((اعلم أن بعض أهل التأويل(1) أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات...
ـــــــــــــ
الشرح:
(1) تنبیه:
وقولنا:[[أهل التأويل]] نرجو الله تعالى أن يعفو عنا هذا التعبير؛ لأن الصواب أنهم [[أهل التحريف]]؛ لأن التأويل الذي بمعنى التفسير-سواء وافق الظاهر أو خالف الظاهر- ليس مذموما، بل هو محمود واجب،
لكن التأويل الذي لا دليل عليه يجب أن نسمیه بما يستحق من الأسماء وهو التحريف،
لكننا قد نصانع بعض الناس فيما يطلقونه خوفاً من النفور؛ لأنك لو قلت للأشعري مثلا: أنت محرف للكتاب والسنة، فإنه سوف ینفر منك، ولا قبل هذا اللقب إطلاقاً، فمصانعة الناس فيما يطلقونه من الألقاب إذا لم يكن فيه محظور شرعي لا بأس به.
قولنا:«إذا لم يكن فيه محظور شرعي» بمعنى أننا نبين ما يقول حتی يستحق الوصف اللائق به وهو التحريف))
.
ـــــــــــــ
الشرح:
(1) تنبیه:
وقولنا:[[أهل التأويل]] نرجو الله تعالى أن يعفو عنا هذا التعبير؛ لأن الصواب أنهم [[أهل التحريف]]؛ لأن التأويل الذي بمعنى التفسير-سواء وافق الظاهر أو خالف الظاهر- ليس مذموما، بل هو محمود واجب،
لكن التأويل الذي لا دليل عليه يجب أن نسمیه بما يستحق من الأسماء وهو التحريف،
لكننا قد نصانع بعض الناس فيما يطلقونه خوفاً من النفور؛ لأنك لو قلت للأشعري مثلا: أنت محرف للكتاب والسنة، فإنه سوف ینفر منك، ولا قبل هذا اللقب إطلاقاً، فمصانعة الناس فيما يطلقونه من الألقاب إذا لم يكن فيه محظور شرعي لا بأس به.
قولنا:«إذا لم يكن فيه محظور شرعي» بمعنى أننا نبين ما يقول حتی يستحق الوصف اللائق به وهو التحريف))
⎯استدراكات الشيخ ابن عثيمين على بعض كتبه، ص21.
.
الرد لمجرد الرد وتسجيل موقف!
في المادة بالأعلى ذكرت بعض التقريرات التيمية التي تعارض بعض نصوصه، ومضمون الكلام؛ لا يحق لك الأخذ فضلا عن الإلزام بنصوص للشيخ، وللشيخ نفسه غيرها الكثير من النصوص ضد فكرتك التي تريد تقريرها. بل عنوان الكتابة: ”المعارضة بالمثل“ وتلك النصوص قرر فيها أن:
- تأويل المعطلة تحريف ولا يوجد عذر يسمى العذر بالتحريف[=إيراد إيرادات من نصوصه لأن العذر بمانع التأويل].
- وينقل الإجماع على تجهيم متأول الاستواء مع تأوله، جهمي ضال مع تأوله.
- ويقييد المغفرة بطلب الهدى من جهة الرسول ويقرر أن المعطلة لم يطلبوا الهدى من جهته في العلو وغيرها من المسائل. وفهم المعارض” التعليق الأخروي“ حول المغفرة، أننا نقطع أن الشيخ يحكم عليهم في الدنيا قطعا، والمقصود لا يمكن الجزم بالمغفرة لأنها غيب وليست لنا؛ لا أننا نقطع أن الشيخ يحكم، فقط نعارض بين نصوصه ونبين وجوب مراعاة مثل هذه النصوص عند الحديث عن تقريرات الشيخ.
- ويقرر أن الحكم على المعين في حيز الاجتهاد، ومعلوم عدم الإنكار فيها. وغيرها من التقريرات.
= شوش البعض ولف ودار وكرر ما عنيتُ ”إلزم-ليس مجرد الأخذ فقط- الناس بنقول دون أخرى“، ويقول لك: ”موافقة المعاصرين للشيخ؛ وهم على طرائق قددا ولهم أكثر من قول“.
موافقة الشيخ تكون بجمع نقوله كلها بما فيها ما ذكرت في”المعارضة بالمثل“، لا بالتكتل عند بعضها بل وإلزام غيرك بها؛ ونصوصه الأخرى التي لا تعجبك؛ كأنها لا وجود لها.
ويراجع: تثبيت إدانة متأولة الجهمية باعترافات عصرية. وهذه إيرادات في العذر بالتأويل من أفواه المعاصرين وغيرهم.
والعجيب أن هذا وأمثاله يتجاهلون فهم أئمة الدعوة النجدية ونصوصهم في السياق-كعدم اعتبارهم لبقية نصوص ابن تيمية-.
بل قطع نقل الاستشهاد بالشيخ أبابطين حتى يحلو له نسبة الفهم للخليفي حصرا، مع أن لأئمة الدعوة أكثر من نص في السياق:
- قال الشيخ أبابطين:((مع أن رأي الشيخ في التوقف عن تكفير الجهمية ونحوهم خلاف نصوص الإمام أحمد وغيره من أئمة الإسلام))[الانتصار لحزب الله].
- وقال الشيخ ابن سحمان-رحمه الله-:((وكلام ابن تيمية إنما يعرفه ويدريه من مارس كلامه، وعرف أصوله فإنه قد صرح في غير موضع أن الخطأ قد يغفر لمن لم يبلغه الشرع ولم تقم عليه الحجة في مسائل مخصوصة؛ إذا اتقى الله ما استطاع واجتهد بحسب طاقته،
وأين التقوى وأين الاجتهاد الذي يدعيه عباد القبور والداعون للموتى والغائبين والمعطلون للصانع عن علوه على خلقه، ونفي أسمائه وصفاته ونعوت جلاله، كيف والقرآن يتلى في المساجد والمدارس والبيوت، ونصوص السنة النبوية مجموعة مدونة معلومة؟))[كشف الشبهتين].
- وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:((الشبهة إذا كانت واضحة البطلان لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان وإتعاب للحيوان))[مجموع مؤلفاته]
= أين الخليفي هنا؟.
— أما عن التشوش في معنى جهة الرسول:((والله يغفر لمن اجتهد في معرفة الصواب؛ من جهة الكتاب والسنة))[درء التعارض] عند الشيخ:
1— بطلان تفسير طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ بقصد متابعة الرسولﷺ؛ بحيث يكون تفسير الجملة هكذا:«من لم يقصد متابعة الرسول ﷺ فهو طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ» وهل ينازع في هذا عاقل!، ذكر عبارة [[[جهة]]] تدل على بطلان الحمل البعيد هذا.
ويستحيل وجود مبتدع يريد الابتداع أو كافر يريد الكفر -إلا ما شاء الله-، قال ابن تيمية-رحمه الله-:((وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كفر كفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله))[الصارم المسلول].
= والصواب؛ طلب الهدى من غير جهة الرسول ﷺ؛ عدم الاعتصام بالكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في المحجة البيضاء، وهذا حال كل فرق الضلال، وقد علق النبي ﷺ الهلاك بعدم الاعتصام.
ومن الأمثلة التقريبية لطلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ ضلال الدارويني المتأسلم الذي يتقرمط في تأول النصوص الظاهرة لإثبات صحة ما آمن به من فكر-كحال عامة أهل الزيغ-، وطلب الهدى من جهته، ويعرض عن الحق البين المخالف له ويآثر اتباع ما زينه له الشيطان من ضلال—ومع ذلك الجهمي أشد ضلالا منه ومخالف لأدلة أكثر منه + مخالفته للفطرة والعقل —.
2— أصل ضلال المبتدع إيثار اتباع أهوائه التي زينها له الشيطان وترك الهدى البين، وهي-الأهواء- الباعثة له على عدم الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فهو اعتقد ثم استدل، وبذلك يجعل الوحي تابعا بدلا من متبوع، وترك المحكم البين واتباع المتشابه الذي الغاية منه أصلا الاختبار والابتلاء، وبعض البدع من بُعد ضلالها لا يستدل عليها من المتشابه حتى، كنفاة العلو:((وأما النصوص الكثيرة الدالة على علو الله على خلقه، فلا ينازعون في كثرتها، وظهور دلالتها، ولا يدّعون أنه عارضها نصوص سمعية تدفع موجبها))[درء التعارض]، وهذا عين طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ.
= ومهما دندن المدندن وقرمط؛ ستبقى تلك التقريرات تورد عليه لدفع إلزامه لغيره بنصوص دون أخرى، وتبين تناقضه وتشهيه.
.
في المادة بالأعلى ذكرت بعض التقريرات التيمية التي تعارض بعض نصوصه، ومضمون الكلام؛ لا يحق لك الأخذ فضلا عن الإلزام بنصوص للشيخ، وللشيخ نفسه غيرها الكثير من النصوص ضد فكرتك التي تريد تقريرها. بل عنوان الكتابة: ”المعارضة بالمثل“ وتلك النصوص قرر فيها أن:
- تأويل المعطلة تحريف ولا يوجد عذر يسمى العذر بالتحريف[=إيراد إيرادات من نصوصه لأن العذر بمانع التأويل].
- وينقل الإجماع على تجهيم متأول الاستواء مع تأوله، جهمي ضال مع تأوله.
- ويقييد المغفرة بطلب الهدى من جهة الرسول ويقرر أن المعطلة لم يطلبوا الهدى من جهته في العلو وغيرها من المسائل. وفهم المعارض” التعليق الأخروي“ حول المغفرة، أننا نقطع أن الشيخ يحكم عليهم في الدنيا قطعا، والمقصود لا يمكن الجزم بالمغفرة لأنها غيب وليست لنا؛ لا أننا نقطع أن الشيخ يحكم، فقط نعارض بين نصوصه ونبين وجوب مراعاة مثل هذه النصوص عند الحديث عن تقريرات الشيخ.
- ويقرر أن الحكم على المعين في حيز الاجتهاد، ومعلوم عدم الإنكار فيها. وغيرها من التقريرات.
= شوش البعض ولف ودار وكرر ما عنيتُ ”إلزم-ليس مجرد الأخذ فقط- الناس بنقول دون أخرى“، ويقول لك: ”موافقة المعاصرين للشيخ؛ وهم على طرائق قددا ولهم أكثر من قول“.
موافقة الشيخ تكون بجمع نقوله كلها بما فيها ما ذكرت في”المعارضة بالمثل“، لا بالتكتل عند بعضها بل وإلزام غيرك بها؛ ونصوصه الأخرى التي لا تعجبك؛ كأنها لا وجود لها.
ويراجع: تثبيت إدانة متأولة الجهمية باعترافات عصرية. وهذه إيرادات في العذر بالتأويل من أفواه المعاصرين وغيرهم.
والعجيب أن هذا وأمثاله يتجاهلون فهم أئمة الدعوة النجدية ونصوصهم في السياق-كعدم اعتبارهم لبقية نصوص ابن تيمية-.
بل قطع نقل الاستشهاد بالشيخ أبابطين حتى يحلو له نسبة الفهم للخليفي حصرا، مع أن لأئمة الدعوة أكثر من نص في السياق:
- قال الشيخ أبابطين:((مع أن رأي الشيخ في التوقف عن تكفير الجهمية ونحوهم خلاف نصوص الإمام أحمد وغيره من أئمة الإسلام))[الانتصار لحزب الله].
- وقال الشيخ ابن سحمان-رحمه الله-:((وكلام ابن تيمية إنما يعرفه ويدريه من مارس كلامه، وعرف أصوله فإنه قد صرح في غير موضع أن الخطأ قد يغفر لمن لم يبلغه الشرع ولم تقم عليه الحجة في مسائل مخصوصة؛ إذا اتقى الله ما استطاع واجتهد بحسب طاقته،
وأين التقوى وأين الاجتهاد الذي يدعيه عباد القبور والداعون للموتى والغائبين والمعطلون للصانع عن علوه على خلقه، ونفي أسمائه وصفاته ونعوت جلاله، كيف والقرآن يتلى في المساجد والمدارس والبيوت، ونصوص السنة النبوية مجموعة مدونة معلومة؟))[كشف الشبهتين].
- وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:((الشبهة إذا كانت واضحة البطلان لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان وإتعاب للحيوان))[مجموع مؤلفاته]
= أين الخليفي هنا؟.
— أما عن التشوش في معنى جهة الرسول:((والله يغفر لمن اجتهد في معرفة الصواب؛ من جهة الكتاب والسنة))[درء التعارض] عند الشيخ:
1— بطلان تفسير طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ بقصد متابعة الرسولﷺ؛ بحيث يكون تفسير الجملة هكذا:«من لم يقصد متابعة الرسول ﷺ فهو طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ» وهل ينازع في هذا عاقل!، ذكر عبارة [[[جهة]]] تدل على بطلان الحمل البعيد هذا.
ويستحيل وجود مبتدع يريد الابتداع أو كافر يريد الكفر -إلا ما شاء الله-، قال ابن تيمية-رحمه الله-:((وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كفر كفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله))[الصارم المسلول].
= والصواب؛ طلب الهدى من غير جهة الرسول ﷺ؛ عدم الاعتصام بالكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في المحجة البيضاء، وهذا حال كل فرق الضلال، وقد علق النبي ﷺ الهلاك بعدم الاعتصام.
ومن الأمثلة التقريبية لطلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ ضلال الدارويني المتأسلم الذي يتقرمط في تأول النصوص الظاهرة لإثبات صحة ما آمن به من فكر-كحال عامة أهل الزيغ-، وطلب الهدى من جهته، ويعرض عن الحق البين المخالف له ويآثر اتباع ما زينه له الشيطان من ضلال—ومع ذلك الجهمي أشد ضلالا منه ومخالف لأدلة أكثر منه + مخالفته للفطرة والعقل —.
2— أصل ضلال المبتدع إيثار اتباع أهوائه التي زينها له الشيطان وترك الهدى البين، وهي-الأهواء- الباعثة له على عدم الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فهو اعتقد ثم استدل، وبذلك يجعل الوحي تابعا بدلا من متبوع، وترك المحكم البين واتباع المتشابه الذي الغاية منه أصلا الاختبار والابتلاء، وبعض البدع من بُعد ضلالها لا يستدل عليها من المتشابه حتى، كنفاة العلو:((وأما النصوص الكثيرة الدالة على علو الله على خلقه، فلا ينازعون في كثرتها، وظهور دلالتها، ولا يدّعون أنه عارضها نصوص سمعية تدفع موجبها))[درء التعارض]، وهذا عين طلب الهدى من غير جهة الرسولﷺ.
= ومهما دندن المدندن وقرمط؛ ستبقى تلك التقريرات تورد عليه لدفع إلزامه لغيره بنصوص دون أخرى، وتبين تناقضه وتشهيه.
.
Forwarded from قناة مصعب بن صلاح العلمية📚
البث المباشر للتعليق على رسالة (العادة السرية) للشيخ الحبيب عادل بن عزوز
https://www.tg-me.com/ibnsalah?livestream
https://www.tg-me.com/ibnsalah?livestream
تأويلات فرق الضلال غير سائغة بالإجماع!
(( وقد علم بالاضطرار اختلاف أهل القبلة في كثير من تأويل الآیات والأحاديث : هل تصرف عن ظاهرها أم تقرُّ على ظاهرها؟ وإذا صرفت فهل تُصرفُ إلى كذا أم إلى كذا؟
بل الكتب والنقول مشحونة بتكفير بعض المتأولين فضلاً عن تخطئته[...]
إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً،
وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة،
بل تسويغ جميع هذه التأويلات على خلاف إجماع هذه الفرق كلها))
⎯ابن تيمية، جامع المسائل، م5، ص77.
(( وقد علم بالاضطرار اختلاف أهل القبلة في كثير من تأويل الآیات والأحاديث : هل تصرف عن ظاهرها أم تقرُّ على ظاهرها؟ وإذا صرفت فهل تُصرفُ إلى كذا أم إلى كذا؟
بل الكتب والنقول مشحونة بتكفير بعض المتأولين فضلاً عن تخطئته[...]
إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً،
وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة،
بل تسويغ جميع هذه التأويلات على خلاف إجماع هذه الفرق كلها))
⎯ابن تيمية، جامع المسائل، م5، ص77.
Forwarded from غريب مغترب
دعواتكم للوالد بالشفاء و التوفيق، تم تشخيصه بمرض مزمن خطير و قد يحتاج عملية
المعارضة بالمثل(2): الأوصاف التيمية لتأويلات المعطلة الأشعرية!
الحمد لله، أما بعد:
قال تعالى عن أسلاف المجادلين بالباطل في الحق الجلي -من المشركين وأهل الكتاب- بحجج ساقطة وقرمطة جلية:
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾. قال ابن كثير في تفسيره:((أي: يتأولونه على غير تأويله،﴿مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾ أي: فهموه على الجلية، ومع هذا يخالفونه))[تفسير القرآن العظيم]. وقال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا﴾، وقال سبحانه:﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
- و((الأمر عند المعطلة أن الرسل خاطبوا الخلق بما لا يبين الحق ولا ينال منه الهدى بل ظاهره يدل على الباطل ويفهم منه الضلال ليكون انتفاع الخلق بخطاب الرسول اجتهادهم في رد ما أظهرته الرسل وأفهمته الخلق ليصلوا برده إلى معرفةالحق الذي استنبطوه بعقولهم ولم يحتاجوا فيه إلى الرسل بل احتاجوا فيه إلى رد ما جاءوا به))[ابن القيم _الصواعق المرسلة، ج٣، ١١٤٥].
- وقد اعترف بعض المتكلمين بأن نصوص الصفات التي تأولتها المعطلة كثيرة جدا وبلغت مبلغا عظيما ولا تحصى من كثرتها: قال الرازي:((إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه، بلغت مبلغا كثيرا في العدد، وبلغت مبلغا عظيمة في تقوية التشبيه))[المطالب العالية، ٩/٢١٣]، قال التفتازاني:((فإن قيل:إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة[=نفي علو الله على عرشه وفوقيته] فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك؟))[شرح المقاصد، ٢/٥٠]
= في النصوص التالية-لابن تيمية-؛ جملة من أوصاف الإدانة لتأويلات المعطلة الجهمية:
⎯الوصف الأول:
تأويلات المعطلة غير سائغة بالإجماع، قال-رحمه الله-:(( وقد علم بالاضطرار اختلاف أهل القبلة في كثير من تأويل الآیات والأحاديث : هل تصرف عن ظاهرها أم تقرُّ على ظاهرها؟ وإذا صرفت فهل تُصرفُ إلى كذا أم إلى كذا؟ بل الكتب والنقول مشحونة بتكفير بعض المتأولين فضلاً عن تخطئته[...] إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة، بل تسويغ جميع هذه التأويلات على خلاف إجماع هذه الفرق كلها))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧].
⎯الثاني:
تأويلات المعطلة في البعد كتأويلات القرمطة، قال-رحمه الله-:((ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة-من المتأولين لهذا الباب- في أمر مريج، فإن من ينكر الرؤية، يزعم أن العقل يحيلها، وأنه مضطر فيها إلى التأويل، ومن يحيل أن لله علما وقدرة، وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول: إن العقل أحال ذلك، فاضطر إلى التأويل[...] أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول ﷺ جاء بها بالاضطرار، كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس، وصوم شهر رمضان، فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات))[الفتوى الحموية،٢٧٢]
⎯الثالث:
تأويلات المعطلة إلحاد في آيات الله وأسمائه وصفاته، قال-رحمه الله-:((ثم التقدم بالرتبة والشرف هو من هذا فإن المكانة والرتبة مأخوذة من المكان لأن صاحب الرتبة المتقدمة يكون متقدما في المكان والمكانة على صاحب الرتبة المتأخرة كما قالﷺ في الحديث الصحيح: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم[...] وقد تكلمنا على هذا مبسوطا في غير هذا الموضع وسنوضحه إن شاء الله إذا تكلمنا على ما تأول به ما جاء في القرآن من وصفه سبحانه بالعلو فإن إلحاد هؤلاء في أسمائه وآياته التي وصف فيها بالعلو والظهور والرفعة تشيه إلحاد هؤلاء[=المعطلة] في أسمائه وآياته التي وصف فيها بالأولية))[بيان تلبيس الجهمية، ج٥، ص١٩٦]
⎯الرابع:
تأويلات المعطلة وجودها من دلائل النبوة، قال-رحمه الله-:((قال تعالى:﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون﴾ إلى قوله:﴿ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ الآية. ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة فيما أخبر الله به أو أمر به.[...] وهذا من بعض أسباب تغيير الملل إلا أن هذا الدين محفوظ؛ كما قال تعالى:﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا..))[مجموع الفتاوى، ج٢٥، ١٣٠-١٣١]
===
الحمد لله، أما بعد:
قال تعالى عن أسلاف المجادلين بالباطل في الحق الجلي -من المشركين وأهل الكتاب- بحجج ساقطة وقرمطة جلية:
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾. قال ابن كثير في تفسيره:((أي: يتأولونه على غير تأويله،﴿مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾ أي: فهموه على الجلية، ومع هذا يخالفونه))[تفسير القرآن العظيم]. وقال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا﴾، وقال سبحانه:﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
- و((الأمر عند المعطلة أن الرسل خاطبوا الخلق بما لا يبين الحق ولا ينال منه الهدى بل ظاهره يدل على الباطل ويفهم منه الضلال ليكون انتفاع الخلق بخطاب الرسول اجتهادهم في رد ما أظهرته الرسل وأفهمته الخلق ليصلوا برده إلى معرفةالحق الذي استنبطوه بعقولهم ولم يحتاجوا فيه إلى الرسل بل احتاجوا فيه إلى رد ما جاءوا به))[ابن القيم _الصواعق المرسلة، ج٣، ١١٤٥].
- وقد اعترف بعض المتكلمين بأن نصوص الصفات التي تأولتها المعطلة كثيرة جدا وبلغت مبلغا عظيما ولا تحصى من كثرتها: قال الرازي:((إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه، بلغت مبلغا كثيرا في العدد، وبلغت مبلغا عظيمة في تقوية التشبيه))[المطالب العالية، ٩/٢١٣]، قال التفتازاني:((فإن قيل:إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة[=نفي علو الله على عرشه وفوقيته] فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك؟))[شرح المقاصد، ٢/٥٠]
= في النصوص التالية-لابن تيمية-؛ جملة من أوصاف الإدانة لتأويلات المعطلة الجهمية:
⎯الوصف الأول:
تأويلات المعطلة غير سائغة بالإجماع، قال-رحمه الله-:(( وقد علم بالاضطرار اختلاف أهل القبلة في كثير من تأويل الآیات والأحاديث : هل تصرف عن ظاهرها أم تقرُّ على ظاهرها؟ وإذا صرفت فهل تُصرفُ إلى كذا أم إلى كذا؟ بل الكتب والنقول مشحونة بتكفير بعض المتأولين فضلاً عن تخطئته[...] إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة، بل تسويغ جميع هذه التأويلات على خلاف إجماع هذه الفرق كلها))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧].
⎯الثاني:
تأويلات المعطلة في البعد كتأويلات القرمطة، قال-رحمه الله-:((ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة-من المتأولين لهذا الباب- في أمر مريج، فإن من ينكر الرؤية، يزعم أن العقل يحيلها، وأنه مضطر فيها إلى التأويل، ومن يحيل أن لله علما وقدرة، وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول: إن العقل أحال ذلك، فاضطر إلى التأويل[...] أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول ﷺ جاء بها بالاضطرار، كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس، وصوم شهر رمضان، فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات))[الفتوى الحموية،٢٧٢]
⎯الثالث:
تأويلات المعطلة إلحاد في آيات الله وأسمائه وصفاته، قال-رحمه الله-:((ثم التقدم بالرتبة والشرف هو من هذا فإن المكانة والرتبة مأخوذة من المكان لأن صاحب الرتبة المتقدمة يكون متقدما في المكان والمكانة على صاحب الرتبة المتأخرة كما قالﷺ في الحديث الصحيح: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم[...] وقد تكلمنا على هذا مبسوطا في غير هذا الموضع وسنوضحه إن شاء الله إذا تكلمنا على ما تأول به ما جاء في القرآن من وصفه سبحانه بالعلو فإن إلحاد هؤلاء في أسمائه وآياته التي وصف فيها بالعلو والظهور والرفعة تشيه إلحاد هؤلاء[=المعطلة] في أسمائه وآياته التي وصف فيها بالأولية))[بيان تلبيس الجهمية، ج٥، ص١٩٦]
⎯الرابع:
تأويلات المعطلة وجودها من دلائل النبوة، قال-رحمه الله-:((قال تعالى:﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون﴾ إلى قوله:﴿ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ الآية. ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة فيما أخبر الله به أو أمر به.[...] وهذا من بعض أسباب تغيير الملل إلا أن هذا الدين محفوظ؛ كما قال تعالى:﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا..))[مجموع الفتاوى، ج٢٥، ١٣٠-١٣١]
===
===
⎯الخامس:
تأويلات المعطلة باعثها أهواء القوم الكلامية-وجوب التأويل-، قال-رحمه الله-:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا: يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية، ج٨، ص٣١٧]
⎯السادس:
تأويلات المعطلة سببها زيغهم والإعراض عن ظواهر الكتاب والسُّنة والإجماع لأنهم لا يفهمون منها إلا التشبيه لأهوائهم: قال-رحمه الله-:
((الذين في قلوبهم زيغ من أهل الأهواء لا يفهمون من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان-في: باب صفات الله تعالى- إلا المعاني التي تليق بالخلق لا بالخالق، ثم يريدون تحريف الكلم عن مواضعه))[التسعينية،ج٢، ص٥٤٨]
⎯ السابع:
تأويلات المعطلة معلومة بالاضطرار أنها خلاف مراد الله ورسولهﷺ، قال-رحمه الله-:((وانتدب هؤلاء في تقرير شبه عقلية ينفون بها الحق، وتأولوا كتاب الله على غير تأويله، فحرفوا الكلم عن مواضعه، وألحدوا في أسماء الله وآياته بحيث حملوها على ما يعلم بالاضطرار أنه خلاف مراد الله ورسوله))[التسعينية، ج١، ص١٧٢]
⎯الثامن:
تأويلاتهم باطلة لا حقيقة لها عند السلف الكرام، قال-رحمه الله- ((وأما التأويل بمعنى: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح كتأويل من تأول: استوى، بمعنى استولى ونحوه، فهذا عند السلف والأئمة باطل لا حقيقة له))[درء التعارض، ج٥، ص٣٨٢]
⎯ التاسع:
تأويلات المعطلة تحريف للكلم عن مواضعه وافتراء على الله وفاتحة لباب الزندقة والعبث بالنصوص الشرعية، قال-رحمه الله-:((من فسر القرآن أو الحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو؛ مفتر على الله ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا؛ فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام))[مجموع الفتاوى، ج١٣، ص٢٤٣].
⎯ العاشر:
تأويلات المعطلة المتأخرين هي بعينها تأويلات بشر المريسي الذي أجمع على كفره الأئمة، قال-رحمه الله-:((وهذه التأويلات اليوم بيد الناس التي ذكرها ابن فورك والرازي وابن عقيل الحنبلي والغزالي وغيرهم هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي))[الفتاوى، ج٥، ص٢٣]
⎯الحادي عشر:
تأويلات المعطلة؛ جحد لما يعلم بالاضطرار من نصوص الصفات، ومخالفة لأتم بيان في الخطاب، وسفسطة وجحد للحسيات، قال-رحمه الله-:((ومن صرف مثل هذه الأحاديث[= بعض أحاديث الصفات] وهذه الألفاظ الصريحة المنصوصة إلى مَلكٍ من الملائكة أو مجيء شيء من عذاب الله أو إحسان الله فإنه: مع جحده لما يعلم بالاضطرار من هذه الألفاظ: قد فتح من باب القرمطة وتحريف الكلم عن مواضعه ما لا يمكن سدُّه إذ لا يمكن بيان المخبر عنه بأعظم من هذا البيان التَّام فمن جعل هذا محتملاً لم يمكن قط أن يخبر أحدٌ أحدًا بشيء من الألفاظ المبينة لمراده قطعًا، وهذا كله من أعظم السفسطة وجحد الحسيَّات والضروريات التي لا يستحقُّ جاحدها مناظرة ولهذا كان السلف ينهون عن مجادلة أمثال هؤلاء السوفسطائية القرامطة))[بيان تلبيس الجهمية، ج٧، ص٧٦]
⎯الثاني عشر:
تأويلات المعطلة للنصوص المعطلة عكس مراد الله ورسوله[=الإثبات، وهم مرادهم عكسه؛ النفي]، قال-رحمه الله-:((البحث عنها إنما هو عما أرادته الأنبياء؛ فمن كان مقصوده معرفة مرادهم من الوجه الذي يعرف مرادهم فقد سلك طريق الهدى ومن قصد أن يجعل ما قالوه تبعا له؛ فإن وافقه قبله وإلا رده وتكلف له من التحريف ما يسميه تأويلا مع أنه يعلم بالضرورة أن كثيرا من ذلك أو أكثره لم ترده الأنبياء فهو محرف للكلم عن مواضعه))[الفتاوى، ج٤، ص١٩١]
⎯ الثالث عشر:
تأويلات المعطلة لا تليق بالوحيين ويجب تنزيه الله ورسوله عن تأويلاتهم، قال-رحمه الله-:((وحقيقة قول هؤلاء -أهل التفويض والتأويل- في المخاطب لنا: أنه لم يبين الحق، ولا أوضحه، مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دل ظاهره علي الكفر والباطل، وأراد منا أن نفهم منه شيئا، أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه.وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد))[درء التعارض، ج١، ص٢٠٢]
⎯ ختاما:
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- عن تأويلات المبطلين:((التأويل الفاسد في رد النصوص ليس عذراً لصاحبه، كما أنه سبحانه لم يعذر إبليس في شبهته التي ألقاها، كما لم يعذر من خالف النصوص متأولا مخطئا، بل كان ذلك التأويل زيادة في كفره)) [الدرر السنية ج١٣ ص١٧٠]
.
⎯الخامس:
تأويلات المعطلة باعثها أهواء القوم الكلامية-وجوب التأويل-، قال-رحمه الله-:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا: يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية، ج٨، ص٣١٧]
⎯السادس:
تأويلات المعطلة سببها زيغهم والإعراض عن ظواهر الكتاب والسُّنة والإجماع لأنهم لا يفهمون منها إلا التشبيه لأهوائهم: قال-رحمه الله-:
((الذين في قلوبهم زيغ من أهل الأهواء لا يفهمون من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان-في: باب صفات الله تعالى- إلا المعاني التي تليق بالخلق لا بالخالق، ثم يريدون تحريف الكلم عن مواضعه))[التسعينية،ج٢، ص٥٤٨]
⎯ السابع:
تأويلات المعطلة معلومة بالاضطرار أنها خلاف مراد الله ورسولهﷺ، قال-رحمه الله-:((وانتدب هؤلاء في تقرير شبه عقلية ينفون بها الحق، وتأولوا كتاب الله على غير تأويله، فحرفوا الكلم عن مواضعه، وألحدوا في أسماء الله وآياته بحيث حملوها على ما يعلم بالاضطرار أنه خلاف مراد الله ورسوله))[التسعينية، ج١، ص١٧٢]
⎯الثامن:
تأويلاتهم باطلة لا حقيقة لها عند السلف الكرام، قال-رحمه الله- ((وأما التأويل بمعنى: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح كتأويل من تأول: استوى، بمعنى استولى ونحوه، فهذا عند السلف والأئمة باطل لا حقيقة له))[درء التعارض، ج٥، ص٣٨٢]
⎯ التاسع:
تأويلات المعطلة تحريف للكلم عن مواضعه وافتراء على الله وفاتحة لباب الزندقة والعبث بالنصوص الشرعية، قال-رحمه الله-:((من فسر القرآن أو الحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو؛ مفتر على الله ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا؛ فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام))[مجموع الفتاوى، ج١٣، ص٢٤٣].
⎯ العاشر:
تأويلات المعطلة المتأخرين هي بعينها تأويلات بشر المريسي الذي أجمع على كفره الأئمة، قال-رحمه الله-:((وهذه التأويلات اليوم بيد الناس التي ذكرها ابن فورك والرازي وابن عقيل الحنبلي والغزالي وغيرهم هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي))[الفتاوى، ج٥، ص٢٣]
⎯الحادي عشر:
تأويلات المعطلة؛ جحد لما يعلم بالاضطرار من نصوص الصفات، ومخالفة لأتم بيان في الخطاب، وسفسطة وجحد للحسيات، قال-رحمه الله-:((ومن صرف مثل هذه الأحاديث[= بعض أحاديث الصفات] وهذه الألفاظ الصريحة المنصوصة إلى مَلكٍ من الملائكة أو مجيء شيء من عذاب الله أو إحسان الله فإنه: مع جحده لما يعلم بالاضطرار من هذه الألفاظ: قد فتح من باب القرمطة وتحريف الكلم عن مواضعه ما لا يمكن سدُّه إذ لا يمكن بيان المخبر عنه بأعظم من هذا البيان التَّام فمن جعل هذا محتملاً لم يمكن قط أن يخبر أحدٌ أحدًا بشيء من الألفاظ المبينة لمراده قطعًا، وهذا كله من أعظم السفسطة وجحد الحسيَّات والضروريات التي لا يستحقُّ جاحدها مناظرة ولهذا كان السلف ينهون عن مجادلة أمثال هؤلاء السوفسطائية القرامطة))[بيان تلبيس الجهمية، ج٧، ص٧٦]
⎯الثاني عشر:
تأويلات المعطلة للنصوص المعطلة عكس مراد الله ورسوله[=الإثبات، وهم مرادهم عكسه؛ النفي]، قال-رحمه الله-:((البحث عنها إنما هو عما أرادته الأنبياء؛ فمن كان مقصوده معرفة مرادهم من الوجه الذي يعرف مرادهم فقد سلك طريق الهدى ومن قصد أن يجعل ما قالوه تبعا له؛ فإن وافقه قبله وإلا رده وتكلف له من التحريف ما يسميه تأويلا مع أنه يعلم بالضرورة أن كثيرا من ذلك أو أكثره لم ترده الأنبياء فهو محرف للكلم عن مواضعه))[الفتاوى، ج٤، ص١٩١]
⎯ الثالث عشر:
تأويلات المعطلة لا تليق بالوحيين ويجب تنزيه الله ورسوله عن تأويلاتهم، قال-رحمه الله-:((وحقيقة قول هؤلاء -أهل التفويض والتأويل- في المخاطب لنا: أنه لم يبين الحق، ولا أوضحه، مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دل ظاهره علي الكفر والباطل، وأراد منا أن نفهم منه شيئا، أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه.وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد))[درء التعارض، ج١، ص٢٠٢]
⎯ ختاما:
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- عن تأويلات المبطلين:((التأويل الفاسد في رد النصوص ليس عذراً لصاحبه، كما أنه سبحانه لم يعذر إبليس في شبهته التي ألقاها، كما لم يعذر من خالف النصوص متأولا مخطئا، بل كان ذلك التأويل زيادة في كفره)) [الدرر السنية ج١٣ ص١٧٠]
.