Telegram Web Link
منذ فترة تركت متابعة بعض مواقع التواصل المشهورة بالقال والقيل – وانصح بتركها ايضاً-، لكن التجربة المتراكمة لسنواتٍ عدة، اعطتني تصوراً واضحاً عما يحدث فيها.. دون الحاجة الى متابعتها بعد.

فلا احتاج الى متابعتها لأتنبأ ما ستثيره الصفحات المدعومة.. في اثارة الخلاف بين شعبنا والشعب الفلسطيني، لأجل هتافات بذيئة ضد العراق في مباريات كرة القدم.

لا احتاج المتابعة.. لاعتمادي على ما تعلمته. لأتنبأ بما سيحدث في هذه الحادثة ومئات الحوادث المشابهة في المستقبل:

اولاً: هناك مصلحة استعمارية (غربية /اسرائيلية) في تمزيق الشعوب الاسلامية، ومنع وحدتها، فالوحدة هي المانع من غلبة الاستعمار – والكلمة هنا لوصفِ الغاية- على بلادنا.. لأنه متوحِّد في احلافٍ واتحاديات، ونحن لا نقوى على مواجهته احادا.. فلابد من الوحدة.. فالوحدة هدفٌ استراتيجي لا تكتيكي.. وهذه الحقيقة يعرفونهم قبلنا.
فاذا كان الاختلاف مذهبياً.. فلابد من تعميقه ثم استثماره.
واذا كان الاختلاف فكرياً، فلابد من تعميقه ثم استثماره.
واذا كان الاختلاف سياسياً، فلابد من تعميقه ثم استثماره.

واذا لا يوجد اختلاف، فلابد من صناعته، ثم تعميقه، ثم استثماره.
والأدوات لكل ذلك جاهزة.

ثانياً: لا يكتفي الاستعمار بخلقِ حالة العداء ومنع حالة الوحدة، بل غايته النهائية ايجاد الصراع، والحروب.. فالكراهية المبثوثة فترة من الزمن، تنتج حرباً في النهاية، والحرب يتقوى به احدنا على الاخر بالغرب، فيكون سبباً لموطئ قدمٍ في داخلنا.. ونهاية ذلك المزيد من التقسيم.

ثالثا: هناكَ (نزعة) نحو التفاخر، والتعنصر في داخلنا، وهي ليست لعنصرية لمكارم الخصال.. فيتم بسهولة الاثارة بعد توجيه الاهانة لما نفتخر بالانتماء اليه ونتعنصر من اجله.

رابعاً: هناك اعلامٌ شيطاني، ينقل ما (يريد) ان نراه، ويحجب عنا ما لا (يريد) ان نراه.. فهو يُرينا هتافات افرادٍ معيَّنين ضد العراق، ويحجب عنا كلماتِ شكرٍ وتقدير لاخرين في نفس الوقت.. امعاناً في التمزيق وبث الكراهية.

خامساً: هناك نفوسٌ متخاذلة.. والتخاذل يجعلنا أن نشاهد ما (نريد) ان نشاهده تبريراً لتخاذلنا.. ونترك ما لا (نريد) ان نراه.. فيجتمع ما (يريد) مع ما (نريد) فنكوِّن الصورة التي تبرر لنا مواقفنا السابقة.
فنحن نريد ان نشاهد من يهتف ضِدَّنا، رغم انَّه لا يمثل سوى حالة جاهلية طائشة في مجموعة تركوا اطفال بلدهم تنهشهم كلاب الصهاينة، وجاؤوا ليمتعوا انفسهم بكرة القدم!

فبعد كل هذا، من الطبيعي ان تنتشر مثل هذه المقاطع، ويعلم بها الجميع.. ولا يشاهد احدٌ موقف اطفال فلسطين في توديع الطبيب العراقي.. كما شاهد شيعة اهل بيت عليهم السلام موقف الناصبة من اهل فلسطين، ولم يشاهدوا كلمات الشيعة منهم.. وان شاهدوا اعتبروا الأول حالة عامة والثانية استثناء لا يعتد به!

كتبت هذا كله، لأقول.. ان الاعداء يفعلون ما شاؤوا – فهذه الدنيا وهناك مهلةٌ الهية قبل اخذه اخذ عزيزٍ مقتدر- .. ولكن اللوم علينا، على الواعين منا في عدم التحذير بالقدر الكافي مما يقومون به، وعدم التحصين المسبق، وتطوير أدوات ذلك بعد عدم كفاءة الأدوات السابقة.. واللوم على من يقع في شَرَكهم وخداعهم المرَّة بعد الأخرى دون الاعتراف بخطئه..
#تأملات
444👍61👎3
اللهم .. اشعَب بهِ صَدعَنا
353👍11👎1
بسم الله الرحمن الرحيم

نظرًا لتساؤل المؤمنين الكرام حول مقدار بدل زكاة الفطرة، نبيّن ما يلي:

تُقدَّر قيمة زكاة الفطرة لهذا العام بمبلغ (1500) دينار عراقي لمن يدفعها بدلاً عن الطحين.

أما إذا دُفعت بدلاً عن غيره من الأطعمة، كالأرز مثلًا، فيجب أن تكون بقيمة صاع واحد من الطعام (حوالي ثلاثة كيلوغرامات).

نسأل الله القبول والتوفيق للجميع.


#سماحة_المرجع_المدرسي

Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |المكتبة المرجعية
119👍12👎1
لم تكن العمامة يوماً مستهدفة
تلك فكرة سطحية جدا
فهي قطعةُ قماش.. قد يرتديها من لا يستحقها رغم قلتهم في المجموع.
وهناك ممن يضعها على رأسه زوراً.. وقد رتَّب أوراقه مع طُغاةِ الأرض، فلا يمسّه أحدٌ بسوء..

ولم يكن العلماء يوماً مستهدفين
بل لم يكن الأنبياء حتى مُحاربين!

فهم ان كانوا قبلوا بمقترحات الطغاة.. لأغدقوا لهم كنوزَ الأرض ومعادن العقيان..
بل إن كانوا غيَّروا دينَ الله بما يتناسب مع مصلحة الطغاة والفاسدين والفاسقين.. فيفترون على الله ديناً غير ما أوحي اليهم.. كانت النتيجة مختلفة عن التاريخ الذي نعرفه .. وكما أخبر بذلك الرب تعالى - وهو يخبر عما لم يكن-:

إِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَليلا

فالإشكال الأساسي أولاً وأخيراً كان مع (الدين).

فلو قبل ولدي عُمران مقترحاتِ فرعون: لجعلهم أخلاءَ له ووزراء!
ولو داهَنَ شُعيب قومه، لنصبوه عليهم أميرا.
أما نبينا الأكرم.. فقد عُرِضَ عليه عملياً الدخول في نادي الطغاة، وفي حزب المترفين.. بشرطِ أن يبدِّل لهم دينَ الله فرفض.

وحتى التكذيب – وهو أكثر ما كان يؤذي أنبياءَ الله تعالى- فإنَّه ليس لمشكلةِ شخصيةٍ مع النبي .. أن لو جاء غيره لقبلوا به.. أو أنَّ اسلوب الأنبياء عليهم السلام لم يكن متحضِّراً متطوِّراً، أو كان قاسياً او ليِّناً.. كلا!
بل كما أخبر القران الكريم:
(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُون‏)
..

فهذه الحقيقة على بساطتها يُغفل عنها، أو يستغفل عنها:

فالدين كان منذ اليوم الأول، خطراً على الطغاة والمستكبرين.. والمنتفعين من طبقة المترفين.. فقد عرفوا أن الدعوة الى عبادة الله، لا تعني أنْ يتوجَّه الناس بدل عبادةِ ربِّ يرونه، إلى ربٍّ لا يرونه فحسب.. بل تعني طاعته لا طاعة غيره.. وهم في ضمن (غيره).. وتعني (طاعته) عقيدةٌ نقيّة، وسلوكٌ ينعكس من داخل الفرد الى حياته الشخصية، ثم الاجتماعية، ثم نظاماً سياسياً يطرد كل من لا يمثِّل قيم السماء.

ولذا:

منذ فرعون وهامان ومن دار في فلكهم، من جيوشٍ وسحرة.. إلى فراعنة هذه الأزمنة، واعوانهم، ومن يدور في فلكهم، من جيوش التافهين، ومرتزقة الاعلام والعسكر..
كان سهامهم تجاه الدين
الدين الذي يقوِّض دنياهم، ويهدم نظامهم.. أبنية الشرك والنفاق
وبالطبيعة.. تجاه كل من يمثِّله، ويدعو اليه، ويحاول ارجاع الناس الى فطرتهم الحقيقية به..

فالعمامة ليست مستهدفة لذاتها.. فلا عاقِلَ يُحارِبُ قطعة قماشٍ بيضاء أو سوداء.. لكن تشن عليها الحروب حين تكون رمزاً للدين!
والعلماء ليسوا مستهدفين لأشخاصهم ومكان ولادتهم واسماءِ اسرهم.. بل تشن الحروب عليهم حين يكونوا رُعاة للدين وحماة له من تأويل المبطلين وتحريف الغالين..
والمساجد لا تحارب.. بل المحارب (لمسجدٌ اسّس على التقوى من أولَّ يوم..)
وهكذا.

وبمقدار ایماننا بالدين يقع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عنه، وعن كل ما، وعن كل من يمثِّله
والله المستعان.
#تأملات
251👍38👎1
بسم الله الرحمن الرحيم
بناءً على ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال في مختلف بلدان المنطقة، *فإن يوم غد الإثنين الموافق ٣١/ مارس / ٢٠٢٤ هو يوم عيد الفطر المبارك و الأول من شهر شوال المكرم لعام ١٤٤٦ للهجرة.*
نسأل الله أن يكون عيد خير وبركة وسلام على الأمة الإسلامية.

مكتب سماحة المرجع المدرسي - كربلاء المقدسة


#سماحة_المرجع_المدرسي

Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |المكتبة المرجعية
180👍7👎1
2394👍11👎1
هديّةُ العيد..
#تأملات

ليست العبادة بطول ركوع وسجود
تلك عبارة واضحة، نؤكد عليها بالاعتماد على رواياتٍ متواترة، بأنَّ العبادة (لا تختزل) في صلاةٍ أو صيام، وذلك لسدِّ الطريق على من يفرّ من طاعةِ الله، ومن تحمل مسؤوليات الحياة، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليستبدلها بعبادةٍ لا تؤثر في حياته، ولا تتعارض مع طاغوتٍ أو فاسد.
فعبادةُ الله طاعته، فمنها – للمثال- طلب الرزق الحلال، والزواج، وطلب العلم، والسعي في هداية الناس، وقضاء حوائجهم، والقائمة طويلة.
قدّمت ذلك للتذكير بمفهوم العبادة عندنا وهي لا تختزل في صلاةٍ أو صيامٍ او نسك..

ولكن!

هذا لا يعني خلو حياة المؤمن من الصلاة والصيام والنسك! وليس حديثي هنا عن الواجب منه، بل عن المندوب المستحب.
فالعبادة – في جوهرها- اظهار العبودية لله، واستذكار ذلك، وترويض النفس عليه، وتطهير النفس بذلك من نواجم الكبر.. وهي تظهر جليَّةً في حياة المؤمن في العبادات المختلفة.

ألا ترى سيرة النبي (ص) وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، كيف كانت حياتهم قطعة منسجمة، من صلاة وصيامٍ ونُسُك؟!
فهم مع كونهم أكثر الناس عملاً بجميع واجباتهم، وأكثرهم سعياً في هداية الناس، إلا أنَّهم ما أمكنهم، صرفوا حياتهم في عبادة الله، وطول ركوعٍ وسجود وتلاوةٍ للقران وذكر الله.

صحيح.. أنَّ "من عمل بما فرض عليه فهو من أعبَدِ الناس" – كما في الحديث الشريف- الا ان ذلك لا يتعارض مع الحاجة الى البرامج العبادية الخاصة.
ألا ترى أمر الله سبحانه وتعالى للنبي (ص) في ثالث سورةٍ قرآنية تنزيلاً: (قُمِ الليل الا قليلا)؟
ألا ترى ما كان يُجهِد النبي (ص) نفسه بعبادة ربِّه حتى اعترضت عليه احدى زوجاته، فقال (ص): أفلا أكون عبداً شكورا؟
ألم تسمع شيئاً عن عبادة عليٍ (ع) وهو من هو؟
فتلك عبادةُ الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) التي صلَّت لربها – من أول الليل حتى اتَّضح عمود الفجر-.. ودونك صلواتِ زين العابدين وسيد الساجدين (ع).. وذلك موسى بن جعفر (ع) الذي تقرأ في صلواته (الذي كان يقضي الليل بالسهر الى السحر بمواصلة الاستغفار)..
وهكذا..

فالعبادة، والارتباط بالله بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار، لابد ان يكون جزءاً من حياة الانسان المؤمن.. وهو زادُ لنحمله معنا من شهرِ رمضان.. عادة العبادة المستحبة.

وخصوصاً من الشباب الذي هو في مقتبل العمر، فلينظر الى ما وفَّقه الله في شهر رمضان، من صلاةٍ ودعاءٍ وقرآنٍ واستغفار.. فمن وفق لها، ، وعَرِف حلاوتها، ثم وجد أنَّ ذلك لم يشق عليه، بل كان أهنأ له من شَربة الماء لقلبِ العطشان، ولم تتعارض مع حياته ولا عمله او دراسته..
فليعزم على الاستمرار عليها بعد شهر رمضان..

ليعزم على أن يخصِّص ساعة يخلو فيها بربِّه.. يستغفر فيها من ذنوبه، بل ويستغفر حتى من غير ذنب.

وما أجمل ان تكون قُرب ساعة السحر، تطبيقاً لقوله تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون) واقتداءً بالأئمة الاطهار عليهم السلام.

فلتكن هديتنا لأنفسنا زاداً لطول السنة.. الالتزام التام بجميع الفرائض، من واجبات فردية او اجتماعية.. وبعد ذلك:

شيء من قراءة القران.. ومن الدعاء.. ومن الصلاة المستحبة.. ومن الصوم المستحب.. ومن الاستغفار في الاسحار..

وأسعد الله أيّامكم.
286👍32👎1
السباحة_عكس_التيار_الطبعة_الثانية_2024.pdf
1.1 MB
كتاب: السباحة عكس التيّار، كيف تواجه اغواء العقل الجمعي
النسخة المحدَّثة والمزيَّدة
153👍6👎1
هديّة للأخوة المتابعين، ممن يهوى القراءة، كتابي "السباحة عكس التيّار، كيف نواجه اغواء العقل الجمعي" .. فمع طباعته بنسخته المزيَّدة قبل فترة، إلا أن النسخة الالكترونية لم تنشر، ولم يكن متوفِّراً الا بنسخته الورقية..
الآن يمكن الاطلاع عليه بالنسخة الالكترونية.
وأسألهم الدعاء
207👍12👎1
السباحة عكس التيار 2.0

يظن الجميع أنَّه منيعٌ أمام اغواءات العقل الجمعي، وتأثير الحشد، وتفكير القطيع.. وحتى أكثر الناس تأثراً يرى أنَّ رأيه انما هو نتاج بُناةِ أفكاره، وهو المؤثر على الاخرين لا العكس!

وهنا تكمن الخطورة بالتحديد.

ثم يأتي خطورة التطوّر! فحتى لو كنت محصَّنا عن التأثر "امس" فلا ضمان في "الغد"

ففي هذا العالم حيث يتطوَّر كل شيء، تتطور ايضاً وسائل التزييف، والخُداع، والتأثير الخفي،

فقديماً قيل، إنَّ الفاصلة بين الحق والباطل هي أربع أصابع، فما تراه بعينك حق، وما تسمعه بأذنك باطل؛ أما اليوم حيث أدوات التزييف المختلفة، وحيث القدرة على صناعة الصور، وتركيبها، خصوصاً بعد دخول الذكاء الصناعي مجال التزييف، فلا يمكن الاعتماد على ما يراه الانسان بعينه ايضاً، فلذلك تحوَّلت الحكمة السابقة إلى: (لا تصدِّق كل ما تسمع، ونصف ما ترى!)

ففي هذا العالم، أنت في صراعٍ دائم مع التزييف، والتضليل، والتجهيل.. وكأي معركة مصيرية، يطوِّر كل طرفٍ فيها أساليبه وأدواته باستمرار.. فما يقوم بالتضليل بشرٌ يستعين بأحدث النظريات العلمية في تحليل طبيعة تفكير البشر، وآلية قبوله بالأفكار أو ردِّها، فهو قادر على استغلال ذلك لإقناعك بأنَّ ما يقدِّمه لك يمثِّل الحقيقة كلها.

وكلما طورَّت من آلية تفكيرك، طوَّر هو من آلية التزييف.. تماماً كما يطوِّر العسكريون أسلحةً لتحييد أسلحة العدو، فيطوِّر العدو سلاحاً لتحييد ذلك السلاح، فيطوِّرون هم بدورهم سلاحاً لتحييد السلاح الذي يحيِّد ما اخترعوه لتحييد سلاح العدو! وهكذا إلى ما لا نهاية.

ومن هنا، وبعد خمسة سنواتٍ على صدور كتابي "السباحة عكس التيار" وجدت الحاجة الى تطويره، أي الحديث عن مساحاتٍ جديدة لابد من التحصُّن ضدها، و وسائل حديثة يتم التأثير من خلالها على أفكارنا، وتلقيمنا وعياً معلَّباً جاهزاً، نقف أمام أكبر مصالحنا أهمية.

فكانت النسخة المزيَّدة من كتاب "السباحة عكس التيار" وقد أضفتُ عليها مجموعة من الإضافات التي اجدها هامة، هذا مع إضافة بعض الهوامش والشروح الضرورية.. ويبقى الكتاب رغم زيادته في عدد الصفحات، كتاباً شبابياً، يهدف إلى تحصين شبابنا في هذا العالم المتلاطم، لأن الوعي أصلٌ في صناعة الانسانِ السليم.

ومن أهم الإضافات في هذه النسخة، فصل "صراع السرديات" والذي أخذ منّي مقداراً مناسباً من الوقت والجهد، خصوصاً لتوضيح الأمثلة المذكورة، وكذلك فصل عن "التجهيل وأساليبه"

أسأل الله أن يكون الكتاب مفيداً لمن يقرأه، وأن يتقبل هذا القليل، فهو من وراء القصد.

ملاحظة: النسخة الورقية موجودة في مكتبات دار البصائر، أما الالكترونية فتجدونها هنا
113👍12👎1
هَوَس يغزو العالم، ويجذب الملايين من البشر.. إنَّه "هَوَس المغامرة": غور أعماق الكهوف، أو صعود قمم الجبال بحثاً عن آثارِ حضاراتٍ بائدة وكنوزٍ منسيةٍ فيها.. وغوصِ أعماق البحار بحثاً عن حطامِ سفنٍ قديمة، قد تحوي بين ركامها كنوز القراصنة.
يطلق هؤلاء على أنفسهم عبارةً مغرية (صائدو الكنوز – Treasure hunters)، تغذّي هَوَسهم سلسلة أفلام ومسلسلاتٍ سنوياً، عمن يشابههم يحصلون على اطنانٍ من الذهب المخفي في مكانٍ ما.

