Forwarded from قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
هذه صورة من مولد البدوي وقد اجتمع فيه بلاء عظيم من الخرافات والشركيات، ويأتي هؤلاء بلا نكير، بل وبإقرار لهذا البلاء.
قال السفاريني في «غذاء الألباب شرح منظومة الآداب» [2/314]: "قال الإمام ابن عقيل: أنا أبرأ إلى الله -تعالى- من جموع أهل زماننا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء، لعمري إنها لإحياء أهوائهم.
وإيقاد شهواتهم.
قال في الآداب: وهذا في زمانه الذي بيننا وبينه نحو ثلاثمائة سنة.
قال: وما يجري بالشام ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام في المواسم من المنكرات في زماننا أضعاف ما كان في زمانه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلت: وهذا الذي قاله ابن مفلح في آدابه في زمانه، وهو -رضي الله عنه- قد توفي سنة ثلاث وستين وسبعمائة، فما بالك بعصرنا هذا الذي نحن فيه وهو في المائة الثانية عشر، وقد انطمست معالم الدين، وطفئت إلا من بقايا حفظة الدين، فصارت السنة بدعة، والبدعة شرعة، والعبادة عادة والعادة عبادة.
فعالِمهم عاكف على شهواته، وحاكمهم متماد في غفلاته، وأميرهم لا حلم لديه، ولا دين، وغنيهم لا رأفة عنده، ولا رحمة للمساكين، وفقيرهم متكبر، وغنيهم متجبر.
مطلب: متصوفة زماننا وما يفعلونه من المنكرات.
فلو رأيت جموع صوفية زماننا، وقد أوقدوا النيران، وأحضروا آلات المعازف بالدفوف المجلجلة، والطبول والنايات والشباب، وقاموا على أقدامهم يرقصون ويتمايلون، لقضيت بأنهم فرقة من بقية أصحاب السامري وهم على عبادة عجلهم يعكفون.
أو حضرت مجمعا وقد حضره العلماء بعمائمهم الكبار والفراء المثمنة، والهيئات المستحسنة، وقدموا قصاب الدخان، التي هي لجامات الشيطان، وقد ابتدر ذو نغمة ينشد من الأشعار المهيجة
فوصف الخدود والنهود والقدود، وقد أرخى القوم رءوسهم ونكسوها، واستمعوا للنغمة واستأنسوها، لقلت وهم لذلك مطرقون: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكل هذا بالنسبة لطائفة زعمت العرفان يهون.
فإنهم مع انكبابهم على الشهوات، وارتكابهم المعاصي وانتحالهم الشبهات، يزعمون الاتحاد والحلول، ويزعمون أنهم الطائفة الناجية، وأنهم هم الأئمة والفحول.
ولقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق كما في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- «لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم -صلى الله عليه وسلم».
والله الموفق".
وقد توفي السفاريني قبل قرابة الثلاثمائة عام، وأنقل كلامه لأنه مرضي عند القوم.
ولاحظ أن السفاريني يذكر حضور عمائم السوء لتلك الموالد آنذاك، وما زال هذا دأبهم.
وقال محمد تقي الدين الهلالي في «سبيل الرشاد» [1/542]: "ويحسن هنا أن أذكر حكاية عجيبة ذكرها الشعراني في الطبقات الكبرى وهي أن الاحتفال بموسم أحمد البدوي المدفون في طنطا يختلط فيه الرجال والنساء ويقع بينهم الزنا، فتصدى أحد العلماء للإنكار عليهم" ثم ذكر تتمة في أن هذا العالم عوقب بعظمٍ غص فيه في طعامه!
ثم قال الهلالي: "ولا تظن أيها القارئ أن وقوع الزنا عند قبر البدوي خبر مبالغ فيه أو كذب، فقد أخبرني أخو الشيخ حسن عبد الرحمن من كبار العلماء المعاصرين لمحمد عبده ومن خيار السلفيين أخبرني أن (...) زنى بامرأة عند قبر البدوي فلما زرناه قال: أخبر محمد تقي بما فعلته عند قبر البدوي ليزداد يقيناً".
والشرك ودعاء الأموات أعظم من الزنا، فلو لم يقع الزنا فالشرك والخرافة كافيان بإنزال السخط، فرحم الله امرأً أنكر هذا واشتد في إنكاره.
قال السفاريني في «غذاء الألباب شرح منظومة الآداب» [2/314]: "قال الإمام ابن عقيل: أنا أبرأ إلى الله -تعالى- من جموع أهل زماننا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء، لعمري إنها لإحياء أهوائهم.
وإيقاد شهواتهم.
قال في الآداب: وهذا في زمانه الذي بيننا وبينه نحو ثلاثمائة سنة.
قال: وما يجري بالشام ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام في المواسم من المنكرات في زماننا أضعاف ما كان في زمانه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قلت: وهذا الذي قاله ابن مفلح في آدابه في زمانه، وهو -رضي الله عنه- قد توفي سنة ثلاث وستين وسبعمائة، فما بالك بعصرنا هذا الذي نحن فيه وهو في المائة الثانية عشر، وقد انطمست معالم الدين، وطفئت إلا من بقايا حفظة الدين، فصارت السنة بدعة، والبدعة شرعة، والعبادة عادة والعادة عبادة.
فعالِمهم عاكف على شهواته، وحاكمهم متماد في غفلاته، وأميرهم لا حلم لديه، ولا دين، وغنيهم لا رأفة عنده، ولا رحمة للمساكين، وفقيرهم متكبر، وغنيهم متجبر.
مطلب: متصوفة زماننا وما يفعلونه من المنكرات.
فلو رأيت جموع صوفية زماننا، وقد أوقدوا النيران، وأحضروا آلات المعازف بالدفوف المجلجلة، والطبول والنايات والشباب، وقاموا على أقدامهم يرقصون ويتمايلون، لقضيت بأنهم فرقة من بقية أصحاب السامري وهم على عبادة عجلهم يعكفون.
أو حضرت مجمعا وقد حضره العلماء بعمائمهم الكبار والفراء المثمنة، والهيئات المستحسنة، وقدموا قصاب الدخان، التي هي لجامات الشيطان، وقد ابتدر ذو نغمة ينشد من الأشعار المهيجة
فوصف الخدود والنهود والقدود، وقد أرخى القوم رءوسهم ونكسوها، واستمعوا للنغمة واستأنسوها، لقلت وهم لذلك مطرقون: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكل هذا بالنسبة لطائفة زعمت العرفان يهون.
فإنهم مع انكبابهم على الشهوات، وارتكابهم المعاصي وانتحالهم الشبهات، يزعمون الاتحاد والحلول، ويزعمون أنهم الطائفة الناجية، وأنهم هم الأئمة والفحول.
ولقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق كما في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- «لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم -صلى الله عليه وسلم».
والله الموفق".
وقد توفي السفاريني قبل قرابة الثلاثمائة عام، وأنقل كلامه لأنه مرضي عند القوم.
ولاحظ أن السفاريني يذكر حضور عمائم السوء لتلك الموالد آنذاك، وما زال هذا دأبهم.
وقال محمد تقي الدين الهلالي في «سبيل الرشاد» [1/542]: "ويحسن هنا أن أذكر حكاية عجيبة ذكرها الشعراني في الطبقات الكبرى وهي أن الاحتفال بموسم أحمد البدوي المدفون في طنطا يختلط فيه الرجال والنساء ويقع بينهم الزنا، فتصدى أحد العلماء للإنكار عليهم" ثم ذكر تتمة في أن هذا العالم عوقب بعظمٍ غص فيه في طعامه!
ثم قال الهلالي: "ولا تظن أيها القارئ أن وقوع الزنا عند قبر البدوي خبر مبالغ فيه أو كذب، فقد أخبرني أخو الشيخ حسن عبد الرحمن من كبار العلماء المعاصرين لمحمد عبده ومن خيار السلفيين أخبرني أن (...) زنى بامرأة عند قبر البدوي فلما زرناه قال: أخبر محمد تقي بما فعلته عند قبر البدوي ليزداد يقيناً".
والشرك ودعاء الأموات أعظم من الزنا، فلو لم يقع الزنا فالشرك والخرافة كافيان بإنزال السخط، فرحم الله امرأً أنكر هذا واشتد في إنكاره.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
”قضايا القرآن الكبرى باهتة[=عندهم]“!
من شؤم العقلية الرسومية والعقلية الحركية(إعادة نشر).
من الأمور التي حاربها الشيخان ابن تيمية وابن القيم وسعوا في إذلال أصحابها؛ النفس الاستصغاري للأدلة الشرعية عند المتكلمين من وصفها بالظنية والحشو وغيرها من زنـ.دقـ.اتهم؛ وفي المقابل تعظيمهم ونفخهم لما يسمونها بـ"بالأدلة العقلية".
وقد أطنب الشيخان-رحمهما الله- في رفع مكانة الأدلة الشرعية وبينا أنها ليست قسيمة للأدلة العقلية الصحيحة، وأن ذلك كان نموذجا من تلبيس إبليس على المتكلمين.
= الشاهد: هذا النفس الاستصغاري في النفوس –بدرجة من الدرجات– يستبدل هنا:
- من ممارسته مع الأدلة الشرعية؛ إلى ممارسته مع "قضايا القرآن الكبرى"،
- ومن ممارسيه من المتكلمين إلى ممارسيه"بعض الحركيين والرسومين".
من شؤم العقلية الرسومية والعقلية الحركية؛ استصغار قضايا القرآن الكبرى؛ والتي ما خلق الرب الخلق إلا لأجلها؛ باللهث والتعظيم لأمور دونها في المكانة؛ وهذا من تلبيس إبليس عليهم، حتى جوزوا بعكس مقصودهم:
الرسومية؛ يسعون ويتطلبون حدة العقل والنبوغ؛ ومع ذلك ترى في بعض مواقفهم بلادة واضحة.
والحركية؛ يسعون ويتطلبون العلو في الأرض–بغير سيبل الأنبياء– ترى خيبات الأمل المتكررة تصاحبهم؛ حتى أدت بردة بعضهم وانتكاسة آخرين.
= وكما ضرب السكران مثالا؛ أن الواحد من الحركيين يلهث في إصلاح دنيا الناس بدين يوافق الأمزجة العصرية: بلهثه وراء الانتخابات وغيرها، وعندما يأتي الكلام عن حقوق الخالق المحضة؛ يستصغرها ويتجاهلها ولا يوليها ربع اهتمام قضاياه المشتغل بها،
بل بعضهم عند التمكين لا يولي حقوق الخالق المحضة اهتماما؛ بخلاف بعض التيارات المنتسبة للسلفية التي إذا تمكنت تمكينا جزئيا فقط؛ ترى اهتمامهم البالغ بحقوق الخالق المحضة من نشر أعظم ما يحبه الله ويرضاه ومحاربة أعظم ما يبغضه الله ويأباه: "التوحيد والسنة، والشرك والكفر والبدعة".
.
من شؤم العقلية الرسومية والعقلية الحركية(إعادة نشر).
من الأمور التي حاربها الشيخان ابن تيمية وابن القيم وسعوا في إذلال أصحابها؛ النفس الاستصغاري للأدلة الشرعية عند المتكلمين من وصفها بالظنية والحشو وغيرها من زنـ.دقـ.اتهم؛ وفي المقابل تعظيمهم ونفخهم لما يسمونها بـ"بالأدلة العقلية".
وقد أطنب الشيخان-رحمهما الله- في رفع مكانة الأدلة الشرعية وبينا أنها ليست قسيمة للأدلة العقلية الصحيحة، وأن ذلك كان نموذجا من تلبيس إبليس على المتكلمين.
= الشاهد: هذا النفس الاستصغاري في النفوس –بدرجة من الدرجات– يستبدل هنا:
- من ممارسته مع الأدلة الشرعية؛ إلى ممارسته مع "قضايا القرآن الكبرى"،
- ومن ممارسيه من المتكلمين إلى ممارسيه"بعض الحركيين والرسومين".
من شؤم العقلية الرسومية والعقلية الحركية؛ استصغار قضايا القرآن الكبرى؛ والتي ما خلق الرب الخلق إلا لأجلها؛ باللهث والتعظيم لأمور دونها في المكانة؛ وهذا من تلبيس إبليس عليهم، حتى جوزوا بعكس مقصودهم:
الرسومية؛ يسعون ويتطلبون حدة العقل والنبوغ؛ ومع ذلك ترى في بعض مواقفهم بلادة واضحة.
والحركية؛ يسعون ويتطلبون العلو في الأرض–بغير سيبل الأنبياء– ترى خيبات الأمل المتكررة تصاحبهم؛ حتى أدت بردة بعضهم وانتكاسة آخرين.
= وكما ضرب السكران مثالا؛ أن الواحد من الحركيين يلهث في إصلاح دنيا الناس بدين يوافق الأمزجة العصرية: بلهثه وراء الانتخابات وغيرها، وعندما يأتي الكلام عن حقوق الخالق المحضة؛ يستصغرها ويتجاهلها ولا يوليها ربع اهتمام قضاياه المشتغل بها،
بل بعضهم عند التمكين لا يولي حقوق الخالق المحضة اهتماما؛ بخلاف بعض التيارات المنتسبة للسلفية التي إذا تمكنت تمكينا جزئيا فقط؛ ترى اهتمامهم البالغ بحقوق الخالق المحضة من نشر أعظم ما يحبه الله ويرضاه ومحاربة أعظم ما يبغضه الله ويأباه: "التوحيد والسنة، والشرك والكفر والبدعة".
.
هُموم الأنبياء الدَّعْويَّة بَيْن أوْلويَّات مُوازية!
1- إشباع الرغبات النفسية؛ عند عشاق النخبوية والرسومية:[ينظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يزل ملها]
2- واللهث خلف الأفكار الحركية؛ عند دعاة التمييع للتجميع لصناعة حضارة -لنثبت للغرب أننا أقوياء-:[ينظر: بين العقل الدعوي والعقل الحركي]
3- وبعض الراغبين في الدنيا بالدين-المراجعات المعوجة للسلفية-، وبعض المضخمين لبعض المسائل...:[ينظر: مراجعات ومناصحات].
.
1- إشباع الرغبات النفسية؛ عند عشاق النخبوية والرسومية:[ينظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يزل ملها]
2- واللهث خلف الأفكار الحركية؛ عند دعاة التمييع للتجميع لصناعة حضارة -لنثبت للغرب أننا أقوياء-:[ينظر: بين العقل الدعوي والعقل الحركي]
3- وبعض الراغبين في الدنيا بالدين-المراجعات المعوجة للسلفية-، وبعض المضخمين لبعض المسائل...:[ينظر: مراجعات ومناصحات].
.
القدوات المعوجة ووساوس النفس والشيطان..
المؤمن قدوته منْ يتجسد فيهم أعلى الكمال البشري: الأنبياء والصحابة والصديقين والعلماء والصالحين؛ يتشبه بهم، وهو الاقتداء الحق الذي ينفع صاحبه في معاشه ومعاده.
لا يقلد منْ لا يؤمن بالله واليوم الآخر من القدوات الزائفة الغارقة في بحور الشهوات والشبهات الذين لا تُقبح نفوسهم ولا تُحسن ما تقبحه الفطر والعقول السليمة وتحسنه؛ فضلا عن غياب استحضار المعاد في تصرفاتهم وأخلاقهم -عكس المؤمن الذي يعلم أن فعله سوف يتحاسب عليه-.
وأخلاق القوم تحت سيطرة وساوس الشيطان والنفوس -منكوسة الفطرة- وما يتولد منها من أخلاق رديئة؛ كالكبر والغرور وغيرهما، ومنْ هذا حال لا يُأخذ منه كمالات الشخصية وقوتها.
عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قالﷺ:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)[صحيح مسلم]
وعن أنس-رضي الله عنه- قالﷺ:(لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[صحيح البخاري]
وعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال:(إنّ العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمتهُ وقال له انتعش نعشك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير وإذا تكبَّر وعتا وَهَصَهُ الله إلى الأرض وقال له اخسأ خسأك اللهُ فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى يكون عندهم أحقر من الخنزير)[مصنف ابن أبي شيبة]
والفطنة وتطلب كمالات الشخصية مطلوب؛ لكن بما لا يخالف الشرع وبه؛ بتعهد شعب الإيمان الكثيرة ومحاولة تحقيقها في النفس وبها تكمل الشخصية.
قال ابن تيمية-رحمه الله-:(فإنه[=العبد] بين حركتين؛ حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضرّه؛ والشرع هو النور الذي يُبيِّن ما ينفعه وما يضرّه. والشرع نور الله في أرضه)[البنوات، ج١، ص٢٦].
.
المؤمن قدوته منْ يتجسد فيهم أعلى الكمال البشري: الأنبياء والصحابة والصديقين والعلماء والصالحين؛ يتشبه بهم، وهو الاقتداء الحق الذي ينفع صاحبه في معاشه ومعاده.
لا يقلد منْ لا يؤمن بالله واليوم الآخر من القدوات الزائفة الغارقة في بحور الشهوات والشبهات الذين لا تُقبح نفوسهم ولا تُحسن ما تقبحه الفطر والعقول السليمة وتحسنه؛ فضلا عن غياب استحضار المعاد في تصرفاتهم وأخلاقهم -عكس المؤمن الذي يعلم أن فعله سوف يتحاسب عليه-.
وأخلاق القوم تحت سيطرة وساوس الشيطان والنفوس -منكوسة الفطرة- وما يتولد منها من أخلاق رديئة؛ كالكبر والغرور وغيرهما، ومنْ هذا حال لا يُأخذ منه كمالات الشخصية وقوتها.
عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قالﷺ:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)[صحيح مسلم]
وعن أنس-رضي الله عنه- قالﷺ:(لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[صحيح البخاري]
وعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال:(إنّ العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمتهُ وقال له انتعش نعشك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير وإذا تكبَّر وعتا وَهَصَهُ الله إلى الأرض وقال له اخسأ خسأك اللهُ فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى يكون عندهم أحقر من الخنزير)[مصنف ابن أبي شيبة]
والفطنة وتطلب كمالات الشخصية مطلوب؛ لكن بما لا يخالف الشرع وبه؛ بتعهد شعب الإيمان الكثيرة ومحاولة تحقيقها في النفس وبها تكمل الشخصية.
قال ابن تيمية-رحمه الله-:(فإنه[=العبد] بين حركتين؛ حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضرّه؛ والشرع هو النور الذي يُبيِّن ما ينفعه وما يضرّه. والشرع نور الله في أرضه)[البنوات، ج١، ص٢٦].
.
المعارضة بالمثل(4): الأوصاف التيمية للمعطل: بالتفريط وترك النظر والإعراض عن البينات الشرعية، والضرورة الفطرية العقلية.
⎯مبدئيا: تمام البيان للدلائل:
[1]- قال الشيخ-رحمه الله-:((كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته؛ كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه وغير ذلك، فإنها دلائل كثيرة قطعية))[درء التعارض، ج١٠، ١٢٩].
⎯الإعراض الأول: عن النصوص الشرعية القطعية:
[2]- قال-رحمه الله-:((ينبغي أن يُعرف أن عامة منْ ضل في هذا الباب[=أصول الدين]، أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو:
- لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسولﷺ،
- وترك النظر والاستدلال الموصول إلى معرفته؛ فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا.. وقوله﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. قال ابن عباس: «تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقي في الآخرة»، ثم قرأ هذه الآية))[درء التعارض، ج١، ص٥٤]
[3]- وقال أيضا:((وإنما قدمت هذه المقدمة؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده علم طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره؛ عُلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين:
- بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم،
- وإعراضهم عما بعث الله به محمداﷺ، من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين))[الفتاوى، ج٥، ص١٢]
⎯الإعراض الثاني: عن دلالة الفطرة والعقل الضرورية:
[4]- قال-رحمه الله-:((فيقولون: ليس هو في العالم كما ليس خارجا عنه؛أو يقولون: هو وجود المخلوقات دون أعيانها أو يقولون: هو الوجود المطلق فيثبتونه فيما يثبتون إذا كانت قلوبهم متشابهة في النفي والتعطيل وهو إنكار موجود حقيقي مباين للمخلوقات عال عليها. وإنما يفترقون فيما يثبتونه ويكرهون فطرهم وعقولهم على قبول المحال المتناقض)[الفتاوى، ج٤، ص٦٠]
[5]- وقال:((وهذا التناقض في إثبات هذا الموجود الذي ليس بخارج عن العالم ولا هو العالم الذي ترده فطرهم وشهودهم وعقولهم؛ غير ما في الفطرة من الإقرار بصانع فوق العالم فإن هذا إقرار الفطرة بالحق المعروف وذاك إنكار الفطرة بالباطل المنكر))[المصدر السابق، ج٤، ص٦١]
.
⎯مبدئيا: تمام البيان للدلائل:
[1]- قال الشيخ-رحمه الله-:((كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته؛ كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه وغير ذلك، فإنها دلائل كثيرة قطعية))[درء التعارض، ج١٠، ١٢٩].
⎯الإعراض الأول: عن النصوص الشرعية القطعية:
[2]- قال-رحمه الله-:((ينبغي أن يُعرف أن عامة منْ ضل في هذا الباب[=أصول الدين]، أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو:
- لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسولﷺ،
- وترك النظر والاستدلال الموصول إلى معرفته؛ فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا.. وقوله﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. قال ابن عباس: «تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقي في الآخرة»، ثم قرأ هذه الآية))[درء التعارض، ج١، ص٥٤]
[3]- وقال أيضا:((وإنما قدمت هذه المقدمة؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده علم طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره؛ عُلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين:
- بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم،
- وإعراضهم عما بعث الله به محمداﷺ، من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين))[الفتاوى، ج٥، ص١٢]
⎯الإعراض الثاني: عن دلالة الفطرة والعقل الضرورية:
[4]- قال-رحمه الله-:((فيقولون: ليس هو في العالم كما ليس خارجا عنه؛أو يقولون: هو وجود المخلوقات دون أعيانها أو يقولون: هو الوجود المطلق فيثبتونه فيما يثبتون إذا كانت قلوبهم متشابهة في النفي والتعطيل وهو إنكار موجود حقيقي مباين للمخلوقات عال عليها. وإنما يفترقون فيما يثبتونه ويكرهون فطرهم وعقولهم على قبول المحال المتناقض)[الفتاوى، ج٤، ص٦٠]
[5]- وقال:((وهذا التناقض في إثبات هذا الموجود الذي ليس بخارج عن العالم ولا هو العالم الذي ترده فطرهم وشهودهم وعقولهم؛ غير ما في الفطرة من الإقرار بصانع فوق العالم فإن هذا إقرار الفطرة بالحق المعروف وذاك إنكار الفطرة بالباطل المنكر))[المصدر السابق، ج٤، ص٦١]
.
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(8)
- التسليم بأن أهل البدع والأهواء متأولة ضرورة، وعدم تأثير تأويلاتهم في تضلالهم وذمهم؛ لأنها غير سائغة وناتجة عن هوى لا هدى.
1- الفُرقة واقعة لا محالة لقوله اللهﷺ:«وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»[الترمذي].
والأصل في المفترقين الزائغين الهلاك لقولهﷺ:
«تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[السنن]. وفُرقة أهل القبلة شبيه بفُرقة فرق أهل الكتاب السابقين، وقد افتراقوا بتأويلات.
قال ابن القيم:((وإذا تأملت دين المسيح وجدت النصارى إنما تطرقوا إلى إفساده بالتأويل بما لا يكاد يوجد مثله في شيء من الأديان، ودخلوا إلى ذلك من باب التأويل))[إعلام الموقعين، 188/5]. ولاتباع سَنن أهل الكتاب كانت فرقة أهل القبلة بتأويل أيضا.
قال ابن تيمية:((ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة))[الفتاوى، ج٢٥، ص١٣١]
2- لا وجود لفرقة دون تأويلات، لأن أهل البدع الذي عندهم شبهات، وسميت الشبهة شبهة لاشتباها بالحق وحقيقتها باطل؛ و((لَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ))[ابن تيمية، الفتاوى، 190/35].
وقال ابن القيم:((جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها فالقرآن عند؛ الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل:﴿وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾))[شفاء العليل].
فلا عبرة بتأويلاتهم وغير شافعة لهم؛ عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:((لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر))[شرح السنة].
وقال ابن أبي زيد القيرواني:((ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا))[الجامع].
3- ولم تُعتبر لأنها تحريف وفُرقة واتباع للهوى؛ لذلك غير مانعة لذمهم وغير سائغة. قال ابن تيمية:((إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧]
وهي لتقرير وتسويغ ضلالاتهم، قال ابن تيمية:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا:يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية]
4- الفرقة الناجية في مسائل الافتراق؛ على حق موضوعي ظاهر جلي لا تُعتبر مخالفة مخالفيهم من الفرق وتأويلاتها؛ وما عليه أهل البدع هوى لا هدى عند السلف. قال ابن القيم: ((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة: جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم))[إغاثة اللهفان]. وقال ابن تيمية:((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسولﷺ؛ بما يجعله نظيرا له من رأي..))[الفتاوى، ج٤، ص٧٨]
5- أهل البدع قد زين لهم الشيطان أعمالهم مع إعراضهم عن الحق، فهم مع تأويلاتهم ضُلال لإعراضِهم عن اتِّباع داعي الهدى. قال ابن القيم:((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾، فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟ قيل: لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
.
- التسليم بأن أهل البدع والأهواء متأولة ضرورة، وعدم تأثير تأويلاتهم في تضلالهم وذمهم؛ لأنها غير سائغة وناتجة عن هوى لا هدى.
1- الفُرقة واقعة لا محالة لقوله اللهﷺ:«وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»[الترمذي].
والأصل في المفترقين الزائغين الهلاك لقولهﷺ:
«تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[السنن]. وفُرقة أهل القبلة شبيه بفُرقة فرق أهل الكتاب السابقين، وقد افتراقوا بتأويلات.
قال ابن القيم:((وإذا تأملت دين المسيح وجدت النصارى إنما تطرقوا إلى إفساده بالتأويل بما لا يكاد يوجد مثله في شيء من الأديان، ودخلوا إلى ذلك من باب التأويل))[إعلام الموقعين، 188/5]. ولاتباع سَنن أهل الكتاب كانت فرقة أهل القبلة بتأويل أيضا.
قال ابن تيمية:((ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة))[الفتاوى، ج٢٥، ص١٣١]
2- لا وجود لفرقة دون تأويلات، لأن أهل البدع الذي عندهم شبهات، وسميت الشبهة شبهة لاشتباها بالحق وحقيقتها باطل؛ و((لَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ))[ابن تيمية، الفتاوى، 190/35].
وقال ابن القيم:((جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها فالقرآن عند؛ الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل:﴿وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾))[شفاء العليل].
فلا عبرة بتأويلاتهم وغير شافعة لهم؛ عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:((لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر))[شرح السنة].
وقال ابن أبي زيد القيرواني:((ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا))[الجامع].
3- ولم تُعتبر لأنها تحريف وفُرقة واتباع للهوى؛ لذلك غير مانعة لذمهم وغير سائغة. قال ابن تيمية:((إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧]
وهي لتقرير وتسويغ ضلالاتهم، قال ابن تيمية:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا:يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية]
4- الفرقة الناجية في مسائل الافتراق؛ على حق موضوعي ظاهر جلي لا تُعتبر مخالفة مخالفيهم من الفرق وتأويلاتها؛ وما عليه أهل البدع هوى لا هدى عند السلف. قال ابن القيم: ((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة: جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم))[إغاثة اللهفان]. وقال ابن تيمية:((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسولﷺ؛ بما يجعله نظيرا له من رأي..))[الفتاوى، ج٤، ص٧٨]
5- أهل البدع قد زين لهم الشيطان أعمالهم مع إعراضهم عن الحق، فهم مع تأويلاتهم ضُلال لإعراضِهم عن اتِّباع داعي الهدى. قال ابن القيم:((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾، فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟ قيل: لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
((من أسباب عدم اهتمام الحركيين بمحاربة العدو الداخلي-مع أنهم بين ظهرانيهم- وحمل هم كف شر أعظم ما يغضب الباريﷻ ويخلد في النار؛ ومباينة النصوص لما ذهبوا إليه من أوهام.
الحركيون من أدبياتهم؛ التأصيل لتوسيع العذر وجعله أصلا، والظاهر به يمنون أنفسهم في عدم اشتغالهم بمحاربة مظاهر الشرك والـkفـ.ـر "الداخلي"؛كالصوفية القبورية والأشعرية معطلة الصفات وأضرابهم.
ويشغلون أنفسهم بـ"النهضة، والعدو الخارجي"
-بزعمهم-أما العدو الداخلي الذي يعيش معهم في بلدانهم ويفسد عقائد الناس-والذي أولوية محاربته راجحة-؛ فشماعة توسيع العذر موجودة؛ من تمشعر أو تصوف..إلخ؛ يحتم عذره ابتداء. وبهذا السبب[¹]-وغيره-: يتجاهل أو يهمل؛ الاهتمام بمحاربة التصوف والتمشعر والبدع كما ينبغي.
هذه بعض الأحاديث النبوية في نقض دعاوى توسيع العذر وجعله أصلا:
1— عن ثوبان-رضي الله عنه- قال رسوله اللهﷺ:((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأصل العذر والكل معذور كما تصور الحركية؛ ما الذي يخيفهﷺ؟ لم يخاف والأصل العذر؟
2— وقالﷺ:((تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ))[الترمذي]
= س: لو كان العذر أصلا؛ كما تصور الحركية؛ لم يجعل الهلاك وعدم النجاة أصلا في مخالفة البيضاء بعده؟
3— وقالﷺ:((إنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ))[صحيح مسلم]
= س: الذين مقتهم الرب-سبحانه- في أزمنة فترة ومقتهم؛ على ضلالهم وفساد حالهم؛ وهم في أزمنة فترات؛ كيف بمن أعذر إليهم بإرسال الرسل-عليهم السلام-؟
وقد قالﷺ:((وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل))[رواه الشيخان].
4— وقالﷺ:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا))[رواه مسلم]، وقالﷺ:((ومن سن سنة شر فاتبع عليها، كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأمر كما يصوره الحركيون لمَ لم يشفع الاتباع الأعمى للمقلدة في الباطل البين؟
5- قال ابن تيمية -رحمه الله-:(فالداعي إلى الكفر والبدعة: وإن كان أضل غيره: فذلك الغير يعاقب على ذنبه؛ لكونه قبل من هذا واتبعه، وهذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة مع بقاء أوزار أولئك عليهم)[الفتاوى]))
— التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(٩).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]- وهذا السبب ولَّده؛ مبدأ نبذ الاشتغال
ببعضنا لكي تنفرغ للنهضة.
.
الحركيون من أدبياتهم؛ التأصيل لتوسيع العذر وجعله أصلا، والظاهر به يمنون أنفسهم في عدم اشتغالهم بمحاربة مظاهر الشرك والـkفـ.ـر "الداخلي"؛كالصوفية القبورية والأشعرية معطلة الصفات وأضرابهم.
ويشغلون أنفسهم بـ"النهضة، والعدو الخارجي"
-بزعمهم-أما العدو الداخلي الذي يعيش معهم في بلدانهم ويفسد عقائد الناس-والذي أولوية محاربته راجحة-؛ فشماعة توسيع العذر موجودة؛ من تمشعر أو تصوف..إلخ؛ يحتم عذره ابتداء. وبهذا السبب[¹]-وغيره-: يتجاهل أو يهمل؛ الاهتمام بمحاربة التصوف والتمشعر والبدع كما ينبغي.
هذه بعض الأحاديث النبوية في نقض دعاوى توسيع العذر وجعله أصلا:
1— عن ثوبان-رضي الله عنه- قال رسوله اللهﷺ:((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأصل العذر والكل معذور كما تصور الحركية؛ ما الذي يخيفهﷺ؟ لم يخاف والأصل العذر؟
2— وقالﷺ:((تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ))[الترمذي]
= س: لو كان العذر أصلا؛ كما تصور الحركية؛ لم يجعل الهلاك وعدم النجاة أصلا في مخالفة البيضاء بعده؟
3— وقالﷺ:((إنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ))[صحيح مسلم]
= س: الذين مقتهم الرب-سبحانه- في أزمنة فترة ومقتهم؛ على ضلالهم وفساد حالهم؛ وهم في أزمنة فترات؛ كيف بمن أعذر إليهم بإرسال الرسل-عليهم السلام-؟
وقد قالﷺ:((وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل))[رواه الشيخان].
4— وقالﷺ:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا))[رواه مسلم]، وقالﷺ:((ومن سن سنة شر فاتبع عليها، كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأمر كما يصوره الحركيون لمَ لم يشفع الاتباع الأعمى للمقلدة في الباطل البين؟
5- قال ابن تيمية -رحمه الله-:(فالداعي إلى الكفر والبدعة: وإن كان أضل غيره: فذلك الغير يعاقب على ذنبه؛ لكونه قبل من هذا واتبعه، وهذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة مع بقاء أوزار أولئك عليهم)[الفتاوى]))
— التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(٩).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]- وهذا السبب ولَّده؛ مبدأ نبذ الاشتغال
ببعضنا لكي تنفرغ للنهضة.
.
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(9)
التطبيق على الأصل المتقدم:
عدم اعتبار الحق الموضوعي —بيِّن في نفسه شبهات الباطل لا تكافئ أدلته، الأصل الزائغ عنه هالك، كما تقدم بيانه— واشتراط عدم التأويل في أعيان الفرق قبل ذمهم والحكم عليهم؛ يقضي بعدم ذم أي معين من أعيان الفرق الضالة؛ وهذا خلاف أصل الهلاك الذي جاء في الحديث عنهﷺ:«لا يزيغ عنها إلا هالك» وهم كأهل التنديد:﴿لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾.
وعلى هذا النهج مثلا؛ الرافضي الذي يسب ويلعن الصحابة على هذا القول يجب ألا يذم:
١— لعدم وجود حق موضوعي-اكتسب أحقيته من ظهوره، التأويل لا يعتبر فيه-.
٢— ولتأويلات الرافضي لنصوص عدالة الصحابة وفضائلهم. قال ابن القيم:
((كلُّ صاحبِ باطلٍ قد جعل ما تأوَّله المتأولون عذرًا له فيما تأوَّله هو، وقال: ما الذي حرَّم عليَّ التأويل وأباحه لكم؟ فتأولت الطائفة المنكرة للمعاد نصوص المعاد[...] وكذلك فعلت الرافضة في أحاديث فضائل الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة. وكذلك فعلت المعتزلة في تأويل أحاديث الرؤية والشفاعة، وكذلك القدرية في نصوص القدر..))[إعلام الموقعين، ج٥،ص١٦٠]
= فعلى هذا المذهب الذي لا يعتبر أصل الهلاك في الفرق ولا يرفع رأسا بالحق الموضوعي وعنده التأويل التحريفي يشفع لهم؛ لا يصح ذم الرافضي الذي يسب الصحابة-كمثال فقط، والأمر على كل أعيان الفرق، والتفريق بينها تفريق بين متماثلات-.
وهذا عكس اعتباره-الحق الموضوعي-؛ فإن اعتباره يقضي بذم الرافضي بمجرد وقوعه في الصحابة، لا يشترط خلوه من التأويل؛ وحال الزائغين متأولة ضرورة ومع ذلك وصفهم النبيﷺ بالهلاك.
الخلاصة: تأويلات أهل الأهواء لا تشفع لهم لأنها ناتجة عن زيغ عن صراط الله والحيد عن ظواهر النصوص؛ وهي جناية ودليل إدانة لتحريف الكلم عن مواضعه-كما تقدم-. وهذا حال الفرق من قبل في الحيد عما تركهم عليه أنبياؤهم واتباع الأهواء؛ قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((والذين يُخالفون الأنبياء؛ من أهل الكفر، وأهل البدع؛ كالسحرة، والكهان، وسائر أنواع الكفّار؛ وكالمُبتدعين من أهل الملل؛ أهل العلم، وأهل العبادة: فهؤلاء مخالفون للأدلة السمعية والعقلية؛ للسماعية والعيانية، مخالفون لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: ﴿كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سألهم خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾. فهؤلاء يُخالفون أقوال الأنبياء؛ إما بالتكذيب، وإما بالتحريف من التأويل، وإما بالإعراض عنها))[النبوات، ج٢، ص١٠٩٢]
= لذا فمِن عدم اتساق المنتسب للسلفية مع أصول مدرسته؛ بحثه عن العذر بالتأويل لرفع التبديع(¹) والذم عن أئمة أعيان الفرق الضالة، وبصنيعه يجرد الخلق من اتباع الأهواء [=بعناد أو إعراض وتفريط]، ويجردهم من حرية الاختيار[=هديناه النجدين]، ويغفل عن وجود بينات جلية فيها ما يدفع باطل الضال الذي اعتنقه، مع تصوير الزائغ الجاني كالضحية وهو مكلف عاقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]-وهذا الصنيع يتجلى في قول:”لا تضره أشعريته“-”كان جهميا-رحمه الله-“وغيرها من عبارات نزع الملامة عن الزائغ.
.
التطبيق على الأصل المتقدم:
عدم اعتبار الحق الموضوعي —بيِّن في نفسه شبهات الباطل لا تكافئ أدلته، الأصل الزائغ عنه هالك، كما تقدم بيانه— واشتراط عدم التأويل في أعيان الفرق قبل ذمهم والحكم عليهم؛ يقضي بعدم ذم أي معين من أعيان الفرق الضالة؛ وهذا خلاف أصل الهلاك الذي جاء في الحديث عنهﷺ:«لا يزيغ عنها إلا هالك» وهم كأهل التنديد:﴿لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾.
وعلى هذا النهج مثلا؛ الرافضي الذي يسب ويلعن الصحابة على هذا القول يجب ألا يذم:
١— لعدم وجود حق موضوعي-اكتسب أحقيته من ظهوره، التأويل لا يعتبر فيه-.
٢— ولتأويلات الرافضي لنصوص عدالة الصحابة وفضائلهم. قال ابن القيم:
((كلُّ صاحبِ باطلٍ قد جعل ما تأوَّله المتأولون عذرًا له فيما تأوَّله هو، وقال: ما الذي حرَّم عليَّ التأويل وأباحه لكم؟ فتأولت الطائفة المنكرة للمعاد نصوص المعاد[...] وكذلك فعلت الرافضة في أحاديث فضائل الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة. وكذلك فعلت المعتزلة في تأويل أحاديث الرؤية والشفاعة، وكذلك القدرية في نصوص القدر..))[إعلام الموقعين، ج٥،ص١٦٠]
= فعلى هذا المذهب الذي لا يعتبر أصل الهلاك في الفرق ولا يرفع رأسا بالحق الموضوعي وعنده التأويل التحريفي يشفع لهم؛ لا يصح ذم الرافضي الذي يسب الصحابة-كمثال فقط، والأمر على كل أعيان الفرق، والتفريق بينها تفريق بين متماثلات-.
وهذا عكس اعتباره-الحق الموضوعي-؛ فإن اعتباره يقضي بذم الرافضي بمجرد وقوعه في الصحابة، لا يشترط خلوه من التأويل؛ وحال الزائغين متأولة ضرورة ومع ذلك وصفهم النبيﷺ بالهلاك.
الخلاصة: تأويلات أهل الأهواء لا تشفع لهم لأنها ناتجة عن زيغ عن صراط الله والحيد عن ظواهر النصوص؛ وهي جناية ودليل إدانة لتحريف الكلم عن مواضعه-كما تقدم-. وهذا حال الفرق من قبل في الحيد عما تركهم عليه أنبياؤهم واتباع الأهواء؛ قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((والذين يُخالفون الأنبياء؛ من أهل الكفر، وأهل البدع؛ كالسحرة، والكهان، وسائر أنواع الكفّار؛ وكالمُبتدعين من أهل الملل؛ أهل العلم، وأهل العبادة: فهؤلاء مخالفون للأدلة السمعية والعقلية؛ للسماعية والعيانية، مخالفون لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: ﴿كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سألهم خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾. فهؤلاء يُخالفون أقوال الأنبياء؛ إما بالتكذيب، وإما بالتحريف من التأويل، وإما بالإعراض عنها))[النبوات، ج٢، ص١٠٩٢]
= لذا فمِن عدم اتساق المنتسب للسلفية مع أصول مدرسته؛ بحثه عن العذر بالتأويل لرفع التبديع(¹) والذم عن أئمة أعيان الفرق الضالة، وبصنيعه يجرد الخلق من اتباع الأهواء [=بعناد أو إعراض وتفريط]، ويجردهم من حرية الاختيار[=هديناه النجدين]، ويغفل عن وجود بينات جلية فيها ما يدفع باطل الضال الذي اعتنقه، مع تصوير الزائغ الجاني كالضحية وهو مكلف عاقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]-وهذا الصنيع يتجلى في قول:”لا تضره أشعريته“-”كان جهميا-رحمه الله-“وغيرها من عبارات نزع الملامة عن الزائغ.
.