Telegram Web Link
‏لكنها حين لا تصبح موجودة، يتحول كل يوم بطريقةٍ ما إلى أسبوع.
التقبل، عناق من نوع آخر
ما يدفعني للاستيقاظ، كل يوم، من جديد، هو هاجسي بأن أرى ابتسامتك، تلك، مرةً أخرى.
ذات مرة تساءلت: لماذا يقول محمود درويش في قصيدته الشهيرة "إلى أمي":

وأعشَقُ عمرِي لأنِّي
إذا مُتُّ
أخجل من دمع أُمِّي!

أليس في العادة أن يتوفى الأبناء بعد أمهاتهم؟

حينها تذكرت أنهم هناك في فلسطين يعيشون عالماً مقلوباً؛ حيث يدفن الآباء أبناءهم، ويُدعى المغتَصِبون ضحايا، والضحايا إرهابيين.

كتب درويش قصيدته الشهيرة تلك في زنزانته في سجن الرملة الإسرائيلي عام 1948، بعدما زارته أمه وأحضرت معها قهوته التي يحب، لكن جندياً إسرائيلياً انترع القهوة وسكبها على الأرض!

ذات يوم وقعت القصيدة بيد الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي يحن لأمه هو الآخر، عندما كان محجوراً في منزله أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. كان خليفة يتسلى بغناء تلك القصيدة، ولم يعلم بأنها ستصبح خبزاً للملايين حول العالم.
صباح الخير على الذين يستيقظون والهموم تملأ صدورهم إلا أنهم رغمها أنفها.. يستيقظون. صباح الخير على الذين لأجل أنفسهم يستيقظون، والذين يستيقظون لتحقيق أحلام أحبائهم، والذين يزاحمون ليركبوا قطار السعي للقمة العيش، صباح الخير على الأمهات اللواتي يخبزن اليوم لأبنائهن، ولأبنائهن وهم يخبزون جباههم في الشمس حتى يرتحن من همّ الحاجة. وللآباء، يمدون أيديهم في جيوب مثقوبة ليخرج منها رزق حلال مثل سحرة بارعين، صباح الخير على الأطفال، سبب نصحو من أجله كل يوم، وابتساماتٌ تطيح بجبال الغم، وفرج يسبق الضيق، ويمشي معه، ويتبعه.
Yasser Sami ||
Listen to قصيدة انتظار - سعاد محمد || تسجيل استوديو by Abdul - من ألحان السنباطي on #SoundCloud https://on.soundcloud.com/UQ4VV
”لا تَقُلْ لِي في غَدٍ مَوعِدُنا
فَالغَدُ المَوعودُ ناءٍ كالنُجُوم“

لَمْ يَكُن مُقدرًا لأُم كُلثوم أَنْ تُغنّي قصيدة "اِنتظار"؛ توأم "الأطلال"، التي ألّفها شِعرًا: إبراهيم ناجي عام ١٩٣٤ وصوّرها لحنًا: السنباطي العظيم عام ١٩٧٣، لسوء حالتها الصحية، ومن ثَمَّ خطفها الداءُ موتًا، فكانت من نصيب: سُعاد محمد، فأدتها عام ١٩٧٦، بعد عام من رحيل الست.

رأيّ:
أداء سُعاد للأغنية ساحر؛ أخّاذ ولا تشوبه شائبة. ولكن لو أدتها أُم كلثوم لأصبحت "اِنتظار" بمنزلة "الأطلال" كأعظم ما أنتجت الموسيقى العربية ولوصلت حد الكمال الفني.
يقول عبدالله زيود:
وحيد وحيد، حتى أنه لا صدى.. يردّ صوتي عليّ
المساء، وحبيبتي بعيدة، أقول لها: صباح الخير. فترسل لي مقطعًا لصوت المطر من غرفتها. ومن غرفتي، مثل بذرة حبٍّ خفيّ، أبتلّ، ثم تخرج روحي، خضراء يانعةً.. من الشبابيك.
لا تنتظر النهاية، المتعة كلها في الطريق.
‏" ان الموتى يسكنون حياتي مثلهم مثل الأحياء. وأنهم يدمجوني في مصير الإنسانية، في مكاني الصغير، ولكن في كامل مكاني. "

– مكتبة ساحة الاعشاب | ايريك دو كيرميل
صباح الخير للعالم ، أما أنت فأحبك.
‏"أنا لا أُحاول كتابة قصائد عمودية
أنا أُحاول أن أكتب قصائد مائلة نحوك".
Forwarded from Yasser Sami ||
من أجل يديكِ اللتين تشبهان الحمام،
أُفتتُ نفسي خبزاً ..
أريد أن أقف في صف الآخرين، مع أولئك الذين لا ضجيج لهم، الساكنون، الذين استطاعوا العيش مع حبيباتهم بهدوء، دون ضجيج.
ضد الذين يتغنون بالوحدة لأنني أعرفها، وأعرف أنها جميلة في النصوص فقط.
ولأن استيقاظك بجانب من تحب خير من الشعر.. بل خير من الأدب والناس.
ولأن مبالغات الكتّاب تأخذ الأمر إلى حيث يقولون ما لا يفعلون.
ولأن كاتبًا خمسينيًا أعزبَ مازال يحاول معاكسة المراهقات في عتمة الإنبوكس.

لأنك ستأخذ إجازة مرضية إن أصابتها وعكة صحية.
لأنها ستعتذر عن التزامها أيًّا كان إن زارتك -كعادتها- الكآبة.

لأن الوحدة جميلة، فقط، إن جاءتْ بين اكتظاظين.

ولأنك، حين تحتاج إلى اقتباس حزين.. ستقول:
"حبيبتي..
نحن لسنا حزانى
إن كنا حزانى
معًا
في الغرفة ذاتها"
.
نعم بإمكانك أن تكون قارئا نهمًا, إذا لم تملك وظيفة متعبة، ولا أسرة تحيط بك بواجباتها.
لا فخٌ ولا قُيود، فلماذا نحن أسرى؟
على أغصان شجرة العائلة : البنات عصافير
2025/07/06 08:24:09
Back to Top
HTML Embed Code: