قناة | توّاق
•• ✔️ بشرى لعشّاق العلم. روى الشيخان عن نبيّ الرحمة صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: «مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدِّين». فإذا رأيت الله قد ألهمك حبّ العلم الشرعي، وألان قلبك للعلم، فابسط كفّ الشكر، فإنك على عتبة الخير، وفي مَطلع الهداية. وها هي…
فرسان هذا الميدان أصحاب القنوات، حلفاء الأجر، وسدنة العلم، وندماء الأثر، لا أوصيكم بتعميم المنشور السابق مع محبيكم.
••
•| شهوة النقد بعباءة النصيحة |•
من الظواهر اللافتة عند ملامسة مفاصل الواقع التربوي والعلمي: نزعة التهوين والتقليل، والتعليق الساخر على المشاريع العلمية والبرامج التربوية، حتى وإن كانت نيات أصحابها صالحة، وأهدافها نبيلة، فتجد البرنامج التربوي قد نبت في بيئة جافة، وسُقي بدموع الساعين، ثم ما إن يبدأ في الإزهار، حتى تتكاثر عليه عيون الناقدين، وهذه الظاهرة لم تعد حالةً فردية أو هامشًا عارضًا، بل تحوّلت عند بعضهم إلى “عادة ذهنية” و”نفسية تفاعلية”، لا تكاد ترى مشروعًا نافعًا إلا ويتبع التعليق عليه تنفّس ساخر ممزوجاً بسُكّرِ التقوى، أو مقارنة جارحة، أو لمزٍ ينقض البناء باسم التقييم.
ولعلّ الأخطر في هذا الباب أن هذه اللغة المغموسة في “القيل والقال” لم تكتفِ بساحات الواقع، بل هاجرت إلى الفضاء الافتراضي ووجدت فيه موئلًا خصبًا، تُمارس فيه بأريحية “النقد المستتر”، و”المقارنة الناقمة”، و”التحليل غير المسؤول”، وكل ذلك تحت راية “النية الحسنة” و”الحرص على المصلحة”.
وتحت هذه اللافتات المُلطفة، يتسرب داء القيل والقال، لا ككلام عرضي عفوي، بل كمنهج تنظيري، يفتّ في عضد المشاريع، ويضعف ثقة الطاقات، ويزرع في العقول الصغيرة أن النقد قبل الفهم، وأن الشك قبل التثبّت، وأن الظن السيئ “حرصٌ شرعي” ما دام مغلّفًا بمصطلحات شرعية، وإن أخطر ما في هذا المسلك أن “النيات الحسنة” لا تكفي لتبرير خللٍ منهجيٍّ في النقد، فكم من مريدٍ للخير لم يُصبْه، وكم من ناصحٍ جَرّ بعفويته تشويهًا، لا تقويمًا.
وليس النقد في ذاته مذمومًا، بل هو ضرورة حضارية، ومقومٌ أصيل في البناء العلمي، لكن الإشكال كل الإشكال حين يتحوّل النقد إلى شهوةٍ نفسية، لا إلى غيرةٍ منهجية، وحين يصبح حضور “الخلل” في المشروع، هو مدخل التقييم الوحيد، دون اعتبار لميزان المصالح، أو للجهود المتراكمة، أو لسياقات الزمان والمكان، لكن الحقيقة أن هذه النبرة ليست انطلاقًا من معيار علمي، بقدر ما هي تفريغ لانطباع نفسي لم يُضبط بمنهاج شرعي ولا خلقٍ علمي.
و القلوب أوعية، فإذا امتلأت بشهوة الحديث عن الناس، فرغت من هَمّ الحديث إلى الله” لكن هذه الظاهرة – وإن كانت مشهودة في الواقع – قد تضخّمت أضعافًا حين استُصحبت في العوالم الافتراضية، حيث يُمكن لواحدٍ أن يُجهز على جهد سنين، بتغريدةٍ عائمة، لأن هذا العالم الافتراضي، تتسارع فيه الأحكام، وتنتشر التهم، وتُخزّن الكلمات في أرشيفٍ رقميٍّ لا ينسى، فيكون الأذى فيه مضاعفًا، والبقاء للقول الأشد، لا للأصدق. ونحن في زمن أصبحت فيه اللغة سريعة، وساحات الرأي مفتوحة، لكن القلوب أضيق من أن تتحمّل رؤية نجاح الغير بهدوء، فاستفحلت أمراض النقد المسموم، وتلبّسها لباس الحرص، وغُلفت في ظاهرها بلغة “التقويم”، لكنها في باطنها تحمل كثيرًا من غياب الورع، وضيق الصدر، وحبّ التصدر.
وهنا يحسن أن نتوقف عند مشهد قرآني عظيم، يعيد إلينا ميزان الإنصاف عند اختلاف الرؤية، وخصوصًا في ساحة المشاريع الكبرى: ﴿قال يا ابنَ أُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم تَرْقُب قولي﴾ هذا الحوار النبوي بين موسى وهارون عليهما السلام، فيه من الدروس ما يُذهل العاقل، فموسى – وهو نبيٌ كريم – عاد ليجد قومه قد فُتنوا، فغضب لله، ولامَ أخاه على ما بدا له تقصيرًا، لكن انظر إلى رد هارون، الذي لم يدخل في دائرة الدفاع عن الذات، ولا استدرجته العاطفة إلى التبرير، بل قدّم النية، والخشية من مآلات الفُرقة، وحذر من أن تُستغل الواقعة شماتةً من الأعداء، ونص الإمام السعدي في تفسيره: "﴿وكادوا يَقْتُلونَني﴾؛ أي: فلا تظنَّ بي تقصيرًا، ﴿فلا تُشْمِتْ بيَ الأعداء﴾: بنهرِك لي ومسِّك إيَّايَ بسوءٍ فإنَّ الأعداء حريصون على أن يجدوا عليَّ عثرةً أو يطَّلعوا لي على زَلَّة، ﴿ولا تجعلني مع القوم الظالمين﴾: فتعامِلُني معاملتهم." “فلا تشمت بي الأعداء” قاعدة أخلاقية كبرى في نقد العمل الإصلاحي: أن لا يُقدّم نقدك هدية مجانية لأعداء الدين، وأن لا يكون نقد القريب سببًا لشماتة الغريب، حتى وإن كنت محقًا في أصل الملاحظة، ومع ذلك استحضر حديث هارون- عليه السلام- في لحظة النزاع الداخلي خطر أن تتحوّل الخصومة إلى مادة شماتة لأعداء الرسالة، فما بالك بمن يبسط الخلافات التربوية والاختلافات الإدارية والملاحظات على المشاريع العلمية في كل فضاء، دون اعتبارٍ لعدوّ يتربص، ولا جاهلٍ يتأثر، ولا مبتدئٍ قد يتراجع؟!
أليس من العقل والديانة، أن نزن كلماتنا بموازين النبل، وأن لا نُسلم أخطاء المصلحين لأفواه المشككين، وأن ننتصر للحق دون أن نهدم جسور الثقة بين أهل الحق أنفسهم؟فلئن كان الإصلاح فرضًا، فـ “حسن البيان” في الإصلاح أدبٌ واجب، وإن القسوة في الطرح لا تدل بالضرورة على صدق الغيرة.
