#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
🤍 الحكيم 🤍
قالها صارخا، والكلمات تتعثر بين أنفاسه، تحمل وجعا يوشك أن ينفجر:
(تعبت من سماع هذا الكلام... أعلم كل هذا، وأحفظه عن ظهر قلب، لكني لم أعد أستوعب كيف يمكن أن يبتلينا الله بحكمته؟
أين الحكمة في أن تُدمر حياتنا تحت القصف، ونحن نركض مع أهلنا هربا من الموت، لنرى أشلاء الجثث على الطرقات؟
أين الحكمة في النزوح من مكان إلى آخر، بلا استقرار، نبحث فقط عن ظل أمان؟)
لم تكن تلك الصرخات صرخة رجل واحد، ولا عشرة، ولا مئة، بل هي نداءات الآلاف من أهل غزة منذ أن بدأ طوفان الأقصى.
تلك الصرخات تعبر عن هول لا يُحتمل، أحداث لا يجدون لها تفسيرا ولا طريقا لإيقافها، ولا حتى لحظة لالتقاط الأنفاس.
ما مروا به وما يزالون، حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، ليس عاديا..
هو زلزالا نفسيا يهز أثبت القلوب، ويسلب عقول أشجع الرجال.
وهذا لا يقدح في إيمانهم شيئا.
المهم فقط ألا يطول بنا المقام في تلك الصدمة.
لننظر مثلا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
عمر الذي بلغ من الفقه والإيمان والثبات مبلغا حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنه: (لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) [الترمذي]
ومع ذلك... ماذا فعل حين وصله خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
عن أبي هريرة، قال:
(لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب، فقال:
(إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي؛
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات؛ ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات.)) [السيرة النبوية لابن هشام]
كان الإنكار رد فعل تلقائي لهول الفقد.
الموت حق، والمصاب قدر، ولكن حتى عمر لم يحتمل الصدمة.
ظل يتكلم حتى جاء أبو بكر، فاجتمع الناس حوله وتركوا عمر.
حمد الله وأثنى عليه ثم قال كلماته الخالدة:
(فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت) [البخاري].
ثم تلا قوله تعالى:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول قَد خَلَت مِن قَبلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِین مَّاتَ أَو قُتِلَ ٱنقَلَبتُم عَلَىٰ أَعقَـٰبِكُم وَمَن یَنقَلِب عَلَىٰ عَقِبَیهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیـٔا وَسَیَجزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ} [آل عمران ١٤٤].
فإذا بالناس كلهم يرددونها، وكأنما أُنزلت للتو، لتواسي القلوب وتُوقظ العقول.
يقول ابن عباس رضي الله عنه:
(والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها) [البخاري].
حتى عمر، الذي كان ينكر بشدة، يروي عنه سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: (والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات) [البخاري]
إنها لحظة إدراك، لحظة انكشاف الحُجب عن الحكمة المغيبة خلف أقدار الله.
نعم، الأهوال تُذهل العقول، وتُفقد النفس توازنها، لكن حين تتسلل الآيات إلى القلب، تُزيل غشاوة الصدمة، وتنير البصيرة، حتى وإن لم نفهم سر البلاء...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
🤍 الحكيم 🤍
قالها صارخا، والكلمات تتعثر بين أنفاسه، تحمل وجعا يوشك أن ينفجر:
(تعبت من سماع هذا الكلام... أعلم كل هذا، وأحفظه عن ظهر قلب، لكني لم أعد أستوعب كيف يمكن أن يبتلينا الله بحكمته؟
أين الحكمة في أن تُدمر حياتنا تحت القصف، ونحن نركض مع أهلنا هربا من الموت، لنرى أشلاء الجثث على الطرقات؟
أين الحكمة في النزوح من مكان إلى آخر، بلا استقرار، نبحث فقط عن ظل أمان؟)
لم تكن تلك الصرخات صرخة رجل واحد، ولا عشرة، ولا مئة، بل هي نداءات الآلاف من أهل غزة منذ أن بدأ طوفان الأقصى.
تلك الصرخات تعبر عن هول لا يُحتمل، أحداث لا يجدون لها تفسيرا ولا طريقا لإيقافها، ولا حتى لحظة لالتقاط الأنفاس.
ما مروا به وما يزالون، حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، ليس عاديا..
هو زلزالا نفسيا يهز أثبت القلوب، ويسلب عقول أشجع الرجال.
وهذا لا يقدح في إيمانهم شيئا.
المهم فقط ألا يطول بنا المقام في تلك الصدمة.
لننظر مثلا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
عمر الذي بلغ من الفقه والإيمان والثبات مبلغا حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنه: (لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) [الترمذي]
ومع ذلك... ماذا فعل حين وصله خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
عن أبي هريرة، قال:
(لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب، فقال:
(إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي؛
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات؛ ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات.)) [السيرة النبوية لابن هشام]
كان الإنكار رد فعل تلقائي لهول الفقد.
الموت حق، والمصاب قدر، ولكن حتى عمر لم يحتمل الصدمة.
ظل يتكلم حتى جاء أبو بكر، فاجتمع الناس حوله وتركوا عمر.
حمد الله وأثنى عليه ثم قال كلماته الخالدة:
(فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت) [البخاري].
ثم تلا قوله تعالى:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول قَد خَلَت مِن قَبلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِین مَّاتَ أَو قُتِلَ ٱنقَلَبتُم عَلَىٰ أَعقَـٰبِكُم وَمَن یَنقَلِب عَلَىٰ عَقِبَیهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیـٔا وَسَیَجزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ} [آل عمران ١٤٤].
فإذا بالناس كلهم يرددونها، وكأنما أُنزلت للتو، لتواسي القلوب وتُوقظ العقول.
يقول ابن عباس رضي الله عنه:
(والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها) [البخاري].
حتى عمر، الذي كان ينكر بشدة، يروي عنه سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: (والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات) [البخاري]
إنها لحظة إدراك، لحظة انكشاف الحُجب عن الحكمة المغيبة خلف أقدار الله.
نعم، الأهوال تُذهل العقول، وتُفقد النفس توازنها، لكن حين تتسلل الآيات إلى القلب، تُزيل غشاوة الصدمة، وتنير البصيرة، حتى وإن لم نفهم سر البلاء...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#عدستي
الثلاثاء ١٧/٦/٢٠٢٥
الساعة ٨ صباحا
المفترض أن هذه أصوات عصافير وبعض الطيور الأخرى، لا أعلم لما يشبه بعضها صوت البط 😄
الثلاثاء ١٧/٦/٢٠٢٥
الساعة ٨ صباحا
المفترض أن هذه أصوات عصافير وبعض الطيور الأخرى، لا أعلم لما يشبه بعضها صوت البط 😄
#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
إنها لحظة إدراك، لحظة انكشاف الحُجب عن الحكمة المغيبة خلف أقدار الله.
نعم، الأهوال تُذهل العقول، وتُفقد النفس توازنها، لكن حين تتسلل الآيات إلى القلب، تُزيل غشاوة الصدمة، وتنير البصيرة، حتى وإن لم نفهم سر البلاء...
يقول الله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذنِ ٱللَّهِ وَمَن یُؤمِن بِٱللَّهِ یَهدِ قَلبَهُۥ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیءٍ عَلِیم} [التغابن ١١]
(يقول ابن عباس:
(أي: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.)،
ويقول علقمة: (هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك ويرضى)) [تفسير الطبري]
وكثيرا ما يُذكر اسم الله الحكيم مقرونا باسمه العليم أو الخبير، فليست حكمة عشوائية، بل هي متصلة بعلم واسع، وخبرة محيطة بكل شيء. فمن كمال علمه سبحانه أن يتسم بكمال الحكمة في خلقه، وشئونه، وأقداره، ومشيئته
وحين نتأمل في القرآن، لا بد أن نتوقف عند سورة الكهف، التي تضم قصتين عظيمتين، تمثلان نموذجا لحكمة الله المقترنة بعلمه، ولطفه الخفي الذي يعجز العقل عن إدراكه مهما حاول...
فعندما نتعايش مع القصة الأولى بين موسى عليه السلام والخضر وهما في السفينة، نقرأ قول الله تعالى:
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِی ٱلسَّفِینَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقتَهَا لِتُغرِقَ أَهلَهَا لَقَد جِئتَ شَیـًٔا إِمرا * قَالَ أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا * قَالَ لَا تُؤَاخِذنِی بِمَا نَسِیتُ وَلَا تُرهِقنِی مِن أَمرِی عُسرا} [الكهف ٧١ - ٧٣]
لنتخيل أننا على سفينة في عرض البحر، تحملنا وتحمل غيرنا من نساء ورجال، أطفال وشباب وشيوخ، ثم يأتي رجل ويُحدث فيها ثقبا صغيرا، يبدأ الماء بالتسرب منه شيئا فشيئا... ومع إدراكنا لما حدث، ينتشر الخوف والفزع بين الجميع، ولا أحد يعرف ما المصير. يسترجع كل منا شريط حياته، ويتذكر أحبابه، ويتأمل حاله مع الله، نادما على ما فرط من عمره، متمنيا لو يُمنح فرصة أخرى ليجبر تقصيره، ويصلح ما بينه وبين ربه.
ينطلق الناس هنا وهناك: من يبحث عن حل يسد به الثقب، ومن يحاول إنقاذ من حوله، ومن يودع أحبابه وكأنها اللحظات الأخيرة.
هكذا كان حال موسى عليه السلام، بشر مثلنا، لا يعلم من الغيب إلا ما أذن له الله به، فلما رأى الخضر يخلع لوحا من السفينة ويُحدث فيها خللا، غضب ومنه وقال إن هؤلاء القوم أكرمونا، وحملونا معهم دون أجر، فهل يكون جزاؤهم أن تفسد سفينتهم ويغرقوا؟! لقد صنعت شيئا عظيما!
لكن الخضر ذكره باتفاقهما:
{قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعتَنِی فَلَا تَسـَٔلنِی عَن شَیءٍ حَتَّىٰ أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرا} [الكهف ٧٠]
فاعتذر موسى عليه السلام، معترفا بنسيانه، ورجا الخضر أن يُمهله ويستمر معه في التعلم.
يسامحه ويسمح له بالاستمرار في التعلم منه.
ثم انطلقا، وهنا ننتقل للقصة الثانية...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
إنها لحظة إدراك، لحظة انكشاف الحُجب عن الحكمة المغيبة خلف أقدار الله.
نعم، الأهوال تُذهل العقول، وتُفقد النفس توازنها، لكن حين تتسلل الآيات إلى القلب، تُزيل غشاوة الصدمة، وتنير البصيرة، حتى وإن لم نفهم سر البلاء...
يقول الله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذنِ ٱللَّهِ وَمَن یُؤمِن بِٱللَّهِ یَهدِ قَلبَهُۥ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیءٍ عَلِیم} [التغابن ١١]
(يقول ابن عباس:
(أي: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.)،
ويقول علقمة: (هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك ويرضى)) [تفسير الطبري]
وكثيرا ما يُذكر اسم الله الحكيم مقرونا باسمه العليم أو الخبير، فليست حكمة عشوائية، بل هي متصلة بعلم واسع، وخبرة محيطة بكل شيء. فمن كمال علمه سبحانه أن يتسم بكمال الحكمة في خلقه، وشئونه، وأقداره، ومشيئته
وحين نتأمل في القرآن، لا بد أن نتوقف عند سورة الكهف، التي تضم قصتين عظيمتين، تمثلان نموذجا لحكمة الله المقترنة بعلمه، ولطفه الخفي الذي يعجز العقل عن إدراكه مهما حاول...
فعندما نتعايش مع القصة الأولى بين موسى عليه السلام والخضر وهما في السفينة، نقرأ قول الله تعالى:
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِی ٱلسَّفِینَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقتَهَا لِتُغرِقَ أَهلَهَا لَقَد جِئتَ شَیـًٔا إِمرا * قَالَ أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا * قَالَ لَا تُؤَاخِذنِی بِمَا نَسِیتُ وَلَا تُرهِقنِی مِن أَمرِی عُسرا} [الكهف ٧١ - ٧٣]
لنتخيل أننا على سفينة في عرض البحر، تحملنا وتحمل غيرنا من نساء ورجال، أطفال وشباب وشيوخ، ثم يأتي رجل ويُحدث فيها ثقبا صغيرا، يبدأ الماء بالتسرب منه شيئا فشيئا... ومع إدراكنا لما حدث، ينتشر الخوف والفزع بين الجميع، ولا أحد يعرف ما المصير. يسترجع كل منا شريط حياته، ويتذكر أحبابه، ويتأمل حاله مع الله، نادما على ما فرط من عمره، متمنيا لو يُمنح فرصة أخرى ليجبر تقصيره، ويصلح ما بينه وبين ربه.
ينطلق الناس هنا وهناك: من يبحث عن حل يسد به الثقب، ومن يحاول إنقاذ من حوله، ومن يودع أحبابه وكأنها اللحظات الأخيرة.
هكذا كان حال موسى عليه السلام، بشر مثلنا، لا يعلم من الغيب إلا ما أذن له الله به، فلما رأى الخضر يخلع لوحا من السفينة ويُحدث فيها خللا، غضب ومنه وقال إن هؤلاء القوم أكرمونا، وحملونا معهم دون أجر، فهل يكون جزاؤهم أن تفسد سفينتهم ويغرقوا؟! لقد صنعت شيئا عظيما!
لكن الخضر ذكره باتفاقهما:
{قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعتَنِی فَلَا تَسـَٔلنِی عَن شَیءٍ حَتَّىٰ أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرا} [الكهف ٧٠]
فاعتذر موسى عليه السلام، معترفا بنسيانه، ورجا الخضر أن يُمهله ويستمر معه في التعلم.
يسامحه ويسمح له بالاستمرار في التعلم منه.
ثم انطلقا، وهنا ننتقل للقصة الثانية...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
ان مسنا الضر او ضاقت بنا...
📚بث العلم النافع📚
#ابتهالات
مناجاة تمس القلب، وتدمع العين
قالها ابن عمر الضمدي ارتجاليا في صلاة الاستسقاء بعدما حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر بشدة ومما قاله في قصيدته:
إِن مسّنا الضّر , أو ضاقت بنا الحيل
= فلن يخيب لنا في ربنا أمل
وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا
= ربا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا وكفى
= إليه نرفع شكوانا ونبتهل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا
= ومن عليه سوى الرحمن نتكل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
= وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل
لا يرتجى الخير إلا من لدنه ولا
= لغيره يتوقى الحادث الجلل
خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ
= وفي يد الله للسؤال ما سألوا
وسائل الله ما زالت مسائله
= مقبولة ما لها رد ولا ملل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته
= فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وأحسن الظن في مولاك وأرض بما
= أولاك ينحل عنك البؤس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظر فرجا
= فالعسر باليسر مقرون ومتصل
وانظر إلى قوله: ادعوني استجب لكُمُ
= فذاك قول صحيح ماله بدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمته
= وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا
= فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى
= بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ
وحل عقدةً مَحْلٍ حلّ ساحتنا
= بضرّه عمت الأمصار والحلل
وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته
= فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخِل فيه حق صاحبه
= الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ
فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم
= أمست مدامعه في الخدّ تنهمل
وبات يرعى نجوم الليل من قلق
= وقلبه فيه نار الجوع تشتعل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن
= أحواله عندك التفصيل والجمل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ
= يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل
فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا
= إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهم
= على الضرورة والشكوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ
= مبارك مُرجَحِن مزنه هطل
سح عميم ملث القطر ملتعقِ
= لرعده في هوامي سحبه زَجَلُ
تكسى به الأرض ألواناً منمنمة
= بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسما
= من النبات عليه الوشي والحُلَلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن
= به وتحيا سهول الأرض والجبلُ
يا رب عطفاً فإن المسلمين معاً
= مما يقاسون في أكبادهم شعل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر
= إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
فلا يردك عن تحويل ما طلبوا
= جهل لذاك ولا عجز ولا بخل
يا رب وانصر جنود المسلمين على
= أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا
وفلّ حد زمان إن جار حتى غدا
= يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ
يا رب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت
= منه المأثِم والعصيان والزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه
= وعن حميد المساعي عاقه الكسل
ولا تسوّد له وجها إذا غشيت
= وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومن عملي
= إني امْرؤ ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحة
= يحط عني من وزري بها الثقل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ
= إن قال خالفت أمري أيها الرجل
علمت ما علم الناجون واتصلوا
= به إليَّ ولم تعمل بما عملوا
يا رب فاغفر ذنوبي كلها كرماً
= فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا
= وحط عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ
= عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا
وصل رب على المختار من مضر
= محمد خير مَنْ يحفى وينتعل
وآله الغر , والأصحاب عن طرف
= فإنهم غُرر الإسلام والحجل
مناجاة تمس القلب، وتدمع العين
قالها ابن عمر الضمدي ارتجاليا في صلاة الاستسقاء بعدما حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر بشدة ومما قاله في قصيدته:
إِن مسّنا الضّر , أو ضاقت بنا الحيل
= فلن يخيب لنا في ربنا أمل
وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا
= ربا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا وكفى
= إليه نرفع شكوانا ونبتهل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا
= ومن عليه سوى الرحمن نتكل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
= وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل
لا يرتجى الخير إلا من لدنه ولا
= لغيره يتوقى الحادث الجلل
خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ
= وفي يد الله للسؤال ما سألوا
وسائل الله ما زالت مسائله
= مقبولة ما لها رد ولا ملل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته
= فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وأحسن الظن في مولاك وأرض بما
= أولاك ينحل عنك البؤس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظر فرجا
= فالعسر باليسر مقرون ومتصل
وانظر إلى قوله: ادعوني استجب لكُمُ
= فذاك قول صحيح ماله بدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمته
= وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا
= فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى
= بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ
وحل عقدةً مَحْلٍ حلّ ساحتنا
= بضرّه عمت الأمصار والحلل
وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته
= فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخِل فيه حق صاحبه
= الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ
فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم
= أمست مدامعه في الخدّ تنهمل
وبات يرعى نجوم الليل من قلق
= وقلبه فيه نار الجوع تشتعل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن
= أحواله عندك التفصيل والجمل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ
= يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل
فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا
= إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهم
= على الضرورة والشكوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ
= مبارك مُرجَحِن مزنه هطل
سح عميم ملث القطر ملتعقِ
= لرعده في هوامي سحبه زَجَلُ
تكسى به الأرض ألواناً منمنمة
= بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسما
= من النبات عليه الوشي والحُلَلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن
= به وتحيا سهول الأرض والجبلُ
يا رب عطفاً فإن المسلمين معاً
= مما يقاسون في أكبادهم شعل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر
= إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
فلا يردك عن تحويل ما طلبوا
= جهل لذاك ولا عجز ولا بخل
يا رب وانصر جنود المسلمين على
= أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا
وفلّ حد زمان إن جار حتى غدا
= يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ
يا رب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت
= منه المأثِم والعصيان والزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه
= وعن حميد المساعي عاقه الكسل
ولا تسوّد له وجها إذا غشيت
= وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومن عملي
= إني امْرؤ ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحة
= يحط عني من وزري بها الثقل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ
= إن قال خالفت أمري أيها الرجل
علمت ما علم الناجون واتصلوا
= به إليَّ ولم تعمل بما عملوا
يا رب فاغفر ذنوبي كلها كرماً
= فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا
= وحط عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ
= عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا
وصل رب على المختار من مضر
= محمد خير مَنْ يحفى وينتعل
وآله الغر , والأصحاب عن طرف
= فإنهم غُرر الإسلام والحجل
«من قواعد إصلاح النفس أن تعلم أن معركة الإنسان تكون مع أعظم خطاياه،
ويعان على تلك المعركة بالفطرة.
فالكافر يدخل معركة التوحيد حتى ينتصر فيؤمن،
فإذا آمن أزّته فطرته لتكون الصلاة معركته؛ فتركها أعظم خطاياه حينها.
ثم لا يزال حتى تستقيم نفسه مع الصلاة،
فينتقل إلى أكبر خطاياه لتكون معركته القادمة؛
ويستمر في الصلاح حتى تراه يدقق في تفاصيل الورع وأعمال القلوب إذا أصلح ما فوقها.
وبهذا نفهم سرّ بكاء من فاته الوتر من الصالحين، فهي معركته الكبرى الحالية،
بيننا يراها من لا زال في رتبة معركة الفرائض سببًا تافهًا للبكاء.
وهكذا يترقى الصالحون حتى يصير اللهو المباح خطيئته العظمى، فيبدأ باستثمار الثواني في زمن يدفع المرء ماله ليضيع وقته.»
بدر آل مرعي
ويعان على تلك المعركة بالفطرة.
فالكافر يدخل معركة التوحيد حتى ينتصر فيؤمن،
فإذا آمن أزّته فطرته لتكون الصلاة معركته؛ فتركها أعظم خطاياه حينها.
ثم لا يزال حتى تستقيم نفسه مع الصلاة،
فينتقل إلى أكبر خطاياه لتكون معركته القادمة؛
ويستمر في الصلاح حتى تراه يدقق في تفاصيل الورع وأعمال القلوب إذا أصلح ما فوقها.
وبهذا نفهم سرّ بكاء من فاته الوتر من الصالحين، فهي معركته الكبرى الحالية،
بيننا يراها من لا زال في رتبة معركة الفرائض سببًا تافهًا للبكاء.
وهكذا يترقى الصالحون حتى يصير اللهو المباح خطيئته العظمى، فيبدأ باستثمار الثواني في زمن يدفع المرء ماله ليضيع وقته.»
بدر آل مرعي
#فضفضة_ارتجالية
#المدبر
في لحظات الاضطراب، حين تضيق الأرض بما رحُبت، ويتعذّر علينا فهم حكمة ما يجري، نرفع أعيننا إلى السماء باحثين عن اسم يربت على قلوبنا…
عن اسم نُسند إليه ضُعفنا، ونَفهم به ما لا نفهمه، ونطمئن إليه حين لا نملك من أمرنا شيئا.
وهنا يستحضر القلب اسم الله "المدبر"
لذا ذهبت أبحث في كتب أهل العلم عن شرح لاسم الله "المدبر"،
فتحت أول كتاب، ووجدت فيه شروحا لعدد من الأسماء… إلا هو.
قلت: لا بأس، أتابع في الثاني، ولم أجد …
ثم الثالث…
والمفاجأة أني لم أجد فيه شيئا أيضا.
أثار الأمر فضولي بشدة، فقررت أن أوسع نطاق البحث.
ولكني صُدمت بالنتيجة نفسها ... لا شيء.
كل ما أملكه من كتب ومراجع لم يُفرد فيه أي منها هذا الاسم بالشرح،
إلا مرجعا واحدا فقط، وهو بالأصل تفريغ لمحاضرة صوتية لا أكثر.
توقفت، وراودني شك في نفسي:
لعلي أخطأت؟ لعل "المدبر" ليس من أسماء الله الحسنى أصلا؟
لكن حين بحثت، وجدت أن بعض أهل العلم قد عدّوه من الأسماء المستنبطة، لا من الأسماء الواردة نصا.
ورغم أن هذا يبرر غياب شرحه من بعض الكتب، إلا أن الأمر لم يزِدني إلا حيرة!
إن كان بعضهم يراه اسما، فلماذا لا يُفصل فيه؟ لماذا لا يُمنح مساحة تليق بعظمة أثره واحتياج قلوبنا له؟
وهنا لمعت الفكرة…
لعل هذا الاسم لا يُشرح بمفرده، بل يُدرج تحت أسماء أخرى،
فقررت الاستعانة بصديقتي ChatGPT،
وكان جوابها مطمئنًا للروح، عميقًا كعمق سؤالي
وفهمت من جوابها أن غياب الاسم لا يعني غياب معناه،
بل قد يكون الاسم "المدبر" قد ذُكر ضمن أسماء كـ: "الحكيم، الخبير، اللطيف، الرزاق…"
فكلها تدل بطريقتها على جوانب من تدبير الله، لكن دون أن يُفرد الاسم نفسه بالذكر.
وتبينت أن سبب الغياب في الغالب،
هو أن "المدبر" اسم مستنبط من أفعال الله، مثل: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}، ولم يرد صراحة بصيغة الاسم،
ومثل هذه الأسماء تختلف فيها آراء العلماء؛
فمنهم من يعدها صحيحة في المعنى، تربوية في الأثر،
ومنهم من يتحفظ على إطلاقها.
لكن ما وصلت إليه…
أن هذا لا يمنعنا من الكتابة عنه، بل لعلّه يحفزنا أكثر.
فالأسماء التي تُلامس واقعنا وتشبه أوجاعنا اليومية، لها في القلوب وقع لا يضاهيه الشرح النظري.
وأحسست أن كل ما جرى لي في رحلة بحثي هذه كان تدبيرا خفيا من الله، يعلمني من خلاله اسم "المدبر" بطريقة أبلغ من القراءة.
فكم من موقف يمر بنا، لا نفهم أسبابه،
ننتظر شيئا فلا يأتي، نبحث عن شيء فلا نجده،
فنغضب، ونرتبك، ونحزن…
لكن لو علمنا أن تدبير الله يعمل في الخفاء،
وأن كل تأخير، كل غياب، كل تغيير…
هو جزء من لوحة متكاملة لا نراها كاملة الآن،
لرضينا، وسكنا، واطمأنت أرواحنا.
نعم…
ربما لم أجد اسم "المدبر" في الكتاب،
لكني وجدته في قلبي.
وجدته في كل لحظة من لحظات حياتي،
في كل خيبة تحولت إلى نجاة،
وفي كل ضيق فتح الله لي منه ألف باب.
اللهم دبر لنا، فإنا لا نحسن التدبير.
اللهم إن خابت اختياراتنا، فاختر لنا ما فيه الخير.
وإن ضعُفت قلوبنا، فاربط عليها بحكمتك، وألبسها برد اليقين.
وإن عجزنا عن الفهم، فاغمرنا برضاك، وثبتنا حتى نرى وجه حكمتك في كل ما قدرت.
يا مدبر الأمر… دبر لنا أمرنا كله، في الدين والدنيا والآخرة،
ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
#المدبر
في لحظات الاضطراب، حين تضيق الأرض بما رحُبت، ويتعذّر علينا فهم حكمة ما يجري، نرفع أعيننا إلى السماء باحثين عن اسم يربت على قلوبنا…
عن اسم نُسند إليه ضُعفنا، ونَفهم به ما لا نفهمه، ونطمئن إليه حين لا نملك من أمرنا شيئا.
وهنا يستحضر القلب اسم الله "المدبر"
لذا ذهبت أبحث في كتب أهل العلم عن شرح لاسم الله "المدبر"،
فتحت أول كتاب، ووجدت فيه شروحا لعدد من الأسماء… إلا هو.
قلت: لا بأس، أتابع في الثاني، ولم أجد …
ثم الثالث…
والمفاجأة أني لم أجد فيه شيئا أيضا.
أثار الأمر فضولي بشدة، فقررت أن أوسع نطاق البحث.
ولكني صُدمت بالنتيجة نفسها ... لا شيء.
كل ما أملكه من كتب ومراجع لم يُفرد فيه أي منها هذا الاسم بالشرح،
إلا مرجعا واحدا فقط، وهو بالأصل تفريغ لمحاضرة صوتية لا أكثر.
توقفت، وراودني شك في نفسي:
لعلي أخطأت؟ لعل "المدبر" ليس من أسماء الله الحسنى أصلا؟
لكن حين بحثت، وجدت أن بعض أهل العلم قد عدّوه من الأسماء المستنبطة، لا من الأسماء الواردة نصا.
ورغم أن هذا يبرر غياب شرحه من بعض الكتب، إلا أن الأمر لم يزِدني إلا حيرة!
إن كان بعضهم يراه اسما، فلماذا لا يُفصل فيه؟ لماذا لا يُمنح مساحة تليق بعظمة أثره واحتياج قلوبنا له؟
وهنا لمعت الفكرة…
لعل هذا الاسم لا يُشرح بمفرده، بل يُدرج تحت أسماء أخرى،
فقررت الاستعانة بصديقتي ChatGPT،
وكان جوابها مطمئنًا للروح، عميقًا كعمق سؤالي
وفهمت من جوابها أن غياب الاسم لا يعني غياب معناه،
بل قد يكون الاسم "المدبر" قد ذُكر ضمن أسماء كـ: "الحكيم، الخبير، اللطيف، الرزاق…"
فكلها تدل بطريقتها على جوانب من تدبير الله، لكن دون أن يُفرد الاسم نفسه بالذكر.
وتبينت أن سبب الغياب في الغالب،
هو أن "المدبر" اسم مستنبط من أفعال الله، مثل: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}، ولم يرد صراحة بصيغة الاسم،
ومثل هذه الأسماء تختلف فيها آراء العلماء؛
فمنهم من يعدها صحيحة في المعنى، تربوية في الأثر،
ومنهم من يتحفظ على إطلاقها.
لكن ما وصلت إليه…
أن هذا لا يمنعنا من الكتابة عنه، بل لعلّه يحفزنا أكثر.
فالأسماء التي تُلامس واقعنا وتشبه أوجاعنا اليومية، لها في القلوب وقع لا يضاهيه الشرح النظري.
وأحسست أن كل ما جرى لي في رحلة بحثي هذه كان تدبيرا خفيا من الله، يعلمني من خلاله اسم "المدبر" بطريقة أبلغ من القراءة.
فكم من موقف يمر بنا، لا نفهم أسبابه،
ننتظر شيئا فلا يأتي، نبحث عن شيء فلا نجده،
فنغضب، ونرتبك، ونحزن…
لكن لو علمنا أن تدبير الله يعمل في الخفاء،
وأن كل تأخير، كل غياب، كل تغيير…
هو جزء من لوحة متكاملة لا نراها كاملة الآن،
لرضينا، وسكنا، واطمأنت أرواحنا.
نعم…
ربما لم أجد اسم "المدبر" في الكتاب،
لكني وجدته في قلبي.
وجدته في كل لحظة من لحظات حياتي،
في كل خيبة تحولت إلى نجاة،
وفي كل ضيق فتح الله لي منه ألف باب.
اللهم دبر لنا، فإنا لا نحسن التدبير.
اللهم إن خابت اختياراتنا، فاختر لنا ما فيه الخير.
وإن ضعُفت قلوبنا، فاربط عليها بحكمتك، وألبسها برد اليقين.
وإن عجزنا عن الفهم، فاغمرنا برضاك، وثبتنا حتى نرى وجه حكمتك في كل ما قدرت.
يا مدبر الأمر… دبر لنا أمرنا كله، في الدين والدنيا والآخرة،
ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
سوزان مصطفى بخيت (متنوعة)
#فضفضة_ارتجالية #المدبر في لحظات الاضطراب، حين تضيق الأرض بما رحُبت، ويتعذّر علينا فهم حكمة ما يجري، نرفع أعيننا إلى السماء باحثين عن اسم يربت على قلوبنا… عن اسم نُسند إليه ضُعفنا، ونَفهم به ما لا نفهمه، ونطمئن إليه حين لا نملك من أمرنا شيئا. وهنا يستحضر…
كان من المفترض أن يكون "المدبر" هو الاسم التالي في سلسلة "ولتصنع على عيني"…
لكن شاء الله أن أمر بهذا الموقف مما جعلني أعيد التفكير، وأتوقف قليلا.
فرغم ما في هذا الاسم من عظمة… ورغم كم الطمأنينة التي يبثها في قلب من يبتلى…
إلا أن عرضه الآن، على من تتوالى عليهم القذائف وتُدك بيوتهم فوق رؤوسهم…
قد لا يكون مناسبا، بل قد يُثقل على القلب بدل أن يُسكنه،
لأن النفس الجريحة حين تتلقى شدة فوق شدة، قد لا تقوى على رؤية التدبير في وسط الدمار.
وقد تتحول الكلمة التي قُصد بها الجبر… إلى سؤال مؤلم: أين التدبير؟ وأين الرحمة؟
وحين نخاطب أرواحا مفجوعة، علينا أن ننتظر قليلا… حتى تهدأ الفوضى في الداخل.
حتى تستوعب الأرواح أن التدبير الإلهي ليس دائمًا ظاهرا، لكنه موجود…
وأننا قد لا نراه الآن، لكننا نؤمن به… ونسلم حتى حين لا نفهم.
لذلك… التراجع عن شرح الاسم
ليس خوفا من الطرح، بل رحمة بالقلوب التي تئن، ورفقا بمن لم يُلملم شتاته بعد.
لكن شاء الله أن أمر بهذا الموقف مما جعلني أعيد التفكير، وأتوقف قليلا.
فرغم ما في هذا الاسم من عظمة… ورغم كم الطمأنينة التي يبثها في قلب من يبتلى…
إلا أن عرضه الآن، على من تتوالى عليهم القذائف وتُدك بيوتهم فوق رؤوسهم…
قد لا يكون مناسبا، بل قد يُثقل على القلب بدل أن يُسكنه،
لأن النفس الجريحة حين تتلقى شدة فوق شدة، قد لا تقوى على رؤية التدبير في وسط الدمار.
وقد تتحول الكلمة التي قُصد بها الجبر… إلى سؤال مؤلم: أين التدبير؟ وأين الرحمة؟
وحين نخاطب أرواحا مفجوعة، علينا أن ننتظر قليلا… حتى تهدأ الفوضى في الداخل.
حتى تستوعب الأرواح أن التدبير الإلهي ليس دائمًا ظاهرا، لكنه موجود…
وأننا قد لا نراه الآن، لكننا نؤمن به… ونسلم حتى حين لا نفهم.
لذلك… التراجع عن شرح الاسم
ليس خوفا من الطرح، بل رحمة بالقلوب التي تئن، ورفقا بمن لم يُلملم شتاته بعد.
#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
ثم انطلقا، وهنا ننتقل للقصة الثانية...
في طريقهما، وجدا غلاما حسن الوجه، يلهو مع الأطفال، لا يظهر عليه إلا البراءة والجمال، فما كان من الخضر إلا أن أخذه وقتله!
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِیَا غُلَـٰما فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلتَ نَفسا زَكِیَّةَ بِغَیرِ نَفس لَّقَد جِئتَ شَیـٔا نُّكرا * قَالَ أَلَم أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا * قَالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَیءِ بَعدَهَا فَلَا تُصَـٰحِبنِی قَد بَلَغتَ مِن لَّدُنِّی عُذرا} [الكهف ٧٤-٧٦].
كان الموقف أشد على موسى عليه السلام، فأنكر قتله لغلام لم يرتكب ذنبا، طفل لم يعرف من الحياة إلا لعبها وبراءتها. لكن الخضر ذكره مجددا بما اتفقا عليه، وقال: {أَلَم أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا}، فاعتذر موسى مرة أخرى، وقال إن سألتك بعد هذا فلا تصاحبني، فقد بلغني العذر مبلغا.
عندما نتأمل في القصتين، نلاحظ أن ظاهرهما شر محض، وألم لا يُفهم سببه... مرة في إغراق سفينة لأناس أكرموا الضيف، ومرة في قتل غلام جميل، لكن الحقيقة أن وراء هذا الظاهر حكمة إلهية، لا تُدرك إلا من خلال علم الله المحيط، الذي لا يصل إليه عقل إنسان.
وقد كشف الخضر لموسى بعض من تلك الأسرار:
{أَمَّا ٱلسَّفِینَةُ فَكَانَت لِمَسَـٰكِینَ یَعمَلُونَ فِی ٱلبَحرِ فَأَرَدتُّ أَن أَعِیبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِك یَأخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصبا * وَأَمَّا ٱلغُلَـٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَینِ فَخَشِینَا أَن یُرهِقَهُمَا طُغیَـٰنا وَكُفرا * فَأَرَدنَا أَن یُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَیرا مِّنهُ زَكَوٰة وَأَقرَبَ رُحما} [الكهف ٧٨- ٨١]
فالسفينة كان أصحابها فقراء، وهي مصدر رزقهم، ولو بقيت كما هي لأخذها الملك ظلما، فجاء ذلك الثقب رحمة في ثوب أذى.
وأما الغلام، فقد علم الله من غيبه أنه سيكون سببا في ضياع والديه وإفساد دينهما، فأراد لهما الخير، وأراد أن يبدلهما غلاما أنقى قلبا وأشد برا ورحمة.
ثم ختم الخضر حديثه بقوله:
{وَمَا فَعَلتُهُۥ عَن أَمرِی ذَ ٰلِكَ تَأوِیلُ مَا لَم تَسطِع عَّلَیهِ صَبرا} [الكهف ٨٢]
أي أن كل ما فعله لم يكن من عند نفسه، بل بوحي من الله ورحمته.
وفي قصة موسى مع الخضر، ظهرت الحكمة الإلهية في الحال... لكن في قصص أخرى لا تظهر إلا بعد سنوات طويلة، كقصة يوسف عليه السلام.
يوسف، الذي بدأت غربته في حضن إخوته، حين رموه في البئر، ولوّثوا قميصه بدم كاذب وقالوا لأبيه: أكله الذئب.
يوسف، الذي بيع في السوق كما تُباع البضائع، حُرم من حضن والده، ومن أمان بيته.
ثم تنقل بين فتنة وبلاء، من مراودة امرأة العزيز، إلى تهمة باطلة، إلى السجن لسنوات طويلة...
لكنه خرج من كل هذه المحن نقيا، طاهر القلب، ثابتا على الطاعة، مهيأ للتمكين، حتى جعله الله على خزائن الأرض!
كل من آذى يوسف أو ظلمه، لم يكن يعلم أنه يُسهم دون أن يدري في تحقيق قدر الله فيه، وفي تهيئته للمكانة العظيمة التي كتبها الله له... فكان لطف الله به محيطا بكل خطوة، وإن تأخرت ظهور الحكم.
وهكذا هي الابتلاءات... قد نراها ظُلما، أو ألمًا، أو ضياعا، لكنها في ميزان الله رحمة ولُطف، يُهذب بها القلوب، ويصنع بها عباده على عينه...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
ثم انطلقا، وهنا ننتقل للقصة الثانية...
في طريقهما، وجدا غلاما حسن الوجه، يلهو مع الأطفال، لا يظهر عليه إلا البراءة والجمال، فما كان من الخضر إلا أن أخذه وقتله!
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِیَا غُلَـٰما فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلتَ نَفسا زَكِیَّةَ بِغَیرِ نَفس لَّقَد جِئتَ شَیـٔا نُّكرا * قَالَ أَلَم أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا * قَالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَیءِ بَعدَهَا فَلَا تُصَـٰحِبنِی قَد بَلَغتَ مِن لَّدُنِّی عُذرا} [الكهف ٧٤-٧٦].
كان الموقف أشد على موسى عليه السلام، فأنكر قتله لغلام لم يرتكب ذنبا، طفل لم يعرف من الحياة إلا لعبها وبراءتها. لكن الخضر ذكره مجددا بما اتفقا عليه، وقال: {أَلَم أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَستَطِیعَ مَعِیَ صَبرا}، فاعتذر موسى مرة أخرى، وقال إن سألتك بعد هذا فلا تصاحبني، فقد بلغني العذر مبلغا.
عندما نتأمل في القصتين، نلاحظ أن ظاهرهما شر محض، وألم لا يُفهم سببه... مرة في إغراق سفينة لأناس أكرموا الضيف، ومرة في قتل غلام جميل، لكن الحقيقة أن وراء هذا الظاهر حكمة إلهية، لا تُدرك إلا من خلال علم الله المحيط، الذي لا يصل إليه عقل إنسان.
وقد كشف الخضر لموسى بعض من تلك الأسرار:
{أَمَّا ٱلسَّفِینَةُ فَكَانَت لِمَسَـٰكِینَ یَعمَلُونَ فِی ٱلبَحرِ فَأَرَدتُّ أَن أَعِیبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِك یَأخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصبا * وَأَمَّا ٱلغُلَـٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَینِ فَخَشِینَا أَن یُرهِقَهُمَا طُغیَـٰنا وَكُفرا * فَأَرَدنَا أَن یُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَیرا مِّنهُ زَكَوٰة وَأَقرَبَ رُحما} [الكهف ٧٨- ٨١]
فالسفينة كان أصحابها فقراء، وهي مصدر رزقهم، ولو بقيت كما هي لأخذها الملك ظلما، فجاء ذلك الثقب رحمة في ثوب أذى.
وأما الغلام، فقد علم الله من غيبه أنه سيكون سببا في ضياع والديه وإفساد دينهما، فأراد لهما الخير، وأراد أن يبدلهما غلاما أنقى قلبا وأشد برا ورحمة.
ثم ختم الخضر حديثه بقوله:
{وَمَا فَعَلتُهُۥ عَن أَمرِی ذَ ٰلِكَ تَأوِیلُ مَا لَم تَسطِع عَّلَیهِ صَبرا} [الكهف ٨٢]
أي أن كل ما فعله لم يكن من عند نفسه، بل بوحي من الله ورحمته.
وفي قصة موسى مع الخضر، ظهرت الحكمة الإلهية في الحال... لكن في قصص أخرى لا تظهر إلا بعد سنوات طويلة، كقصة يوسف عليه السلام.
يوسف، الذي بدأت غربته في حضن إخوته، حين رموه في البئر، ولوّثوا قميصه بدم كاذب وقالوا لأبيه: أكله الذئب.
يوسف، الذي بيع في السوق كما تُباع البضائع، حُرم من حضن والده، ومن أمان بيته.
ثم تنقل بين فتنة وبلاء، من مراودة امرأة العزيز، إلى تهمة باطلة، إلى السجن لسنوات طويلة...
لكنه خرج من كل هذه المحن نقيا، طاهر القلب، ثابتا على الطاعة، مهيأ للتمكين، حتى جعله الله على خزائن الأرض!
كل من آذى يوسف أو ظلمه، لم يكن يعلم أنه يُسهم دون أن يدري في تحقيق قدر الله فيه، وفي تهيئته للمكانة العظيمة التي كتبها الله له... فكان لطف الله به محيطا بكل خطوة، وإن تأخرت ظهور الحكم.
وهكذا هي الابتلاءات... قد نراها ظُلما، أو ألمًا، أو ضياعا، لكنها في ميزان الله رحمة ولُطف، يُهذب بها القلوب، ويصنع بها عباده على عينه...
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
سوزان مصطفى بخيت (متنوعة)
#اعتراف
بهذه المناسبة عندي اعتراف
اعتدت دائما الاستماع إلى اللقاءات المسجلة، نظرًا لأن اللقاءات المباشرة تكون في ساعات متأخرة من الليل، قبيل الفجر.
واعتدت أيضا تسريع المقطع، لأني أُتشتت ذهنيا حينما يكون الكلام بسرعته العادية، كما أن ذلك يتيح لي الاستماع لأكبر قدر ممكن أثناء أداء أعمالي المنزلية، فأضع سماعة البلوتوث وأنطلق في عملي.
وفي رمضان الماضي، قرر الشيخ أن يكون هناك بث مباشر وقت الفجر بتوقيتكم،
فقلت: جميل! سأتابعه مباشرا هذه المرة، لأنه يكون عندي بعد الظهر.
وهنا بدأت المغامرة 😁
بدأت الاستماع، وشعرت أن هناك شيئا غير طبيعي...
لماذا يتحدث الشيخ ببطء هكذا؟ هل هو مريض؟! 🤔
ثم جاء أحد أبنائي ليكلمني، فحاولت إيقاف الصوت من خلال السماعة، ولم يتوقف!
قلت في نفسي: لعل السماعة علقت!
لا بأس، سأذهب لاحقا وأعيد سماع هذه الفقرة، لأنها فاتتني أثناء حديثي مع ابني.
لكن كانت يدي مشغولة، فقلت: سأؤجلها قليلا…
ثم حصل شيء آخر (لا أذكره الآن) لكنه أشغلني أيضا وقلت لا بأس سأعيد تلك الفقرة أيضا…
وفجأة تنبّهت:
الشيخ ليس مريضا!
بل أنا التي اعتادت سماع صوته بسرعة، فاستغربت صوته الحقيقي وهو يتحدث ببطء.
والسماعة لم "تعلق"، لأن بكل بساطة… هذا بث مباشر، وليس تسجيلًا لأقوم بإيقافه! 😅
ومن هنا... تدركون كم أفسدتنا التقنيات والتكنولوجيا 🫣
بهذه المناسبة عندي اعتراف
اعتدت دائما الاستماع إلى اللقاءات المسجلة، نظرًا لأن اللقاءات المباشرة تكون في ساعات متأخرة من الليل، قبيل الفجر.
واعتدت أيضا تسريع المقطع، لأني أُتشتت ذهنيا حينما يكون الكلام بسرعته العادية، كما أن ذلك يتيح لي الاستماع لأكبر قدر ممكن أثناء أداء أعمالي المنزلية، فأضع سماعة البلوتوث وأنطلق في عملي.
وفي رمضان الماضي، قرر الشيخ أن يكون هناك بث مباشر وقت الفجر بتوقيتكم،
فقلت: جميل! سأتابعه مباشرا هذه المرة، لأنه يكون عندي بعد الظهر.
وهنا بدأت المغامرة 😁
بدأت الاستماع، وشعرت أن هناك شيئا غير طبيعي...
لماذا يتحدث الشيخ ببطء هكذا؟ هل هو مريض؟! 🤔
ثم جاء أحد أبنائي ليكلمني، فحاولت إيقاف الصوت من خلال السماعة، ولم يتوقف!
قلت في نفسي: لعل السماعة علقت!
لا بأس، سأذهب لاحقا وأعيد سماع هذه الفقرة، لأنها فاتتني أثناء حديثي مع ابني.
لكن كانت يدي مشغولة، فقلت: سأؤجلها قليلا…
ثم حصل شيء آخر (لا أذكره الآن) لكنه أشغلني أيضا وقلت لا بأس سأعيد تلك الفقرة أيضا…
وفجأة تنبّهت:
الشيخ ليس مريضا!
بل أنا التي اعتادت سماع صوته بسرعة، فاستغربت صوته الحقيقي وهو يتحدث ببطء.
والسماعة لم "تعلق"، لأن بكل بساطة… هذا بث مباشر، وليس تسجيلًا لأقوم بإيقافه! 😅
ومن هنا... تدركون كم أفسدتنا التقنيات والتكنولوجيا 🫣
#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
وهكذا هي الابتلاءات... قد نراها ظُلما، أو ألمًا، أو ضياعا، لكنها في ميزان الله رحمة ولُطف، يُهذب بها القلوب، ويصنع بها عباده على عينه...
وما أجمل التعبير حين يقول أحدهم: "سأحفظك بعيني"، فنشعر بطمأنينة وراحة وأمان.
فكيف إذا كان الذي يحفظنا هو الله؟
{وَٱصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعیُنِنَا وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ * وَمِنَ ٱلَّیلِ فَسَبِّحهُ وَإِدبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ} [الطور ٤٨ - ٤٩]
يبدأ الله سبحانه هذه الآية بدعوة إلى الصبر... الصبر على البلاء، على الألم، على الفقد، على الظلم، على كل ما قد يواجهه المؤمن في طريقه.
وحين يحثنا الله على الصبر، فذاك وعد ضمنيّ بأنه سيتولى الأمر، وأنه معنا، وأنه لن يتركنا في غمار الألم وحدنا.
لكن... إلى متى؟
{واصبر لحكم ربك}، أي إلى أن يقضي الله بحكمه، إلى أن تتم مشيئته في الوقت الذي يراه هو بحكمته.
فهو لا ينسى، ولا يغفل، ولا يترك الظالمين يفلتون، وإنما يُمهل لحكمة، ثم يقضي بما يشاء، وهو خير الحاكمين.
ثم يتبع هذا التوجيه بكلمة تفيض دفئا وتضميدا: {فإنك بأعيننا}.
سبحانك ربي... كم تربط هذه الكلمة على القلوب، تُجبرها، تغمرها بالحب، والسكينة، والطمأنينة التي نحتاجها في ثنايا الألم والخوف والضيق.
وفي نهاية الآية يوصينا الله بما يعين على الثبات ويُديم صلتنا به، فيأمرنا أن نُسبّح بحمده في كل حين... عند قيامنا، وفي جوف الليل، وقبيل الفجر...
وكأنه سبحانه يقول لنا: "ابقوا قريبين... لتظلوا مطمئنين... وليظل وعدي {فإنك بأعيننا} حيا في قلوبكم، يملؤها بالسكينة والسلام"
فمهما غفلنا عن حكمة البلاء، وتغشّت بصيرتنا غيوم الألم والظلم والفقد، لا بد أن نستحضر يقيننا بأنه الحكيم... الذي يضع كل شيء في موضعه، ويتقن تدبيره بلا خلل ولا نقص ولا زل.
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
وهكذا هي الابتلاءات... قد نراها ظُلما، أو ألمًا، أو ضياعا، لكنها في ميزان الله رحمة ولُطف، يُهذب بها القلوب، ويصنع بها عباده على عينه...
وما أجمل التعبير حين يقول أحدهم: "سأحفظك بعيني"، فنشعر بطمأنينة وراحة وأمان.
فكيف إذا كان الذي يحفظنا هو الله؟
{وَٱصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعیُنِنَا وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ * وَمِنَ ٱلَّیلِ فَسَبِّحهُ وَإِدبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ} [الطور ٤٨ - ٤٩]
يبدأ الله سبحانه هذه الآية بدعوة إلى الصبر... الصبر على البلاء، على الألم، على الفقد، على الظلم، على كل ما قد يواجهه المؤمن في طريقه.
وحين يحثنا الله على الصبر، فذاك وعد ضمنيّ بأنه سيتولى الأمر، وأنه معنا، وأنه لن يتركنا في غمار الألم وحدنا.
لكن... إلى متى؟
{واصبر لحكم ربك}، أي إلى أن يقضي الله بحكمه، إلى أن تتم مشيئته في الوقت الذي يراه هو بحكمته.
فهو لا ينسى، ولا يغفل، ولا يترك الظالمين يفلتون، وإنما يُمهل لحكمة، ثم يقضي بما يشاء، وهو خير الحاكمين.
ثم يتبع هذا التوجيه بكلمة تفيض دفئا وتضميدا: {فإنك بأعيننا}.
سبحانك ربي... كم تربط هذه الكلمة على القلوب، تُجبرها، تغمرها بالحب، والسكينة، والطمأنينة التي نحتاجها في ثنايا الألم والخوف والضيق.
وفي نهاية الآية يوصينا الله بما يعين على الثبات ويُديم صلتنا به، فيأمرنا أن نُسبّح بحمده في كل حين... عند قيامنا، وفي جوف الليل، وقبيل الفجر...
وكأنه سبحانه يقول لنا: "ابقوا قريبين... لتظلوا مطمئنين... وليظل وعدي {فإنك بأعيننا} حيا في قلوبكم، يملؤها بالسكينة والسلام"
فمهما غفلنا عن حكمة البلاء، وتغشّت بصيرتنا غيوم الألم والظلم والفقد، لا بد أن نستحضر يقيننا بأنه الحكيم... الذي يضع كل شيء في موضعه، ويتقن تدبيره بلا خلل ولا نقص ولا زل.
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
Forwarded from سوزان مصطفى بخيت (متنوعة)
#ابتهالات
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعوت به، أجبت
أن تقلب قلبي على ما تحب وأن توفقني لترويضه وتهذيبه بما تحب
اللهم أنك تعلم أني لا حول لي ولا قوة إلا بك سبحانك، فاللهم إني أتبرئ إليك من حولي وقوتي،
وألتجأ إلى حولك وقوتك
ربِّ أَعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ،
وانصُرْني ولا تنصُرْ عليَّ،
وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ،
اللهم أنك تعلم ما بي أكثر من نفسي، وتعلم ضعفي وقلة حيلتي، فاللهم أسألك أن تمدني بقوة من لدنك تعينني على العبور إلى بر الأمان الذي تحبه وترضاه.
رب اهدِني ويسِّرْ هُدايَ إليَّ، وارزقني اللهم حسن الخاتمة على أحب وجه ترضاه.
وانصُرْني على مَن بَغى عليَّ،
اللَّهمَّ اجعَلْني لك شاكرًة،
لك ذاكرًة،
لك راهبًة،
لك مِطواعًة،
إليك مُخبِتة و مُنيبة
ربِّ تَقبَّلْ تَوبتي،
واغسِلْ حَوْبَتي،
وأَجِبْ دعْوتي،
وثبِّتْ حُجَّتي،
واهدِ قلبي،
وسدِّدْ لِساني،
واسلُلْ سَخيمةَ قلبي.
اللهم أسألك أن تجب دعوتي بمنك وجودك وكرمك وأن تغفر لي زلاتي وتقصيري وغفلتي
ولكل من لهج قلبه بالدعوات لي
أبشروا بملك يؤمن دعاؤكم ويقول: "ولكم بالمثل"
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعوت به، أجبت
أن تقلب قلبي على ما تحب وأن توفقني لترويضه وتهذيبه بما تحب
اللهم أنك تعلم أني لا حول لي ولا قوة إلا بك سبحانك، فاللهم إني أتبرئ إليك من حولي وقوتي،
وألتجأ إلى حولك وقوتك
ربِّ أَعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ،
وانصُرْني ولا تنصُرْ عليَّ،
وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ،
اللهم أنك تعلم ما بي أكثر من نفسي، وتعلم ضعفي وقلة حيلتي، فاللهم أسألك أن تمدني بقوة من لدنك تعينني على العبور إلى بر الأمان الذي تحبه وترضاه.
رب اهدِني ويسِّرْ هُدايَ إليَّ، وارزقني اللهم حسن الخاتمة على أحب وجه ترضاه.
وانصُرْني على مَن بَغى عليَّ،
اللَّهمَّ اجعَلْني لك شاكرًة،
لك ذاكرًة،
لك راهبًة،
لك مِطواعًة،
إليك مُخبِتة و مُنيبة
ربِّ تَقبَّلْ تَوبتي،
واغسِلْ حَوْبَتي،
وأَجِبْ دعْوتي،
وثبِّتْ حُجَّتي،
واهدِ قلبي،
وسدِّدْ لِساني،
واسلُلْ سَخيمةَ قلبي.
اللهم أسألك أن تجب دعوتي بمنك وجودك وكرمك وأن تغفر لي زلاتي وتقصيري وغفلتي
ولكل من لهج قلبه بالدعوات لي
أبشروا بملك يؤمن دعاؤكم ويقول: "ولكم بالمثل"
#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
فمهما غفلنا عن حكمة البلاء، وتغشّت بصيرتنا غيوم الألم والظلم والفقد، لا بد أن نستحضر يقيننا بأنه الحكيم... الذي يضع كل شيء في موضعه، ويتقن تدبيره بلا خلل ولا نقص ولا زل.
يقول تعالى:
{ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلمَوتَ وَٱلحَیَوٰةَ لِیَبلُوَكُم أَیُّكُم أَحسَنُ عَمَلا وَهُوَ ٱلعَزِیزُ ٱلغَفُورُ * ٱلَّذِی خَلَقَ سَبعَ سَمَـٰوَ ٰت طِبَاقا مَّا تَرَىٰ فِی خَلقِ ٱلرَّحمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُت فَٱرجِعِ ٱلبَصَرَ هَل تَرَىٰ مِن فُطُور * ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَینِ یَنقَلِب إِلَیكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئا وَهُوَ حَسِیر} [الملك : 2-4]
فإن كانت قدرته على خلق الموت والحياة والسموات بهذا القدر من الإتقان والحكمة...
أفلا يكون تقديره لآلامنا وابتلاءاتنا وإصلاحنا من باب أولى متقنا، محسوبا، مملوءا بالحكمة حتى وإن غابت عن أعيننا؟
ومن رحمته وعدله أنه جعل هناك يوما للجزاء، يجازي فيه كل إنسان على عمله:
{وَلَا تَحسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُم لِیَوم تَشخَصُ فِیهِ ٱلأَبصَـٰرُ} [إبراهيم ٤٢]
ومع ذلك، لا يُمهل الظالمين في الدنيا على الدوام، بل يُرسل عليهم من الابتلاءات ما يكون تذكرة لما سيلاقونه في الآخرة...
لكننا نحتاج إلى صبر طويل، ويقين عميق، وانتظار لا تضعفه المدة.
ألا نرى المجرم في الدنيا قد ينتظر شهورا أو سنوات ليصدر عليه الحكم؟
لكنه في النهاية يناله...
فكيف بمن ينتظر حكم ملك الملوك؟
الذي من سنته أنه يُمهل، وأن يمد الحبل للظالم والمظلوم على السواء، ليُظهر ما في القلوب، ويبلغ كل نهايته.
لكن الحبل لا يبقى مرخيا إلى الأبد...
فهو محدد باجل، والنتيجة معلومة عنده، والعاقبة للمتقين.
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
فمهما غفلنا عن حكمة البلاء، وتغشّت بصيرتنا غيوم الألم والظلم والفقد، لا بد أن نستحضر يقيننا بأنه الحكيم... الذي يضع كل شيء في موضعه، ويتقن تدبيره بلا خلل ولا نقص ولا زل.
يقول تعالى:
{ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلمَوتَ وَٱلحَیَوٰةَ لِیَبلُوَكُم أَیُّكُم أَحسَنُ عَمَلا وَهُوَ ٱلعَزِیزُ ٱلغَفُورُ * ٱلَّذِی خَلَقَ سَبعَ سَمَـٰوَ ٰت طِبَاقا مَّا تَرَىٰ فِی خَلقِ ٱلرَّحمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُت فَٱرجِعِ ٱلبَصَرَ هَل تَرَىٰ مِن فُطُور * ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَینِ یَنقَلِب إِلَیكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئا وَهُوَ حَسِیر} [الملك : 2-4]
فإن كانت قدرته على خلق الموت والحياة والسموات بهذا القدر من الإتقان والحكمة...
أفلا يكون تقديره لآلامنا وابتلاءاتنا وإصلاحنا من باب أولى متقنا، محسوبا، مملوءا بالحكمة حتى وإن غابت عن أعيننا؟
ومن رحمته وعدله أنه جعل هناك يوما للجزاء، يجازي فيه كل إنسان على عمله:
{وَلَا تَحسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُم لِیَوم تَشخَصُ فِیهِ ٱلأَبصَـٰرُ} [إبراهيم ٤٢]
ومع ذلك، لا يُمهل الظالمين في الدنيا على الدوام، بل يُرسل عليهم من الابتلاءات ما يكون تذكرة لما سيلاقونه في الآخرة...
لكننا نحتاج إلى صبر طويل، ويقين عميق، وانتظار لا تضعفه المدة.
ألا نرى المجرم في الدنيا قد ينتظر شهورا أو سنوات ليصدر عليه الحكم؟
لكنه في النهاية يناله...
فكيف بمن ينتظر حكم ملك الملوك؟
الذي من سنته أنه يُمهل، وأن يمد الحبل للظالم والمظلوم على السواء، ليُظهر ما في القلوب، ويبلغ كل نهايته.
لكن الحبل لا يبقى مرخيا إلى الأبد...
فهو محدد باجل، والنتيجة معلومة عنده، والعاقبة للمتقين.
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#ولتصنع_على_عيني
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
ويقول تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا ٱستَیـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جَاءَهُم نَصرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاءُ وَلَا یُرَدُّ بَأسُنَا عَنِ ٱلقَومِ ٱلمُجرِمِینَ} [يوسف ١١٠]
حتى الرسل... بلغ بهم البلاء مبلغا عظيما، دعوا الله، وتضرعوا، وناجوه، وطال الانتظار...
ثم، حين استحكمت حلقات الكرب، وانقطعت الأسباب، وتوجهت القلوب خالصة إلى الله...
نزل النصر.
كأن الله أراد أن تتجرّد القلوب من كل اعتماد، إلا عليه.
حينئذ... يأتي الفرج، ويأتي النصر، وتأتي النجاة.
فالله سبحانه يرعى عباده مما يضرهم، ويمنع عنهم من الشرور ما لا يعلمونه، ويدفع عنهم الأذى وإن لم يدركوه...
{إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّان كَفُورٍ} [الحج ٣٨]
لكن تدبيره لا يأتي بمنظورنا القاصر المحدود...
بل من عدله الواسع، وعلمه المحيط، ورحمته التي لا تنتهي.
فعلينا أن نطمئن...
وأن نثق بحكمته وإن جهلنا الحكمة،
ونوقن أن الابتلاءات ما هي إلا طريق من طرق العبودية، يربينا الله بها، ويهذبنا، ويقربنا، لنرتقي بها إليه.
ختاما،
ما من بلاء نمر به إلا وفي طياته رحمة خفية، يد إلهية تصوغنا وتربينا وتفتح لنا أبوابا من القرب والتجلي ما كنا لندركها في الرخاء.
قد نبكي من الألم، نضيق من شدة الابتلاء، تتساءل أرواحنا في العتمة: "لماذا؟"
لكن حين نرجع إلى القرآن، ونتأمل في حكمة العزيز الرحيم، ندرك أن البلاء ما هو إلا مِعراج للقلوب، ومحراب جديد للعبادة، وميدان لصناعة النفوس على عين الله.
فالله لا يبتلينا ليُهلكنا، بل ليُصلحنا، ليطهرنا، ليعدّنا لشيء أعظم لا نراه الآن…
وما دامت عينه ترعانا، وعنايته تحيط بنا، فلا خوف، ولا ضياع… فقط طمأنينة تسكن القلب مهما اشتد الألم.
فلنُسلم له الأمر، ولنرض بحكمه، ولنبق على يقين أنه وإن تأخر الفرج فهو آت لا محالة، أجمل مما كنا نتوقع.
جميل! بما أن المقال كان رحلة وجدانية وتأملية حول حكمة الله في الابتلاء وصناعته لعباده على عينه، فالتطبيقات العملية ينبغي أن تُترجم هذه المعاني العميقة إلى سلوكيات ملموسة، وتكون أدوات تساعدنا على الثبات واليقين في أوقات البلاء.
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#الحكيم
#غزة
#الأمة_تئن
ويقول تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا ٱستَیـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جَاءَهُم نَصرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاءُ وَلَا یُرَدُّ بَأسُنَا عَنِ ٱلقَومِ ٱلمُجرِمِینَ} [يوسف ١١٠]
حتى الرسل... بلغ بهم البلاء مبلغا عظيما، دعوا الله، وتضرعوا، وناجوه، وطال الانتظار...
ثم، حين استحكمت حلقات الكرب، وانقطعت الأسباب، وتوجهت القلوب خالصة إلى الله...
نزل النصر.
كأن الله أراد أن تتجرّد القلوب من كل اعتماد، إلا عليه.
حينئذ... يأتي الفرج، ويأتي النصر، وتأتي النجاة.
فالله سبحانه يرعى عباده مما يضرهم، ويمنع عنهم من الشرور ما لا يعلمونه، ويدفع عنهم الأذى وإن لم يدركوه...
{إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّان كَفُورٍ} [الحج ٣٨]
لكن تدبيره لا يأتي بمنظورنا القاصر المحدود...
بل من عدله الواسع، وعلمه المحيط، ورحمته التي لا تنتهي.
فعلينا أن نطمئن...
وأن نثق بحكمته وإن جهلنا الحكمة،
ونوقن أن الابتلاءات ما هي إلا طريق من طرق العبودية، يربينا الله بها، ويهذبنا، ويقربنا، لنرتقي بها إليه.
ختاما،
ما من بلاء نمر به إلا وفي طياته رحمة خفية، يد إلهية تصوغنا وتربينا وتفتح لنا أبوابا من القرب والتجلي ما كنا لندركها في الرخاء.
قد نبكي من الألم، نضيق من شدة الابتلاء، تتساءل أرواحنا في العتمة: "لماذا؟"
لكن حين نرجع إلى القرآن، ونتأمل في حكمة العزيز الرحيم، ندرك أن البلاء ما هو إلا مِعراج للقلوب، ومحراب جديد للعبادة، وميدان لصناعة النفوس على عين الله.
فالله لا يبتلينا ليُهلكنا، بل ليُصلحنا، ليطهرنا، ليعدّنا لشيء أعظم لا نراه الآن…
وما دامت عينه ترعانا، وعنايته تحيط بنا، فلا خوف، ولا ضياع… فقط طمأنينة تسكن القلب مهما اشتد الألم.
فلنُسلم له الأمر، ولنرض بحكمه، ولنبق على يقين أنه وإن تأخر الفرج فهو آت لا محالة، أجمل مما كنا نتوقع.
جميل! بما أن المقال كان رحلة وجدانية وتأملية حول حكمة الله في الابتلاء وصناعته لعباده على عينه، فالتطبيقات العملية ينبغي أن تُترجم هذه المعاني العميقة إلى سلوكيات ملموسة، وتكون أدوات تساعدنا على الثبات واليقين في أوقات البلاء.
سوزان مصطفى بخيت
لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