أَدِيـمْ ..
وبعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، قام للصلاة.. قال جابر: "ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل…
قال جابر: "ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس، السكينة السكينة، كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة. ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا"
بعد غروب الشمس في عرفات، دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة فقضى بها ليلة العاشر من ذي الحجة، وأوصى الناس في سيرهم بالسكينة وعدم التزاحم ما استطاعوا.. وهذه أبرز أعمال هذه الليلة:
- صلاة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين.
- النوم والراحة بعد مشقة اليوم.
- صلاة الفجر في وقته بأذان وإقامة.
- التوجه نحو المشعر الحرام والوقوف به والدعاء حتى قبيل شروق الشمس.
وفي أيامنا هذه، قليل جدا من يلتزم بهذه الأفعال في هذه الليلة. وهي أكثر ليالي الحج التي تحدث بها المخالفات. فالأكثر لا ينتظر في مزدلفة إلى الفجر، وبعضهم لا ينتظر إلا ساعات قليلة ويدفع من مزدلفة حتى من قبل منتصف الليل. وكل ذلك بسبب الزحام الشديد.. فعلى كثرة الناس الذين اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكونهم مد البصر عن اليمين والشمال ومن بين يديه ومن خلفه مثل ذلك؛ إلا أن الأعداد اليوم تفوق عشرة أمثال هذا العدد. والسعيد من يسدد ويقارب ويلتمس السنة ما استطاع.
اللهم تقبل من حجاج بيتك وأتمم عليهم نعمتك، وتقبل منا على تقصيرنا.. وارزقنا الحج المبرور وتابع لنا بين الحج والعمرة 🤲🏻
(6)
يتبع.
بعد غروب الشمس في عرفات، دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة فقضى بها ليلة العاشر من ذي الحجة، وأوصى الناس في سيرهم بالسكينة وعدم التزاحم ما استطاعوا.. وهذه أبرز أعمال هذه الليلة:
- صلاة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين.
- النوم والراحة بعد مشقة اليوم.
- صلاة الفجر في وقته بأذان وإقامة.
- التوجه نحو المشعر الحرام والوقوف به والدعاء حتى قبيل شروق الشمس.
وفي أيامنا هذه، قليل جدا من يلتزم بهذه الأفعال في هذه الليلة. وهي أكثر ليالي الحج التي تحدث بها المخالفات. فالأكثر لا ينتظر في مزدلفة إلى الفجر، وبعضهم لا ينتظر إلا ساعات قليلة ويدفع من مزدلفة حتى من قبل منتصف الليل. وكل ذلك بسبب الزحام الشديد.. فعلى كثرة الناس الذين اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكونهم مد البصر عن اليمين والشمال ومن بين يديه ومن خلفه مثل ذلك؛ إلا أن الأعداد اليوم تفوق عشرة أمثال هذا العدد. والسعيد من يسدد ويقارب ويلتمس السنة ما استطاع.
اللهم تقبل من حجاج بيتك وأتمم عليهم نعمتك، وتقبل منا على تقصيرنا.. وارزقنا الحج المبرور وتابع لنا بين الحج والعمرة 🤲🏻
(6)
يتبع.
أَدِيـمْ ..
قال جابر: "ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس، السكينة السكينة، كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين،…
قال جابر رضي الله عنه: "وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر"
وفي حديث آخر أن امرأة من خثعم أتت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن جواز حجها عن أبيها لكونه كبير السن لا يستقر على الراحلة، فجعل الفضل رضي الله عنه ينظر إليها.
وقد أردف النبي صلى الله عليه وسلم الفضل بن العباس، وهو دافع من مزدلفة.. وأردف أسامة بن زيد وهو دافع من عرفة كما تقدم.
وفي هذا الفعل من الفضل رضي الله عنه بيان أن الفاضل يخشى عليه من الزلل كما يخشى على المفضول.
وبيان أن غض البصر واجب على الرجل إلا في حالات مخصوصة، وليس منها حالة الفضل رضي الله عنه. ولذلك حوّل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه.
وبيان أن إنكار المنكر باليد أولى من اللسان، وأنه يتكرر إذا تكرر المنكر. ولذلك لما لم يقدر على الامتناع عن النظر من أول مرة ونظر مرة أخرى، حول النبي صلى الله عليه وسلم وجهه مرة ثانية.
وفيه رأفة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدير الإنكار بقدر المنكر، فلم يزد على أن حوّل وجهه.
وفيه أن إحرام المرأة في وجهها، ويجوز لها أن تكشف وجهها وهي محرمة. ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة أن تغطي وجهها ولو بغير مخيط عند ذلك الموقف.
ومن المنكرات الشائعة، إطلاق البصر عند أداء المناسك من حج وعمرة. والأكثر شيوعا هو إطلاق البصر في الطواف.
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله موقفا عجيبا من إطلاق البصر في الطواف يشهد لهذه المعاني، وذلك في كتابه مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن.. وذلك أن خالد بن يزيد بن معاوية حج مع عبد الملك بن مروان، وكان خالد من رجالات قريش وعلمائهم. وكان جليل القدر عند عبد الملك.
وكان يطوف يوما، فرأى رملة بنت الزبير بن العوام، فوقعت في نفسه ولم يستطع أن يصرف فكره عنها. وحدث عبد الملك بذلك فأرسل يخطبها له. فقالت: لا والله، أو يطلق نساءه!
وكان له امرأتان، فطلقهما لأجلها!!
وأنشد فيها شعرا قال فيه:
أحب بني العوام طرا لأجلها ** ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ** لرملة خلخال يجول ولا قُلبا!
وهذا وقع لرجل موصوف بالعلم والصلاح، ما كان يظن أن يقع ذلك له. ووقع له وهو في زمان الحج، وفي بيت الله الحرام!
فجدير بالمرء أن يحرص على غض البصر، ولا يتهاون في نظرة واحدة، فلعله لا يسلم منها.. والله المسؤول أن يعافينا وأهلينا والمسلمين.
(7)
يتبع.
وفي حديث آخر أن امرأة من خثعم أتت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن جواز حجها عن أبيها لكونه كبير السن لا يستقر على الراحلة، فجعل الفضل رضي الله عنه ينظر إليها.
وقد أردف النبي صلى الله عليه وسلم الفضل بن العباس، وهو دافع من مزدلفة.. وأردف أسامة بن زيد وهو دافع من عرفة كما تقدم.
وفي هذا الفعل من الفضل رضي الله عنه بيان أن الفاضل يخشى عليه من الزلل كما يخشى على المفضول.
وبيان أن غض البصر واجب على الرجل إلا في حالات مخصوصة، وليس منها حالة الفضل رضي الله عنه. ولذلك حوّل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه.
وبيان أن إنكار المنكر باليد أولى من اللسان، وأنه يتكرر إذا تكرر المنكر. ولذلك لما لم يقدر على الامتناع عن النظر من أول مرة ونظر مرة أخرى، حول النبي صلى الله عليه وسلم وجهه مرة ثانية.
وفيه رأفة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدير الإنكار بقدر المنكر، فلم يزد على أن حوّل وجهه.
وفيه أن إحرام المرأة في وجهها، ويجوز لها أن تكشف وجهها وهي محرمة. ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المرأة أن تغطي وجهها ولو بغير مخيط عند ذلك الموقف.
ومن المنكرات الشائعة، إطلاق البصر عند أداء المناسك من حج وعمرة. والأكثر شيوعا هو إطلاق البصر في الطواف.
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله موقفا عجيبا من إطلاق البصر في الطواف يشهد لهذه المعاني، وذلك في كتابه مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن.. وذلك أن خالد بن يزيد بن معاوية حج مع عبد الملك بن مروان، وكان خالد من رجالات قريش وعلمائهم. وكان جليل القدر عند عبد الملك.
وكان يطوف يوما، فرأى رملة بنت الزبير بن العوام، فوقعت في نفسه ولم يستطع أن يصرف فكره عنها. وحدث عبد الملك بذلك فأرسل يخطبها له. فقالت: لا والله، أو يطلق نساءه!
وكان له امرأتان، فطلقهما لأجلها!!
وأنشد فيها شعرا قال فيه:
أحب بني العوام طرا لأجلها ** ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ** لرملة خلخال يجول ولا قُلبا!
وهذا وقع لرجل موصوف بالعلم والصلاح، ما كان يظن أن يقع ذلك له. ووقع له وهو في زمان الحج، وفي بيت الله الحرام!
فجدير بالمرء أن يحرص على غض البصر، ولا يتهاون في نظرة واحدة، فلعله لا يسلم منها.. والله المسؤول أن يعافينا وأهلينا والمسلمين.
(7)
يتبع.
😢1
أَدِيـمْ ..
قال جابر رضي الله عنه: "وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول…
قال جابر: "حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى عليا، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب، يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب منه"
ركب النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة حتى أتى جمرة العقبة من الطريق الوسطى الموصلة إليها، فرمى سبع حصيات يكبر مع كل حصاة. ورمى من بطن الوادي يعني جعل مكة عن شماله ومنى عن يمينه. ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده ونحر علي رضي الله عنه باقي المائة. وقد أشركه النبي صلى الله عليه وسلم معه في الهدي.
وأكل النبي صلى الله عليه وسلم من لحوم هذه الذبائح وشرب من مرقها، وكذلك علي رضي الله عنه.
والذبح يكون للقارن والمتمتع، أما المفرد (من أهل بالحج فقط) فإنه لا يسوق الهدي.
وهذا الحديث لم يذكر فيه الحلق، ولكن ذكر في أحاديث أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه بعد أن رمى الجمرة الكبرى وذبح البدن.
ثم توجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة. وكان قارنا فلم يسع مرة أخرى بين الصفا والمروة.
ولما وجد بني عبد المطلب يسقون الحجيج من زمزم حثهم على ذلك، وشرب مما ناولوه من الماء.
وبهذه الأفعال الثلاثة (الرمي، طواف الإفاضة، الحلق أو التقصير) يتم التحلل. وبتحقق اثنين منها يتحصل ما يسمى التحلل الأصغر (يحل كل شيء ما عدا النساء).
وقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحرج في ترتيب هذه الأفعال عمن سأله، فكان يقول لمن يسأله: "احلق ولا حرج.. ارم ولا حرج.. افعل ولا حرج" صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأفعال كلها تتم في اليوم العاشر، ثم يعود الحاج بعدما ينجزها إلى منى ليبيت فيها ويكمل بقية رمي الجمار في الأيام التالية.
وقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم باقي الجمرات في أيام التشريق بعد الزوال. ولم يتعجل النبي صلى الله عليه وسلم، بل رمى في أيام التشريق كلها.
(8)
ركب النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة حتى أتى جمرة العقبة من الطريق الوسطى الموصلة إليها، فرمى سبع حصيات يكبر مع كل حصاة. ورمى من بطن الوادي يعني جعل مكة عن شماله ومنى عن يمينه. ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده ونحر علي رضي الله عنه باقي المائة. وقد أشركه النبي صلى الله عليه وسلم معه في الهدي.
وأكل النبي صلى الله عليه وسلم من لحوم هذه الذبائح وشرب من مرقها، وكذلك علي رضي الله عنه.
والذبح يكون للقارن والمتمتع، أما المفرد (من أهل بالحج فقط) فإنه لا يسوق الهدي.
وهذا الحديث لم يذكر فيه الحلق، ولكن ذكر في أحاديث أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه بعد أن رمى الجمرة الكبرى وذبح البدن.
ثم توجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة. وكان قارنا فلم يسع مرة أخرى بين الصفا والمروة.
ولما وجد بني عبد المطلب يسقون الحجيج من زمزم حثهم على ذلك، وشرب مما ناولوه من الماء.
وبهذه الأفعال الثلاثة (الرمي، طواف الإفاضة، الحلق أو التقصير) يتم التحلل. وبتحقق اثنين منها يتحصل ما يسمى التحلل الأصغر (يحل كل شيء ما عدا النساء).
وقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحرج في ترتيب هذه الأفعال عمن سأله، فكان يقول لمن يسأله: "احلق ولا حرج.. ارم ولا حرج.. افعل ولا حرج" صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأفعال كلها تتم في اليوم العاشر، ثم يعود الحاج بعدما ينجزها إلى منى ليبيت فيها ويكمل بقية رمي الجمار في الأيام التالية.
وقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم باقي الجمرات في أيام التشريق بعد الزوال. ولم يتعجل النبي صلى الله عليه وسلم، بل رمى في أيام التشريق كلها.
(8)
اليوم (الحادي عشر من ذي الحجة) يسمى يوم القرّ؛ لأن الحجيج يقرّون فيه بمنى بعدما أدوا نسكهم ويتفرغون لرمي الجمرات في أيام التشريق، ولذكر الله سبحانه وتعالى.
وقد ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر".
فهذا من الأيام العظيمة التي يحسن بالمسلم أن يعظم الله فيها بكثرة الذكر والعبادة.
وقد ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر".
فهذا من الأيام العظيمة التي يحسن بالمسلم أن يعظم الله فيها بكثرة الذكر والعبادة.
❤5
أَدِيـمْ .. pinned «اليوم (الحادي عشر من ذي الحجة) يسمى يوم القرّ؛ لأن الحجيج يقرّون فيه بمنى بعدما أدوا نسكهم ويتفرغون لرمي الجمرات في أيام التشريق، ولذكر الله سبحانه وتعالى. وقد ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام…»
Forwarded from أَدِيـمْ ..
(كذلك سخرها لكم لتكبروا الله):
في تعليق نفيس للإمام القرطبي رحمه الله على تقرير نعمة تسخير الأنعام لنا وهي أعظم منا أبدانا وأقوى منا أعضاء يقول:
"ذلك ليعلم العبد أن الأمور ليست على ما تظهر إلى العبد من التدبير، وإنما هي بحسب ما يريدها العزيز القدير، فيغلب الصغير الكبير ليعلم الخلق أن الغالب هو الله الواحد القهار فوق عباده." اهـ
قلتُ: فلعل هذا معنى من مناسبة ذكر التكبير بعدها، وعند الذبح كذلك، كي لا يطغى الإنسان بقدرته على هذه المخلوقات المسخرة، وإنما يعلم أن ربه أقوى منه وأقدر وأكبر.. وأنه لولا تسخيره تلك الأنعام له لما ذلّت له ولما قدر منها على شيء.. والله أعلم.
في تعليق نفيس للإمام القرطبي رحمه الله على تقرير نعمة تسخير الأنعام لنا وهي أعظم منا أبدانا وأقوى منا أعضاء يقول:
"ذلك ليعلم العبد أن الأمور ليست على ما تظهر إلى العبد من التدبير، وإنما هي بحسب ما يريدها العزيز القدير، فيغلب الصغير الكبير ليعلم الخلق أن الغالب هو الله الواحد القهار فوق عباده." اهـ
قلتُ: فلعل هذا معنى من مناسبة ذكر التكبير بعدها، وعند الذبح كذلك، كي لا يطغى الإنسان بقدرته على هذه المخلوقات المسخرة، وإنما يعلم أن ربه أقوى منه وأقدر وأكبر.. وأنه لولا تسخيره تلك الأنعام له لما ذلّت له ولما قدر منها على شيء.. والله أعلم.
❤9👍3
في ذهني خواطر كثيرة، وأفكار وددت أن أكتبها حتى لا يئدها الشغل والنسيان. وببالي عدة موضوعات أومن بأهمية النقاش حولها، وإضافة بعض الإضاءات التي وددت لو أضافها أحد غيري فأراحني من عناء الفكر. ولكني منذ مدة طويلة أجد في نفسي حرجا من الكتابة ومن الحديث حتى في الأوساط النسائية المغلقة. وقد دعيت أكثر من مرة إلى إعداد مواد صوتية في بعض اهتماماتي فتعللت واعتذرت، وعندي ما يشغلني فعلا ولكن الحقيقة أنني لم أنشط. وذلك الحرج سببه الرئيس هو كثرة ما أقرؤه من انتقادات للكتابات والأحاديث التي تحمل فكرة جيدة ولكنها لا تحترز من أفكار سيئة. لم يعد قول شيء جيد كافيا، بل صار المطلوب أن تعتذر عن كل المعاني السيئة التي قد تُفهم من كلامك، أو حتى من سكوتك!
لابد أن تضع احترازا لكل شيء، وإلا سينهال عليك أناس بما يسمونه نقدا، ولكنه ليس كذلك.. بل هو في عمومه انتقاص وتجريح، وافتراض لاحتمال لم يذكره المتكلم. وهذا مما يثبط العزم عن الحديث.. إلا ما كان من فئة قليلة، نتشارك معها الهموم، ونجر معها الأقدام المثقلة، ونجلس معها في الظل.
والله المسؤول أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يحيينا على الإسلام والسنة ويتوفانا عليهما.
لابد أن تضع احترازا لكل شيء، وإلا سينهال عليك أناس بما يسمونه نقدا، ولكنه ليس كذلك.. بل هو في عمومه انتقاص وتجريح، وافتراض لاحتمال لم يذكره المتكلم. وهذا مما يثبط العزم عن الحديث.. إلا ما كان من فئة قليلة، نتشارك معها الهموم، ونجر معها الأقدام المثقلة، ونجلس معها في الظل.
والله المسؤول أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يحيينا على الإسلام والسنة ويتوفانا عليهما.
😢10❤4👍2
أَدِيـمْ ..
Photo
هذا الحديث، الذي دوما يقتبس منه قول النبي صلى الله عليه وسلم لها: "وارأساه"، فوائد كثيرة منها:
-دلال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانتها عنده، وفيه رضاه عنها وبشارة لها بالمغفرة، وفيه حبها له وغيرتها عليه غيرة شديدة، وفيه كذلك ممازحتها إياه حتى وهي متعبة.
وفيه حسن عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووفائه لأنه وعدها أن لا ينساها إن هي ماتت قبله، وأن يستغفر لها ويدعو لها. وفيه حرصه عليها وعلى إكرامها في الموت كما يكرمها في الحياة.
وفيه جواز التعبير عن الألم وأن ليس كل شكاية تعني السخط. وفيه إفضاء الرجل إلى زوجته بما لا يفضي به إلى غيرها من الناس من سرٍّ أو نيّة، وفيه عزم النبي صلى الله عليه وسلم على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وأنه أولى بها، وفيه أنها كائنة.
وقد ذكر شراح هذا الحديث فوائد كثيرة له، ولكن من أغرب ما قرأته فيه، وهو مشهور، ما ذكره ابن القيم رحمه الله:
"فلما اشتكت إليه رأسها أخبرنا أن بمحبها من الألم مثل الذي بها وهذا غاية الموافقة من المحب ومحبوبه يتألم بتألمه ويسر بسروره حتى إذا آلمه عضو من أعضائه آلم المحب ذلك العضو بعينه وهذا من صدق المحبة وصفاء المودة".
ولكن هذا المعنى -وإن كان صحيحا في نفسه ومشاهدا من موافقة المحبين بعضهم بعضا في السرور والألم- إلا أنه بعيد أن يؤخذ من هذا الحديث، لأن سياقه لا يدل عليه. بل الإشارة الأقرب التي يمكن أن تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "بل أنا وارأساه" هي أن وفاته صلى الله عليه وسلم ستكون قبل وفاتها رضي الله عنها، لأنها لما ذكرت ما تظنه من حاله بعد موتها أضرب عن ذلك بقوله "بل أنا وارأساه" وبعد ذلك بذكر العهد والاستخلاف. وفي بعض روايات الحديث أنه بعد ذلك بدئ بمرضه الذي مات فيه.
والله أعلم.
-دلال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانتها عنده، وفيه رضاه عنها وبشارة لها بالمغفرة، وفيه حبها له وغيرتها عليه غيرة شديدة، وفيه كذلك ممازحتها إياه حتى وهي متعبة.
وفيه حسن عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووفائه لأنه وعدها أن لا ينساها إن هي ماتت قبله، وأن يستغفر لها ويدعو لها. وفيه حرصه عليها وعلى إكرامها في الموت كما يكرمها في الحياة.
وفيه جواز التعبير عن الألم وأن ليس كل شكاية تعني السخط. وفيه إفضاء الرجل إلى زوجته بما لا يفضي به إلى غيرها من الناس من سرٍّ أو نيّة، وفيه عزم النبي صلى الله عليه وسلم على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وأنه أولى بها، وفيه أنها كائنة.
وقد ذكر شراح هذا الحديث فوائد كثيرة له، ولكن من أغرب ما قرأته فيه، وهو مشهور، ما ذكره ابن القيم رحمه الله:
"فلما اشتكت إليه رأسها أخبرنا أن بمحبها من الألم مثل الذي بها وهذا غاية الموافقة من المحب ومحبوبه يتألم بتألمه ويسر بسروره حتى إذا آلمه عضو من أعضائه آلم المحب ذلك العضو بعينه وهذا من صدق المحبة وصفاء المودة".
ولكن هذا المعنى -وإن كان صحيحا في نفسه ومشاهدا من موافقة المحبين بعضهم بعضا في السرور والألم- إلا أنه بعيد أن يؤخذ من هذا الحديث، لأن سياقه لا يدل عليه. بل الإشارة الأقرب التي يمكن أن تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "بل أنا وارأساه" هي أن وفاته صلى الله عليه وسلم ستكون قبل وفاتها رضي الله عنها، لأنها لما ذكرت ما تظنه من حاله بعد موتها أضرب عن ذلك بقوله "بل أنا وارأساه" وبعد ذلك بذكر العهد والاستخلاف. وفي بعض روايات الحديث أنه بعد ذلك بدئ بمرضه الذي مات فيه.
والله أعلم.
👍2❤1
Forwarded from Hudah - هداة
صوتُ المعدةِ الخاويةِ في غزّة، أبلغُ من خطاباتٍ باردة!
الطفل الذي لا يعرفُ السياسة،
يعرفُ تمامًا شكلَ الخبز، ولونَ الجوع، وصوتَ القصف حين يقترب، والأمُّ التي لا تجيدُ الحديثَ في المؤتمرات، تحفظُ آياتِ الصبرِ عن ظهرِ قلب، وتضمُّ أبناءها كأنّها تسندُ بهم روحَها الهشة.
اللهم يا رب، ارحم جوعهم الذي نحتَ تعاريجه في جِباههم، وأكُفّهم الهزيلة.
اللهم كن لهم كما وعدت عبادك الصابرين،
واجعل لهم من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل بلاءٍ عافية.
ولا تؤاخذنا يا ربنا!
هم هنا صابرون، محتسبون، جائعون.
أما هناك،
"كُلُوا وَاشربُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ"
وعد الله.
الطفل الذي لا يعرفُ السياسة،
يعرفُ تمامًا شكلَ الخبز، ولونَ الجوع، وصوتَ القصف حين يقترب، والأمُّ التي لا تجيدُ الحديثَ في المؤتمرات، تحفظُ آياتِ الصبرِ عن ظهرِ قلب، وتضمُّ أبناءها كأنّها تسندُ بهم روحَها الهشة.
اللهم يا رب، ارحم جوعهم الذي نحتَ تعاريجه في جِباههم، وأكُفّهم الهزيلة.
اللهم كن لهم كما وعدت عبادك الصابرين،
واجعل لهم من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل بلاءٍ عافية.
ولا تؤاخذنا يا ربنا!
هم هنا صابرون، محتسبون، جائعون.
أما هناك،
"كُلُوا وَاشربُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ"
وعد الله.
😢4❤3
Forwarded from أَدِيـمْ .. (زينب صلاح)
(فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)
تذكرت وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة أثرين مرويين، وتعلمت منها حقيقة قرآنية أساسية،
أما الأثران:
فالأول: موقف أبي جهل حين سأله ابن أخته المسور بن مخرمة: يا خال، هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول مقالته؟ فقال: والله يا ابن أختي، لقد كان محمد وهو شاب يدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن ليكذب. قلت: يا خال، فلم لا تتبعونه؟ فقال: يا ابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرفَ؛ فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، فلما تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي، فمتى نأتيهم بهذه!.
والثاني: في غزوة أحد حين أقبل أبيّ بن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: بل أنا أقتله - فقال: يا كذاب، أين تفرّ؟ فحمل عليه، فطعنه النبي ﷺ في جيب الدرع، فجُرح جَرحًا خفيفًا، فوقع يخور خوار الثور. فاحتملوه وقالوا: ليس بك جراحة! [فما يُجزعك] ؟
قال: أليس قال:"لأقتلنك"؟ لو كانت لجميع ربيعة ومضر لقتلتهم!
فلم يلبث إلا يومًا وبعض يوم حتى مات من ذلك الجرح!
فكلاهما وهما من أعتى المشركين لم يكونا يعتقدان أن النبي صلى الله عليه وسلم كذاب، وحاشاه -بأبي ونفسي-.
وهذا يأخذنا إلى الحقيقة القرآنية الأساسية، وهي أن السبب في عدم اتباع الحق لا يلزم أن يكون عدم تصديقه، أو الجهل به.. بل قد يعتقد الإنسان صدقه ومع ذلك لا يتبعه، أو بالتعبير القرآني: يجحده. وفي لفظة الجحود إشعار بإنكار الحق رغم معايشته، كمن يحسن إليه أبوه ويعيش زمنا طويلا مغمورا بأفضاله ثم بعد ذلك ينكر كل ذلك.. ولهذا فإن لفظة الجحود في القرآن الكريم تقترن دوما بالآيات أو النعم.
ولهذا الجحود دوافع كثيرة..
منها الكبر وطغيان جانب الظلم من الإنسان، وهو مصداق قول ربنا سبحانه عن فرعون وجنوده: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا".
ومنها كذلك الحسد لمن يأمر بالحق أو يتبعه، ولأجله لم يتبع كثير من أهل الكتاب دين الإسلام، ومنه قول الله تعالى: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق"
ومنها التعصب لأهل الضلال من الآباء وغيرهم، ولهذا قال تعالى: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".
ومنها اتباع الهوى، ومنه قول الله تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم"
ومنها الخوف على الجاه، ومنه خبر أبي جهل.
ومنها الخوف من مواجهة الناس وذمهم، ومنه ما جرى لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها أسباب أخرى عارضة.. فليس الجهل هو السبب الوحيد. ويكفي في ظهور هذا للمؤمن أن يستحضر أن الأنبياء عليهم السلام كُذبوا وعودوا وليس أبيَن منهم حجة، ولا أصبر منهم على الدعوة، ولا أصدق منهم في الناس خبرا.
ولهذا فإن علينا أن ندعوا الله سبحانه بأن يرزقنا مع رؤية الحق اتباعه، فإن من الناس من يراه ثم يُعرض عنه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضلّ..
والله أعلم.
تذكرت وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة أثرين مرويين، وتعلمت منها حقيقة قرآنية أساسية،
أما الأثران:
فالأول: موقف أبي جهل حين سأله ابن أخته المسور بن مخرمة: يا خال، هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول مقالته؟ فقال: والله يا ابن أختي، لقد كان محمد وهو شاب يدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن ليكذب. قلت: يا خال، فلم لا تتبعونه؟ فقال: يا ابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرفَ؛ فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، فلما تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي، فمتى نأتيهم بهذه!.
والثاني: في غزوة أحد حين أقبل أبيّ بن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: بل أنا أقتله - فقال: يا كذاب، أين تفرّ؟ فحمل عليه، فطعنه النبي ﷺ في جيب الدرع، فجُرح جَرحًا خفيفًا، فوقع يخور خوار الثور. فاحتملوه وقالوا: ليس بك جراحة! [فما يُجزعك] ؟
قال: أليس قال:"لأقتلنك"؟ لو كانت لجميع ربيعة ومضر لقتلتهم!
فلم يلبث إلا يومًا وبعض يوم حتى مات من ذلك الجرح!
فكلاهما وهما من أعتى المشركين لم يكونا يعتقدان أن النبي صلى الله عليه وسلم كذاب، وحاشاه -بأبي ونفسي-.
وهذا يأخذنا إلى الحقيقة القرآنية الأساسية، وهي أن السبب في عدم اتباع الحق لا يلزم أن يكون عدم تصديقه، أو الجهل به.. بل قد يعتقد الإنسان صدقه ومع ذلك لا يتبعه، أو بالتعبير القرآني: يجحده. وفي لفظة الجحود إشعار بإنكار الحق رغم معايشته، كمن يحسن إليه أبوه ويعيش زمنا طويلا مغمورا بأفضاله ثم بعد ذلك ينكر كل ذلك.. ولهذا فإن لفظة الجحود في القرآن الكريم تقترن دوما بالآيات أو النعم.
ولهذا الجحود دوافع كثيرة..
منها الكبر وطغيان جانب الظلم من الإنسان، وهو مصداق قول ربنا سبحانه عن فرعون وجنوده: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا".
ومنها كذلك الحسد لمن يأمر بالحق أو يتبعه، ولأجله لم يتبع كثير من أهل الكتاب دين الإسلام، ومنه قول الله تعالى: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق"
ومنها التعصب لأهل الضلال من الآباء وغيرهم، ولهذا قال تعالى: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".
ومنها اتباع الهوى، ومنه قول الله تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم"
ومنها الخوف على الجاه، ومنه خبر أبي جهل.
ومنها الخوف من مواجهة الناس وذمهم، ومنه ما جرى لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها أسباب أخرى عارضة.. فليس الجهل هو السبب الوحيد. ويكفي في ظهور هذا للمؤمن أن يستحضر أن الأنبياء عليهم السلام كُذبوا وعودوا وليس أبيَن منهم حجة، ولا أصبر منهم على الدعوة، ولا أصدق منهم في الناس خبرا.
ولهذا فإن علينا أن ندعوا الله سبحانه بأن يرزقنا مع رؤية الحق اتباعه، فإن من الناس من يراه ثم يُعرض عنه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضلّ..
والله أعلم.
❤8
أجتهد ما استطعت في أن لا أكون شخصا مثيرا للكآبة لمن حولي حتى وإن كان لي في نفسي منها نصيب وافر.. وأرجو أن يوفقني الله في ذلك.
الأشخاص الذين يحملون أخبارا سيئة باستمرار، ويصدّرون مشاعر سلبية باستمرار، ويبتسمون بوجوه محبِطة باستمرار، هم أشخاص يثيرون نفور من حولهم، فلا يُذكرون إلا ويُذكر معهم بؤسهم وكآبتهم ولا يجنون من هذا سوى ذكراهم السيئة بين الناس، بينما تظل مشكلاتهم منصوبة على سواري ظواهرهم، لأنها تتغذى من باطن أسود..
لقد آمنت حقا أن الإنسان حصاد لسانه، وما اللسان إلا تصوير ما في القلب..
فاللهم اجعلنا ممن يسرّون الخير ويجهرون به ويقولون للناس حُسنا ينفعهم، ولا تجعلنا من البخلاء البغضاء.. من يجهرون بغَرفة ماء فقدوها، بينما تجري النعم في أوديتهم أنهارا.. ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون!
الأشخاص الذين يحملون أخبارا سيئة باستمرار، ويصدّرون مشاعر سلبية باستمرار، ويبتسمون بوجوه محبِطة باستمرار، هم أشخاص يثيرون نفور من حولهم، فلا يُذكرون إلا ويُذكر معهم بؤسهم وكآبتهم ولا يجنون من هذا سوى ذكراهم السيئة بين الناس، بينما تظل مشكلاتهم منصوبة على سواري ظواهرهم، لأنها تتغذى من باطن أسود..
لقد آمنت حقا أن الإنسان حصاد لسانه، وما اللسان إلا تصوير ما في القلب..
فاللهم اجعلنا ممن يسرّون الخير ويجهرون به ويقولون للناس حُسنا ينفعهم، ولا تجعلنا من البخلاء البغضاء.. من يجهرون بغَرفة ماء فقدوها، بينما تجري النعم في أوديتهم أنهارا.. ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون!
❤13
كل ما كان لله فهو باق بالغ ثابت..
كل ما كان لغير الله فهو فانٍ قاصر متقلب..
وحده الاحتساب هو ما يهون على الإنسان رهق سيره في هذه الحياة، وتعب كل كلمة قالها أو لم يقلها ابتغاء وجه الله، وصخب كل الأصوات التي تمنى لو سمعها الناس ولكنها بقيت حبيسة وجدانه.
إذا وضع الإنسان قدرة الله الكاملة نصب عينيه، وإذا تعرف على تمام علمه، وعلى عظمة رحمته وسعة حكمته وسلم أموره لربه.. عندها سيهون عليه كل شيء، وسيرى ما تقر به عينه وينشرح به صدره وتمتليء به نفسه سكينة ورضا.
العمل لله راحة.. العمل للناس مشقة.
اللهم إخلاصا لك، ورضا بك، وتوكلا عليك.. في غير ضراء ولا فتنة🤍
كل ما كان لغير الله فهو فانٍ قاصر متقلب..
وحده الاحتساب هو ما يهون على الإنسان رهق سيره في هذه الحياة، وتعب كل كلمة قالها أو لم يقلها ابتغاء وجه الله، وصخب كل الأصوات التي تمنى لو سمعها الناس ولكنها بقيت حبيسة وجدانه.
إذا وضع الإنسان قدرة الله الكاملة نصب عينيه، وإذا تعرف على تمام علمه، وعلى عظمة رحمته وسعة حكمته وسلم أموره لربه.. عندها سيهون عليه كل شيء، وسيرى ما تقر به عينه وينشرح به صدره وتمتليء به نفسه سكينة ورضا.
العمل لله راحة.. العمل للناس مشقة.
اللهم إخلاصا لك، ورضا بك، وتوكلا عليك.. في غير ضراء ولا فتنة🤍
❤7
Forwarded from الوراقون
YouTube
كتاب صوتي: الأحكام الأخلاقية - ماري ميدجلي | تمهيد ومقدمة الأحكام الأخلاقية | تمهيد ومقدمة
رابط الكتاب في متجر دلائل:
https://dalail.center/gAqDWp
يتزايد في وقتنا الحاضر الجدل حول مشروعية إصدار أحكامنا على سلوكيات الآخرين وأخلاقهم حيث يرى البعض أن ذلك من حق الإنسان في وجود مرجعية أخلاقية عامة يمكن للبشر الاحتكام إليها في حين يرى الآخرون نسبية…
https://dalail.center/gAqDWp
يتزايد في وقتنا الحاضر الجدل حول مشروعية إصدار أحكامنا على سلوكيات الآخرين وأخلاقهم حيث يرى البعض أن ذلك من حق الإنسان في وجود مرجعية أخلاقية عامة يمكن للبشر الاحتكام إليها في حين يرى الآخرون نسبية…
❤4
يصبر الكافرون والفسّاق، وقد يصبر أهل الضلال على مصائبهم طويلا؛ لكن صبر الكافر هو صبر تجلّد وعادة لا حسبة وتسليم. وليس كل الصبر ينفع صاحبه، ولا كل الفضائل تنفع في الآخرة إن لم تكن لله سبحانه رضا واحتسابا.
وصبر الكافر يحارب به المصاب يريد قهره، فيقول: أنا أقوى من المرض، وأستطيع أن أقهر الفقر، وأنتصر على المصاب. أما المؤمن فيقول لربه: مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، ويقول: لا حول لي ولا قوة إلا بالله، ويقول: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
والمؤمن بلجوئه إلى الله يقوى ويأمن، والكافر إذ يلجأ إلى نفسه يأوي إلى ضعف وخوف وخطيئة.. والله المسؤول أن يلحقنا بالصالحين.
وصبر الكافر يحارب به المصاب يريد قهره، فيقول: أنا أقوى من المرض، وأستطيع أن أقهر الفقر، وأنتصر على المصاب. أما المؤمن فيقول لربه: مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، ويقول: لا حول لي ولا قوة إلا بالله، ويقول: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
والمؤمن بلجوئه إلى الله يقوى ويأمن، والكافر إذ يلجأ إلى نفسه يأوي إلى ضعف وخوف وخطيئة.. والله المسؤول أن يلحقنا بالصالحين.
❤13👍2👏2
من الفوائد الجميلة المترتبة على النفع العام، والتي تخفى كثيرا على أصحابها: دعاء المنتفعين بهم لهم بظهر الغيب.
ومما يميز هذه الفائدة في حق أصحابها: أنهم لا يعرفونها. ولربما مرت بالواحد منهم ضائقة ثم كشفت من دون عناء، وهو لا يدري أن سببا في كشفها كان دعوة صالحة من شخص نفعه بشيء. ولربما خاف مشقة أو مصيبة، فلطف الله سبحانه به ودفعها عنه دون أن تمسه، وهو لا يدري أن ذلك كان بدعوة دعاها له شخص عابر أعانه من قبل على شيء من أمره.
ومما يميز هذه الفائدة في حق الداعي (متلقي النفع): أنها تدريب له على الشكر الخالص، إذ يسهل عليه الإخلاص في دعائه، لكون من يدعو له لا يسمعه، وهو بدعائه هذا لا يخافه ولا يرجوه. ومما يميزها: أنها تصفية لنفسه من الضغينة وعلامة يتوسم بها في قلبه الخير.
ومنها: أنها وسيلة نبوية عظيمة يمتطيها من يعجز عن الوسائل الأخرى لمكافأة المعروف "فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه".
ومن أكبر وسائل النفع وأعظمها: الكلمة الطيبة، ونشر العلم باللسان والقلم. ومن أعظم المكافئات التي يقدمها من ينتفع بذلك: الدعاء لمن انتفع منه بظهر الغيب.
وهذه هي الوسيلة المعتمدة عندي لكل من انتفعت بهم في حياتي إجمالا وتفصيلا.. لأني مع ما تقدم: شخص جواني. لا أحسن في كثير من الأحيان أن أبدأ الحديث أو أقترب في الزحام؛ فأتأخر وأدعو.
وطريقتي في ذلك عاجلة وآجلة: في حال الانتفاع أو بعده مباشرة، وبالتماس أوقات الإجابة المختلفة: في السجود، وفي الثلث الأخير، وفي يوم الجمعة، وفي المواسم المعروفة.
وعندما تكثر الأسماء بالدعاء التفصيلي، أرفق الذكر الإجمالي للجميع: "وكل من انتفعت بهم يارب.. اغفر لهم وارحمهم وعافهم وارزقهم واقض لهم الحاجات واختم لهم بالصالحات".
وقد وجدت لهذا الفعل في نفسي أثرا كبيرا من انشراح الصدر ومن هدوء البال.
أسأل الله أن يديم علينا وإياكم نعمه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ومما يميز هذه الفائدة في حق أصحابها: أنهم لا يعرفونها. ولربما مرت بالواحد منهم ضائقة ثم كشفت من دون عناء، وهو لا يدري أن سببا في كشفها كان دعوة صالحة من شخص نفعه بشيء. ولربما خاف مشقة أو مصيبة، فلطف الله سبحانه به ودفعها عنه دون أن تمسه، وهو لا يدري أن ذلك كان بدعوة دعاها له شخص عابر أعانه من قبل على شيء من أمره.
ومما يميز هذه الفائدة في حق الداعي (متلقي النفع): أنها تدريب له على الشكر الخالص، إذ يسهل عليه الإخلاص في دعائه، لكون من يدعو له لا يسمعه، وهو بدعائه هذا لا يخافه ولا يرجوه. ومما يميزها: أنها تصفية لنفسه من الضغينة وعلامة يتوسم بها في قلبه الخير.
ومنها: أنها وسيلة نبوية عظيمة يمتطيها من يعجز عن الوسائل الأخرى لمكافأة المعروف "فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه".
ومن أكبر وسائل النفع وأعظمها: الكلمة الطيبة، ونشر العلم باللسان والقلم. ومن أعظم المكافئات التي يقدمها من ينتفع بذلك: الدعاء لمن انتفع منه بظهر الغيب.
وهذه هي الوسيلة المعتمدة عندي لكل من انتفعت بهم في حياتي إجمالا وتفصيلا.. لأني مع ما تقدم: شخص جواني. لا أحسن في كثير من الأحيان أن أبدأ الحديث أو أقترب في الزحام؛ فأتأخر وأدعو.
وطريقتي في ذلك عاجلة وآجلة: في حال الانتفاع أو بعده مباشرة، وبالتماس أوقات الإجابة المختلفة: في السجود، وفي الثلث الأخير، وفي يوم الجمعة، وفي المواسم المعروفة.
وعندما تكثر الأسماء بالدعاء التفصيلي، أرفق الذكر الإجمالي للجميع: "وكل من انتفعت بهم يارب.. اغفر لهم وارحمهم وعافهم وارزقهم واقض لهم الحاجات واختم لهم بالصالحات".
وقد وجدت لهذا الفعل في نفسي أثرا كبيرا من انشراح الصدر ومن هدوء البال.
أسأل الله أن يديم علينا وإياكم نعمه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
❤11👍1
لا أتذكر أنني -منذ أن كان لي حسابات على مواقع التواصل- شاركت في "تريند" يتعلق بأشخاص بأعيانهم سوى مرتين. وكلتا المرتان كانتا في سن بداية الجامعة. وكلما تذكرت ذلك أشعر بندم شديد. وهذا الندم منفصل تماما عن موقفي من القضية المثارة أو الشخص الذي تتعلق به؛ ولكني أشفق على نفسي إشفاقا شديدا من أن أجد اسم إنسان لا يعرفني في صحيفتي يوم القيامة، وأن يخاصمني لأني تكلمت عنه بسوء صدر منه قيد شبر فأخذت منه حق شبر ونصف.
وأشفق على نفسي من أن تكون معطياتي ناقصة ويكون التشنيع الحادث ليس هو التصرف الصحيح فأكون ممن خاضوا مع الخائضين.. ويكون غيري معذورا وأنا غير معذورة. والفعل قد يقع من شخصين فيؤجر أحدهما ويأثم الآخر.
وأنا في ذلك لا أقول لنفسي سوى كلمة واحدة: ماذا يضرك إذا سكتي؟
أقول لها هذا لأني لم أكن يوما من أصحاب الأتباع والوجاهة، ولا من أصحاب الكلمة المسموعة. وأنا أكتب الآن لمن هم في مثل حالي: أناس يرجون النفع قدر الطاقة ولكنهم ليسوا ممن يعدون "مؤثرين".
وعندما سكتّ لم أندم على سكوتي يوما.. لأن هذا لم يفوّت عليّ شيئا نافعا فعلا.
إن بعض الناس يدخلون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بوابة المنكر. وبعضهم يتخذ شهرة الإنسان وخطأه في العلن ذريعة للخوض في كل ما يخصه بدلا من السعي في إصلاح ما فسد منه. وبعض الناس لا يعرف من الحق إلا ما اتبع هو منه، وهذا من أقل الناس إعذارا لغيره ومن أكثرهم طلبا للعذر من غيره.
والعجلة في كثير منها هلاك.. والصمت في كثير منه نجاة. وأكرر: الصمت لا يعني انعدام الموقف. ولكنه يعني أن هذا الإنسان يعرف أن سكوته خير من كلامه في هذا الوقت وفي هذه الظروف. ويعرف أنه إذا تكلم فسوف يحاسب على كلامه، وسوف يجزى به جنة أو نارا.
وإننا جميعا ضعفاء خطاءون، لكن إذا كانت الذنوب كالحصى؛ فإن مظالم الناس صغارها صخور كبيرة، فكيف بكبارها؟
وهذا زمن بلغ من إتاحة الكلام والحث عليه مبلغا يجعل السكوت بابا من أبواب المجاهدة!
ومن يجد من كلمته منفعة مثل نصرة الحق الذي يعتقده، فليحرص على أن يخرج من حديثه طاهر الأثواب من مظالم الأشخاص: كالسب والشتم والطعن؛ لا سيما إذا كان ذلك بغير بيّنة.
وإني أسأل الله العافية والستر وحسن الختام، وأن يقيني وإياكم شر الفتن.. ما ظهر منها وما بطن!
وأشفق على نفسي من أن تكون معطياتي ناقصة ويكون التشنيع الحادث ليس هو التصرف الصحيح فأكون ممن خاضوا مع الخائضين.. ويكون غيري معذورا وأنا غير معذورة. والفعل قد يقع من شخصين فيؤجر أحدهما ويأثم الآخر.
وأنا في ذلك لا أقول لنفسي سوى كلمة واحدة: ماذا يضرك إذا سكتي؟
أقول لها هذا لأني لم أكن يوما من أصحاب الأتباع والوجاهة، ولا من أصحاب الكلمة المسموعة. وأنا أكتب الآن لمن هم في مثل حالي: أناس يرجون النفع قدر الطاقة ولكنهم ليسوا ممن يعدون "مؤثرين".
وعندما سكتّ لم أندم على سكوتي يوما.. لأن هذا لم يفوّت عليّ شيئا نافعا فعلا.
إن بعض الناس يدخلون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بوابة المنكر. وبعضهم يتخذ شهرة الإنسان وخطأه في العلن ذريعة للخوض في كل ما يخصه بدلا من السعي في إصلاح ما فسد منه. وبعض الناس لا يعرف من الحق إلا ما اتبع هو منه، وهذا من أقل الناس إعذارا لغيره ومن أكثرهم طلبا للعذر من غيره.
والعجلة في كثير منها هلاك.. والصمت في كثير منه نجاة. وأكرر: الصمت لا يعني انعدام الموقف. ولكنه يعني أن هذا الإنسان يعرف أن سكوته خير من كلامه في هذا الوقت وفي هذه الظروف. ويعرف أنه إذا تكلم فسوف يحاسب على كلامه، وسوف يجزى به جنة أو نارا.
وإننا جميعا ضعفاء خطاءون، لكن إذا كانت الذنوب كالحصى؛ فإن مظالم الناس صغارها صخور كبيرة، فكيف بكبارها؟
وهذا زمن بلغ من إتاحة الكلام والحث عليه مبلغا يجعل السكوت بابا من أبواب المجاهدة!
ومن يجد من كلمته منفعة مثل نصرة الحق الذي يعتقده، فليحرص على أن يخرج من حديثه طاهر الأثواب من مظالم الأشخاص: كالسب والشتم والطعن؛ لا سيما إذا كان ذلك بغير بيّنة.
وإني أسأل الله العافية والستر وحسن الختام، وأن يقيني وإياكم شر الفتن.. ما ظهر منها وما بطن!
❤10👍1👏1
"ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين".
في هذه الآية بيان عظمة الإنعام بالقرآن، ففيه الغنى عن كل متع الدنيا وملذاتها، وفيه العوض عن كل نقص وحرمان، وفيه السلوى عن كل ضائع وفائت، وفيه الصبر على كل منتظَر، وفيه تصويب الرؤية بمن يليق به القرب، ومن يجدر به البعد.
فيا أصحاب القرآن أبشروا.. ويا نفس لن يغنيك أنيسٌ دون القرآن!
في هذه الآية بيان عظمة الإنعام بالقرآن، ففيه الغنى عن كل متع الدنيا وملذاتها، وفيه العوض عن كل نقص وحرمان، وفيه السلوى عن كل ضائع وفائت، وفيه الصبر على كل منتظَر، وفيه تصويب الرؤية بمن يليق به القرب، ومن يجدر به البعد.
فيا أصحاب القرآن أبشروا.. ويا نفس لن يغنيك أنيسٌ دون القرآن!
❤7👏1
من الخيوط الناظمة الجامعة في سورة يونس: ذكر مسألة استعجال العذاب، وبيان وجوه ردها على طالبيها من هذه الأمة؛ بالإمهال، والتوعد، وتبيين فساد الحجة، وفضح خداع الكافر ومكره، وذكر مثال الأمم السابقة.
وهذه المسألة متواترة بين الأمم التي قص الله علينا أخبارها في القرآن. وما زال لها بعض التجليات في واقعنا. وقد حاولت أن أكتب كيف انتظمت السورة في هذا المعنى ولكن طال مني الحديث.
ولذلك سأكتفي فقط بذكر الآيات من دون كثير تفصيل وشرح، ومن دون ردّ لبعض السؤالات التي قد ترد. فأستعين بالله وحده وأقول:
أما الإمهال: فمنه قوله سبحانه: "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون". (وهنا سؤال)
ومنه قوله سبحانه: "ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين". (وهنا تفصيل)
ومنه قوله سبحانه: "ولكل أمة رسول" ، وقوله: "لكل أمة أجل".
وأما التوعد: فمنه قوله سبحانه "وقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين".
ومنه قوله: "وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون".
ومنه: "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين".
(وكل الآيات التي ذكر فيها العذاب الدنيوي والأخروي).
وأما تبيين فساد الحجة: فمنه قوله سبحانه: "وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسّه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون" (وهنا يرد سؤال)
ومنه قوله سبحانه: "قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون * أثم إذا ما وقع آمنتم به ءالئن وقد كنتم به تستعجلون".
وأما فضح مكر الكافر: فمنه قوله سبحانه: "وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون". (وذكر مثال الدعاء في الفلك بعد ذلك).
وأما ذكر الأقوام السابقة: فمنه ذكر إهلاك السابقين جملة، وتفصيلا في قصة فرعون عندما آمن لما أتاه العذاب: "ءالئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين". (وهنا لطيفتان).
ثم ذكر قوم يونس عليه السلام: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين".
وقد وجه كثير من المفسرين نجاة قوم يونس على الاستثناء من قاعدة عدم نفع الإيمان عند حلول العذاب. لكن الذي أميل إليه بهذا الانتظام هو قول الإمام القرطبي رحمه الله في هذه المسألة: أنهم آمنوا بعد خروج يونس عليه السلام، فخافوا العذاب الذي توعدهم به، وهو الذي كشفه الله عنهم بعدما تابوا. وليس أنهم رأوا العذاب ثم آمنوا لما جاءهم.
وهنا إشارة في تسمية السورة باسم يونس عليه السلام، مع أن قصته لم تذكر بالتفصيل فيها كما ذكرت في سور أخرى. وكل ما ذكر عن قومه هو هذه الآية!، لأن السورة تدور -فيما تدور- حول هذا المعنى الناظم.
والله تعالى أعلم.
وهذه المسألة متواترة بين الأمم التي قص الله علينا أخبارها في القرآن. وما زال لها بعض التجليات في واقعنا. وقد حاولت أن أكتب كيف انتظمت السورة في هذا المعنى ولكن طال مني الحديث.
ولذلك سأكتفي فقط بذكر الآيات من دون كثير تفصيل وشرح، ومن دون ردّ لبعض السؤالات التي قد ترد. فأستعين بالله وحده وأقول:
أما الإمهال: فمنه قوله سبحانه: "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون". (وهنا سؤال)
ومنه قوله سبحانه: "ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين". (وهنا تفصيل)
ومنه قوله سبحانه: "ولكل أمة رسول" ، وقوله: "لكل أمة أجل".
وأما التوعد: فمنه قوله سبحانه "وقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين".
ومنه قوله: "وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون".
ومنه: "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين".
(وكل الآيات التي ذكر فيها العذاب الدنيوي والأخروي).
وأما تبيين فساد الحجة: فمنه قوله سبحانه: "وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسّه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون" (وهنا يرد سؤال)
ومنه قوله سبحانه: "قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون * أثم إذا ما وقع آمنتم به ءالئن وقد كنتم به تستعجلون".
وأما فضح مكر الكافر: فمنه قوله سبحانه: "وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون". (وذكر مثال الدعاء في الفلك بعد ذلك).
وأما ذكر الأقوام السابقة: فمنه ذكر إهلاك السابقين جملة، وتفصيلا في قصة فرعون عندما آمن لما أتاه العذاب: "ءالئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين". (وهنا لطيفتان).
ثم ذكر قوم يونس عليه السلام: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين".
وقد وجه كثير من المفسرين نجاة قوم يونس على الاستثناء من قاعدة عدم نفع الإيمان عند حلول العذاب. لكن الذي أميل إليه بهذا الانتظام هو قول الإمام القرطبي رحمه الله في هذه المسألة: أنهم آمنوا بعد خروج يونس عليه السلام، فخافوا العذاب الذي توعدهم به، وهو الذي كشفه الله عنهم بعدما تابوا. وليس أنهم رأوا العذاب ثم آمنوا لما جاءهم.
وهنا إشارة في تسمية السورة باسم يونس عليه السلام، مع أن قصته لم تذكر بالتفصيل فيها كما ذكرت في سور أخرى. وكل ما ذكر عن قومه هو هذه الآية!، لأن السورة تدور -فيما تدور- حول هذا المعنى الناظم.
والله تعالى أعلم.
❤1
