Telegram Web Link
بسم الله مُحيِي البَيان..
سنبدأ بإذن الله يوم الجمعة ١٤٤٦/١٠/٢٠ في #المسار_الأسبوعي مِن #إحياء_البيان بقراءة:

الكتاب السادس والعشرين بترتيب كتب البرنامج:
#الأجوبة_المسكتة للكاتب الأديب إبراهيم بن محمد بن أحمد #ابن_أبي_عون (ت:٣٢٢)

البلاغة في الأجوبة المسكتة:
نقل ابن أبي عون في مقدّمته عن حُصّار العبدي وقد سُئل عن البلاغة، أنّه قال: "أن تُصِيب فلا تُخطِئ، وأن تُسرِع فلا تُبطِئ"، ونقل عن #ابن_المقفع أنّه سُئل عنها، فقال: "قِلّةُ الحَصَر، والجُرأةُ على البَشَر".

فالإصابة والسرعة والجُرأة هي أعمدة الأجوبة المسكتة؛ ولذا قال عن اختياره في الكتاب:
"ولَعَمرِي! لقد استحسنتُ ما يَفضُل به أهلُ البلاغة، ويَسبِق إلى البَدِيهة به أهلُ الذَّكاء والفِطنة، وقُربِ المَأخَذ في الاحتجاج على الخَصم وإيقاع الجواب على المبتدِئ بالسؤال، وإفحام المُشاغِب عن مَعارِضِه بالحِجاج، وخاصّةً إذا طَبَّق الجوابُ المعنى، وأغنى عن الإعادة؛ كان الابتداءُ والجوابُ كالمُثاقَبَة بالآلَة، والحَملِ في المَعرَكة".

ثمّ قال: "وقد أَثبتُّ -أبقاك الله- مِن الجوابات القاطعة للابتداءات، والابتداءات المُفحِمة عن الجوابات؛ ما فيه لك كفايةٌ ومتعة، وتأدّبٌ ورِياضة، وجَعلتُ ذلك أبوابًا؛ لئلّا يَختلِط الجِدُّ فيه بالهَزل، والوَعظُ بالمُضحِك، والرَّكِين بالرَّكِيك".

وهذا مَسرَدُ أبوابِه على التَّرتِيب:
١- مِن الجوابات الجِدِّيَّة، وهو أكبر أبوابه.
٢- جُزءٌ مِن جوابات الفلاسفة الحُكماء.
٣- مِن أمثال اليونانِيّين.
٤- مِن جوابات الزُّهّاد.
٥- مِن جوابات المتكلّمين.
٦- مِن أجوبة الأعراب.
٧- مِن أجوبة النساء.
٨- مِن جوابات المَدَنِيّين والمُخنّثِين.
٩- مِن الجوابات الهَزَلِيّة.

وعلى كُلٍّ فعُنوان الكتاب كافٍ في الدَّلالة عليه، والتَّشوِيق إليه.

وبعد:
فستكون القراءة في يومي الجمعة والسبت بنَحو عشرين صفحةً في الورد الواحد، فحَرِيٌّ بمَن وَجد في وقته فسحة، وفي نفسه همّة، أن يستعين بالله ويَهتَبِل الفُرصةَ، فإنّ الأمس مَطويّ، والغد مَخفِيّ، وليس للإنسان إلّا يومه؛ فجادٌّ ومستخِفّ، نسأل الله أن يستعملنا بما يعود علينا نفعه في الدّارين، إنه لطيفٌ جوادٌ كريم.


📖 نسخة الكترونية مِن الكتاب بصيغة pdf.


🗓 جدول القراءة:
رابط pdf.  • رابط word.

📎 رابط "مسارد القراءة المثمرة" لطريقة تدوين الفوائد.

📎 رابط قناة المسار اليوميّ:
https://www.tg-me.com/ehyaa7

📎 رابط حساب تويتر:
https://twitter.com/Ehyaa7?s=09


إحياء البيان
👍332
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ".

(رواه البخاري)
254👍47🥰5🍓5😢3🕊1🤗1
دورة حفظ السنة

حفظ ٦٥٠ حديثًا من كلام خير البريّة صلى الله عليه وسلم.

الكتاب المقرر: المنتقى من رياض الصالحين

المركز الأول: عمرة 🕋
المركز الثاني: شرح مسلم للنووي
المركز الثالث: تفسير ابن كثير
المركز الرابع : شرح رياض الصالحين
المركز الخامس: تفسير السعدي


منهج الدورة :
مرحلة تمهيدية خمس محاضرات
وبعدها
حفظ خمسة أحاديث يوميًا عدا الجمعة والسبت للمراجعة
امتحان كل مئة حديث
امتحان على كل الأحاديث بعد الانتهاء.

بادر واغتنم الفرصة العظيمة..

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.

التحقوا بقناة الدفعة الرابعة على تليجرام

قناة الدفعة الرابعة:
https://www.tg-me.com/hefzsonnah4

الكتاب في دار اللؤلؤة :
رابط الصفحة
https://www.facebook.com/share/1DyvVTgrCe/?mibextid=wwXIfr

واتساب :

https://wa.me/201050144505
97👍31🥰6🔥3🤩3🍓1
الحمد لله وحده.

(وبعد؛ فإنَّ ممَّا يؤسَف له أنَّ كثيرًا مِن النَّاس لا يفطنون - ومِنهم مَن يُنكِر - أن يكون المسلمون في نازِلة الآن! والنَّوازِل قد حاقَت بالعالَم الإسلاميّ أجمَع؛ فلم تكَد بقعةٌ منه تَسْلَم! والمستمسِكون بحبل الله ينالهم النَّصيب الأوفَى مِن العذاب والتَّنكيل والتَّشريد والاعتقال والإبادة، كما لا يخفى على أحد!
فالدُّعاء لهؤلاء المُستضعَفين مِن المسلمين في السُّجود وقيام اللَّيل، والقُنوت مِن أجلهم؛ مِن أدنى الواجبات التي بمقدور الجميع أن يقدِّمها لهم؛ فهي [أخفُّ على النُّفوس التي يضنُّ أصحابها أن يَشْرُوها لبارِئها تبارك وتعالى]؛ ظفرًا بجواره في جنَّة الخُلْد؛ فماذا بقيَ إذن لم نبخَل به؟!
وقد قال المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّما ينصر الله هذه الأمَّة بضَعيفها؛ بصلاتهم ودعوتهم وإخلاصهم»، وقال: «ابغوني في ضُعَفائكم؛ فإنَّما تُرزَقون وتُنصَرون بضُعَفائكم».
والمشاهَد أنَّ المسلمين الآن قد ألهتهم مطالِبُ الحياة وتحصيلُ الدُّنيا والسَّعيُ مِن أجلها، واللَّهو واللَّعِب فيها - بل قد أُلهوا عَمدًا؛ بناءً على تخطيط خبيث كما يعلَم الفُطَناء - عن التَّفكير في فَكِّ رقابهم أوَّلًا، واستِنقاذ إخوانهم المنكوبين بالدُّعاء والدَّعْوة والبَذل!
فمتى نفلح ونحن لا نعيش إلَّا مِن أجل أنفسنا؟!
نسأل الحقَّ تعالى أن يرزُقنا الإيثارَ والكدَّ لصالح هذا الدِّين، والقُنوتَ من أجل المعذَّبين المزلزَلين في أرجاء الأرض مِن أجل العقيدة، وفي سبيل الحقِّ العليِّ الكبير! آمين).

شيخنا محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله - تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة، (2/ 98)، المنشور عام 1410 هـ، 1990 م.
79👍27😢18💔10
Audio
57👍19🥰4🍓4
Audio
57👍21🍓7
قبل 57 سنة من الآن وتحديدا عام 1389 للهجرة الموافق للسنة الميلادية: 1969، تم إحراق أجزاء من المسجد الأقصى في ظل الاحتلال الصهيوني فانتفض العالم الإسلامي وكان ذلك الحدث من أهم محفّزات نشأة الصحوة الإسلامية التي عمّت أرجاء العالم واستمرت حية متصاعدة قرابة الثلاثين عاماً.

ثم تمّ تدنيس المسجد الأقصى باقتحام "شارون" له، قبل 25 عاماً وتحديداً عام 1421 للهجرة الموافق عام 2000 ميلادي، وحينذاك انتفض العالم الإسلامي وخصوصاً داخل فلسطين حيث اشتعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرّت لسنوات وقدّم فيها أهلنا في فلسطين آلاف الشهداء.


واليوم يتم تدنيس المسجد الأقصى بطريقة غير مسبوقة على أيدي المحتلين المستوطنين المغضوب عليهم والملعونين على لسان الأنبياء،
بأعداد غفيرة برعاية "بن غفير" في ظل إبادة غير مسبوقة لأهلنا في غزّة، وبدعم مفتوح وحرب صريحة من عدد من الحكومات الغربية، وبشعارات حربية دينية صارخة ظهرت على جبهة وزير الخارجية وعضد وزير الدفاع للدولة الراعية لكل هذه الانتهاكات، في ظل سياسة "التوسع الجغرافي" التي تتبناها حكومة الاحتلال الإسرائيلية والقوى الراعية لها مع إعلان نتنياهو لتشكيل الشرق الأوسط الجديد على معيار صهيوني بحت..

يأتي كل ذلك في مرحلة عجيبة من العجز والإحباط والحيرة التي تلفّ الشعوب الإسلامية المتألمة المقهورة لما يجري بجوارها وهي تواجه حالة غير مسبوقة من القمع والتهديد والتشويه من جهة، وتواجه حالة واسعة من انتشار الغفلة والتفاهة في كثير من أبنائها من جهة أخرى،
في ظل تخبط واختلال في المواقف لكثير من الرموز الإسلامية، وتحييدٍ وتغييبٍ وإبعاد لرموز إسلامية أخرى قامت بواجبها، مما يزيد العدو الصهيوني نهماً في التهام الأرض المباركة وسفكِ الدماء المعصومة، وتدنيس المسجد الأقصى، بل -وربما- يقترب بقوة من فكرته الكبرى المتمثلة في هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل..

ولكن.. هل ماتت الأمة الإسلامية حقاً؟
وهل أُسدل الستار على أمجادها؟
وهل غاب الأمل وأفلَت شمسه؟

أم أننا سنشهد نوراً خلف كل هذا الظلام، وأملاً أعظم من كل هذه الآلام، ومدداً إلهياً للصادقين الصابرين العاملين لله ولدينه ولنصرة أمة نبيه ﷺ؟

الجواب عن هذا سيكون بقدر البصيرة التي يؤتيها الله من يشاء من عباده، وهي تأتي بحسب موقعك من الصراع بين الحق والباطل، واستهدائك بنور الوحي الذي نزل على النبي ﷺ، وعبوديتك لله في مختلف شؤون حياتك، وفهمك لسنن الله، وسعيك للعمل بالتكليف الشرعي الموافق لها في كل مرحلة.

فإن كنت كذلك فسترى أنوار الفرج والفجر تلوح في الأفق، وبقدر بصيرتك ستعلم أنها ليست أنواراً عادية.. لا والله، بل هي أنوارٌ عظيمة هائلة..

وأما إن قصّرتَ في شيء من ذلك فإن أدنى ما ستقع فيه: الحيرة والتخبط واليأس، وأعظم ما تقع فيه: موت القلب، بحسب تقصيرك وبُعدك -لا أبعدك الله-.
62💔35👍17😢16😭16👌7🫡2👏1
Forwarded from هدى للناس
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
13 تفسير سورة القمر (1) فهل من مُدّكر | هدى للناس د. أحمد عبد المنعم
35👍6
لم أكن يوماً، وغالبا لن أكون؛ من محبي "الفسيخ" ولا من أولئك المنبهرين به حدّ الهذيان
أولئك الذين يرون فيه تجسيداً للهوية الوطنية وأيقونة للمذاق الأصيل
ربما تذوقته، عدة مرات على مضضٍ تحت ضغطٍ اجتماعيٍّ
مراتٍ تعدّ على أصابع اليد لم ينتج عنها ذلك العشق الأعمى الذي يضرب قلوب الكثير من المصريين بشكل مثير للدهشة
لكنها والحق يقال لم تؤدِ أيضاً إلى ذلك النفور العنيف الذي يجعل البعض الآخر يفرّون منه كما يفرّون من الطاعون.
موقفي كان دائماً بالنسبة لطعمه شبه محايد
عادي.. مجرد سمكةٍ بائسة قرروا وأدها في برميل ملح، لأسابيع لتُصبح شيئاً يشبه في أفضل أحواله ذلك الشيء المدعو "السيمون فيميه" والذي يتناوله الأثرياء في حفلات الكوكتيل الفاخرة، وتذوقته مرة أو مرتين في مؤتمرٍ طبيٍّ أو ما شابه..

مشكلتي كلها كانت مع أمرين

أولهما طبعا تلك الخطورة المفرطة التي حذر منها الأطباء في كثير جدا من المقالات والبرامج وتسببها تلك البكتيريا المسماة clostridium botulinum والتي تطلق سما يصيب الجهاز العصبى، مما يؤدى للإصابة بالشلل وحتى الوفاة وعلى المستوى الشخصي أعرف من كان هذا التسمم سببا في وفاته
منذ ذلك الحين أعد تناول الفسيخ مغامرة مرعبة وغير مفهومة خصوصا أن أهل التخصص أجمعوا على كون هذا التسمم يشبه في خطورته التسمم بأقراص الغلة وأن أقصى حالات الطواريء تكون في مواجهة هذين التسممين ويا عالم هل سيجد المصاب الترياق المضاد (والغالي جدا بالمناسبة) أم سيجده قد نفد؟ !
لا أتصور أحدا يعرف كل ذلك ويقبل على تناول الفسيخ إلا إن كانت لديه بعض الميول الا.نـ.تـ.حـ.ارية أو أن حب المغامرة لديه أقوى من حبه للحياة

أما الإشكال الثاني لي مع الفسيخ فهي تلك الرائحة..
وهذه قصةٌ أخرى تماماً.
قصة مؤلمة لحاسة الشم عندي وتتكرر فصولها كل "شم نسيم" وقد أكون من أكثر من يعانون منها بحكم مهنتي التي أرفض أن أتوقف عن ممارستها في هذا اليوم

هذه الرائحة التي تُشبه مزيجاً من مستنقعٍ آسن وجوارب منتنة لم تمسها المياه منذ عقود = هي الحاجز النفسي الرئيسي بيني وبين الفسيخ

رائحةٌ تمتلك قدرةً خارقة على اختراق الجدران، والتسلل تحت الأبواب، والتمسك بخلاياك الشمّية لأيامٍ
رائحةٌ تجعلني أُخطط لهروبي من أي تجمعٍ عائلي يُشتبه في أن قائمة طعامه سيتوسطها هذا الضيف الثقيل
لكنني مؤخراً ولأسبابٍ قاهرة تتعلق ببر الوالدين وصلة الأرحام وتجنب الحروب الأهلية العائلية؛ دعيت لتجمعٍ أُقيم على شرف هذا "الفسيخ" المبجّل.
ذهبتُ وأنا أُقدم اعتذاراً رسمياً لأنفي الذي سيُجبر على خوض هذه المعركة غير المتكافئة لساعات، ومُعزّياً نفسي بأن دفء الأسرة وأنس التجمع قد يُهوّنان عليّ هول الصدمة الشمية.

لكن الحقيقة الصادمة، أن ما هوّن الأمر لم يكن دفء التجمع الأسري في المقام الأول،
لقد كان شيئا آخر لم أتوقعه
الإلف... التعود... التكيّف...
سمّه ما شئت

في البداية، وكما كنت اتوقع، كادت أنفاسي أن تتوقف، وشعرتُ بأن رئتاي ترفضان استقبال هذا الهواء المُحمّل بجزيئات العفونة المركزة نظرا للكميات الضخمة التي أتوا بها لتكفي هذا الحشد مدعومة بكميات أخرى من الرنجة والسردين والملوحة والأنشوجة وساذر ما يمكن تمليحه من مخلوقات البحر.
ضاق صدري، وكدتُ لوهلة أن أهرب أو أجلب من عيادتي قناع الغاز ذي الفلاتر الذي كنا نتحصن به أيام (كـ.ور.ونا)
لكن رويداً رويداً، وبشكلٍ تدريجي بدأتُ أتعود.
دقائق وصارت بعدها الرائحة مجرد "إزعاجٍ محتمل".
بعد قليل - ويا لغرابة المخ البشري وقدرته على التكيف = لم أعد أُلاحظ الرائحة أصلاً!
كأنها تبخرت، أو كأن أنفي قرر أن يُضرب عن العمل احتجاجاً!

أو ربما زالت الرائحة من الجو بعد انقضاء معركة التهامه عن آخره...
لكن وجوه الأقارب الذي وصلوا متأخرين تنبيء بوجود الرائحة حين تتقلص بشكل ملحوظ بمجرد دخلوهم خصوصا إن كانوا من فصيلة كارهي تلك الرائحة مثلي

لماذا إذا زالت من أنفي؟
هل أنا الذي كنتُ أُبالغ؟
هل الرائحة ليست بهذا السوء؟
هل كنتُ أعيش في وهم "الأنف المرهف"؟ همستُ لنفسي بهذه الأسئلة. لكن العقل الباطن صرخ بالحقيقة: لا يا هذا!
إنها فعلاً سيئة!
رائحةٌ منتنة لا تختلف كثيراً عن رائحة أي مخلوق آخر يُترك ليتحلل على جانب الطريق
الفارق الوحيد أن الأخير سيكون قد مات بحادثٍ ما، بينما الفسيخ تم اغتياله ببطءٍ وعن سبق إصرارٍ وترصد في برميل ملح!

إذاً، لماذا استسلم أنفي بهذه السهولة؟
لماذا لم يعد ينفر؟
كيف وصلتُ إلى هذه الدرجة من التبلد الحسي لأسأل نفسي أصلاً عن بديهيةٍ كهذه؟
بل كيف يصل الأمر بإحدى قريباتي العزيزات التي أقدرها جدا وأقدر عقليتها رغم اختلافنا الفسيخولوجي؛ أن تُعلن على الملأ عشقها لهذه الرائحة، وتتمنى لو أن عباقرة العطور الفرنسية يخترعون لنا "بارفان الفسيخ" لنحتفظ به في زجاجاتٍ أنيقة ونتعطر به في المناسبات السعيدة؟!
👍4737😁27👏2👎1😢1
"Eau de Fesikh"... يا له من اسمٍ ساحر لعطرٍ جديد!
وربما يتبعه بعد حينبـ "عطر الثوم القوي"، و"إكسير البصل المركز"، و"كولونيا الكرنب الأصلية"...
ما المانع؟
طالما أن "التعود" قد فعل فعله، وأفسد بوصلة الذوق، وأقنعنا بأن النتن قد يكون عِطراً!

هذا "الإلف"، يا صديقي، هو الخطر الحقيقي.
إنه ذلك المُخدّر البطيء الذي يُغيّر معاييرنا دون أن نشعر.
يُحوّل القبيح إلى مقبول، والمرفوض إلى مألوف، والمُنكر إلى مُستساغ.
يبدأ برائحةٍ كريهة نعتادها، وينتهي كثيرا – للأسف – بقيمٍ ومبادئ وأخلاقٍ نُفرّط فيها ونُطبّع مع نقيضها، فقط لأننا اعتدنا رؤيتها أو سماعها أو التعايش معها.

"أرَى المُتَشاعِرينَ غَرُوا بذَمّي.... ومَن ذا يَحمَدُ الدّاءَ العُضالا
ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ.... يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا"
المتنبي متحدثا عمن انقلبت لديهم حقائق الأشياء فاستحسنوا الداء وكان الماء العذب مرا في حلوقهم

"إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات"

هكذا بيَّن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه تلك الحقيقة التي لا نلحظها مع طول الأمل واعتياد الأشياء
حقيقة تغير المعايير والتعريفات
لقد تغير حكم من عاصرهم سيدنا أنس وتحولت نظرتهم لبعض الأمور مع مرور الوقت وطول الأمد فصارت أشياء هينة بسيطة وصغرت في أعينهم حتى صارت أدق من الشعر رغم أنها كانت يوما -قبل اعتيادها- من الموبقات
وربما لو مد الله في عمر سيدنا أنس أعواما لوجد من لم يعد يراها أدق من الشعر بل لم يعد يراها أصلا
وماذا لو مكث قرونا بعد ذلك وعاش إلى زماننا هذا؟
ماذا سيقول عن "موبقاتنا" التي أصبحت "تريندات" ومادة للسخرية والضحك؟
أليس من الممكن أن يجد من اعتادوا تلك (الموبقات) حتى صارت هي الأصل وصار المستغربون المستهجنون هم من يتقونها أو حتى يأنفون منها ويضايقهم وقوعها

أعتقد أن هذه الافتراضات لا يمكن استبعادها فنحن بالفعل نراها ونعيشها والتي تعد أهون صورها هي تلك التي تظهر في تعامل الكثيرين مع تلك الرائحة المنتنة التي مهما تعود عليها البعض وألفوها وأحبوها أو حتى عبأوها في زجاجات وتعطروا بها فستظل في حقيقتها منتنة مقززة
لن يتحول الفسيخ أبدا إلى شربات
سيظل الفسيخ فسيخاً مهما زيّنوه بالليمون والبصل، والعفن لن يُستخلص منه بارفانٌ أبداً
ستظل المشكلة دائماً وأبداً في الأنوف التي قررت أن تتعود أو تتخلى عن حساسيتها وتتصالح مع ما يزكمها حتى إنها قد لا تمانع يوما أن تتعطر بعطر مستمد منها
عطر الفسيخ
88👍49😢15👏4👎1😁1
مقال جميل لشيخنا الجميل الدكتور محمد علي يوسف نفع الله به 😊
69👍19
2025/07/08 13:20:15
Back to Top
HTML Embed Code: