Telegram Web Link
تكررت خلال الأيام الماضية قصص لقادمين إلى أمريكا من حاملي البطاقة الخضراء أو الفيزا ممن تمت إعادتهم من المطارات بعد تفتيش ضباط الهجرة هواتفهم المحمولة ليجدوا صوراً داعمة لغزة في مجموعات وسائل التواصل أو مراسلاتهم مع الأصدقاء أو في الصور المحذوفة!

لن أتحدث عن نفاق "حرية التعبير" الذي صدّعوا رؤوسنا به حين كان الحديث عن "حرية" الإساءة للإسلام، لن أتحدّث عن آلاف المسلمين الأمريكيين الذين صوّتوا لترامب لأنهم صدّقوا وعوده بالسلام، لن أتحدّث عن نفاق حقوق وكرامة الإنسان وخصوصيته التي يتم دعسها بكلّ بساطة في سبيل عنجهية رجلٍ بات يقود الدولة التي تعتبر نفسها الفردوس الأرضي والقاضي الأخلاقي والسلوكي على كل دول العالم.. لن أدخل هذا كلّه..

لكن ما أريده هو أن ترى أيها المسلم حقيقة زيف أعدائك، وتنطلق من عزّتك بدينك في تعاملك مع نفسك وتربيتك لأولادك ونظرتك لمستقبلك..

ولذلك لنسأل..

في دولةٍ مثل أمريكا.. ما الذي يجعل ترامب مثلاً أمريكيّاً أكثر من الذي يتحوّل الآن من البطاقة الخضراء إلى حيازة الجواز الأمريكي؟ وبالتالي هذا الأبيض المتعجرف النصراني العنصري... لماذا يمثّل ما تعنيه قيم أمريكا أكثر من ذاك الذي قد أتي قبل بضع سنواتٍ من الهند ويعبد البقر ولا يتكلّم الانكليزية إلا بصعوبة؟


ترامب نفسه يناقض حوالي ٧٠٪ من مشاريع بايدن الذي سبقه، فأيهما يمثّل القيم الأمريكية؟ قيمة الحرية الفردية مثلاً كانت إلى ما قبل يومين من مقدسات الدولة الأمريكية!
فحين يقول الضابط في المطار أن هذا الذي يحمل البطاقة الخضراء يجب أن يعود إلى بلاده بسبب صورٍ على هاتفه، فكيف يستطيع في عقله حتى أن يقول أن هذه الصور فعلاً تناقض القيم الأمريكية؟!

ترامب ينحدر من أسرةٍ كانت في أصلها مهاجرين، وبالتالي فالذين يستطيعون الحكم بأن فلان يستحق الانتماء للأمة الأمريكية أو يوافق قيمها وفلان لا يستحق ذلك هم الهنود الحمر وحدهم! هم أصحاب الأرض الحقيقيين وهم الأقدم فيها!

الموضوع كلّه كذبة سخيفة يعلم الجميع أنها اختُرِعت للتو ولكنّهم يماشونها إما مرغمين وإما منتفعين! يماشونها متظاهرين بتصديقها، متظاهرين مع كثير من الأزياء التنكّريّة من الفصاحة أو ادعاء الخبرة السياسية أو الحنكة!

فكرة أن حيازة الصور الداعمة لغزة أمرٌ مضادٌ للقيم الأمريكية هي بهذه الهشاشة، لكنّها تظهر الآن في الإعلام، ويبررها السياسيون المتحكمون في أمريكا اليوم رغم سخافتها وبرودها، وهكذا يسير العالم!

ما يتحدث هو لغة القوة، وما يصل صوته هو القوة، القيم والشعارات هي مجرد بهارات تضاف فوق المصالح والأهداف، هي بهارات يتم وضعها فوق حراك الداروينية السياسية التي يريد الساسة ورؤوس الأموال والشياطين في أمريكا أو إسـ.رائيل أو أوروبا عبرها أن يأكلوا العالم أو يحولوه لمزرعتهم الصغيرة!

ولذلك فإنّ عليك أيها المسلم في كلّ مكان أن ترى حقيقة الإيمان وثباته وقوته وحاجة العالم له أكثر من أي وقتٍ مضى..
عليك أن تعتزّ بكلّ آيةٍ في كتابك وكلّ جزءٍ من هويّتك، هويّتك هذه يجب أن تبقى الثابتة، وعزّتك بها يجب ألا تتغيّر ولا تنحني أمام فتن الدنيا وظروفها وتغيّراتها.. وعليك أن تفهم زيف ما تنادي به الجاهليّة الغربيّة بكل أشكالها مهما بدت جذّابة أو جميلة أو محترمة، مهما بدوا متقبّلين لك يعطوتك الحقوق والاحترام والحرّية، إنهم يستخدمونك فقط، ويريدونك فارغاً فقط..
دار الأرقــم
[ليلة القدر خير من ألف شهر ] تنشيطا للهمم، واستعدادا لقيام أيام العشر المعظمة عند اللهﷻ وعند رسوله الكريم ﷺ يسر دار الأرقم دعوتكن لحضور المجلس الإيماني: ليلة العمر تقدمه الداعية: تسنيم راجح رابط المجموعة للنساء فقط https://www.tg-me.com/+VWzArQ_S0QllNTQ8 ___ دار…
دونكم تسجيل جلسة “ليلة العمر” التي تحدثنا فيها عن فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر، وأهم ما يعين على اغتنامها والنشاط للعبادة فيها:
https://www.youtube.com/watch?v=OcukuoB-RbI&t=4119s