فكِّر فيما يقومون به:

يصرفون أعمارهم، ويخاطرون بسلامتهم، ويقتنون المعدّات الباهظة المخصصة لذلك.. من أجل الوصول الى الثروة الطائلة او الشهرة العظيمة.
ولكن! لا يحصد الواحد منهم في الغالب على شيء، ولا يصل الى الثروة منهم سوى من يبيعهم تلك المعدات! إذ يموت كثيرٌ منهم في هذه الرحلات، أو يصابون بالملل، وحتى حين يحصل احدهم على حطام سفينةٍ اثرية، فإنَّ ما يربحه حينها عشر ما كان قد صرفه في مسيرته.

ولو فكَّرتَ في جوهر تلك الثقافة لوجدتها تتلخَّص في فكرة واحدة: أن يصرف الانسان بعض وقته تعباً، ثم يحصل على فائدة عظيمة، توفر له الراحة الى نهاية عمره الطويل.. ولعمري تلك فكرة مغرية، تجذب البشر وان اثبتت فشلها مليون مرّة!

ولكن: لنا مع هَوَس صيدِ الكنوز تاريخٌ قديم.. ليست كنوزِ الذهب والفضة، بل هَوَس صيدِ الكنوز المعنوية!

أي أولئك الذين يبحثون عن عملٍ يؤدونه فترة، فيحصلون على اجرٍ وثوابٍ عظيمين، يكفيهم الى نهاية أعمارهم فلا يحتاجون بعدها إلى طاعةٍ ابدا!

لا تتصوروا ان الأمر يرتبط فقط بتيار العِرفان الذي جعل هدف العبادة الوصول الى اليقين، فاذا وصلوا سقطت الواجبات وابيحت المحرمات.. ليس ذلك فحسب، بل يشملنا أيضا.

أن يفكّر أحدنا أن يأتي شهر رمضان فيتعبّد فيه، او يبتهل الى الله في ليلة القدر وينادي مائة مرَّةٍ (الغوث الغوث..)
ثم يعيش حياةً بعيدةً عن الالتزام والورع والتقوى في باقي أيام السنة..!

أما الصحيح: أن يكون ذلك الكنز (مُنطَلَقاً) لا (بديلاً).. أي أن يكون قيامه في ليالي شهر رمضان منطلقاً لاستمرار المسيرة في غيرها.. أن يكون قراءته للقرآن تدريباً لاستمرار القراءة اليومية في سائر ايام السنة.. أن يكون صومه مقدَّمة لصيامٍ مستحب طيلة ايام السنة.. أن يكون حسن خُلُقِهِ فيه تدريباً لحسن خلقٍ في ايام السنة وهكذا.
فالطاعة في شهر رمضان لا يمكن ان تكون بديلةً عن غيرها.. بل هي منها، ووسيلةً لترسيخها.
ولكن!
هناك راحة عن الالتزام والطاعة.. أن يكسب الانسان كنوزَ الثواب ورضا الله (طيلة حياته) في الدنيا، ثم يرتاح أبد الآبدين ويتقاعد مرتاحاً (هناك): " في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر"

مقتطف من خطبة عيد الفطر 1446
كربلاء المقدسة
210👍20👎1
(9) - لعلَّهم يهتدون.pdf
509.1 KB
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (المؤمنون 49-50)

عنوان الدرس: لعلَّهم يهتدون

قد عرفنا فضلَ من ينقذ أرواحِ الناس في الدنيا، ولذا نجد انفسنا تشجِّع أمثال الطبيب محمد طاهر الموسوي حين يخاطر بحياته في مستشفيات غزة تحت القصف الصهيوني ليعالج الأطفال الفلسطينيين، لكننّا غفلنا عن فضلِ من ينقذِ الناس في آخرتهم، بأن يريهم مسير الهداية، ويجاهد من اجل تلك الهداية ومنعِ وصول سبل الضلال اليهم.
وهنا بالضبط بيتُ القصيد: إذ هناك محاولاتٌ شيطانية، ليخفّ وزن الهداية الالهية، ويثقل ميزان النفع المادي الدنيوي، في اذهان المؤمنين فيفتح الباب على التوجه للثاني دون الاول، بل وربما الانتقاص من الاول.

▪️أهمية الهداية في ميزانِ النصوص الشريفة
▪️لماذا أرسل الله كتاب هداية لا كتاب علم
▪️وظيفة الفرد تجاه الهداية
▪️دلالةُ بيانِ ايواءِ الله لمريم وعيسى (ع)، ومكان هذا الايواء.


تدبرات في سورة المؤمنون- السنة الثانية - الليلة التاسعة
#رمضان_1446
138👍16👎1
(وهُمْ يحسبون أنَّهم يُحسنون صُنعا)
من أكثر الآيات تحذيراً وتخويفا.. تجعل الانسان يُراجع موقفه لحظة بلحظة.. ويتأكَّد من سلامة مسيره.. وأدلّ دليلٍ على ذلك أن يكون على صراطِ الذين أنعم الله عليهم.
#تأملات
287👍19👎1
كتب أحدهم:

عندما رأيتُ زوجتي وهي تجر عربة التسوق، لتختار مستلزمات المنزل بعناية، عرفت معنى (أن الرجل لا يساوي شيئاً من دون المرأة).
وعندما رأيتها تتفقد كل منتج على حدة، عرفت لماذا (المرأة هي النصف الثاني في المجتمع)
وعندما رأيتها تستخدم غريزة الأمومة في اختيار ما يناسب كل فرد في الأسرة من أطعمة و احتياجات أيقنت صدقا أن ( المرأة طاقة لا تنضب )
و عندما شاهدت فاتورة المشتريات عند الكاشير عرفت لماذا كان كفار قريش يدفنوهن و هن أحياء !

أقول:

أكاد أن أجزم أن الرجل هذا لم يتزوَّج قط، وأن رؤيته عن الزواج مستلَّة في أفضل الأحوال من مسلسلات مصرية.. تلك التي أخذت عن الغرب حالة الندية بين الرجل والمرأة في الأسرة، وفي أفضل الأحوال (الشراكة) القائمة على الربح والخسارة، وتوزيع الربح والخسارة بين الشريكين، او النجاة بالجلدة حين تبدأ الخسارة، أو حين الحصول على شريكٍ أفضل!

ولكن تحت غطاء السخرية السميك هذا، حقيقة خاملة:

إنَّ كثير من المشاكل الزوجية نابعة من عدم فهم كُلِّ واحِدٍ من الزوجين، بأهمية ما يقوم به الآخر.

فالمرأة، التي تهتم بالبيت والأسرة، وبتحويل الجدران الأربع التي يقدمها الرجل إلى (مسكن)، وما يتسوَّقه الرجل إلى (طعام).. والأطفال إلى (عائلة) .. تتحمَّل في سبيل ذلك ما تتحمَّل، فهي تقف ساعاتٍ طويلة على اعداد وجبة طعام، ليلتهمها الرجل وسائر أسرتها في دقائق.. تسهر الليالي على مَرَضِ أطفالها، وتضحي من أجل رعاية أولادها، ورعايَةِ زوجها، وحمايته من التحديات التي يواجهه.. وتكون قطب الرحى في داخل بيتها، وعمود أسرتها الخفي..
هذا العمل، وهذه التضحية، ربما لا يشعر به الرجل، فيستهين بما تقوم به..
فلذلك نجد من ينادي: (إن مكان المرأة في المطبخ) استهانةً بذلك، لا عرفاناً لتلك التضحيات التي تقوم به المرأة وهي في بيتها.. فتبحث المرأة عن تقديرٍ في مالٍ او شهادة.


من جهة أخرى، المرأة غير المدركة لتحديّات خارج المنزل، لما يقاسيه الرجل من أجل لقمة عيشٍ من حلال يسدّ به رمقه ورمق عياله، ويوسِّع عليهم به، من قسوة العالم خارج المنزل، و وحشيته.. إنَّها تستهينُ بما يقوم به زوجها.. فتقلِّل من قيمة ذلك الجهد.

بعض النساء – كما كان صديقٌ لي يقول- يتصوَّرن أن الرجل يملك في محلّه التجاري (مطبعة أموال)، يذهب ويطبع من الأموال بقدر ما يريد، وهو يدخِّن الغرشة، ويلهو مع أصدقائه..

صديقٌ لي كاسِبٌ شريف، يقول لي بالحرف الواحد: حينما أستيقظ صباحاً، واتهيأ للخروج من المنزل، يكون ذلك – من دون مبالغة- تهيأ المقاتل للحرب، ففي السوق كُل شيء، وكُل الرجال، صادقين، وكاذبين، نبلاء، وأشقياء، محتالين، ودجّالين.. ثم هناك المعاملة الرابحة، والخاسرة، ثم هناك المال الحلال، والمال الحرام، والرزق الحلال كإخراج اللقمة من فم الأسد الجائع، ثم حتى لو كان اليوم مكفولاً، فإنَّ الغد مجهول، والسوق متقلِّب، فكم من رجلٍ أصبح مليونيراً وبات مديونيرا..

وهذا الجهل – من الرجل تجاه دور المرأة والعكس- بؤرة توتِّر، ومركز إعصار من النوع الثالث، يزلزل أساس الحياة الزوجية.

أما الحياة المستقرة، مبنيّة على (الاعتراف)، اعتراف الرجل بمسؤوليات زوجته في داخل البيت الأسري، و(تقدير) ذلك منها.. حين تُحسِن أداءَها..
و(اعتراف) المرأة بمسؤوليات الرجل خارج البيت الأسري، و(تقدير) ذلك منه، حين يُحسِن أداءَه.


فالله سبحانه وتعالى قد قدَّر للرجل والمرأة في داخل الأسرة أدواراً تُكمِلْ بعضها بعضا، لا غنى عن أحدهما، فلابد من التعاون، ولا تعاون إلا بالتعارف.. وذلك أساس حياةٍ سعيدةٍ وكريمة.. وكلما عَرِفَ الزوجان ذلك من مرحلة مبكّرة، قلّ احتمالية فشل ذلك الزواج.
هذه هي الحياة التي نعرفها.. أما من أراد أن يعرفها من خلال مسلسلات مصرية، أو غربية.. فلا يتوقَّع سوى ما يجده في تلك المسلسلات: دراما طويلة.. بنهايةٍ مأساوية.
#تأملات
418👍51👎1
وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ‏: "وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ"
وأنا استغفرك وأتوب إليك.
371👍13👎1
كُلّ يوم، ردِّد قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا كونوا قوّامين لله)
ثم تأمَّل:
أي جانِبٍ من حياتك، قيامٌ لله، من أجل لله، في سبيل الله، في سبيل دينه، عِباده؟!
فان كان فاستقم..
والا فابحث عن دورٍ تؤديه في سبيل الله.
وان لم يستغرق حياتك.
فبعضُ القيامِ قيام
وبعضُ الجهادِ جهاد.
والقليل، خيرٌ من الحرمان.
#تأملات
415👍30👎1
2025/07/09 21:45:42
Back to Top
HTML Embed Code: