Telegram Web Link
بيير بذاته : لا يمكنني تصديق هذا ، هذه ليست اميسا ! يستحيل هذا ..

- نظرت اميسا حولها ، لتدرك نظرات مَن حولها لها ، ثُمَّ غادرت مسرعةً من مكانها دون ان تنطق بكلمة -

رينا : فيلد ! لما انت مصدوم لهذا الحد ؟!
فيلد : انظري الى نفسك أولاً ، صدمتي لا شيء مقارنةً بك ..
رينا : حسناً دعنا من هذا ..عليك تدبّر الامور هنا قبل رحيل الضيوف ، اميسا ذهبت دون شرح اي شيء والجميع في حالةٍ من الذهول ..
فيلد : انت على حق ..

- تقّدم فيلد لوسط الساحة وصفّق بيديه ليُحوِّلَ انتباه الجميع إليه -

فيلد : معذرةً يا سادة ، ما حدثَ للتو لم يكن بالحسبان ، ونؤكد لكم أنَّ هذا لن يمنعنا من إكمال ما اتفقنا عليه ..

احد رجال الاعمال : لكن هذه الفوضى التي حدثت هنا لا تعطيني اي بريق تفاؤل للقبول بهذا الاتفاق ..
( وبدأت همهمات الموافقة والتأييد لرأي الرجل )
رجلٌ آخر: بعد هذا الموقف لا يمكننا ان ان نتفق معكم ، ومع قائدتكم تلك ..
رجلٌ آخر : اجل هذا صحيح ، تلك المرأة مرعبة ، لا يمكننا التعامل معها ..

لتتقدم رينا قائلة : انتم تخافون منها الآن أليس كذلك أيها الجبناء ؟ هل ظننتم أنكم باستطاعتك خداعها لأنها امرأة ؟ ياللعار !

فيلد : اسمعوني جيّداً ، ما الخطأ الذي رأيتموه منها ؟ هل رأيتم منها ضعف ؟ هل رأيتم الخوف في وجهها وهي امام ما ينهي حياتها ؟ ماذا وجدتم بها ؟ هل هي شخصٌ يمكن ان تثقوا به ام لا ؟

- لا احد يجيب -

بيير والذهول لا زال يسكن محجري عينيه : لقد كانت رائعة ! لكنّها ليست اميسا التي نعرفها ..
احد الرجال : لم يكن أحدٌ منّا يعلم بأنها بهذه الوحشية ..
رينا بغضب ممزوج باحتقار : ماذا؟ وحـ..وحشيةُ ماذا ؟ عن ماذا تتكلمون أيها السخفاء ، مَن انتم لتتكلموا عن اميسا هكذا ؟! ثُمّ مـ....
( ليقاطعها فيلد ممسكاً بذراعها مشيراً لها بأن تهدأ )
احد الرجال : اصمتي ايتها العاهرة ، التزمي حدودك مَع مَن هماعلى منكِ ...

( تشتعل رينا غضباً ، وقبل ان تتحدث مشى فيلد بهدوء نحو الرجل الذي تكلم، ليصفع فيلد ذاك الرجل على وجهه بقوة ويسقطه أرضاً )

فيلد بصراخ : تباً لكم جميعاً ،، فتلخرجوا من هُنا بسرعة ، لسنا بحاجة لأحدٍ منكم ، هيّا قبل ان أمزقكم جميعاً إرباً إرباً ...

- بدأ الجميع بالخروج واحداً تلو الآخر مخرجاً من فمه الشتائم والتهديدات على هذه الليلة وعلى هذا الفريق المرعب -

هدأ المكان بالفعل ، حتّى كيرل لما يكن بإمكانه استيعاب ما حصل وذهب بدون اي حديث ، ولم يتبقى في الساحة سوى اعضاء فيلق اميسا وبيير ، في هذا الهدوء تقدّم بيير نحو فيلد قائلاً ..
بيير : لن أُلغي العقد الذي بيننا مهما حدث ! أبلغ سلامي لـ أميسا .. ( ثم غادر )

.
.

جوكسين : حسناً جميعاً ، ليلةٌ فوضويةٌ جداً ، لكن لا بأس ، هيّا فلنرتب المكان وندخل لنرتاح كما طلبت منّا القائدة ..

احدهم : لكن سيدتي إن القائدة ليست هُنا ، ونحن غير مطمأنين عليها ..
جوكسين : ان ترتاحوا مساءً ذاك أمرُ القائدة ، هل تودُّون ان تعصوا امرها ؟
-صمت -
جوكسين : هيّا اذن..

فيلد يهمس لجوكسين : شكراً لتدبرك الامر الآن وقبل أن آتي ..
جوكسين : لا شكر بيننا ، هذا واجبي ..
فيلد : حسناً انا سوف اذهب للبحث عن اميسا الآن ..
جوكسين : إياك !
فيلد : ماذا ؟
جوكسين : أعتقد أنّها الآن تود أن تكون بمفردها ، او ربّما مع شخص آخر غيرك ..
فيلد بتعجب : وانت تعرفين ؟!
جوكسين : لا تستهن بي !
فيلد : حسناً لا بأس ، كلامك صحيح على أية حال ..

.
.
.

// أميسا //


غادرت اميسا المتنزه ، دون ان تُدرك أين وجهتها ، لتسير بدون ادراك لتصل الى غابةٍ قديمة على بعد كيلومتر من اطراف المدينة ، لتقف وتتذكر هذه الغابة قائلة ً بابتسامةٍ مليئةٍ بالدموع ..
اميسا : ها انتِ ذا أيتها الغابة ! لقد عُدت لكِ مجدداً ، وكأن القدر يريد جمعنا مرّةً اخرى بعد كلِّ هذا الزمن ..
- صمت -
اميسا : حسناً ، انتِ المكان الوحيد الذي اهرب إليه في مثل هذه الاوقات ..

( لتتقدّم وتدخل للغابة قاصدةً بيتَ شجرةٍ صغير ، وتصعد إليه ملقيةً نفسها على السرير الصغير الذي يملأه الغبار ، وتجهش بالبكاء ...)



.
.
.


#يتبع ...

للتواصل وإبداء رأيكم 🩵👇🏻
@secret_smile_bot
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رواية : حيرة الغموض
الجزء : الثاني
الكاتبة : العقل الغامض
التصنيف : اكشن ، رومانسي ، تكنلوجيا ، دراما
P""3


•••

يرمينا الحاضر أحياناً نحو الماضي ، ليعطينا اندفاع السهم قبل انطلاقه للمجهول ..

•••

/ بيير /

عاد مساءً ليتوجّه نحو منزله ، لكنّه سرعانَ ماغيّر وجهته ، و سار نحو الشركة ..
كان الجو هادئاً ومعظم الموظفين قد انتهى وقت عملهم ..
دخل لغرفة مكتبه مسرعاً ، واغلق الباب خلفه ، ليتنفس الصعداء ويجلس مبعثراً شعره ، محاولاً فهم مجريات ما حدث..

بيير : هل جيمس احمق لدرجة إعلانه أمام عددٍ هائلٍ من الشخصيات المهمة عن رغبته في قتل اميسا ؟!
إنّ شيئاً كهذا من شأنه أن يجلب له الهلاك ..!
وما شأنه بأميسا ؟!
من أين يعرفها ؟ وهي كانت تعرفه !
ما العلاقة التي تربط بينهما ؟
هل يعقل أنه له علاقة بماضي أميسا ؟!
ان صحَّ استنتاجي ، فما علاقة القتل الآن ؟!
ولماذا تحديداً في هذه الفترة ؟!
ولماذا جاء تحديداً امام الجميع ليهددها ويسيء لسمعتها ؟ وهو بمقداره قتلها دون ان يتواجد حتى او يظهر !
( ليصرخ مستنكراً افكاره ويضرب بقبضته الطاولة )
تباً ! كلا الشخصين لا استطيع فهمهما !

- يسود الصمت بضع دقائق قبل ان يطرق باب مكتبه -
بيير : مَن هُناك ؟
كيرل : سيد بيير ، هذا انا ..
بيير بتعجب وقد اتّجه نحو الباب ليفتحه : سيد كيرل ! ما الذي اتى بك الآن ؟!
كيرل : اتيت لنتحدث قليلاً ..
بيير : بالطبع ، تفضل سيدي
( لتظهر من خلف كيرل ابنته سولا )
سولا : مرحباً بيير ، هل يمكنني الدخول أيضاً !؟
بيير : سولا ! .... ااا .. اجل بالطبع ..

( يدخل كلاهما بينما يحاول بيير اعادة اتزان شعره كما كان قبل أن يُحدِثَ التفكير به هذه الفوضى )

بيير : سولا ! إن الوقت متأخر ، هل هناك خطبٌ ما ؟! ..
سولا : اجل .. لقد أتيت للاطمئنان على صديقي ، بعدما عاد ابي واخبرني ما حدث ، بشكل مختصر جداً طبعاً ..
بيير وعيناه زاغتا نحو الارض : شكراً لاهتمامك ..
سولا : هذا أقلُّ ما بإمكاني فعله ، في النهاية نحو صديقان ..
( ليومئ بيير برضا )
- صمت -
كيرل : سيد بيير ، أتيت لأسئلك حول السيد جيمس ! هل لك صلةٌ به ، او تعرفه ؟
( تتجوّل الافكار بسرعة بعقل بيير ، مستذكراً أنه هناك قرابة بين كيرل واميسا )
بيير : لا ، ليس هناك صلةٌ معه ..لكنني اعرفه من كلام والدي فحسب ، كان يتحدث عنه أحياناً ..
كيرل وعيناه تنتقلان نحو الارض : ارجو ذلك !
بيير : سيد كيرل ! هل هناك ما يقلقك ؟!
كيرل وهو يعتدل في جلسته ويعيد بناظريه امامه ويبسم : وهل هناك يومٌ يخلو من القلق في حياة رجال الأعمال ؟
بيير وهو يبادله الابتسامة : بالطبع لا ..
( ثم تنخفض ابتسامته لتلاحظ سولا حزنه وتوتره المخفيين )
سولا : ابي اظن ان الوقت متأخر وربما بيير بحاجة لبعض الراحة بعد يومه المتعب هذا ، وانت كذلك تحتاج للراحة أيضاً .. لذا ما رأيك بالمغادرة ..!
كيرل : لقد وصلنا للتو ! .. حسناً ، لكن كلامك صحيح .. سنتحدث لاحقاً إذاً سيد بيير ..
بيير : بكل تأكيد .. شكراً لزيارتك ..

- يقف كيرل وتمشي خلفه سولا وما ان يصلا للباب .. حتّى تودّع سولا والدها أيضاً ، ويقف بيير مذهولاً مما يجري -

كيرل بتعجب : وانتِ ؟ هل ستبقين ؟! هيّا هيّا امشي أمامي هذا غير مسموح ..
سولا : ابييي ! ارجوك ، لن اتأخر ، سأصل بعدك بساعةٍ واحدة ، أقسم أني لن أتأخر ..
كيرل : لا نقاش .. هيّا ، فلنذهب ..
سولا : بيير ! هل هناك مانع من بقائي لساعةٍ فقط لديك ؟!
بيير باحراج : ااا..لا..لا مانع
سولا : أرأيت يا ابي ! إنّه لا يمانع ، سأكون مهذبة أعدك ..
كيرل وهو ينظر لبيير بعدم حيلة : حسناً ، لا بأس ، لكن ان تأخرتي دقيقةً واحـ....
سولا وهي تحتضن والدها : انت أفضلُ أب ٍ في الدنيا ، شكراً جزيلاً لك ..

- يغادر كيرل بقلّة حيلة ، تاركاً بيير مع سولا ، يدخل بيير ليجلس بكرسيِّه خلف مكتبه ، وتجلس سولا على الاريكة الممتدة امام المكتب ، لتسود حالة من الصمت بينهما -

سولا : بيير هل انت بخير ؟ لا تبدو لي بحالة جيدة !
بيير : اجل .. انا بخير .. لا داعي للقلق
سولا : لكنني أُدرك جيِّداً أنّك لست على ما يرام ، نحن صديقان لا داعي لأن تبدو محرجاً أمامي ..هل تصدّق أنني سعيدة ٌ جداً اليوم لأنني استطعت ان اراك وشعرك مبعثر ، وانت الذي لا يخرج إلّا وكاملُ الأناقة ..( ثمَّ تضحك ضحكةً خفيفة )
بيير وهو محرج ويمد يده لشعره بشكل لا إرادي : هذا لأن... أقصد..
سولا : لا عليك ، لا تقلق بهذا الشأن ..
( ثم تقوم بسحب احد الكراسي من امام المكتب وتضعه بجوار كرسيِّه )
سولا بجديّة وهي تُكتِّف يديها : انت الآن في منصة اعتراف بكل ما يرهقك .. هيّا فلنبدأ ..!
( ليضحك بيير من عفويَّتِها وجدِّيتها أيضاً )
بيير وعادت ابتسامته : كما تأمُرين ..
.
.
.
.

/ أميسا /
كان البكاء هو الشيء الوحيد الذي فعلَته خلال الساعات السابقة ..
كان كُلُّ ما يجول بخاطرها هو ما حدث وما ردّة فعل أصدقائها ، وكيف ستواجههم ، ثم لتتخبَّط الأفكار مجدداً وتستذكر وجود جيمس المفاجئ ، والخطة التي فشلت ، والفوضى التي حلّت ، لتعود بذاكراتها الأيام التي عانتها ، ثم تعود لتجلس وتنظر بأطراف المكان ، وكأنها تقول لها أنّها تعتذر لأنها تركتها وحدها كل تلك المدّة ، وتعود بذكرياتها للأيام التي عاشتها في منزل الشجرة هذا ..

قبل سبع سنوات
" أميسا في عمر الـ 20 " ...

كنتُ اجري مُسرعةً نحو الغابة ، لا أذكر أني كنتُ أشعر بقدماي من شدّة الألم ، كان الجو بارداً وكنت أركضُ بأقصى سرعتي ، كنت أهرب!
كنت أهرب من حياتي ، وكأنني أبحث عن أي مجرى يأخذني من الجحيم الذي أعيش به ، ذاك الجحيم الذي يظنّه الكثيرون أنّه جنَّةٌ بالنسبة لي ، حياتي داخل منزل عمي كيرل ، ولقاء المدعو جيمس كل نهاية شهر لتلقي عقاب استنكاري لعمي ، حتى عمي كان يخشى جيمس ، ذاك الشخص الذي لن أتصوّر مطلقاً أنني سأفكر في عدم قتله ، ربما شكَّلَ لي رعباً حقيقياً كما فعلَ مع عمي ، لكنني مللت من فكرة تعايشي للألم ، كنت ادرس ونجحت فعلاً بعد معاناةٍ لا أدري كيف خرجتُ منها حيّة ، لم أعلم لما ولدت في مكانٍ مليء ٍ بالظلم ، في مجتمعٍ يستحق أن يشتعل وسط الليل ، لا أنكر أني فكرت بشيء كهذا ، إلّا أن ضميري لم يسمح لي ، فمَن يعيشون هنا يخضعون للظلم والاحتيال والكذب أيضاً مثلي، لذلك ركضت بسرعة ،لم يعنيني الصقيع أو الألم ، لم أهتم لو توقف قلبي بسبب الركض بسرعة ، كان همي الوحيد أن أبتعد عن هذه الحياة وأن لا يجدني أحد ، هربت ، ووصلت الى ملاذي ..
قادتني قدماي نحو شجرةٍ ضخمةٍ وسط غابةٍ في أقاصي المدينة ، صعدت إليها وجلست على أحد فروعها الكبيرة ، تلألأت الدموع في عيني قبل أن تسبقني السماء وتنهال دموعها قبلي ..
اختبأت بين أوراق الشجرة ، ودموعي هزمتها الجاذبية وبدأت تتساقط تزامُناً مع المطر ، كدتُ أن أتجمّد لولا أنني لففت وشاحي الأسود حولي ، كانت ليلةً مع كلِّ أنينها إلّا أنني شعرتُ بالحريّة ، وعاهدت نفسي أن لا أعود للسكن مع عمي ، تسللت في الصباح التالي لمنزل عمي دون أن يراني أحد، وأحضرت بعض لوازمي إضافةً لأشيائي الخاصة ، حملتُ أيضاً ما استطعت حمله من طعامٍ ريثما أتدبّرُ أمري ، عدتُ للغابة ، وبدون أي قرار وجدت نفسي ، أصنع منزلاً على الشجرة كما اعتدت على صناعته مع والدتي في أعياد ميلادنا عندما كنت طفلة ، طالت الأيام وانهيت بناء المنزل ورتبت أشيائي به ، وبدأت اذهب للقرية القريبة من المدينة لتعليم الاطفال فأحصل على أجر ٍ يكفي قوتَ يومي ..
ومع مرور الأيام لَم أكتفي بتدريس الأطفال ، بل عملت أيضاً في مجالي بالتكنولوجيا بتصميم بعض الألعاب الالكترونية في أحد المحلّات ، كان أجري أفضل من سابقه ، لكنني لم أعمل إلا شهراً واحداً ، فالأمر لَم يناسبني ، فلجأت إلى الذهاب نحو المدينة وحرصت أن لا ألتقي بأحد معارفي ، وسِرتُ في مناطق أُدرِك جيّداً أنَّ عمي لن يتواجد بها ..
كان هذا العمل هو الشيء الذي أبحثُ عنه ، إنّه عمل خاص لم نأخذ عن مجالاته أثناء دراستي ، اختصَّ العمل على اختراق الشبكات وبعض البرمجات ، كان ذلك العمل سبباً لتقدّمي وزيادة معرفتي ، ولا سيّما أنني قابلت الثنائي اللذان أصبحا عائلتي الجديدة " فيلد و رينا " ، تشاركنا مشروعنا الأوّل ، وزاد حبي للمجال أكثر ف أكثر ، لم أتوقع تقدّمي الشديد هذا كما دُهش مثلي باقي الأصدقاء ورئيس عملنا أيضاً ، استقرّت سيولتي ، وحان وقت مغادرة تلك الغابة و أودّعها بعدما احتضنتني في وقت ٍ لم أستطع احتضان نفسي به ، جالت في بالي فكرة ترك كامل أشيائي هنا حيث توقعت عودتي الى هنا يوماً ما ، فالحياة لا ترحم ووجدت من هذا المكان ملجأي الخاصة ، غادرت و تركت جزءاً من قلبي هناك ..
وهكذا دارت بي الأيام ، وتقلّبت الظروف ، وتحسّنت أيامي ، وأصبحتُ شخصاً أذكى وأقوى ، تشكّل فيلق X ، وبدأت مهماتي به ، و بكوني قائدةً لهذا الفيلق زادت ثقتي بنفسي ،
وعدت لرؤية عمي كيرل بضع أيام خلال الشهر ، واختفى جيمس نهائياً من حياتي حتى نسيت أمر وجوده ، تطوّر فيلقنا بالأخص بعد عودة صديق طفولتي الوحيد " برايم " الذي بفضله انتقل فيلقنا نقلة نوعية لم يكن باستطاعة أحدنا أن يتخيّلها ..

.
.
.
.

~ عودة للحاضر ~

أميسا وهي تحاول كفكفة دموعها : يا لها من قصة ! أشعرُ بقوّةٍ الآن ، أشعر أنني بإمكاني تجاوز هذا ، لقد مررت في حياتي بما هو أسوء ، هذا المكان بالتحديد .. هو سرُّ أسراري ..
لقد ذكرني بحقيقة حياتي بعدما كدتُ أنساها ، لن أتزلزل فقط لعودة جيمس فجأة لحياتي ، لن أجعله يسيطر علي ثانيةً ، لن أجعله يسلب مني حياتي ..
أنا لم أّعد تلك الفتاة قبل سبع سنوات ، لقد كبرت يا سيد جيمس ، لم اكبر العشرين عاماً بحرية وكانت قيوداً وحسب ، لكنني عشت سبع سنوات عوّضتني عن كل تلك السنين ، أنا أمتلك اسماً الآن ، ولدي أصدقاء ، ولدي أحلام ، ولدي اخوة ، ولدي ما يكفيني لأشعر أنه هناك سبب لعيشي ، لدي ما يكفيني لأشعر أنني أستحق العيش ...

.
.
.

/ مقر الفيلق /

رينا : فيلد ! أنا قلقةٌ جداً على أميسا ! لقد مضى أسبوع ٌ على اختفائها ..
فيلد : وأنا كذلك ! أخشى أن يصيبها مكروه ..
رينا : لقد حاولت البحث كثيراً.. لكنني لم ألتقط أي اشارةٍ لها ..
فيلد : يا للأسف ! تباً أين اختفيتِ أميسا !

- لتتقدم جوكسين نحوهما -

جوكسين : فيلد ، رينا ، هل من أخبار ؟! إنَّ الفيلق بكامله متوتر ..
فيلد : لم نستطع أن نجد أيَّ شيءٍ يدلنا عليها ..
رينا وعيناها تدمعان : إنَّني أفتقدها جداً ..
فيلد وهو يحتضنها : لا بأس ، ستعود ، انا اعرف أميسا جيداً ..
رينا وهي تتحرر من العناق : لن يصيبها مكروه أليس كذلك !؟
فيلد: أرجو ذلك ..
جوكسين : علينا أن نثق بالقائدة أكثر من هذا ..لو رأتنا على هذه الحالة لكانت عاقبتنا أسبوعاً كاملاً ..

( صوت أقدام تركض بسرعة وهي تدخل نحو الداخل عبر الممر الرئيسي لمقر الفيلق )

.
.
يتبع ..

لتعليقاتكم 🩵👈🏻 @secret_smile_bot
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كاتبتكم روزا أتت بختاميه سبتمبر لكم ..☁️💙

هل من بقية لتقرأ ذلك؟! آمل هذا حقاً ...
.
.
.


الأبيض " إن خير المرء بأي لون قد يلائم حُلة واقعه فبلا ريب هو الأبيض ..

قد يُسئل وقتها لِمَ ذلك ؟!

ببداهية : لانه الاستثناء الوحيد الذي يَسع بقية الألوان بماهيتها _ بأصلها الكامل _ دون تمازج

فإن خُيل لك أن الواقع يتجسد ببساط أبيض اللون إذا فإن الاسود والأحمر وحتى الرمادي سيلطخه دون أن يتم امتصاصه بغياهب جوفة مضمحلاً إياه
_ خافياً إياه_
أي أنك ستتعايش حزنك وغضبك وتَيِهك بحذافيرهم ..

آمل انك تفهم ذلك ~~




.
.
.



ضجيج صاخب عكر صفو فكرة ، اصوات متداخلة مع بعضها البعض موقعه إياه بحيرة ، عاود إغلاق ملقتاه وفتحها محاولا تبديد تلك الحيرة

وما إن وقعت أنظارة الى كفيّ يدة إذ توسعت آثر ماترى جزعاً حتى أنه ماعاد يقدر على إغلاقها ..

سائل أسود لزج يلطخ بياضهما تختلط معه شظايا زجاج به مسببه بخدوش عميقة

تأتأ بحديثه محاولاً الاستنجاد بأي أحد

فلم يبثق من ثغرة ألا ذات السائل الذي يلطخه وكأن هنالك من جرعه إياه مراراً ألى أن مُلئ به

شعر بالاختناق لفرط توجسه وما إن التقطت أذناه وقع أقدام آت نحوة ؛ رفع انظارة متلهفاً ناحيته لعله يُغاث ..

لكن ماترائ له هو جسد لكيان يقدر بالثامنه من العمر ،، مليئ بالثقوب عيناه غائرتان لايرى إلا سوادهما فمه ممزق حتى أن هيكل أسنانه يرى

لم يسعفه القيام بأي رد فعل إذ أن ذلك الكيان أمال براسه نابسا بجمود :-

_ أخي ..؟!

_
_
_



شهق بعنف متخبطاً بمضجعه يعافر على إدخال الهواء لرئتاه فلقد شعر أن أنفاسه سلبت فما عاد بقادر على أخذها ..

مرت هينه من الوقت الى أن استطاع تهدئه باله والجلوس متربعاً فوق سريرة

_ كان حلماً ، مجرد حلم بائس لاصلاح له

تمتم بهذا مطمئنا فؤاده المضطرب وبكفٍ مرتعش قام بمسح الدموع المنهمرة على تقاسيم وجهه ممارسا عمليةِ الشهيق والزفير بشكل بطيئ ليهدأ تماماً ..

خطر بباله حينها أخاه الصغير ليهرع إليه خارجاً من حجرته نحوة يريد الاطمئنان عليه فقد هُيئ له أن ذلك الفتى بالحلم يشابهه اخاه المسكين

اتراه أصيب !! أم به بأس ..

وصل لباب حجرته فاتحاً بابها بهدوء خشيه إيقاظه فالوقت قد تجاوز منتصف الليل

تقدم نحوه بخطوات مرتعشه الى أن سكنت نفسه برؤيته يتوسط سريره مستغرقاً بالنوم والانارة الخافته جوار سريرة متقده تبعث بنفسه إطمئناناً ..

جثى جوارة ممسداً خصلات شعره هامساً بعد فترة :-

_ أقلقتني ياروح أخيك ،، لا أراني الإله بك مكروهاً أو فجيعة ..
لأكن صادقاً اخاك راودة كابوس مريع أقلق مضجعه ، ولم يكن قلقي خوفاً على نفسي بل عليك فلقد ارتئيت فتى يشبهك

لكن حاله لايشبهك ولسبب ما إعتراني الهلع

تنهد ليردف بعدها بنبرة مذنبه:-

_ هلع فقدانك ياصغير ، أقر أنني أخ أكبر سيئ المعَشر : وقتي كله بالعمل ولا أبدي وقتاً لأجالسك واستمع لشكواك

لكنني سأحاول حقاً ان اكون صالحاً .. تمنى لي الحظ بذلك وتحملني رجائا .. فهذا صعب نوعا ما ....

قام بتقبيله بمقدمه رأسه ليعدل فراشه جاراً خطواته نحو المطبخ ليعد له كوب حليب دافئ فلا يظن انه سيقدر على النوم بعد هذا الاضطراب ..

.
.
.


6:15 ص ||


انتهى من إعداد المائده بفخر شديد متناسياً إرهاق سهره ..
فمنذ اليوم عزم على تناول الافطار معاً ولو بإيقاظ الاصغر باكراً جدا ليلحق بعمله بعدها وإيصاله لمدرسته على طريقه


توجهه مهرولاً نحو حجرة اخاه ليدلف مردداً بحماسه بعد ان استقر جوارة:-

_ يوجي ، عزيز أخاك إنهض فلا إفطار لوحدك منذ اليوم ..

عبس لعدم استجابة أخاه ليعيد ندائه هازاً إياه برفق

_ يوجين؟ مابالك إنهض هيا ..

حدق بتململ أخاه وسط نعاسه ليساعده حينها على النهوض مبتسماً ..

لكن الاصغر ابى ذلك وقد عاد للتكور بسريرة من جديد


تنهد الأخ الأكبر لذلك ليهتف برجاء :-

_ استيقظ رجائاً هيا ~~

توردت أسارير وجهه لرؤيه أجفان المعنيّ تحرك ببطئ ليكشف عن حدقتاه الرمادية

بعدما اخذ وقتاً كي يعتاد على إنارة الغرفه

_ سعيد لاستيقاظك ، إغتسل وهرول للمائده فقد اعددت ماتحب ..

انهى حديثه مبديا استنكارة لنظرات يوجين إليه هي تبدو فاترة نوع ما وهذا ليس بمعتاد لذا تسائل :-

_ أأنت على مايرام؟! أهنالك شي ما يزعجك ..

هز الآخر برأسه ليستقيم بتكاسل
لذا تركه غرابي الشعر يأخذ وقته بالاستعداد بينما توجهه للخارج منتظراً إياه

.
.
.


_ ها أنت ذا .. إجلس لتأكل ..

دعاه بعدما رأه يقف ساكناً من بعيد ،، اخاه يتصرف بغرابه نوعا ما، أحيرته من رؤيته بالصباح الباكر الجمته؟!

.
.

_ يوجين انت لاتبدو على مايرام أأخذ إذناً بتغيبك عن مدرستك عزيزي؟!

أؤمئ برأسه ليفتح فمه بعدما مرر ديلان المعلقه ناحيته ثغره ليطعمه فلقد رأه بالكاد يأكل ..

_ حسنا إذا سأحادث المدير بشأن هذا ،، حالك يقلقني لذا سأذهب ايضا لأخذ الإذن من رؤساء عملي بالتغيب عن العمل والمكوث جوارك

صمت قليلا ليردف بعدها متأسفاً :-
_ اسف لادراكي هذا متأخراً لكنني آسف حقاً لإهمالك طيلة ذلك الوقت ، بسعيّ بالوظائف لئؤمن لنا حياة رغيده ،، اخاك الاكبر سيجاهد لاصلاح الأمر لذا كن بخير رجائاً

_ لستَ بملام أنا اقدر هذا حقاً ،، فأنا أحبك لذا كن بخير انت أيضاً ..

تمتم بخفوت لتهتز ملقتا ديلان بتأثر ليستقيم محتضناً إياه هو ممتن حقاً لكلماته

ممتن جداً فلطالما اراد سماع هذا منه لكن لم يتجرأ لمصارحته بالأمر قبل الآن ...


.
.
.

مقر العمل¹|| معمل الغيار

_ لا مكان لك هنا يا سيّد أنت مطرود

كان أول ما قوبل بِه من المدير وقت دلوفه لِمقَر عملة

إذ بدأ الاستنكار جليّ على محياه وقتها

فأردف مستفسراً :-

_ هل لي بمعرفة السبب سيدي المدير!؟

تقضبت ملامح المعنيّ غضباً واستياءً للذي أمامه ، ليعاتب بحدة :-

_ متغِيب قرابة الأسبوع بلا أي مبرر
وتأتيني الآن متهللاً المحيىَ ، أتظن أنني سأُقَابِلُكَ بالترحِيب مثلاً ؟!

فوجئ ديلان مما يرمى إليه من تُهم إذ برر نافياً:-

_ غير صحيح سيّدي المدير!! ، عن أي أسبوع تعنيه؟! ، أنت أكثر من يدرك أهمية هذه الوظيفه لمصدر دخلي ..

رمقة مُديرة بإشمئزاز لنكُرانه المزعوم فلم يعرة اهتماماً إذ ولى مدبراً تاركاً الآخر متخبطاً بحيرة ..

_ رجائاً سيّدي إنتظر ، هنالك خطأ ما أقسم لك ..

توسلة ديلان بيأس فلتوه طُرد ظلماً لكنّ مديرة لم يعبأ بالأمر مطلقاً ..

.
.
.

من جهه أخرى :-

_ سيّدي المدير : بخصوص ديلان ؛ أظن عليك معرفة هذا ..

.
.


مقرّ العمل² || مطعم للوجبات السريعة

8:45 Am ||

.
.
.

_ آوه ديلان هل أنتَ على مايرام الآن ؟!!

صمت برهه ليردف متبعاً :-

لاتتصور كم اعتراني القلق حيالك ..

رمق شريك عملة بإضطراب ليتسائل :-

_ عمّ تتحدث لويد ؟! أكنت بحال غير حالي الآن ؟!

تلبكَ لويد بحيرة ليجيب ::

_ العِلمُ عندك يا صاح أولم تتغيب قرابة أسبوعِ على ما أظن لعارض صحي ؟! أنظر لحالك كم تبدو شاحباً هزيل الجسد ..

فقد ديلان أعصابة لينبس بغضب مكتضب المحيىَ :-

_ عن أي هراء تتحدث أنت الآخر ، أيّ أسبوع تعنية ولا عِلمَ لي به !!

تراجع لويد بقلق لرؤيه بدن الثائر أمامه يرجف غضباً ،، أجُنّ حتى أنه ماعاد بمدرك ؟

_ على رسلك ديلان ،، لربما أنت مشتت الفِكر الآن ولم تتعافى بعد . بأي حال بما أنك أتيت مبكراً على غير العادة توجهه للمدير أظن لك حديثاً معه

أردف بذلك مهدئاً إياه من ثَم نفذ بذاته مبتعداً عنه ، فآخر ما يريده التخاصم مع مُعتل ..

.
.
.

خاض حوراً مشابهاً لِمَ قيل له مع رئيس عمله الأول !! لكنه بهذا لم يطرد بل تم تسريحة فترةً بلا مرتب يزعم ربُّ عمله فيها أنه يحتاج لراحة تعيد صوابة إليه

ماعاد يَعيّ أيّ منهم المُحِق .. رؤسائه أم هُو

زفر أنفاسة بضياع متوجهاً حيث أخاه فلإكتضاض فِكرة بتساؤلات حيرتة ماوعى إلا حين غدى مهرولاً الخطى نحوة ..


لقد فعلها مرةً أخرى بإنجرافة بمسائل عملة تاركاً ذاك المسكين ممدداً بلا هواذه ..

يالبؤس ما فعل .. !!!

____

9:55 am || منزل ديلان

.
.
.

_ يوجين عزيزي ،، أخاك هنا ..

نادى أخاه بنبرة تحامل على نفسه بأن تكون مرحة ليقِّر فؤاد أخاه ويأنس

وعلى مايبدو أن المعنيّ لم يتجاوب معها إذ قُبِلَ ديلان بوحشة سكون منزله ليهلع

راكضاً الخطى بحثاً عن أخية وتفقده ..

_ يوجين !؟

تسائل مضطرباً لحال أخاه وقتما عثر عليه

كان متربع الجلسه بسرير غرفتة مثلما تركه صباحاً محدقاً به بفتور يثير قشعريره ديلان


_ بربك يوجين مالخطب الآن ؟ مابالك تنظر لأخاك هكذا . أنت تثير قلقي ..

تقدم نحوه محدثاً إياه بإستياء بادئ بنبرة صوته

_ دائماً ماتخلف بالمواعيد معي لذا أنت كاذب ..

برر الآخر بحده لم يقصدها :-

_ أتراني تعمدت ذلك !! رؤساء عملي أصابهم خرف أنا بنفسي لم أستطع مجاراته

لذا كن ممتناً لأنني برغم ذلك هرولت إليك !!

_ كاذب ،، ديلان أخ كاذب ومهمِل

تمتمات أخيه الخافته وصلت لأذناه ليتقدم ناحيته ممسكاً بأكتافة ضاغطاً إياها بقوة مردفاً بإنكار :-

_ لا ، لا ، يوجين لاتقل هذا أرجوك

كان يهز أخيه الأصغر بعنف مع هز رأسه نافياً بإضطراب تولد بذاته ليفقده رشدة حينها

_ أخيك ديلان يهتم لأمرك بشده هو ليس بكاذب أو مهمل ، إياك حقاً التفكير بذلك ياعزيزي ،، حسناً ؟؟!

قلي الآن أخاك ماذا بنسبه لك ؟


صَمت يوجين المطبق حفزّ إثارة مخاوفة ليتركه متراجعاً للخلف صارخاً به:-

_ كفى تدللاً وأجِب ، ماذا أعني لك ؟

صمت هينه وأتبع مترجياً :-

_ يوجين رجائاً أخبرني أنك تقدر الأمر وتحبني ، أخبرني أن أهتم بصحتي مثلما فعلتَ قبلاً ..

أجِب ،، لاتصمت إياك ..

فقدانه لرشده جعله يهدد أخاه عقب إنتهاء حديثه إليه ؛ لَعله يريحة ..

لكن يوجين بقى شاردا بوجه أخاه محملاً إياه حِملاً آخر بعاتقه ..



زفر أنفاسه المتوجسه مقترباً منه مرة أخرى محاولاً إستعطافه بقوله:-


ياروح أخ___..
بُترت آواخر جملته كون جرس المنزل صدح رنينيه بشكل متواصل ..

مما عزز إضطراب فؤاده ..

_ إلهي العزيز !! من يكون ذلك ؟!

تسائل بقلق موجهاً أنظاره حيث أخاف متبعاً :-

_ لأرى من على الباب وآتيك ، فكر بماقلته لإخيك جيداً..
.
.
.

كانت أقدامه تتداعى للسقوط لكن بالكاد جرها لمدخل المنزل والذي يُطرق بعنف ..


_ ديلان ، ياعاق أقسم إن لم تقم بفتح الباب لأكسرنه برأسك ..

صوت المرأه التي تواري الباب وتصرخ شُبه أنه لزوجه والده!؟ ..

ليقطب حاجباه ويَهم بفتح الباب بعدما استجمع شجاعته لذلك ..

ولم يكد يتم فتح الباب إذا أنه دفع لجهته بقوة ليتراجع آثر ذلك كرده فعل

وإذ بصفعه قوية جعلت من رأسه يلتق للجهه الأخرى صادمتاً إياه!!!

_ وغد ، طيلة حياتك وغد ، أخبرتك أنه أمانه لديك إذا لمَ لم تقم بصونها !؟

قذفته بحرقه قلب أم مكلوم تنعى فقد أحدهم ..

رمقها باستنكار ولم يعي أيٍّ من شتائمها التي ترميها بوجهه الآن ..

لكن قولها " قلت لك أنني سآخذه فلايأتي منك إلا الفأل السيئ والذي أصاب طفلي فقتله أيها الع.. " خَدر جسده وكأن هنالك دلو ماء بارد كُب براسه فصرخ بها مدافعاً :-

_ عن أي هراء تبصقين به الآن!!؟

حديثه دفعها لعقد حاجبيها بغير تصديق لتقهقه بقهر نابسه:-

_ هراء؟! *أتدعو موت يوجين بهراء.. ولبئس الأخ أنت .. كان خطئاً أن أتركه عندك ، أخبرتك أنني أريده لكنك وغد قذر فضلت رؤيه أخيك يقتل بريعان شبابه على أن تأمنه لي _ صمتت قليلا لتصرخ به :-

كان عليك دفنه على الأقل أكان حتاماً أن تسعى المشفى لجلب رقم هاتفي وإخباري لأُفجع بطفلي .. لم لم يكن أنت مكانه

فقدت أخر ذرات صوابها لتخر باكيه كان قد تحصل على حضانه أخيه بدل منها كونها رصدت كمدمنه شراب ففقدت أهليتها لذلك

أخبرته انها ستكون أم جيده بعد العلاج فقط ليأتي بطفلها إليها لكنه رفض وكابر أنه أحق بها منه وأبعدها عنه ،،

لو أنها تمسكت بطفلها بدل تمسكها بوعود باطله ، لو أنها لم تنفصل عن والد إبنها وتتزوج بآخر ظنت أنه عوض وغضت النظر أنه يملك فتى كديلان ..

كانت شهقاتها تتصاعد لم يبرأ جرح فقد إبنها بعد إذا تشعر أن أنفاسها قد تُسلب ،، فقد كانت تعتقد ان طفلها الاصغر بخير مع ابن زوجها الراحل ..

_ م.مالهراء ذاك ، يو.ج.ين بالأعلى وهو على خي..ر مايرام ، أي حماقه أتيتي بها الآن ..؟!

كانت دموعه تتساقط وأنفاسه تتثاقل لوطئ ماحُمل به من هراء ..

هز برأسه مكذباً الأمر ، ليهرول صاعداً ليثبت لها أنها على هراء وأن أخاه بخير ..

لحقت به ترى هراءه فلقد أتت لتوها من المغسله التي يقبع بها وليدها

.
.

فتح باب الحجره بعنف بأنفاس مضطربه وجسد راجف ..

ليبصرة ،، اخاه أمامه فتنفس الصعداء
فهي تنبس بهراء محض لاطائل له ..

شعر بها خلفه ليواجهها قائلا بغيض:-

_ أمامك أخي ، فأي هراء كنتِ تقولينه بشأن وفاته؟!

استنكر أنظارها الشاخصه التي توجهها له ولأخيه وعندما قرر سحبها للخارج طارداً إياها بإمساك معصم يدها دفعته متراجعتاً للخلف نابسه بغير تصديق:-

_ فقدت عقلك ، فقدته حقاً ..

_ ماذا!؟

_ أتأكلك الذنب حتى أنك ترى دميةً كيوجين أتبعت بحقد مردفه:-

أتعلم أنت تستحق ليذهب عقلك وتعش على ذنب قتله يامجرم ..

دميه !؟ دمية!! نظر لحيث أخاه متمنياً أن ينطق بشي يبطل هرائها ،مستائلا عن صمته كأنه يتسمتع برؤيته عاجزاً !؟! ..


لكن مهلاً لم يبصر دميه الآن متوسطه السرير أين قد ذهب أخاه !!

لم يشعر إلا والمكان الذي به يدور جاعلاً من رؤيته ضبابيه إلى أن حالت للسواد

أخاه؟ أين تراه ذهب ؟! ذلك آخر ماجال بذهنه ..
.
.
.

بوقت سابق || مقر عمل ديلان:

_ سيدي بخصوص ديلان :-

_ أظنه يعاني الاضطراب الوهامي delusional disorder باعتقاد واحد راسخ أو أكثر من الاعتقادات الخاطئة التي تستمر لمدة شهر واحد على الأقل. قد تكون الاعتقادات الكاذبة أشياء عادية يمكن أن تحدث (مثل الخيانة الزوجية) أو أشياء من غير المرجح أن تحدث (مثل استئصال الأعضاء الداخلية دون ترك ندبات) أو ( تخيل شخص مات على أنه معه وتدور هنالك محادثات معه على أساس أنه حيّ)*

خذ بالمعلوميه انه قد أصيب بالاضطراب ما بعد الصدمه : عمل عامل أيضاً
بتغيب إدراكه وجعله متباطئ الإدراك بشأنه وشأن ماحدث معه

لاشك أن الذي ألم به كان أكبر من أن يتصورة فقام عقله بالحِصَانه ومحوة من ذاكرته

_ كيف لك أن تؤكد يقينا بهذا؟!

حدثه المدير بشك ليجيب المعني:-

:- رأيته قبل أسبوع بالمشفى آثناء ذهابي مع طفلي عندما كنت واقفاً عند مكتب الاستعلامات

مر مترنحاً الخطى أشعث الشعر والملابس
والتي صبغت بدماً لوثها حتى انني نويت اللحاق به لكنه تغيب عن نظري

بعد مده وآثناء إنتظار فحوصات طفلي سمعت بشأن جلبه قام شاب بإفتعالها عند رؤيته لجثه أخيه الذي وقع ضحيه إغتصاب فقتل آثناء ذلك ،، قام أخيه بجلبه حتى أنه قام ببعثره المكان غير مصدق وفَر هارباً من سوء ما رأه
أرجح انه ديلان سيدي كان حقا يبدو كمن خرج من مجزرة كان الناجِ بها بجسده فقط فلاروح وإدراك بقيا لديه ..

_ يإلهي العزيز!! ..


.
.
.

حاضراً بعد شهران المصحه النفسية:

_ دكتور أخبرني مرة أخرى لِمَ أنا هنا ،، أخي بإنتظاري لايصح تغيبي عنه هكذا لازال صغيراً

_ حقاً؟ أخبرني عنه إذا .

إبتسم المعني ليحدثه بلهفه مشتاق: -

_ أخي لطيف ومراعي بحق ،، كنت أظن أنه يمقتني لانشغالي عنه لكنه أخبرني انه يحبني ويتفهم الأمر أخبرني أنه يهتم لأمري عندما كنا نفطر سويه لكنه حزين بشأن تأخري وقت إخباره انني ساعود مبكرا ليستاء واصفاً إياي بالاهمال

رجائا دعني أذهب لأصالحه فلااستطيع تذكر مالذي حدث أثناء جدالنا أو عن الذي جلبي هنا إليك.

تنهد الدكتور مخبرا إياه:

_ عزيزي وقت إفطارك كنت تحادث دميه ، وتتعامل مع دميه على أساس انها يوجين أخاك الذي قتل ،، كل تلك الاحاديث و مخاوفك التي خشيت سماعها منه وخُيل لك انه تحدث بها ،، كانت فقط تهيئات عقلك الذي أراد سماعها من أخيك الراحل أو التي خشي سماعها كعندما أخبرتني انك نُعتَ بالمهمِل ..

علاجك يكمن في تقبلك الأمر ، أخيك رحل وأنت هنا تتعالج نقطه ..


_ م.. ماذا؟!

.
.
.


# تمت💔
ترددت بنشرها بالبداية لكن عزمتُ الأمر بكونها ختاميه لهذا الشهر ،، لاسيما أن القناه تمر بركود مخيب للآمال حقاً ..
ولربما تكون ختاميه لنشر أعمالي هنا أيضاً ،، لمن يعرفني مسبقاً سيعلم أنني متآصله بهذه القناه من نهايه عام ٢٠١٨ م وآمل حقاً أن يكون لي ذكر جيد بآذهان الجميع طيله تلك الفترة ..

استودعكم اللَّه اعزائي ..💙
وقرائه ممتعه لأقصوصتي " غياهب"
رواية : حيرة الغموض
الجزء : الثاني
الكاتبة : العقل الغامض
التصنيف : اكشن ، رومانسي ، تكنلوجيا ، دراما
P""4


P""4

•••

قد لا يجري ما صبونا لأجله ، لكن سيجري الصواب حتماً

•••

- عَلَت أصوات خطوات الأقدام وتباطئت عند اقترابها ، لتظهر من أمامهم أميسا بابتسامتها وحماسها المعتاد -

يهتف الجميع والذهول لا زال على محياهم : القائدة !
أميسا : مرحباً بكم ! أخشى أنني جعلتكم تقلقون علي ..

.. ليركض الجميع ويجتمعون حول أميسا والاسئلة تنهال على أميسا ، حول سبب غيابها ، او ماذا جرى لها ..

أميسا : حسناً حسناً أنا على ما يرام كما ترون ! شكراً لاهتمامكم بي يا أصدقاء ، فلولاكم لَما تحسنت واستطعت العودة إلى هنا ..
فيلد : حسناً جميعاً ، بما أن القائدة قد عادت فلنقم احتفالاً مساءً بهذه المناسبة ..
ليهتف الجميع : أجـــــل !
فيلد : أما الآن على القائدة أن ترتاح قليلاً ..
أميسا : فيلد ! لكنـ.....
فيلد بهمس لأميسا : علينا أن نتحدث ..

( كانت تعلم أميسا أنه ليس من حقها الرفض بعدما فعلته بهم ، لذلك ذهبت مطاوعة لأمر فيلد ولحقت بهم كل من رينا وجوكسين )

فيلد : نحتاج تبريراً لما حصل ..
رينا : كن لطيفا ً قليلاً !
جوكسين : أنا مع رأي فيلد ..
أميسا : لا بأس .. سأتحدث ..

( بدأت أميسا تروي لهم أسبابها وعدم قدومها ، متجاهلةً الحديث عن اي شيء يخص جيمس او يخص بيت الشجرة في الغابة )

رينا : أميسا ! نحن دوماً معك ، مهما جرى لك ، تذكري هذا دائماً
أميسا : شكراً لكم !
تنظر جوكسين نحو أميسا نظرةً ثاقبة وهي تفكر بحدة : أيتها القائدة ! هل حدثتنا بكل شيء ؟! أم أخفيتي عنا بعض الأمور !؟
أميسا مخفيةً توترها : لا ، لا ، أنا لا أخفي شيئاً ..
فيلد : حسناً ، هيا لنذهب لنكمل أعمالنا ..
جوكسين : كما تريد أيها المتبجح !
رينا : جوكسين ! لقد كان فيلد يمزح سابقاً ، لا داعي لانزعاجك ..
أميسا : فيلد ! ما نوع النكتة التي أخبرتها لجوكسين ..
فيلد : لا شيء سوى الحقيقة !
جوكسين : حقيقة !؟ لقد كان ينعتني بالرجل !
أميسا : ماذا ؟
فيلد : هكذا هي برأيي .. هل أخطئت !؟
( وبدأ الشجار بينهما ورينا تحاول تخفيف الموقف )

أميسا بذاتها وهي تغطي وجهها بيديها : أيُّ سخافةٍ وصلَ إليها الفيلق في غيابي ؟! أشعرُ بالخزي ..!

- تقف أميسا وتأخذ نفساً عميقاً قبل أن تصرخ بكل منهما -

أميسا : هــذااا يكفــييي !
منذ متى وكنا نتشاجر على شيءٍ كهذا ؟!
وأنت فيلد ! هل هكذا ائتمنتك على الفيلق ؟
هل لتحدث جلبةً كهذه ؟ لا أحد بحاجةٍ لرأيك !
وأنت ِ جوكسين ! هل توقف عقلك عن النمو حتى تتجادلي معه ؟ ألا تعلمين أنه عنيد ورأسه أقسى من الصوّان ؟ لا يهم ما هو رأيه بك !

- صمت -
- ثم تصفيق هادئ ثم يصبح اقوى -

فيلد وهو يصفق بابتسامة : حسناً الآن أستطيع أن أقول أنكِ بخير ..
جوكسين : لا تقلقي لن نتجادل عن شيء يخبرني به كلما يراني ..
رينا : لقد اوقعتما بي أيضا ..
فيلد : هذا جيد ، فلو لم تقعي انتِ أيضا لكانت الخطة فشلت
أميسا : هكذا اذن ..

- ثم يضحك الجميع -

.
.

/ بيير /

كان جالساً في مكتبه ، يقلب الأوراق أمامه ، ينظر للموظفين حوله من خلال حائط مكتبه الزجاجي ، وكأنه يبحث بينهم عن شخص محدد ، ثم يعود بنظره لأوراق عمله ..
كانت تلك الاوراق هي عقد الاتفاقية التي فعل الكثير لأجلها ، إنها الاتفقاية التي جمعته بـ أميسا ...

بيير : لماذا علي أن أخضع لكلامهم ، لماذا علي ان أُلغي هذا الاتفاق ؟ الى متى سأبقى مجرد بيدق بين يديهما ؟
مللت من هذا ! تباً ! ( يضرب بيديه الطاولة )

- يُفتح باب مكتبه ، وينصعق مما يراه مما يجعله يتجمد في مكانه -

أميسا : أهلا ! لماذا أنت غاضب لهذه الدرجة ؟
بيير : أ..أ..أميسااا ؟!
أميسا : أجل
( ثم تقترب من مكتبه وتجلس على الكرسي امامه وتنظر نحو الاوراق امامه )
أميسا : أليس مُرحَّباً بي الآن ؟
بيير : ليس الأمر كذلك ! ولكنني دهشت عندما رأيتك !
أميسا وهي تأخذ احدى الاوراق :أليس هذا اتفاقنا ؟!
بيير وهو يأخذ من أميسا الورقة : لا يهم
أميسا بجدية : أخبرني ماذا جرى في غيابي !

وسرعان ما غضب بيير لينتفض قائلاً : تغيبين كل هذا الوقت ، تأتين فجأة ، وتعودين وكأن شيئاً لم يكن ، ولا تتكلمين او تخبريننا اين اختفيتِ ، او ماذا فعلتِ ، ولماذا ، أخبريني هل ذهبتِ في اجازة ؟ ماهذا الاهمال ؟ لا اعرف اميسا كهذه أبدا !

تصمت أميسا لبضع ثوان قبل ان تقول بكل هدوء : هذا لا يعنيك !
( ثم تمشي خارجةً من المكتب ، لكن بيير استوقفها قائلاً )
بيير : ماذا تعنين بفعلتكِ هذه ؟
أميسا : هاه ! انت لم تعرفني قط ، ولن تعرفني ! ( ثم تخرج )
بيير : انتظري ! اميسا ( لكن اميسا كانت قد غادرت بالفعل ) تباً ! ماذا فعلت !
.
.
أميسا : يا لحماقتي ! لماذا ذهبت نحوه ؟ أياً كان ، ذلك لا يهم ..
( تمشي أميسا حتى تصل لمكتبها ، الذي لم يكن كمكتب بيير المحاط بالزجاج ، كان مغلقاً وغير نفوذ وبإطلالةٍ خلّابة من النافذة الكبيرة التي توسطت الحائط المجاور لكرسيِّها المتحرك ، جلست أمام نافذتها تفكر وتدور بها الأفكار يُمنةً ويسرى حتى يقاطعها اتّصالٌ من برايم )

برايم : مرحباً أميسا !
أميسا : أهلا برايم ! هل من جديد ؟
برايم : لا ،لا أخبار جديدة ، أردت الاطمئنان عليكِ وحسب
أميسا : برايم ! أنا أثق بك ، أنت تعلم هذا جيّداً أليس كذلك ؟
برايم بتوتر : أجل ، وأتمنى أن أكون عند حُسن ظنك ..
أميسا : حسناً ، نتكلم لاحقاً إذن !

- يغلق الخط -

برايم : بماذا تفكرين يا أميسا ؟
.
.

- تستدير أميسا وتخرج من حقيبتها علبة صغيرة محكمة الاغلاق الكترونيا ، وتفتحها وتخرج منها الفلاشة ، وتبدأ بتدويرها بيديها وهي تنظر لها بتمعن -

أميسا : لقد ضحيت كثيراً حتّى الآن ، ثم حدث ما حدث ، برايم هل لك علاقة بالمدعو بيير ؟ لماذا ؟ هل يعقل أنه خانني ؟ لا لا ! برايم لا يفعل هذا ! إذاً لماذا كل تلك الأمور تدور وتدور وبرايم بعيد كل البعد و و و .... آه ، لما هذا التفكير يا أميسا ! لكن ما سبب وجود بيير في برج تايبيه تلك الليلة ، ولما الفلاشة لا تحتوي ما ظننته ، لماذا توقعت ورفعت توقعاتي كثيراً لهذه المهمة ، ماذا لو خسرت أحد أصدقائي ! ما كنت سأسامح نفسي ، لكن هناك قطعة مفقودة ، هناك شيء غير مفهوم ، وعقلي يضللني لأظن أن برايم يخونني ، هذا كل ما في الأمر ، أنا متأكدة ، ااااه ، لا لست متأكدة ! Z كنت أظن أن معلومات الفلاشة ستجعلني أتقدم عليك ، ظننت أنني بتحديِّ لخطورة برج تايبيه سأكون قوية في نظرك ، لكن كيف للمشاعر أن تكون نقطة ضعف ؟ لطالما كانت هي نقطة القوة !
يبدو أن الأمر لن ينجح معي ، فشلت خطتي فشلاً ذريعاً ، وقدوم جيمس جعل الأمور أسوء ..
ألا أملُّ من التفكير أنا ؟!
هيّا هيّا علي العودة للمقر ، ينبغي أن أعمل بشكل أكثر على هذه الفلاشة ..
.
.
.


يتبع...


لتعليقاتكم 🩵👈🏻 @secret_smile_bot
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
أعتذر عن التأخر في نشر باقي البارتات ، لكن مررت بفترة من الضغط و تراكم الأعمال والدراسة ، لذا انتظروني بعدُ قليلاً ..
وسأعود لنشر تكملة الرواية بشكل أسرع ومستمر بإذن الله..
لن أتأخر ،
الأسبوع القادم مُلتقانا 🫶🏻♥️

للتواصل : @secret_smile_bot
رواية : حيرة الغموض
الجزء : الثاني
الكاتبة : العقل الغامض
التصنيف : اكشن ، رومانسي ، تكنلوجيا ، دراما
P""5

•••

عند الأزمات ، أحياناً أشخاصك المعروفون لا ينفعون ..

•••

صباحٌ مشرق ، بعيدٌ عن أمطار الشتاء ، يوم عطلة والجميع في منازله صباحاً يرتاح ، إلا هي التي جرت مهرولةً نحوه ، فهو في قلبها وشعورها بأنه ليس بخير يستحيل أن يخونها ، احساس المرأة أشبه بحاسة سادسة لديها ..
وصلت إلى باب شقته ، وأسرعت في طرق الباب وهي تُحاول أن تتمالك أنفاسها ..
طرقت عدة مرات ولم يُجب أحد ، فصرخت تناديه ..

سولا من خلف الباب : بيير ! هذه أنا سولا !

سمع بيير سولا ، وشعر بالاطمئنان كونها ليست اميسا ، فهو في حالة فوضى ولا يود لقائها بهذا الوقت ، وبالأخص بعد الذي حدث بالأمس ، نهض من فراشه وفتح الباب بابتسامةٍ شاحبة وعينين باهتتين وشعرٍ مبعثر وملابس غير مرتبة ، لم تُعطِهِ سولا وقتاً ليلقي التحية فسُرعانَ ما باغتته بعناق ..
تراجعت بعد وقتٍ قصير ، وناظرت حالته البائسة وترقرقت الدموع في عيناها ، لكن بيير امسكها من ساعدها و ادخلها للداخل واغلق باب الشقة من جديد ، ثم عاد وجلس على الاريكة وجلست هي بجواره ..

سولا : لقد شعرت بأنك لست بخير ، كنت أعلم بهذا ، لماذا لم تتصل بي لتخبرني ، او انسى هذا، واخبرني ماذا جرى لك؟
بيير : سولا !
سولا : ارجوك اخبرني ، دعني اساعدك ، لا استطيع تركك بهذه الحالة
بقي بيير صامتاً لدقيقة قبل أن ينطق بما لا يشعر به : ابقي معي !
كاد قلب سولا يتوقف ، فلقد ظنّت أنه سيطلب منها أن تذهب أو ان تتركه بمفرده ، لكن الحقيقة أنها كانت تتمنى ان يقول هذا ..
سولا بحنان وهي تمسك كفه بكلتا يديها : انا معك ، وسأبقى معك ..
بيير : اكره أن أبدو هكذا أمامكِ ، لذا أنا اعتذر
سولا : لا لا بأس ،
( لتنظر نحو الارض وتفكر بخجل ثم تقف أمامه قائلة )
سولا : يبدو أنك لم تتناول إفطارك بعد ، وتبدو الشقة فوضوية أيضاً ، لذا سأهتم بهذه الأمور ريثما تأخذ قسطاً من الراحة ، لأنه يبدو وكأنك لم تستطع النوم جيداً ، لذا لتنم قليلاً ثم نتحدث .. ما رأيك ؟
يبتسم بيير نصف ابتسامة ويومئ بعينيه على الموافقة وهو يسير نحو غرفته ، استلقى على سريره وسرعان ما اخذه النوم .. يبدو أنه بدأ يرتاح لسولا دون ان يشعر ..

في حين أن سولا كانت تغرق في موجاتٍ من السعادة ، هي الآن مع بيير ، هو ينام وهي ترتب وتنظف وتحضر الطعام ، كي يتناولاه معاً ويتحدثا عن ما يؤرق بيير ،
كانت كل بضع دقائق تذهب لتنظر إليه ، كطفل صغير يأوي في فراشه ، لتطمئن أنه لا زال نائماً ..

/ اميسا /

- في المقر -
فيلد يتحدث مع أميسا عبر الهاتف : لقد جاءنا إشعارٌ جديد ، بالإضافة لمعرفتي بأمرٍ ما ، لذا علينا ان نتحدث ..
اميسا : حسناً ، لنلتقِ خارج المقر ..
فيلد بتعجب : لماذا !؟
اميسا : لدي ما اقوله لك
فيلد : حسناً ، اذا عند المقهى المقابل للبركة
اميسا : لا بأس ..

ثم يُغلق الخط ..

( لم يكن من عادة اميسا مناقشة اي موضوع خارج المقر ، لذا كان شيئاً نادراً مثل هذا الطلب ، ولم يتبادر لذهن فيلد شيء سوى كون ان المقر مراقب من قِبَل برايم ليبقى على إطلاع بما يحدث ، لكن سرعان ما نفى هذه الفكرة )

فيلد بذاته : هذا مستحيل ! لِمَ قد تخفي اميسا أمراً عن برايم !؟
.
.
.

تصل اميسا وتتخذ كرسياً على احدى الطاولات ، وبعد عدة دقائق وصل فيلد الذي كانت ملامحه مقتضبة وشاردة ، إلى أن لمح اميسا فقابلها مبتسماً وجلس أمامها ..

اميسا بجدية : هل حصل شيء أثناء قدومك ؟
فيلد : لا ، لما مثل هذا السؤال !
اميسا : تبدو وكأنك تخفي أمرا !
فيلد متجاهلاً كلامها : أريد معرفة عدم حديثنا في المقر ، ولا اظن أن مكاناً عاماً كهذا سيكون جيداً ..
اميسا : انت مَن اخترته !
فيلد وهو يحاول المزاح : بجدية يا فتاة ! هذا أول ما خطر ببالي وأنت ِ وافقتِ !
اميسا : لا بأس ، هيا أخبرني بما تعرفه
فيلد بتوتر : بما أعرفه ؟!
تضيِّقُ اميسا عينيها نحوه ثم تقول مبتسمة وهي تنظر بعيداً نحو النافذة : كَم أنت أبله !
فيلد : شكراً على هذه المعلومات ، لكن في المرة القادمة اختاري مكاناً أقل ازدحاماً لمشاركتي إياها .. ( ينظر هو الآخر للجهة المقابلة ) .. تباً لك ..
اميسا ولا زالت عيناها على النافذة : اخبرني بما أردت اخباري به عندما اتصلت بي ..
فيلد وهي يعدل جلسته وينظر باتجاهها : بدايةً إن بيير يود إلغاء الصفقة بيننا لـ...
تقاطعه اميسا : أعلم
فيلد : كيف ؟
اميسا : كنت أتوقع حدثاً كهذا ، عليك أن تتوقع المزيد والمزيد بعد ، إن ذلك الوغد بمجرد وصوله إلى هنا لن يهدأ له بال حتى يدمرني تماماً ، إني أشفق على بيير ، لأنه دخل صراعاً ليست من شأنه ، إلى جانب أن سفيغن لا يهتم به ولا يراه إلا كبيدق في يده .. تباً ، كلاهما أخوان يستحقان الموت بجدارة ..
2025/06/30 18:12:40
Back to Top
HTML Embed Code: