Telegram Web Link
مساء الخير ♥️🌚
5
نُجالسُ الليلَ والأفكار تسرقُنا
‏نُخاطبُ النّجمَ حينًا كي يُسلينا .♥️
15
: إختار من يختارك في كُل مَرّه ومُرّه.♥️




15 اكتوبر♡
10💔1
ما سر سعادة فلان وسكينة قلبه؟

فقيل له: هذا كلما تعاظمه شيء أو طرقَهُ همٌ.. أكثر من الصلاة على النبي ﷺ فتيسر له أمره وزال عنه همه كأن لم يكن!.♥️
27
أحب تقدير الأشياء الصغيرة في حياتي
مواعيد القهوة، أشعة الشمس وهي
تتسلل خجولة من نافذتي ..
الساعات الأولى من الصباح، أغنيتي
المفضلة حين تأتي مصادفة ..
أحب ترتيب غرفتي وإشعال الشموع
ورؤية الضوء لأنني أؤمن أن السعادة
لا تُصنع من العظمة بل من تفاصيل
صغيرة نمنحها الامتنان الكافي لتزهر
فينا ♥️.
17
وتظن أنهُ لن يزول من شِدة ثقلهِ ولكن يُدهشك الله برحمتهِ !♥️

صباح الخير جدا♡
16
ولست أصبر إلا ليقيني بأن الله يرى كل شيء،
وسيحدث أمرًا
♥️
13
واتركيهم حيث هُم واستمري حيث أنتِ .🩷
14
غداً ستكون انت الناجي
والبحر بكُبره هو غريقك
العالم بأجمعه سيكون نصيبك
والبلاد النافية لن تُعيقك
غداً ستشرق كشمسٍ ساطعة
تشعُ بنيران حريقك ♥️!
21😭1
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
فرِيزيا

«الجُزء الأوّل»

« الفصلُ الخامِس ﴿5﴾»

بقلم: رحاب يعقوب
«مُـورفــيــنَــا»

صلِّ على النبي ﷺ

ذكرياتٌ مشوّهة 2

"بعدَ مُرورِ يومين."
<< السُودان - العاصِمة>>

ويأتي الصُبح، كمعانٍ أودعت جسدهَا بينَ فكَّي شاعرٍ مُشتاق، فأنجبت شعرًا بأجنحةٍ، يذوبُ بينَ الأنفاسِ ولا تأويهِ معاقلُ الكلمات.. شعرَت بـ شيءٍ من التعبِ والإجهاد بعد صراعٍ مع أفكارها الغزيرة طوال الليلة الماضيَة؛ فإنّ أكثر ما يُرهق المرءُ هُو التفكِير، أن تشعر بأنّ الدُنيا بثقلهَا وأحمالها، موضُوعةٌ داخِل أسوار جُمجمتكِ، وأنّ جميع التجارُب التِي لم تستوِي فِي حقُول الحياة، تُربى في قفُول أضلعك، التقطت هاتفهَا من فوقِ المنضدَة الزُجاجيّة، تسطّحت على الأريكةِ المخمليّة ودلكت فروةَ شعرها، لعلّها تُخفّف بذلك من وطأة الصُداع الحاد، مضت على ذلك الوضعِ نحوَ دقيقةٍ، تنتظرُ إستجابةَ زوجةِ عمّها لمُكالمتها الهاتفيَّة، أعادت الهاتفَ إلى مكانهِ وأغمضَت عينيهَا، أينَ المزعُوم بزوجها هذا؟ منذُ يومينِ لم تسمَع لهُ حسيسًا في المنزلِ حتَّى، شهقت بقوَّةٍ وهِي تدعُو الله أن يحلَّ أسرهَا منهُ؛ فلم تعد تطيقُ كُل ما يربطها بهِ..

صدحَ صوتُ رنينِ الجرسِ بعد مُضيَ ساعةٍ على تلكَ الحال، أفاقت من غفوتهَا مفزوعةً تلتحفُ إسدَال الصلاة، أسرعت إلى الباب تظنُّ أنّهُ زوجها قد عاد، ولكن في نفسها شيءٌ من الشك؛ فهو يحملُ نُسخة المفتاحِ ولا يلجأ إلى قرع الجرس غالبًا، فُوجئت عندمَا رأت الطبيبَ أمامها:

« دكتُور يزن؟»

أخفضَ بصرهُ إلى الأرضِ مُلقيًا عليها التحيَّة:

« السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ.»

«وعليكمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ.»

«قاعدَة براك؟»

خفقَ قلبهَا توجُّسًا من الإجَابة، ما الذي جاء بهِ هُنا؟ وكيف قد تسمح لهُ بالدخُول وهي لوحدهَا فِي المنزل؟ هذَا أمرٌ مُحال، اومأت:

« أيوا، لك...»

قاطعهَا:

«طيِّب لو تسمحِي دقيقَة من وقتك، حَ أنتظرك هنا برَّة عشان عندِي كلام مُهم لازم أقولهُ ليك.»

لم تتوقَّع هذا التصرُّف منه، ولكنّ أشعرها ذلك بنوعٍ من الارتياحِ، أجابت بهدوءٍ:

« إن شاء الله، أبشر.»

تركَت البابَ مُواربًا وعادت إلى غُرفتها، التفّت بجُلبابٍ واسعٍ يسبحُ فيهِ جسدها، وارتدت خمارًا طويلًا يُطابق لونَ جُلبابها الأسوَد، خرجَت وهِي تحملُ نسخة المفتاح الخاصَّةِ بها، وجدتهُ يقفَ عندَ سيّارتهِ ويتأمَّلُ المارّة أمامهُ، اقتربت دُون أن تسمحَ للمسافةِ بينهما بأن تصغر، التفتَ إليها بعد أن أصدرت صوتًا:

«كيف بقيتِ؟ لسَّة نفسك بيتهيّج؟»

أجابتهُ باقتضاب:

« الحمدلله أحسن.»

«بخصُوص زوجك قيس، وين هُو بتعرفي؟»

هزَّت رأسها نفيًا:

«لأ ليهُ يومِين ما ظهر.»

« أممم.. مُمكن اسألك تاني طيِّب؟ إذا ما فِيها إزعاج.»

تشابكت أصابعها مع بعضها، أصابها التوتُّر من اسئلتهِ المُتتاليَة، ولكنّها سمحت بالسُؤال:

«اتفضَّل.»

«بتعانِي من أيَّ أمراض أخرى؟»

تعالت نبضاتها أكثر، ما الهدفُ ممَّا يسأل عنهُ؟ هل يُعقل أنّهُ يدرسُ معلوماتٍ عنها لغرضٍ ما؟ استغفرت ثُمَّ أجابت بعد تردُّد:

« هُو مرض جسدِي وعقلي، من تأثير صدمة عانيت منَّها سابقًا، يعنِي شبهِ فاقدة الذاكرَة، ما بتذكَّر إلَّا لقطات بسِيطة من الماضِي.»

لم يبدُ عليهِ التفاجؤ، وكأنّهُ كان يعلمُ مُسبقًا بالأمر، قال بتأسُّفٍ لوضعها:

«كتبَ اللهُ لكِ الشفاء العاجِل.»

« آمين.»

« طيِّب.. أوَّلًا أنا كُنت عارف بالموضُوع قبل كدا، أفنان أختي حكت لي عن وضعك، وسألتك عشان اتحصّل على تفصيل صغير، لكن ما مُهم، أوَّلًا، اعتبرِيني فاعِل خير قبل أيَّ حاجة تانيَة، وأتمنّى ما تفهمِيني غلط، أنا ما عايز منِّك شيء، إلى إنِّي بتمنّى بس العدالة تأخد مجراها، أكون صريح معاك أكتر، أنتِ العايشة معاهُ دا وحش ما بني آدم، وأنا ما بشكي ليك، لكن دي الحقيقة وأنا آسف لو الكلام زعَّلك.»

طأطأت رأسها بحُزنٍ، تمنَّت لو أنّها تستطيعُ أن تُعارضهُ في رأيهِ هذا، ولكنّها وجدت أنّها تُوافقه تلقائيًّا:

« عارفَة، والحقِيقة ما بتزعِّل.»

« عُمومًا، أنا حَ أساعدك تتذكَّري.»

عقدَت حاجبيهَا بإستغراب:

« أنت؟»

«أيوا، وهسِّي مُمكن تركبِي السيّارة؟»

ازدردت رِيقها، تردَّدت بينَ الرفض، والفضُول الذِي يجتاحها حول تقديمهِ للمُساعدةِ، لا تُنكر أنَّ شيئًا من الشكِّ انتابهَا في أمرهِ، لكنّها استغفرت واومأت بالمُوافقة، أقلَّت المقاعدَ الخلفيّة لتجلس عليها، قلبهَا يُنافس الطبُول فِي دقَّاتهِ التِي تبلغُ المسامِع...

...............♡.................

نسماتُ نوفمبر تُحيطُ بكُلِّ المنازل والطُرقات، وقفت عندَ شُرفةِ المنزلِ تعصرُ الملابس المغسُولةِ وتنشرها على الحبلِ، تتناهَى إليها أصواتُ النقاشاتِ البزِينطيّة _كما تُسمِّيها_ التِي تجري فِي الأسفَل بينَ عائلتها، مكثَت فِي الشُرفةِ بضعَ دقائقٍ أخرى بعد أن فرغت من نشرِ الغسيل، حتَّى انخفضت أصواتُ النقاشات..
1
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
أخيرًا هبطت من الدرجِ واتّجهت إلى غُرفتها، مُتفاديةً الحديث مع أيِّ شخص، ولكن هيهاتَ ذلكَ فِي منزلٍ لا يسكنُ سُكّانه ولا حِيطانه؛ اقتحمَت أختها ابنةُ أبيهَا غُرفتها دُون استئذانٍ وصاحَت:

«ياخ أنا مُش قُلت ليك تغسِّلي لي البلُوفر دا يا كنز؟.. أفهم شنُو من تصرُّفك دا؟»

نقّلت "كنز" نظراتها الصامتةِ بينَ السُترةِ التِي تُلوّح بهَا أختها وبينَ وجههَا المُتجهِّم، أجابت بهدوءٍ وهي تضغطُ على عمُودِ أنفها:

« نسيتهُ، ليه ما ختِّيتيهُ مع الغسِيل؟»

احتقنَت الأخرى غيظًا من ردّة فعلها الباردَة، صرخت بصوتٍ أعلى وهي تفضُّ شُحنةَ الغضبِ فِي وجهِ "كنز":

« أنا قُلت ليك قبل الغسيل تشيليهُ معاكِ، يعنِي عاملة فيها ما بتسمعِي؟»

هرعت زوجةُ أبيهَا وشقيقتهَا "رُبا" تباعًا عقبِ دويِّ صوتها، تتسائلانِ عن سبب الصياح المُفاجئ، لكن "كنز" كانت فِي غاية الهدُوء وهِي تقُول:

« رِهام أهدَي، ياهُو داك الغسِيل خُتِّيهُ.»

التفتت "رِهام" إلى والدتها وقالت بنبرةٍ مُصطنعَة:

« ماما عاينِي كنز دِي دائمًا بتعمَل معاي كدا، كُل ما أقُول ليها غسِّلي لي البلُوفر دا تقُول لي نسيتهُ.»

تجهَّم وجهُ الأُمِّ وصاحت بانفعالٍ على "كنز":

« وإن شاء الله ما بتغسِّليهُ عشان شنُو يا أنتِ؟»

سحبت "كنز" نفسًا قصيرًا إلى رئتيها وهِي تُحاول السيطرةَ على أعصابها:

« نسيتهُ واللهِ.. أنا كلَّمتها تختّهُ فِي الغسيل عشان ما أنساهُ.»

« نسيتيهُ ولا دا حسد منِّك عشان ما عندك زيّهُ؟.. غايتهُ غير الحسد الله ما خلق شيء في البيت دا.»

تدخّلت "رُبَا" باندفاعٍ شديد بعد أن شعرت بالاستفزازِ من كلماتِ زوجةِ أبيها اللاذِعة:

« أسمعِي يا خالتِي ما يعنِي كنز ساكتَة ليك تتطاولِي أنتِ ولا بتِّك، قالت ليك نستهُ وخلاص، وبعدِين أنتِ ذاتك ما مفرُوض تتكلَّمِي فِي الحاجَة دِي لأنّهُ كنز دِي الدكتُور قال ليها ترتاح عشان يدّها، يعنِي الغسيل مفرُوض تغسِّلهُ رهام ستّ الحُسن والجمال حسب كلام أبُوي، لكن زي ما عادتك بترمِي كلام أبُوي بعِيد وبتشغِّلينا عبيد تحتك، وخلاص طفحَ الكيل واللهِ، ما يعنِي سكتنا إحترامًا ليك تتطاولِي.»

تجهَّمَ وجهُ زوجةِ أبيهَا، وبدا أكثرَ قتامةٍ، أشارَت إلى نفسها وهِي تُحدّج "رُبا" بنظراتٍ ناريَّة:

« بتعلِّي صُوتك فِي وشِّي أنا يا رُبا؟»

قبَل أن تُجيب "رُبا" شعرَت بيدِ شقيقتها تتوسّطُ ذراعها وتسحبهَا إلى الخلف، قالت وهِي تُحاول السيطرةَ على الأمُور:

«خالتِي خلاص معلِيش، رُبا ما قصدَها و...»

قاطعتهَا الأخرى بنبرةٍ حادَّةٍ وصاخبة:

« لا ما معلِيش، ورُبا أختك دِي أنا بعرف أربِّيها كيف، واللهِ يا بنات أماسي أربِّيكم كان هي ما عرفت تربِّيكم، وحسّكم عينكم أشُوف واحدَة فيكم فِي المطبخ فاتحَة التلاجَة، ماف ليكم أيَّ أكل الليلَة كان تتصرّفُوا تشترُوا، تفِي على تربيتكم دِي.»

استدارت وانطلقت سريعًا إزاء غُرفتها، تبعتها ابنتها التِي كانت ترشقُهما بنظراتٍ شامتة، أحسَّت "كنز" أنَّ قوَّة بدنهَا بدأت بالتلاشِي، وقعَت على طرفِ فراشهَا وهي تُمسك رأسها بينَ يديهَا، وتوبّخ أختها:

« عجبك؟ عجبك كدا يا ستِّ هانِم؟ أنا مُش قُلت ليك أمسكِي لسانِك دا وما تطاوليهُ.. عجبتك الإساءة فِي حق أمِّي دي؟»

« أسوِّي شنُو أسكت ليها على حقارتها دِي؟.. واللهِ ما أسكت يا كنز.»

تمدّدت "كنز" فوقَ الفراشِ ودفنَت رأسها في الوسادةِ لتُفرِّغ المكبُوت فِي كبدها، كانت تعلمُ أنّ ابنةَ أبيهَا تفعلُ كُلّ ذلك لحقدها عليها، ولأنّها تعلمُ أنَّ "سامِر" ابن عمّها ينوِي الزواج بها عمّا قريب.. كان صوتُ بُكاءها الواهنِ وأنينهَا يُقطّع أحشاءَ شقيقتها الصُغرى، والتِي استلقت بجوارِ شقيقتها الكُبرى ولفَّت يديهَا حولها، أجهشت بالبُكاء وصوتُ نحيبها كان يفوقُ صوت شقيقتها ...

...............♡.................

<< أمرِيكا - نيُويورك >>

وضعَت القطعةُ الأخِيرة من حطبِ الوقُود على المدفَأة، تُحدّق فِي ظلَّها المُنبعث من ضوءِ النَّار كـ خيال المآتة، الساعةُ تتّجهُ إلى الواحدةِ مُنتصفَ الليل، تشعرُ بفجوةٍ هائلةٍ داخل قلبهَا، لا يُمكنها ملؤها مهما حاولَت ذلك، جدرانُ هذهِ الغُرفة، وبالرغمِ من اتّساعها، إلّا أنّها كانت أضيقُ من خرم إبرةٍ بالنسبةِ لها، بالطبع _وإن كانت هي أكثرُ ما يُحبّهُ جدّها، ولكنّهُ لن ينظر فِي وجهها مُجدّدًا، بعدَ تلك الخيانة التِي ارتكبتهَا _في منظُورهِ_ هُو لا يدري ما رزحت تحتهُ من ضغط، حتّى وافَقت على الزواجِ من هذا الوحـ.ش، نهضَت وهي تتشبّثُ بالحائطِ أمامَها، تُمسحُ دمُوعها عن عينيهَا وتُحاول التماسُك، ثبّتت مقبضَ الشعرِ عند طرف جدِيلتها ثُمَّ طرحَت نفسها على الفراش، دُون أن يرفّ لها جفنٌ للنوم، استوَت إلى الجُلوس فِي مُنتصفِ السرِير، فركَت عينيهَا بإجهادٍ شديد، ترجُو أن يغشاها النوم الذي هجرهَا منذُ ليلتينِ كاملتينِ، هزَّت رأسها وحدّثت نفسها:

« أتمنَّى لو كُنت شبحًا بدلًا عن هذا الوضع.»
1
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
استقامت للوقُوف على قدميهَا والتوجُّهِ نحو المطبخ، حضّرت كوبًا من النيسكافيه المُثلَّجِ كما تُحب وخرَجت بهِ، وقفَت مكانهَا وهي تُراقب دخُوله الهادئ، دُون أن ينبسَ ببنتِ شفة، خلعَ معطفهُ الذي يُبرزُ الجاهَ والسُلطة عليهِ ودلفَ إلى الحمَّام "كرمكم الله".. لم ينقضِي وقتٌ طويلٌ على خروجهِ، اقتربَ منها لـ يُقبّل خدّها ولكنَّها أشاحت بوجهها عنهُ، كأنّها تشعرُ بالاشمئزازِ منه، ابتسمَ بشيءٍ من الإحراج وسطَ ملامحهِ القاسيَة وسألها:

« هل نمتِ مُنتصفَ النهارِ اليوم؟»

أجابت بتكلُّفٍ:

« لا، ولا أريد.»

« اسمحِي لي، سآخذُ هذا الكوبَ منكِ، يبدُو لذيذًا.»

سحبَ كوبَ النيسكافيه من يدهَا، طالعتهُ بسخطٍ وقالت:

« يا لك من وقِح!! »

« يمكنكِ إعدادُ كوبٍ آخر.»

جلسَ على طرفِ الفراشِ حاملًا حاسُوبه فِي يدهِ، ومضَى يتصفّحهُ بانتباهٍ شديد، نظرت إلى الحاسُوبِ بطرفها؛ تشعرُ بأنّ هُنالك أسرارٌ عمِيقة مدفُونةٌ فِي قلبهِ، ولكن.. يبقَ السؤال، كيفَ ستصلُ إليهِ وهُو طوال الوقتِ فِي حوزتهِ، تلعثمَت فِي نُطقها للسؤال:

« ما الغايةُ من هذا الزوَاج، أهُوَ اتّفاق شطرنجٍ سخيفٌ بينكَ وبينَ أقرانك؟ أم أنَّكَ تفرضُ سُلطتك على امرأةٍ ضعِيفة؟ ما الدافعُ الذِي يجعلكَ تبدُو سخيفًا هكذا؟»

كانت تترقَّبُ ردّة فعلهِ، ولكنّهُ خيّب ظنَّها، كانت ملامحهُ خاليةً من التعبير ونظراتهُ باردة لدرجَة قاتلة، أجابهَا وهُو يصبُّ تركيزهُ على شاشةِ الحاسُوب:

« بعضُ الحقائقِ الصادمةِ يجبُ أن نُؤجِّلها إلى الوقت المُناسب، العجلةُ في هذهِ الأمُور ستُؤدِي إلى مُنزلقاتٍ أخرى.»

ازدردت رِيقها بقلقٍ ورطّبت حنجرتها، نبرتهُ الغامضةُ تشِي بـ شيءٍ مُخيف، حقيقةٌ مُظلمةٌ دُفنت تحت أحد أبعاد الزمن، وهي لا تعلمهَا، سألت:

« ماذَا تقصد؟»

« تُوماس مثلًا.. حبيبكِ الأسبق، وعدوِّي اللدُود.»

ازدادت ضرباتُ قلبهَا، ولكنَّها لم تنبس ببنتِ شفةٍ، سحَبت شرشفها الخاصّ واستلقَت على الأريكةِ القماشيّة، تُفكِّرُ فِي العباراتِ الأخِيرةِ، شعَرت كأنَّها تُحلّل رمُوزًا وشفراتٍ صعبةُ التركِيب، تُوماس؟.. حقائقٌ صادِمة؟ ولكن، ما الرابطُ بينَ كُلِّ ذاك؟...

...............♡.................

<< السُودان - العاصِمة>>

رائحةٌ نتنةٌ تفوحُ من أروقةِ هذا المنزلِ القدِيم، خيُوط العنكبُوت تُغطِّي على الجُدران المُتصدّعة والمُتهالكةِ، بواباتٌ صدئةٌ أذابَ لونها الزمن، طاولاتٌ خشبيَّةٌ تآكلت حوافهَا وسِيقانها، كُلّما توغّلت بينَ طيَّات المنزل، شعَرت بالرهبةِ أكثر، توقّفت عن السيرِ دقِيقةً، والتفتت إلى الطبيبِ الذي كانَ يقفُ عند مدخلِ البابِ ينتظرها:

« دكتُور يزَن، مُمكن بعد إذنك تدخُل قدّامي؟»

لم ينبس ببنتِ شفَة، كانَ يعلمُ تمامًا أنّها مُصابةٌ بالتوجُّس والخوف من مواجهةِ ذكرياتها خصيصًا!
تقدَّمها فِي السير إلى غُرفةِ قديمةٍ، مليئةٌ بالأغراض والصُور المُتناثرة على مفارشِ الأسرَّةِ الهالكَة، لا يُسمع منها غير أصوات الصراصِير، رُغم البرُودة التِي تكسُوها، إلى أنّها كانت تحملُ طابعًا دافئًا لا تدرِي ما كُنهه، لمحَت صرصُورًا يركضُ قريبًا منها فأطلقت شهقةً عاليةً ووثبت من مكانهَا، قال "يزن" بصوتٍ ثابت:

« عاينِي فِي الغُرفة دِي، وورّيني بتذكِّرك بـ شنُو؟ أو قادرة تتذكّري شنُو من خلال نظراتك ليها؟»

نقّلت عينيهَا بحذرٍ بينَ أثاثِ الغُرفة المُتآكل، حتَّى وقعَت عينها على سريرٍ أبيضَ قديمٌ تملأهُ أتربةٌ كثيفة، كانَ هُنالك باقةٌ من زهُور الفرِيزيَا الورديَّةِ الذابلة والتِي تخرّمت أوراقها، حولها أوراقٌ صفراء ممزًَقة لرسُوم أطفالٍ، أمسكَت رأسهَا وأحكمت قبضتها حولهُ، لقد بدأ للتوِّ يُؤلمها كما يفعلُ فِي كُلِّ مرَّةٍ تُحاول فِيها التذكُّر

صُورةٌ مُشوَّشةٌ لطفلةٍ صغيرةٍ، تقطفُ زهُور الفرِيزيَا من حدِيقة الدار، خطواتٌ غير مُكتملة، هذا كُلّ ما تراهُ الآن، أمسكَت رأسهَا بينَ يديهَا وتراجَعت إلى الخلف، أغمضت عينيهَا بشدَّةٍ من الألمْ قائلةً:

« صور مشوّهة.. زهُور فرِيزيا.»

« حاولِي التفتِ وراك، واتذكَّري الفانُوس دا.»

استدارت بتعبٍ إلى الخلف، حيثُ تُعلّقُ صُورةٌ لامرأةٍ شابّة، بيضاء البشرة، كأنّها انعكاسٌ لـ صُورة "غُنوة" في المُستقبل، تُشبهها إلى حدّ كبير، حملت الصُورة بينَ يديها، ولكنّها أحسَّت أن توازنها قد بدأ يختل، فالذكرياتُ تعصفُ بعقلها عصفًا، ثبّتت يدها على رأسها، أطلقت صرخةً حادَّةً تُعبِّر فِيها عن الألم:

« حدِيقة، فانوس، جمعة عائليَّة.»

سقطت أرضًا بلا وعي، فهرعَ إليها الآخرُ لِـ يُنقذها...

...............♡.................


<< جزيرة بالِي - أندُونِيسيا>>
1
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
عقبَ تأديتها لصلاةِ الفجر، أطفئت شاشة التلفازِ ووضعت جهازَ التحكُّمِ على "الكمُودينة"، امتنعت عن رغبتهَا الشديدةِ بالبُكاءِ ونزعت مقبضَ الشعرِ عن رأسها، مضت نحوَ ساعتينِ على جُلوسها فوقَ طاولةِ العنايةِ بالبشرة، وأخيرًا أشعلت البخُور وجلسَت تقرأ كتابًا اقتنتهُ من مكتبةِ الفندق، تُريد أن تصرفَ عنها وساوسَ نفسها، التفكيرُ المُفرط بشأنِ الخلاف بينها وبين زوجهَا، لم تتوقَّع مرُور يومينِ بهذهِ البساطةِ دُون أدنى مُحاولةٍ منهُ لـ إرضاءها وحلِّ الخلاف بينهمَا، دُون أن يُحاول تفهُّم مشاعرها، كُلّ ما يفعلهُ هُو الاستيقاظُ والخروجُ باكرًا، والعودةُ مُتأخِّرًا إلى الشقّة، انزلقَت دمعتها دُون إرادةٍ منها، ولكن سُرعانما صدّتها وعادت تقرأُ الكتاب، لكن صوتُ البابِ عاد ليشتّت انتباههَا عندمَا فُتح.. كان زوجها الذي بدت عليهِ علاماتُ الإرهاق:

« صباح الخير.»

انتابها القلقُ حولَ تغيُّر ملامحِ وجههِ، لكنّها حاولت أن تظلَّ هادئةً:

« صباح النُور.»

لم ينبس بكلمةٍ أخرى، توجَّهَ إلى الحمّام "أكرمكم الله." ووقفَ تحت الدُشّ، بينَما قامت بالدردشةِ مع صدِيقاتها، تشعرُ أنّها فِي سجنٍ تضيقُ حيطانهُ شيئًا فشيئًا عليها، فجأةً شعرت بيدٍ تتوسَّط ذراعها وتشدّها من مكانهَا:

« كفاية جفا، الليلَة لازم نحسم الموضُوع دا.»

قالهَا وهُو ينظرُ فِي عينيهَا بقوَّة، حاولت الفكاكَ منهُ والمُزاوغةِ عن مُواجهتهِ:

« علي، وجَّعتنِي فكَّني.»

أمسكَ وجهها بينَ يديهِ وقال بضعف:

« أرجُوكِ يا مارَال، الحياة دِي ما حَ تمشي بالطرِيقة دِي.»

أدمعت لواحظها وهي تنظرُ إليهِ وتقُول بعتاب:

« وقت أنت عارِف إنّهُ الحياة ما حَ تمشي بالطرِيقة دِي ليه ما حاولت تتفهّم شعُوري وموقفِي؟»

« أنا آسف.»

« آسف ما بتحلّ القضيَّة يا علِي.»

« طب أنتِ عايزة شنُو عشان ترضِي؟»

أبعدت يديهِ عنها:

« عايزة شنُو؟ وبعد دا كُلّه؟ واصِل حياتك عادِي زي ما كُنت عامِل، لحدِّ ما نرجع السُودان.»

« أواصل حياتِي كييف وأنتِ بقيتِ محور حياتِي وجُزء كبير منها حاليًا، فاكرانا بنلعب أنتِ ولا ناسيَة؟»

أمسكَ يديهَا وأردف:

« مارَال، أنا فاهِم إنِّي غلطت وما واعِي لحجم الغلط يمكن، لكن أنتِ كمان قفلتِ كُل الأبواب قدّامِي واحتار بي الدليل أعمل شنُو؟ شُوفِي واللهِ كُل الموضُوع الكُنت بكلِّم فيهُ دِينا عادِي جدًّا، كانت بتكلِّمني بخصُوص أبوها وأنتِ عارفاهُ مريض.»

« طب وأنت بتضحك معاها ليه؟ عجبًا فِي الموضُوع برضهُ؟»

« وقت أنتِ طلعتِ كُنت بتكلَّم مع أختي وكانت جنبها، وهِي ذكّرتني بموقف كدا من الطفُولة ما كُنت شايف إنّهُ دا وقتهُ.»

« وأبُوها كيف؟»

«الحمدلله، إتحسّن كتير.»

اومأت:

« الحمدلله.»

أردفت بعد وهلةٍ من الصمت:

« علي، أنت غلطت فِي شيء واحد بس، أنا كأيِّ مرأة عاطفتِي مُمكن تجرَّنِي أعمل حاجات ما عقلانيّة أو منطقيَّة أحيانًا، لكن التجاهُل ما حل وأنت تجاهلت موقفي، المرأة مُحتاجة تتفهم، مُحتاجة تحس بإنّهُ شعورها غالي عند زوجها أو شريك حياتها، أنت فاهمنِي حاليًّا صح؟»

« طيِّب ما أنا حاولت أشرح ليك.. لكنِّك كُنتِ قافلة كُلّ السُبل.»

هزَّت رأسها بتفهُّمٍ:

« طبيعِي بعد ما أنا شُفتك تجاهلت موقفِي فِي أوَّل مرَّة.»

« صدِّقيني، أنتِ شعُورك أهمَّ من أيّ شيء تانِي، أنتِ كُل شيء بالنسبة لي يا مارَال.»

ابتسمَت بخفَّة:

« طيِّب.. سامحتَك عشان أنا زولة طيِّبة.»

« وأنا القلبي أسود وشرير فِي الحكاية صح؟ أممممم.»

« لكن شرِّيري المُفضّل.»

رفع حاجبيهِ وأمَال رأسهُ بحركةٍ طريفَة:

« مدح أشبه بالذم.»

ضحكَت:

« طيِّب أنا عايزَة أعمل نيسكافيه.»

« ما نطلب!»

« لأ.. عاوزة أعملهُ بإيدي.»

قبَّل رأسها وأمسكَ وجهها بينَ يديهِ:

« عايز أتعلَّم لو سمحتِ.. مُمكن؟»

وضعَت يدهَا على يدهِ:

« أرح.»

تشابكَت أيدِيهما فِي طريقِ الذهابِ إلى المطبخ، وتعالت ضحكاتهما المنثورةِ بينَ طيَّاتِ الأُنسِ الطوِيل كأنَّ شيئًا لم يكُن ...

...............♡.................

<< السُودان - العاصِمة>>

أطلقت تلك الطفلةُ نظراتها المذعُورةَ فِي جُدرانِ الغُرفة البيضاءِ التِي حولها، وضعت يدهَا على أحدِ تلك الجُدران، وكأنَّها تجسُّ نبضَ المكان، لكن لا صوتَ هُنا إلَّا صوتُ أنفاسها، نظرت إلى جسدها المُرتجُّ مثل قطعةٍ هلاميَّةٍ، جبينها المُتعرّقُ وأسنانهَا المُصطكَّةُ ببعضها، لا تكادُ أوصالها الصغيرةُ تتماسكُ من شدّةِ رُعبها، فجأةً شعرت أنَّ جسدها الصغيرَ اصطدمَ بساقيِّ جسدٍ ضخم البنيَة، رفعَت ناظريهَا لتجدَ رجُلًا قاسيَ الملامح، يحملُ فِي يدهِ كِيسًا وبعضَ الدُمى، تراجعت إلى الخلفِ وهي تُمتم:

« أنت م.. مين؟»

انحنَى عليهَا ومرَّرَ يدهُ برفقٍ على رأسها:

« أنا عمُّو قيس يا حُلوة.»

هزَّت رأسهَا بسُرعةٍ تعبيرًا عن الهلعِ الذِي يُراودها:

« عايزَة ماما، طلّعني عايزَة ماما.»
2
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
شقَّت ابتسامةٌ صغيرةٌ طرِيقهَا إلى ثغرهِ وهُو يُحاول ترويضَ خوفهَا:

« عاينِي يا حُلوة ما ح آذيك أبدًا، أنا عمُّو وزي بابا، بس أهدِي.»

« أنا عايزَة ماما، أنت ما عمُّو عمُّو هُو عمُّو رِسلان.»

أغمضَ عينيهِ كبحًا لمشاعر السخطِ التي انتابتهُ عندَ سماعِ اسمهِ، شقّ لحظَة الصمتِ بكلماتهِ القليلَة:

« أهدِي أنا ما حَ آذيك يا حلوة.»

عرضَ عليهَا الأغراضَ التِي فِي يدهِ:

« شُوفِي ديل ألعاب، وشُوكلاتات وشيبس وحاجات حلوَة كتير زيِّك، بس أهدِي، أنتِ حَ تعيشي معاي أميرَة.»

لوَّحت بيدَيها وصرخت فِي وجههِ:

« ما عايزَة، أنا عايزَة ماما رجِّعنِي لمامَا.»

« أهدِي، أهدِي يا مِنن بالأوَّل ودا تخافِي، واللهِ ما حَ آذيك.»

قالت بإصرارٍ شديد:

« لأ.. أنـَا دايرة أطلع.»

شدّها من مرفقِ يدها ثُمَّ انفضّ فِي وجهها ليزجرها بقسوَة:

« بس كفايَة.. ولا كلمَة تانِي ما أسمع، من يُوم الليلَة ما عايز أسمع بابا ولا ماما ولا رِسلان، أنا هنا بابا وماما وعمُّو وكُل زول فاهمة؟؟؟؟»

تجمَّدت أطرافها، وشُلَّ لسانها عن النطقِ فِي تلكَ اللحظَة، تملّكتها رهبةٌ صلَّدت حركَة فكَّها الأسفَل، بينمَا أودعَ الآخرُ الكيسَ والدُمى فِي حوزتهَا، أغمضَ عينيهِ كأنّهُ يُراجع ردّة فعلهِ الأخِيرةَ ثُمَّ قبّل رأسها بحنوٍّ:

« معليش لكن زعَّلتِيني.. وما تخافِي أنا ما حَ آذيك، يلَّا على الفطُور»...

ما كانَ منها إلَّا أن تستجيبَ لأوامرهِ من دُونِ أدنى إعتراضٍ، لكنّها ما زالت تحت تأثيرِ الصدمةِ، كيف تحوَّلَ الوحشُ الثائرُ إلى شخصٍ وديعٍ فِي غضُّونِ بضعَ ثوانِ وكأنَّ شيئًا لم يكن !!...

...............♡.................

<< المكسِيك - العاصِمة مكسِيكُو>>

أخذَت قطعةً من رقائقِ البطاطا وهِي تُدخل هاتفهَا إلى جيبِ سُترتهَا، رفعت قُلنسوتها الناعمَة والتِي تبدُو على شكل " هيلُو كيتي" إلى رأسها، تنحنحَ عمّها وهُو يُشيرُ إلى البقالة التِي توقّفت سيَّارتهُ أمامها:

« وصلنَا يا سِت، أها عايزَة شنُو؟»

« بُكرة إن شاء الله حَ أعمل أكِل صحِّي يا فيصَل الأمِير.»

وضعَ يدهُ على رأسهِ وقال بصوتٍ عالٍ:

« لا إلهَ إلَّا الله، واثلَة أنتِ الأكل المسيخ دا ما بتزهجِي منّهُ؟»

قلَّبت عينيهَا بمللٍ حيالَ ما يتفوّهُ بهِ:

« اسمهُ أكل صحِّي، وآيثينك أنت بالذات مفرُوض ما تتكلَّم عن الموضُوع لأنّك مُحتاجهُ وبشدَّة.»

« منّك لله يا الأقنعتَ واثِلة بفكرة الأكل الصحِّي منننننَّك لله.»

ضحكَت:

« يلَّا يلَّا نتكّل على الله.»

ترجَّلا من على متنِ السيَّارةِ ونظراتُ "واثِلة" تستقرُّ بالمسجدِ الذي يقعُ على يمِينهما؛ فإذ بها تلمحُ الشابَ صاحبَ البطاقةِ نفسهُ يخرجُ من ذاك المسجد، يخفضُ بصرهُ إلى الأرضِ ويهرولُ فِي مشيتهِ، ولكن ما شدَّ انتباههَا أكثر، هُو وقُوف إحدَى الفتياتِ الأجنبيّاتِ فِي طريقهِ، وكأنّها تحولُ بينهُ وبينَ إكمال طريقهِ مُتعمَّدةً، وتقصدُ التقرُّبَ منهُ، كانت تشعرُ بالتقزُّزِ ممَّ تراهُ أمامها، كيفَ لها أن تتقرّب من شابٍ هكذا دُونَ استحيَاء؟!!
لوَّح عمُّها بيدهِ أمامَ وجهها:

« ألووو، واثِلة أنتِ مشيتِ وين؟»

نفضَت رأسهَا وهِي تقُول:

« ولا شيء، يلَّا.»

وقبلَ أن تشقّ طرِيقها إلى داخِل المحل سمعَت صرخةَ إستغاثةٍ عاليَة فالتفتت هِي وعمّها وجميع من بالمكانِ نحوَ صاحبَة الإستغاثَة، وكانت تلكَ الفتاةُ نفسها التِي اعترضَت صاحبَ البطاقةِ:

« ساعدُوني، إنّهُ يُريدُ التحـ.رُّشَ بي، ساعدُوني يا عَالم.»

وقفَ الأخِيرُ مفزوعًا وهُو يُقسمُ أنّهُ لم يفعلها:

« أقسم أنّها تكذب، لم أفعل شيئًا.»

التفَّ الرجالُ حولهُ وهُم يستجوبونهُ، وكذلك فعَلت النساءُ مع الفتاةِ وأخذنَ يشتمـ.نّ الشابَ ويتّهمونهُ بأفعالٍ قذرَة، كانَت المناوشةُ تزدادُ عُنفًا، فهمََت "واثِلة" بالإتّجاهِ لحسمِ تلكَ الفوضى، ولكنّ عمّها استوقفها:

« يا بت ماشَة وين؟ أنتِ مجنُونة؟»

« عمُّو فيصل فكَّني، أنا ما حَ أسكت ليها، أنا شُفت أيّ شيء هُو ما عمل ليها شيء هِي الجات لعندهُ.»

« وأنتِ حَ تثبتِ ليهم كيف معاك دلِيل شنُو يا الفَالحة؟»

« أنا بعرف اتصرَّف، فكّني يا عمُّو لأنّهُ مُمكن يحبسوهُ ظلم عادِي بسبب الحوار الما عايز يخلص دا.»

تنّصلت من يدهِ وانطلقت نحوَ ذلك التجمهُرِ، ما كانَ منهُ إلَّا أن يتبعها ويُراقبها خوفًا عليها من الأذَى، وقفَت فِي مُنتصفِ الجميع وصفّقت بيديها:

« رجاااءً، فلينتبهِ الجميعُ معي.»

صمتَ البعضُ ولم يُبالي بها آخرُونَ، حتَّى صفّقت مرَّةً أخرى وتحدّثت بصوتٍ أعلى:

« هذهِ الفتاةُ تكذب، هُو لم يلمسها حتَّى وأنا شاهدةّ على ذلك.»

صاحَت بها إحدى الواقفاتِ حولها:

« وهل تُريدِين إثباتَ جدارتكِ أمامَ صفُوف الرجال؟»

قهقهَت بقيَّةُ النساءِ سُخريةً من الأمر، فصاحَ بهنّ أحدُ الرجالِ ليزجرهنَّ، رفعَت "واثِلة" صوتها أكثر:

« أنا لا يُهمِّنِي مع من أقف، المُهم هُو أنّني مع الحقِيقة.»
2
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوّل» « الفصلُ الرابِع ﴿4﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ ذكرياتٌ مشوّهة ꧂ << أمرِيكا - نيُويورك>> كُلُّ شيءٍ هُنا يكتنفهُ الظلام إلَّا من وهجٍ طفيفٍ يصدرُ عن المدفأةِ، شخصَت عينيهَا الدامعتينِ نحوَ التمثالِ…
أردفَت وهِي تُشيرُ ناحيَة الفتاة:

« رأيتُ هذهِ الفتاةَ تُوقف سيّارتها أمام المسجدِ وتتّجهُ نحوه وأنا على وشكِ الدخُول إلى البقّالة، كانت تُحاول التقرّب منهُ بطريقةٍ غير لائقـَة، وخصُوصًا أنّها فِي الشارع ولائحاتُ الشروط تُعلّق فِي كُلّ مكان، بالطبعِ لن يتساءلَ شخصٌ عن هذا الموقف فهُو طبيعيٌّ حتَّى الآن ولن يكترثَ شخصٌ للقاءِ فتاةٍ بشاب، كما يبدُو.. لكنّ المُثيرَ فِي الأمرَ حِينما صرخَت باسمِ التـ.حرُّش، هرعَ الجميعُ لنجدتها وأُلقيَ اللومُ على الشاب، هَل فكّر أحدكُم لمَ أوقفَت سيَّارتها أمام مسجدِ الصلاةِ بالتحدِيد؟.. ولمَ لم يأبهِ الجميعُ لنداءاتِ رفاقهِ من خلفه؟ والأمرُ الذِي يجعلنِي أكثرَ حِيرة، كيفَ رآها وهُو لم يرفع نظرهُ عن الأرض؟»

صاحَ أحدُ الرجالِ مُجيبًا:

« يبدُو هذَا منطقيًّا، ابحثُوا فِي سيّارتها رُبَّما كانت ثملَة أو ما شابه.»

كانَ لطلبهِ إستجابةٌ سريعةٌ من قبلِ النساءِ اللائِي وجدنَ زُجاجةَ نبيـ.ذٍ داخلَ السيَّارة، رُغم إقسامها بأنّها فِي كاملِ وعيهَا لكن لم يأبه لهَا أحدٌ، وسطَ اعتذارات الجمِيع لهُ، أخفضَ بصرهُ إلى الأرضِ وقالَ بصوتٍ مُتردّد:

« جزاكِ اللهُ خيرًا.»

قبلَ أن تُجيبهُ جاءهُ نداءٌ من الخلفِ باسمهِ:

« سِنااان، الحمدلله إتفكّيت من المهزَلة دِي.»

خفقَ قلبهَا بقوَّةٍ عندَ سماعِ اسمهِ، غادرت دُونَ أن تردّ على عبارتهِ الأخِيرة، فقط زفَرت أنفاسها بارتياحٍ وكأنّ حملًا كبيرًا سقطَ من عاتقهَا ...

...............♡.................

<< السُودان - العاصِمة>>
<< الساعةُ الثانيَةُ بعدَ مُنتصفِ الليل>>

حيثُ هدأَ الحيُّ إلَّا من أنفاسِ الأشجارِ وصفيرُ الرِيح، ترجَّل من على متنِ سيّارتهِ السودَاء، ينغمسُ جسدهُ كاملًا فِي السوادِ، برفقةِ رِجالٍ مِسخٍ يتوشّحُون السوادَ مثلهُ، توجّهَ بأنظارهِ إلى المنزلِ أمامهُ، حيثُ يشتعلُ الغضبُ فِي عينيهِ كُلّما رأى ذلكَ المنزل، تأكَّدَ من خُلوِّ الطريق ثُمَّ أشهرَ سلاحهُ، قالَ لرجالهِ بصوتٍ خفيض وعميق:

« ابدؤوا»...

طوَت سجَّادتها بعدَ إقامَة الليلِ أخيرًا واتّجهت للغُرفةِ، لكنَّ الخوفَ والتفكيرَ ما زالَا يتملّكانها، لماذا يفعلُ "يزن" ذلكَ؟
لمَ يُحاول مُساعدتها على استعادةِ ذكرياتها؟
أهٕل لأنَّ لهُ شيئًا يخصُّه في الأمَر؟
ولكن...
قبلَ أن تخلعٕ عنهَا إسدالَ الصلاةَ، بدأ دويُّ رصاصٍ كثيفٍ يتناهَى إلى أذنها، ولم تشعُر بعدهَا إلَّا بمطرٍ من الرصاص ينهالُ عليها من كُلِّ صوب، صرخَت، وصرخَت بأعلى صوتهَا، حتَّى أُصيبت بأحدِ الرصاصات، وتهاوَت على الأرضِ ودمهَا يكادُ يُغرق المكانَ من حولها...

...............♡.................

يُتّبع ...

{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ }.
7
وأخيرًا البارت بعد طول زمان
واللهِ ياخوانّا الروايَة دِي مُهلكة جدَّا وحقيقةً الكاتب لا يعلم مُعاناتهُ إلَّا الله

آراؤكم وتفاعُلكم، ربَّنا يصبّرنَا لحدِ ما الشيء تنتهِي😂🤎.
مساء الخير الصاحي منو ♥️🌝
6
من يمشي فوق الاشواك بين ذئاب !🩶
عبرتي ظلت الذكرى ♥️
2025/10/18 01:36:27
Back to Top
HTML Embed Code: