شاي مع مؤيد الراوي في مقهى تركي ببرلين بعد سقوط الجدار
___

أمامَنا علبُ السجائر (تلك الذخيرة)..
من حولنا لغط المهاجرين، صفْق الدومينو المتتالي
على رخام الموائد، ضوضاء كانت أليفة ذات يوم ربّما
انبثقت منها مرة أخرى
وسط الدخان، كلمةٌ ولدت هناك ولا تريد أن تموت هنا
ان لم نقلها نحنُ، من يقولها
ومن نحن إن لم نقلها..
لا عن الذي صارً وكان، كيف يصيرُ
يكون، بل عن هذه الملعقة المدفونة في السُكّر
وعن هذا الفنجان. لا عن الجدار الذي يبيعون بقاياه
في "تشيك – بوينت تشارلي" حيث كانوا يتبادلونَ
الجواسيس وأسرار الشرق والغرب بالأمس،
بل عن هذه الجداريّة التي تواجهنا الآن
بأجسادِ حوريّات ومن أيام "الباب العالي"
يستلقين حالماتٍ في قوارب اللذة
على نهرٍ شربهُ التاريخ
جرعة واحدة.

لنقُل أننا رأينا جدرانا كثيرة
كيف تعلو وتنهار، كيف ترقص ذرّات التراب
تحت حوافر مُهرة المغولي في كل مكان، كيف يضحك
"النصر" قليلا
ضحكتَه البلهاء في مرآة الخسارة قبل أن تنكسر
وتملأ كسورُها العالم، حيث نسير
ونلتقي في كل مرة.

سرجون العرب

سركون بولص في حفلة تنكرية أثناء اقامته في مركز شوبنغن للكتاب والفنانين في ألمانيا عام 1998. وقد أختار أن يكون ممثلا للهنود الحمر الذين أحبهم ودافع عنهم في شعره وحياته.

أيّام أسئلة وأيّام أجوبة .

2/10💙

‏يدي
‏لأنك قبلتها
‏ستعيش أكثر مني .

اقترحي وطنًا لحنيني
وردًا لذبولِ أصابعنا
ومصادفةً عابرةً في باصٍ عابر
أو كرسيين نديين على البحر
اقترحي سببًا آخرَ للحب
أو سببًا آخر للهجر
ما في قلبي يكفيني
ما عدتُ أرى أبعدَ من شفتيكِ، بلادًا
تطردني أو تُؤويني
فأنا ربانٌ منسيٌّ
ضيّعتُ البحر
وضيّعني
فإلى أين أقود سفيني؟

_عدنان الصائغ.

‏بين بيسوا لما يگول :
(متعبٌ من الشارع الذي أجلسُ فيه، والحياة كلّها شوارع.) وبين بسام حجار لما يگول: (إني متعب.. ، والمشقة في قلبي لا في الطريق.)

لا أخفيك شوقًا
‏صوتك وحده
من يستطيع أن يرمم ثقوبًا في داخلي
عجز الجميع عن إصلاحها.

_بلال راجح.

أعدك أن أنام
غير إني مُتعب
والمشقة في قلبي لا في الطريق
والعتم في عينيَّ
في سمعي
في الأعوام التي توالت عاما بعد عام
ولم أرَ!

أعدك أن أنام
أن أنتظر الصباح المقبل
وما يليه
لكني مُجبر على الرحيل الآن
لا عمل أو موعد أو نزهة
أو أي شيء من هذا القبيل
فأنا متعب
وقد خدمت روحي ما استطعت ..

_بسام حجار

في كل محنة وكل معاناة نختار المواساة الأكثر فعالية، هي أن نوجه أعيننا إلى أولئك الذين هم أكثر تعاسة منا... هذا العلاج في متناول الجميع. ولكن ما نتيجته علينا ككل؟
مثل الخروف تماما، بينما ينظر الجزار إلى اختياره بين القطيع ، ثم يقع اختياره على خروف اخر...يفرح و يعود للعب في المرج .
لا نعرف ، في أيامنا السعيدة ، ما هو مصير الكارثة الذي يعد لنا بالضبط في هذه الساعة - مرض ، اضطهاد ، الدمار ، التشويه ، العمى ، الجنون .. إلخ ..

_أرثر شوبنهاور
تهمة اليأس.

هذا العالم يا صديقي مُخيب للآمال, مَا مِن تسلية عظيمة فيه إلا النوم .

_أرثر شوبنهاور .

يطير الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ
لأني أحبّك (يجرحني الماءُ)
والطرقاتُ إلى البحر تجرحني
والفراشةُ تجرحني
وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي، أناديكَ طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي
لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني
طائرٌ في السماء البعيدة، عطر البنفسج يجرحني
أوّلُ البحر يجرحني
آخِرُ البحر يجرحني
ليتني لا أحبّكَ
يا ليتني لا أُحبّ
ليشفى الرخامُ

يطير الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ

حبيبي، أخافُ سكوتَ يديكْ
فَحُكّ دمي كي تنام الفرسْ
حبيبي، تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ
فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ
حبيبي، سأبقي ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ
ويجتثّني من خطاك الحَرَسْ
حبيبي، سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ
لأنك سطحُ سمائي
وجسميَ أرضك في الأرضِ
جسمي مقَامُ
يطير الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ

أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلّقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غير الغمام ...

_محمود درويش

‏كأنَّ يديكَ بلد، آه من وطنٍ في جسد.

_محمود درويش

صديقان نحنُ
‏فسيري بقربي كفًا بكفْ
‏معًا، نصنع الخبز والأغنيات
‏لماذا نسائل هذا الطريق ..
‏لأي مصيرٍ يسير بنا؟
‏ومن أين لملم أقدامنا؟
‏فحسبي، وحسبكِ أنّا نسيرُ
‏معاً، للأبد .

_محمود درويش.

إنْ لم تكُنْ هِي موجودةً جسداً
، فلها صُورَةُ الروح في كُلِّ شيء.

_محمود درويش .

هلّا وضعت يدك الصغيرة على قلبي ؟
كي تزول عنه الصحراء، لكي تهرب الذئاب منه وصدى قفارها، لكي يذهب العنكبوت الذي يتنفس في صدري، لكي يغادرني الخدر الذي ينتاب أشياء الرفوف والأدراج فأحسب أنني منها ..

_بسام حجار

من يحزنون حقاً؛ لا يستطيعون البكاء.
البكاء رفاهيةٌ
الحزنُ يضربُ القلب والمعدة والقولون بيدٍ، ويسدّ مجرى الدمع بيده الأخرى.
آخر صديق لي مات، وقفتُ أضحك في وجوه المعزين ممسكاً معدتي.
البكاء هروب من الحزن .

_مروان البطوش.