Telegram Web Link
Forwarded from | الزبير أبو عبد الرحمن |
ومن الأسباب جليلة القدر التي ذكرها الشيخ الزبير أبو معاذ، ما علقه بقوله:

"مِن جميلِ صُنْعِ اللّهِ في عبادِه على أرضِهِ فلسطين أنهم متفقون في الغالب الأعم على الجهاد والقتال والمدافعة والمغالبة، ومَنْ شَذَّ مِنْ أهلِ النفاقِ لا قيمةَ له؛ ولا يُظْهِرُهُ اللّهُ على عبادِهِ المؤمنين، فحيثما اشتعلت المعركةُ لا تكادُ تَسْمَعُ مَن يَتذمّرُ أو يَتبرّم، بل يَصْطَفُّ الجميعُ خَلْف مقاتليهم بالنصرة والدعاء؛ مهما كان الاختلاف قبل المعركة، كأنهم جُبِلُوا على ذلك.

ولو كان في الحروبِ والمعاركِ لوحاتٌ جَمالِيَّةٌ فمِنْها تلك التي تَتَشَكَّلُ عند انطلاق الصواريخ الإسلامية، عندما تَضِجُّ الحناجر بالتكبير والتهليل والحمد والثناء والدعاء؛ مِنَ الرجال والنساء والكبار والصغار، حيث يُشَيِّعُ الكبارُ صواريخَهُم بدعائهم لها [ الله يسهل عليكم، الله معاكم ] ويُشَيِّعُها صغارُنا بالضحك والفرح وَهُم يُشَوِّحُون لها بأيديهم الصغيرة ويتابعونها بعيونٍ مستبشرةٍ ووجوهٍ مُشرِقَةٍ قائلين [ مع السلامة، مع السلامة ]".

والحمد لله على فضله
📝



لعلّ المسلمين لا يَعلمون صعوبة القتال في ثغر غزة جنوب الشام؛ وتَختلط عليهم مشاهدُ القتال مع تلك التي كان يبُثها لنا مجاهدو الثغور الأخرى لبلاد الإسلام، فيَظُن المتابع أن القتال في غزة كمِثله في بقية الثغور. وأعني هنا مدى الصعوبة مقارنةً ببقيةِ الثغور.

فقطاع غزة مساحته الجغرافية صغيرة جدا، مما يسهل على العدو عملية التغطية الجوية للرصد والتجسس، وبالتالي تُمكّنُه من سرعةٍ أكبر في الغدر والمباغتة والاستهداف، كما أن القطاع يَحوي أعلى كثافة سكانية في العالم؛ مع ما يشكله ذلك من معيقات على المقاتل المسلم، كما ولا يوجد تضاريس جغرافية تساعد المقاتلين على القتال والتخفي والانحياز، ناهيك عن الحصار طيلة سنين طويلة؛ مما حرَم القطاع من خطوط الإمداد اللوجستية.

فعندما يَنشرُ مجاهدو كتائب القسام مَشاهدَ الجهاد والقتال التي يَلتحم فيها المجاهدون مباشَرةً مع الآلة العسكرية للكافرين فإن هذا يُعدُّ معجزةً وِفقَ المقاييس القائمة؛ بكل ما تَحمله الكلمة من معنى، بل إنّ مجردَّ نقل صورةِ القتال للمسلمين يقترب من المستحيل، فأن يَخرجَ المجاهدون تحت سماءٍ ملبّدةٍ بطائرات الاستطلاع التي يَتميزُ في صناعتها يهود؛ وفوق أرضٍ محروقةٍ مدمَّرَةٍ على مساحة صغيرةٍ جدا؛ وبين أكداس الآليات العسكرية الضخمة المدمِّرة التي تُقّل مئات وربما آلاف الجنود المدججين بأحدث أنواع الأسلحة القاتلة إضافة إلى عقيدةٍ تحمل أحقادًا وثارات دفينة ضد الإسلام والمسلمين= ثم يستطيع المجاهدون بإمكانياتهم المتواضعة -التي صنّعوها بأيديهم- أن يحققوا الإثخان والنكاية والتدمير للآليات العسكرية بمن فيها، وبعدها يعودون باللقطات المصورة ليتم مونتاجها ونشرُها في ظل انقطاعٍ كامل للكهرباء وشبه انقطاعٍ للاتصال الخارجي مع العالم؛ فهذا يلامس المستحيل فعلا دون مبالغة، لكنه محض توفيق الله ومدَدِه.

كما أنّ هناك أمرا بالغ الأهمية لا يَعلمه أغلبُ المسلمين خارج قطاع غزة، وهي أن المجاهد يَخرج إلى ساحة المعركة لا يَحمل روحَه على كفّه فقط، بل أرواحَ أهلِه جميعا معه، فأيُّ مجاهدٍ يتمكنُ العدو من التعرف عليه سواء استشهدَ المجاهدُ أم ينتظر= فإنّ يهود تبحث عن أهلِه لتنتقم منه ومنهم وتُدمّرَ بيتَهُم فوق رؤوسِهم وتقتُلَهم جميعا؛ أطفالا ونساءً قبل الرجال، لذا فإنّ الفتنةَ تَعدّت بارقةَ السيوفِ وفاضت عنها، والحالُ هكذا فإنّ صبرَ وثباتَ المجاهد وهو متوجهٌ نحو المعركةِ تَنأى عن حملِه الجبال، فاللهم ثبِّت المجاهدين في سبيلك.

لقد كنا في المعارك السابقة عندما تشتعل نقول أن مجاهدي كتائب القسام هُم حائطُ الصد عن المسلمين في غزة ودرعُهُم الحامي الذي يُتّقَى به مكارهُ حرب الكافرين، لكن في هذه المعركة فإنّ مجاهدي كتائب القسام هم حائط الصد عن أمة الإسلام جمعاء، ويقاتلون نيابةً عن ألفي ألف ألف مسلم، هُم ومن يشاركهُم الميدان من مجاهدي الإسلام في غزة؛ ممن تَعرفُهم الأمة ومَن لا تَعرف، لكن حسبُهُم أنّ اللهَ يَعرِفُهُم.

فإنْ علمتَ أخي المسلم حالَ مَن يدافع عنك الآن كيف هو فإنّ واجبَ النصرةِ متعيّنٌ عليك بكل ما تستطيع، فمن استطاع الجهاد بالنفس فلا يُسقِطه عنه سِواه، ومن استطاع النُصرةَ بالمال فهذا واجبٌ متعينٌ عليه لا يُسقِطُه المعوقات والعقبات، ومن يَعلَم مِن نفسِه أنّه لا يستطيع إلا جهادَ الكلمة والبيان فإنه آثمٌ مفرِّطٌ خاذلٌ للمجاهدين إنْ قصّر في ذلك، وكلُّ مسلمٍ على وجه الأرض يجب عليه وفي حقِّه توجيهُ سهامِ الدعاء نحو السماء لينصر اللهُ المجاهدين ويُثبّتَ أقدامَهُم.


اللهم عجّل بنصرِك وأنزِل ملائكتَك مردِفين..
اللهم وثبّت المجاهدين في غزة وفي كل مكان..
اللهم أعز الإسلام بكتائب القسام وسائرِ جند الإسلام..
اللهم لا يُهزَموا وأنت الذي وعدتَّهُم بالنصر يا من لا يُخلِفُ وعدَه..



7/11/2023
@abomoaaz83
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
📝


هل تعلم أمة الملياري مسلم كم طفلًا وطفلةً الآن تحت الردم والأنقاض يتألمون ويتوجعون بأجسادٍ مثخنةٍ بالجراح ويَصرخون بأصواتهم الضعيفة ولا يوجد من يسمع أصواتهم المنهكة إلا الله ولا يَرُدّ عليهم إلا أصوات الانفجارات والصواريخ والمدافع وتحيط بهم ظلماتُ الليل البارد والردم الثقيل بعضها فوق بعض؟!!

هل تعلم أمة الملياري مسلم كم العدد بالضبط؟!!

إن عَلِم العددَ أحدٌ منَ مليارات الغثاء فأنا شفيعه يوم القيامة إن قُتلتُ قِتلةَ أطفالي هؤلاء.

فقط الذي يَعلم العدد!



10/11/2023
@abomoaaz83
📝


لا جزع ولا خوف على مجاهدينا، ولا يتلجلج في صدورنا ريب أن الخزي لعدو الله وعدونا والنصر والظفر والعاقبة لنا.

هاهي الحملة اليهودية الصليبية الأعجمية والعربية المشتركة على غزة جنوب بلاد الشام تركزُ هجماتِها على المشافي والمؤسسات الصحية تحديدا، وتوجه أسلحتها الفتاكة القتّالة نحو النازحين والجرحى والمكلومين والعجزة، حملةٌ بدأت بحشد مئات الآلاف من جنود الكفر من شتّى دول العالم، مع حاملات الطائرات وجسرٍ جويٍّ مفتوحٍ من الدعم العسكري المفتوح من أكبر دول العالم النصرانية وعبر بلاد العرب التي فتحها لهم طواغيت الاحتلال العلماني، حملةٌ عالمية حشد فيها الكفر حشوده وجيوشه من كل بقاع الأرض لمواجهة ثلةٍ قليلةٍ مستضعفةٍ من المؤمنين في بقعةٍ صغيرةٍ تسمى غزة، لينتهي المطاف اليوم بكل حشود الكفر هذه لتوجه بطشها ونيران حقدها نحو المشافي تحديدا، وأمام أنظار العالم أجمع، وعلى البث المباشر، وأمة الملياري مسلم تتابع وتشاهد.

فإن لم تكن هذه هزيمةً بكل المقاييس فما هي الهزيمة؟!

فليفرحوا قليلا بنصرهِم الموهوم، فحتى أبسط قواعد حرب العصابات التي يَعرفها العارفون وسواهُم أن الجيش النظامي لا يواجَه لحظةَ اقتحامه، إنما يُترك لينتشر ويغوص في الرمال، ثم ساعتَها تبدأ المعركة، وما مِن جيشٍ نظامي دخل أرضا ليست أرضَه إلا نجح في الدخول بداية الأمر، ثم تتلقفه أيدي أصحاب الأرض، ومهما طالت مرحلة الاشتباك إلا أن نهايتها اندحارُ من تبقى من الغزاةِ هربا بلا خطام أو باستجداء الهروب.

ودونَكم التجارب المعاصرة، آخرُها أفغانستان الإسلام والإيمان، ولقد حلّت جيوش يهود والصليب على أرض غزة، وظنّوا بغرور الكافرين المعتاد أنهم ينتصرون، والأيام بيننا يا حثالات البشر، وسنرى من المنتصر في النهاية أيها الكفرة المشركون الأنجاس الأرجاس.

سنرى..

والذي رفع السماء وبسط الأرض لنجعلن مُقامكم هنا قطعةً من عذاب النار في الدنيا قبل أن نرسل فطائسكم إلى نار جهنم في الآخرة، وهذا يقيننا وظننا بالله ناصرُنا عليكم.

سنرى يا عُبّاد الفروج والشهوات البهيمية..



11/11/2023
@abomoaaz83
Forwarded from | الزبير أبو عبد الرحمن |
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلان انطلاق حملة "جاهد بمالك - نصرة لفلسطين"

قال الله تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا ‌بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 41]
لأنه الأقصى والمسرى..
ولأن فلسطين جزءٌ من أمتنا الإسلامية..
ولأن شعب غزة أهلنا وإخواننا ودعمهم واجبٌ علينا..
ولأنَّ المقاومين المجاهدين في غزة قد بذلوا ما عليهم في قتال الصهاينة المجرمين..
فيجب علينا أن نقف مع أهلنا في غزة شعبًا عظيمًا ومقاومةً بطلة، ونقف معهم بأموالنا في سبيل الله تعالى؛ فهذا أقل الواجب معهم..

لأجلِ ذلك كله نعلن عن انطلاقِ حملة "جاهد بمالك" والتي تستهل باكورة أعمالها الإعلامية بدعوةِ كافة المسلمين إلى الجهاد بالمال في سبيل الله تعالى، دعمًا لصمود فلسطين وغزة.

ولم نطلق حملتنا هذه إلا بعد أن وصل من خلال حملتنا الشعبية قرابة نصف مليون دولار، وكنا أول من أدخل المساعدات النقدية لغزة بعد بدء الحرب مباشرةً بفضل الله؛ عبر العملات الرقمية المشفرة.

الوتس: https://wa.me/+352681539270
التلجرام: @zad_mgahed


#الزبير_الغزي
https://www.tg-me.com/+8kYIRWj4zm81MTM0
Forwarded from | الزبير أبو عبد الرحمن |
#جاهد_بمالك

الحمد لله على فضله العظيم؛ فقد أكرمَ الله تعالى فريق الحملة في غزة حتى يوم الامس بتوزيع نصف مليون دولار (500000$).

واليوم وأمس أكرمنا الله تعالى بإرسال مبلغٍ قدره 155000$ مئة وخمسة وخمسون ألفَ دولار..

قريبًا إن شاء الله تعالى، وبهمتكم ومواصلتكم دعمَ أهلنا في غزة العزة نصل معكم إلى المليون دولار؛ فاللهم يسر وبارك، واجعلنا سببًا في نصرةِ أهلنا في غزة العزة.

#الزبير_الغزي
https://www.tg-me.com/+8kYIRWj4zm81MTM0
Forwarded from | الزبير أبو عبد الرحمن |
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#جاهد_بمالك

مقطع تعريفي قصير يُوثقُ شيئًا من جهود الفريقِ في إيصال كافة أنواع المساعدات العينية والمادية لأهلنا الصابرين في غزة العزة؛ فاللهم تقبله من العاملين والمنفقين بقَبول حسن..

حيثُ تم توزيع أكثر من نصف مليون دولار في غزة العزة، نصرةً من المسلمين في الشام وخارجها لأهلِهم في فلسطين.


#الزبير_الغزي
https://www.tg-me.com/+8kYIRWj4zm81MTM0
Forwarded from | الزبير أبو عبد الرحمن |
#جاهد_بمالك

توثيق ما أكرمَنا الله تعالى بإرساله إلى غزة العزة اليوم وأمس..
اللهم اجزِ خيرًا من أنفق هذا المال، وكتبه في ميزان حسناتهم؛ إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير، وتقبل مِن أهل غزة صبرهم ومصابرتهم ورباطهم وجهادَهم.

وللعلم؛ حتى اليوم لا توجد طريقةٌ أبدًا لتحويل الأموال لغزة سوى العملات الرقمية التي جعلها الله فرجًا ومخرجا لأهلنا في غزة، فرج الله عنهم، وفتح علينا وعليهم بفضله وقوته.

#الزبير_الغزي
https://www.tg-me.com/+8kYIRWj4zm81MTM0
📝


ما أرجوه ويُثبّت قلبي الآن في قطاع غزة الصغير في هذه المعركة أننا ندافع عن أمة الإسلام جمعاء، ونقف سدا منيعا في وجه عادية ملل الكفر قاطبة، وأننا الآن مرابطون عن مئات ملايين المسلمين في أصقاع الأرض، أي أننا نحتسب أجور الأعمال الصالحة التي ترتفع الآن مِن على ظهر البسيطة إلى السماء، أعمالٌ لا تُعدّ ولا تُحصى ترتفع كل جزء من الثانية إلى السماء، الصلوات والزكوات والصدقات والصيام والقيام والبر والتقوى والاعتكاف والعمرة والدعاء ودموع الخلوات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما نعلم وما لا نعلم من أعمالٍ صالحةٍ نحتسبها في موازين حسناتنا الآن؛ ونحن نرابط هنا في قطاع غزة أقصى جنوب الشام صابرين محتسبين.

ما أرجوه الآن أننا نقف موقف الصحابة رضي الله عنهم يوم أن بدأت الدعوة ونَزلت الرسالة، فكلُّ مَن جاء وما جاء بَعدهم هو في موازين حسناتِهم، ونحن اليومَ تسيل دمانا ويُقتَل أطفالُنا وتَنهش سباع الأرض جثثَ قتلانا لكي يَبقى الإسلام عزيزا؛ وتَبقى أمةُ الإسلام أمةَ الإسلام.

عملٌ واحدٌ طالحٌ هو أيضا في موازين حسناتنا، عملٌ غيرُ صالح، سيُسأل عنه أصحابُه ويُحاسَبون؛ وما أكثَرَهُم، ونحن أهلُ غزة سنُجزى به خيرا، وتَثقُلُ به موازيننا بإذن الله، ولعله أثقلُ في موازيننا من أعمالٍ صالحةٍ عظيمة، إنه خذلان من خذَلَنا وهو قادرٌ على نُصرتِنا، هذا أيضا نحتسبه عند الله.



14/11/2023
@abomoaaz83
📝



أعطوني حقيقةً واحدةً جَلَّتها غزوةُ طوفان الأقصى المباركة لَم يَكن المجاهدون خلال العقود المنصرمة ينادون بها ويَدْعون الأمةَ إليها بدمائِهم!

طيلة سنواتٍ طويلةٍ خَلت والمجاهدون يُقدّمون الغالي والنفيس ويَجُودون بأنفسِهِم لتَعرف الأمةُ الحقائق التي باتت اليومَ مسَلّماتٍ يتناقلها الشيب والشباب، بل ويُتّهَمُ مَن يعارضُها في ولائِه لأُمَّتِه، بعد أن كان المتَّهمُ مَن ينادِي بها فيما مضى، وأعني المجاهدين وجماعاتِهم، حيث لم يَسلموا من تُهم "التطرف والتشدد والبغي وشق صفوف المسلمين وإشعال الفتن"!

لقد بات المسلمون اليوم يَحملون منهج "الإرهابيين" القرآني؛ ويدافعون عنه، ويؤمنون اليوم بكل ما آمن به "الإرهابيون" في الأمس القريب والبعيد، وهي حقائقٌ شرعيةٌ عرَفها المجاهدون من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولم يبتدعوها من عند أنفسِهِم، حقائقٌ شرعيةٌ أنار الله بها بصائر من جاهد في سبيله لإعلاء راية دينه، فهو سبحانه الذي تكفل بهداية المجاهدين (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا).

ولنََعْدُد بعضًا من هذه الحقائق التي باتت كالشمس في رابعة النهار لا يجادل فيها إلا جاهلٌ غارقٌ في جهله أو منافق نفاقا اعتقاديا:

1- خيانة الحكام وجيوشِهم الصريحة وأنها لم تُصنَع إلا لحماية دويلة يهود ومصالح الصليبيين في بلادنا، ولتَكون الحائل بيننا وبين كل ما يُرجعُنا إلى ديننا الذي فيه عِزُّنا وسيادتُنا.

2- صنميّة الوطنية والقومية والحدود المصطنعة بين المسلمين، والتي اتضح بما لا يدع مجالا للريب أنها لم تُصنع إلا لزيادة فُرقَة المسلمين وإضعافِهِم، وقَتلًا لمفهوم الأمة الواحدة ذات الشأن بين سائر الأمم.

3- الإيمان بأن الحل الوحيد في الجهاد والقتال والبأس والقوة، وأنه لا يَردُّ عادية الكافرين والمرتدين ويردعُهُم إلا السيف والجهاد والجِلَاد والاستشهاد.

4- الكفر بالحلول السلمية جميعِها؛ من الديمقراطية والانتخابات إلى المظاهرات، وأنها ليست إلا وهمًا صنعه الغرب الكافر لإبعاد المسلمين عن سبيل الجهاد والقتال الذي أمرَهُم الله به.

5- زيف الحضارة الغربية المزعومة وظهور حقدها على الإسلام والمسلمين، وأن هذه الحضارة الشيطانية تأكل صنم عجوة مبادئها المكذوبة إن تعلّق الأمر بحقوق المسلمين، فحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق حرية التعبير وغيرها من الحقوق الموهومة تصبح سرابا بقيعةٍ مع المسلمين.

6- أمريكا الصليبية هي رأس الشرور في العالم والشيطان الأكبر، وضعفُها وانكسارُها بداية تحرر المسلمين، وأنها التي تمنع انهيار نظام دويلة يهود والأنظمة العربية العلمانية الوظيفية على حدٍّ سواء، لأن هذه الأنظمة الطاغوتية هي أدوات أمريكا في بلاد المسلمين لتركيعهم وإذلالهم.

7- خيانة الرافضة وغدرِهِم وانكشاف كذب ادعاء مقاومة احتلال فلسطين، وأن قضية فلسطين بالنسبة للشيعة الرافضة ليست سوى وسيلةٍ يستغلونها لتمرير مشاريعهم التوسعية في بلاد المسلمين، ولنشر دينِهم الرافضي الشركي.

8- غياب الحكم بالشريعة الإسلامية هو أكبر وأبرز أسباب انحطاط المسلمين، وأن القوانين الوضعية والدساتير العلمانية أوجدها الغرب وعملاؤه في بلادنا لسلخنا عن شريعة ربنا ونشر الفساد بين شبابنا، في حين أن هذه القوانين الوضعيّة الوضِيعة المحلية والدولية لا تُطبق على الطواغيت المجرمين وأنظمتِهِم وجيوشِهم.

9- انفضاح علماء السوء الذين حرّفوا الدين وشرْع رب العالمين لتطويع المسلمين إلى الحكام الطواغيت الخونة، وجعلِهِم جنودا في جيوش الأنظمة العلمانية؛ التي هي صناعةٌ غربية صليبية، مما يعني أن دور علماء السوء هو تطويع الأمة للكافرين باسم الدين.

10- أكذوبة التفرقة بين المدنيين والمسلحين، فهذه شريعةٌ شرعتها الأمم الملحدة المتحدة، ولم تطبقها إلا على شعوبِها، فإن انتصر المسلمون لأنفسهم ومدنييهم سَلّ الغرب سيف "حُرمة دماء المدنيين"، وإن سَلّوا سيوفَهم ذَبحوا المسلمين جميعا، المدنيون قبل المسلحين، ولم يَرحموا طفلًا ولا امرأةً ولا عاجزًا ولا مريضًا ولا كهلًا.

تلك عشرةٌ كاملة..


فَرَضِيَ الله عن أسامة بن لادن وصحبِه..
واللهم أعِزّ الإسلام بكتائب القسام..
اللهم أعِد علينا أمجاد غزوتي الحادي عشر من سبتمبر وطوفان الأقصى..
اللهم أعِدها علينا مرّاتٍ ومرّات..




17/11/2023
@abomoaaz83
📝


حوار مع أحد أكابر زنادقة الفِرقة المدخلية في غزة
وكُلُّهم أصاغر..




*مقال منشور ضمن العدد 55 لمجلة "بلاغ" الشهرية

صـ [3/1]



لا يَعجَب العارفون بحال الفِرقةِ المدخلية المتزندقة مِن موقفها شديد القبح والسفالة مِن معركة غزة؛ التي تدور الآن بين المسلمين ويهود أشد الناس عداوة للمؤمنين، فالفِرقة المدخلية مِنَ الفِرق النارية، اجتمعت فيها موبقاتُ فِرَقٍ شتى؛ من التي ذَكَر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تُفارِقُ أمَّتَه، فهي تقول بِقول غلاة فِرَق المرجئة والجهمية في الإيمان، وتُحرّف صريح الآيات والأحاديث انتصارا لعقيدتهم الفاسدة كما تَفعل غلاة فِرَق الشيعة، وتُعظّم أئمتَها الزنادقة كما تفعل فِرق الصوفية، إلا أنها ألصَق ما تكُون بفِرق الخوارج التي تعددت قرونُها وجماعاتُها منذ صدر الإسلام إلى اليوم، فالخوارج على تَفرُّقِهِم اجتمعوا على أصليْن اثنين: 1-التكفير البِدعيّ بغير مكفر شرعي، 2-واستحلال الدماء المعصومة استنادا إلى هذا التكفيرِ البدعي.

ومن نَظَر في حال الفِرقة المدخلية المتزندقة وجد غُلوًّا شنيعا في التبديع تتأذى منه الفِطَر السوية، فلم يَترك أتباعُ هذه الفرقة أحدا من أهل الصلاح في الأمة إلا بَدّعوه؛ آحادا وجماعات، ثم هُم -فى ثوب التبديع- يُنزِلون أحكام الرِّدة على من بدّعوه، ويفارقونه مفارقةَ الكفار المحارِبين، ويظاهرون عليه المرتدين، ويُخذّلون عن نصرتِه أمام الكفرة المعتدين، فحالُهم جَمَع بين: 1-حالِ المنافقين زمن النبوة الذين أبطنوا الكفر 2-وحالِ الزنادقة الذين أظهروا الكفر مختلطا بوجوهٍ من الإيمان والذين ظهروا بعد الفتوحات الإسلامية 3- وحالِ قَعَدة الخوارج الذي هو الحالُ الألصقُ بهم، ذلك أنه إذا واتتهم فرصةٌ لحمل السلاح سلّوه على المسلمين مسارعين؛ واستحلوا دماءَهم باسم الدين وفهمٍ سقيمٍ عقيمٍ محرَّفٍ للنصوص كما تَفعل كل فِرَق الخوارج، فيُنزلون في المسلمين النصوصَ التي نَزلت في الكافرين؛ في ثوب التبديع، لكن المدخلية يزيدون عن فِرَق الخوارج أنهم يَصطفّون في عُدوة الطواغيت المرتدين ويظاهِرونهم على أهل الإسلام، ويصبِحون جنودا محضَرين لهم، والشواهد والوقائع عاينّاها في زماننا ولم يَنقُلها كاتب التاريخ، ويَصدُق فيهم قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قاله في أسلافهم الأوائل ( يَقتلون أهلَ الإيمان ويَدَعون أهلَ الأوثان ).

والعارف بأحوال هذه الفِرقة المدخلية المتزندقة الأقرب إلى الخوارج يجد تطابقا غريبا بينها وبين أختها الفرقة الداعشية في التعامل مع أمة الإسلام، فالأُولى غَلَت في تبديع صُلحاء الأمة، والثانية غَلَت في تكفيرهِم، وكلتاهما سيفٌ سليط على خواصّ أمة محمد عليه الصلاة والسلام؛ مِنَ العلماء والمجاهدين والدعاة والمصلحين، لَم يَسلم أحدٌ ولَم تَسلم جماعةٌ أو تيارٌ إسلامي، وإني أزعمُ أن المدخلي لو لم يكن مدخليا ما كان إلا داعشيا، وكذا الداعشي لو لم يكن داعشيا لكان مدخليا، فحالُ قلوبهم السوداء سواء، لا يمكن للمدخلي أو الداعشي أن يتعايش إلا في واحدةٍ مِن هاتين البيئتين، كلتاهما بيئةٌ تناسب تفريغ الأحقاد والثارات الكربلائية التي تعتمل في صدور أتباعهم، مع فُحشٍ شديد في اللسان، وغلظةٍ تعلُوها أسوأ الأخلاق وأرذلُها، ولا أظلِم هاتين الفِرقتين الخارجيتين الناريتين إنْ قلتُ أنهما أخطر فِرقِ أهلِ القبلة على أهلِ القبلة، وأقربُ إلى الكفر منه إلى الإيمان؛ في أصلح الأحوال، فأجهزة المخابرات الطاغوتية العربية والأعجمية تتلاعب بهاتين الفرقتين وتوجّهُما توجيها مباشِرًا وغير مباشر؛ للنَيل من كل العاملين لدين الله في الأمة، حيث اجتمعت هاتان الفرقتان الخارجيتان على هذا الحال؛ لا يوجد صالحٌ أو مصلحٌ فردًا أو جماعةً أو تيارًا إلا تسلطت الفرقتان عليه تبديعا وتكفيرا، وطعنا وتخوينا، وقتلًا عند القدرة غيلةً وغدرًا، كما أنّ الفِرقة المدخلية بدّعوا الفِرقة الداعشية، والداعشية كفّروا المدخلية، ولله في خلقه شؤون.

ومن شدة فساد قلوبِ زنادقة المدخلية وفساد أحوالهِم وأعمالِهم فإنهم يتسلطون على بعضِهم إن انتهوا من تبديع المسلمين حولَهم، فيُبدّعون أنفسَهم ويُجرّحون بعضَهم؛ بعد وفاقٍ ظاهريٍّ، ويتشظون إلى فرقٍ شتى، هذه حدّادية وهذه مصعفقة وهذه صعافقة وهذه رسلانية وهذه بيَلية، وهلم جرا، تماما كحال إخوانِهم في الفرقة الداعشية، تشظّت وكفّرت بعضها، فهذه بنعلية وهذه حازمية وهذه فرقانية، وغيرها من المسميات التي توضح فساد حالِهِم؛ وخذلان الله لهم، وكيف وَكلَهُم إلى أنفسِهِم الخبيثة وعقولهم البليدة، تماما كحال أسلافهم الخوارج الأوائل، فهي سنةٌ في الخوارج على مر العصور، يتسلطون على بعضهم تكفيرا وتبديعا، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.


يُتبَع صـ [3/2]
حوار مع أحد أكابر زنادقة الفِرقة المدخلية في غزة
وكُلُّهم أصاغر..



صـ [3/2]



=أما من لازال يتعرّف على حال هذه الفِرقة المدخلية المتزندقة فسأعطيه تصورا عن فساد دينِهم وعوار منهجهم من خلال حوارٍ دار بيني وبين "زعيمهم" في جنوب قطاع غزة المدعو "إياد لقان"؛ قبل حوالي 14 عاما، وسأذكُر أسئلةً كنتُ وجهتها إليه ضمن نقاشٍ دار بيننا في بيته، وكيف تهرّب من الإجابة بكل خسة، ليَعرِف المتابع أنهم قومٌ بُهت؛ لا يبحثون عن الحق ولا يريدونه، إنما هو سبيلٌ سلكوه لتفريغ أحقاد قلوبهم وأمراضِهِم النفسية.

"إياد لقان" هذا مجرمٌ زكّاه "شيخُهُم" وكبيرُهم الذي علّمهم السحر الدعي المدعو "ربيع المدخلي" عجّل الله في هلاكه، فهو الذي يعظمونه ولا يَردّون له قولا؛ والذي سُمِّيَت فِرقتُهم المتزندقة باسمه، فلقد سألوه منذ زمن: من نستفتي في غزة؟ قال: "عندكم إياد لقان"، وهذا ما يتناقله قطيع المداخلة بينهم هنا لتزكية "شيخِهم" الزنديق "إياد"، أما بين المسلمين فمَن "زكّاه" ربيع المدخلي فهو مجروحٌ متّهَمٌ ساقط العدالة دُون تدقيق، ويكفي أن يَعلَم القارئ أن إياد لقان كان جاسوسا لجهاز "الأمن الوقائي" قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، وهو جهازٌ أمنيٌّ تابع للسلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية، حيث كان يَكتُب التقارير عن الدعاة وطلبة العلم ويَرفعُها إلى جهاز "الأمن الوقائي"، وهو يَعلم وكلُّ أهلِ فلسطين يَعلمون أنّ هذا الجهاز الأمني ذراعٌ من أذرع الاحتلال اليهودي لفلسطين، وينسّقون أعمالهم مع يهود تحت مسمى "التنسيق الأمني"، ولازالوا إلى يومنا هذا يمارسون هذه الخيانة والرِّدةَ على رؤوس الأشهاد في الضفة الغربية، وأظنُّ ظنا أقرب إلى اليقين أنّ "لقان" وأغلب إن لم يكن جميع المداخلة لازالوا إلى يومنا هذا يَرفعون التقارير إلى أعداء الله في الضفة الغربية.

بدأ الأمر عندما كنت أناقش أحد أتباعهم، وكنت آتيه بأقوالٍ لعلماء لا يَملك أن يطعن فيهم، كالشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمهما الله، وغيرهما من السلف، فكان يُسقَط في يده ولا يملك إلا ادعاء أن الشيخان لا يقولان بهذا، فآتيه بالمصادر فيحير جوابا، لأجل ذلك دعاني لنقاش شيخِه، فوافقتُ مباشرَةً دون أن أسأله مَن شيخُه، وقال انتظر موعدا، فقلت نعم، ثم اتصل وقال تعال في اليوم الفلاني بعد صلاة العشاء، وأعطاني العنوان.

فذهبت مع مجموعةٍ من الإخوة يومَها؛ هُم شهودٌ على ما حدث، وعندما تعارفنا تفاجأت أن شيخَه هو المجرم إياد لقان، وكنت أسمع عنه ولا أعرِفه، لذا تركته يبتدأ الحديث ويتكلم لأسمع منه وأعرف أسلوبَه، فاستمر في الحديث حتى وجدتُ مَدخلا أدخل من خلاله إلى النقاش، فاستعملتُ معه أسلوبا فيه شيءٌ من المكر المحمود، حيث كنت آتيه بقولِ شيخٍ أعلم أنه مطعون فيه عند الفِرقة المدخلية، حتى إذا استبشر وجه محاوري وهو يَرُدّ بتبديع القائل أتيتُه بقولٍ شبيهٍ للشيخ ابن عثيمين أو الشيخ ابن باز رحمهما الله، وكنت أركّز عليهما لأنني أعلَم أن المداخلة يَعجزون عن إسقاط الشيخين، لِمَا لهما من رمزية، وهذا من علامات فساد الدّين والمنهج، ومثلُهُم الدواعش الذين وجدوا للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله رمزيةً تمنعهم من الطعن فيه، فطعنوا في أصحابِه وتركوه، وكما فعل الرافضة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه مِن بعده رضي الله عنهم.

لقد كان المجرم "إياد لقان" يستعمل أسلوبًا لا علاقة له بالعلم، كعادة فرقتهِم الضالة، فيتأول للشيخين كلامهما، أو يزعم أنه قديم، دُون أن يَلتزم لازم تبديع وتضليل القول القديم وصاحبِه؛ كما يفعل مع سوى الشيخين، كأن لهما أقوالا ناسخةً ومنسوخةً كالقرآن، فالمنسوخ في القرآن حكمٌ وليس خطئًا، أما البشر فيَرجعون عن الخطأ إلى الصواب، لكن المداخلة لا يستطيعون أن يَلتزموا هذا اللازم مع الشيخين، فكنتُ أسألهُ بوضوحٍ ويتهربُ بوقاحةٍ فجة: هل كان الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ ابن باز على ضلالٍ ثم رجعا عنه؟ ولماذا تتأول لهما ولا تتأول لغيرهما؟ فهو لم يترك عالما إلا قدح فيه، كالشيخ ابن جبرين والشيخ بكر أبو زيد رحمهما الله، والشيخ الحويني سلمه الله، وغيرهم ممن كنت آتيه بأقوالهم، بعضهم أتعمد الاستشهاد بهم لأسمع تبديعهم بأذني.


يُتبَع صـ [3/3]
حوار مع أحد أكابر زنادقة الفِرقة المدخلية في غزة
وكُلُّهم أصاغر..



صـ [3/3]



=الفِرقة المدخلية لا يتردد أتباعُها في تبديع وتضليل من يخالِف هواهُم ولو بكلمةٍ قالها، بل لا يتورعون عن التدليس والكذب والافتراء على مخالفِهِم كما فعلوا ويفعلون مع سيد قطب تقبله الله، ولقد حدَث هذا أمامي في نفس الجلسة يومَها، حيث ادّعى أحدُ الجالسين منهم أنّ الشيخ أسامة بن لادن يُكفّر حالق اللحية، وقال أنه سَمع ذلك بأذنه، ورغم تأكيدي له أنّ هذا كذبٌ مختلقٌ إلا أنه أصرّ على كَذبِه، لتدور الأيام وأراه في الشارع بعد سنواتٍ قليلةٍ حالقًا لحيتَه، فسبحان الحَكَم العَدل، فهؤلاء المجرمون الزنادقة لا يَسلم من شرورِهم حتى من كان منهم إن خالَف هواهُم وتاب ورجَع إلى ربِّه، وما أقلَّ التائبين بينهم، لكنهم مع الشيخين ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله لا يجرؤون على ذلك، رغم أن للشيخين آراءً واختيارات تُعتبر ضَلالا وابتداعا وِفق دِين الفِرقة المدخلية، وهذا عينُ الضلال، فالحق لا يحابي أحدا، وإن تحججوا بأنّ أقوالَ الشيخين قديمةٌ فهل يستطيعون أن يَشهدوا عليهما بالضلال حين قالوها؟! لا يستطيعون، وإن تأولوها لهم فلماذا يعطونهما هذا الحق ويَحرمون سواهُما منه؟! هذا يسمى عندنا في فلسطين ميزان ( خِيَار وفَقُّوس ) يعني ما يَحِلّ للخِيَار يَحرُمُ على الفَقُّوس، وهو ثَمرةٌ شبيهةٌ بثمرة الخِيَار، وشرُّ البلية ما يضحك.

وعندما أحسستُ بأن هذا النقاش لا طائل منه ذهبتُ إلى أسلوبِ الإلزامات وسألتُه سؤالا كرّرتُه عليه عدة مرات، وكان يتهرب من إجابته بطريقةٍ تثير الاشمئزاز، والسؤال:
ها أنت ترَى الآن أننا نجلس في هذه الفسحة أمام منزلك في هذه الساعة المتأخرة، وفي داخل المنزل أهلُ بيتك؛ عِرضُكَ وأطفالُك، وعِرضُ كلّ مسلم، فلنفترض جدلًا أننا الآن مسلحون، ولقد اقتربنا من منتصف الليل، ثم سمعنا صوتَ قوةٍ عسكريةٍ خاصةٍ ليهود قد وصلَت حولَ المنزل الآن، فماذا نفعل؟

فلَم يُجِب!
فانتظرتُ قليلا ثم أعدّتُ عليه السؤال مرةً أخرى فلَم يُجِب، ثم كررتُه ثالثةً، ورابعةً على ما أذكُر، فلَم يُجب والله على ما أقول شهيد، بل كان يتهرب إلى نقاشاتٍ أخرى في كل مرةٍ أعيدُ عليه السؤال، لدرجةٍ باتت مفضوحةً حدَّ السخافة.

حتى أنّ الرجل الذي جاء بنا إلى شيخِه الزنديق سأله عندما كررتُ سؤالي عدة مرات دون إجابة، فقال ( نعم صحيح يا شيخ ماذا نفعل؟ ) الرجل حاول تشغيل عقلِه قليلا، وهذه من النوادر لدى قطيع المداخلة، إلا أنّ شيخَه تهرّب من الإجابة أيضا؛ فاحتار هنيهةً ثم عاد إلى وضعية تعطيل العقل المعتادة.

أما أنا فبتسمتُ ابتسامةً غَضبَى وأنا جالسٌ أرمقُ وجوه الجالسين، لأني أعلم أنه يَعلم أنّ إجابَتَه ستفضحُه أو ستفضح دينَه الفاسد.

فإما أن يقولَ نَهرب أو يقول نستسلم، وفي كلا الحاليْن هذه دياثةٌ لا علاقة لها بالإسلام، فالمسلم الحر يأنف هذه الفعلة؛ أن يَترك عِرضه للكافرين، بل العرب في جاهليتهم لا يَفعلون ذلك، فالحر الغيور يقاتل حتى الموت دفاعا عن عِرضه، وإما أن يقول نقاتِل، ساعتها يَهدم كل دِينِه الذي يَشترط طاعة ولي الأمر المزعوم لدفع بغي الأعداء وعُدوانِهم، ولو ألزمتُه وأصررتُ عليه فلن يختارَ القتال، لأنه وأمثالَه لا يقاتِلون إلا أهلَ الصلاح في أمة الإسلام، ويختارون بكل رضًا الخنوعَ والخضوعَ لأعداء الإسلام ولو هُتِكَت أعراضُهُم.

فما افترضتُ حدوثَه لهذا الزنديق الدعي ونحن جلوسٌ أمام بيته ليس سوى مشهدٍ مُصَغرٍ لِما يَحدُث في الأمة الإسلامية، فلقد داهم أعداءُ اللهِ أمةَ الإسلام، وما هو قائمٌ اليومَ عبارةٌ عن قتالِ دَفْعٍ عن الأرض والعِرض والدّين.



والحمد لله الذي هدانا ورحِمنا أن نَكون من أهل الزيغ والضلال والكفر..




23/11/2023
@abomoaaz83
📝



إلى الأخ الكريم الشيخ نائل بن غازي..

بما أنّ لصاحب الحق مقالا فدعني يا شيخ أبلغُك عن حالك معي:

أنت ظلمتني وافتريتَ عليّ حالا ليس حالي، وطعنتَ في ديني وتديني ومروءَتي، وجعلتني أبدو في أنظار الناس كالمنافق المرجِف، حتى قلبي لم يَسلم منك وفتشتَ فيه واتهمتني بالحسد! وأنت لا تعلم عن حالي اليوم شيئا، ولا تعلم أين مكاني اليوم في هذه المعركة التي نحياها سويةً.

أما حالي معك: فلقد كنتُ أدافع عنك في كل موقفٍ يُذكر فيه اسمك أمامي، وأدافع عن آرائك واختياراتك كأنني صاحبُها، ولقد تكرر ذلك كثيرا، ويشهد به الكثير، لأنني كنت أُحسِن الظن بك، وأقدِّم الظن الحسن على كل موقفٍ يُنقل عنك من المستائين من مواقفِك.

فهذا حالي معك، وهذا حالُك معي!

أما موضوع مقالي الذي سارعتَ دون انتباهٍ جيدٍ لمحتواه لتكتب مقالَك الذي ظلمتني فيه ظلما شديدا= فهو كان عن فضح رُسل الرافضة في بلادنا يا شيخ، ولم أكن أتحدث عن فضح الرافضة!
وقلتُ: سَيكُون واحدا من مشاغلي، ولم أقل: سأكرس حياتي!

قلتَ أنت: (وقد مرت بي مقالة "لكاتب !!" يكثر من الكلام، ويبدع في [البرم ..!!] وهو يعد جمهوره بأن معركة طوفان الأقصى إذا انتهت ليكرسن حياته لفضح الروافض وتعريتهم !!!) اهـ

والحقيقةُ أنني قلتُ: (اللهم إنْ بقينا أحياءً لَيَكُونَنّ واحدًا من مشاغلنا بعد المعركة فضحُ كلاب الرافضة في بلادنا) اهـ

أنت فهمت شيئا لم أقُله لاستعجالك، ولعمري ليس هذا من التقوى، ولم أكن أحسبك إلا من أهلها.

ولا أعلم ما الذي أغضبك يا شيخ نائل؟!
ما الذي يضيرك لو كان واحدا من مشاغلي بعد المعركة أنا أو غيري فضحُ رُسل الرافضة في بلادنا؟ أو كلابِهم بالمعنى الأصوب؟ أليسوا مجرمين بما يكفي لنفضح صنيعَهم الفاسد المجرم؟!

لماذا لم تَقل فيهم ما قلتَه فيّ؟! هل أنا أوْلى منهم بهذه الشدة والغلظة؟!
وليتك يا شيخ كنتَ منصفا أو مُحِقًّا! فلا أنا بهذا السوء الذي جعلتني أتقلّب فيه بلا سبب، ولا أنت تَعرِف عن حالي اليوم شيئا لتصفني بأوصاف المنافقين التي ذكرتَها!

أما فريضة الوقت الواجبة يا شيخ فهي الجهاد في سبيل الله، وليس الانضمام إلى حركة حماس، فالمقاتل مع كتائب القسام ليس له منزلةٌ خاصة في الجنة لن نُدركها إلا باللحاق بالكتائب!
وهذا خلطٌ منك غفر الله لنا ولك بين الواجب والأفضل، وحتى الأفضلية نسبية، فما تراه أنت الأفضل لربما لم يكن كذلك، لأنك تعلم أن حركة حماس ذات الشوكة التي تريد أنت أن تجعل اللحاق بها اتباعا للسلف هي نفسُها التي سمحت بتعدد جماعات القتال في غزة، فحتى بمفهوم الطاعة لأهل الشوكة: لم يقترف إثما من قاتل مع جماعةٍ سوى حماس.

كما أنك يا شيخ تريد أن تُلزِمنا بالصمت عن ضلالات قادة حماس وتَصِفُ إنكارَ منكرهِم الذي تأذت منه جموع المسلمين بـ (البرم)، ولا تريد أن نسجّل براءتنا من الزلل بدعوى "الخشية من الخلاف والشقاق وعدم منازعة الحركة أمرَها" !

يا أخي الكريم صدقني أنني أحرَصُ على حماس منك؛ وأنت الحريصُ عليهم، لأنني أظن نفسي لم أغُشَّهم يوما؛ وإن وجدتني صريحا، ولم أظلمهم أو أفتري عليهم في أي موقفٍ، ولو بدر مني غلطٌ أستطيع التراجع عنه على العلن؛ دون حذفٍ صامت.

وكنتَ يا شيخ تستطيع الوصول إليّ دون هذا التجريح والافتراء، ولو أنك أرسلتَ تطلبني لوجدتني عندك، خاصة أننا الآن في هدنةٍ مؤقتة، وإن لم يكن لك طاقةٌ لترى وجوه أمثالي فعلى الأقل كنتَ تستطيع إرسال رسالتك هذه على الخاص، ثم تحظر حسابي بعدها كما فعلتَ معي على تطبيق الفيسبوك؛ قبل حتى أن أتابع حسابك أو أعرفه أو أشارك على صفحتك! ويشهد الله ثم إخوةٌ قريبون مني كيف بررتُ لك يومها موقفك الغريب هذا دون أن أعرِف السبب أو أستوعبَه، قلتُ لإخواني لعله يظن أنني أتأذى من بعض آرائِه فحظرني لكي لا يؤذي إخوانَه، والله هذا ما حصل.

كنتُ أُحسِن الظن بك وأنت أسأت الظنون، وكنتُ أدافع عنك وأنت اتهمتني بأوصاف المنافقين، وصدقني كنا في سعةٍ أن نسجل هذه الكلمات، فلو أنها كانت لنفعِ المسلمين فكريا في ظل معركة طوفان الأقصى المباركة لكان هذا خيرا لنا، وليس بالضرورة أن نتفق، فكلٌّ يعمل على شاكلته، والله مطّلعٌ على ما في الصدور والقلوب.

أخيرا، لو أن هذا المقال الغريب الذي ظلمتني فيه مقالٌ يتيمٌ فلقد سامحتُك، رغم شدة الأذى الذي وجدته في نفسي، فما نحن فيه الآن سويةً في غزة أكبرُ من الوقوف عند هفواتنا، فلعل أحدَنا غدا يَذهب قتيلا بأيدي يهود، وما أقربَ الموت اليوم.

لكن إن كان هذا حالُك معي في غيابي فسنقف سويةً بين يدي الله، فما علمتُه تجاوزتُ عنه، وما يعلمُه ربي هو وكيلي فيه، فما أبشع أن تظن في أخيك خيرا لم تجده عندَ تعاملِه معك!



28/11/2023
@abomoaaz83
📝



حماس التي نُنكِر عليها وحماس التي نَنصُرُها*


سألني مستغربا: ما الذي استجَدّ فأصبحتَ تناصر حماس وتدعو لها؟!
قلتُ: رغم أن هذا الحال ليس محمولا على التناقض البتة، بل هو من البديهيات في عقيدتِنا، فنصرة المسلمين في مواجهة الكافرين واجبٌ شرعي، ونقيضُه الضلال أو النفاق أو المروق من الدين= إلا أنني أود التوضيح أيضا: ما ندمتُ على كلمةٍ قلتُها إنكارا على حماس، فما أنكرتُ عليها -ما ظَهَرَ أنهُ باطلٌ- إلا حِسبَةً لله، وما ناصرتُها في الحق الذي معها إلا حِسبَةً لله أيضا؛ كما أرجو، ولو عادت إلى ما ننكره عليها لن أتردد في العودة إلى أمر الله لنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي كلا حَالَيْ الإنكار أو النصرة فإن المستفيد الأول هي حماس نفسُها، فمن أنكر عليها احتسابا لله فلقد صَدَقَها وما غَشَّها وقام بمقتضَى أُخُوَّةِ الإسلام الحقيقية، ومَن ناصَرَها في وقتِ حاجتِها إلى النصرةِ فلقد أدى حقَّها الذي عليه.

إن حماس في مواجهة اليهود الكافرين هي حماس التي نريد؛ وحماس التي نحب، هي حماس الياسين والرنتيسي والعياش والمقادمة والريان وشحادة والهنود، حماس القتال والرباط والجهاد والاستشهاد والمدافعة والمقاومة، حماس التي يحبها الله؛ هذه هي حماس التي نريد ونحب، وهي التي كنا ولا زلنا ندعوها لتكون كذلك، فما لنا لا نناصرها الآن وقد تقدمت الصفوف ورأيناها في المكان الذي كنا ندعوها للعودة إليه!

إن كل مسلم يدافع أهل الكفر والطغيان هو منا ونحن منه، طالما سَلِمَ إسلامُه وسَلِمَ المسلمون منه.

وحتى لو علمتُ مسبقا أنه بعد انقشاع غبار الحرب بأن حماس ستعود إلى ما كانت تُنهَى عنه= فلن يتغير موقفي منها الآن، سأبقى أدعو لمجاهديها بالحفظ وتصويب الرمي وتسديد الرأي، وأنصرُهم بما أستطيع، فلسنا نشهد إلا بما نعلم، ولسنا نعلم الغيب، فلعل بيئة القتال والمدافعة تعيد حماس إلى سابق عهدها؛ بعد أن تعيد قيادة حماس حساباتها، لعل الله أن يُبقِي الحربَ مشتعلةً ليعود المسلمون -بمن فيهم حماس- إلى ربهم؛ ويردنا ويردهم إلى دينه ردا جميلا.

ونحن مع حماس بين حالين: إما أن تعودَ إلى طريق الدعوة والجهاد بعيدا عن طرق السياسة العقيمة التي ثبت فشل مشروعها= ساعتها ستكون حماس حاملة لواء معركة المسلمين في فلسطين، ونحن جنود تحت رايتها، أو أن تبقى كما هي، ساعتها سَتَكُون -أي حماس- مرحلةً يَدفَعُ اللهُ بها أعداءَ الدينِ ويمهِّدُ بها الطريق لمن سيأتي بعدها، والخيار يعود إلى حماس، وعلى أيِّ حالٍ نحن معها في مواجهة اليهود الكافرين والعلمانيين الخونة، فهذه قضية محسومة.
اهـ



*مقتطف من مقال منشور قبل أكثر من عامين عبر مجلة بلاغ، وذلك أثناء معركة سيف القدس.



30/11/2023
@abomoaaz83
📝



بفضل الله وُلِد لي ولدٌ قبل هذه الحرب بأيام، ومهما طالت هذه الحرب فإني ولدِي الصغير سيبقَى أكبر مِن حربِهِم.



2/12/2023
@abomoaaz83
📝

صـ [2/1]


قرأتُ للأستاذ الفاضل محمد إلهامي -حفظه الله- في شأن غزوة الحادي عشر من سبتمبر قولَه: [ لدينا مواقف شبيهة عبر التاريخ تخبرنا بأن الانتصارات في هذا المجال كانت متضخمة في أذهاننا.. مثل الحادي عشر من سبتمبر، لا شك أن بعض الناس أسلموا واكتشفوا حقيقة أمريكا، لكن الذي حصل عمليا وعلى واقع الأرض أن كانت موجات الإسلاموفوبيا أضخم بكثير، كذلك كانت الإجراءات الأمنية والحربية التي اجتثت المسلمين أضخم بكثير.. ولا ريب أن المحصلة النهائية لم تكن في صالحنا. ] اهـ

ولقد استوقفني رأيُه هذا -وفقه الله- لِمَا سأذكرُه الآن، فلستُ ممن يتشدد في النكير على من لا يتفق مع المستند الشرعي لهذه الغزوة المباركة، أو انطلاقًا من ميزان المصالح والمفاسد، فالأمر خاضعٌ للنظر؛ وفيه سَعة، شرطَ أن يُقرّ المنكِرُ كذلك بأنّ القضيةَ مَبناها الاجتهاد، اللهم إلا من كان يُنكر على المجاهدين رأيَهُم واجتهادَهُم مسارعةً في الطواغيت وخَطبًا لوُدّهِم، أو كان ممن ألغى عقله وصدّق ترّهات نظرية المؤامرة؛ وأن هذه الغزوةَ التاريخية افتعلها الأمريكان أنفُسُهم! فهذه الأصناف لا ينبغي معهم إمرارُ آرائهم الفاسدة؛ نصرةً لأهل الثغور واختياراتِهِم.

أما الذي استوقفني في حديث الأخ الكريم هو سياقُ حديثِه الذي أبدَى فيه رأيَه هذا، فلقد كان السياقُ متعلقا بموقفه المؤيد لغزوة طوفان الأقصى المباركة وما تلاها، والغريبُ أن تأييدَه لهذه الغزوة ونُصرتَه لأصحابِها يَلزم منه -على الأقل- عدم النكير على غزوة الحادي عشر من سبتمبر وأصحابِها، هذا إن لم يكن موقفُه من الغزوتين المباركتين متوافقا؛ خروجا من لازِم التناقض.

فمما يبدو من حديث الأستاذ محمد أن عواقب غزوة منهاتن هي التي جعلته يُغلّب جانب الإنكار، أي أنّ مفاسِدًا ترتبت على الغزوة رجَحت عنده على مصالحِها؛ من وجهة نظره، وهذا حقه؛ ورأيُه واختيارُه الذي وجده أقربَ إلى الصواب، لا ضير، وأحسب الأخ الفاضل ليس ممن يتبع هواه، لكن السؤال الذي يَطرح نفسَه: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟! فالأسباب والدوافع للغزوتين مع حجم العمل مع نتائج كليهما تكاد تتطابق من نواحٍ عديدة!

بل غزوة الحادي عشر من سبتمبر لعلها تَفضُل غزوة طوفان الأقصى بأن الأُولى كان الهدف منها تحقيق بالغ النكاية في الصليبيين مع جرّهم إلى استعجال خططهم في الغزو ليَحصُل الارتباك؛ كما صرّح المجاهدون فيما بعد، وبعيدا عن موافقة ذلك أو مخالفَتِه إلا أنه قد حصل، أما غزوةُ طوفان الأقصى المباركة فلقد كان الهدف منها إشعال معركة التحرير مع بقية الساحات، وهذا إلى الآن لم يتحقق بسبب غدر محور الشر الإيراني وحِزبه اللبناني من جبهة الشمال وخيانة السلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية في الضفة الغربية، إضافةً إلى تآمر طواغيت الحكم العلمانيين؛ خاصةً في أنظمة الطوق، ولعل الله أراد ذلك لحكمته البالغة، وأن الخير قادمٌ في قابل الأيام بإذنه؛ من حيث لم يحتسب المجاهدون.

ومن أقدار الله أنني كتبتُ عن نفس القضية مقالا عن تشابه الغزوتين في العديد من الجوانب، تحت عنوان:
غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوةُ طوفان الأقصى وغزوةُ الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن

وقد نشرتُه -بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى- عبر مجلة "بلاغ" الشهرية؛ وعبر قناتي هذه على تطبيق تلجرام، وفيه ذكرتُ ما ظهر لي من تشابهٍ بين الغزوتين في أربعة عشر وجها، وأظنه كافٍ للرد على الأخ الكريم الأستاذ محمد إلهامي وفقه الله لكل خير، فلو أنه مخالِفٌ لكلا الاجتهادَيْن لكان ذلك متّسِقًا، أما موافقةُ واحدٍ ومخالفةُ الآخَر رغم اتفاق كليهما في نفس علة المخالَفة فهذا لم يتيسّر لي فهمُ الوجه الذي انطلق منه صاحبُنا، ويبقى السؤال مطروحا: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟!



يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


=من ناحية أخرى أودّ توجيه بالغ الشكر لأخينا الأستاذ محمد على موقفه الطيب والقوي والواضح في نصرتنا ونحن نتعرض الآن لهذا القصف المميت والخذلان الشديد، وها أنا أكتب الآن وأصوات الطائرات فوقنا يَصُمّ الآذان دون انقطاع؛ وهي تجوب السماء وترسل حمم الموت بين الفينة والأخرى، ونحن تحتها ننتظر لقاء الله في أي لحظة، وهو فعلا تعبيرٌ حقيقيٌّ وليس مجازا، ننتظر الموت ولقاء الله في أي لحظة، شعورٌ حاولتُ التعبير عنه عِدّةَ مراتٍ سابقةٍ كلما استطعتُ الكتابة -منذ بِدء هذه المعركة- دون أن أحسّ أنني استطعتُ التعبير بشكل جيد، فهو شعورٌ غريب وعجيب وفريد في آنٍ واحد؛ قلّما يحياه أحدٌ في الأمة إلا أهلُ الثغور: أن تَكونَ تنتظرُ دورك بين اختيارات الطيارين ومرسِليهم الكفرة، وأنت تقول لعله الآن! لكن ما يُسلّينا أننا عقَدنا نية الرباط على هذه الأرض المباركة صابرين محتسبين، فهو اصطفاءُ الله وليس اختيارَ الكافرين، وأظن أن ما يؤرق غالبية رجال غزة ليست أهوالَ الحرب بقدْرِ ما هي حقوقُ العبادِ المادية المتعلقةُ في رقابهم لبعضهم البعض؛ والتي قد تَحجز الواحدَ منا بعد قتلِه تحت ردْم بيته عن منزلته في الجنة؛ كما هو ظننا بربنا أنه راحمُنا ومُدخِلُنا جنتَه، فما منا إلا دائنٌ ومدين؛ أيضا بسبب ظلم الكافرين وأعوانِهم وتضييقِهم علينا في معايِشِنا، والظن بالله كريمٌ في هذه أيضا أنه يُسهّلُ قضاءَها في الدنيا أو بين يديه يوم القيامة؛ رحمةً منه وإحسانا، فأكرر شكري لأخينا الأستاذ محمد هو وكلُّ صاحب قلمٍ حر شريف لم يجد سواه إلى جانب دعائه لنصرتنا، فجزاكم الله عنا كل خير.


والحمد لله رب العالمين..
والختام شهادة التوحيد
فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..



2/12/2023
@abomoaaz83
📝


أيها المسلم الغيور: لا تجزع..
رسالةٌ مِن أخيك الغزيِّ مِن تحت أحزمة النار..*



*مقال منشور ضمن العدد 56 لمجلة "بلاغ" الشهرية


صـ [2/1]



أيها المسلم الغيور..

يا من تظن أنك لا تَملك من أمرِك شيئا، وتتابع مآسينا بحُرقةٍ وألمٍ وغضب، إياك أن يتحول حزنك وغضبك إلى يأس وإحباط لظنك الفاسد في نفسك، فأنت تملك الكثير، وما نريده منك الآن أن تحافظ على غضبك مشتعلا في صدرك إلى أن تتعرف على مكامن قوتك.

لا تستسلم لهاجس خذلانك لنا في قطاع غزة، نحن خُذلنا نعم، ونُباد بأيدي كفرة أهل الكتاب وأعوانهم المرتدين من بني جلدتنا؛ وأمةُ محمد صلى الله عليه وسلم تتفرج على إبادتنا، ونحن الذين خرجنا لندحض بالدم زعم يهود أنّ "محمدا مات وخلّف بنات" كما كانوا يصرخون في باحات الأقصى، فاكتفت أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنا ولم تتحرك جموعُها، كل هذا نتجرع مرارته اليوم تحت أحزمة النار والقصف المميت.

لكننا لا نلوم المسلمين، لأننا نعلم كمّ العجز الذي يكبّل الجماهير، ولأننا نحن أيضا في قطاع غزة وفلسطين لم نكن نفعل شيئا في الأمس القريب والبعيد أمام مشاهد الدماء والقتل في المسلمين في شتى بقاع الأرض، ليس لأننا لم نكن نكترث، بل لأننا لم نكن نجد سبيلا للنصرة، فلن نلومكم في أمر وقفنا أمامه عاجزين من قبل.

ولكن هل تعلمون على من يقع اللوم؟! هل تعلمون من يَملكون أدوات تحريك الجماهير؟! ليس الحكامُ الطواغيتُ المرتدون وجيوشُهم التي صُنعت على عين إبليس، فهؤلاء أعداءٌ لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين؛ لا ننتظر منهم نصرةً ولا مددًا، إنما اللوم والملامة والتقريع والتثريب على قادة الأحزاب والجماعات والتيارات "الإسلامية"، والمصَدَّرون والمبرَزون من العلماء والهيئات والمؤسسات العلمائية، فإنّ جماعةً واحدةً من هذه الجماعات التي أثقلت كاهل الأمة لها أتباعٌ بمئات الآلاف، وبعضُها بالملايين، وعالِمٌ واحدٌ في مصر أو الشام أو بلاد المغرب أو جزيرة العرب أو الهند وبلاد خراسان لو أشار بإصبعه لتحرك ملايين المسلمين، لكنه الجبن والخور والإخلاد إلى الأرض، بكل صراحة ووضوح، ودُون مجاملاتٍ لا يَحتملها واقعنا الملطخ بدماء أطفالنا.

إنها حصيلةُ عقودٍ طويلةٍ من التدجين والإخلاد إلى الأرض، ونتيجةُ الدخولِ على الطواغيت ومسايرَتهم وإسباغ الشرعية عليهم والدخولُ في طاعتهم، والرضا بما يعطيه الطاغوت لهم من فتات الدنيا، إنها عاقبةُ الطعن في المجاهدين وتشويههم وخذلانهِم والافتراء عليهم طيلة عقودٍ خلت، يوم أن كانت هذه الجماعات والتيارات والعلماء يَخطبون ودّ الطواغيت والمجتمع الدولي الكافر الملحد ويتقربون إليهم بالبراءة من "الإرهابيين"، فما نراه اليوم كلَّه من خذلانٍ شديدٍ للمسلمين في فلسطين هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لمن كان حالُه طيلة عقودٍ ماضيةٍ قاعدًا عن الجهاد وطاعنا في أهله ومداهنا للطواغيت، لقد كرِه الله انبعاثَهم اليوم؛ وثبّطهم وأقعدَهُم مع القاعدين، وأثقلَ كاهلَهُم بآثام الخذلان كما أثقلوا كاهل الأمة بسياساتهِم ومشاريعِهم المدجّنة.

وإننا اليوم نُحسن الظن بالله أن دماءنا وأشلاءنا وواقعَنا الذي تحول إلى ركام= ستَكون بوابة العبور نحو تغييرٍ حقيقيٍّ في الأمة، وستَكون الثمن المدفوع الذي به ستَعرِف الأمة طريقَها، بعد أن يَستبدلَ اللهُ من خَذلنا وهو قادرٌ على نصرتنا بقومٍ يحبهم ويحبونه؛ يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ويقودون جموع المسلمين بلا تهيبٍّ وترددٍ وخشيةٍ من دفع فاتورة العزة والكرامة والجهاد والجِلَاد، فإنّ معركة طوفان الأقصى كانت كاشفةً لسوأة المتخاذلين، ممن كانت الأمة تَرفعُهُم إلى الصدارة، والواحد منهم لا يَصلح أن يَكون ساقيا أو على أبواب الحراسة، فهذا يومُ تصديق العلم بالعمل، وما أقلَّ مَن صدَّق وصدَق.

فخزّن أيها المسلم غضبَك في صدرك، وأبقِ نار فؤادك ملتهبة، لا تيأس ولا تجزع، فلحظة الانتقام والتحرير باتت قريبة جدا، لا تَعُد إلى ملاهيك الحياتية، ولا تنصرف إلى حياتك الطبيعية، فهذه ليست لك منذ اليوم؛ إن أنت أردتَ دورا قادما لنصرة إخوانك المسلمين في قطاع غزة وقضية المسجد الاقصى، جدّد توبتك، واعزِم أن يكون لك دورٌ في الملاحم القادمة، أكثِر من التقرب إلى الله بالنوافل والأذكار وقراءة القرآن والدعاء، مارس الرياضة بنيّة الإعداد، تعلّم وحدك بالمطالعة والمتابعة أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها، حتى لا تكونَ معيقا لاخوانك عندما ينادي منادي الجهاد، وحرّض المسلمين، واعرف عدوك جيدا، فهذه أهم قضيةٍ اليوم، قضيةُ الوعي، إياك أن تنقضي المعركة ثم يخدعنّك مرةً أخرى علماءُ السوء وقادةُ الجماعات والتيارات المدجنة، إياك أن ترتاب أو يتلجلج في صدرك أن عدونا الأول هم الطواغيت الحاكمون لديار المسلمين وجيوشُهُم وشُرَطُهُم وإعلامهُم وقضاتُهُم وشيوخُهم، هؤلاء هم الاحتلال الحقيقي الذي يجب أن يجاهَد بالحديد والنار، هؤلاء هم الأذى العالق في طريق المسلمين الذي يجب أن يُماط ويُزال.


يُتبَع صـ [2/2]
2024/05/15 06:55:31
Back to Top
HTML Embed Code: