربَّه: (الهي أريد رحمتك، فقال الرب تعالى: إنَّ رحمتي لمن رَحِمَ المساكين ليلةَ القدر) فقال (ع): الهي أريد الجواز على الصراط، قال (ع): ذلك لمن تصدَّق بصدقةٍ في ليلة القدر..
209👍25👎1
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
للنظر أي عملٍ مداوم نداوم عليه يكون خالصا لله، وذخراً لآخرتنا..
#مقاطع_دينية
199👍17👎2
يمكن للاخوة متابعة المحاضرات والمقاطع المصورة على منصة اليوتيوب من خلال الرابط هنا، على أنَّ بعض ما ينشر هناك لا ينشر في القناة، والعكس بالعكس

فمن احب متابعة جميع ما موجود، يتابع المنصتين معاً
واسالكم الدعاء
1239👍24👎2
عن زيد بن عليِ بن الحسين (ع):
سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع لَيْلَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يَقُولُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلَةِ إِلَى آخِرِهَا

فلا عجب أن يدعو زين العابدين وسيد الساجدين، من أول الليلة الى آخرها، فتلك عبادته التي عُرِف بها.. لكن أن يكون الدعاء والطلب من الله شيئاً واحداً، يكرِّره المرَّة بعد الأخرى فذلك مما ينبغي النظر فيه، فما هو هذا الطلب الذي ألحَّ الامام عليه؟

كان يقول (ع):

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ..
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي حَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَ مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَسْعَدَنِيِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ سَعَادَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
233👍10👎1
منذ فترة تركت متابعة بعض مواقع التواصل المشهورة بالقال والقيل – وانصح بتركها ايضاً-، لكن التجربة المتراكمة لسنواتٍ عدة، اعطتني تصوراً واضحاً عما يحدث فيها.. دون الحاجة الى متابعتها بعد.

فلا احتاج الى متابعتها لأتنبأ ما ستثيره الصفحات المدعومة.. في اثارة الخلاف بين شعبنا والشعب الفلسطيني، لأجل هتافات بذيئة ضد العراق في مباريات كرة القدم.

لا احتاج المتابعة.. لاعتمادي على ما تعلمته. لأتنبأ بما سيحدث في هذه الحادثة ومئات الحوادث المشابهة في المستقبل:

اولاً: هناك مصلحة استعمارية (غربية /اسرائيلية) في تمزيق الشعوب الاسلامية، ومنع وحدتها، فالوحدة هي المانع من غلبة الاستعمار – والكلمة هنا لوصفِ الغاية- على بلادنا.. لأنه متوحِّد في احلافٍ واتحاديات، ونحن لا نقوى على مواجهته احادا.. فلابد من الوحدة.. فالوحدة هدفٌ استراتيجي لا تكتيكي.. وهذه الحقيقة يعرفونهم قبلنا.
فاذا كان الاختلاف مذهبياً.. فلابد من تعميقه ثم استثماره.
واذا كان الاختلاف فكرياً، فلابد من تعميقه ثم استثماره.
واذا كان الاختلاف سياسياً، فلابد من تعميقه ثم استثماره.

واذا لا يوجد اختلاف، فلابد من صناعته، ثم تعميقه، ثم استثماره.
والأدوات لكل ذلك جاهزة.

ثانياً: لا يكتفي الاستعمار بخلقِ حالة العداء ومنع حالة الوحدة، بل غايته النهائية ايجاد الصراع، والحروب.. فالكراهية المبثوثة فترة من الزمن، تنتج حرباً في النهاية، والحرب يتقوى به احدنا على الاخر بالغرب، فيكون سبباً لموطئ قدمٍ في داخلنا.. ونهاية ذلك المزيد من التقسيم.

ثالثا: هناكَ (نزعة) نحو التفاخر، والتعنصر في داخلنا، وهي ليست لعنصرية لمكارم الخصال.. فيتم بسهولة الاثارة بعد توجيه الاهانة لما نفتخر بالانتماء اليه ونتعنصر من اجله.

رابعاً: هناك اعلامٌ شيطاني، ينقل ما (يريد) ان نراه، ويحجب عنا ما لا (يريد) ان نراه.. فهو يُرينا هتافات افرادٍ معيَّنين ضد العراق، ويحجب عنا كلماتِ شكرٍ وتقدير لاخرين في نفس الوقت.. امعاناً في التمزيق وبث الكراهية.

خامساً: هناك نفوسٌ متخاذلة.. والتخاذل يجعلنا أن نشاهد ما (نريد) ان نشاهده تبريراً لتخاذلنا.. ونترك ما لا (نريد) ان نراه.. فيجتمع ما (يريد) مع ما (نريد) فنكوِّن الصورة التي تبرر لنا مواقفنا السابقة.
فنحن نريد ان نشاهد من يهتف ضِدَّنا، رغم انَّه لا يمثل سوى حالة جاهلية طائشة في مجموعة تركوا اطفال بلدهم تنهشهم كلاب الصهاينة، وجاؤوا ليمتعوا انفسهم بكرة القدم!

فبعد كل هذا، من الطبيعي ان تنتشر مثل هذه المقاطع، ويعلم بها الجميع.. ولا يشاهد احدٌ موقف اطفال فلسطين في توديع الطبيب العراقي.. كما شاهد شيعة اهل بيت عليهم السلام موقف الناصبة من اهل فلسطين، ولم يشاهدوا كلمات الشيعة منهم.. وان شاهدوا اعتبروا الأول حالة عامة والثانية استثناء لا يعتد به!

كتبت هذا كله، لأقول.. ان الاعداء يفعلون ما شاؤوا – فهذه الدنيا وهناك مهلةٌ الهية قبل اخذه اخذ عزيزٍ مقتدر- .. ولكن اللوم علينا، على الواعين منا في عدم التحذير بالقدر الكافي مما يقومون به، وعدم التحصين المسبق، وتطوير أدوات ذلك بعد عدم كفاءة الأدوات السابقة.. واللوم على من يقع في شَرَكهم وخداعهم المرَّة بعد الأخرى دون الاعتراف بخطئه..
#تأملات
444👍61👎3
اللهم .. اشعَب بهِ صَدعَنا
353👍11👎1
بسم الله الرحمن الرحيم

نظرًا لتساؤل المؤمنين الكرام حول مقدار بدل زكاة الفطرة، نبيّن ما يلي:

تُقدَّر قيمة زكاة الفطرة لهذا العام بمبلغ (1500) دينار عراقي لمن يدفعها بدلاً عن الطحين.

أما إذا دُفعت بدلاً عن غيره من الأطعمة، كالأرز مثلًا، فيجب أن تكون بقيمة صاع واحد من الطعام (حوالي ثلاثة كيلوغرامات).

نسأل الله القبول والتوفيق للجميع.


#سماحة_المرجع_المدرسي

Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |المكتبة المرجعية
119👍12👎1
لم تكن العمامة يوماً مستهدفة
تلك فكرة سطحية جدا
فهي قطعةُ قماش.. قد يرتديها من لا يستحقها رغم قلتهم في المجموع.
وهناك ممن يضعها على رأسه زوراً.. وقد رتَّب أوراقه مع طُغاةِ الأرض، فلا يمسّه أحدٌ بسوء..

ولم يكن العلماء يوماً مستهدفين
بل لم يكن الأنبياء حتى مُحاربين!

فهم ان كانوا قبلوا بمقترحات الطغاة.. لأغدقوا لهم كنوزَ الأرض ومعادن العقيان..
بل إن كانوا غيَّروا دينَ الله بما يتناسب مع مصلحة الطغاة والفاسدين والفاسقين.. فيفترون على الله ديناً غير ما أوحي اليهم.. كانت النتيجة مختلفة عن التاريخ الذي نعرفه .. وكما أخبر بذلك الرب تعالى - وهو يخبر عما لم يكن-:

إِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَليلا

فالإشكال الأساسي أولاً وأخيراً كان مع (الدين).

فلو قبل ولدي عُمران مقترحاتِ فرعون: لجعلهم أخلاءَ له ووزراء!
ولو داهَنَ شُعيب قومه، لنصبوه عليهم أميرا.
أما نبينا الأكرم.. فقد عُرِضَ عليه عملياً الدخول في نادي الطغاة، وفي حزب المترفين.. بشرطِ أن يبدِّل لهم دينَ الله فرفض.

وحتى التكذيب – وهو أكثر ما كان يؤذي أنبياءَ الله تعالى- فإنَّه ليس لمشكلةِ شخصيةٍ مع النبي .. أن لو جاء غيره لقبلوا به.. أو أنَّ اسلوب الأنبياء عليهم السلام لم يكن متحضِّراً متطوِّراً، أو كان قاسياً او ليِّناً.. كلا!
بل كما أخبر القران الكريم:
(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُون‏)
..

فهذه الحقيقة على بساطتها يُغفل عنها، أو يستغفل عنها:

فالدين كان منذ اليوم الأول، خطراً على الطغاة والمستكبرين.. والمنتفعين من طبقة المترفين.. فقد عرفوا أن الدعوة الى عبادة الله، لا تعني أنْ يتوجَّه الناس بدل عبادةِ ربِّ يرونه، إلى ربٍّ لا يرونه فحسب.. بل تعني طاعته لا طاعة غيره.. وهم في ضمن (غيره).. وتعني (طاعته) عقيدةٌ نقيّة، وسلوكٌ ينعكس من داخل الفرد الى حياته الشخصية، ثم الاجتماعية، ثم نظاماً سياسياً يطرد كل من لا يمثِّل قيم السماء.

ولذا:

منذ فرعون وهامان ومن دار في فلكهم، من جيوشٍ وسحرة.. إلى فراعنة هذه الأزمنة، واعوانهم، ومن يدور في فلكهم، من جيوش التافهين، ومرتزقة الاعلام والعسكر..
كان سهامهم تجاه الدين
الدين الذي يقوِّض دنياهم، ويهدم نظامهم.. أبنية الشرك والنفاق
وبالطبيعة.. تجاه كل من يمثِّله، ويدعو اليه، ويحاول ارجاع الناس الى فطرتهم الحقيقية به..

فالعمامة ليست مستهدفة لذاتها.. فلا عاقِلَ يُحارِبُ قطعة قماشٍ بيضاء أو سوداء.. لكن تشن عليها الحروب حين تكون رمزاً للدين!
والعلماء ليسوا مستهدفين لأشخاصهم ومكان ولادتهم واسماءِ اسرهم.. بل تشن الحروب عليهم حين يكونوا رُعاة للدين وحماة له من تأويل المبطلين وتحريف الغالين..
والمساجد لا تحارب.. بل المحارب (لمسجدٌ اسّس على التقوى من أولَّ يوم..)
وهكذا.

وبمقدار ایماننا بالدين يقع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عنه، وعن كل ما، وعن كل من يمثِّله
والله المستعان.
#تأملات
251👍38👎1
بسم الله الرحمن الرحيم
بناءً على ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال في مختلف بلدان المنطقة، *فإن يوم غد الإثنين الموافق ٣١/ مارس / ٢٠٢٤ هو يوم عيد الفطر المبارك و الأول من شهر شوال المكرم لعام ١٤٤٦ للهجرة.*
نسأل الله أن يكون عيد خير وبركة وسلام على الأمة الإسلامية.

مكتب سماحة المرجع المدرسي - كربلاء المقدسة


#سماحة_المرجع_المدرسي

Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |المكتبة المرجعية
180👍7👎1
2394👍11👎1
هديّةُ العيد..
#تأملات

ليست العبادة بطول ركوع وسجود
تلك عبارة واضحة، نؤكد عليها بالاعتماد على رواياتٍ متواترة، بأنَّ العبادة (لا تختزل) في صلاةٍ أو صيام، وذلك لسدِّ الطريق على من يفرّ من طاعةِ الله، ومن تحمل مسؤوليات الحياة، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليستبدلها بعبادةٍ لا تؤثر في حياته، ولا تتعارض مع طاغوتٍ أو فاسد.
فعبادةُ الله طاعته، فمنها – للمثال- طلب الرزق الحلال، والزواج، وطلب العلم، والسعي في هداية الناس، وقضاء حوائجهم، والقائمة طويلة.
قدّمت ذلك للتذكير بمفهوم العبادة عندنا وهي لا تختزل في صلاةٍ أو صيامٍ او نسك..

ولكن!

هذا لا يعني خلو حياة المؤمن من الصلاة والصيام والنسك! وليس حديثي هنا عن الواجب منه، بل عن المندوب المستحب.
فالعبادة – في جوهرها- اظهار العبودية لله، واستذكار ذلك، وترويض النفس عليه، وتطهير النفس بذلك من نواجم الكبر.. وهي تظهر جليَّةً في حياة المؤمن في العبادات المختلفة.

ألا ترى سيرة النبي (ص) وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، كيف كانت حياتهم قطعة منسجمة، من صلاة وصيامٍ ونُسُك؟!
فهم مع كونهم أكثر الناس عملاً بجميع واجباتهم، وأكثرهم سعياً في هداية الناس، إلا أنَّهم ما أمكنهم، صرفوا حياتهم في عبادة الله، وطول ركوعٍ وسجود وتلاوةٍ للقران وذكر الله.

صحيح.. أنَّ "من عمل بما فرض عليه فهو من أعبَدِ الناس" – كما في الحديث الشريف- الا ان ذلك لا يتعارض مع الحاجة الى البرامج العبادية الخاصة.
ألا ترى أمر الله سبحانه وتعالى للنبي (ص) في ثالث سورةٍ قرآنية تنزيلاً: (قُمِ الليل الا قليلا)؟
ألا ترى ما كان يُجهِد النبي (ص) نفسه بعبادة ربِّه حتى اعترضت عليه احدى زوجاته، فقال (ص): أفلا أكون عبداً شكورا؟
ألم تسمع شيئاً عن عبادة عليٍ (ع) وهو من هو؟
فتلك عبادةُ الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) التي صلَّت لربها – من أول الليل حتى اتَّضح عمود الفجر-.. ودونك صلواتِ زين العابدين وسيد الساجدين (ع).. وذلك موسى بن جعفر (ع) الذي تقرأ في صلواته (الذي كان يقضي الليل بالسهر الى السحر بمواصلة الاستغفار)..
وهكذا..

فالعبادة، والارتباط بالله بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار، لابد ان يكون جزءاً من حياة الانسان المؤمن.. وهو زادُ لنحمله معنا من شهرِ رمضان.. عادة العبادة المستحبة.

وخصوصاً من الشباب الذي هو في مقتبل العمر، فلينظر الى ما وفَّقه الله في شهر رمضان، من صلاةٍ ودعاءٍ وقرآنٍ واستغفار.. فمن وفق لها، ، وعَرِف حلاوتها، ثم وجد أنَّ ذلك لم يشق عليه، بل كان أهنأ له من شَربة الماء لقلبِ العطشان، ولم تتعارض مع حياته ولا عمله او دراسته..
فليعزم على الاستمرار عليها بعد شهر رمضان..

ليعزم على أن يخصِّص ساعة يخلو فيها بربِّه.. يستغفر فيها من ذنوبه، بل ويستغفر حتى من غير ذنب.

وما أجمل ان تكون قُرب ساعة السحر، تطبيقاً لقوله تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون) واقتداءً بالأئمة الاطهار عليهم السلام.

فلتكن هديتنا لأنفسنا زاداً لطول السنة.. الالتزام التام بجميع الفرائض، من واجبات فردية او اجتماعية.. وبعد ذلك:

شيء من قراءة القران.. ومن الدعاء.. ومن الصلاة المستحبة.. ومن الصوم المستحب.. ومن الاستغفار في الاسحار..

وأسعد الله أيّامكم.
286👍32👎1
السباحة_عكس_التيار_الطبعة_الثانية_2024.pdf
1.1 MB
كتاب: السباحة عكس التيّار، كيف تواجه اغواء العقل الجمعي
النسخة المحدَّثة والمزيَّدة
153👍6👎1
هديّة للأخوة المتابعين، ممن يهوى القراءة، كتابي "السباحة عكس التيّار، كيف نواجه اغواء العقل الجمعي" .. فمع طباعته بنسخته المزيَّدة قبل فترة، إلا أن النسخة الالكترونية لم تنشر، ولم يكن متوفِّراً الا بنسخته الورقية..
الآن يمكن الاطلاع عليه بالنسخة الالكترونية.
وأسألهم الدعاء
207👍12👎1
السباحة عكس التيار 2.0

يظن الجميع أنَّه منيعٌ أمام اغواءات العقل الجمعي، وتأثير الحشد، وتفكير القطيع.. وحتى أكثر الناس تأثراً يرى أنَّ رأيه انما هو نتاج بُناةِ أفكاره، وهو المؤثر على الاخرين لا العكس!

وهنا تكمن الخطورة بالتحديد.

ثم يأتي خطورة التطوّر! فحتى لو كنت محصَّنا عن التأثر "امس" فلا ضمان في "الغد"

ففي هذا العالم حيث يتطوَّر كل شيء، تتطور ايضاً وسائل التزييف، والخُداع، والتأثير الخفي،

فقديماً قيل، إنَّ الفاصلة بين الحق والباطل هي أربع أصابع، فما تراه بعينك حق، وما تسمعه بأذنك باطل؛ أما اليوم حيث أدوات التزييف المختلفة، وحيث القدرة على صناعة الصور، وتركيبها، خصوصاً بعد دخول الذكاء الصناعي مجال التزييف، فلا يمكن الاعتماد على ما يراه الانسان بعينه ايضاً، فلذلك تحوَّلت الحكمة السابقة إلى: (لا تصدِّق كل ما تسمع، ونصف ما ترى!)

ففي هذا العالم، أنت في صراعٍ دائم مع التزييف، والتضليل، والتجهيل.. وكأي معركة مصيرية، يطوِّر كل طرفٍ فيها أساليبه وأدواته باستمرار.. فما يقوم بالتضليل بشرٌ يستعين بأحدث النظريات العلمية في تحليل طبيعة تفكير البشر، وآلية قبوله بالأفكار أو ردِّها، فهو قادر على استغلال ذلك لإقناعك بأنَّ ما يقدِّمه لك يمثِّل الحقيقة كلها.

وكلما طورَّت من آلية تفكيرك، طوَّر هو من آلية التزييف.. تماماً كما يطوِّر العسكريون أسلحةً لتحييد أسلحة العدو، فيطوِّر العدو سلاحاً لتحييد ذلك السلاح، فيطوِّرون هم بدورهم سلاحاً لتحييد السلاح الذي يحيِّد ما اخترعوه لتحييد سلاح العدو! وهكذا إلى ما لا نهاية.

ومن هنا، وبعد خمسة سنواتٍ على صدور كتابي "السباحة عكس التيار" وجدت الحاجة الى تطويره، أي الحديث عن مساحاتٍ جديدة لابد من التحصُّن ضدها، و وسائل حديثة يتم التأثير من خلالها على أفكارنا، وتلقيمنا وعياً معلَّباً جاهزاً، نقف أمام أكبر مصالحنا أهمية.

فكانت النسخة المزيَّدة من كتاب "السباحة عكس التيار" وقد أضفتُ عليها مجموعة من الإضافات التي اجدها هامة، هذا مع إضافة بعض الهوامش والشروح الضرورية.. ويبقى الكتاب رغم زيادته في عدد الصفحات، كتاباً شبابياً، يهدف إلى تحصين شبابنا في هذا العالم المتلاطم، لأن الوعي أصلٌ في صناعة الانسانِ السليم.

ومن أهم الإضافات في هذه النسخة، فصل "صراع السرديات" والذي أخذ منّي مقداراً مناسباً من الوقت والجهد، خصوصاً لتوضيح الأمثلة المذكورة، وكذلك فصل عن "التجهيل وأساليبه"

أسأل الله أن يكون الكتاب مفيداً لمن يقرأه، وأن يتقبل هذا القليل، فهو من وراء القصد.

ملاحظة: النسخة الورقية موجودة في مكتبات دار البصائر، أما الالكترونية فتجدونها هنا
113👍12👎1
2025/07/10 22:35:06
Back to Top
HTML Embed Code: