Telegram Web Link
الولاء والبراء

من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين .

وهاتان الخاصيَّتان للمجتمع المسلم هما من أهم الروابط التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً، تسوده روابط المحبة والنصرة، وتحفظه من التحلل والذوبان في الهويات والمجتمعات الأخرى، بل تجعل منه وحدة واحدة تسعى لتحقيق رسالة الإسلام في الأرض، تلك الرسالة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم .

أهمية عقيدة الولاء والبراء :

تنبع أهمية هذه العقيدة الإسلامية الأصيلة من كونها فريضة ربانية، ومن كونها كذلك سياج الحماية لهوية الأمة الثقافية والسياسية، ولا أدلَّ على أهمية هذه العقيدة من اعتناء القرآن بتقريرها، فمرة يذكرها على اعتبار أنها الرابطة الإيمانية التي تجمع المؤمنين فتحثهم على فعل الصالحات، قال تعالى:} والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم { (التوبة:71 )، ومرة يذكرها محذرا من الانسياق وراء تحالفات تضع المسلم جنبا لجنب مع الكافر في معاداة إخوانه المسلمين، قال تعالى:} لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير { (آل عمران:28)، ومرة يذكر عقيدة الولاء والبراء على أنها الصبغة التي تصبغ المؤمنين ولا يمكن أن يتصفوا بما يناقضها، قال تعالى:} لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون { (المجادلة:22). إلى غير ذلك من الآيات.

وفي بيان أهمية هذه العقيدة يقول العلامة أبو الوفاء بن عقيل :" إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفراً .. وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب "

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:" فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله.. ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان".

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فكان يقول لبعضهم: ( أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين ) رواه النسائي وأحمد .

ولولاء المؤمن لأخيه صور متعددة نذكر منها:

1. ولاء الود والمحبة: وهذا يعني أن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه ولا يمكر به. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد له، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم .

2. ولاء النصرة والتأييد: وذلك في حال ما إذا وقع على المسلم ظلم أو حيف، فإن فريضة الولاء تقتضي من المسلم أن يقف إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، ويزيل عنه الطغيان، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ) أي تمنعه من الظلم. رواه البخاري ، فبهذا الولاء يورث الله عز وجل المجتمع المسلم حماية ذاتية، تحول دون نشوب العداوات بين أفراده، وتدفعهم جميعا للدفاع عن حرماتهم ، وعوراتهم.

3. النصح لهم والشفقة عليهم: فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " متفق عليه .

هذا من جهة علاقة الأمة بعضها ببعض والذي يحددها واجب الولاء . أما من جهة علاقة الأمة أو المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات الكافرة والتي يحددها واجب البراء، فقد أوجب الله عز وجل على الأمة البراء من الكفر وأهله، وذلك صيانة لوحدة الأمة الثقافية والسياسية والاجتماعية، وجعل سبحانه مطلق موالاة الكفار خروجا عن الملة وإعراضاً عن سبيل المؤمنين، قال تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس
من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير }(آل عمران:28) فكأنه بموالاته للكافرين يكون قد قطع كل الأواصر والعلائق بينه وبين الله، فليس من الله في شيء.

وتحريم الإسلام لكل أشكال التبعية للكافرين, لا يعني حرمة الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، كلا ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، ولكن المقصود والمطلوب أن تبقى للمسلم استقلاليته التامة، فلا يخضع لكافر، ولا يكون ولاؤه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين.

ومن أخطر صور الموالاة التي يحرمها الإسلام ويقضي على صاحبها بالردة والكفر ما يلي:

1- ولاء الود والمحبة للكافرين: فقد نفى الله عز وجل وجود الإيمان عن كل من وادَّ الكافرين ووالاهم، قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون { (المجادلة:22) ، إلا أن هذه المفاصلة والمفارقة لا تمنع من البر بالكافرين والإحسان إليهم - ما لم يكونوا لنا محاربين – قال تعالى:{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(الممتحنة:8 ) .

2- ولاء النصرة والتأييد للكافرين على المسلمين: ذلك أن الإسلام لا يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين، قال تعالى :} يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا { (النساء:144)، وقال أيضاً : } ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون { (المائدة:81 ) يقول ابن تيمية عن هذه الآية : " فذكر جملة شرطية تقتضي أن إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف لو التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقال: { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء } فدلّ ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودلَّ ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه .. ".

وهناك صور للولاء المحرم ولكنها لا تصل بصاحبها إلى حد الكفر، منها:

1- تنصيب الكافرين أولياء أو حكاما أو متسلطين بأي نوع من التسلط على المسلمين، قال تعالى: { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }(النساء:141)، ولأن أبا موسى الأشعري قدم على عمر رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني فانتهره عمر وقال : " لا تأمنوهم وقد خونهم الله، ولا تدنوهم وقد أبعدهم الله، ولا تعزوهم وقد أذلهم الله " ويقول النووي فيما نقله صاحب الكفاية: " لأن الله تعالى قد فسّقهم فمن ائتمنهم فقد خالف الله ورسوله وقد وثق بمن خونه الله تعالى ".


2- اتخاذهم أصدقاء وأصفياء: قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون }(آل عمران:118) قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: " لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من دونكم، يقول: من دون أهل دينكم وملتكم، يعني من غير المؤمنين .. فنهى الله المؤمنين به أن يتخذوا من الكفار به أخلاء وأصفياء، ثم عرفهم ما هم منطوون عليه من الغش والخيانة، وبغيهم إياهم الغوائل، فحذرهم بذلك منهم ومن مخالتهم".

3- البقاء في ديار الكفر دون عذر مع عدم القدرة على إقامة شعائر الإسلام، قال تعالى: { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا } (النساء:97-98).

4- التشبه بهم في هديهم الظاهر ومشاركتهم أعيادهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود .

أمور لا تقدح في البراء من الكافرين :

ربما ظن البعض أن معاداة الكافرين تقتضي أن يقطع المسلم كل صلة بهم، وهذا خطأ، فالكافر غير المحارب إن كان يعيش بيننا أو سافرنا نحن لبلاده لغرض مشروع فالاتصال به ومعاملته يوشك أن يكون ضرورة لا بد منها، فالقطيعة المطلقة سبب للحرج العظيم بلا شك، ثم هي قطع لمصلحة دعوتهم وعرض الإسلام عليهم قولا وعملا، لذلك أباح الشرع صنوفا من المعاملات معهم منها:

1. إباحة التعامل معهم بالبيع والشراء، واستثنى العلماء بيع آلة الحرب وما يتقووا به علينا، ولا يخفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته كانوا يبيعون ويشترون من اليهود، بل ومات عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير كما روى ذلك أحمد وغيره .
2. إباحة الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم بشروطه، قال تعالى: { اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم }(المائدة: 5).


3. اللين في معاملتهم ولا سيما عند عرض الدعوة عليهم، قال تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }(النحل:125)، وهكذا أمر الله نبيه موسى – عليه السلام - أن يصنع مع فرعون، قال تعالى:{ فقولا له قولا لينا }(طه:44).


4. العدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، قال تعالى: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }( الممتحنة: 8) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .


5. الإهداء لهم وقبول الهدية منهم: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس، كما عند الطبراني بسند رجاله ثقات كما قال الهيثمي في المجمع، وأهدى عمر - رضي الله عنه –حلته لأخ له مشرك كما في صحيح البخاري .


6. عيادة مرضاهم إذا كان في ذلك مصلحة: فعن أنس رضي الله عنه قال: " كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه. فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده. فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .


7. التصدق عليهم والإحسان إليهم: قال تعالى: { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا }(لقمان:15)، وعن أسماء رضي الله عنها قالت: قدمت أمي وهي مشركة .. فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي، قال: ( نعم صلي أمك ) رواه البخاري .

8. الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطوائف من المشركين منهم دوس، فقال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .

من ثمرات إحياء عقيدة الولاء والبراء في الأمة :

1. ظهور العقيدة الصحيحة وبيانها وعدم التباسها بغيرها وتحقيق المفاصلة بين أهل الكفر وأهل الإسلام، قال تعالى: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }(الممتحنة:4).


2. حماية المسلمين سياسيا، وذلك أن ما يوجبه الإسلام من مبدأ الولاء والبراء يمنع من الانجرار وراء الأعداء، وما تسلط الكفار على المسلمين وتدخلوا في شؤونهم إلا نتيجة إخلالهم بهذا الأصل العظيم .

3. تحقيق التقوى والبعد عن مساخط الله سبحانه، قال تعالى: { ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون }(المائدة :80)، وقال تعالى:{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار }(هود:113) .

إن عقيدة الولاء والبراء هي عقيدة صيانة الأمة وحمايتها من أعدائها، كما أنها سبب للألفة والإخاء بين أفرادها، وهي ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن مجردة عن العمل؛ بل هي عقيدة عمل ومفاصلة، ودعوة ومحبة في الله، وكره من أجله وجهاد في سبيله؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال، وبدونها تصبح عقيدةً نظرية سرعان ما تزول، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك .
تعريف التوحيد وأقسامه

(التوحيد) لغة: هو جعل الشيء واحداً . وفي الاصطلاح : الإيمان بوحدانية الله عز وجل في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته. وتفصيل ذلك بمعرفة أقسام التوحيد كما بينها العلماء:

أولا : توحيد الربوبية : وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق، والملك، والتدبير، قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة: 1) أي: مالكهم، ومدبر شؤونهم.

والاعتراف بربوبية الله عز وجل مما لم يخالف فيه إلا شذاذ البشر من الملاحدة الدهريين، أما سائر الكفار فقد كانوا معترفين بربوبيته سبحانه – في الجملة - وتفرده بالخلق، والملك، والتدبير، وإنما كان شركهم في جانب الألوهيه، إذ كانوا يعبدون غيره، قال تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون }(العنكبوت:61) أي: فأنى يصرفون عمن صنع ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له.

ثانيا: توحيد الألوهية : وهو إفراده تعالى بالعبادة، وذلك بأن يعبد الله وحده، ولا يشرك في عبادته أحد، وأن يعبد بما شرع لا بالأهواء والبدع، قال تعالى:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام:162) وقد كان خلاف المشركين في هذا النوع من التوحيد، لذلك بعث الله إليهم الرسل، قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة }(النحل: 36) .

ثالثا: توحيد الأسماء والصفات : وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل ، ولا تكييف ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }(الشورى:11) ، ولتوضيح هذه القاعدة، نورد بعض الأمثلة التوضيحية ، من ذلك أن الله وصف نفسه بأنه: { القوي العزيز }(هود: 66) فموقف المسلم تجاه ذلك هو إثبات هذين الاسمين لله عز وجل كما وردا في الآية، مع اعتقاد اتصاف الله عز وجل بهما على وجه الكمال، فلله عز وجل القوة المطلقة، والعزة المطلقة .

ومثال النفي في الصفات قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ) رواه مسلم ، فموقف المسلم من ذلك هو نفي صفة النوم عن الله عز وجل ، مع اعتقاد كمال الضد، بمعنى: أن انتفاء صفة النوم عنه سبحانه دليل على كمال حياته ، وهكذا القول في سائر الأسماء والصفات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لكل الاخوة الأفاضل نرجو منكم نشر رابط القناة ومشاركة مافيها واحتسبوا الأجر عند الله وجزاكم الله خيرا
متى يكون المدح في الوجه مأذونا فيه؟
السؤال: 531916
هل يجوز المدح في الوجه؛ لأن حديث رمي التراب يقول ممنوع، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما سمع رجلًا يمدح شخصًا قال: (قطعت ظهره، ويلك! إذا أراد أحدُكم فليقل: أحسبه كذا والله حسيبه)، وقال: (إذا رأيتم المدَّاحين فاحثُوا في وجوههم التُّراب)، لكن يوجد حديث آخر الرسول صلى الله عليه وسلم مدح فيه عمر، مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى عمر: (إنَّك إذا سلكتَ فجًّا سلك الشيطانُ فجًّا غير فجِّك)، فكيف لا يمكن المدح بالوجه والرسول صلى الله عليه وسلم مدح عمر رضي الله عنه؟

ملخص الجواب
يباح المدح إذا كان باعتدال، وبحق، ، وأُمن على الممدوح من الاغترار، ويكون مذموما عند الإكثار منه والمبالغة فيه أو كان مدحا بالباطل.

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قد ثبت مدح النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه رضوان الله عليهم في حضورهم، ومن ذلك:

ما رواه البخاري (3683)، ومسلم (2396): عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِيهًا يا ابْنَ الْخَطَّابِ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ ‌سالِكًا ‌فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ.

وأيضا صح ذم المدّاحين.

كما في حديث الْمِقْدَاد، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا ‌فِي ‌وُجُوهِهِمُ ‌التُّرَابَ رواه مسلم (3002).

وهذه الأخبار لا تعارض بينها، كما نص على ذلك أهل العلم؛ وذلك بأن يحمل المدح المنهي عنه على ما يؤدي إلى مفسدة.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

" واعلم أن المدح يشتمل على آفتين:

إحداهما: تتعلق بالمادح، وهي الكذب الذي لا يكاد يُتخلص منه.

والثانية: تتعلق بالممدوح، وهي تحريكه إلى التكبر بفضائله، والطبع كاف في جلب الِكبر وغيره من الشر، فيحتاج إلى مقاومة تضاده، فإذا جاء المدح أعان الطبع فزاد الفساد " انتهى. "كشف المشكل" (1 / 412).

فيُنهى عن المدح الذي يكون على سبيل المبالغة، والذي لا يكاد يسلم فيه صاحبه من الكذب.

ولذا بوّب البخاري بابا، قال فيه: " بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ الإِطْنَابِ فِي الْمَدْحِ، وَلْيَقُلْ ما يَعْلَمُ ".

ثم ساق فيه حديث أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: " سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُثْنِي على رَجُلٍ، وَيُطْرِيهِ فِي مَدْحِهِ، فَقالَ: أَهْلَكْتُمْ -أَوْ: قَطَعْتُمْ- ظَهْرَ الرَّجُلِ رواه البخاري (2663)، ومسلم (3001).

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى:

" الإِطْرَاء: مجاوزة الحدّ في المدح، والكذب فيه " انتهى. "النهاية" (3 / 123).

فإذا كان المدح باعتدال، ولا كذب فيه، فهذا مأذون به.

بّوب البخاري في "الصحيح"، قال: " بابُ ‌مَنْ ‌أَثْنَى ‌عَلَى ‌أَخِيهِ ‌بِمَا ‌يَعْلَمُ ".

ثم ساق حديث سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ذَكَرَ فِي الإِزَارِ مَا ذَكَرَ، قالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ إِزَارِي يَسْقُطُ مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ؟ قالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ رواه البخاري (6062).

لكن الأدب في ذلك أيضا: لا يجزم القول بالمِدحة، بل يقول: أحسبه كذا، والله حسيبه. كما في حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَثْنَى رَجُلٌ على رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: وَيْلَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ. مِرَارًا، ثُمَّ قالَ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلا أُزَكِّي على اللَّهِ أَحَدًا، أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذا. إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ رواه البخاري (2662) ومسلم (3000).

وكذا ينهى عنه إذا كان هذا المدح يظن به أن يقود إلى إدخال فساد على دين الممدوح، بأن يغتر بذلك فيصيبه الكبر والغرور. كما في حديث أبي بكرة السابق، ففيه: قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ.

قال ابن المنير رحمه الله تعالى:

" بيّنَ بهذه التّرجمة، وبما اشتملت عليه: أَن الحديث الأول وهو قوله: ( ‌ قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ )، إنّما كان لأنهم جازفوا في الثّناء، أَو لأنّ الممدوح كان ممّن يفتتن، لأنّه صلى الله عليه وسلم ههنَا أثنى على أبي بكر بسلامته من الخيلاء، لأنّه عَلِم منه ذلك، وأبو بكر لا يفتتن، وما لأحد بعد النّبي صلى الله عليه وسلم الجزم " انتهى. "المتواري على أبواب البخاري" (ص360).

وقال الباجي رحمه الله تعالى:

" وأما الحي: فإن كان ممن يخاف عليه الفتنة بذكر ما فيه من المحاسن؛ فهو ممنوع.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح فقال: ( أَهْلَكْتُمْ -أَوْ: قَطَعْتُمْ- ظَهْرَ الرَّجُلِ ).
وإن لم تُخَفْ الفتنةُ عليه: فلا بأس به؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: ( إيه يا ابن الخطاب! فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ) " انتهى. "المنتقى" (1 / 310).

فتبين بهذا: أن المدح إذا كان باعتدال، وبحق، ويُعلم من حال الممدوح الحزم في أمر دينه وعدم الاغترار: فإنه يرخص فيه؛ خاصةً عند الحاجة، كما في مدح النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ولعدد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

قال القرطبي رحمه الله تعالى:

" قوله: ( ويحك! قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ )، وفي حديث أبي موسى: ( قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ) كل ذلك بمعنى ‌أهلكتموه ...

ويعني بذلك كله: أن الممدوح إذا أكثر عليه من ذلك، يُخاف عليه منه العجب بنفسه، والكبر على غيره، فيهلك دينه بهاتين الكبيرتين، فإذا المدح مظنة الهلاك الديني، فيحرم.

لكن هذه المظنة لا تتحقق إلا عند الإكثار منه، والإطراء به.

وأما مع الندرة والقلة؛ فلا يكون مظنة، فيجوز ذلك إذا كان حقًّا في نفسه، ولم يُقصد به الإطراء، وأُمن على الممدوح الاغترار به. وعلى هذا يُحمل ما وقع للصحابة رضي الله عنهم من مدح بعضهم لبعض، مشافهة ومكاتبة.

وقد مُدِح النبيُّ صلى الله عليه وسلم مشافهةً، نَظمًا ونثرًا، ومَدَح هو أيضا جماعة من أعيان أصحابه مشافهةً، لكن ذلك كله إنما جاز: لمَّا صحت المقاصدُ، وأُمنت الآفات المذكورة " انتهى. "المفهم" (6 / 627).

وعلى ضوء هذين الضابطين يفهم حديث: ( إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا ‌فِي ‌وُجُوهِهِمُ ‌التُّرَابَ).

فالحديث عبر بصيغة المبالغة: (الْمَدَّاحِينَ)، وهم من يبالغون في المدح ويكثرون منه، وليس مجرد مدح باعتدال وحق.

قال ابن رسلان رحمه الله تعالى:

" (الْمَدَّاحِينَ) ‌من ‌أبنية ‌المبالغة، فإنها لا تحصل إلا من كثُر منه المدح حتى صار عادة له، بخلاف المادح، فإنه يطلق على مَن مدح ولو مرة " انتهى. "شرح سنن أبي داود" (18 / 476).

وقال الإمام الخطابي، رحمه الله:

"المدَّاحون: هم الذين ‌اتخذوا ‌مدح ‌الناس ‌عادة، وجعلوه بضاعة، يستأكلون به الممدوح، ويفتنونه.

فأما من مدح الرجلَ على الفعلِ الحسنِ، والأمر المحمود يكون منه، ترغيباً له في أمثاله، وتحريضاً للناس على الاقتداء به في أشباهه: فليس بمدَّاح، وإن كان قد صار مادحًا بما تكلم به من جميل القول فيه». انتهى، من "معالم السنن" (4/ 111).

ومن يبالغ في المدح لا يكاد يسلم من الكذب، والممدوح، خاصة الراضي بمثل هذا المدح: لا يكاد يسلم من الافتتان والغرور.

قال ابن بطال رحمه الله تعالى:

" وكذلك تأول العلماء فى قوله عليه السلام: ( احْثُو التُّرَابَ فِي وجه الْمَدَّاحِينَ) المراد به: المداحون الناسَ في وجوههم بالباطل، وبما ليس فيهم ...

ولم يُرَدْ به من مدح رجلا بما فيه، فقد مُدح رسول الله عليه السلام فى الشعر والخطب والمخاطبة، ولم يحثُ في وجه المداحين، ولا أمر بذلك ...

وقد مَدح رسول الله عليه السلام الأنصار فقال: ( إنَّكُمْ لتقِلُّونَ ‌عِنْدَ ‌الطَّمَع، و تَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزع ) ومثل هذا قوله عليه السلام: (لا تُطْرُونِي ‌كَما ‌أَطْرَتِ النَّصارَى عيسى ابْنَ مَرْيَمَ، قالوا: عبد الله؛ فإنما أنا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ) أى: لا تصفونى بما ليس لي من الصفات، تلتمسون بذلك مدحى، كما وصفت النصارى عيسى بما لم يكن فيه ... " انتهى. "شرح صحيح البخاري" (9 / 254).

الخلاصة:

ما ورد من ذم المدح، فهو متعلق بالمدح المبالغ فيه، والذي يخشى فيه على الممدوح الفتنة والغرور.

فأما إذا كان المدح بحق واعتدال، والممدوح يتوسم فيه الحزم والتقوى، ففيه رخصة، والأحسن تركه، إلا إذا كانت هناك مصلحة شرعية مرجوة من هذا المدح.

قال النووي رحمه الله تعالى:

" ( باب النهي عن المدح إذا كان فيه افراط وخيف منه فتنة على الممدوح )، ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح، وقد جاءت أحاديث كثيرة في "الصحيحين" بالمدح في الوجه.

قال العلماء: وطريق الجمع بينها: أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة، من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح.

وأما من لا يُخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله، ومعرفته: فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة.

بل إن كان يحصل بذلك مصلحة، كنشاطه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه، أو الاقتداء به= كان مستحبا، والله أعلم " انتهى. "شرح صحيح مسلم" (18 / 126).

والله أعلم.
ست احاديث لا تغفل عنها

*كررها ولو مرة واحدة كل ليلة*

لاحتوائها على الأجور المضاعفة والله يضاعف لمن يشاء .

1⃣ قال صلى الله عليه وسلم :

[ بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ ؟ فقلتُ : أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ !

فقال : ألا أُخبرُكَ بأكثرَ وأفضلَ من ذِكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ ؟
قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : تقولُ :

سبحان اللهِ عدَدَ ما خلق ،
سبحان اللهِ مِلْءَ ما خلَق ،
سبحان اللهِ عدَدَ مافي الأرضِ والسماء
سبحان اللهِ مِلْءَ مافي الأرضِ والسماءِ
سبحان اللهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه ،
سبحان اللهِ مِلْءَ ما أحصى كتابُه ،
سبحان اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ ،
سبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ ،

الحمدُ للهِ عددَ ما خلق ،
والحمدُ لله مِلْءَ ما خلَق ،
والحمدُ لله عدَدَ ما في الأرضِ السماءِ ، والحمدُ لله مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ
والحمدُ للهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه ،
والحمدُ لله مِلْءَ ما أحصى كتابُه ،
والحمدُ للهِ عدَدَ كلِّ شيءٍ ،
والحمدُ للهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ ) ]

صحيح الترغيب

2⃣ عن أم هانئ رضي الله عنها قالت :

أتيتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ،
فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، دُلَّني على عملٍ
فإنِّي قد كَبِرْتُ وضعفتُ وبدَّنتُ ، فقالَ :

( *كبِّري اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ* ،
*واحمَدي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ* ،
*وسبِّحي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ*

*خيرٌ من مائةِ فرَسٍ مُلجَمٍ مُسرَجٍ في سبيلِ اللَّهِ* ،
*وخيرٌ من مائةِ بدَنةٍ* ،
*وخيرٌ من مائةِ رقبةٍ* )

صحيح ابن ماجه

3⃣ عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها :

( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج من عندِها بُكرةً حين صلى الصبحَ ، وهي في مسجدِها . ثم رجع بعد أن أَضحَى ، وهي جالسةٌ . فقال " ما زلتُ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " لقد قلتُ بعدكِ *أربعَ كلماتٍ ، ثلاثَ مراتٍ* . *لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ* :

*سبحان اللهِ وبحمدِه ، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه* )

صحيح مسلم

4⃣ قال صلى الله عليه وسلم :

( *من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات* ، كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة )

صحيح الجامع

5⃣ قال صلى الله عليه وسلم :

( من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها *عشرَ مراتٍ* *بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ* ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاث )ٌ

حسنه الشيخ الألباني والشيخ شعيب الأرناؤوط

6⃣ ( مَن قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له ، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ، *عَشْرَ مِرَارٍ كانَ كَمَن أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِن وَلَدِ إسْمَاعِيلَ* )

صحيح مسلم 2693

🌴قناة بلغوا عني ولو آية 🌴اللَّهُمَّ صَلِّ علے مُحَمَّدٍ وعلے آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ علے ‎إِبْرَاهِيمَ وعلے آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ،
اللَّهُمَّ بَارِكْ علے مُحَمَّدٍ وعلے آلِ ‎مُحَمَّد، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعلے آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من الأشياء التي تكفر وتخرج من الملة سب الدين ،سب الله سب الرسول صلى الله عليه وسلم الاستهزاء بالدين فيجب المسارعة الى التوبة النصوح ولقد نشرت منشورين فيهم شرح هذا الامر من موقع فتاوى اسلام ويب فيهم توضيح هذا الامر ولكن لعلمي أن البعض لا يصبر على القراءة كتبت هذا المنشور فلترجعوا الى المنشورات واقرؤها وانشروها واحتسبوا الأجر عند الله
حكم من صار سب الدين عادة له
123958
200903
السبت 5 رجب 1430 هـ - 27-6-2009 م


831
السؤال
هل يعتبر الذي يسب الدين كافرا كفرا أكبر مخرجا من الملة لا بد لفاعله أن يدخل في الدين مرة أخرى؟ والذي يتكرر منه هذا الأمر فأصبح عادة له ما حكمه؟

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا في الفتوى رقم: 133، بيان أن أهل العلم قد أجمعوا على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، فإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام والعياذ بالله، ولا يعذر بالجهل.

وعلى ذلك فمن سب الدين -والعياذ بالله- وجب عليه أن يراجع دينه مرة أخرى بتوبة صادقة، والذي ننصح به من وقع في ذلك أن يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى الله تعالى، وأن يكثر من الاستغفار والعمل الصالح، وأن يعلم أن باب التوبة مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها.

قال الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب: أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه، أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وبعض أهل العلم يقول: لا توبة له من جهة الحكم بل يقتل، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة وأعلن التوبة ورجع إلى ربه عز وجل أن يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس، أما توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة، إذا تاب صادقا فتوبته فيما بينه وبين الله صحيحة. اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: الاستهزاء بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه؛ لقول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة فإن الله تعالى يقبل توبته اهـ.

والذي يكرر هذا الأمر حتى أصبح عادة له هو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن خُتم له بتوبة نصوح قبلت منه، وقد سبق أن بيَّنا أن تكرر الردة لا يؤثر في قبول التوبة في الفتوى رقم: 51043.

- وأما اختلاف العلماء في قبول توبة من تكررت ردته فإنما هو في قبول توبته في الظاهر، أما في ما بينه وبين الله فإن حقق شروط التوبة فإنها مقبولة، وراجع في ذلك الفتويين: 54989، 118361.

والله أعلم.
إسلام ويب
الفتوى
اطرح سؤالك
الفتاوى الحية
عرض موضوعي
فتاوى معاصرة
مختارات الفتاوى
عن الفتوى
الرئيسية العقيدة الإسلاميةالإيمان ونواقضهالكفرالكفر الاعتقادي والعملي
هل تقبل توبة ساب الرسول صلى الله عليه وسلم
119995
67101
الأربعاء 13 ربيع الآخر 1430 هـ - 8-4-2009 م


599
السؤال
أنا من رواد المنتديات الإسلامية، وقد رأيت أن أشخاصا كثيرين يسألون عن حكم سب الله وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رأيت ثلاثة أراء للعلماء في الموضوع:
الأول: من سب الله والرسول قتل حدا وردة وحكمه حكم الزنديق.
الثاني: من سب الله والرسول يستتاب ولا يقتل.
والثالث وهو الأرجح: قرأته لكثير من العلماء ومنهم ابن العثيمين في كتابه فتاوى العقيدة، وهو التفريق بين سب الله وسب الرسول، فمن سب الله يستتاب ولا يقتل لأن حق الله يسقط بالتوبة، ومن سب الرسول يستتاب ويقتل، وذلك لأن سب الرسول به حقان :حق شرعي وهو حق الرسالة كونه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يسقط بالتوبة، وحق شخصي أو آدمى كونه من البشر وهذا لا يسقط بالتوبة وعليه يقتل حدا لآدمى ميت لم يعلم عفوه. ولكن هذا كله فيمن وصل أمره إلى السلطان والتوبة هنا هي الاستتابة أي التوبة المسقطة للحد والعقوبة عند السلطان، وليست التوبة الماحية للذنب عند الله وهو ما يسأل الناس عن حكمه بمعنى حكم من سب الله ورسوله سرا فيما بينة وبين الله ولم يصل إلى السلطان أو الإمام ؟
السؤال الذي أرجو منكم شيخنا الفاضل توضيحه، والإجابة عليه:
إذا سب شخص مسلم الرسول صلى الله عليه وسلم سرا فيما بينه وبين الله، ثم جدد إسلامه وتاب وصلى على النبي، هل بإسلامه وتوبته سقط الكفر أي غفر الله له كفره أم لا ؟
وإذا كان الحد حقا لآدمى أي على الحق الشخصي للرسول فهل له أي صلة بمغفرة الله له ككفره وصحة إسلامة ودخوله الجنة؟
وهل إقامة الحد من شروط قبول توبته إذا سب الإنسان الرسول سرا فيما بينه وبين الله فهل علية أن يذهب إلى الإمام ويظهر ذنبه ليقيم علية الحد أم أنه يتوب سرا كما سب سرا من غير احتجاج إلى أن يظهر ذنبه ويفضح نفسه ؟ و كيف يؤدي الحق الشخصي أو الآدمي للرسول وقد تعذر طلب العفو أو الاستحلال، أم أنه يكفيه الإكثار من الصلاة على النبي والاستغفار؟ وهل يأخذ النبي من حسناته يوم القيامة كغيره من البشر؟
أرجو من فضيلتكم التوضيح، والاستفاضة والرد على كل جزء من السؤال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب على السؤال نريد أولا أن ننبه إلى أن السؤال يشتمل على شيء من التناقض. مثل قوله صاحبه : قتل حدا وردة وحكمه حكم الزنديق وقوله: يستتاب ولا يقتل أو يستتاب ويقتل، وغير ذلك .

وعلى أية حال فنقول: إن سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر مخرج من الملة بلا خلاف، جاء في الموسوعة الفقهية: حكم سابه صلى الله عليه وسلم أنه مرتد بلا خلاف. اهـ.

وفي موضع آخر: ورد في الكتاب العزيز تعظيم جرم تنقص النبي أو الاستخفاف به، ولعن فاعله. وقد ذهب الفقهاء إلى تكفير من فعل شيئا من ذلك. اهـ.

لكن إن تاب صاحبه توبة نصوحا فإن الله يتوب عليه، فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو المعاصي كلها، حتى الشرك، والخلاف الحاصل بين أهل العلم في قبول توبة الساب، إنما هو في رفع القتل عنه بالتوبة، لا في انتفاعه بتوبته عند الله تعالى في الآخرة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}، وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتويين رقم: 117954، 17316.

وأما حق النبي وكيف يؤدى، وهل يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من حسنات من تاب من سبه ؟ فالجواب أن التوبة النصوح تكفي صاحبها من ذلك كله إن شاء الله، فإن الإسلام يجبُّ ما قبله.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الصارم المسلول): لا ريب أن توبتهم – يعني المنافقين الذين سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بينهم وبين الله مقبولة إذا كانت توبة صحيحة، ويغفر لهم في ضمنها ما نالوه من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أبدلوه من الإيمان به، وما في ضمن الإيمان به من محبته وتعظيمه وتعزيره وتوقيره، واعتقاد براءته من كل ما رموه به.

وراجع في ذلك الفتوى الأولى التي تقدمت الإحالة إليها.

وأما مسألة الذهاب للإمام لإقامة الحد فهذا لا يلزم، بل يلزمه التوبة والنصح فيها، ويستر على نفسه ويحسن في ما بقي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر. متفق عليه.

والله أعلم.
‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿‏✿
💡 *إضاءة*
❁ قال بعض السَّلف:

*«ما بلغَ مَن بلغَ عندنا بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ، ولكن بسخاوَةِ النفوس، وسلامةِ الصُّدور، والنُّصحِ للأُمَّة، واحتقارِ أنفسِهم».*

📚لطائف المعارف لابن رجب / ٢٥٤
كامل منهج شرح كشف الشبهات.pdf
2.4 MB
كامل منهج شرح كشف الشبهات.pdf
2025/10/27 08:52:10
Back to Top
HTML Embed Code: