Forwarded from رَجُلٌ يَسۡعَىٰ
من علامات إنحراف الدعاة والجماعات الإسلامية أن يكون الحفاظ على الجماعة أو على النفس -في حالة الأفراد- هدفا مقدما على حفظ أديان الناس وأعراضهم وأرواحهم.....
هنا تتحول الدعوة من وسيلة إلى غاية يبذل في سبيل الحفاظ عليها ما أسست هذه الدعوة للحفاظ عليه أصلا!
هنا تتحول الدعوة من وسيلة إلى غاية يبذل في سبيل الحفاظ عليها ما أسست هذه الدعوة للحفاظ عليه أصلا!
Forwarded from كناشة أبي الخليل
قال الشيخ تقي الدين-رحمه الله-:(فإن المستغيث بالنبي ﷺ طالب منه وسائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه ولا يسأل، وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به)[الفتاوى]
وقال:(فهذا القول لم يقله أحد من الأمم، بل هو مما اختلقه هذا المفتري وإلا فلينقل ذلك عن أحد من الناس وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به)[الرد على البكري]
- قال الشيخ ابن سحمان-رحمه الله-:(فإنه من المعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير بتغير أسمائها، فلا تزول هذه المفاسد بتغير أسمائها، كتسمية عبادة غير الله توسلا وتشفعا، أو تبركا وتعظيما للصالحين وتوقيرا، فإن الاعتبار بحقائق الأمور، لا بالأسماء والاصطلاحات، والحكم يدور مع الحقيقة، وجودا وعدما لا مع الأسماء)[الضياء الشارق]
وقال:(فهذا القول لم يقله أحد من الأمم، بل هو مما اختلقه هذا المفتري وإلا فلينقل ذلك عن أحد من الناس وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به)[الرد على البكري]
- قال الشيخ ابن سحمان-رحمه الله-:(فإنه من المعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير بتغير أسمائها، فلا تزول هذه المفاسد بتغير أسمائها، كتسمية عبادة غير الله توسلا وتشفعا، أو تبركا وتعظيما للصالحين وتوقيرا، فإن الاعتبار بحقائق الأمور، لا بالأسماء والاصطلاحات، والحكم يدور مع الحقيقة، وجودا وعدما لا مع الأسماء)[الضياء الشارق]
Forwarded from أوَّاب بن مُحمَّد
تحييد_التوحيد_وأزمة_الإصلاح_المعاصِر.pdf
928 KB
هذا مقال كنت أحرره الفترة الماضية، فيه تثبيت لمنزلة ما يزهد منه اليوم من مهمات الدين وأسسه، وأثر ذلك وغيره على الحركات المصلحية اليوم، مع عرض ونقد لشيء من المسائل المشكلة، أسأل الله أن ينفع به .
”لكن حينها كانت السُّنة ظاهرة“؛ عذر أم إدانة؟
من يدافعون عن مشاهير المعطلة عندما تورِد لهم بعض الآثار التي تدل دلالة ظاهرة أن أئمة السنة قد حكموا على معطلة معينين بمجرد الفتوى، كما روى عن الإمام أحمد، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:
((سئل أبي[=الإمام أحمد] عن رجل وجب عليه تحرير رقبة مؤمنة، فكان عنده مملوك سوء لقنه أن يقول بخلق القرآن. فقال: لا يجزئ عنه عتقه؛ لأن الله تبارك وتعالى أمره بتحرير رقبة مؤمنة، وليس هذا بمؤمن، هذا كافر))[ذيل طبقات الحنابلة]
= وغيره من الآثار في الباب؛ يحتجون دوما لدفع الحكم عمن يدافعون عنهم؛ بأن في تلك الأزمنة كانت السُّنة ظاهرة؛ لا يعمم هذا على المتأخرين.
والقوم يظنون أن في ذلك حجة لهم، والحق أنها حجة عليهم.
لأن المتأخر من مشاهير المعطلة المشتغلين بالعلم؛ قد طالع ما حصل في تلك السنوات والقرون المتقدمة، ويعلم أن من أسباب القدح في الرواة بدع الجهمية:”الواقفة واللفظية والمخلوقية وغيرهم[=وغالبهم يعلم قصة الإمام البخاري في اللفظ]“؛ ومع ذلك قال بمقالات المعطلة؛ فهذا دليل إدانة وزيادة في الحجة على تثبيت الحكم عليهم لا العكس.
.
من يدافعون عن مشاهير المعطلة عندما تورِد لهم بعض الآثار التي تدل دلالة ظاهرة أن أئمة السنة قد حكموا على معطلة معينين بمجرد الفتوى، كما روى عن الإمام أحمد، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:
((سئل أبي[=الإمام أحمد] عن رجل وجب عليه تحرير رقبة مؤمنة، فكان عنده مملوك سوء لقنه أن يقول بخلق القرآن. فقال: لا يجزئ عنه عتقه؛ لأن الله تبارك وتعالى أمره بتحرير رقبة مؤمنة، وليس هذا بمؤمن، هذا كافر))[ذيل طبقات الحنابلة]
= وغيره من الآثار في الباب؛ يحتجون دوما لدفع الحكم عمن يدافعون عنهم؛ بأن في تلك الأزمنة كانت السُّنة ظاهرة؛ لا يعمم هذا على المتأخرين.
والقوم يظنون أن في ذلك حجة لهم، والحق أنها حجة عليهم.
لأن المتأخر من مشاهير المعطلة المشتغلين بالعلم؛ قد طالع ما حصل في تلك السنوات والقرون المتقدمة، ويعلم أن من أسباب القدح في الرواة بدع الجهمية:”الواقفة واللفظية والمخلوقية وغيرهم[=وغالبهم يعلم قصة الإمام البخاري في اللفظ]“؛ ومع ذلك قال بمقالات المعطلة؛ فهذا دليل إدانة وزيادة في الحجة على تثبيت الحكم عليهم لا العكس.
.
كناشة أبي الخليل
”لكن حينها كانت السُّنة ظاهرة“؛ عذر أم إدانة؟ من يدافعون عن مشاهير المعطلة عندما تورِد لهم بعض الآثار التي تدل دلالة ظاهرة أن أئمة السنة قد حكموا على معطلة معينين بمجرد الفتوى، كما روى عن الإمام أحمد، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ((سئل أبي[=الإمام أحمد]…
ومن ذلك: قال ابن حجر في الدرر الكامنة:
((ثم في ثاني عشرى رجب: قرأ المزي فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضب وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه))
[الدرر الكامنة لابن حجر، ج١، ص١٧٠]
((ثم في ثاني عشرى رجب: قرأ المزي فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضب وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه))
[الدرر الكامنة لابن حجر، ج١، ص١٧٠]
حول بطلان اشتراط إزالة الشبهة في الحكم على أهل البدع المكفرة الجلية...
⎯أولا:
ما من ضال إلا وله وشبهة؛ اشتراط إزالة الشبهة في عامة المسائل لا يمكن لأحد أن يتسق معه في الحكم على كل معين؛ لأن هنالك حق موضوعي ظاهر جلي ضروري قطعي؛ الشبهات فيه:
- لا تكافئ أدلة الحق الفطرية العقلية الخبرية،
- وتكون ضربا من السفسطة والقرمطة الواضحه،
- بتزين شيطاني وإعراض أو عناد عن الهدى. قال الشيخ أبا بطين-رحمه الله-:
((وقد ذكر العلماء من أهل كل مذهب أشياء كثيرة لا يمكن حصرها من الأقوال والأفعال والاعتقادات أنه يكفر صاحبها ، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند. فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهدًا أو مخطئًا أو مقلدًا أو جاهلا معذور مخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك مع أنه لا بد أن ينقض أصله فلو طرد أصله كفر بلا ريب كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمدﷺ ونحو ذلك، وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه، وأن الله غفر له مع شكه في صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له))[الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين، ص٤٧]
⎯ثانيا:
الاتساق التام مع هذا الضابط؛ يجر إلى القول بعدم وجود حق موضوعي ظاهر جلي مخالفه يحكم عليه ضرورة؛ وهذا ينافي أحكام الأولين على أهل الزيغ؛ والذين بموجب وجوده–الحق الموضوعي–:
1— حكم ابن عمر على القدرية، قال-رضي الله عنه-:((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر))[صحيح مسلم]
= أين إزالة الشبهة هنا؟
2— والإجماع الذي نقله الرازيان وحرب الكرماني؛ في تجهيم المخلوقية وعدم التفصيل والتفصيل في الحكم على الواقفة واللفظية قال الإمام ابن أبي حاتم-(تـ٣٢٧ه):
((سألت أبي وأبا زرعة-رحمهما الله-: عن مذاهب أهل السنة، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار: حجازا، وعراقا، ومصر، وشاما، ويمنا، فكان من مذهبهم[...]:
* ومن زعم أن القرآن مخلوق: فهو كافر كفرا ينقل عن الملة.
* ومن شك في كفره ممن يفهم: فهو كافر.
* ومن شك في كلام الله، فوقف فيه شاكا يقول: لا أدري مخلون أو غير مخلوق: فهو جهمي.
* ومن وقف في القرآن جاهلا: علم، وبدع، ولم يكفر))[عقيدة الرازيين]
= أين إزالة الشبهة في الحكم على المخلوقية وعدم التفصيل في شأنهم؟
3— بل أيضا معتمد متأخري الحنابلة في تـكـ.فير الداعية: قال المجد:((كل بدعة كفرنا فيها الداعية, فإنا نفسق المقلد فيها, كمن يقول بخلق القرآن))
= أين إزالة الشبهة؟ وغيرها من الأمثلة في السياق.
⎯ثالثا:
شبهات أهل البدع أصناف، منهم أصل شبهته من جهة محض أهواء ابتداء[=كلامية، علموية، تنويرية] وأتى يغلفها بالنصوص بقرمطة جلية، ومنهم شبهته من جهة اتباعه لمتشابه النصوص وتحريف محكمها-وقد يجتمعان-؛ وفي الحالتين صاحبها مدان زائغ ضال.
والمعطلة باتفاق شبهتهم من النوع الأول؛ فخالفوا بأهوائهم كافة دواعي الحق من:
- الفطر والعقل،
- وصريح الكتاب والسنة،
- والإجماعات والآثار دين سلف الأمة،
بل في علو الباري خالفوا كل الكتب السماوية والمخلوقات. قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((ولا تجد أحدًا من نفاة الصفات؛ يعتمد في ذلك على الشرع، ولا يدعي أن أصل اعتقاده لذلك من جهة الكتاب والسنة، ولا ينقل قوله عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين وإنما ينقل قوله في النفي عمن هو معروف بتقليد أو بدعة أو إلحاد)) [درء التعارض]
وقال:((ولهذا لم يكن معهم على نفي ذلك[=العلو] أصل يعتصمون منه من جهة الرسول ﷺ وإنما يتمسكون بما يظنونه من العقليات))[درء التعارض]
وقال:
((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسول ﷺ؛ بما يجعله نظيرا له: من رأي أو كشف أو نحو ذلك))[الفتاوى]
= فالقوم؛ معرضون عن الاهتداء بالوحي طالبوا الهدى من غيره ابتداء. قال ابن القيم:
((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾،
فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟
قيل:
لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
==
⎯أولا:
ما من ضال إلا وله وشبهة؛ اشتراط إزالة الشبهة في عامة المسائل لا يمكن لأحد أن يتسق معه في الحكم على كل معين؛ لأن هنالك حق موضوعي ظاهر جلي ضروري قطعي؛ الشبهات فيه:
- لا تكافئ أدلة الحق الفطرية العقلية الخبرية،
- وتكون ضربا من السفسطة والقرمطة الواضحه،
- بتزين شيطاني وإعراض أو عناد عن الهدى. قال الشيخ أبا بطين-رحمه الله-:
((وقد ذكر العلماء من أهل كل مذهب أشياء كثيرة لا يمكن حصرها من الأقوال والأفعال والاعتقادات أنه يكفر صاحبها ، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند. فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهدًا أو مخطئًا أو مقلدًا أو جاهلا معذور مخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك مع أنه لا بد أن ينقض أصله فلو طرد أصله كفر بلا ريب كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمدﷺ ونحو ذلك، وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه، وأن الله غفر له مع شكه في صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له))[الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين، ص٤٧]
⎯ثانيا:
الاتساق التام مع هذا الضابط؛ يجر إلى القول بعدم وجود حق موضوعي ظاهر جلي مخالفه يحكم عليه ضرورة؛ وهذا ينافي أحكام الأولين على أهل الزيغ؛ والذين بموجب وجوده–الحق الموضوعي–:
1— حكم ابن عمر على القدرية، قال-رضي الله عنه-:((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر))[صحيح مسلم]
= أين إزالة الشبهة هنا؟
2— والإجماع الذي نقله الرازيان وحرب الكرماني؛ في تجهيم المخلوقية وعدم التفصيل والتفصيل في الحكم على الواقفة واللفظية قال الإمام ابن أبي حاتم-(تـ٣٢٧ه):
((سألت أبي وأبا زرعة-رحمهما الله-: عن مذاهب أهل السنة، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار: حجازا، وعراقا، ومصر، وشاما، ويمنا، فكان من مذهبهم[...]:
* ومن زعم أن القرآن مخلوق: فهو كافر كفرا ينقل عن الملة.
* ومن شك في كفره ممن يفهم: فهو كافر.
* ومن شك في كلام الله، فوقف فيه شاكا يقول: لا أدري مخلون أو غير مخلوق: فهو جهمي.
* ومن وقف في القرآن جاهلا: علم، وبدع، ولم يكفر))[عقيدة الرازيين]
= أين إزالة الشبهة في الحكم على المخلوقية وعدم التفصيل في شأنهم؟
3— بل أيضا معتمد متأخري الحنابلة في تـكـ.فير الداعية: قال المجد:((كل بدعة كفرنا فيها الداعية, فإنا نفسق المقلد فيها, كمن يقول بخلق القرآن))
= أين إزالة الشبهة؟ وغيرها من الأمثلة في السياق.
⎯ثالثا:
شبهات أهل البدع أصناف، منهم أصل شبهته من جهة محض أهواء ابتداء[=كلامية، علموية، تنويرية] وأتى يغلفها بالنصوص بقرمطة جلية، ومنهم شبهته من جهة اتباعه لمتشابه النصوص وتحريف محكمها-وقد يجتمعان-؛ وفي الحالتين صاحبها مدان زائغ ضال.
والمعطلة باتفاق شبهتهم من النوع الأول؛ فخالفوا بأهوائهم كافة دواعي الحق من:
- الفطر والعقل،
- وصريح الكتاب والسنة،
- والإجماعات والآثار دين سلف الأمة،
بل في علو الباري خالفوا كل الكتب السماوية والمخلوقات. قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((ولا تجد أحدًا من نفاة الصفات؛ يعتمد في ذلك على الشرع، ولا يدعي أن أصل اعتقاده لذلك من جهة الكتاب والسنة، ولا ينقل قوله عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين وإنما ينقل قوله في النفي عمن هو معروف بتقليد أو بدعة أو إلحاد)) [درء التعارض]
وقال:((ولهذا لم يكن معهم على نفي ذلك[=العلو] أصل يعتصمون منه من جهة الرسول ﷺ وإنما يتمسكون بما يظنونه من العقليات))[درء التعارض]
وقال:
((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسول ﷺ؛ بما يجعله نظيرا له: من رأي أو كشف أو نحو ذلك))[الفتاوى]
= فالقوم؛ معرضون عن الاهتداء بالوحي طالبوا الهدى من غيره ابتداء. قال ابن القيم:
((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾،
فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟
قيل:
لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
==
==
⎯رابعا:
هل الذين شبهتهم من جهة متشابه النصوص لا عتب عليهم؟ قطعا لا، لا عذر لهم—لأنهم تركوا المحكم أو حرفوه واتباع المتشابه ليسوغوا أهوائهم—:
عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:
((تلا رسول ﷺ:﴿هو الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا، وَما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ﴾، قالت: قال رسول اللهﷺ:«إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»))[صحيح مسلم]
وقال الدارمي-رحمه الله-:((المُصيبَ يَتعلَّق من الآثار بكل واضح مشهور، والمُريبَ يَتعلَّق بكل متشابه مغمور))[النقض على المريسي]
وقال ابن تيمية-رحمه الله-:((ليس في الكتاب والسنة والإجماع باطلٌ، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعضُ الناس،
أو يفهمون منها معنى باطلا؛ فالآفةُ منهم، لا من الكتاب والسنة، فإن الله تعالى قال:﴿ونزلنا عليك الكتابَ تِبيانًا لكل شيءٍ وهدًى ورحمةً وبشرَى للمسلمين﴾))[مجموع الفتاوى]
وقال:
((وقال تعالى في الآية الأخرى:{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين} وقال:{وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}، ولهذا كان من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنسوبين الى العلماء والعباد يُجعل من أهل الاهواء كما كان السلف يسمونهم أهل الأهواء وذلك أن كل من لم يتبع العلم فقد اتبع هواه والعلم بالدين لا يكون إلا بهدي الله الذي بعث به رسولهﷺ، ولهذا قال الله تعالى في موضع{وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم} وقال في موضع آخر {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}))[الاستقامة]
وقال ابن القيم-رحمه الله-:((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء لأن الرأي المخالف للسنة : جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم وغايته : الضلال في الدنيا والشقاء في الآخرة،
وإنما ينتفي الضلال والشقاء عمن اتبع هدى الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتب)) [ إغاثة اللهفان ]
⎯خامسا:
⑴- أئمة السُّنة منعوا من علم الكلام ولم يجادلوا به وشددوا في ذلك وذموا أهله بدلا من عذرهم به.
⑵-الشيخ تقي الدين ابن تيمية؛ يقرر أن شبه الجهمية ليست من جهة النصوص الشرعية إنما من جهة أهوائهم ظنونهم الكلامية وقد قال جميع أهل البدع قد يتشبثوا بنصوص إلا المعطلة:
((..لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته[=الباري]؛ بل الجميع عندهم متأول أو مفوض وجميع أهل البدع قد يتمسكون بنصوص كالخوارج[...] وغيرهم إلا الجهمية فإنه ليس معهم عن الأنبياء كلمة واحدة توافق ما يقولونه من النفي))[الفتاوى]:
⑶- مع ذلك الشيخ يقرر أن المعطلة الذين كفرهم السلف قد قامت عليهم الحجة؛ السؤال: بماذا قامت عليهم الحجة[= شبههم ليست من جهة الوحي+ الأئمة لم يجادلوا بعلم الكلام ومنعوا الاشتغال به+ ومع ذلك قامت الحجة عليهم]بماذا قامت؟
.
⎯رابعا:
هل الذين شبهتهم من جهة متشابه النصوص لا عتب عليهم؟ قطعا لا، لا عذر لهم—لأنهم تركوا المحكم أو حرفوه واتباع المتشابه ليسوغوا أهوائهم—:
عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:
((تلا رسول ﷺ:﴿هو الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا، وَما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ﴾، قالت: قال رسول اللهﷺ:«إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»))[صحيح مسلم]
وقال الدارمي-رحمه الله-:((المُصيبَ يَتعلَّق من الآثار بكل واضح مشهور، والمُريبَ يَتعلَّق بكل متشابه مغمور))[النقض على المريسي]
وقال ابن تيمية-رحمه الله-:((ليس في الكتاب والسنة والإجماع باطلٌ، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعضُ الناس،
أو يفهمون منها معنى باطلا؛ فالآفةُ منهم، لا من الكتاب والسنة، فإن الله تعالى قال:﴿ونزلنا عليك الكتابَ تِبيانًا لكل شيءٍ وهدًى ورحمةً وبشرَى للمسلمين﴾))[مجموع الفتاوى]
وقال:
((وقال تعالى في الآية الأخرى:{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين} وقال:{وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}، ولهذا كان من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنسوبين الى العلماء والعباد يُجعل من أهل الاهواء كما كان السلف يسمونهم أهل الأهواء وذلك أن كل من لم يتبع العلم فقد اتبع هواه والعلم بالدين لا يكون إلا بهدي الله الذي بعث به رسولهﷺ، ولهذا قال الله تعالى في موضع{وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم} وقال في موضع آخر {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}))[الاستقامة]
وقال ابن القيم-رحمه الله-:((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء لأن الرأي المخالف للسنة : جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم وغايته : الضلال في الدنيا والشقاء في الآخرة،
وإنما ينتفي الضلال والشقاء عمن اتبع هدى الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتب)) [ إغاثة اللهفان ]
⎯خامسا:
⑴- أئمة السُّنة منعوا من علم الكلام ولم يجادلوا به وشددوا في ذلك وذموا أهله بدلا من عذرهم به.
⑵-الشيخ تقي الدين ابن تيمية؛ يقرر أن شبه الجهمية ليست من جهة النصوص الشرعية إنما من جهة أهوائهم ظنونهم الكلامية وقد قال جميع أهل البدع قد يتشبثوا بنصوص إلا المعطلة:
((..لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته[=الباري]؛ بل الجميع عندهم متأول أو مفوض وجميع أهل البدع قد يتمسكون بنصوص كالخوارج[...] وغيرهم إلا الجهمية فإنه ليس معهم عن الأنبياء كلمة واحدة توافق ما يقولونه من النفي))[الفتاوى]:
⑶- مع ذلك الشيخ يقرر أن المعطلة الذين كفرهم السلف قد قامت عليهم الحجة؛ السؤال: بماذا قامت عليهم الحجة[= شبههم ليست من جهة الوحي+ الأئمة لم يجادلوا بعلم الكلام ومنعوا الاشتغال به+ ومع ذلك قامت الحجة عليهم]بماذا قامت؟
.