المحتوى:
00:00 استهلال للجلسة وتلاوة من القرآن
1:45 مقدمات
3:45 سرد المحاور
5:10 فضل ليلة القدر والعشر الأواخر
21:03 أخطاء شائعة في التعامل مع هذه المواسم
51:58 نصائح ووصايا لاغتنام هذه الأيام والليالي
1:12:41 للاستزادة
1:13:41 أسئلة الحضور وخاتمة
اللهم غزة وإخواننا في غزة..
اللهم ثبتهم وتقبل منهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم انصرهم على عدوّهم ومن والاه ومن تواطأ عليهم ومن خذلهم، اللهم عوّضهم خيراً في الدنيا والآخرة وزدهم إيماناً وقوّةً وعزّة..
اللهم تقبّل شهيدهم وصبّرهم وارفع درجاتهم وأعنهم..

اللهم عليك بالمجرمين فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك..

تذكّروا تخصيص جزء من دعائكم ووقتاً منه في جوف الليل وقبل المغرب وعند الإفطار للدعاء لأهلنا في غزّة وللمستضعفين من المؤمنين في كلّ مكان..
Forwarded from د. ليلى حمدان
تهنئة خاصة جدا .. لأهل غزة الأعزة.

تقبل الله صيامكم وقيامكم وصبركم واحتسابكم لكل فجيعة وقهر، لكل فقد وألم وكسر، لكل شعور عزة يعتصر في القلب! والأجر على قدر المشقة.

فشتان بين من يظهر شعائر الله في دعة وأمن وبين من يظهرها بين ركام الهدم وجنازات الشهداء وتحت قصوفات الطغيان والحقد الأنكى.

تقبل الله منكم كل لحظة خوف وتوجس يحفها الإيمان بالله تعالى واليقين بأن الأمر كله بيده جل جلاله.

عيدكم عيد مخضّب بالدماء والخذلان، عيد اجتمع فيه المغضوب عليهم والضالين وطغاة الأرض وأذنابهم لقتلكم والشماتة بمقتلكم، ولكن!

العبرة بالخواتيم وشرف الخواتيم.

عند الله لا يضيع ثبات المسلم ولا يهون!
عند الله تمام الجبر والعوض والسعادة.

وكل ما أصابكم بالاحتساب رفعة تُفدى وترتجى.

كبّروا بعزة، وأظهروا شعائر الدين بإباء. فما دمتم المسلمين لله الواحد الأحد، لم يفتكم شيء من هذه الدنيا الدنية!

ووالله إن الحجر والشجر والسماء والأرض لتشهدن الانتقام الأوفى من القتلة الكفار الفجرة.

فصبر جميل وإنا غدا لناظره لقريب.

كل عام وأنتم إلى الله أقرب وأخلص وأحب، كل عام وأنتم في حلوق الكافرين شوكا وعلقما وعقبة لا تنهزم.

أتم الله عليكم عيد الفطر بالقبول والمغفرة والرضوان واليسر والمنح والجبر والرضوان والمحبة.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
تقبل الله منا ومنكم الطاعات وغفر الزلات وله الحمد على ما وفقنا له وعلى ما بلّغنا وأوصلنا إليه من العيد بعد موسم العمل في رمضان..اللهم لك الحمد..

العيد فرح، ومن تعظيم شعائر الله فيه أن نفرح بما وفقنا الله له من طاعته وعبادته وما أعظمها من منّة، ومن تعظيمها كذلك أن نجتهد فيه لإدخال السرور على غيرنا من الصغار والكبار والأهل والأرحام والأبناء بحسب ما نستطيعه، نجتهد فعلاً لننشر السرور والبشر ونبتسم ونحمد الله ونكبّره..

ونحن كذلك نشعر بحال إخواننا ولا ننفصل عن أمتنا، جرح غزّة ينزف في جسد الأمّة حتى أثناء العيد، جرحها عميق وملتهب لم يتخدّر ولم ننسه.. بل هو منا ونحن منه لا نغفل عنه..

اللهم أعده على أمتنا بالعزة والتمكين والتمسّك بالدين، اللهم أعده على أهلنا في غزة بالفرج والعوض والنصر والثبات والإيمان والعافية في الدين والدنيا والآخرة..
الطعام الذي كان حراماً في هذا الوقت أمس صار حلالاً فيه اليوم، بل محرّمٌ أن تصوم اليوم حين كان واجباً أمس!
من السنّة أن تتناول شيئاً قبل صلاة العيد لتذكّر نفسك أنها لن تصوم اليوم!
مطلوبٌ منك اليوم أن تظهر الفرح بعدما كان مطلوباً منك أمس أن تجتهد وتترك الراحة ما أمكن، مطلوبٌ منك اليوم أن تكبّر الله وتحمده على ما رزقك من الطاعة وما أوصلك له من العيد!

ما أجمل أننا عبادٌ لله..فالعيد فرحة، لكن المسلم في وسط الفرحة يتذكّر أنها لله وفي سبيله، أنّه فيها عبدٌ لربّه سبحانه، فرحه لله وعبادته لله واجتهاده لله..
نحن نحبّ العيد فعلاً، لكننا نعلم أنه من شعائر الله ونؤجر على هذه الفرحة وعلى إدخالها لقلوب غيرنا، فلله الحمد على هذا الدين العظيم الكامل الذي يحررنا من كلّ شيء سوى عبوديتنا لمولانا، له الحمد لأننا عباده..

اسعوا في إدخال السرور على قلوب الصغار والكبار في هذه الأيام، وزّعوا على الصغار أي هدايا بسيطة أو حلويّات، ومعها أو دونها احرصوا على الكلمات الطيبة والابتسامات والصبر والتغافل والعفو وغض البصر عن الأخطاء والعيوب..

اجعلوه يوماً مميزاً سمته الإحسان واللطف والكرم والبشر، يومٌ من العطاء واستشعار الجائزة بعد العمل، يومٌ يعتزّ به الأبناء ويرون فيه جمال دينهم والشوق للمزيد من مواسم الخير ورضا ربّهم وكرمه وعطاياه..
اللهم اعف عن تقصيرنا بحق إخواننا، اللهم أعنّا على نصرتهم وأخرج منا جيلاً يحيي عزة الأمة وقوتها وهويتها لترفع عنا الخذلان والهوان..

اللهم انصرهم وثبّتهم وعوّضهم وتقبل منهم..

اللهم أنت مولانا ومولاهم وأنت حسبنا ونعم الوكيل..
يارب اشتد البلاء على إخواننا وعلينا بقهر الضعف والعجز الذي يعلونا ولا ملجأ إلا إليك..

وليتنا ننصركم يا إخواننا بنفوسنا ومالنا وجهدنا وكل ما نملك..
Forwarded from د. إياد قنيبي
"إذا نشرتُ مديحاً لرجل أو امرأة لموقفه/موقفها الشجاع في نصرة غزة ثم تبين أن هذا الشخص إنما ينطلق من مركزية الإنسان وتقديس قيمة "الحرية" حتى لو كانت في معصية الله، ويدافع عن الجندرة و"حقوق" المتحولين وما إلى ذلك، فماذا أفعل؟".
سؤال وردني قريب منه. والجواب: احذف مديحك.
- "طيب ألا أبين اني تراجعت عن مدحه/مدحها وأبين السبب؟"
- بحسب الحالة:
1. إذا لم يكن هذا الذي علمتَه عنه قد انتشر واشتهر فالأفضل، والله أعلم، أن تكتفي بالحذف ولا تقول شيئاً، حتى لا تفتح باباً لجدال يشتت الجهد. فستجد من ينكر أن هذا الشخص "الشجاع" ينطلق من هذه المنطلقات الفاسدة، ويشكك في نسبتها إليه، ويقول لعله تاب عنها..إلخ. وقد تكون بعض هذه التشكيكات حقاً. فلا تدخل معركة يخالطها الشك مع جمهور لديه عاطفة جامحة.
2. أما إذا انتشر واشتهر عن صاحب أو صاحبة الموقف هذه المنطلقات الفاسدة، وانتشر معها دفاعٌ عن هذه المنطلقات، أو إصرار على تمجيده وجعلِه أيقونة على الرغم من هذا الفساد، وإعطاؤه صك غفران "القضية الفلسطينية، فحينئذ لا بد من التبيين، وتذكير الناس بأنه (إنما الأعمال بالنيات)، وأن الدعوة إلى الحرية المطلقة وإن خالفت دين الله تعالى ليست ذنباً "عادياً" وإنما رفضٌ لمرجعية الشريعة. فإن غضب منك البعض بعد ذلك فليبلطوا البحر! فأمتنا ليست بحاجة إلى مزيد من الضياع واتخاذ القدوات المنحرفة وتهوين شأن مرجعية الشريعة في النفوس! ولا كرامة لنا ولا عزة دنيا ولا آخرة إذا بقينا على هذا الحال.
والله المستعان.
قبل أيامٍ اضطررنا للذهاب للإسعاف لجرحٍ أصاب ابنتي ذات الخمس سنوات، في المشفى دخلنا غرفةً معقّمةً ومرتّبةً ورأينا الطبيبة التي عاينت الجرح وطمأنت ابنتي ومازحتها وأتت بضماد ومعقمات ومستحضراتٍ خاصةٍ لإغلاق الجرح وحمايته.. وبعد قليل كان الجرح الذي بدا منه العظم قبل قليلٍ مغلقاً بحمد الله وكنّا جاهزين للخروج بفضل الله ولطفه..
الحمد لله لأن جرح ابنتي لم يكن خطيراً والحمدلله لأننا خرجنا من هناك بخير.. لكنّ فكري كان يسافر بين غرفة المشفى وبين مكانٍ آخر..

ابنتي ليست أغلى من بنات وصبيان غزة، أبناء غزة أبناؤنا، أهلها أهلنا، وألمهم ألمنا وهم منا ونحن منهم، لا نستطيع أن نهنأ ونستمرّ ونعيش أو نصمت ونحن نراهم يحرمون لاصق الجرح ومسكن الآلام ومضاد الالتهاب والمعقم والضماد وغيرها..
الجرح الصغير الذي يمكن أن يتعافى بعون الله يتحول في وسط الحصار والحرب والخوف والعجلة إلى التهاب مميتٍ وندبةٍ كبيرة وحمّى ومعاناة طويلة، ألم الآباء على أبنائهم وبناتهم هناك ليس هيّناً وحرقتهم وهم يشعرون بالعجز عن إعانتهم ليس بسيطاً..

وليس أقل من أن تشعر بأن هذا كلّه يصيبهم بضعف أمتنا وبعدها عن حقيقة دينها والتربية عليه، وبتخاذل المتخاذلين والمنافقين وتآمر المتآمرين المنتسبين لنا عليهم، وليس أقل من أن ننصرهم بكلّ ما نستطيعه فعلاً بالكلمة والدعاء والتذكير والمال والتوعية والمقاطعة والدعوة لها، وبإيصال صوتهم وإحياء قضيّتهم كلّ يومٍ في قلوب الأبناء والأهل وكلّ من نستطيع التأثير فيه..

إذا أكلت تذكّر أنهم بالكاد يأكلون، إن تناولت دواءً تذكّر أنهم يمرضون ولا يجدون الدواء، إن نمت دافئاً تذكّر أنهم ينامون في الخيام وقد يصيبهم مطرٌ أو حرٌّ أو بردٌ أو غيره..
ألمهم لا يصير عاديّاً لأن الوقت يمرّ عليه، ولن نسمح لنفوسنا باعتياده ولا النوم عنه..

اللهم انصرهم وأعنّا على نصرتهم، اللهم ارزقنا التزام دينك لتنصرنا وننصر إخواننا، واجعلنا وأبناءنا ممن يعيد لهذه الأمة عزّها ووحدتها ويحررها من غفلتها..
من أكثر ما أثر بي في كلام الأخت ابتهال أبو السعد عن قرارها الوقوف في وجه مايكروسوف والمخاطرة بمهنتها كان حديثها عن تلك المقارنة التي كانت تجري باستمرار في قلبها.. بين خوفين:

خوف فقدان الدنيا (المهنة، الفيزا في أمريكا، المنصب، البرستيج..)، وخوف الوقوف بين يدي الله سبحانه وقد صمتت عن الحق واستمرت بالعمل في شركة تساهم بقتل إخوانها!
قالت أن خوفها على الدنيا لم يواز شيئاً أمام ذاك الخوف من موقفها بين يدي ربها، وأنها استطاعت بفضل الذكر والدعاء أن تصل لتلك الشجاعة والجرأة لتخاطر بالدنيا مع علمها بما سيصيبها فيها، مقابل كلمةٍ تفضح المجرمين ولو بشكلٍ رمزي..

وجزاها الله خيراً كم نحتاج لإحياء هذه المقارنة كل يومٍ وفي كلّ قرار.. خصوصاً حين تتضح لنا المصلحة وتبدو خسارتنا الفرديّة المباشرة كبيرة..

ما الذي تخاف عليه في دنياك؟ ما الذي تخشى فقدانه؟ ما قيمته أمام عظم الموقف أمام ربك سبحانه يوم القيامة؟ الدنيا كلّها ستمضي، العطاء والمنع فيها سيمر، والبشر مهما بدوا أقوياء متمكنين لن يملكوا أكثر من أن يحرموك شيئاً من دنياهم.. لن يبلغوا شيئاً ولن يضروك فعلاً، اللهم إلا أذىً قليلاً! قليلاً مهما كان.. لكن ثم ماذا؟

أنت مقبلٌ على ما يستحق التضحية والعمل والبذل، أنت تخاطر بالقليل مقابل الكثير الكثير العظيم، تذكّر ذاك الموقف، تذكّره حين تقصّر أو تجبن أو تمتنع عن كلمةٍ حقٍ أو نصرة مظلومٍ أو نصيحةٍ (فيها الخير والحكمة) خوفاً على منصبك أو “برستيجك” أو من ذم الناس أو أذاهم..

هناك من سيقول أن المخاطرة أو التضحية التي من هذا النوع غير منطقية أو غير حكيمة، هؤلاء أنفسهم سيرون قوة وجرأة سحرة فرعون "تهوراً" إذ قالوا { قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، وكانت قمّة الحكمة والقوة، نفسهم سيرون تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام "إهلاكاً لنفسه" إذ كانت النتيجة أن بنى له قومه بنياناً ليلقوه في الجحيم..

لكن المعادلة أكبر من الدنيا وخساراتها الصغيرة، المعادلة حقٌ ينبغي أن يظهر، بذلٌ وتضحيةٌ مطلوبةٌ ينبغي أن توحّدنا كأمةٍ وتحيا فينا، ليقوم كلٌّ منا بما عليه وينصر الحق بما يستطيعه ويقدّم ولو كانت النتيجة غير مؤكدةٍ أو صغيرة أو بعيدة، طالما أنه اجتهد ليعمل بما يرضي الله فعلاً وأخذ بالأسباب ليقوم بالأفضل..

(تنويه: لن أدخل في أي موضوع آخر متعلّقٍ بالأخت، جزاها الله خيراً على موقفها هذا وثبّتها وأسأل الله أن يتقبله منها ويجعله وأثره خيراً لها وللأمة وفي ميزان حسناتها)
كم عدد من يتخرجون من كليات علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات وما يتعلق بها من المسلمين كل عام؟
كم عدد من يتقنون البرمجة ويعملون في مهنها من أمتنا؟
آلاف؟ عشرات الآلاف؟ مئات الآلاف؟

فلماذا لا يتوجه عمومهم إلا للعمل في الغرب أو في الشركات الأجنبية أو الشركات الكبرى أو المهن الفردية الخدمية؟ لماذا لا يتوجه المبرمجون المسلمون لصياغة أنظمة تستبدل "مايكروزفت" وApple وغيرها من الشركات التي يتحكم بها ويحركها أعداء الأمة ومن لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة!
نريد أن نقول للناس: قاطعوا مايكروزفت وانصروا أختكم التي وقفت في وجههم وانصروا إخوانكم في غزة، اتركوا كلّ منتجاتها فوراً، لكن من يقدم المحاضرات ومن يمارس الدعوة عبر الأثير ومن يكتب المقالات والكتب ومن يصمم ويعدّل وينسق يحتاجون تلك الأنظمة! نريد أن ندعو للمقاطعة الكاملة لهذه الشركات، لكنّ واجبنا أن نعمل على إيجاد البديل ولو بخطوات تأخذ وقتاً ولن تكتمل فوراً، لكننا لن نتحرر ولن ننصر إخواننا فعلاً ما لم يكن عندنا الخيار!

لذلك إن كنت مختصاً في هذا فاعلم أن من نصرتك لإخوانك أن تجتمع مع مجموعة من المتخصصين وتخصصوا من وقتكم لبدء صناعة البدائل، لبدء صياغة مشروع يخطط لتحرير الأمة من هذه السلطة الغربية يوماً، إن كنتِ أماً أو أباً أو مربين فوجهوا أبناءكم لأن الهدف من عملهم ودراستهم ليس جمع المال ولا الأمان الوظيفي ولا شراء البيت ولا السيارة ولا أخذ الراتب وفقط! عليهم أن ينظروا في حاجة أمتهم فعلاً ويعملوا على سدّها بعلمهم، عليهم أن يتخذوا علمهم وسيلة لنصرة الأمة بما تحتاج، لتكن عندهم وظيفةٌ يدفعون منها الفواتير ويشترون بها الحاجيات، هذا طبيعي، لكنّه ليس هدفهم ولا ٨٠٪ من نشاطهم ووقتهم وطاقتهم.. وهذا من أهم ما نحتاج الاستيقاظ له وفهمه والعمل بحسبه اليوم..
مجرّد رؤية المخنثين والقذرين = عقوبة وفتنة! فلماذا ننشر صورهم؟!

لعل دعاء أم العابد عليه و الذي ورد في الحديث الصحيح: "اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات" (وهو دعاء أم جُرَيح العابد عليه حين نادته ثلاثاً وهو في صلاته فلم يجبها) لعلّه قد مرّ على أغلبنا، ولكنّه يحتاج وقفة وتأمّلاً، فمجرد النظر في أشكال الفجرة والمومسات المعروفات بهذه الفاحشة أو المتزيّنات لها أو المعتادات عليها هو عقوبةٌ وفتنة ومما يعرّض المرء للاعتياد على هذا أو التطبيع معه، مجرّد النظر هو بابٌ لمرض القلب وتعرّفه على هذه القذارات!

ويقاس على المومسات المذكورات من يعرف في شكله محاربة الفطرة أو التخنّث أو الفاحشة، ومنهم الذَّكَر المشهور الذي انتشرت صورته يلبس ثياب الفاجرات على أحد المسارح! وغيرهم ممن يبدو في وجوههم وأشكالهم التخنث والفجور بأبشع الطرق!

فرؤية هؤلاء المجرمين المحاربين لشرع الله ممرضٌة فعلاً، مؤلمة لقلب المؤمن، مزعجةٌ له لا يتقبلها، ونشرها بين المتدينين والملتزمين الذين لا يحتاجون رؤيتها لينكروا هذه المنكرات هو أمرٌ لا نحتاجه يبدأ بنا الاعتياد عليها وتقبّلها ونحن لا نشعر، بل ويخرّب عقول الغافلين عنها نحو معرفتها وتقليل استقذارها فعلاً..

وإن كنت سابقاً أتهاون في نشر بعضها للتحذير وإنكار المنكر فإنني وجدت نشرها يحتاج التوقف ووجدت الضرر فيها أكثر من النفع، ووجدت الإنكار ممكناً بالحديث عنها مع إخفاء الجزء المستقذر منها أو تشويشه من الصور لنحافظ على التقزز من هذه المشاهد ولنكون جزءاً من حماية فطرتنا وفطرة من يتأثر بنا، وليبقى الأساس عندنا هو النفور الكبير الواضح من هذه الصور وعدم القدرة على النظر فيها أبداً!
والله أعلم..
"المحكمة البريطانية العليا تقضي اليوم الأربعاء بأن المرأة هي تلك التي تولد امرأة!"

هذا هو الخبر فعلاً، وهو نتيجة قضية قانونية استمرت سنوات في حربٍ بين مجموعات محاربي الفطرة مع مجموعاتٍ حقوقية تطالب بحصر حقوق النساء المحمية قانونياً بالنساء الحقيقيات!

لن أدخل في كثيرٍ من التفاصيل.. لكن لنتأمل إلى أين قد يصل الإنسان الذي يقرر تأليه نفسه عبر تقرير أن هواه يجب أن يكون حقاً، أن ما يريده ويجمع الأصوات أو الموافقات عليه ينبغي أن يحصل، أن حقوقه هي ما يريده، وأنّه يستطيع التمرّد حتى على جسده وخلقته!
الإنسان الذي ينكر العقل الذي يفرض عليه أن عبدٌ ضعيفٌ محدودٌ لا بدّ له من خالقٍ وربٍّ ومالك، كيف يصل به تناقضه إلى إنكار ما تراه عينه والمناقشة في أبسط البدهيّات التي يستحي من الخوض فيها الحمقى والبلهاء!

محكمةٌ وساعاتٌ وقضاةٌ ومحامون وممثلون ومتحدّثون وأخبارٌ رسميّةٌ وسنواتٌ من الحروب القانونية.. ليستنتجوا نهايةً أن المرأة هي المرأة!

الإنسان ضائعٌ تائه إن لم يعرف من هو وإن لم يبن فكره ونظرته وحياته على أرضيّة أنه عبدٌ لربه، ممتحنٌ في هذه الحياة ومحدودٌ في جسده وعالمه وقدراته وسنن ربه.. مهما بدا هذا الإنسان مقتدراً ومتحكماً ومسيطراً، انظر إلى ضعفه وسفهه حين ينكر حقيقته، انظر إلى هشاشة أقواله وأفكاره، وانظر لمعنى أن الوحي يخرج الناس من الظلمات إلى النور فعلاً في كلّ حياتهم..
برنامج تربوي قيّم للأبناء، يقدّم أونلاين تماماً ويقوم عليه إخوة فضلاء فيما نحسبهم ⬇️
بدأ التسجيل بفضل الله في الدفعة الثانية من برنامج #قدوة


وهو برنامج مخصص لليافعين ذكوراً وإناثاً مُقدم عن بُعد وبأوقات متعددة ليناسب أكبر عدد من الطلاب ☺️☺️


يهدف البرنامج لتعريف الطلاب بقدوات إسلامية متميزة ليكونوا عوناً في الثبات على طريق الله 🤲🏻


للتسجيل يرجى تعبئة النموذج الآتي :

https://forms.gle/Qudua

#جديد_الأكاديمية
#أكاديمية_ودق
#قدوة
#مقاعد_محدودة
عن حالة اليأس التي تصيب كثيراً من متابعي الأخبار اليوم..

طبيعي ومطلوب أن تتابع الأخبار وأن تهتم بأمر المسلمين وأن تتألم لما يصيب إخوانك..

لكن!!

الحذر الحذر من أن يسيطر اليأس على قلبك، الحذر من تتحول من الألم المحرّك الدافع إلى العمل إلى اليأس المقعد عن أي حراك، إلى الشعور بأن كلّ شيءٍ بلا فائدة، إلى فقدان الأمل من التغيير، إلى استعظام الابتلاء حدّ الاستسلام والرغبة بالتوقف عن العمل والركون للتفاهة وتضييع الوقت والغفلة التي تسكت العقل وتأتي له ببعض الراحة الآنية اللحظية لينسى الألم ويغمض عينيه عن الواقع والحاجة للتحرك والبذل والعطاء والعمل والتضحية..

الحذر من أن ترى البلاء أعظم من أن يؤثر به أي عملٍ تقوم به!

الحذر من أن ترى التزامك الفردي وعملك التربوي وثباتك على ثغرك في بعدك عن الحرام وتربية أولادك وحسن عشرتك لزوجك وبرك بوالديك ورفضك للرشوة وزهدك بالدنيا وحفظك للقرآن ودعوتك لغيرك وإنكارك للمنكر وأمرك بالمعروف ودعائك وسعيك ونصرتك لإخوانك ..
الحذر من أن ترى كل هذا بلا فائدة ولن يؤثر ولن يغير شيئاً، الحطر من أن تجده أقل وأصغر من أن تبذله والأمة تمر بما تمرّ به والحال بالسوء الذي هو عليه!

الشيطان سيقنعك بأن الحال سيءٌ جداً، فلماذا تعمل؟ الأمة في ضعفٍ شديد، فلماذا تسمع محاضرة؟ المسلمين يقتلون في غزّة ونحن لا نستطيع نصرتهم فما فائدة أن تربي أولادك أو تبتسم لهم أو تجلس معهم لتفسير القرآن أو تحيي في قلوبهم الانتماء للأمة؟

والنصيحة..

قلل قدر الإمكان من متابعة الأخبار، اعرف ما يجري ولكن بالحد الأدنى الذي يحيي عزيمتك ولا يدمّرها، اجتنب مشاهدة الصور المؤلمة ما أمكن، وتوجّه دوماً للعمل بدل مجرّد لوم النفس وإشعارها بالتقصير والقلّة مهما فعلت، حوّل الألم لأي عمل سواء في النصح أو الدعاء أو التوعية أو التربية أو التصدّق أؤ فضح المتخاذلين أو منعهم، اثبت على ثغرك كما يرضي الله فعلاً، تعلّم عن كيفية سدّ هذا الثغر كما يحب ربّك منك، واستمر بالدعوة لله حيث أنت لتكون سبباً في إمكانية نصرة إخواننا بكلّ ما نستطيعه ولو بعد أجيال، ادعُ لتحكيم الشريعة وكن سبباً في ذلك، اعمل على التزام أمر الله وأمر بالمعروف وانه عن المنكر في مكانك..

فكلّ هذا هو العمل المؤثر المغيّر للواقع والذي تستطيعه ويمكنك من خلاله أن تنصر أمتك وتكون من أسباب قوّتها وتغيير حالها بإذن الله..
رأيت فيما يرى النائم في نومه أني أكلّم صديقةً من غزة مكالمة فيديو، كانت تتجول في الشوارع، تريني الخراب وكان يصلني صوت الضرب والقصف حولها، وأنا أحاول التخفيف عنها ومحادثتها بأي شيء آخر، حتى وصلت إلى بيتها، كان خراباً تماماً، فبدأت أصبّرها، لكنها قالت: انتظري، انتظري! ليس هذا بيتنا الحقيقي!
ونَزَلت درجات لتحت البيت، ليظهر بيتٌ آخر، نظيفٌ مريحٌ تنبت الورود في زوايا فنائه ويدخله ضوء الشمس من سقفٍ مفرغٍ لم يحطمه القصف فوقه، قالت: هذا بيتنا الحقيقي، هنا لا يصلون إلينا..

واستيقظت وأنا أتمنى زيارة ذاك البيت وشمّ عبير وروده البنفسجية..

وأوّلته بأنّه تذكيرٌ بأن هذا الذي نراه مهدّماً في الأخبار وتصله أيدي المجرمين ليس دارهم الحقيقية، وأن تلك ليست الانتصارات ولا الهزائم التي ستستمر، بأن المتخاذلين هم السجناء المساكين لا الصابرين المحتسبين الذين يفلحون حين يصبرون ومنهم من يجد جنته في صدره رغم البلاء، وسيعوّضهم الله سبحانه جناناً في حياتهم الحقيقية بدل ما اغتصبه منهم المجرمون..

لا تظنّ أبداً أن الله يترك من يصبر لوجهه أو يتخلّى عن أوليائه، لا تظنّ أبداً أن ربّنا غافلٌ عما يفعله الظالمون أو تاركهم، لا تظنّ أبداً أن من يموت اليوم أو يفقد بيتاً أو حبيباً هو الخاسر.. لا تظنّ أبداً أن تمكّن المجرمين اليوم علامة أي شيءٍ ولا تنهزم، إنه اختبار، فتنة مؤقتةٌ لنا ولهم، والناجح هو من يصبر هناك أو يعمل ما يستطيعه للنصرة والدفع عن إخوانه بكلّ ما عنده هنا..

تذكّرت كلام صديقةٍ كانت بين من حاصرهم النظام السوري البائد في ريف دمشق لشهورٍ طويلة في أقبية الأبنية المهدّمة، قالت أنها كانت تشعر بأنهم هناك في الجنّة، بأن الدنيا لا تساوي شيئاً، وبأن الله ينقّيهم من خطاياهم ويعلّمهم حقيقة الدنيا ويعتني بهم هم خاصّةً وبختارهم ليكونوا من أهل الجهاد ونصرة الحق في هذا الزمان، وبأنه سبحانه يهيّئهم حتى يلقوه وقد استعدوا لتلك اللحظة.. سبحان الله..


أعوذ بالله أن يكون هذا تهويناً من معاناة إخوانا أو بمعنى أنّهم لا يحتاجون منّا كلّ نصرةٍ ممكنة بالمال والدعاء والدعوة والعمل والتوعية وفضح المتخاذلين ومقاطعة المتآمرين والثبات على ثغورنا والدعوة لتحكيم الشريعة وإحياء الانتماء للأمة والاعتزاز بها وتحريرها، ولكنّها دعوةٌ لإحسان الظن بربّنا سبحانه أولاً، وتذكيرٌ بأن الصابرين الثابتين ومن نصرهم وثبت على نصرتهم رغم الأذى أو الخسائر الدنيوية هم بلا شكٍّ الفائزون على عدوّهم مهما بدت النتيجة الآن..
هناك خلاف بين العلماء منذ عصر الصحابة إلى اليوم على فرضية النقاب.. صحيح..
لكن!! علماء الأمة مجمعون على استحباب النقاب، فكل من قال بأنه غير واجب قال بأنه مستحب، بل وقالوا بأنه الأفضل، وبأنه من شرائع الإسلام التي ينبغي المحافظة عليها، وبأن المرأة كلما تسترت أكثر كلما كان ذلك أعلى منزلة لها.. كيف لا وهو مما يشبهها بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة!

وكونه من شرائع الإسلام يعني أن ازدراءه أو كراهيته(لا قدر الله) خطرٌ على عقيدة كلّ من يقول به أو يعبّر عنه بالنظرة أو الكلمة أو الغمز أو اللمز! (أقول خطرا على العقيدة لئلا أقول كلاماً أكبر، واعتباراً لأن القائل قد يعذر بالجهل)!

ورغم وجود الخلاف بين العلماء إلا أحداً منهم لم يصف النقاب بأنه تشدد أو تنطع أو مبالغةٌ مذمومة! لم يصف أحدٌ من المعتبرين النقاب بأنه عادةٌ ولا بأنه بدعة! بل حتى الإمام الألباني الذي اشتهر عنه القول بعدم وجوب النقاب قال بأنه الأفضل وبأن زوجته وبناته يسترن وجوههن!

بل إن وجود المنقّبات في المجتمع هو حفظٌ لهذه الشعيرة الأصيلة من الانقراض، وهو حفظٌ لسمت المسلمات أمام الغزو العلماني ومد الفكر الغربي، وهو عزةٌ للمسلمين وقوةٌ وتعبير عن ثبات المرأة المسلمة وعدم اكتراثها بتيارات الحداثة والاستهلاكية التي تريد تحويلها لمستهلكة مستنسخة عن غيرها تلبس الموضة ولا هوية ثابتة لها ولا فكر تزرعه في أولادها أو تتميز به!

جزى الله المنقّبات عنّا خيراً وثبّتهنّ وأعانهنّ وزادهنّ قوّةً وعزّة وجعلهنّ الله شوكة وغيظاً أكبر وأقسى في حلوق أعداء الدين أينما كانوا، ورزق هذا الخير والفضل كلّ بنات المسلمات..
ينبغي التمييز بين النقاش على فرضية النقاب، وبين الحديث عن النقاب وكأنه جزءٌ "مخزٍ" يراد التبرؤ منه أو الاعتذار عنه أو تبريره من ديننا (أو مما يسمّيه البعض "الموروث الديني"!)، كأنه شيءٌ يحجب المرأة عن "المشاركة الفعالة في المجتمع"، أو "يعيدها للوراء"، أو "يظلمها"، أو أو أو أو!

فالحقيقة والواقع هي أن النقاب هو من أكبر وأوضح صور رفض العلمانية والحداثة والتغريب، هو من أوضح وأعمق صور عدم اكتراث المرأة (التي يستهدفها أعداء الدين) بكلّ دنياهم وتسليعهم لها وغزوهم لفكرها واستضعافهم لها تحت مسمّى تمكينها أو تحريرها!

النقاب بكلّ تأكيد عدوٌّ أصيل للعلمنة والنسويّة والحداثة، عدوٌّ لمستمرٌّ لحركات استعباد النساء وتشييئهن! إنه أكبر علامة لفشل الإعلام الذي يستمرّ بغزو مجتمعاتنا منذ عقودٍ بصور النساء ذوات الفساتين الرقيقة القصيرة وهنّ يركبن بها الباصات أو يذهبن بها للجامعات، بصور النساء وهن يتمشّين بالطقم الرسمي ذي التنورة القصيرة الضيقة والكعب العالي في الشركات الواسعة..

النقاب رمزٌ للإسلام الذي لا يتغيّر بحسب الموضات والدارج وبحسب الهوى والشهوة، ولذلك ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يدافع عنه ويحميه ويحافظ عليه في مجتمعه...
توفّي إعلاميٌّ مشهورٌ شابٌ.. وفاته غير متوقّعة باعتبار عمره وصحته ونشاطه..

دخلت صفحته المملوءة بلقاءات الفنانين والمغنّين والمغنّيات ومديحهم والتقاط الصور معهم وتتبعهم في الحفلات والتسابق لنيل أخبارهم وقصصهم..

وسبحان الله..

ينسى الإنسان أن كلّ شيءٍ محسوبٌ ومكتوب عليه حتى يكتب كلّ شيءٍ على نفسه بنفسه.. هذه الصفحات التي على وسائل التواصل.. سجلٌّ لكلّ إنسان.. هذا ما يبقى حين تنتهي الحكاية فجأة ويُغلق الكتاب ولا يفتح إلى أن تأخذه بيمينك أو بشمالك..

صحيح أن وسائل التواصل لا تحكي كلّ شيءٍ عن المرء، لكنّها تحتوي ما يختار أن يشاركه ويتركه وراءه على الأقل..

كم هي قصيرة هذه الدنيا وكم هي رخيصة ليضيع الإنسان نفسه في سبيلها.. زخرفها وأضواؤها وشهرتها..
وكم آسف على حال الذين يموتون ويتركون الشاهد على ضلالهم أو فسقهم أو نشرهم لذلك في كلّ مكان..

يخبرنا ربّنا عن أناسٍ يأتون يوم القيامة وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يفعلون، فكيف بمن يشهدون الملايين على ماكانوا يصنعون؟ كيف بمن يموتون ويتركون السيئات الجاريات وراءهم تستمر بجمع الشهود على ضلالهم والمتأثرين بهم والعياذ بالله..

كفى بالموت واعظاً كما كان يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
كفى بالموت موقظاً لكلٍّ منا..

الموت لا يعرف عمراً ولا سبباً، الموت لا ينحصر بمرضٍ ولا بمكان ولا بتوقّع..
فماذا ستترك وراءك؟ ما النهاية التي ترضاها لنفسك؟ على ماذا أشهدت الأرض والحجر والشجر والبشر في حياتك؟ ما الذي عُرِفتَ به؟ ما الذي اخترته هويّةً لنفسك؟

اختر ما تحبّ أن تلقى به الله الآن.. فلا وقت للتأجيل..
2025/10/27 13:54:22
Back to Top
HTML Embed Code: