"مَا مَرَّ ذِكرك يَا مَن ذِكره عَبَقُ
إلَّا سَمَتْ نحوك الأَرْوَاحُ تَسْتَبِقُ

إنْ نَخْتَلِفْ لُغةً شَكْلاً وَمُعتقداً
فَفِي الصَّلاةِ عَلَيكَ اليَومَ نتفقُ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَىٰ خَيرِ البَرِيَّةِ مَا
دَعَتْ قُلُوبٌ بِغَير ِاللهِ لا تَثِقُ!"

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد ♥️

••
الصلاة على النبي ﷺ وثمرتها
قال العلّامة عبدالحميد بن باديس رحمه الله:

الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من أصول الأذكار في الإسلام ومن أعظمها.

فإن الله تعالى أمر بها المؤمنين على أبلغ أسلوب في التأكيد، وأكمل وجه في الترغيب، وجعلها من الأذكار اليومية المتكررة في الصلوات.

وهي: ذكر لساني: بتلاوة لفظها، وقلبي: بتدبر معانيها، ومثمرة لرسوخ الإيمان، وشدة المحبة وتمام التعظيم له صلى الله عليه وآله وسلم المثمرين لاتباعه، المحصل لمحبة الله عبده، وتلك غاية سعادة المخلوق ونهاية كماله.

📕 آثار ابن باديس : ٣٧٥/٤
••

••
يتطلع الإنسان في هذه الحياة إلى أن يستقر باله وتهدأ نفسه، وأن يعثر بين أنقاض الأيام على ملاذ يأوي إليه ويجد فيه السكينة والأمان، فعندما تستتب الطمأنينة في قلبه، يظهر منه ما هو جميل ومتقن.

وإن كان مطمئنًا، فإنه يعطيك أكثر مما تتمنى، لذا إذا أحب أحدكم شخصًا، فليمنحه السلام بكلماته وليداوي جراحه بأفعاله.
••

••
أجيبك على منوال ابن المقفع

يا صاحبي، إن شكايتك من كثرة الموارد والمعارف التي تتابعها تشبه من يستقي من غدير دون أن يتذوق، فيظل ظمآنًا وإن امتلأت كفاه، كيف لا يُدرك أن الزهد في الكثرة والاعتناء بالجودة هو السبيل؟ وأعلم أن العقل إذا تفرق في كل أمر لم يُدرك شيئًا، و إنما الفائدة تأتي من الانتقاء والتمحيص، لا من التزاحم والتكديس، فالدواء ليس بالغزارة بل في اختيار الأنسب لحال المريض، والحل أن يختار المرء منها ما يُعينه على بلوغ مقصده، ثم يصرف جهده في هضم تلك المعرفة بتأنٍ، فيرتوي ويروي، ودع عنك اللهاث خلف كل جديد بلا جدوى.

وقد بعثت إلى القوم هنا قولٌ مسموع قبل حول، قد تجد ما يجلي لك البيان ويعمق لك المعنى. [مشكلة التكديس المعرفي]
••

••
أكثر الناس استحقاقًا للثقة هو ذاك الذي يمشي على درب الاعتدال، سواء في مزاجه أو طباعه أو تفكيره، فحتى وإن خالفك في الرأي، تظل مطمئنًا إليه.

أما المتطرف في مشاعره، المغالي في أفكاره، الحاد في أحكامه، فلا يمكن الاعتماد عليه، حتى وإن بدا وكأنه يقف بجانبك.
••

••
جاء عن شريح رحمه الله قوله: "ليأتينَّ على الناس زمان يُعيَّر المؤمن بإيمانه، كما يُعيَّر اليوم الفاجر بفجوره."

ومن مظاهر هذا الزمن، أن يُعيَّر المؤمن بثباته على مبادئه وإيمانه، فتأتي السهام مموهة، لا تصريحًا بل تلميحًا، فيُقال عنه: متشدد، أو رجعي، أو منغلق. لكن الموفق لا يأبه بشيء سوى رضا ربه، مطمئنًا بثباته على الحق، ماضٍ في طريقه حتى يلقى الله.
••

••
|• إدراك مشوّه •|

لا تشغل قلبك وعقلك بتلك الأنباء المتسارعة، ولا تلهب روحك بالاستماع إلى منابر لا تجيد سوى التنديد، فغزارة المشاهدة لا تعني نصرة الحق، ولا ينبغي أن تخدع نفسك بالاكتفاء بتغذية شعورية من خلال متابعة الأخبار، إدراكك للواقع لن يتعمق بمجرد طول المكوث على شاشات الجوال، فما يُسمح لك بمعرفته هو فقط ما يرغب الإعلام في تمريره لك، علمك يبقى محصورًا في إطار عدسة المصور، وفهمك للحدث يتشكل وفقًا لزاوية توجيه الكاميرا، صحيح أن الإعلام جزء من فهمنا للأحداث، لكنه جزء ناقص إذا ما اتكأ الإنسان عليه وحده، متجاهلًا القراءة والتفكر، الاقتصار على الشاشة الإعلامية والاعتماد على حسابات التواصل الاجتماعي يُشوه الفكرة ويغيب الحقيقة.

والغالب من الناس يحمل همومًا معرفية متعددة، لكن يفتقر إلى الخطط المنهجية، وقراءاته الثقافية غالبًا ما تكون خالية من تلك الكتب الجوهرية التي تنسج بروح "إنما المؤمنون إخوة"، و حضور مفهوم الأمة الإسلامية بكل آلامها وآمالها بات يتلاشى عن واقعنا المعاصر في زمن قريب، حتى ليعجب المرء كيف لمفهومٍ جليلٍ كهذا أن يتلاشى في بضع سنين! ولا شك أن تقزيم هذا المفهوم مقصود، والتضييق على هذه الدلالة أمر معروف.

في ظل هذا العارض الكبير، يقع على عاتقك واجبات عديدة منها :

1. أن تعيد نفسك الآبقة إلى سيدها، وتتطهر من أدران الذنوب والمعاصي.
2. أن تسأل القرآن عن حقيقة اليهود، وتستمع إلى ما يوحى إليك.
3. أن تلجأ إلى الله ليريك سننه الكونية في النوازل، وتبصر حقيقة الدنيا ومعالم الآخرة.
4. أن تبني معرفتك بالمسألة الفلسطينية التي أوشكت على الانهيار.
5. أن تملأ السطور الفارغة بمعرفة حكاية القدس الكاملة.
6. أن تقرأ التاريخ بعين الدارس المستفيد، المؤمّل للتغيير، والساعي للإصلاح.
7. أن تقف في محراب الدعاء حتى تسمع البشريات.
8. أن تفهم، ولو متأخرًا، لعبة المصطلحات العالمية.
9. أن تمسك بمجهر الأزمة وتكتشف حقيقة معدنك، فقد قال أسامة بن منقذ: "العبد الصالح كالذهب يُختبر بالنار."
10. أن تعيد ترتيب أولوياتك، فتقدم شأن الأقصى، وتقول لبقية المهام: "استووا، اعتدلوا."
••

••
﴿وَاستَبَقَا البابَ﴾ [يوسف: ٢٥]

احترم ضعفك، ولا تقارب حِمى المعصية، وانصرف فورًا، فكم من أمان كان حصيلة هروب، وكم من بقاء كان شرارة لحروب.
••

ما جئنا لهذه الدنيا، إلا لنقول: "لا إله إلا الله"
ثم نقوم بحقها..
ونرحل!

••
إذا كانت بين يديك كلمة تستطيع أن تزيح بها غمامة الوجع عن قلب سامعها، فلا تتردد في إطلاقها. وإن كان في جعبتك حديث يُسكّن اضطراب من يقف أمامك، فلا تبخل به، ولا تستصغر ما في جعبتك من حروف، فالكلمة لا تُقاس بحجمها، بل بوقعها في القلب. فالأوقات العصيبة لا تحتاج إلى حروف مُنمّقة بقدر ما تحتاج إلى كلمات صادقة، ولا شيء أقدر على إنعاش النفس في أوقات الشدة مثل قولٍ حسن يُحيي الأمل في القلب المنهك.
••

✨نزف لكم بُشرى إطلاق *موقع الخُلاصةِ العلمِية*✨.

🎥 *شاهد الآن الفيلم التعريفي بالموقع*
🔍 https://Kholasah.com

> مكنز علمي حوى خلاصة محررة لـ (٢٠) علمًا وفق معايير أكاديمية، خُدمت بمناهج تعليمية متقدمة، وأثريت بأكثر من: (١٤٠.٠٠٠) إثراء علمي.

🔁 كن مساهمًا ومشاركًا بنشر العلم🌷

https://kholasah.com/
مشروع فاخر😍👌🏻