حينما احدثه؛ يصبح كل شئ غريباً، يصبح للجو رائحة، للهواء ملمس، وللماء طعم، حتى انا اتغير، أتلعثم وكأنني لم انطق بكلمتين متتاليتين قط، لكنني ولحسن الحظ أزداد جمالاً.
اني بطبعي لا أهتم لرأي احد، لكنه مختلف، دائماً يهمني رأيه فيّ، اجتهد لأبدو جميلة في عينيه، ان ابدو هادئة، عاقلة، ذات كلمة نافذة ورأي سديد.
ذات يوم وعلى حين غرة أخبرني انه يحب كم انني قصيرة، لكنه على غير عادته يكره القصر واذكر له محادثات كثيرة بهذا الامر، فاجأني بقوله فقلت مداعبة: قل انك تحبني واترك اللف والدوران لذويه، فأجاب بهدوء مباغت: نعم أحبكِ. وهناك في تلك اللحظة وفي ذلك المكان بدأت بالتحليق مجدداً.
6
أحبك رغم الحرب، رغم قلبي المُثقل وخيباتي المتكررة، رغم أحلامي البعيدة وشغفي المنقطع، أحبك رغم كل شئ، رغم ما حدث وما سيحدث.❤️
6
وفي نهاية الحكاية
وللأسف حتى كـ أُناس لم نعد مؤنسين.
2😴2😢1
هو مجرّد رجل، أجل.
ولكن، تفوح منه رائحة الدفء، رائحة الامان، استشعر بقربه الهدوء، السكينة والصمت التام.
هو مجرّد رجل، لكم أجل، لكنه ليس مجردٍ لي.
10❤‍🔥3
مرحباً.
-هذه احدى رسائلي التي لا تصل لصاحبها الحقيقي، التي من المحال ان يقرائها احدهم ولا يظن انه المقصود.

ها انا يا عزيزي.
اراسلك المرة بعد المئة ولا تجيب، الأنني لم ارسلها ؟ ام لأنك لا تهتم لقراءتها ؟
لقد ذهبت اليوم لجارتنا والتي لم تكف تتكلم عن ابناءها الذين جابوا جميع البلدان وكأن لا احد غيرهم فعلها، وبعدها تنزهت قليلاً اراقب الطرقات والمارة والتقطت بعض الصور للسحب التي تخللها ضوء شمس والتي سأرفق بعضها مع رسالتي هذه.
ونعم تذكرت! لقد رأيت احد اصدقاءك البارحة، لا اعلم ما الذي اتى به لحينا، تصادفت رؤيته مع حفل زفاف ابنة جارتنا التي تقطن قُرب المسجد، اظن انه اتى ليهنئهم ام انه احد اقاربهم ؟ لا اطيق انتظاراً لأعلم، نعم اعلم كم انني فضولية حقاً.
لم يكن اسبوعي حافلاً ك سابقه فلم تحدث امور كثيرة لأحكيها لك، لكن لا تقلق سأسافر الاسبوع القادم لزيارة خالتي وايقن تماماً انني سأعود محملة بالروايات التي تعلمها جيداً، تلك التي تخص ابنها الذي يظل يطلبني التارة والاخرى واظل أرفض دائماً، اظن انه لن يمل حتى يبلغ لكنني عنيدة كما تعلم.
حان الوقت لقول الوداع فأمي تناديني للعشاء.

مع حُبي الشديد
عزيزتك
شهرزاد.
8
وما حيلتها إذ تعالج جُرح قلبها بكوبِ شاي ؟
6😁1
مرحباً خالية.
مرحباً بلا مشاعر، بلا يا عزيزي ولا يا رفيقي.
فقط مرحباً كأنها موجهة لعابرٍ فالطريق.
كيف حالك ؟
قد لا تظن انني اهتم بحالك ولكن هذا جُل ما يهمني، ان ارى كيف تمضي ايامك وكيف تمر اوقاتك بدوني، ايقن تماماً انها مُرة ، مُرة كشعوري ، كتلك الاوقات التي اردتك فيها ولم تعرني اهتمامك ولكنها مضت؛ كما ستمضي عليك ايضاً.
هل تتذكر حين قلتَ لي انك تخاف ان اقف امامك ولا تشعر بشئ تجاهي ؟
انا الان خائفة، خائفة من أن اجهل ملامحك إن ظهرت امامي صدفة، أن اجهل صوت ضحكاتك وعباراتك التي ترددها.
انا بخير ، بخير كطائر اعتاد التحليق وحيداً فلم يهتم إن تخلى عنه السرب بأكمله.
عذراً لإطالة هذه الرسالة، اردت أن اقول كل ما لدي وانت تعرف انني لا استطيع حبس الكلمات في ثغري طويلاً.

الى اللالقاء.
كنت شهرزادك .. لكنني لم ازل.
6👍1🤯1😴1😭1
صباح الخير.
اتى الشتاء يا عزيزي، اوبس! اسفة اقصد يا فُلان، غريبُُ شعوري وانا أدعي انكَ لست عزيزي وانني لست شهرزادك، وانت تعلم ان ما بيننا لا ينتهي، بيد انه لم يبدأ لينتهي!
كيف شعورك وقلبك يبعد اميالاً عن وطنه، وجسدك قريب جداً، اكاد اجزم انك تخلق الصدف لتظهر امامي، اراك في كل مكان!
لا اريد ان اظهر في دور المتعلقة بك وبما -لم- يكن بيننا، ولكنك تجسدتني وما اصعب فصل الروح عن الجسد.
لا أكف اتمنى لو انني عاملتك كما عاملتني، لو انني قسوت عليك واهملت تفاصيلك لما استعصى عليّ نسيانك، وها انا الان احاول استبدالك بكوب شاي فالشايُ لا يتجسد احداً ولا يؤذي حبيباً.

من كانت شهرزادك
ارجو ان اقول الى اللالقاء واعنيها
فإلى اللقاء
10👍1👏1😨1
مرحباً ايها الغريب.
انها الجمعة يا من لست عزيزي، اليوم الذي يبدأ فيه معظم الناس حياتهم، اليوم الذي تنعقد فيه ارواحهم ويتعهدون ان يكمّلو الطريق حجلاً برجل.
سابقاً كنت افكر فيك كل جمعة، افكر كيف سنبدأ نحن ايضاً، كيف سيبدو شكلك قادماً نحوي لتحتضن يدك يدي وتسير بي امام الناس، زوجاً مُحباً سعيداً، اما الان اصبحت اتخيلك زوجاً لكل فتاة اراها في الطريق.
كم تمنيت ان تدّعي انك تهتم بتفاصيلي مثلما كنت اهتم بخاصتك، ان تعرف ما يجول في خاطري دون ان ابوح به، ان تعلم فقط انني احب لُبس الاسود عندما يكون مزاجي جيداً، واميل للالوان الفاتحة لأوهم الناس بانني سعيدة، ان تفاجئني بأي شئ تعلمه عني دون ان اخبرك انا به.
هذه الاجواء الباردة بالخارج تزكرني بكلمات اغنيتك المفضلة، خاصة ذلك المقطع الذي يقول "i wanna take you somewhere to know i care but it so cold and i don’t know where “ لازلت لا اعلم أكنت تردده لي لاستنتج منه شيئاً ام لأنه اعجبك فقط؟ ، لطالما فكرت فيه مراراً وتكراراً حتى اقتنعت بأنك لا تعني شيئاً رغم أملي المتواصل ان يخيب ظني.
وها قد حان وقت انهاء هذه الرسالة التي استغرقتني كتابتها ليلتان، وارجو ان يصلني منك رد يُبرد جوفي لأنني اصبحت اشعر وكأنني احدث الحائط.

شهرزادك الغريبة عنك.
تعبت من محاولة منع نفسي من قولها .. إلى اللقاء
11
السلام عليكم ورحمة الله
اخيراً هذا ردي اجل، خذي نفساً عميقاً واقرئيه بتلك الابتسامة التي لطالما اعجبتني.
اخبرتك عشرات المرات ان تبدأي حديثك بالسلام، ولكنك تحبين تمييز الامور، حتى الاوقات تميزينها بقولك "صباحاً ومساء" وكم احب هذا فيك، وكم رجوت ان تميزيني ولقد فعلت والان كم اتمنى أنك لم تفعلي.
لم اشأ ان ارد على رسائلك فوراً وانتظرتك لأن تكملي كل الاحاديث العالقة بحلقك لأجيب عليها بما لم تتوقعيه مني، ولقد انقضت فترة كافية لجعلي اجزم بأنك انتهيت من لومي ومن تفريغ ما بداخلك تجاهي.
غريب امرنا يا زاد، لا اكف امنع نفسي من التفكير بك ولا اجدها والا منغمسة في تفاصيلك تراقبك بكثب، لم يمر عليّ يوم لم ازكرك فيه، لا توجد فكرة تجول في رأسي الا وانتِ ضمنها.
من بين كل الرسائل التي ارسلتها لي اشعر وكأن هنالك رسالة لم تصلني، مقدمة لكل ما حدث، رسالة توّضح لكل من يقرأها اننا لسنا من فيلم خيالي او رواية مُحاكة، اننا نحن، كما هم، بشر طرأ بيننا أمر، أدى لقصة نرويها لهم كما يقرأونها لغيرهم.
أشعر وكأنني اطلّت الحديث، لكن لا تقلقي فإنها ليست النهاية.

الى : زاد عبدالله
من : زيد عاصم
2❤‍🔥1
مساء الخير
هذه المرة حاولت ان اقلّدك واجرب شعور تميز الاوقات، لكنني لم اشعر بأي شئ فالسلام عليكِ.
ادركت انني في رسالتي السابقة لم اسألك عن احوالك ولم اخبرك بأحوالي، رغم قولك في احدى رسائلك انك بخير كطائر اعتاد التحليق وحيداً، ولكن رغم صلابة قولك نسيتي هشاشة ورقة ذلك الطائر وطبعاً حزنه الذي يخفيه بالتحليق وحيداً.
على كل حال انا بخير احمد الله على زاخر نعمه، لا انكر لكِ ان ايامي مُرة بدونك، ولا اخفي عليك افتقادي لأحاديثك وقصصك وكل ما يتعلق بكِ، لا تستغربي من قولي فاني اجل لا اميل عادة لإظهار عواطفي لكنكِ تستحقين، قلتها لكِ مرات عدة لكنك لا تصدقينني.
ما يجهله الكثيرون وما يظنه من يقرأ رسائلك انني الطرف الاناني، الفظ، المتجاهل، ولكنني عكس هذا تماماً، لقد حاولت جاهداً يا زاد، حاولت ان اجعلك تثقين بي، ان تصدقيني عند بوحي لك بخفاياي، لكنك وفي كل مرة لا ترين الا لصمتي وانعزالي وسوداويتي.
اتزكرين ذلك اليوم، يوم الحفل حين اختلينا لوحدنا بعيداً عن الضجيج؟ ، وكنت خائفة من ان تجدك احدى صديقاتك وقلت لك انني احب كم انت قصيرة واستدرجتك لتسأليني وعندها بُحت بحبي لكِ، وتجاهلته و واصلت حديثك رغم سماعك جملتي، وتجاوزتني! لكنني لم اتجاوز هذا الموقف قط.
مُبالغ فيه زكري لهذا الامر وتعلقي بما فات، لكنني تعبت يا زاد، تعبت من اظهار القسوة وادعاء التجاهل، تعبت من مجاراة عُرف الرجولة المصطنعة، والان اتيحت لي فرصة التعبير فتحمليني قليلاً.

الى : شهرزاد عبدالله
من : زيد عاصم
8
ما رأيكم بسلسلة رسائل زيد وشهرزاد ؟
Anonymous Poll
92%
اعجبتني وارجو مواصلتها
8%
لم تعجبني وافضل النصوص السابقة
عندما صمتت الرسائل.
بدأتُ هذه القصة وانا على علم تام بطبيعة زيد الرقيقة، وبعواطف زاد الجياشة. وقد كنت ادري انه سيحين الوقت الذي ستصمت فيه رسائلهما ولكن لم اعلم انه سيأتي وهما متخاصمان.

سئمت زاد من تكرار الرسائل والشعور التارة والاخرى، وعزمت ألا تراسله مجدداً إلا للضرورة القصوى وهي تعلم في قرارة نفسها انها تكذب.

بدأ زيد في ادراك الحقيقة وراء لومها الزائد، وبدأ في التنازل عن مطالبه المُخبئة خلف جُمله العتابية. ولكن صمتت رسائلها وهو لم يحاول.

تراوحت كلماتهما بين مد وجزر، بين الى اللقاء والى اللالقاء، لكنهما كانا دائما ما يلتقيان، دائماً ما يُجبران على التصادف، وان كان هذا التصادف محبوكاً من احدهما.

والان؛ لن اصرح بالنهاية، لكنني لن انفيها ايضاً، لأترك الامر لكم .. هل سيعاودان المحاولة ؟ ام سترضيهما هذه النهاية ؟
8
خارج النص :
لن تتعافى ،لا تحاول.
2
السلام عليكم ، كيف حالكم يا احباب ؟
أنوي بدأ سلسلة روائية جديدة، بعيداً عن شهرزاد اللطيفة وزيد الوقور، وارجو دعمكم حباً.
فهل انتم معي ؟
8🔥2
#أسير_حرب

1

انا الان على اعتاب مغادرة هذه البلاد، انظر حولي وارى وجوهاً حزينة قلقة، واخرى سعيدة مبتسمة، وانا بينهما، لست سعيداً ولا حزيناً، لأول مرة اجرب اللاشعور الذي يقولونه والذي نفيتُ وجوده، لست وحدي ولست بين جَمعِي، انا محاصر بفيض من المشاعر التي لا تطالني، لا افكر الا في أمي، تلك المسنة التي احب جماً، والتي تركتها خلفي قاصداً رزقي في بلاد "الخواجات" كما تقول، والتي تمحورتْ عنهم آخر وصاياها لي، "ما تخليهم يأثروا فيك يا ولدي وما تباريهم في عمايلهم البسوو فوقها دي" وطأطأت راسي طوعاً "حاضر يا يمة".
ابراهيم جمال، لقد نُده اسمي واسرعتُ متجهاً لصالة المغادرة مستودعاً وطني واهلي وأمي في ودائع الله، صعدتُ الطائرة وحلقتْ بنا في الهواء.

كتبتُ هذه الكلمات في مفكرتي وقد مر على حرب السودان ما يقارب الاربعة عشر شهراً، وقد يئست من حال البلاد عقب نزوحنا الى الولاية الشمالية وقد انقطع عنا مصدر دخلنا ولم يكن امامي حل سوى بيع ذهب امي والمغادرة بحثاً عن لقمة عيش لي ولعائلتي المكونة من امي "الحسناء بت مكي" وخطيبتي "مريم"، تغيرت الاحوال وساءت الامور وها انا اروي ما حدث بعد ان نصحني طبيبي بمحاولة المضي قدماً ونثر ما حدث في الهواء ورأيت ان نثر الورق لا يضر.
5
#متبقي_سلسلة_الرسائل

السلام عليكم وجمعة مُباركة

كم مُريب امرك يا زاد، حين اصمتُ تنهالين عليّ بالرسائل، وحين أُرسل لك يصيبك صمت مهيب.
اردتُ ان اطمئن عليك واخبرك انني افتقدك، لا استطيع انكار الامر بعد اليوم، لا استغرب النظرة التي تعلو وجهك وانت تقرئين كلماتي هذه وكيف انني الرجل الصامد التي لا يهزه ريح يفتقد فتاة ومن بين كلهن افتقدكِ انتِ.

قد تظنين ان صمتك زحزحني، ولكن سأنفي لك معتقداتك هذه بقولي انني لم يمر علي يوم منذ ان عرفتك لم افتقدك فيه، ما يعيبني انني لا ابوح ولم اجرؤ على تعلمه يوماً، لكنني شعرت انني سافقدك ان لم ابح.

انا رجل بطبعي افعل ولا اتكلم ولكنك لا تستوعبين افعالي الواضحة وتلجئين للكلمات، حتى وان كانت افعالي واضحة كتلك المرة التي كنت تتحدثين مع صديقي عماد وتضحكين وكان قريباً منك جداً ولم تنتبهي للامر حتى، ولم احدثك لمدة يومين رغم سؤالك لي عن السبب ولم اخبرك.
ام عن تلك المرة التي كنت خائفة من العودة للمنزل وحدك واصبحت اسير معك يومياً الى ان اعتدتي على الامر وطلبتي مني التوقف.

والكثير من المرات التي شعرت فيها انني اعبر لك بطريقتي ولم تهتمي وكنت اشعر بان جهودي غير مجدية ولا تصرفاتي.
لم اشأ ان يكون هذا محور رسالتي واردت فقط الاطمئنان عليكِ واعتذر ان كان في حديثي تجريح لكن والسلام عليكم.

من : زيد عاصم
الى : شهرزاد عبدالله
1
السلام عليكم

هذه اخر رسائلي لكِ، من اليوم وصاعداً لن استطيع ارسال شئ لكِ ولن استقبل منكِ ايضاً.
الوطن يناديني يا زاد، وان لم اجبه سيلاحقني العار لاخر عمري، لذا فلتعتبري هذه رسالة الوداع.

قد تراودك ظنون بانني لم احاول كما ينبغي، بانني افلتُ يداكِ عمداً، ولكنني لم احاول مع احد قط مثلما فعلتُ معكِ، لم اصبر على احد قط، كما لم احب احد قط كما احببتك!
احببتك بكل ما لديّ يا زاد، لكنك لم تريه وكم هو مؤسف انه يُحتمل الا تريه، فاتمنى ان يتسلل لكِ عبر هذه الكلمات لتشعري به للمرة الاولى والاخيرة معاً.

اوتعلمين يا زاد؟ لم اشك يوماً بصدقِ مشاعرك تجاهي، لم انكرها يوماً ولم اتجاهلها، كل كلمة قلتها او كل فعل فعلته محفور بذاكرتي، وكل موقف معكِ كأنه البارحة!
ولكن؛ هذا هو الوداع، لا وقت لنا لنستوضح الامور، لا وقت لنبرر افعالنا بعد الان، لمن الاحقية في ماذا لا يهم.

فإن كان في العمر بقية يا "زادي" لنلتقي على احسن وجه، لنحب بعضنا، لنحتضن اوجاعنا معاً، ولنحيا سعداء.

لأخر مرة..
من : زيد عصام
الى: شهرزاد عبدالله
2
شهرزاد عبدالله
تاريخ الميلاد : ٩/٦/١٩٦٤
تاريخ الوفاة : ١٧/١٢/٢٠٠٥

وحيدة والديها، عاشت في احدى ضواحي مدينة ود مدني بالسودان، وناضلت وحدها بعد وفاة والديها ..
في اواخر التسعينات شُخصت بسرطان المخ، وبعدها بدأت بتزكر شبابها وقصة حبها التي لم تبدأ لتكتمل ..
سلسلة رسائلها هذه مع زيد كانت من وحي خيالها، حتى ردود زيد كانت من كتاباتها الشخصية.

كان زيد جاراً لشهرزاد واخاً بحكم الجيرة، لكنها أكنّتْ بداخلها حباً له، حباً نقياً لم تشبه شائبة.
عمل زيد في الجيش السوداني وعند وقوع الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان أُرسل الى الجنوب حامياً للوطن.
وفي احدى المرات واثناء عودتهم نحو معسكراتهم محتفلين بالنصر، تم استهدافهم بكمين وكان احد ضحاياه زيد عاصم.

حزنت شهرزاد حزناً شديداً واعتصمت الّا تنكح غيره، وهكذا ظلت وحيدة حتى وافتها المنية.
وجِدَتْ سلسلة الرسائل في غرفتها في صندوق محكم الاغلاق بجانبه رسالة بخط يدها ..

السلام عليكم يا اعزائي.
اشعر ان الموت قريب مني وان هذه هي اخر ايامي في الحياة، ارجو ان لا اثقل عليكم الهم بموتي وارجو من الشخص الذي سيجد هذا الصندوق ان يضعه في خزانتي اعلى الرف، لانني حاولت جاهدة ان اطالها ولم استطع وكنت في كثير من الاحيان اسقط ويغمى عليّ واصحو لاجد نفسي مرتطمة بالارض.

اما هذا الجزء فهو لطبيبي العزيز عمار ارجو منك ايصالها له.
كيف حالك ؟ سمعت من جارتي ان زوجتك على مشارف الولادة، ارجو من الله ان يسلمها وان تلد مولوداً يشبهك ويشبه طهارة قلبك.
خمنت انها فتاة فقمت بحياكة جوارب صغيرة ستجدها عند اول رف في الخزانة، كم تمنيت ان اشهد لحظاتك وانت اب لاول مرة ولكنني اسفة على رحيلي المبكر هذا واتمنى ان تسعد ويرتاح بالك لاخر العمر.

تم العثور على جثة شهرزاد بعد ثلاثة ايام في سريرها وقد ارتدت اجمل ما لديها من حُلة، واختمرت بخمارها الفضفاض، مشيرة بذلك الى تأهبها وشعورها العميق بهذا الرحيل.

تعليق الكاتبة:
"رحلت شهرزاد وتركتني عالقة مع رسائلها هذه غير قادرة على مواصلة الايام كما اعتدت قبلها"

النهاية.
4🔥2
مازالت تراودني الكوابيس يا هاري، مازالت احداث الاقتحام تدور بذهني وتُعاد الاحداث مراراً وتكراراً، اصبحت اخشى ان انأم لكي لا استيقظ بصوت دوّي انفجار لا يحدث الا في مخيلتي.

آثار ذلك الحطام، رائحة الغبار يصاحبها البارود والخوف في عينيّ إخوتي، كيف حدث واين ومتى، تراودني وكأنها البارحة، لم اخرج من ذلك المنزل بعد، من تلك الصالة ومن جدرانها المليئة بالالوان والذكريات الحميمة.

انا مُندهشة يا هاري، كيف تُصاغ كوابيسي كأنها حقيقة، ألأنها حدثت أم لأنني اخاف تكرارها ؟ كم هو مخيف تشبث عقولنا بالماضي، وبالمُخيف والمؤلم تحديداً ..

أتعلم يا هاري -وكم احب ان اذكر اسمك في الحديث مراراً- تأثير تلك الحادثة لم يتجلى إلا بعد فترة طويلة، ويزداد بإزدياد عمري، وكأنني على مسار التدهور لا التعافي، وكم هو رائع ان تعلم ان النهاية قريبة لتستعد لها، واعلم ان نهايتي ليست كمعظم النهايات، سأكون جديرة بالذكر وسيحمل اسمي على اكُف الناس وسيقال عني "كانت كثيرة الحديث الى ان قل كلامها ثم تلاشى".
🔥2
2025/10/27 04:33:31
Back to Top
HTML Embed Code: