Telegram Web Link
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
“مَن علَت همّتُه طالت همومُه…”

د. مشاري الشثري.
🔅قريباً🔅
••
من أعقد ما يواجهه المرء أن يُدرك كيف تُمسك التجربة الخاصة بمقاليد وعيه، فتقوده – دون أن يشعر – إلى تعميمات مُجحفة، تُلبس الحياة لونًا واحدًا، وتصوغ الناس في قوالب ثابتة، قد تكون التجربة حدثًا عابرًا، لكنها حين تستحيل عدسةً للرؤية، فإنها تُنتج وعياً قاصرًا، ينغلق على نفسه، ويُعيد تدوير أوهامه، حتى يظنها حقائقَ لا تقبل المراجعة.

ومن أعظم التحرر أن يفكّ المرء وثاق نفسه من هيمنة تجاربه، فلا يجعل منها نصًّا مقدسًا، ولا معيارًا يزن به كل شيء، بل يتجاوزها إلى رؤيةٍ أوسع، تتسع لتعدد الأحوال، وتتنوع بتنوع الناس.
••
••
من السنن الجارية في النفوس أن تحنّ إلى كلمةٍ طيبة، وأن تجد في الثناء العفوي ريّاً للعزيمة، وليس في ذلك قدحٌ في إخلاص العمل، إذ كان الثناء على المحسن من أدبيات الشريعة، تطييباً لخاطره، وإشعاراً له بأن معروفه لم يكن هباءً منثوراً.

والناس في ذلك مراتب؛ فأرفعهم من جعل الكتمان ديدنه، يبتغي به وجه الله، لا يلتفت إلى مدحٍ ولا ينتظر شكراً، لكنّ في بعض القلوب وهناً، وفيها عطشٌ يستروح إلى كلمةٍ حانية، وجميلِ عبارةٍ تعيد إليها نشاط الطاعة، وتدفع عنها وَهَنَ الفتور.

ومن رامَ الأجر في ذلك، مُحتسبًا غير متكلف، فقد ينال ببضع كلماتٍ أجورًا لا تخطر على بال، إذ يُكتب له أجر التثبيت، وأجر التواصي بالحق، وأجر المسير بالقلوب إلى ما يُرضي الله.
••
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
••
ما أكثر ما تبرق الأماني في خواطرنا، فنحسبها كنزًا دفينًا لو ظفرنا به لاستقامت لنا الحياة، وما أشدّ ولع النفس بما ليس لها، وما أعمق انجذابها إلى ما استعصى عليها، حتى لكأنّ الممنوع محبوبٌ لذاته، والمستحيل يكبر في الصدر لأنه بعيد المنال، فتبقى تلك الأماني في المخيلة ناصعةً براقة، ولو كُتِبت لنا كما اشتهينا، لربما نظرنا إليها بعينٍ أخرى، وفضّلنا واقعنا الذي كنا نضجَر منه!

هكذا هو الإنسان، مفتونٌ بما وراء الحُجب، متعلّقٌ بما لم يبلغه، فإذا ناله، انصرفت روحه إلى غائبٍ آخر، كأنما يطارد ظلّه في مسافات لا تنتهي!
••
••
الإحسان ليس بضاعةً يتصدّق بها المرء متى شاء، بل هو نَفَسُ الروح، وبهاء النفس، وسكينة القلب؛ لا يدركه إلا من تخلّص من أثقال الأثرة وضيق الأنا، هو أن تُعطي، لا لأنهم يستحقون، بل لأنك ترى في العطاء معنًى أسمى من مجرد الجزاء.

هو أن تمسح عن الأرواح غبار الحاجة، وأن تغرس في دروب العابرين وردًا، ولو لم يبصروا يدك التي غرست، وما أعظم أن يكون إحسانك لله وحده! لا تبتغي به شكرًا ولا عرفانًا، بل تكتفي بعلم الله أنه منك خرج، وإليه يعود.
••
••
التأثير لا يُوزن بارتفاع الصوت، ولا يُقاس بضجيج الكلمات، بل هو سكونٌ يرسو في القلوب، وثباتٌ لا تزعزعه الأيام، كم من رجلٍ لم يرفع صوته يومًا، لكن أفعاله صنعت مجدًا لا يندثر، وكم من صاخبٍ ملأ الدنيا كلامًا، فلم يبقَ منه سوى صدى يتلاشى في العدم، فالأثر ليس لمن يُسمع صوته، بل لمن يخلُد فعله.
••
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
د. عبدالله القرافي يُبحر بالمصلين بتلاوة حجازية من سورة النساء في فجرية عظيمة | 13-8-1446هـ
https://youtu.be/PaQRty4XhZA
••
•| الارتقاء المتزن |•

طلب العلم ليس اندفاعًا جامحًا يعصف بالروح، ولا فتورًا باردًا يخمد جذوته، بل هو ارتقاءٌ متزن، كالنهر الجاري الذي لا يتوقف، لكنه أيضًا لا يفيض ليغرق ولا ينحسر لييبس، هذا العلم رحلةٌ لا تكتمل بقفزاتٍ متعجلة، ولا تُؤتى ثمارها لمن أراد قطفها قبل أوانها.

وما كان لروحٍ تعلّقت بنور العلم، أن تتركه لفتورٍ طارئ، أو لضعفٍ يعترضها، فهي إن مُنعت، انتظرت، وإن صُدّت، صبرت، وإن أكُرمت، ازدادت تواضعًا، فالمحب للعلم لا تستخفه نشوة البدايات، ولا يخذله طول الطريق، وإنما هو سفرٌ طويلٌ، لا يُبلغ منتهاه إلا لمن صبر على وعثائه، واستعذب مشقته، وجعل النَفَسَ الطويل زاده في الطريق.

اللهم اجعلنا من أهل العلم الذين لا تستخفهم نشوة البدايات، ولا يخذلهم طول الطريق، وارزقنا ارتقاءً متزنًا في مدارج الفهم، وصبرًا لا ينفد أمام وعثاء المسير، وهمةً تعلو فوق الفتور، وتواضعًا يزداد كلما زاد العلم، اللهم أنر بصائرنا، وثبّت أقدامنا على درب التعلم، وبارك لنا في أوقاتنا، وأعنّا على بلوغ منتهاه، فإنك وليُّ العلم، ومفيضُ نوره، وبيدك مفاتيح الخير.
••
"سُنَن مأثورة، وعبادات مجهولة ومعلومة، وأخرى مهجورة، إنها مِنَحٌ من الله -جلَّ في علاه- لهذه الأمَّة؛ ليستزيدوا من الطاعات، وهي مِنَحٌ؛ لِمَا فيها من مضاعفة الأجور التي لم تكن للأمم السَّابقة، منحها جلَّ وعلا هذه الأمَّة، واستودع فيها ثمراتٍ عظيماتٍ لمن سارع إليها".

تُعلن مدارس مآثر الأهلية عن تقديم
•• مبادرة مجتمعية ••
تتمثل بقراءة كتاب:
المِنح العلية في بيان السُّنن اليومية.


موعد البرنامج:
يوم الخميس ١٤ / ٨ / ١٤٤٦
إلى:
يوم الخميس ٢٨ / ٨ / ١٤٤٦

🗓 مُدّة البرنامج:
خمسة عشر يومًا.

القراءة في الواتس أب خاصة بالنساء⚠️
عامة في التلجرام.

للتسجيل في الواتس اب:
https://forms.gle/dEHPrDxUVJ8qKnydA

قناة التلجرام:
https://www.tg-me.com/soroj_mm

قال رسولُ اللهِ ﷺ: «من دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه» [رواه ابو داود] 💌
..

⭐️لقاء قرآني عذبٌ زُلاَل رَيَّانٌ لكل ظَمْآن
🎙تقديم الشيخ : فيصل بن تركي

🔊https://youtu.be/ZeWolK2fiV0
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
••
الحبُّ ميلٌ فطريٌّ في النفس، ولكنّه – كما شأن سائر العواطف – ليس معيارًا للحُكم، ولا ميزانًا للتمييز بين الحق والباطل، فقد يعظُم في النفس قدرُ امرئٍ حتى يملأ جنبات القلب، ومع ذلك لا تُستأمن بصيرته على وزن الأمور حقَّ وزنها، كما أنَّ الحكمة قد تصدر من فؤادٍ لم يذق للحبّ حرارة، لكنه أصاب وجه الصواب بما أُوتي من بصيرةٍ وعقلٍ راجح.

فالخطر أن يختلط الميزان، فتُجعل العاطفة دليلًا، ويُستبدل بها عن الحُكم الرشيد، بل من تمام النضج أن يملك المرءُ شجاعة أن يقول: “لا”، ولو اجتمعت جوارحُه كلُّها على الهُتاف بـ “نعم نعم نعم!”.
••
••
دوامة المحتوى القصير


إشكالية هذه المقاطع القصيرة Shorts ليست في طولها، بل في انسيابها الناعم إلى وعي الإنسان فيظنّ الحريص أن الدقائق التي تستهلكها هذه المشاهد المتناثرة لا تُعدّ هدرًا، فهي لحظات يسيرة لا تبلغ مقام الضياع! غير أن عمق الإشكال ليس في الزمن المسلوب، بل في تآكل الهيبة المعرفية، وانزلاق الهمة إلى سفاسف الطرح.


العاقل يتوهم أنّ الدقيقة والاثنتين لا تفتّ في عضده، ولا تنقص من مهابته، فإذا بالمساحات الصغيرة تتحوّل إلى جرف هار، تنسف مقام الوقت، وتهتك نسيج التركيز، وتورث النفس تبلّدًا يفتك بها أكثر مما يتصور، وخطر هذه الشرائح المبتسرة أعظم من غيرها، إذ هي تتسلّل إلى الوعي بلا استئذان، وتستوطن الأعصاب بلا مقاومة، حتى يصحو المرء ليجد نفسه قد صار أسيرًا للمُلهيات، مستسلِمًا للعبث، مغتربًا عن همته ووجهته.


ومما يبعث على التأمل العميق في هذه الظاهرة وأخواتها من المقاطع الخاطفة، أنها تمارس عملية "السحب البطيء" للوقت، بطريقة تجعل المرء لا يستشعر مقدار التهامها لعمره، ولذلك، فالمسألة ليست مجرد "إضاعة وقت" كما يظن بعض
الفضلاء، بل هي إعادة برمجة ذهنية تفرّغ الفكر من العمق، وتصرفه عن المعاني الثقيلة، وتروضه على أن لا يحتمل إلا جرعاتٍ معرفيةٍ خفيفة، لا تسمن ولا تغني من يقين، فتتضاءل عنده القدرة على التأمل الطويل، وتضعف ملكة الاستيعاب المنهجي، حتى إذا وقف أمام نصٍّ علميٍّ رصينٍ، أو فكرةٍ متماسكة، ضاق بها ذرعًا، وسارع في البحث عن "الملخص المختصر" أو "التفسير السريع" الذي يسدّ عنده نهمة التلقي اللحظي دون أن يُنتج في عقله أي بناءٍ متين.

ولعل هذا هو أخطر ما في هذه المقاطع العابثة، أنها تخلق "نفسًا عجولة"،و"ذهنًا قلقًا"، و"إدراكًا مجزّأً"، يعجز صاحبه عن الصبر على مدارج المعرفة الجادة، ويقنع بالقشور بدلًا عن الغوص في الحقائق، فتخيل..أيّ أثر يمكن أن يحدثه هذا النمط من التلقي على جيل بأكمله، وأيّ مستقبل ينتظر أمةً اعتادت على "اختزال المعرفة"، بدلًا من "بنائها"! فهل يُصلح المسير من جعل وِرده اليومي جرعات من التوافه، ثم يتساءل عن سبب وهن بصيرته وتشوّش مداركه؟!
••
يحسن الكلام عن مشروعية المزاح والنكات والطرائف وجوازها ولطائف من أخبارها في مجتمعات قد غشيها حزن الآخرة وأذهبت عنهم الخشية لذة الطعام والشراب فدموعهم من وجلهم في المآقي وقد شحبت وجوههم واختلست ألوانهم
واشتد خوفهم فهم لا يضحكون
فمن أضحكهم أو ذكرهم بسعة الشريعة وإباحة المزاح فهو حسن
اما قوم يضحكون بكرة وعشيا وينكتون في الصباح والمساء وقلوبهم من ذكر الآخرة باردة
فهم ليسوا بحاجة لتذكيرهم بالمزيد من الضحك والنكات
••
عشرة آلاف متابع، هم زادٌ للروح ومتاعٌ للعقل، فاجعلهم يا ربّ حجة لي لا عليّ، اللهم إن هذه القلوب مجتمعة على حرف، متآلفة على معنى، مؤتلفة على رجاء، فاجعلها قلوباً نقية، وأرواحاً صافية، وأذهاناً واعية، ونياتٍ صادقة، وبارك في كل قارئٍ ومشارك، فمنهم الكاتب البليغ، ومنهم السامع الفهيم، ومنهم الناقد المصيب، وكلهم إلى خير قريب.

اللهم اجعل هذه القناة مورداً للعقل، ونبعاً للروح، ومجلى للبصيرة، واجعلها مباركة حيثما حلّت، نفعها دائم، وأثرها باقٍ، وقارئها في ازدياد من الفضل، وكاتبها في رفعة من الإخلاص.

اللهم اجعلها صحيفةً يُؤنسُ بها الغريبُ، ويتنفّسُ فيها المهموم، ويجدُ فيها طالبُ العلم ضالّته، ولا تجعلها من لغوٍ يُشغِل، أو وهمٍ يُفسد، أو زخرفٍ لا يسمنُ ولا يغني من جوع، لك الحمدُ على ما ألهمتَ، ولك الشكرُ على ما وفّقت، فما أنا إلا عبدٌ يجري قلمه بما قدّرت، ويقفُ فهمه حيث أردت، وأنت أعلمُ بالسرائر، وأحكمُ بالحكم، وإليك مردّ الأمر كلّه.
••
2025/07/05 10:41:25
Back to Top
HTML Embed Code: