لذة غريبة لا يشعر بها إلا محبو الكتب، تصفحها في ليلة شرائها، تشعر وكأنك تعقد اجتماعاً مع كل كتاب لتقرر من سيحظى بشرف القراءة أولاً.
تقلب الصفحات بسرعة، تتظاهر بالاهتمام،
تقرأ السطر الأول والسطر الأخير، تبتسم برضا وتغمز لنفسك وكأنك فهمت الكتاب بأكمله، وتنتقل لآخر، وهكذا، ينتهي الأمر بأن الجميع يبيت على رف المكتبة لحين وضعها خلفية جوال، وفي النهاية تكون شاهدة على شغف مؤجل!😅
تقلب الصفحات بسرعة، تتظاهر بالاهتمام،
تقرأ السطر الأول والسطر الأخير، تبتسم برضا وتغمز لنفسك وكأنك فهمت الكتاب بأكمله، وتنتقل لآخر، وهكذا، ينتهي الأمر بأن الجميع يبيت على رف المكتبة لحين وضعها خلفية جوال، وفي النهاية تكون شاهدة على شغف مؤجل!😅
••
السلام النفسي الذي يلهث الإنسان وراءه ليس مرهونًا بترك الناس والفرار إلى عزلته، فكم من واحدٍ توارى عن أعين البشر، لكنه ما زال يحمل في صدره ضجيجًا أشد من ضجيج الأسواق، السكينة ليست في المكان بل في القلب، والضجيج ليس أصواتًا تسمعها بل أفكارًا تسكنك.
••
السلام النفسي الذي يلهث الإنسان وراءه ليس مرهونًا بترك الناس والفرار إلى عزلته، فكم من واحدٍ توارى عن أعين البشر، لكنه ما زال يحمل في صدره ضجيجًا أشد من ضجيج الأسواق، السكينة ليست في المكان بل في القلب، والضجيج ليس أصواتًا تسمعها بل أفكارًا تسكنك.
••
••
ينبغي أن ترتجف روحك من وطأة الأيام إذا مرت بك باهتة، عليك أن تخشى أن ينسحب العمر من بين يديك وأنت تقف على عتبة التكرار، بلا خطوة تُقربك من معنى، ولا يقظة تُعيدك إلى صراط النجاة.
فالأيام حين تتشابه تفقد طعمها، وحين تخلو من التجديد تفقد قيمتها، وحين تخلو من الغاية تفقد معناها، والحياة ليست إلا رحى تدور؛ فإن لم تُلقِ فيها نيةً صادقة وعملًا صالح يُزهر، ستبقى في دائرة الخواء، تبتلعك دون أثر.
••
ينبغي أن ترتجف روحك من وطأة الأيام إذا مرت بك باهتة، عليك أن تخشى أن ينسحب العمر من بين يديك وأنت تقف على عتبة التكرار، بلا خطوة تُقربك من معنى، ولا يقظة تُعيدك إلى صراط النجاة.
فالأيام حين تتشابه تفقد طعمها، وحين تخلو من التجديد تفقد قيمتها، وحين تخلو من الغاية تفقد معناها، والحياة ليست إلا رحى تدور؛ فإن لم تُلقِ فيها نيةً صادقة وعملًا صالح يُزهر، ستبقى في دائرة الخواء، تبتلعك دون أثر.
••
••
لن يبلغ الإنسان تمام النضج حتى يُدرك أن هناك صفحات من حياته لن تُقرأ إلا بصمت، وأن هناك قرارات لا يمكن لأحد أن يشاركه ثقلها، وربما لن يجد من يستمع له حين يتحدث عنها، وإن وُجِد فلن يدرك عمق ما مرّ به، ولكن يكفيه في ذلك أن الليل ينجلي دائمًا بفجر جديد، وأن وراء كل عسر غيث يُسر.
••
لن يبلغ الإنسان تمام النضج حتى يُدرك أن هناك صفحات من حياته لن تُقرأ إلا بصمت، وأن هناك قرارات لا يمكن لأحد أن يشاركه ثقلها، وربما لن يجد من يستمع له حين يتحدث عنها، وإن وُجِد فلن يدرك عمق ما مرّ به، ولكن يكفيه في ذلك أن الليل ينجلي دائمًا بفجر جديد، وأن وراء كل عسر غيث يُسر.
••
قناة | توّاق
•• لن يبلغ الإنسان تمام النضج حتى يُدرك أن هناك صفحات من حياته لن تُقرأ إلا بصمت، وأن هناك قرارات لا يمكن لأحد أن يشاركه ثقلها، وربما لن يجد من يستمع له حين يتحدث عنها، وإن وُجِد فلن يدرك عمق ما مرّ به، ولكن يكفيه في ذلك أن الليل ينجلي دائمًا بفجر جديد، وأن…
YouTube
أمسية تربوية (36) | فقه الاختيار | د. أحمد عبد المنعم
#إنه_القرآن
••
لو أن للكلمات صفات، لجعلتُ ‘أعرفك’ عزاءً يغني عن كل اعتذار في موضع يضيق فيه التبرير.
••
لو أن للكلمات صفات، لجعلتُ ‘أعرفك’ عزاءً يغني عن كل اعتذار في موضع يضيق فيه التبرير.
••
••
من الظواهر الملفتة في زماننا هذا تلك الفئة من الموفقين الذين أحسنوا استثمار الوسائل الحديثة التي أتاحتها شبكات الاتصال وفضاءات الإعلام الرقمي، وهم الذين انطلقوا بوعي وإبداع لتوظيف تلك الأدوات في نشر الخير بين الناس.
لقد أخذوا على عاتقهم مهمة تقريب معاني الإيمان، وتدبر آيات القرآن، وبيان مسائل الفقه التي تكثر حاجات الناس إليها، إلى جانب نشر الوعي واستنهاض شعور الأمة بجراح إخوانها في أرجاء المعمورة، وتسهيل الوصول إلى المعارف الحياتية، وهذه الجهود تذكّرنا بأن الخير في الأمة ما زال نابضًا، وأن الدعوة إلى الله ورفع الجهل عن الناس قد لبست ثوبًا جديدًا يتناسب مع لغة العصر ووسائله.
وحقًا، الدال عليهم له مثل أجرهم.
••
من الظواهر الملفتة في زماننا هذا تلك الفئة من الموفقين الذين أحسنوا استثمار الوسائل الحديثة التي أتاحتها شبكات الاتصال وفضاءات الإعلام الرقمي، وهم الذين انطلقوا بوعي وإبداع لتوظيف تلك الأدوات في نشر الخير بين الناس.
لقد أخذوا على عاتقهم مهمة تقريب معاني الإيمان، وتدبر آيات القرآن، وبيان مسائل الفقه التي تكثر حاجات الناس إليها، إلى جانب نشر الوعي واستنهاض شعور الأمة بجراح إخوانها في أرجاء المعمورة، وتسهيل الوصول إلى المعارف الحياتية، وهذه الجهود تذكّرنا بأن الخير في الأمة ما زال نابضًا، وأن الدعوة إلى الله ورفع الجهل عن الناس قد لبست ثوبًا جديدًا يتناسب مع لغة العصر ووسائله.
وحقًا، الدال عليهم له مثل أجرهم.
••
..
المعاصي تنبت في مساحات الفراغ ، و تنمو بعيدً عن أَسِرَّة المرضى ، قال الحبيب ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ .
..
المعاصي تنبت في مساحات الفراغ ، و تنمو بعيدً عن أَسِرَّة المرضى ، قال الحبيب ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ .
..
••
ينبغي لمن رام الارتقاء في معارج العلم أن لا يُطيل المقام في رياض السهل المألوف، وإن كان مكسوًا بحلل البيان، فإن النفس ضعيفة بطبعها، تميل إلى الدعة، وتألف ما لا يكلفها مشقة النظر، فإذا طال بها الأنس بالسهل، قعدت عن المكابدة، وانطفأت جذوة التأمل فيها، ولم يبق لها من العلم إلا ما يمرّ بها مرّ السحاب، لا يروي ظمأً ولا ينبت فكرة.
••
ينبغي لمن رام الارتقاء في معارج العلم أن لا يُطيل المقام في رياض السهل المألوف، وإن كان مكسوًا بحلل البيان، فإن النفس ضعيفة بطبعها، تميل إلى الدعة، وتألف ما لا يكلفها مشقة النظر، فإذا طال بها الأنس بالسهل، قعدت عن المكابدة، وانطفأت جذوة التأمل فيها، ولم يبق لها من العلم إلا ما يمرّ بها مرّ السحاب، لا يروي ظمأً ولا ينبت فكرة.
••
••
من دلائل عظمة القرآن أنه متاح للعقول جيلاً بعد جيل، فلا تزيده الأيام إلا جدّة، ولا تفتأ الأفهام تطرقه إلا وجدته أوسع مما ظنَّت، وأعمق مما قدَّرت، فهو الكتاب الذي كلما خُيِّل لقارئه أنه بلغ من معانيه الغاية، تكشَّفت له آفاقٌ لم تخطر له على بال، وانبجست له ينابيع من الحكمة لم تخطر لسابقيه.
مع ذلك يتوهم الناظر أنه أدرك غوره، فإذا هو لم يبرح الساحل! ويحسب أنه بلغ مداه، فإذا به في أول الطريق! كيف لا، وهو تنزيل من لدن حكيم خبير، جعله الله مائدة علمٍ لا تنفد، ونبراس هدىً لا يُحاط به، فتتوالى عليه العصور، وتتعاقب عليه المدارك، وكلٌ يعود منه بما يطيقه، ويبقى القرآن فوق الجميع، شاهدًا على قصور العقول، وسعة الوحي.
وهكذا هو القرآن يبقى على مد الأيام نديًّا مورقًا، تزداد به الأفهام خصوبة، والأرواح طراوة، تقرؤه أعينٌ أنهكها البحث، وتنصت له آذانٌ أرهقها الجدل.
••
من دلائل عظمة القرآن أنه متاح للعقول جيلاً بعد جيل، فلا تزيده الأيام إلا جدّة، ولا تفتأ الأفهام تطرقه إلا وجدته أوسع مما ظنَّت، وأعمق مما قدَّرت، فهو الكتاب الذي كلما خُيِّل لقارئه أنه بلغ من معانيه الغاية، تكشَّفت له آفاقٌ لم تخطر له على بال، وانبجست له ينابيع من الحكمة لم تخطر لسابقيه.
مع ذلك يتوهم الناظر أنه أدرك غوره، فإذا هو لم يبرح الساحل! ويحسب أنه بلغ مداه، فإذا به في أول الطريق! كيف لا، وهو تنزيل من لدن حكيم خبير، جعله الله مائدة علمٍ لا تنفد، ونبراس هدىً لا يُحاط به، فتتوالى عليه العصور، وتتعاقب عليه المدارك، وكلٌ يعود منه بما يطيقه، ويبقى القرآن فوق الجميع، شاهدًا على قصور العقول، وسعة الوحي.
وهكذا هو القرآن يبقى على مد الأيام نديًّا مورقًا، تزداد به الأفهام خصوبة، والأرواح طراوة، تقرؤه أعينٌ أنهكها البحث، وتنصت له آذانٌ أرهقها الجدل.
••
••
كلما علت نبرة الثناء في قلب العبد لربه، ازداد رفعةً في منزلته، فإن الله شكور، لا يدع قلبًا عامرًا بذكره إلا غمره بأنوار لا تنطفئ، وأسبغ عليه نعمًا لا تنقطع.
••
كلما علت نبرة الثناء في قلب العبد لربه، ازداد رفعةً في منزلته، فإن الله شكور، لا يدع قلبًا عامرًا بذكره إلا غمره بأنوار لا تنطفئ، وأسبغ عليه نعمًا لا تنقطع.
••
Forwarded from إبراهيم المنوفي
كثير من الناس يحرمون أنفسهم فضيلةَ نفع غيرهم بتوهمهم أن النفع لا يكون إلا بإحداث جلبة وجعل مشروعهم محط أنظار الناس ومدار حديثهم، وإلا فيستتفهون ما عندهم من الخير.
وكما أن كون النفع عامًا مشتهرًا بين الناس مما يُعلي من قدره، فكذلك كونه في "زمنٍ صعب" هو مما يرفع من شأنه ويعليه حتى وإن كان بسيطًا محدودا.
ولذلك عظُم قدر غرس الفسيلة إذا قامت الساعة، وإن كانت في غير ذلك الوقت مجرد "فسيلة"، لكن العبرة بزمان الغرس.
وكما أن كون النفع عامًا مشتهرًا بين الناس مما يُعلي من قدره، فكذلك كونه في "زمنٍ صعب" هو مما يرفع من شأنه ويعليه حتى وإن كان بسيطًا محدودا.
ولذلك عظُم قدر غرس الفسيلة إذا قامت الساعة، وإن كانت في غير ذلك الوقت مجرد "فسيلة"، لكن العبرة بزمان الغرس.
••
•| رهائن الترقب |•
كثيرٌ من الناس يعلّقون مشاريعهم وطموحاتهم على شماعة “الظروف المناسبة”، ينتظرون صفاء الجو، واعتدال الريح، واتساع الطريق، ثم يظلون في دائرة الانتظار حتى يدركهم الفوات، بينما سُنن الله في الأرض تجري على خلاف هذا المنطق الكسول.
اللحظة المناسبة ليست نقطة انطلاق، بل هي ثمرةٌ يسبقها جهدٌ في ظروف غير مواتية، وعملٌ في أوقات يراها غيرك غير صالحة للبذل، فالذين صنعوا الأثر، وتركوا البصمة، لم يبدأوا حين سكنت العواصف، بل انطلقوا في ذروة الريح، لأنهم فهموا أن التحديات ليست عقبات، بل وقودٌ يدفعهم للأمام.
وإذا أمعنت النظر في تراجم أهل السبق، وجدت أنهم لم يكونوا أبناء الترف، ولا أصحاب الراحة الممدودة، بل نشأوا في بيئات متقلبة، وساروا في دروبٍ وعرة، فكانت هذه العقباتُ هي المعمل الذي صقلهم، والمختبر الذي أعدّهم للحظة التمكين.
والتاريخ شاهدٌ على أن أعظم الإنجازات لم تُولد في بيئاتٍ مثالية، بل خرجت من رحم الشدائد، ونضجت في معترك الابتلاءات، دع عنك أوهام الانتظار، وتأمل سنن الله في كونه، فلن تجد مشروعًا راسخًا وُلد في لحظة راحة، ولا أثرًا ممتدًا صيغ في بيئةٍ خاليةٍ من التحديات.
فالذي يؤجل العمل انتظارًا للفرصة المثالية، سيمضي عمره ولم يخطُ خطوة، بينما الذي يقتحم ميدان الإنجاز وسط الظروف الصعبة، سيجد نفسه – بعد حين – قد بلغ اللحظة التي كان غيره لا يزال ينتظرها.
••
•| رهائن الترقب |•
كثيرٌ من الناس يعلّقون مشاريعهم وطموحاتهم على شماعة “الظروف المناسبة”، ينتظرون صفاء الجو، واعتدال الريح، واتساع الطريق، ثم يظلون في دائرة الانتظار حتى يدركهم الفوات، بينما سُنن الله في الأرض تجري على خلاف هذا المنطق الكسول.
اللحظة المناسبة ليست نقطة انطلاق، بل هي ثمرةٌ يسبقها جهدٌ في ظروف غير مواتية، وعملٌ في أوقات يراها غيرك غير صالحة للبذل، فالذين صنعوا الأثر، وتركوا البصمة، لم يبدأوا حين سكنت العواصف، بل انطلقوا في ذروة الريح، لأنهم فهموا أن التحديات ليست عقبات، بل وقودٌ يدفعهم للأمام.
وإذا أمعنت النظر في تراجم أهل السبق، وجدت أنهم لم يكونوا أبناء الترف، ولا أصحاب الراحة الممدودة، بل نشأوا في بيئات متقلبة، وساروا في دروبٍ وعرة، فكانت هذه العقباتُ هي المعمل الذي صقلهم، والمختبر الذي أعدّهم للحظة التمكين.
والتاريخ شاهدٌ على أن أعظم الإنجازات لم تُولد في بيئاتٍ مثالية، بل خرجت من رحم الشدائد، ونضجت في معترك الابتلاءات، دع عنك أوهام الانتظار، وتأمل سنن الله في كونه، فلن تجد مشروعًا راسخًا وُلد في لحظة راحة، ولا أثرًا ممتدًا صيغ في بيئةٍ خاليةٍ من التحديات.
فالذي يؤجل العمل انتظارًا للفرصة المثالية، سيمضي عمره ولم يخطُ خطوة، بينما الذي يقتحم ميدان الإنجاز وسط الظروف الصعبة، سيجد نفسه – بعد حين – قد بلغ اللحظة التي كان غيره لا يزال ينتظرها.
••
••
من أعظم الوسائل التي تواسي القلب وتمنحه عافية النسيان أن يشغله بما هو أعظم وأبقى، فالعقلاء لا يقفون على أطلال الأوجاع، يتفقدون جراحها ويعيدون إحصاء خسائرها، وإنما يوجهون دفة الأيام نحو ما ينفع ويفيد.
فالدوران في أفلاك الذكريات المؤلمة ليس مجرد خسارة للحاضر، بل هو استدعاء مستمرٌ للماضي ليواصل نهشه، وكأن المرء يقتات على ما يؤذيه! وليس من الحكمة أن يكون المرء جلاد نفسه، يحيي ما كان الأجدر به أن يدفن، فمن فقه الحياة أن لا يكون المرء أسيرًا لأشباح الذاكرة، بل ربانًا يمضي بها إلى أفق أرحب، حيث المعالي تملأ البصيرة، والمجد يغمر المسير.
وإن أعظم الخسائر أن يبتلع المرء عمره في استدعاء ما مضى، فيخسر مرتين: مرة حين وقع الألم، ومرة حين استنزف روحه في استعادته، والعاقل من تيقّن أن الحياة أقصر من أن تُبدد في ملاحقة ظلّ الوجع.
••
من أعظم الوسائل التي تواسي القلب وتمنحه عافية النسيان أن يشغله بما هو أعظم وأبقى، فالعقلاء لا يقفون على أطلال الأوجاع، يتفقدون جراحها ويعيدون إحصاء خسائرها، وإنما يوجهون دفة الأيام نحو ما ينفع ويفيد.
فالدوران في أفلاك الذكريات المؤلمة ليس مجرد خسارة للحاضر، بل هو استدعاء مستمرٌ للماضي ليواصل نهشه، وكأن المرء يقتات على ما يؤذيه! وليس من الحكمة أن يكون المرء جلاد نفسه، يحيي ما كان الأجدر به أن يدفن، فمن فقه الحياة أن لا يكون المرء أسيرًا لأشباح الذاكرة، بل ربانًا يمضي بها إلى أفق أرحب، حيث المعالي تملأ البصيرة، والمجد يغمر المسير.
وإن أعظم الخسائر أن يبتلع المرء عمره في استدعاء ما مضى، فيخسر مرتين: مرة حين وقع الألم، ومرة حين استنزف روحه في استعادته، والعاقل من تيقّن أن الحياة أقصر من أن تُبدد في ملاحقة ظلّ الوجع.
••
••
إلى الكريم الذي أهدى فأبدع، وصنع فأمتع.
هذه المخطوطة الأنيقة وصلت سالمة غانمة، وقد أفرغت لها في المكتبة زاوية لا يزاحمها فيها كتاب، حيث تصطف الهدايا الجليلة إلى جوار الكتب النفيسة، فلا هي تُقرأ ولا هي تُنسى، وقد قررت افتتاح خط استقبال للهدايا عن طريق الحَمام الزاجل🕊️، إذ هو رسول الأدباء، ونذير العشاق، ورفيق الفضلاء، لا يُضرب بالضرائب، ولا يضيع بين عناوين المدن.
••
إلى الكريم الذي أهدى فأبدع، وصنع فأمتع.
هذه المخطوطة الأنيقة وصلت سالمة غانمة، وقد أفرغت لها في المكتبة زاوية لا يزاحمها فيها كتاب، حيث تصطف الهدايا الجليلة إلى جوار الكتب النفيسة، فلا هي تُقرأ ولا هي تُنسى، وقد قررت افتتاح خط استقبال للهدايا عن طريق الحَمام الزاجل🕊️، إذ هو رسول الأدباء، ونذير العشاق، ورفيق الفضلاء، لا يُضرب بالضرائب، ولا يضيع بين عناوين المدن.
••
روضة_العقلاء_لأبي_حاتم_البستي_طبعة_دار_أروقة.pdf
38.2 MB
••
#توصية
من الكتب ما يُقرأ للتسلية، ومنها ما يُقرأ للإفادة، لكنّ هناك صنفًا ثالثًا، يُقرأ لتُشحذ به العقول، وتُهذب به النفوس، وتُصقل به المدارك، وكتاب روضة العقلاء لابن حبان في طليعة هذا الرف الفريد.
هذا الكتاب لا يُقرأ لمجرد الاطلاع، بل يُرتشف على مهل، يعبر بك في دروب الآداب الرفيعة، ويلقي على بصيرتك من أضواء الفهم ما يُنير مسالك الحياة، تلمح بين صفحاته أثر العالم المربي، وتُصادف فيها روح الناصح الأمين، فتجد فيه زادًا يُهذب الطبع، ويؤصل للعقل وقارَه، وللنفس عزّتها.
ومما يزيد الكتاب بهاءً أن قراءته لا تقتصر على التأمل الفردي، بل هو مادة غنية للمذاكرة الجماعية، فمن أراد أن يستقيم له فكره، ويزدان منطقه، وتسمو أخلاقه، فليجعل هذا الكتاب جليسًا له، فما صحبةٌ أكرم من صحبة العقلاء، ولا روضةٌ أبهى من روضتهم!
••
#توصية
من الكتب ما يُقرأ للتسلية، ومنها ما يُقرأ للإفادة، لكنّ هناك صنفًا ثالثًا، يُقرأ لتُشحذ به العقول، وتُهذب به النفوس، وتُصقل به المدارك، وكتاب روضة العقلاء لابن حبان في طليعة هذا الرف الفريد.
هذا الكتاب لا يُقرأ لمجرد الاطلاع، بل يُرتشف على مهل، يعبر بك في دروب الآداب الرفيعة، ويلقي على بصيرتك من أضواء الفهم ما يُنير مسالك الحياة، تلمح بين صفحاته أثر العالم المربي، وتُصادف فيها روح الناصح الأمين، فتجد فيه زادًا يُهذب الطبع، ويؤصل للعقل وقارَه، وللنفس عزّتها.
ومما يزيد الكتاب بهاءً أن قراءته لا تقتصر على التأمل الفردي، بل هو مادة غنية للمذاكرة الجماعية، فمن أراد أن يستقيم له فكره، ويزدان منطقه، وتسمو أخلاقه، فليجعل هذا الكتاب جليسًا له، فما صحبةٌ أكرم من صحبة العقلاء، ولا روضةٌ أبهى من روضتهم!
••
••
النفوس التي لا ترى ذاتها إلا بعيون الآخرين تُبقي نفسها أسيرة لأمزجة متقلبة وأهواء زائلة، فكلما تبدلت نظرات الناس تبدلت موازينها، ولو أنها استقامت على معرفة حقيقتها بعيدًا عن مرايا الخلق، لوجدت سكينة لا تهزها العواصف ولا تُزعزعها الظنون.
••
النفوس التي لا ترى ذاتها إلا بعيون الآخرين تُبقي نفسها أسيرة لأمزجة متقلبة وأهواء زائلة، فكلما تبدلت نظرات الناس تبدلت موازينها، ولو أنها استقامت على معرفة حقيقتها بعيدًا عن مرايا الخلق، لوجدت سكينة لا تهزها العواصف ولا تُزعزعها الظنون.
••
••
العقل مرآة تعكس ما يتكرر عليه، فإن كان المرء يملؤه بصور العزة والاستقامة، رسخت فيه معانيها، وإن شغله بأوهام الترف واللذائذ العابرة، صار أسيرًا لها، فكثيرٌ مما يراه الإنسان “ضرورة” لم يكن كذلك لولا التكرار الذهني الذي صوّره له كأنه لا غنى عنه، ومن هنا يتغير المرء لا بتبدل الظروف فقط، بل بتبدل الصور التي يطبعها في عقله ويرددها في خاطره.
••
العقل مرآة تعكس ما يتكرر عليه، فإن كان المرء يملؤه بصور العزة والاستقامة، رسخت فيه معانيها، وإن شغله بأوهام الترف واللذائذ العابرة، صار أسيرًا لها، فكثيرٌ مما يراه الإنسان “ضرورة” لم يكن كذلك لولا التكرار الذهني الذي صوّره له كأنه لا غنى عنه، ومن هنا يتغير المرء لا بتبدل الظروف فقط، بل بتبدل الصور التي يطبعها في عقله ويرددها في خاطره.
••