اجعل النقد شُعلة بناء لا نارَ حطب، واكتم الظنون كما تكتم الزلات، ورحم الله من أصلح وهو يُجِلّ، ونصح وهو يتألّم، ووعظ وهو يتقي الله أن يُشمت بالأخيار.
••
•| شهوة النقد بعباءة النصيحة |•
من الظواهر اللافتة عند ملامسة مفاصل الواقع التربوي والعلمي: نزعة التهوين والتقليل، والتعليق الساخر على المشاريع العلمية والبرامج التربوية، حتى وإن كانت نيات أصحابها صالحة، وأهدافها نبيلة، فتجد البرنامج التربوي قد نبت في بيئة جافة، وسُقي بدموع الساعين، ثم ما إن يبدأ في الإزهار، حتى تتكاثر عليه عيون الناقدين، وهذه الظاهرة لم تعد حالةً فردية أو هامشًا عارضًا، بل تحوّلت عند بعضهم إلى “عادة ذهنية” و”نفسية تفاعلية”، لا تكاد ترى مشروعًا نافعًا إلا ويتبع التعليق عليه تنفّس ساخر ممزوجاً بسُكّرِ التقوى، أو مقارنة جارحة، أو لمزٍ ينقض البناء باسم التقييم.
ولعلّ الأخطر في هذا الباب أن هذه اللغة المغموسة في “القيل والقال” لم تكتفِ بساحات الواقع، بل هاجرت إلى الفضاء الافتراضي ووجدت فيه موئلًا خصبًا، تُمارس فيه بأريحية “النقد المستتر”، و”المقارنة الناقمة”، و”التحليل غير المسؤول”، وكل ذلك تحت راية “النية الحسنة” و”الحرص على المصلحة”.
وتحت هذه اللافتات المُلطفة، يتسرب داء القيل والقال، لا ككلام عرضي عفوي، بل كمنهج تنظيري، يفتّ في عضد المشاريع، ويضعف ثقة الطاقات، ويزرع في العقول الصغيرة أن النقد قبل الفهم، وأن الشك قبل التثبّت، وأن الظن السيئ “حرصٌ شرعي” ما دام مغلّفًا بمصطلحات شرعية، وإن أخطر ما في هذا المسلك أن “النيات الحسنة” لا تكفي لتبرير خللٍ منهجيٍّ في النقد، فكم من مريدٍ للخير لم يُصبْه، وكم من ناصحٍ جَرّ بعفويته تشويهًا، لا تقويمًا.
وليس النقد في ذاته مذمومًا، بل هو ضرورة حضارية، ومقومٌ أصيل في البناء العلمي، لكن الإشكال كل الإشكال حين يتحوّل النقد إلى شهوةٍ نفسية، لا إلى غيرةٍ منهجية، وحين يصبح حضور “الخلل” في المشروع، هو مدخل التقييم الوحيد، دون اعتبار لميزان المصالح، أو للجهود المتراكمة، أو لسياقات الزمان والمكان، لكن الحقيقة أن هذه النبرة ليست انطلاقًا من معيار علمي، بقدر ما هي تفريغ لانطباع نفسي لم يُضبط بمنهاج شرعي ولا خلقٍ علمي.
و القلوب أوعية، فإذا امتلأت بشهوة الحديث عن الناس، فرغت من هَمّ الحديث إلى الله” لكن هذه الظاهرة – وإن كانت مشهودة في الواقع – قد تضخّمت أضعافًا حين استُصحبت في العوالم الافتراضية، حيث يُمكن لواحدٍ أن يُجهز على جهد سنين، بتغريدةٍ عائمة، لأن هذا العالم الافتراضي، تتسارع فيه الأحكام، وتنتشر التهم، وتُخزّن الكلمات في أرشيفٍ رقميٍّ لا ينسى، فيكون الأذى فيه مضاعفًا، والبقاء للقول الأشد، لا للأصدق. ونحن في زمن أصبحت فيه اللغة سريعة، وساحات الرأي مفتوحة، لكن القلوب أضيق من أن تتحمّل رؤية نجاح الغير بهدوء، فاستفحلت أمراض النقد المسموم، وتلبّسها لباس الحرص، وغُلفت في ظاهرها بلغة “التقويم”، لكنها في باطنها تحمل كثيرًا من غياب الورع، وضيق الصدر، وحبّ التصدر.
وهنا يحسن أن نتوقف عند مشهد قرآني عظيم، يعيد إلينا ميزان الإنصاف عند اختلاف الرؤية، وخصوصًا في ساحة المشاريع الكبرى: ﴿قال يا ابنَ أُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم تَرْقُب قولي﴾ هذا الحوار النبوي بين موسى وهارون عليهما السلام، فيه من الدروس ما يُذهل العاقل، فموسى – وهو نبيٌ كريم – عاد ليجد قومه قد فُتنوا، فغضب لله، ولامَ أخاه على ما بدا له تقصيرًا، لكن انظر إلى رد هارون، الذي لم يدخل في دائرة الدفاع عن الذات، ولا استدرجته العاطفة إلى التبرير، بل قدّم النية، والخشية من مآلات الفُرقة، وحذر من أن تُستغل الواقعة شماتةً من الأعداء، ونص الإمام السعدي في تفسيره: "﴿وكادوا يَقْتُلونَني﴾؛ أي: فلا تظنَّ بي تقصيرًا، ﴿فلا تُشْمِتْ بيَ الأعداء﴾: بنهرِك لي ومسِّك إيَّايَ بسوءٍ فإنَّ الأعداء حريصون على أن يجدوا عليَّ عثرةً أو يطَّلعوا لي على زَلَّة، ﴿ولا تجعلني مع القوم الظالمين﴾: فتعامِلُني معاملتهم." “فلا تشمت بي الأعداء” قاعدة أخلاقية كبرى في نقد العمل الإصلاحي: أن لا يُقدّم نقدك هدية مجانية لأعداء الدين، وأن لا يكون نقد القريب سببًا لشماتة الغريب، حتى وإن كنت محقًا في أصل الملاحظة، ومع ذلك استحضر حديث هارون- عليه السلام- في لحظة النزاع الداخلي خطر أن تتحوّل الخصومة إلى مادة شماتة لأعداء الرسالة، فما بالك بمن يبسط الخلافات التربوية والاختلافات الإدارية والملاحظات على المشاريع العلمية في كل فضاء، دون اعتبارٍ لعدوّ يتربص، ولا جاهلٍ يتأثر، ولا مبتدئٍ قد يتراجع؟!
أليس من العقل والديانة، أن نزن كلماتنا بموازين النبل، وأن لا نُسلم أخطاء المصلحين لأفواه المشككين، وأن ننتصر للحق دون أن نهدم جسور الثقة بين أهل الحق أنفسهم؟فلئن كان الإصلاح فرضًا، فـ “حسن البيان” في الإصلاح أدبٌ واجب، وإن القسوة في الطرح لا تدل بالضرورة على صدق الغيرة.
اجعل النقد شُعلة بناء لا نارَ حطب، واكتم الظنون كما تكتم الزلات، ورحم الله من أصلح وهو يُجِلّ، ونصح وهو يتألّم، ووعظ وهو يتقي الله أن يُشمت بالأخيار.
••
••
من غرائب مسالك النفوس في الطريق إلى الله: أن يركن بعضهم إلى تديّنٍ قديم، يلوكه حديثًا، ويعيش عليه وجدانًا، وكأن الإيمان عُلبة مغلقة تُخزّن في الذاكرة لا دفقًا متجدّدًا في القلب.
يظلّ العبد يقتات على بقايا إيمانيةٍ من ماضٍ تليد، يروي لك كيف كان يلزم الحلقات، ويحفظ المتون، ويتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار، لكن إذا فتّشت عن حاضره، وجدت القَدمَ موهونة، والنفس ساكنة، والركعات باردة، وكأنّ القلب يعيش على أرشيف لا على اتصال، تراه يستأنس بما كان، لا بما هو كائنٌ بينه وبين الله الآن.
وما علم المسكين أن من أعظم خُسران الطريق: أن يُبدَّل تديّن “اللحظة” بتديّن “الذاكرة”، وأن يُستبدَل العهدُ المتجدد مع الله بتوثيق لحظة قد خلت، فالإيمان الحق ليس وثيقةً في الأرشيف بل نفَسٌ حاضر، وتجديدٌ دائم للعهد، وسجدةٌ اليوم، لا دمعةٌ بالأمس
••
من غرائب مسالك النفوس في الطريق إلى الله: أن يركن بعضهم إلى تديّنٍ قديم، يلوكه حديثًا، ويعيش عليه وجدانًا، وكأن الإيمان عُلبة مغلقة تُخزّن في الذاكرة لا دفقًا متجدّدًا في القلب.
يظلّ العبد يقتات على بقايا إيمانيةٍ من ماضٍ تليد، يروي لك كيف كان يلزم الحلقات، ويحفظ المتون، ويتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار، لكن إذا فتّشت عن حاضره، وجدت القَدمَ موهونة، والنفس ساكنة، والركعات باردة، وكأنّ القلب يعيش على أرشيف لا على اتصال، تراه يستأنس بما كان، لا بما هو كائنٌ بينه وبين الله الآن.
وما علم المسكين أن من أعظم خُسران الطريق: أن يُبدَّل تديّن “اللحظة” بتديّن “الذاكرة”، وأن يُستبدَل العهدُ المتجدد مع الله بتوثيق لحظة قد خلت، فالإيمان الحق ليس وثيقةً في الأرشيف بل نفَسٌ حاضر، وتجديدٌ دائم للعهد، وسجدةٌ اليوم، لا دمعةٌ بالأمس
••
••
الجمعةُ نداء ترميم سماوي، يُعيد تشكيل القلب بعد اضطراب الأسبوع، ويستنهض في النفس معاني العبودية التي أوهنتها الغفلة.
قراءة الكهف، الصلاة على النبي -ﷺ-، انتظار ساعة الإجابة، ليست أعمالًا متناثرة، بل خيوطٌ ينسج بها العبد سترًا من السكينة حول قلبه، ومن لم يُربِّ قلبه على بركات الجمعة، فأنّى لقلبٍ أعزلٍ أن يصمد في وجه أشواك الأيام؟
••
الجمعةُ نداء ترميم سماوي، يُعيد تشكيل القلب بعد اضطراب الأسبوع، ويستنهض في النفس معاني العبودية التي أوهنتها الغفلة.
قراءة الكهف، الصلاة على النبي -ﷺ-، انتظار ساعة الإجابة، ليست أعمالًا متناثرة، بل خيوطٌ ينسج بها العبد سترًا من السكينة حول قلبه، ومن لم يُربِّ قلبه على بركات الجمعة، فأنّى لقلبٍ أعزلٍ أن يصمد في وجه أشواك الأيام؟
••
••
ما من قلبٍ تأخّر عن السير في ركاب الهدى، إلا وسُحب إلى غيره؛ فليس الإنسان مخلوقًا ليبقى على هامش التأثّر، بل هو في جوهره كائنٌ مولَع بالاقتداء، إمّا أن يقوده نور، أو يتخطفه بريق زائف.
والفتنة لا تبدأ من عقلٍ معترض، بل من قلبٍ فارغ، تأخّر عن الامتلاء بالنور، فامتلأ بالسراب، فإن تأخر المرء عن إدراك ركب الاقتداء، فليعلم أن ذلك ليس حيادًا كما يُخيَّل له، بل هو انكشافٌ أمام موجات الفتن التي لا تنتظر إذنًا لتغزو، ولا تعترف بمنطق التردّد، وكلّ تأخّرٍ في الاقتداء، يفتح الباب واسعًا للافتتان؛ لأن القلب لا يبقى فراغًا، بل تملؤه صورةٌ ما، فكرةٌ ما، قدوةٌ ما، وربما كانت على النقيض تمامًا من النور الأول.
وحين يتأخّر العبد عن النور، لا يأتيه الظلام دفعة واحدة، بل يتسلّل إليه على هيئة إعجاب، وانبهار، وتأثّر، حتى يجد نفسه وقد انصرف عن المعصوم -الوحي- إلى المبهور به، والقلوب لا تقف في منتصف الطريق؛ إمّا أن تُزفّ إلى الأثر، أو تُسحب إلى الافتتان، فليس في شأن الهداية مناطق رماديّة، فيا من تُبطئ عن الأثر، انتبه؛ فإن البطء عن الطريق لا يعني أنك ثابت، بل قد يعني أن الطريق بُدل من تحت قدميك دون أن تشعر.
فلا تؤخّر قلبك عن مواضع النور، فكلّ تأخرٍ في الاقتداء، هو تأشيرة عبور للفتنة، ولكن دون أن تشعر.
••
ما من قلبٍ تأخّر عن السير في ركاب الهدى، إلا وسُحب إلى غيره؛ فليس الإنسان مخلوقًا ليبقى على هامش التأثّر، بل هو في جوهره كائنٌ مولَع بالاقتداء، إمّا أن يقوده نور، أو يتخطفه بريق زائف.
والفتنة لا تبدأ من عقلٍ معترض، بل من قلبٍ فارغ، تأخّر عن الامتلاء بالنور، فامتلأ بالسراب، فإن تأخر المرء عن إدراك ركب الاقتداء، فليعلم أن ذلك ليس حيادًا كما يُخيَّل له، بل هو انكشافٌ أمام موجات الفتن التي لا تنتظر إذنًا لتغزو، ولا تعترف بمنطق التردّد، وكلّ تأخّرٍ في الاقتداء، يفتح الباب واسعًا للافتتان؛ لأن القلب لا يبقى فراغًا، بل تملؤه صورةٌ ما، فكرةٌ ما، قدوةٌ ما، وربما كانت على النقيض تمامًا من النور الأول.
وحين يتأخّر العبد عن النور، لا يأتيه الظلام دفعة واحدة، بل يتسلّل إليه على هيئة إعجاب، وانبهار، وتأثّر، حتى يجد نفسه وقد انصرف عن المعصوم -الوحي- إلى المبهور به، والقلوب لا تقف في منتصف الطريق؛ إمّا أن تُزفّ إلى الأثر، أو تُسحب إلى الافتتان، فليس في شأن الهداية مناطق رماديّة، فيا من تُبطئ عن الأثر، انتبه؛ فإن البطء عن الطريق لا يعني أنك ثابت، بل قد يعني أن الطريق بُدل من تحت قدميك دون أن تشعر.
فلا تؤخّر قلبك عن مواضع النور، فكلّ تأخرٍ في الاقتداء، هو تأشيرة عبور للفتنة، ولكن دون أن تشعر.
••
••
ثمّة لحظاتٍ في حياة بعض النفوس، لا يكون فيها الوجع خارجيًّا ظاهرًا، بل يكون في الداخل المخفي، حيث القلب مقيد، والروح مثقلة، والعزيمة مشلولة، وهي لا تعاني من ضيق الرزق وحده، بل من ضيق النفس ذاتها، تجده يلازم غرفته في ضوءٍ خافت، ينكمش على أريكته، يستوحش الخروج، ويؤثر العزلة، لا لأنه يستلذّها، بل لأنه يشعر – دون أن يدري – أن ثمّة سلاسل خفيّة تشدّه إلى ذلك الركن، وتغلق عليه منافذ الحياة.
يتنقّل بين شبكات التواصل بلا غاية، يُطفئ بها لحظاته كما يُطفئ الملهوف جمرةً بيد مرتجفة، وكلّما أراد أن ينهض، أعادته يدٌ لا يراها، وأوهنته غمامة لا يعرف مصدرها، وهذه الحالة – وإن كانت تتوشّح بمسوح الكسل أو الانطواء – إلا أنها في حقيقتها عطشٌ روحيّ، لا يُرويه إلا الانكباب على باب الله، ودوام الالتجاء إليه، وتلاوةٌ مطوّلةٌ للقرآن تعيد للنفس توازنها بعد اضطراب، مع أهمية البدء في مسار الرقية الشرعية، لا كعادة متقطعة بل بملازمة جادّة للدعاء والقرآن، وسرعان ما تنفكّ هذه القيود النفسية، لا بضربة ظاهرية، بل بذبول الغشاوة شيئًا فشيئًا، حتى يستعيد القلب رشده بعد طول غربة.
••
ثمّة لحظاتٍ في حياة بعض النفوس، لا يكون فيها الوجع خارجيًّا ظاهرًا، بل يكون في الداخل المخفي، حيث القلب مقيد، والروح مثقلة، والعزيمة مشلولة، وهي لا تعاني من ضيق الرزق وحده، بل من ضيق النفس ذاتها، تجده يلازم غرفته في ضوءٍ خافت، ينكمش على أريكته، يستوحش الخروج، ويؤثر العزلة، لا لأنه يستلذّها، بل لأنه يشعر – دون أن يدري – أن ثمّة سلاسل خفيّة تشدّه إلى ذلك الركن، وتغلق عليه منافذ الحياة.
يتنقّل بين شبكات التواصل بلا غاية، يُطفئ بها لحظاته كما يُطفئ الملهوف جمرةً بيد مرتجفة، وكلّما أراد أن ينهض، أعادته يدٌ لا يراها، وأوهنته غمامة لا يعرف مصدرها، وهذه الحالة – وإن كانت تتوشّح بمسوح الكسل أو الانطواء – إلا أنها في حقيقتها عطشٌ روحيّ، لا يُرويه إلا الانكباب على باب الله، ودوام الالتجاء إليه، وتلاوةٌ مطوّلةٌ للقرآن تعيد للنفس توازنها بعد اضطراب، مع أهمية البدء في مسار الرقية الشرعية، لا كعادة متقطعة بل بملازمة جادّة للدعاء والقرآن، وسرعان ما تنفكّ هذه القيود النفسية، لا بضربة ظاهرية، بل بذبول الغشاوة شيئًا فشيئًا، حتى يستعيد القلب رشده بعد طول غربة.
••
••
في زمنٍ تغشاه لوثة العجلة، ويتخطفه إيقاع اللهاث، باتت الأرواح تتوهم أن الطريق إلى الهداية اختزال، وأن المعارف تُختصر كما تختصر العبارات في هوامش التطبيقات، غلب على الناس ظنٌ مخذول أن العلم ثمرة عجلى، وأن الفهم يُنال بانطواء الأيام، لا بمكابدة الليالي.
لكن الطريق الذي رسمه الله، طريق الوحي والهداية، جاء ليبطل هذه الأوهام ويصفعها بوقائع القدر المنثور في تاريخ التنزيل؛ فما كان القرآن ليهطل جملةً واحدةً على قلب النبي ﷺ مع أن الأمر يسيرٌ على إرادة القادر المقتدر، بل فرّقه الله تفريقًا، ومدّه في الزمان مدًا، ثلاثًا وعشرين عاماً، ليبني أمةً لا تغترّ بالسرعة، بل تنمو كما تنمو الجبال الراسيات: ببطءٍ صامت، ولكنه رسوخٌ أبدي. قال تعالى: ﴿وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا﴾.
والعلم الذي يبني القلب، والفقه الذي يقيم الموقف، لا يختصران في دورات مستعجلة، ولا يغترفهما العبد في أيام الحماس العابر، بل يتسللان إلى القلب مع سنن الزمن: سؤالًا فبحثًا فمكثًا فتدبرًا، حتى تتخلق الطبائع، وتترسخ المعاني رسوخًا لا تزعزعه الفتن، ولا تمحوه رياح الانحراف.
ولذلك، كان التدرج ركنًا من أركان البناء الإيماني؛ لأن النفس لا تصطبغ بصبغة الوحي دفعةً واحدة، بل تحتاج إلى رياضات طويلة من الصبر، وإلى مقاماتٍ من الإخبات والتزكية، حتى تنحلّ عنها شهوات الغفلة، وتتهيأ لحمل مشاعل النور، وما سقط كثيرٌ من طلاب الطريق في فتن الشبهات والشهوات إلا لأنهم أرادوا العلم قفزًا، والفهم خطفًا، فاستعجلوا الثمر قبل اكتمال الغرس، فكانت خطواتهم إلى التيه أسرع من خطوهم إلى الهداية.
واعلم ياصاحبي أن العلم النافع لا يسكن قلبًا عجولًا، ولا تثمر الحكمة في روحٍ تضيق عن طول المكث، واصبر كما صبر الأنبياء، وتعلّم كما تعلّم الصحابة، وانظر إلى مشاهد الوحي كيف نسجها الله على مهل، وكيف انبثقت أنوارها حين استكمل الزمان دورته، ولم يعجل الله للأمة الثمرة قبل نضوج الغرس.
والله، لو علمت أن كل مسألة تغرسها في قلبك بصدقٍ وصبر، هي غرسٌ لنورٍ يُنبت يوم اللقاء، لما استعجلت الطريق، ولما خفقت جوارحك مع كل طارئٍ جديد، فالسر ليس في الكثرة، ولا في العجلة، بل في مكث القلب عند معاني الوحي، حتى تتجذر جذور الهداية، وتنبت شجرة الإيمان في تربةٍ صبرت على تقلبات المواسم، وثبتت على وعورة الطريق.
﴿فاصبر إن وعد الله حق﴾.
••
في زمنٍ تغشاه لوثة العجلة، ويتخطفه إيقاع اللهاث، باتت الأرواح تتوهم أن الطريق إلى الهداية اختزال، وأن المعارف تُختصر كما تختصر العبارات في هوامش التطبيقات، غلب على الناس ظنٌ مخذول أن العلم ثمرة عجلى، وأن الفهم يُنال بانطواء الأيام، لا بمكابدة الليالي.
لكن الطريق الذي رسمه الله، طريق الوحي والهداية، جاء ليبطل هذه الأوهام ويصفعها بوقائع القدر المنثور في تاريخ التنزيل؛ فما كان القرآن ليهطل جملةً واحدةً على قلب النبي ﷺ مع أن الأمر يسيرٌ على إرادة القادر المقتدر، بل فرّقه الله تفريقًا، ومدّه في الزمان مدًا، ثلاثًا وعشرين عاماً، ليبني أمةً لا تغترّ بالسرعة، بل تنمو كما تنمو الجبال الراسيات: ببطءٍ صامت، ولكنه رسوخٌ أبدي. قال تعالى: ﴿وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا﴾.
والعلم الذي يبني القلب، والفقه الذي يقيم الموقف، لا يختصران في دورات مستعجلة، ولا يغترفهما العبد في أيام الحماس العابر، بل يتسللان إلى القلب مع سنن الزمن: سؤالًا فبحثًا فمكثًا فتدبرًا، حتى تتخلق الطبائع، وتترسخ المعاني رسوخًا لا تزعزعه الفتن، ولا تمحوه رياح الانحراف.
ولذلك، كان التدرج ركنًا من أركان البناء الإيماني؛ لأن النفس لا تصطبغ بصبغة الوحي دفعةً واحدة، بل تحتاج إلى رياضات طويلة من الصبر، وإلى مقاماتٍ من الإخبات والتزكية، حتى تنحلّ عنها شهوات الغفلة، وتتهيأ لحمل مشاعل النور، وما سقط كثيرٌ من طلاب الطريق في فتن الشبهات والشهوات إلا لأنهم أرادوا العلم قفزًا، والفهم خطفًا، فاستعجلوا الثمر قبل اكتمال الغرس، فكانت خطواتهم إلى التيه أسرع من خطوهم إلى الهداية.
واعلم ياصاحبي أن العلم النافع لا يسكن قلبًا عجولًا، ولا تثمر الحكمة في روحٍ تضيق عن طول المكث، واصبر كما صبر الأنبياء، وتعلّم كما تعلّم الصحابة، وانظر إلى مشاهد الوحي كيف نسجها الله على مهل، وكيف انبثقت أنوارها حين استكمل الزمان دورته، ولم يعجل الله للأمة الثمرة قبل نضوج الغرس.
والله، لو علمت أن كل مسألة تغرسها في قلبك بصدقٍ وصبر، هي غرسٌ لنورٍ يُنبت يوم اللقاء، لما استعجلت الطريق، ولما خفقت جوارحك مع كل طارئٍ جديد، فالسر ليس في الكثرة، ولا في العجلة، بل في مكث القلب عند معاني الوحي، حتى تتجذر جذور الهداية، وتنبت شجرة الإيمان في تربةٍ صبرت على تقلبات المواسم، وثبتت على وعورة الطريق.
﴿فاصبر إن وعد الله حق﴾.
••
••
اللهم ارزقنا إخلاص القصد فيما نكتب، وصفاء الطوية فيما نقول، وبارك لنا فيما نبثّ من معانٍ، واجعل كتاباتنا قربةً إليك، لا رياءً بين الخلق، واجعل لنا في كل حرفٍ نورًا، وفي كل فكرةٍ بركةً، وفي كل قولٍ أثرًا، يا أكرم من سُئل، وأعظم من أُمل.
••
اللهم ارزقنا إخلاص القصد فيما نكتب، وصفاء الطوية فيما نقول، وبارك لنا فيما نبثّ من معانٍ، واجعل كتاباتنا قربةً إليك، لا رياءً بين الخلق، واجعل لنا في كل حرفٍ نورًا، وفي كل فكرةٍ بركةً، وفي كل قولٍ أثرًا، يا أكرم من سُئل، وأعظم من أُمل.
••
••
•| اعتراف بتوقيت الوجل |•
حين أكتب، لا أمدّ يدي إلى الحروف، بل أمشي إليها على أطراف القلب، كأنني أدخل إلى ساحةٍ مهيبة، كل حرف فيها شاهدٌ لي أو عليّ، ثمة رهبة خفية تنبض في أطراف أناملي، كأن الكلمة ليست لفظًا يُسكب على القرطاس، بل شهادةٌ ترتفع إلى السماء، ويقف عليها ملكان يسجلان أثرها في صحائف الخلود.
وحينما أمسك بالقلم، أشعر أنني لا أمسك بأداة جامدة، بل أمسك برقاب المعاني، كلما هممت أن أخط حرفًا، ارتعد القلب رهبة: ماذا لو كانت الكلمة شاهدةً عليّ لا لي؟ ماذا لو زرعت جرحًا في روحٍ لم يُكتب لها الشفاء؟ ماذا لو عظّمت باطلاً، أو حقّرت حقاً، من حيث لا أشعر؟ ماذا لو أتخذ أحدهم قراراً مصيرياً لأجل حرف خُط عفو الخاطر ؟
وفي لحظة الكتابة، أشعر أنني أقف في مقامٍ شبيه بمقام “الشهادة” الذي أقام الله به عباده في محكمة الآخرة، حروفك اليوم تُقرأ، وغداً تُسأل عنها، في يوم تُعرض فيه الأقلام وما سطرت.
أكتب وأنا أعلم أن للكلمة يومًا تتجلى فيه، وأن الحروف التي أسطرها اليوم خفيةً، ستُعرض غدًا جهرًا بين يدي الحق الذي لا تخفى عليه خافية، ولذلك، يرتعد القلب قبل أن تسيل المداد، وتتلعثم الروح قبل أن ينطق القلم، خشية أن يكون فيما أكتب زلةٌ لا يمحوها اعتذار، أو خطيئة لا تغسلها دموع.
ولم تكن هنالك فكرةٌ تجعلني أتردد في نشر ما أكتب إلا استشعار رهبة الكلمة، وخوف أثرها في نفوس قرّائها؛ إذ الكلمة لا تموت بانتهاء قراءتها، بل تظل تنبض في القلوب، وتُسهم في تشكيل الأفكار، وتوجيه المصائر، وربما كانت بذرة صلاح أو مدخل فتنة، والعبد لا يدري أي الكفتين ترجح.
وما وجدتُ دواءً لرعشة القلم إلا أن أستصحب الوجل، وأردد في قلبي قبل أن أخط: “اللهم اجعل قولي لك، وكتابي فيك، وأثري شاهداً لي لا عليّ”.
••
•| اعتراف بتوقيت الوجل |•
حين أكتب، لا أمدّ يدي إلى الحروف، بل أمشي إليها على أطراف القلب، كأنني أدخل إلى ساحةٍ مهيبة، كل حرف فيها شاهدٌ لي أو عليّ، ثمة رهبة خفية تنبض في أطراف أناملي، كأن الكلمة ليست لفظًا يُسكب على القرطاس، بل شهادةٌ ترتفع إلى السماء، ويقف عليها ملكان يسجلان أثرها في صحائف الخلود.
وحينما أمسك بالقلم، أشعر أنني لا أمسك بأداة جامدة، بل أمسك برقاب المعاني، كلما هممت أن أخط حرفًا، ارتعد القلب رهبة: ماذا لو كانت الكلمة شاهدةً عليّ لا لي؟ ماذا لو زرعت جرحًا في روحٍ لم يُكتب لها الشفاء؟ ماذا لو عظّمت باطلاً، أو حقّرت حقاً، من حيث لا أشعر؟ ماذا لو أتخذ أحدهم قراراً مصيرياً لأجل حرف خُط عفو الخاطر ؟
وفي لحظة الكتابة، أشعر أنني أقف في مقامٍ شبيه بمقام “الشهادة” الذي أقام الله به عباده في محكمة الآخرة، حروفك اليوم تُقرأ، وغداً تُسأل عنها، في يوم تُعرض فيه الأقلام وما سطرت.
أكتب وأنا أعلم أن للكلمة يومًا تتجلى فيه، وأن الحروف التي أسطرها اليوم خفيةً، ستُعرض غدًا جهرًا بين يدي الحق الذي لا تخفى عليه خافية، ولذلك، يرتعد القلب قبل أن تسيل المداد، وتتلعثم الروح قبل أن ينطق القلم، خشية أن يكون فيما أكتب زلةٌ لا يمحوها اعتذار، أو خطيئة لا تغسلها دموع.
ولم تكن هنالك فكرةٌ تجعلني أتردد في نشر ما أكتب إلا استشعار رهبة الكلمة، وخوف أثرها في نفوس قرّائها؛ إذ الكلمة لا تموت بانتهاء قراءتها، بل تظل تنبض في القلوب، وتُسهم في تشكيل الأفكار، وتوجيه المصائر، وربما كانت بذرة صلاح أو مدخل فتنة، والعبد لا يدري أي الكفتين ترجح.
وما وجدتُ دواءً لرعشة القلم إلا أن أستصحب الوجل، وأردد في قلبي قبل أن أخط: “اللهم اجعل قولي لك، وكتابي فيك، وأثري شاهداً لي لا عليّ”.
••
••
مسار حياتك لا يسير مستقيمًا كما تتخيل، بل ينثني فجأة، وينعطف بغتة، بأسبابٍ لا تخطر لك ببال، خططك الطويلة، ظنونك بمسار حياتك، كلها كانت مسطورة في اللوح منذ الأزل بطريقة أخرى لم تحسب لها حسابًا, الطريق الذي اجتهدت في تعبيده، ثم وجدته يُسدّ أمامك فجأة، التخصص الذي أحببته، ثم اضطرك القدر إلى غيره، الصحبة التي ظننتها رفيقة العمر، ثم فرق بينك وبينها زمان ومكان، الحلم الذي كانت كل الإشارات تؤكد اقترابه، ثم أزيح عن طريقك بلطف خفي، الفرصة التي أفلتت من يدك وأنت تبكي عليها، ثم اكتشفت لاحقًا أنها كانت سرّ نجاتك، النعمة التي لم تدرك أنها نعمة إلا بعد أن كُشِف عنك غطاؤها.
كل هذا التحوّل العجيب في المسار كان مدبرًا بأدق مما تتخيل، حتى هذه اللحظة التي تقلب فيها ذكرياتك الآن. وهكذا، لا دواءَ أنجع ولا زاد أعمق من التسليم المتجدد بأن «وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ»، وأن الخير الحقيقي لا يعرفه إلا هو سبحانه، وأن التبدل المفاجئ في الطريق هو عين اللطف الخفي.
••
مسار حياتك لا يسير مستقيمًا كما تتخيل، بل ينثني فجأة، وينعطف بغتة، بأسبابٍ لا تخطر لك ببال، خططك الطويلة، ظنونك بمسار حياتك، كلها كانت مسطورة في اللوح منذ الأزل بطريقة أخرى لم تحسب لها حسابًا, الطريق الذي اجتهدت في تعبيده، ثم وجدته يُسدّ أمامك فجأة، التخصص الذي أحببته، ثم اضطرك القدر إلى غيره، الصحبة التي ظننتها رفيقة العمر، ثم فرق بينك وبينها زمان ومكان، الحلم الذي كانت كل الإشارات تؤكد اقترابه، ثم أزيح عن طريقك بلطف خفي، الفرصة التي أفلتت من يدك وأنت تبكي عليها، ثم اكتشفت لاحقًا أنها كانت سرّ نجاتك، النعمة التي لم تدرك أنها نعمة إلا بعد أن كُشِف عنك غطاؤها.
كل هذا التحوّل العجيب في المسار كان مدبرًا بأدق مما تتخيل، حتى هذه اللحظة التي تقلب فيها ذكرياتك الآن. وهكذا، لا دواءَ أنجع ولا زاد أعمق من التسليم المتجدد بأن «وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ»، وأن الخير الحقيقي لا يعرفه إلا هو سبحانه، وأن التبدل المفاجئ في الطريق هو عين اللطف الخفي.
••
Forwarded from أ.د. خالد بن منصور الدريس
💡 *نحو نقلة معرفية تجمع بين أصالة العلوم الشرعية والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، بخطوات عملية وأمثلة تطبيقية*
🎉 تسر *(عطاءات العلم)* أن تهديكم إصدارها النوعي الجديد :
📋 *(الدليل التطبيقي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية)*
🪄 والذي أعده *نخبة* من المختصين في العلوم الشرعية والذكاء الاصطناعي وإدارة المعرفة
📑 *وهذا الدليل يجمع بين صفحاته:*
* مدخلاً مبسطاً إلى الذكاء الاصطناعي وأنواعه.
* شرحاً مفصلاً لهندسة الأوامر (هندسة التلقين) وكيفية التعامل مع النماذج اللغوية.
* عرضاً لأهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية مثل :
- تلخيص النصوص، التحليل والاستنباط، الإنشاء والصياغة، البحث والتحقيق ...
* محاذير عملية عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الشرعية.
📥 *لتحميل الدليل:*
https://archive.org/details/20250428_20250428_1132
📚 ولمزيد استفادة من هذا الدليل
فستطلق عطاءات العلم قريباً – إن شاء الله - برامج تدريبية معتمدة في التدريب عليه.
💻 *وللتسجيل والاستفادة من هذه البرامج التسجيل عبر الرابط :*
https://forms.gle/qpLvxYkwGFfFKkabA
*وسيتم التواصل مع المرشحين وإفادتهم بالخطة الزمنية للبرنامج*
#عطاءات_العلم
#الذكاء_الاصطناعي
🎉 تسر *(عطاءات العلم)* أن تهديكم إصدارها النوعي الجديد :
📋 *(الدليل التطبيقي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية)*
🪄 والذي أعده *نخبة* من المختصين في العلوم الشرعية والذكاء الاصطناعي وإدارة المعرفة
📑 *وهذا الدليل يجمع بين صفحاته:*
* مدخلاً مبسطاً إلى الذكاء الاصطناعي وأنواعه.
* شرحاً مفصلاً لهندسة الأوامر (هندسة التلقين) وكيفية التعامل مع النماذج اللغوية.
* عرضاً لأهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية مثل :
- تلخيص النصوص، التحليل والاستنباط، الإنشاء والصياغة، البحث والتحقيق ...
* محاذير عملية عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الشرعية.
📥 *لتحميل الدليل:*
https://archive.org/details/20250428_20250428_1132
📚 ولمزيد استفادة من هذا الدليل
فستطلق عطاءات العلم قريباً – إن شاء الله - برامج تدريبية معتمدة في التدريب عليه.
💻 *وللتسجيل والاستفادة من هذه البرامج التسجيل عبر الرابط :*
https://forms.gle/qpLvxYkwGFfFKkabA
*وسيتم التواصل مع المرشحين وإفادتهم بالخطة الزمنية للبرنامج*
#عطاءات_العلم
#الذكاء_الاصطناعي
Internet Archive
الدليل التطبيقي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive
يأتي هذا الدليل ليسلّط الضوء على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية، ويعرض...
قناة | توّاق
الدليل_التطبيقي_لتوظيف_الذكاء_الاصطناعي_في_خدمة_العلوم_الشرعية_pdf.pdf
مهم لأهل الذكاء الاصطناعي.
••
أعتزل أولئك الذين أقاموا عمرهم على اصطياد العثرات، واتخذوا من كل ودّ مشروع شكٍّ مؤجل، كأن أرواحهم صُقلت على هيئة نصال لا تعرف إلا الطعن، ولا ترتاح إلا بالتجريح، يطوفون بمآتم الخيانة، وينشدون قصائد الغدر، حتى ظنوا أن كل يد ممدودة تُخفي خنجرًا، وكل ابتسامةٍ تتهيأ لطعنة، وليست الدنيا خلت من الخير، ولكنهم حملوا قلوبًا مشوهة، لا تبصر إلا العيب، ولا تلتقط إلا الشوك، فإذا أطل عليهم الوفاء عجزت قلوبهم أن تصدقه.
والمؤمن الذي استضاء بهدي نبيه ﷺ، يدرك أن السلامة في صرف النظر عن هنات الخلق، ومدّ اليد بالخير حيثما كان، كالنهر الجاري، يُرمى بالحجارة فلا يحتبس، ولا يكدر صفوه إساءةٌ عابرة، يمضي في عطائه، صافياً، كبيراً، يغسل بجريانه ما تعفن على الضفاف.
••
أعتزل أولئك الذين أقاموا عمرهم على اصطياد العثرات، واتخذوا من كل ودّ مشروع شكٍّ مؤجل، كأن أرواحهم صُقلت على هيئة نصال لا تعرف إلا الطعن، ولا ترتاح إلا بالتجريح، يطوفون بمآتم الخيانة، وينشدون قصائد الغدر، حتى ظنوا أن كل يد ممدودة تُخفي خنجرًا، وكل ابتسامةٍ تتهيأ لطعنة، وليست الدنيا خلت من الخير، ولكنهم حملوا قلوبًا مشوهة، لا تبصر إلا العيب، ولا تلتقط إلا الشوك، فإذا أطل عليهم الوفاء عجزت قلوبهم أن تصدقه.
والمؤمن الذي استضاء بهدي نبيه ﷺ، يدرك أن السلامة في صرف النظر عن هنات الخلق، ومدّ اليد بالخير حيثما كان، كالنهر الجاري، يُرمى بالحجارة فلا يحتبس، ولا يكدر صفوه إساءةٌ عابرة، يمضي في عطائه، صافياً، كبيراً، يغسل بجريانه ما تعفن على الضفاف.
••
••
النفوس السليمة تأنف الازدواج، وتختنق تحت وطأة الانفصام بين المبدأ والممارسة، إذ إن التناقض لا يمرُّ دون أثر، بل يُشعل في الضمير فتيل قلقٍ داخلي، لا يُطفئه إلا التصالح الصادق بين ظاهر القول وباطن الفعل.
••
النفوس السليمة تأنف الازدواج، وتختنق تحت وطأة الانفصام بين المبدأ والممارسة، إذ إن التناقض لا يمرُّ دون أثر، بل يُشعل في الضمير فتيل قلقٍ داخلي، لا يُطفئه إلا التصالح الصادق بين ظاهر القول وباطن الفعل.
••
••
في جوف الليل، حين تسكت المخلوقات، وتخفت ضوضاء العالم، يتقدّم الإنسان نحو حقيقته، لا لأنّ شيئًا تغيّر في خارجه، بل لأن الساتر اليومي انزاح عن داخله. ففي النهار، تُربكك الالتزامات، وتُنازعك الأصوات، وتتعاقب عليك الوجوه المتكلّفة، حتى تفقد القدرة على سماع نبضك الأول.
أما في هدأة الليل، حيث لا جمهور ولا شهود، فإن الإنسان يُستخرج من قاع نفسه، تُعرّى دوافعه، وتظهر هشاشته، ويعود إلى ما خُلِق له: التفكّر في معنى وجوده، وموقعه من ربه.
وليس أعظم من لحظةٍ، يقف فيها العبد في جوف الليل، وقد انتزع نفسه من فراشه، فوقف بين يدي ربه يقرأ كلامه، هنالك لا يكون القرآن صوتًا في اللسان، بل شفرةَ إصلاحٍ لجينات القلب، وتفكيكًا دقيقًا لتصوراته، وإعادة تشكيلٍ لموازين الحياة فيه.
ثمّ لا يُشرق الفجر إلا وقد خرج الإنسان من ليله بصيرةً جديدة، ونفسًا مغسولة بالتوحيد، وقلبًا أكثر تثبّتًا أمام متاهات النهار، وليس الليل، في تاريخ الإنسان المؤمن، زمناً بيولوجياً للنوم، بل كان دائمًا زمن الاصطفاء والصفاء. وها هو أبو حيّان التوحيدي يهمس: “الليل أصدق عن خبايا الإنسان من النهار.” وصدق فالليل لا يكذب، ولا يجامِل، ولا يُجيد التمثيل.
••
في جوف الليل، حين تسكت المخلوقات، وتخفت ضوضاء العالم، يتقدّم الإنسان نحو حقيقته، لا لأنّ شيئًا تغيّر في خارجه، بل لأن الساتر اليومي انزاح عن داخله. ففي النهار، تُربكك الالتزامات، وتُنازعك الأصوات، وتتعاقب عليك الوجوه المتكلّفة، حتى تفقد القدرة على سماع نبضك الأول.
أما في هدأة الليل، حيث لا جمهور ولا شهود، فإن الإنسان يُستخرج من قاع نفسه، تُعرّى دوافعه، وتظهر هشاشته، ويعود إلى ما خُلِق له: التفكّر في معنى وجوده، وموقعه من ربه.
وليس أعظم من لحظةٍ، يقف فيها العبد في جوف الليل، وقد انتزع نفسه من فراشه، فوقف بين يدي ربه يقرأ كلامه، هنالك لا يكون القرآن صوتًا في اللسان، بل شفرةَ إصلاحٍ لجينات القلب، وتفكيكًا دقيقًا لتصوراته، وإعادة تشكيلٍ لموازين الحياة فيه.
ثمّ لا يُشرق الفجر إلا وقد خرج الإنسان من ليله بصيرةً جديدة، ونفسًا مغسولة بالتوحيد، وقلبًا أكثر تثبّتًا أمام متاهات النهار، وليس الليل، في تاريخ الإنسان المؤمن، زمناً بيولوجياً للنوم، بل كان دائمًا زمن الاصطفاء والصفاء. وها هو أبو حيّان التوحيدي يهمس: “الليل أصدق عن خبايا الإنسان من النهار.” وصدق فالليل لا يكذب، ولا يجامِل، ولا يُجيد التمثيل.
••
••
#نشرة_تواق_البريدية
العدد السادس
•| الغربة المأهولة |•
عن خدش المدن للأرواح
_____________
ضع بريدك هنا
••
#نشرة_تواق_البريدية
العدد السادس
•| الغربة المأهولة |•
عن خدش المدن للأرواح
_____________
ضع بريدك هنا
••
••
أحيانًا لا تعرف لماذا تحزن، ولا ماذا تريد تحديدًا، لكنك تشعر بأنك ضِيقٌ في هيئة إنسان، كأنك صدى لشيءٍ منكسر، يتردّد داخلك كل يوم، لا أحد جرحك صراحة، ولا حدث بعينه أسقطك، لكنك تتهاوى ببطء، كجدارٍ ظل واقفًا طويلاً، حتى تعب من الصبر. تحاول أن تواصل يومك، أن تضحك في وجه الناس، أن تقول: “أنا بخير”، لكن الحقيقة؟ أنت تنام كل ليلة وأنت لا تعرف مالذي يزعجك. تمشي بين الناس بروحٍ منهكة، كأنك شخصٌ عاد من معركة، لكن لم يسأله أحد: من الذي أطلق عليه أول رصاصة؟ لأن لا أحد رأى الدم.
وتجلس وحدك، فتنهار فجأة. ليس لأنه حدث جديد، بل لأن الحزن القديم عاد وطرق الباب دون أن يستأذن. أتعرف هذا الشعور؟ حين ينهض الناس من نومهم ليروا النور، وتنهض أنت فقط لتتأكد أن الظلام ما زال ساكنًا في صدرك؟ حين تُؤلمك أنفاسك، لا لأنك مريض، بل لأنك حيّ أكثر مما ينبغي؟ يا صاحبي، ما تشعر به ليس هشاشة، ولا ضعفًا، إنه صوت الروح وهي تقول لك: “كفى تجاهلًا… أعدني إلى الله.”
هذا الحزن الذي يباغتك في غفلةٍ من الضجيج، هو دعوة خفية، لتجلس مع القرآن لا لأجل الأجر، بل لأنك لا تملك أحدًا سواه يفهمك دون أن تشرح. فابكِ، ابكِ بصدق، ابكِ لأنك حاولت كثيرًا، وسكتّ كثيرًا، وصبرت كثيرًا، لكن كل شيء فيك الآن يقول: “يا رب… أنا تعبت… ولا أحد يدري كم تعبت.” اللهم اجبر هذا القلب، جبرًا يليق بك، جبرًا لا يُبقي في الصدر وجعًا، ولا في العين دمعة، ولا في القلب سؤالًا دون إجابة.
••
أحيانًا لا تعرف لماذا تحزن، ولا ماذا تريد تحديدًا، لكنك تشعر بأنك ضِيقٌ في هيئة إنسان، كأنك صدى لشيءٍ منكسر، يتردّد داخلك كل يوم، لا أحد جرحك صراحة، ولا حدث بعينه أسقطك، لكنك تتهاوى ببطء، كجدارٍ ظل واقفًا طويلاً، حتى تعب من الصبر. تحاول أن تواصل يومك، أن تضحك في وجه الناس، أن تقول: “أنا بخير”، لكن الحقيقة؟ أنت تنام كل ليلة وأنت لا تعرف مالذي يزعجك. تمشي بين الناس بروحٍ منهكة، كأنك شخصٌ عاد من معركة، لكن لم يسأله أحد: من الذي أطلق عليه أول رصاصة؟ لأن لا أحد رأى الدم.
وتجلس وحدك، فتنهار فجأة. ليس لأنه حدث جديد، بل لأن الحزن القديم عاد وطرق الباب دون أن يستأذن. أتعرف هذا الشعور؟ حين ينهض الناس من نومهم ليروا النور، وتنهض أنت فقط لتتأكد أن الظلام ما زال ساكنًا في صدرك؟ حين تُؤلمك أنفاسك، لا لأنك مريض، بل لأنك حيّ أكثر مما ينبغي؟ يا صاحبي، ما تشعر به ليس هشاشة، ولا ضعفًا، إنه صوت الروح وهي تقول لك: “كفى تجاهلًا… أعدني إلى الله.”
هذا الحزن الذي يباغتك في غفلةٍ من الضجيج، هو دعوة خفية، لتجلس مع القرآن لا لأجل الأجر، بل لأنك لا تملك أحدًا سواه يفهمك دون أن تشرح. فابكِ، ابكِ بصدق، ابكِ لأنك حاولت كثيرًا، وسكتّ كثيرًا، وصبرت كثيرًا، لكن كل شيء فيك الآن يقول: “يا رب… أنا تعبت… ولا أحد يدري كم تعبت.” اللهم اجبر هذا القلب، جبرًا يليق بك، جبرًا لا يُبقي في الصدر وجعًا، ولا في العين دمعة، ولا في القلب سؤالًا دون إجابة.
••
••
لو شاء الله لك العصمة، لخلقك على نسق الملائكة، لكنه -بحكمته- بثّ فيك قابلية الذنب، لتذوق عبودية التوبة، ويعرّفك بعظمة العفو ولطائف الإحسان.
••
لو شاء الله لك العصمة، لخلقك على نسق الملائكة، لكنه -بحكمته- بثّ فيك قابلية الذنب، لتذوق عبودية التوبة، ويعرّفك بعظمة العفو ولطائف الإحسان.
••