بُكاهُ المُنسجِمْ فأنتَ أوْلى منْ رَحِمْ وخيْرُ مَدْعُوٍّ دُعِي

عباد الله: كم يتمنى المرء تمام شهره. وهو يعلم أن ذلك يَنْقصُ من عمره. وأنها مراحل يقطعها من سفره. وصفحات يطويها من دفتره. وخطوات يمشيها إلى قبره. فهل يفرح بذلك إلا من استعد للقدوم على ربه بامتثال أمره.

فيا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
ويا أبناء الثلاثين! أصبحتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
ويا أبناء الخمسين! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
ويا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتم!!
ويا أبناء السبعين! ماذا قدمتم وماذا أخرتم!!
يا أبناء الثمانين! لا عذر لكم.
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن ترك لنفسه هواها، وسعى لها في تحقيق مناها وتركها من غير مؤاخذة ولا محاسبة، دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته

عباد الله: وكما ودَّعتُم عامًا قد مضى وانقَضَى، فقد استقبَلتُم عامًا جديدًا، وسيكون إذا انقَلَب عليكم شَهِيدًا، ولا تَدرُون مَن منكم يستَكمِلُه ممَّن تختَرِمه المنيَّة إذا حضَر أجَلُه.

فاجتَهِدوا فيما بَقِي من أعماركم بصالح العمل، وأخلِصُوا النيَّة في كلِّ شيءٍ لله - عزَّ وجلَّ - وتفقَّهوا في الدِّين، وكونوا بالحقِّ والصبر والمرحمة مُتواصِين، واحرِصُوا على ما ينفَعُكم، واستَعِينوا بالله ولا تكونوا ممَّن غفل واتَّبَع هَواه، وكان أمرُه فرطًا، أو رَكِب شطَطًا، فإنَّ العمر ثمين ينبَغِي أنْ يُصان عن تضييعه في البطالة، أو أعمال أهل السَّفَه والهوى والجهالة، بل اغتَنِموا لحظاته في عِبادة الله بما شرَع، والحذر عن الشرك والموبقات فإنَّكم لم تُخلَقوا عبثًا، ولم تُترَكوا سُدًى، وإنما خلقتم للعبادة ووُعِدتم عليها الجنة والرضوان، ونُهِيتم عن المخالفة والعصيان، وتوعّدتم عليها بشدَّة العذاب والخِزي والهَوان، ومَن يُهِن الله فما له من مُكرِم، إنَّ الله يفعل ما يشاء.

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله .

وبـــعــــــد :
إنَّ أعظم موعظة وأبلغ عبرة يستفيدُها المسلم من مُضيِّ الأعوام وتعاقب الليالي والأيَّام: أن يدرك أنَّ هذه الدنيا ليست بدار قرار، أيَّامها ماضية، وزهرتُها ذاوية، وزينتها فانية، عيشها نكد، وصفوها كدر، والمرء منها على خطر، الدُّنيا إمَّا نعمة زائلة، أو بليَّة نازلة، أو مصيبة موجعة، أوميتةً قاضية، أيها الناس، {إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ} [غافر: 39].
أيها المسلمون: هذه الدنيا وهذه حقيقتها فلماذا نتقاطع ؟ ولماذا نتدابر من أجلها ؟ ولماذا يعادي الرجل أخاه ويهجر أمه وأباه من أجلها , إن الواجب على من عرف حقيقة الدنيا أن لا يطيل فيها الأمل وأن يكون حاله فيها كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنه فقال "كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أو عَابِرُ سَبِيلٍ وكان بن عُمَرَ يقول إذا أَمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وإذا أَصْبَحْتَ فلا تنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ من صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ " البخاري وعليه أن يجعلها عونا له على طاعة الله وأن يتزود منها للآخرة وألا يخدعه بريقها وزخرفها .

لذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام ساعات العمر قبل انصرامها فقال لرجل وهو يعظه " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " الحاكم عن ابن عباس وصححه .

عباد الله: طوبى لِمَن لم تشغلْه دنياه عن الاستِعداد للدَّار الباقية، وهنيئًا لِمَن جعل دنياه معبرًا للدَّار الآخرة وميدانًا للتَّنافس في الصَّالحات الباقية؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن كانتِ الآخرة همَّه، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبِه، وأتتْه الدُّنيا وهي راغمة، ومَن كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليْه ضيعتَه، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأتِه من الدنيا إلاَّ ما كُتِب له))؛ رواه أحمد وغيره.
عباد الله: مضى عامٌّ والأمَّة الإسلاميَّة حبلى بالمشكلات، ثكْلى بالفتن والمغريات، ابتعدت عن دينِها وخضعت لأعدائِها، وشغلتْ بدُنياها، وتقاتلت فيما بينها فتداعتْ عليْها الأمم كما

تداعى الأكلةُ إلى قصعَتِها، والله سبحانه لن يغيِّر ما بقوم حتَّى يغيِّروا ما بأنفُسِهم.

عباد الله إنَّ أمَّتكم أمَّة الإسلام لن تنجوَ من مصائبها، ولن يتغيَّر حالَها، وتتحقِّق آمالَها، حتَّى يتحقَّق الإسلام في حياتها واقعًا عمليًّا في كل نواحي الحياة؛ {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه: 123].

عباد الله: تفاءلوا بنصْر الله وفرجه على أمة الإسلام، واعلموا أنَّه كلَّما ادلهمَّت الخطوب فالفرَج في ثناياها يلوح، فالكرْب معه الفرج، وإنَّ مع العُسْر يسرًا، إنَّ مع العسر يسرًا.{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَإِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].

فيا عباد الله: إنَّ هذا الشَّهر القادم بعد يومين من عامكم الجديد لَهُو منهلٌ للبِرِّ والإحسان، وموسم للرِّبْح والغفران، فاستفتِحوا عامَكم بالبر والطَّاعة، واجعلوا التَّقوى خير بضاعة. لقد رغَّب نبيُّكم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في صوْم هذا الشَّهر فقال:((أفضلُ الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة صلاة الليل))أخرجه الإمام مسلم

شهر الحرام مبارك ميمـون
والصوم فيه مضاعف مسنون

وثواب صائمه لوجـه إلهه
في الخلد عند مليكـه مخزون

عباد الله : فإلى عامٍ جديدٍ سعيد، نقترب فيه من ربِّنا، ونقترب فيه من إخوانِنا، ونقترب فيه من أهلِنا وذوينا، فلعلَّ الرحمة تكمُن في القُرب، ولعلَّ النصرة تسكُن في القُرب، ولعل القُرْب من الله يتحصَّل بالقُرْب من خَلْقه، وإصلاح ذات البَيْن، والتعاوُن على البِّرِّ والتَّقْوى، ونبْذ العصبيَّة والتفرق والاختلاف والاحقاد والشحناء، التي فتَّتِ الكلمة وشتَّتَتِ الجهد، والله من وراءِ القصد.

ها قد أهلّ على الوجودِ (مُحَرّمُ) * فالكونُ يزهو والحياةُ تبسّمُ ترنو إلى ركبِ النبي وقد مضى * تَبْكيه مكةُ والمَقَامُ وزمزمُ وحَسِبتُ أني قد بلغْتُ ذرا التقى بل ليس مثلي في المحبة مسلمُ وإذا بأعماقي دويّ صارخٌ * يا غافلاً حتّى متى تتَوهّمُ حتى متى والقولُ قد زخرفْتَهُ * والفعلُ يفضحُ ما تقولُ وتزعُمُ هل ضيّعَ الإسلامَ إلا قائلٌ * أفعالُهُ تنفي المقالَ وَتْهدِمُ فالقدسُ ضاعت من كلامٍ دونما * فعلٍ يؤيد قولهم ويُتَرْجِمُ والطفلُ ملّ من الكلامِ وليتهم * يدَعُونه يرمي اليهودَ ويَرْجُمُ والعدلُ ملّ من الكلامِ وقد رأى * مَنْ يَدّعي عدلاً يجورُ ويَظْلِمُ والطهرُ ملّ من الكلامِ وطالما * زعمَ الطهارةَ داعرٌ لا يرحمُ حتى البطولةُ أَعْلنتْ إضرابَها *** لما ادّعاها من يَخافُ ويُحْجِمُ

هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*يا من أساء في عام مضى*
*بالله أحـسـن في عـام أتى*

*خطبة الجمعة للشيخ/*
*نصر محمد بن عبدالله الإمام*

إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا«»يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

ثم أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار

إخوة الإيمان
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهو وصية الأولين والأخرين والأنبياء والمرسلين.
يا أيها الناس اسمعو واعواْ فإذا وعيتم فانتفعواْ إنه من عاش مات ومن مات فات وسيأتي كل ماهو آت وما ذهب فلن يرجع أبداً.

قال الله عزوجل في كتابه الكريم *﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّآ ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾*

أيها الأخ الكريم، الأيام ذهبت والليالي والساعات فنيت
يسر المرء ما ذهب الليالي  وكان ذهابهن له ذهابا،
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى يا ابن آدم إنما أنت أيام،فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك،

إنما أنا وأنت ساعات تقضى في هذه الحياة الدنيا وما مضى فلن يعود أبداً
وها نحن نودع عاماً عشنا فيه وقد انطوى بما انطوى فيه من الأعمال والأقوال والأفعال والأحوال التي داهمناها وناهزنها في هذا العام هذا العام هو ألفٍ وأربعمائة وأربعٍ وأربعين للهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وداعاً لعام عشنا فيه لاندري هل نحن إلى صعود أم إلى سقوط،لاندري هل نحن إلى جنة أم إلى نار، لاندري هل نحن من الفائزين أم من الخاسرين، لاندري أن نحن ممن رضي الله عنهم أم سخط الله عليهم وساءت أعمالهم في هذا العام.

أيها الأخ الكريم: عام كامل عدد شهوره تتكون من أثني عشر شهراً، الشهر تسعاً وعشرين أو ثلاثين يوماً، واليوم أربعٍ وعشرين ساعة، والساعة تتكون من ستين دقيقة، والدقيقة تتكون من ستين ثانية، هذه أوقات وأزمان كلها عشنا فيها في هذا العام، ماذا عملنا فيها، وكيف مضى هذا العام، وكيف ارتحل وبماذا ارتحل الله أعلم.

اليوم الواحد ثلثه نوم، والثلث الآخر أكل وشرب، والثلث الآخر أعمال وتجارات وأشغال ولهو ولعب وقليل قليل صلاة وعبادة لله، ماهذا البخل الذي حصل، وماهذا الدهاء الذي قد حدث، في عام عشنا فيه وياترى هل قبل الله منا هذه الأعمال، وهل قبل الله منا هذه العبادات والصلوات أم أنها على غير وجهها ممن قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيهم ﴿ يصلي الرجل لله ستين سنة ليس له من صلاته شيء ﴾ ومع هذا كله كم صلاة وصلوات تركت أو أخرت، وكم عبادات أهملت وكم قرآن هجر، وكم سُنة تركت، وكم سيئات وذنوب وكم آثام وأوزار، وكم أخطاء وزلات، وكم وكم مما حصل في هذا العام، كم من ظلم وحقد وحسد، كم من غيبة ونميمة، كم من عقوق للوالدين، كم من إعراض عن ذكر الله، كم من إيذاء للجار، كم وكم حصل في هذا العام لنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب،

أيها الأخ الكريم ـ نحن عشنا في عام هو من أعظم نعم الله عز وجل علينا الأموات تتمنى الساعة والذين في القبور يتمنون الدقيقة، يتمنون التسبيحة وها نحن عشنا عام بأكمله ولا ندري كيف حالنا فيه

أيها الأخ الكريم: نودع عاماً بحزن ونفارق عاماً ببكاء فلنبكي على عام مضى كل واحد منا يبكي على عامه الذي عاش فيه لاتظن أن الأمر سهل عام مضى وكفى، إنما الأمر جلل،
أيها الأخ الكريم: يبكي بكاء الطفل فارق أمه، ما حيلة المحزون إلا بكاء /بكيت على الشباب بدمع عيني، فلم يغني البكاء ولا النحيب /لو سكبنا الدموع سكباً بعدد ساعات ودقائق وثواني هذا العام ما كان ذلك كافياً،
أيها الأخ الكريم: العام الذي عشنا فيه النفس الواحد فيه كنز عظيم لا تساويه الدنيا بحذافيرها بل نبضة القلب فيه كنز عظيم كيف ذالك، قال عليه الصلاة والسلام يا أبى موسى آلا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال: بلى يارسول الله ومن يكره ذالك، كنز من كنوز الجنة، إذا كان الناس يتقاتلون على شبر من الأرض، فكيف بكنز من كنوز الجنة، قال بلى يارسول الله قال: قل لاحول ولاقوة إلا بالله، هذا كنز من كنوز الجنة لا يأخذ من وقتك الثواني ولا الدقائق.
إذاً كم ضيعت من كنوز الجنة، كم ضيعت من كنوز في هذا العام فلنبكي على كنوز ضاعت وأهملت وأغفلناها في هذا العام وهكذا فضائل كثيرة، وهكذا أعمال جليلة ثمينة غالية أهملناها في هذا العام، ومضى هذا العام لاندري كيف مضى.

قال أحد الأباء الكبار عمري الآن خمسة وستين سنة مضى عمري كأنه حلم لا أدري كيف مضى، وقد عاش خمسة وستين سنة، الأعوام تمضي واحداً بعد واحد وكلها تمشي وترتحل من جسمك، تفت فؤادك الأيام فتا، وتنحت الساعات جسمك نحتاً، قلي بربك من الذي اغتنم، ومن الذي فاز، ومن الذي ضيع وخسر.

أيها الأخ الكريم" هل تعلم أنك محاسب على كل لحظة وساعة في هذا العام، أم نحن لا نؤمن بأن نحن محاسبون ومسؤلون عن الأعوام التي مضت والأوقات التي ارتحلت ولهذا قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ ﴾ في هذا اليوم كم يخسر فيه أناس، وكم يغبن فيه أناس، وكم يحرم فيه أناس من عز ذلك اليوم لما ضيعواْ وأهملواْ من حياتهم الدنيوية التي عاشواْ فيها،
بل روى الإمام الترمذي من حديث أبي ذر وجاء عن أبي برزة الاسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه﴾.
فأعد الجواب لهذه الأسئلة وكلها قد مضت ونحتت من هذا العام الذي عشنا فيه.

أيها الأخ الكريم "تأتي الحسرات والندامات التي تقطع الأكباد سأل نفسك.
أيها الأخ الكريم" عام مضى كم خدمت الإسلام ماذا قدمت من الأعمال، ماذا قد عملت من الجهود، كم بنيت من المساجد، كم أمرت بالمعروف، وكم نهيت عن المنكر، كم أحسنت إلى الناس، كم تعاونت مع معسر، كم فرجت عن مكروب كم وكم عملت من أعمال ومعاملات صالحة في هذا العام.

هاهم الكفار يحصون الفساد الذي نجحواْ فيه في أوساط المسلمين في هذا العام، فحدث ولا حرج فنرى تغيراً عجيباً في أوساط المسلمين هجرت المساجد وحلقات العلم وذكر الله، وامتلأت الأسواق، وامتلأت الشوارع، وضيع الناس ما ضيعواْ من المواسم التي قد فتح الله عز وجل لهم أبوابها وحصل ما حصل من التفريط.

يايها المسلم الكريم "أتريد أن نكون مثل بعض النصارى كانوا يعرضون كنائسهم للبيع والشراء في المزادات لا يوجد من يقيمها ولا من يدخلها أتريدون أن تباع المساجد بعد أيام في مزاد البيع والشراء، لا يوجد من يعبد الله فيها ولا من يذكر الله فيها، لا يوجد لها أهل يستوطنونها ولا تستبعد هذا، إذا عظم الجهل ودبت الغفلة التي هي دمار الأمم.

يايها الأخ الكريم" تأمل وتفكر وحاسب نفسك في العام الذي مضى، كيف مضى، وماذا عملت، وكيف عملت وحاول أن تستدركه بما أستدركته من المنافع والمصالح التي تكون لك بياض للوجوه في الدنيا والآخرة.

لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم *﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴾*
لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾﴿ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى﴾*

لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾*

لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا ﴾*

لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم *﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَل ﴾*
~لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ يَٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى ﴾*

لا نريد أن نبني الدور و القصور والأبراج نريد أن نشيد الدين، وأن نبث العلم، وأن نرفع من هذا الدين بعز عزيز في شتى الأقطار والأمصار، نريد أن نرى عبادة الله موجودة وطاعة الله قائمة على أصولها وعلى ساقها وسنن رسول الله مبثوثة صغيرها وكبيرها معروفها ومالا نعرف، أن تكون موجودة وأن تكون الحياة مليئة بما يرضي الرحمن
سبحانه وتعالى.

أيها الأخ الكريم "لا نريد أن نشيد وأن نعد وأن ندخر الأموال وأن يعلو الاقتصاد مع ظلمٌ للعباد ومع تضييع لصلوات والقربات والطاعات، نريد أن تعلواْ وأن ندخر الحسنات والأجور والثواب والدرجات العالية في الفردوس الأعلى في الجنة.

أيها الأخ الكريم" انظر ماذا من عملك ومن وقتك في جنب الله وفي مرضاة الله

.... أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم...


الخطبة الثانية
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد
أيها الأخ الكريم "كيف ستكون في العام المقبل عام ألف وأربعمائة وخمسةٍ وأربعين للهجرة، ماذا قد عزمت، وماذا قد نويت.
قال الحكماء من كان يومه كأمسه فهو مغبون، من كان يومه كأمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شرٌ من أمسه فهو ملعون

أيها الأخ الكريم "لاتبغى على الغفلة على ماكنت عليه في العام الماضي بل نحن بحاجة جميعاً إلى أن نجدد النشاط وأن ننظر فيما يرفع من شأن أعمالنا وطاعتنا وقرباتنا وأوقاتنا في جنب الله عز وجل، رق نفسك واعزم العزيمة القوية والرغبة الجياشة بأعمال تبيض وجهك في العام المقبل وها أنا أضع قواعد لعلها تكون سبباً للبناء الطيب السعيد الذي ينفعنا الله به ديناً ودنيا وأخرى.

أيها الأخ الكريم
القاعدة الأولى--تزود من العلم الشرعي بكل ما استطعت من قوة فهو الغذاء وهو الدواء وهو الحراسة وهو النور، وهو الذي تستضي في هذه الحياة إلا به تزود، وتزود حتى تلقى الله عز وجل ولهذا قال الله عز وجل مخبراً رسوله عليه الصلاة والسلام ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا ﴾ فالمحروم والخاسر من حرم من العلم الشرعي الذي هو مائدة الله الطيبة في أرضه وجنة الله في أرض الله عز وجل.

القاعدة الثانية--إشغل وقتك وعمرك بخدمة الإسلام والمسلمين فالوقت إن لم تقطعه في طاعة الله قطعك في معصية الله، وإن لم تشغله بالخير شغلك بالشر، فاقطع وقتك، واشغل وقتك بالنفع والإصلاح والتزود من الأعمال والإصلاح لكل من يريد العون في هذه الحياة خدمة الإسلام والمسلمين.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى طاف الإمام أحمد الدنيا مرتين حتى جمع كتابه المسند.
وقال ابن المقرئ طفت المشرق والمغرب مرتين من أجل طلب العلم،
هكذا تكون الجهود، وهكذا تكون الهمم، هكذا تكون العزائم في الأعوام والأيام لا يضيع نفس ولا تضيع ساعة إلا وفيها بصمة خير، إلا وفيها أثر طيبة على نفسك وعلى من حولك وادخر الأعمال لذلك اليوم عسى الله أن يرفعك فيه.

القاعدة الثالثة-- لا تشغل نفسك بشهوات الدنيا وملذاتها أيها الأخ الكريم "إذا أردت أن تقنع نفسك بكل حلال طيب وتمنعها عن كل حرام خبيث فاعطها الجنة ونعيم الجنة وما أُعد في الجنة فإنها تقنع بإذن الله.
قال: عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وجدت نفسي تواقة إلى كل شيء ما أعطيتها شيء إلا وتاقت إلى غيره فلما أعطيتها الجنة رضيت وقنعت بذلك.

أيها الأخ الكريم" إن كنت تريد النساء ففي الجنة ماهو أعظم، وأعظم ممن قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه( لو طلعت إحدى نساء أهل الجنة على أهل الأرض لملأت ما بينها نوراً )
إن كنت تشتهي سماع الأغاني ففي الجنة ما هو أعظم قال: عليه الصلاة والسلام( إن الأزواج في الجنة يغنين لأزواجهن بغناء لم يسمع مثله قط ) الحديث من حديث أنس صححه الألباني.
إن كنت تشتهي القصور والدور والذهب والفضة ففي الجنة ماهو أعظم بل قال: عليه الصلاة والسلام آنيتهما ومافيهما من ذهب، وآنيتهما ومافيهما من فضة،
ماذا تريد بعد هذا العطاء دعك من شهوات الدنيا الناقصة. كذلك أيضاً

القاعدة الرابعة--
أيها الأخ الكريم " إجعل الله عز وجل ونظره إليك في كل ساعة وثانية على الدوام على الاستمرار لأنه من رزق هذا الجدار والواعظ جره إلى كل خير وجره إلى كل صلاح، ومنعه من كل فساد وذنب وضياع.
إجعل نظر الله إليك وعظم الله وأجل الله وقدر الله حق قدره لعل الله عز وجل أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى من رزق معرفة الله إستراح من كل شيء لايضرك أحد قلبك معلق بالله، رزقك معلق بالله، شؤونك معلقة بالله من بيده شؤون العباد كلهم.

القاعدة الخامسة--
أيها الأخ الكريم "كل ما ينفع في الآخرة سابق إليه وسارع بكل ما أوتيت من قوة حتى ولو بذلت من دنياك، حتى ولو بذلت من مهجتك ونفيس وقتك فتمسك به، وكل ما يضرك في الآخرة فبتعد عنه واجتنبه ولا تقتربه، إجعل هذه القاعدة سيراً لحياتك فإنها تكون بإذن الله دافعاً إلى كل خير.

أخيراً أقل يا معشر الشباب إن نحن قوم خلقنا لنحيي الدنيا بعبادة الله وطاعته وبمرضاة الله وبخدمة دين الله وبنفع الناس فيما يعود عليهم بالخير في الدين والدنيا والأخرى لا تضيع الأوقات والقوة والمرحلة العظيمة فيما لا يرضي الله عز وجل وهنا وهناك.
أيها الأخ الكريم" أيها الشاب إن الناس والأمة بحاجة إليك كحاجتهم إلى الطعام والشراب وكحاجتهم إلى الماء فسابق وسارع ونافس وأعد نفسك لأن تكون بذرة خير وأن تكون غراس خير في هذا العالم، وفي هذا المجتمع.

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير وأن يدفع عنا وعنكم وعن جميع المسلمين كل مكروه وضير
. اللهم اهدينا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت وقنا واصرف عنا شر ماقضيت.
. اللهم أصلح دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر
. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك إنك أرحم الراحمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
خطبة 🎤 بعنوان
التربية والتعليم.. قضيتنا جميعا..
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ،
جعل العلم النافع طريقاً موصلاً لرضاه،
وصراطاً يتبعه من أراد هداه،
ويحيد عنه من ضل واتبع هواه،

وأشهد أن لا إله إلا الله رفع شأن العلم وأهله حتى وصلوا من المجد منتهاه، ومن العز أعلى ذراه،

القائل سبحانه ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]...

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المعلم الأول ،،
القائل : (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا
سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)( رواه مسلم عن أبي هريرة (17/21) ...

صـلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الهداة التقاه ،
ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم أن نلقاه،

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعد : -

عبـــــــــاد الله : -

مع بداية عام دراسي جديد يتوجه عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ، يتوجهون إلى مدارسهم لينهلوا من العلم والمعرفة والأدب والسلوك ما ينمي عقولهم ويقوم سلوكهم ويقوي عزائمهم ، حتى يكونوا أفراداً صالحين ومؤثرين وفاعلين في مجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم ...
قال تعالى (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف : 58] ...

وهاهي البيوت والأسر والآباء والأمهات والطلاب والمؤسسات التعليمية يعيشون حالة طوارىء ..!! مع بداية عام دراسي جديد ،
وهذا أمر جيد وعمل مهم ،
فبالعلم تزدهر الحضارات وتتقدم الأمم وتتربى الأجيال ،
إذا قام كل فرد من أفراد المجتمع بواجباته ومسئولياته تجاه العملية التربوية والتعليمة ...
ذلك أن الأمة التي تهتم بتعليم أبنائها وتربيتهم وتبصيرهم بالكون بما فيه هي أمة حيّة ، تسير في سلم الرقي والتقدم والحضارة...

ومن هنا فلا بد أن تتضافر جهود كل المؤسسات التربوية والعلمية، للنهوض بالأجيال نحو العلم وهدفه ورسالته في صناعة الإنسان وازدهار الأوطان...


أيهــا المؤمنون/ أيها الآباء والأمهات /
أيها المعلمون والمربون / أيها الطلاب: -

لقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله، وبين مكانتهم، ورفع منزلتهم،سواء كان العلم الشرعي وفقه الشريعة ، أو العلم الدنيوي الذي ينفع البلاد والعباد ،
فقال سبحانه وتعالى( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )[المجادلة:11]...
و منع الله سبحانه المساواة بين العالم والجاهل، لما يختص به العالم من فضيلة العلم ونور المعرفة،( قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاْلْبَابِ )[الزمر:9]...

ولم يأمر المولى جلا و علا نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستزادة من شيء إلا من العلم،
فقال له سبحانه وتعالى( وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً) [طه:114]،
وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فبالعلم يعرف العبد ربه ويعبده حق عبادته ويكون أكثر الناس خوفاً وخشيةً منه سبحانه القائل (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر : 28]...

وبالعلم يحصَّن المسلم نفسه من الشهوات والشبهات ، وبه يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل والخير من الشر والصحيح من الخطأ ...

عن عطاء بن أبي رباح قال : سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح في رأسه ، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابه احتلام ، فأمر بالاغتسال (أي أمره من كان حوله وأفتوه بالإغتسال) ، فاغتسل ، فمات ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " قتلوه ، قتلهم الله ، أولم يكن شفاء العي السؤال "( حسنه الألباني صحيح سنن ابن ماجة /464 وفي صحيح أبي داود/ 364 ) ..
والعلم طريق موصل إلى جنة الله ورضوانه .. عن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(صحيح ابن ماجه للألباني/183) ...

وبالعلم تُبنى الأمجاد، وتشيد الحضارات، وتسود الشعوب، وتبنى الممالك، ولا يستطيع أن يقدم أحدٌ لمجتمعه خيراً، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً إلا بالعلم..!!
وما فشا الجهل في أمة من الأمم إلا قَوَّض أركانها، وصدَّع بنيانها، وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة ..

وإن هتلر الذي دوخ العالم بقوته وغزا أوربا ووقف يحارب العالم لم يكن يُرجِع سبب انتصاراته إلى ما عنده من رجال أو عتاد أو قوة عسكرية ضاربه ..!!
بل كان يقول عندي تعليم جيد ...

واليابان التي دُمرت في الحرب العالمية الثانية وضُربت بالقنابل الذرية ، أدركت أن بناء القوة والاستحواذ عليها لا يحقق لها البقاء والتطور والرخاء ، ، ،
ولذلك اتجهت إلى العلم وبناء الإنسان ،
فعن طريق ذلك يأتي كل شيىء ...

ومن يشاهد اليوم التطور والرقي والحضارة وكثرة الاختراعات والانجازات واكتشاف خبايا هذا الكون الفسيح والاستفادة منها ، يجد أن طريق العلم وحده من أوصل تلك الدول والشعوب إلى ما وصلت إليه...

عبـــــــــاد الله : -
نحن أمة كانت الصيحة الأولى المدوية في حياتها التي أطلقها الإسلام في أنحاء المعمورة عند نزول الوحي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ َخلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق 1-5) ..

وما سادت أمة الإسلام وحكمت الدنيا وبنت
الحضارة إلا بالعلم في جميع جوانب الحياة وفي جميع التخصصات والعلوم ...

ولما ضعف الإيمان وفسدت القيم وأُهمل العلم في حياة المسلمين ظهر التأخر والتخلف في جميع جوانب الحياة ،
وأصبحنا أمة مستهلكة بعد أن كنا أمة منتجة وفاعلة ...
بل شهد الغرب أنفسهم بدور هذه الأمة وبفضل علماء الحضارة الإسلامية على أوربا،

ومن هؤلاء: الألمانية (سيجريد هونكه) في كتابها الرائع (شمس العرب تَسْطع على الغرب)، حيث قالت في مقدمته: إن هذا الكتاب يرغب في أن يرد للعرب ديْنًا لهم على البشرية استُحِقَّ منذ زمن بعيد)...

أيهــا المؤمنون :-
وإذا كان العلم بهذه الأهمية وهذه آثاره في حياة الأفراد والشعوب والمجتمعات ،
فما هو دور الآباء والمعلمين والقائمين على التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني في تربية وتعليم أبنائنا ..؟؟

إن المسئولية عظيمة والأمانة كبيرة ،
و أن أقل ما يُنتظَر من المعلم أن يكون قدوة حسنة لطلابه في قوله وفعله وسلوكه ومظهره،
وأن يكون معلماً ناجحاً ومربياً مخلصاً ،
فلا علم بدون تربية ...
فأبناء المسلمين أمانة بين يديه وعليهم تعول الأمة ، ومنهم سيكون الأمير والوزير والطبيب والمهندس والضابط والعالم وغيرهم ...
فإذا ما قصر في واجباته فقد فرط في هذه الأمانة ،،،
ولذلك يقول الشاعر :
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ * * *
جاءت على يده البصائر حولا ...

وإن أقل ما ينتظر من ولي أمر الطالب أن يكون عوناً للمدرسة والمعلمين بكل الوسائل والأساليب في تربية وتعليم ابنه ،
فيكون متابعاً جيد لسلوكيات ابنه وتحصيله العلمي , يزور المدرسة ويسأل عن أبنائه ومستوياتهم ،
وفي البيت يتابع مذاكرة دروسهم وتحفيزهم على النجاح ...

وكم يحز في النفس أن تجد بعض الآباء لا يتابعون ولا يعرفون حتى في أي صف يدرس أولادهم !!؟؟ وليس لهم أي عذر قد شغلوا بالدنيا عن فلذات أكبادهم وثمار جهودهم وأعظم مشروع في حياتهم ...

وليحرص ولي الأمر على العدل في تعليم أبنائه فكما يعلم الذكور من أبنائه عليه تعليم بناته وتشجيعهن وتربيتهن حتى يتعلمنّ واجباتهن الشرعية والدنيوية ، فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ...

وقد رآيتم وسمعتم أن أوائل الطلاب في التعليم الأساسي والثانوي من الطالبات وما ذاك إلا لحرصن وتفوقهن ...
وكم هي المجتمعات محتاجة إلى المرأة الطبيبة تعالج بنات جنسها ، وإلى المعلمة وإلى المربية والعالمة بأمور دينها ودنياها ، ، ،

وقد روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أبي سعيد _ رضي الله عنه _ قال : (( جاءت إمراءة إلى رسول الله ، فقالت : يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله ، فقال : اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا ")) ...

فالمرأة نصف المجتمع وهي التي تقوم بتربية وتعليم النصف الآخر .....
وإذا النسـاءُ نشـأن فــي أُمّـيّـةٍ ***
رَضَـعَ الرجـالُ جهالـةً وخمـولا
ليس اليتيمُ مـن إنتهـى أبـواه من ***
هــمِّ الحـيـاةِ وخلّـفـاهُ ذلـيـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـةِ مِنهُمـا ***
وبِحُسـنِ تربيـةِ الـزمـان بـديـلا
إن اليتيـم هـو الـذي تلقـى لــه ***
أمـاً تخـلّـت او أبــاً مشـغـولا


عبـاد الله : -

وهناك واجب على القائمين على التربية والتعليم ، من وزارة التربية والتعليم و المناطق التعليمية ومكاتب التربية وإدارة المدارس ،
عليهم توفير البيئة التعليمة المناسبة للطلاب والكتب المدرسية والكراسي والوسائل التعليمية ،
و البحث عن المعلم الكفء وتدريبه والتوجيه عليه ومتابعة أدائه طوال السنة وتكريمه والثناء عليه بما هو أهله ، وإعطائه حقوقه ...

وليقف الجميع أمام الإهمال والتسيب واللامبالاة التي أوصلت التعليم في بلادنا إلى مستويات متأخرة وضعيفة ...

ثم إن على أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني تبجيل المعلم ، والاهتمام بالعلم ونشره ورصد الجوائز والمسابقات العلمية ، وتشجيع أفراد المجتمع على طلبه حتى كبار السن ،

أسأل اللهَ جل في علاه أن يرزُقَنِي وإيَّاكمُ وأبنائنا وبناتنا الإيمانَ الكاملَ والعلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ ...

قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...





-:(( الخطــبة الثانــية )): -

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...


أما بعد:

عبــــــــاد الله :-
ليقم كل واحدٍ منا بواجباته ومسئولية ،
فإن ذلك من الأمانة التي سيسأل عنه الجميع بين يدي الله يوم القيامة ،
ولنجعل هذا العام الدراسي الجديد عام جد واجتهاد ونشاط ومتابعة وتربية وتعليم لتنتفع البلاد والعباد ...

وإن وضعنا التعليمي في مدارسنا ومؤسساتنا ليحتاج إلى جهود جبارة وتعاون من الجميع ماديا ومعنويا حتى نستبشر كبارا وصغارا ببدء العام الدراسي بعد طول غياب،
لنتقدم بخطوات مليئة بالثقة والحرص على التعليم و العلوم وعلى الاداب والاخلاق والقيم ..

فكم تبكي حروف العلم على أبواب مدارسنا وعلى عتبات منازلنا وفي أدراج ودفاتر وكراسات طلابنا ..!!
وكم من الأخلاق والآداب والقيم تحتاج إلى تصحيح في نفوس طلابنا ..!!
وكم من همم هبطت وسقطت وضعفت ،
تشربتها نفوس أبنائنا حين أصبح التعليم مجرد أشكال لا مضمون فيها ..!!

وكم كنا نتمنى أن لا يصبح التعليم عالة وهم وغم على المعلم وولي الأمر والطالب والتربية لسوء مخرجاته وضعف الإهتمام به..!!

وإنها دعوة للجميع للمساهمة الجادة في أن تكون التربية التعليم مشروعا وطنيا ، وتكون قضيتنا جميعاً لا ننفك عنها أو نحيد عنها ،
نفكر بها ونحلم لها ونعيش لأجلها ، إدارات ومعلمين ومجتمع وطلاب ومؤسسات وحكومة...

فنسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأداء ما ائتمنا عليه، وأن يحفظ علينا أمننا وأعراضنا وأموالنا وبلادنا وكل ما أنعم به علينا،
وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته،
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يأخذ بأيدينا إلى كل خير ....

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

((وقفات مع بدايةعام جديد))

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله الحي الباقي، الذي أضاء نوره الآفاق...
ورزق المؤمنين حسن الأخلاق... وتجلت رحمته بهم إذا بلغت أرواحهم التَّرَاق...

-نحمده تبارك وتعالى، ونستعينه على الصعاب والمشاق...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلمات الشكِّ والشرك والشقاق...
ونسأله السلامة من النفاق وسوء الأخلاق...

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. القوي الرزاق، الحكم العدل يوم التلاق...
خلق الخلق فهم في ملكه أسرى مشدودو الوَثاق...

‏لولا الإلهُ لما تزحزح همّنا
ولعاشَ قلبُ المـرءِ بالأوهامِ

لكـنّما الله الكريمُ يمـدُّنا
بالصبرِ عند تراكمِ الأسقامِ

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا..محمدًا عبده ورسوله المتمم لمكارم الأخلاق...

لم يكن لعانًا ولا سبابًا ولا صخابًا في الأسواق...
خير من صلى وصام ولبَّى وركب البراق...
وأول الساجدين تحت العرش يوم يُكشَف عن ساق...
وترك فينا ما إن تمسَّكنا به علمنا أن ما عندنا ينفَد وما عند الله باق...

كتَبَ الإلهُ على المآذنِ ذكرَهُ
فأثارَ حُباً في القلوبِ عظيما،

أمـرَ الإلهُ المؤمنينَ بـقولهِ:
﴿صلوا عليه وسلموا تسليما﴾.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه.. وعلى آله وأصحابه.. ما تعقب العشي الإشراق...

وما دام القمر متنقلًا في منازله من التمام إلى المحاق...

-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].


-أيها الأحبةالكرام:

قبل أمس انتهى عامنا المنصرم ..وطوي سجله وختم عمله ..
و ها نحن على باب عامٍ جديد..
الله أعلم بحالنا فيه..
فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..وويلٌ لمن أساء وارتكب الآثام و الإجرام ..

- مع كل اقتراب..شهر أو عام جديد.. تنمو آمالٌ.. وتزدهر طموحات..
ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إلينا...نفتح نحن صفحة جديدة فى حياتنا...فإما أن نزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة...
وإما أن نحشوها بالإخفاقات والفشل.
-يقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة..والشهور فروعها
والأيام أغصانها...والساعات أوراقها...والأنفاس ثمرها..
فمن كانت أنفاسه فى طاعة.. فثمرة شجرته طيبة..
ومن كانت فى معصية.. فثمرته حنظل..
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد..
فعند الحصاد.. يتبين حلو الثمار من مرها ))

- ومع ذلك:
فإن تجدد الحياة.. ينبع قبل كل شيء.. من داخل النفس...
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر..
لا تخضعه الظروف المحيطة به.. مهما ساءت.. ولا تصرفه وفق هواها....بل هو يستفيد منها.. ويحتفظ بخصائصه أمامها...
- ونقول أن:
كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك... وتصلح به أعمالك... لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية.. التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط..
فاعزم أمرك.. واستعن بالله..
وابدأ بداية جديدة.

- فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين.
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها..ليعرف عيوبها وآفاتها..
وأن يرسم السياسات القصيرة المدى.. والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .

-أخي الحبيب:
-ألا تستحق نفسك.. أن تتعهد شئونها بين الحين والحين..لترى ما عراها من اضطراب.. فتزيله..
وما لحقها من إثم.. فتنفيه عنها.. مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!

-ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة نقطعها من الحياة... أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..

-إن الإنسان.. أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه.. وتعهد حياته على الخاصة والعامة.. بما يصونها من العلل والتفكك..
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم.. لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها.

وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد.. يمكنك أن ننهض لنبني مستقبلنا .
ولا تؤودنا كثرة الخطايا... فلو كانت ركاما أسود.. كزبد البحر
..ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها..
إن نحن اتجهنا إليه قصدا وانطلقنا إليه ركضا .

إن فرحته بعودتنا إليه.. فوق كل وصف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ.. فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه.. فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته )) .
ألا يبهرنا هذا الترحاب الغامر ؟!
أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!
وطبيعي أن تكون هذه التوبة.. نقلة كاملة من حياة إلى حياة.. وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين.. كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد.. كـلا كـلا .
إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها... هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول.. وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية... وانطلاقه من قيود الهوى والجحود.. ثم استقراره في مرحلة أخرى.. من الإيمان والإحسان.. والنضج والاهتداء .

هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها: ((واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )).

إنها حياة تجددت بعد بلى..ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات....

إن تجديد الحياة..لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة.. وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة.. والأخلاق السيئة.. فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً.. ولا مسلكاً مجيداً .
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول..فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع قد تتحرك بالعطاء .
والله عز وجل.. يصف بعض المطرودين من ساحته.. فيقول: ((أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدى))..
فالأشرار... قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل.. ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء..
إن الاهتداء.. هو الطور الأخير للتوبة النصوح .

-إن البعد عن الله.. لن يثمر إلا علقماً.. ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة.. تتحول كلها إلى نقم ومصائب.. عندما تعرى عن توفيق الله.. وتحرم من بركته .

قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه..ويشمر عن ساعد الجد...يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي...ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته وعطلته عن السير إلى مولاه ..

ليتنا نمعن النظر..ونعمق التفكر..
نسعى إلى إصلاح ظاهرنا.. وننسى...أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري..!!
وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله..من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم

وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-

-اربأ بنفسك:-
يقول الشاعر:
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس

نعم لينشغل كل منا بنفسه....
ويتفكر في مستقبله.. ويومه.. وأمسه...ويترك الناس لرب الناس..

-لنربأ بأنفسنا الآن...ونصح من نومتنا...فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتنا..
والعمر يجري ونحن لا ندري..
فلنجعل من أنفسنا الآن.. من يقيل عثرتنا..

ليكمل كل منانقائصه..
وليدعم مميزاته وخصائصه..

وليسأل كل منانفسه :
ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه...
واسع في سبيله.. وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه..
وما ألذ لحظات النجاح
على النفس تنسكب..و بها الروح ترتوي...وكأنها ماء قراح..

* فلنحيى يومنا :-
اليوم !
ماذا عملنا اليوم ؟
هل نحن ممن كان خاملا واستراح ؟
أم تركنا الحبل على الغارب ولم نأبه بما جاء وما راح ؟
وقضينا وقتنا لاهين ساهين ؟
لم نعرف للوقت قيمة...ولم نعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
[الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب]
فأدرك اللحظة قبل الدقيقة..
والدقيقة قبل الساعة...واجعل يومك ملئ بالخير والعمل الصالح النافع المفيد..

-أخي الحبيب: لا تجتر مرارة الماضي : -
فالأمس جميل..
جميل بكل هفواته وزلاته..
ومواقفه وحكاياته..
لماذا ؟؟
لأننا نجد فيه العبرة..
ونكتسب من خلاله الخبرة..
فالحياة تجارب..ونحن نجرب فنتعلم...وبتجاربنا نتقدم...
فتقدم فيها وكأنك محارب..
وفي عينيك يبرق نور النصر
قوياً..طموحاً متفائلاً.. وبنظرتك ثاقب..
وليست العبرة بنقص البدايات... ولكن العبرة بكمال النهايات.

إذاً..
لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد..
فقط علينا أن نستخلص منها المفيد...ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها..
لأنه لن يتضرر .. ولن يستفيد غيرنا أحد.

* ولا ينس أحدنا الزاد :-
لينَمِ كل مناشخصيته بأركانها الأربعة:
-الروح.. بالعبادة والاستقامة.
-النفس.. بالتزكية والتهذيب.
-العقل.. بالتفكر والتأمل.
-الجسم.. بالرياضة التدريب.

* كن صلدا :-
لا تحطمك أمور تافهة..
واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة إلى المعالي الوارفة.

* لنغذي عقولنا وقلوبنا :-
بالقراءة والاطلاع...نملأ عقولنا لئلا يدخله ما ساء.. وما سلب..
وبذكر الله نشغل قلوبنا.. لئلا يصبح كالبيت الخرب

* ولنتقن السحر الحلال :-
أرسل ابتسامتك من داخلك..
وكن بشوشا لكل من قابلك..
فالابتسامة سر السعادة..
فلا تحرم نفسك , فالخير لك.

* ولنحرص على الجوهر :-
فلنهتم بآخرتنا تصلح لنا دنيانا...
ونهتم بمخبرنا يصلح لنا مظهرنا..ولنمسك علينا ألسنتنا..
فهو شر بلايانا..
ولنطلقه في ما ينفعنا.. عاجله و آجله يسرنا.
* أيهاالحبيب: اختر طريقك :-
إذا كنت في طريق فلاح
فالله سيجزيك..والله سيعطيك..
والله سيرضيك.. بفوز ونجاح.

* وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة.. في العام الجديد...
ان نبتسم للحياة ،
ونستنشق عبير العز ،
ونتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
ونتوشح وشاح العزم ، ونسم بأنفسنا في المعالي؛

ليعــش كل منا يومه....
نــعــم عش يومك.. لا تجعل التفكير في الماضي.. إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير.. وذلك.. بأن تعلم:
أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــات .

ولنكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارنا..
لننطلق بروح جديدة .. روح التفاؤل والتحدي..
واعلموا أن مدار الأمر كله... ينصب في خشية الله....وأن النجاح والتوفيق بيد الله.

@-أيهاالأحبة:
الفوضى القادمة: (خذلان المستحقين للنصر).. يقود الخليج إلى المجهول.

في لحظة تاريخية حاسمة،.. تقف دول الخليج على مفترق طرق... تبدو فيها الأرض ساكنة... لكن تحتها بركان من السخط والارتباك والخذلان....ظاهريًا، كل شيء على ما يُرام: أبراج تعانق السماء، مؤتمرات تُرفع فيها شعارات السلام،.. اقتصاد يتحرك بثبات... لكن شيئًا ما في الجو مريب،..كأن الأرض تستعد للاهتزاز،..وكأن السماء توشك أن تمطر غضبًا، لا ماء...
إنه جزاء وفاقًا... لا ظلم فيه، بل عدلٌ إلهي يتسلل بهدوء، كأنفاس الليل، لكنه قادم لا محالة.
خذلان المستحقين للنصر.. ليس مجرّد موقف سياسي عابر، ولا زلّة في لحظة تردد، بل هو ...كسرٌ للميزان الذي تقوم عليه الأمم...حين يُترك أصحاب الحق وحدهم يواجهون البطش،... حين يُخذل الشرفاء في معاركهم العادلة،..فإننا لا نخسرهم وحدهم،.. بل نخسر أنفسنا. نخسر الكرامة التي بقينا ندّعيها،..والضمير الذي استتر خلف شعارات العدل.. لكنه صمت عند أول اختبار.

لقد خذل الخليج من يستحقون النصرة…وهم أهل غزةالأحرار.. من حملوا أحلام الحرية، ووقفوا أمام طغاة لا يعرفون من الحياة إلا سجونها... لم يكن أولئك المستضعفون ينتظرون الجيوش... بل كانوا يطلبون الموقف.. الكلمة.. اليد الممدودة.
لكن الجواب.. كان صمتًا رسميًا،.. بل في بعض الأحيان،.. تواطؤًا مقنّعًا بحسابات "السيادة".. و"المصلحة" و"الاستقرار".
لكن.. أي استقرار يُرجى إذا غُيّبت العدالة؟
وأي مصلحة تُرجى.. إن كانت على حساب الدماء والحق والحقيقة؟
إننا اليوم.. نشهد بداية فوضى.. لا تُشبه ما عهدناه من قبل....فوضى.. تتجاوز السلاح والاضطراب الأمني.. إلى التمزق القيمي... والانفصام الأخلاقي.. والانكشاف الحضاري.

شبابٌ يفتقد القدوة، أجيال تفقد الثقة في الخطاب الرسمي،.. شعوب تسأل نفسها في الخفاء: "من نحن؟ وعلى أي مبادئ نقف؟".
وما الفوضى القادمة.. إلا مرآة لما كان... ليست مفاجأة... بل نهاية منطقية.. لمقدمات.. اخترنا أن نتجاهلها.
لقد صنعنا بأنفسنا هذا المجهول القادم،...حين تركنا القضايا العادلة خلف ظهورنا.... وتفرّقنا بين ساكت ومتخاذل.. ومبرر ومداهن...بل..وبائع ومتآمر..

إن جزاء الخذلان لا يأتي فورًا،. بل يتسلل على مهل. بدايةً بالتشتت في الرؤية،.. ثم بالتنافس العبثي،.. ثم بالأزمات التي تنفجر من حيث لا نتوقع.....أمنٌ يضطرب،.. اقتصاد يختل... تحالفات تنهار...ثقة الشعوب تتآكل.
وكل ذلك.. لأننا لم ننصر من كان يجب أن ننصره، ..ولأننا لم نُعلي صوت المبدأ.. حين اختنق في الزوايا.
"جزاءً وفاقًا"... قالها الله في كتابه، وعدًا لا يخلفه.

فمن يزرع خذلانًا، لا يحصد أمنًا... ومن يصمت عن الظلم،.. يسمع قريبًا دوّي الفوضى،...لا من الخارج فحسب، ..بل من داخل نفسه.. ومجتمعه.. وتاريخه.

الخليج أمام فرصة أخيرة: أن يعيد صوته إلى حيث يجب أن يكون... أن يتذكّر أن الاستقرار لا يُشترى بالصمت،... وأن النجاة لا تكون في الحياد الكاذب...بل في الانحياز الصادق للحق.

قبل أن تطرق الفوضى الباب،.. لا بد أن يعلو صوت الضمير.
وقبل أن يُقال: "أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"...لا بد أن ننتصر لمن يستحقون النصر... فذلك طريق النجاة، لا طريق المصالح الزائفة.

-قال الله على لسان نبيه صالح عليه السلام:((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ))...هود-63.

-بارك الله ولكم بالقرآن العظيم...

الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده...
والصلاةوالسلام على من لانبي بعده..

أماااابعد:

-أيها الأحبةالكرام:
ومع بداية عام جديد..مازلنا نرى ونشاهد مشاهد تدمي القلوب..وتجرح المشاعر...وتجعل في الحلوق غصة...
ذبلت الأجساد، وجفَّت الأكباد،.. قرقرت البطون.. وظمأت الأجواف، أطفال يصرخون، وشيوخ يئنون، مرضى يتوجَّعون، ورجال حائرون...بيوت تنسف...وأسر تمحى من السجل المدني.. إنه مشهد من مشاهد الحصار الجائر..
من صهاينةاليهود..
وصهاينةالعرب.. وصورة من أثره وآثاره.
عاثوا فسادًا أسرفوا تدميرا
وَعَتَوا عُتُوًّا في الحياةِ كبيرا

لكنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ نافِذٌ
فسَيُغلَبوا ويُتَبَّرُوا تَتبِيرا

وسَيَشهَدُوا ذُلا وتَحقِيرًا كما
عُقباهُمُ سَقَرٌ وساءَ مَصيرا

•أيهاالأحبة:
من يتأمل في خطاب الوحي، سيجد أنه لا يربّي المسلم على “الاطمئنان اللحظي”،.. بل على “التسليم الكلي”، ولذلك قال الله في سورة يونس في وصف أهل الإيمان بـ ((الذين آمنوا وكانوا يتقون))،.. ثم جاءت بعدها: ((لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة))، أي أن اليقين بالله، والرضا بتدبيره، ..لا ينتج فقط طمأنينة مستقبلية،.. بل يمنح الإنسان معنىً جديدًا للعيش في قلب اللحظة، ..حتى لو كانت اللحظة نفسها تُنذر بالفقد، أو بالتحوّل الجذري.

فالوعي الإيماني.. لا يُلغي المعاناة، لكنه يُعيد تأطيرها،.. لا يُطفئ الآهات، لكنه يضعها تحت سقف :((وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)).. ولا يمنع الأسئلة،.. لكنه يعصم النفس من السقوط في مستنقع الجزع.

*‏وهذه جرعة يقين*:
"إذا أرادَ اللهُ شيئًا..
تعطَّلت قوانينُ الطبيعة من أجله..
فحينئذٍ .. البحرُ لا يُغرِق..
والنّار لا تَحرِق..
والجبلُ لا يعصِم..
والحوتُ لا يَهضِم..
والعذراء تحمل من غير زوج..
والعجوز تلد..
فلا تقُل عن شيءٍ أنه مستحِيل..
وكان اللهُ على كل شيء مقتدرًا"

-أحد القساميين.. يخاطب إسرائيلي ..قائلا:
إن عدالة الله لا تغيب ولا تخطئ الطريق..
بيوتنا التي جردت من جدرانها وسويت ركاماً ..
عادت اليوم لتروي قصتها في بيوتكم شظايا..
تطعن كبرياءكم.. وركام يدفن أوهام قوتكم.. وكما
بكينا أولادنا تحت الأنقاض.. ستبكون أنتم تحت
سقف الخوف والرعب ..
هكذا يمهل الله ولا يهمل ..
فارتقبوا ما بعد الرماد.. فما زال للحق بقية ..
إنها عدالة الله في أرضه والسلام...

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلَآح
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------


للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
2025/06/27 12:43:22
Back to Top
HTML Embed Code: