منذ عدة سنوات والأحداث تتوالى على أمة الإسلام في شؤونها العامة، وفي شأن العلم والدعوة كذلك.. ومن أكثر ما يتجلى أمامي بعد كل حدث كبير، تلك الحقيقة العظيمة التي نغفل عنها كثيرا: ثقل الكلمة!
ثقل الكلمة في الميزان إن كانت كلمة حق وخير ومعروف وبر..
وثقل الكلمة في شدة الحساب إن كانت كلمة باطل وشر ومنكر وسوء خلق وطوية..
وثقل الكلمة على الذي يعرف الحق ولكنه ملجم مستضعف لا يستطيع حيلة..
وثقل الكلمة على الذي يسير وحده ولا يجد على الخير أعوانا..
وثقل الكلمة في أثرها على من يستقبلها نفسيا وعمليا.. إما بخير أو بشرّ..
الكلام شأنه وعر. ومن ظن أن إطلاق الكلام أمر سهل فهو واهم، يوشك أن يضيع نفسه.
ومن يستحضر أنه موقوف محاسَب بين يدي الله، ينتبه.
ومن يستحضر أن كلمته قد تقلب حياة إنسان رأسا على عقب، يستوثق ويتبين.. ثم يتمهل، وربما قال وربما سكت.
وخير الوصايا وصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "كُفّ عليك هذا!". هذا اللسان هو الذي يكب الناس في النار على وجوههم، وأنت لا تكف عن أن تطلق الأحكام من غير تحقيق فتقول على الله ما لا تعلم، أو أن تنشر الأخبار من غير تثبت فتقع في الكذب المحرم، أو تسخر وتسبّ لأنك رأيت فلانا يفعل..
في هذه الأيام المباركة، أذكّر نفسي وإياكم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وفي كثير من الأحيان، لن يفوتك أي شيء لو سكتَّ!
ثقل الكلمة في الميزان إن كانت كلمة حق وخير ومعروف وبر..
وثقل الكلمة في شدة الحساب إن كانت كلمة باطل وشر ومنكر وسوء خلق وطوية..
وثقل الكلمة على الذي يعرف الحق ولكنه ملجم مستضعف لا يستطيع حيلة..
وثقل الكلمة على الذي يسير وحده ولا يجد على الخير أعوانا..
وثقل الكلمة في أثرها على من يستقبلها نفسيا وعمليا.. إما بخير أو بشرّ..
الكلام شأنه وعر. ومن ظن أن إطلاق الكلام أمر سهل فهو واهم، يوشك أن يضيع نفسه.
ومن يستحضر أنه موقوف محاسَب بين يدي الله، ينتبه.
ومن يستحضر أن كلمته قد تقلب حياة إنسان رأسا على عقب، يستوثق ويتبين.. ثم يتمهل، وربما قال وربما سكت.
وخير الوصايا وصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "كُفّ عليك هذا!". هذا اللسان هو الذي يكب الناس في النار على وجوههم، وأنت لا تكف عن أن تطلق الأحكام من غير تحقيق فتقول على الله ما لا تعلم، أو أن تنشر الأخبار من غير تثبت فتقع في الكذب المحرم، أو تسخر وتسبّ لأنك رأيت فلانا يفعل..
في هذه الأيام المباركة، أذكّر نفسي وإياكم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وفي كثير من الأحيان، لن يفوتك أي شيء لو سكتَّ!
❤11👍2
(وإلى ربك فارغب):
ولم يقل [فارغب إلى ربك]، وكأن الرغبة كلها ينبغي أن تكون إلى الله وحده وفيما عنده، لا إلى غيره كائنا من كان. ومن نظر إلى أن ربه هو مالك كل شيء، ومدبر كل أمر، وقاهر فوق كل أحد؛ عرف أن الرغبة إلى غيره غبن لا عوض له.
ولا أعجبَ ممن يقول له الملك الغني الكريم: سلني وارغب فيما عندي، ويقول له المملوك الفقير الشحيح: تضجرني مسألتك، ولا أضمن لك عطاءً؛ ثم هو بعد ذلك يعدل عن الملك إلى المملوك!
ثم إن الفقير الذي بلغ به الفقر مداه إذا رغب إلى الملك الذي اجتمع له تمام الملك وأقصاه، فإنه لا يسأله سؤال المتردد المرتاب، ولكن سؤال العازم المتيقن. ولا يقتصر في سؤاله على اللقمة والرداء، بل يزيد على ذلك ما يليق بالملك العظيم أن يعطيه.
وفي الحديث: "ولكن ليعزم المسألة، وليُعظِم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"..
فارغب إلى ربك، ثم إذا رغبتَ إليه فأعظِم الرغبة.
ولم يقل [فارغب إلى ربك]، وكأن الرغبة كلها ينبغي أن تكون إلى الله وحده وفيما عنده، لا إلى غيره كائنا من كان. ومن نظر إلى أن ربه هو مالك كل شيء، ومدبر كل أمر، وقاهر فوق كل أحد؛ عرف أن الرغبة إلى غيره غبن لا عوض له.
ولا أعجبَ ممن يقول له الملك الغني الكريم: سلني وارغب فيما عندي، ويقول له المملوك الفقير الشحيح: تضجرني مسألتك، ولا أضمن لك عطاءً؛ ثم هو بعد ذلك يعدل عن الملك إلى المملوك!
ثم إن الفقير الذي بلغ به الفقر مداه إذا رغب إلى الملك الذي اجتمع له تمام الملك وأقصاه، فإنه لا يسأله سؤال المتردد المرتاب، ولكن سؤال العازم المتيقن. ولا يقتصر في سؤاله على اللقمة والرداء، بل يزيد على ذلك ما يليق بالملك العظيم أن يعطيه.
وفي الحديث: "ولكن ليعزم المسألة، وليُعظِم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"..
فارغب إلى ربك، ثم إذا رغبتَ إليه فأعظِم الرغبة.
❤8👍1
"فلقد يكون الرجل المؤمن في تشدده وإيغاله في الدين، كالذي يصنع حبلًا يفتله فتلًا شديدًا فيمره على طاق بعد طاق، ليكون أشد له وأقوى، ثم يجاذبه الشيطان حبله، فإذا هو كان في الوهن مثل العنكبوت اتخذت بيتًا في سقف حداد؛ فرأته يصب الحديد المصهور يجعله سلسلة حلقة في حلقة، فذهبت تحكيه وترسل من لعابها خيطًا في خيط تزعمه سلسلة!
إن مع كل مؤمن شيطانه يتربص به، فلهذا ينبغي للمؤمن أن يكون في كل ساعة كالذي يشعر أنه لم يؤمن إلا منذ ساعة، فهو أبدًا محترس متهيئ متجدد الحواس مرهفها يستقبل بها الدنيا جديدة على نفسه بين الفترة والفترة، ومن هذا حكمة أن يؤذن المؤذن، وأن تقام الصلاة مرارًا في اليوم، فكلما بدأ وقت قال المؤمن: الآن أبدأ إيماني أطهر ما كان وأقوى."
الرافعي رحمه الله.
إن مع كل مؤمن شيطانه يتربص به، فلهذا ينبغي للمؤمن أن يكون في كل ساعة كالذي يشعر أنه لم يؤمن إلا منذ ساعة، فهو أبدًا محترس متهيئ متجدد الحواس مرهفها يستقبل بها الدنيا جديدة على نفسه بين الفترة والفترة، ومن هذا حكمة أن يؤذن المؤذن، وأن تقام الصلاة مرارًا في اليوم، فكلما بدأ وقت قال المؤمن: الآن أبدأ إيماني أطهر ما كان وأقوى."
الرافعي رحمه الله.
❤7👍2
Forwarded from هذه سبيلي | القناةالدعوية لأسماءمحمدلبيب
أدعيةالمسلم.من.الوحيين.pdf
4.8 MB
☀️كُتيب أدعية المسلم من الوحيين، 140 دعاء من "القرآن والسنة" 🌧💚
من أعظم الصفات الأمومية وأكثرها خصوصية وأقربها للتعريف، بعد التضحية طبعا= الرغبة الصادقة في ستر عيوب الأبناء، وإبداء محاسنهم. ومن أكثر الكلمات اللطيفة التي يمكن أن تقال للأم أن تثني عندها على أخلاق أبنائها وحسن تربيتها لهم.
وبعض الأمهات لا يبالون بذكر عيوب الأبناء أمام الناس، على سبيل التوجيه في كثير من الأحيان..
يحضرني موقف تعرضت له إحدى نجمات هوليود وهي تتسلم جائزة مهمة.. كانت تشكر والدتها على دعمها لها، فقامت الأم من بين الحضور لتلقي عليها التحية، وأول ما تكلمت به أن قالت لها: قفي مفرودة الظهر وأنت تتحدثين يا فلانة.. فقالت لها: تقولين هذا يا أمي أمام ملايين الناس!
هذه الممثلة بطبيعة الحال ينظر لها الجميع بعين الإعجاب، لا سيما وهي في موقف تكريم -من وجهة نظرهم طبعا-.. ولكن كيف سيكون الحال إذا كانت البنت عند أناس غير معجبين بها بالقدر الكافي، أو يظهرون معايبها، أو يتصيدون لها الأخطاء؟
إنها دوما بحاجة إلى أم -بالذات أو بالصفات- تجتهد في أن تبدي للجميع محاسنها، وتستر عيوبها ما استطاعت، بل تقدم تلك العيوب في صورة ميزات من وجه آخر!
والأم دوما تذكر ابنتها بالخير أمام زوجها، وتذكر ابنها بالخير عند أصهاره وبعض الأمهات يذكرن خلاف ذلك من باب العدل -في زعمهن- ومن باب الشكوى في بعض الأحيان، وهذا من قلة الفطنة في التوجيه وليس رغبة في كشف العيب. فهؤلاء الأمهات آنفات الذكر، يكرهن أن يذكر أحد أبناءهن بالسوء ولو كان فيهم، وحتى لو كنّ أنفسهن يفعلن ذلك. ولا أعرف أصدق من الأمهات رغبة في ستر العيوب؛ لذلك قلت أن هذه الصفة أقرب إلى الحد.
يقولون: القرد بعين أمه غزال، ويقولون: من يشهد للعروس غير أمها؟..
وهذه الأمثال وغيرها دالة على هذا المعنى.
وبعض الحموات -بالذات أو بالصفات- يزعمن اعتبار الكنّة مثل الإبنة، ولعل في هذه الصفة كشفا لصدق زعمهن أو كذبه!
والخير في النساء كثير، والشر فيهن كذلك، والسعيدة من غلب خيرُها شرَّها.. والجمال في الأمهات فيّاض!
وبعض الأمهات لا يبالون بذكر عيوب الأبناء أمام الناس، على سبيل التوجيه في كثير من الأحيان..
يحضرني موقف تعرضت له إحدى نجمات هوليود وهي تتسلم جائزة مهمة.. كانت تشكر والدتها على دعمها لها، فقامت الأم من بين الحضور لتلقي عليها التحية، وأول ما تكلمت به أن قالت لها: قفي مفرودة الظهر وأنت تتحدثين يا فلانة.. فقالت لها: تقولين هذا يا أمي أمام ملايين الناس!
هذه الممثلة بطبيعة الحال ينظر لها الجميع بعين الإعجاب، لا سيما وهي في موقف تكريم -من وجهة نظرهم طبعا-.. ولكن كيف سيكون الحال إذا كانت البنت عند أناس غير معجبين بها بالقدر الكافي، أو يظهرون معايبها، أو يتصيدون لها الأخطاء؟
إنها دوما بحاجة إلى أم -بالذات أو بالصفات- تجتهد في أن تبدي للجميع محاسنها، وتستر عيوبها ما استطاعت، بل تقدم تلك العيوب في صورة ميزات من وجه آخر!
والأم دوما تذكر ابنتها بالخير أمام زوجها، وتذكر ابنها بالخير عند أصهاره وبعض الأمهات يذكرن خلاف ذلك من باب العدل -في زعمهن- ومن باب الشكوى في بعض الأحيان، وهذا من قلة الفطنة في التوجيه وليس رغبة في كشف العيب. فهؤلاء الأمهات آنفات الذكر، يكرهن أن يذكر أحد أبناءهن بالسوء ولو كان فيهم، وحتى لو كنّ أنفسهن يفعلن ذلك. ولا أعرف أصدق من الأمهات رغبة في ستر العيوب؛ لذلك قلت أن هذه الصفة أقرب إلى الحد.
يقولون: القرد بعين أمه غزال، ويقولون: من يشهد للعروس غير أمها؟..
وهذه الأمثال وغيرها دالة على هذا المعنى.
وبعض الحموات -بالذات أو بالصفات- يزعمن اعتبار الكنّة مثل الإبنة، ولعل في هذه الصفة كشفا لصدق زعمهن أو كذبه!
والخير في النساء كثير، والشر فيهن كذلك، والسعيدة من غلب خيرُها شرَّها.. والجمال في الأمهات فيّاض!
❤11👍2
رحلة العمر
-----------
في سير العبد إلى ربه سبحانه وتعالى طرق مختلفة يسلكها، ومحطات مختلفة يتوقف فيها.. لكن بعض هذه الطرق والمحطات لا يمكن تجاوزها أبدا، ليس لتميزها الفعلي فحسب، وإنما أيضا لفرادة حدوثها. تلك الأعمال التي قد تضيف إليها أو تحاول جبر ما أصابك فيها من قصور، لكنك أبدا لن تظفر لها بمثيل، لأنها ببساطة غير متكررة.
وليس في فرائض الإسلام الأساسية ما ينطبق عليه هذا الوصف سوى فريضة الحج. فحج بيت الله الحرام فريضة على المستطيع مرة واحدة في العمر، وما زاد على ذلك فهو نافلة من النوافل، بخلاف فرائض الصلاة والزكاة والصوم.
وما كان هذا شأنه فهو جدير بالاهتمام بتجويده وتحسينه ليقدَّم إلى الله سبحانه على أحسن الوجوه التي يستطيعها العبد وأفضلها. ولذلك فإن أفضل النصائح التي يمكن أن تقدم لمن أراد حج بيت الله الحرام ليس ما يتوفر لديه من الرخص والبدائل، بل ما ينبغي أن يتمسك به من العزائم والأصول. والحج مشقة، والناس في احتمالها يتفاوتون، فمنهم من يقوى عزمه على السير بينما يضعف عن احتمال الحر مثلا، ومنهم من يحتمل قلة الطعام لكنه لا يصبر عن وقت النوم والراحة.. والله أعلم بعباده، ينظر إلى قلوبهم ويعلم ما فيها، ويجازي بأحسن العمل، فلا كفران لسعي، ولا نكران لفعل.
لكن على كل حال، يبقى اهتمام كل واحد بتجويد فريضته من أهم ما ينبغي الحرص عليه في هذا المقام، ولا أجود ولا أكمل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أحرص ما يكون على اتباع هديه في كل شؤونهم، لكن يبدو أن هناك اختصاصا في تشوفهم وحرصهم على اتباعه في مناسك الحج تحديدا.
يظهر ذلك في حديث صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الإمام مسلم عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما..
وفي تفاصيل هذا الحديث من الدروس والعبر ما هو وراء الركن والواجب والمستحب. إنه فيض من الحب الصادق يسري في حكايته، وتمسك بالهدي الأوفى ينساب من كلماته.
أتخيله شيخا في التسعين قد عمي، يأتيه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله غلاما شابا سائلا عن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا بالشيخ الأعمى يتلطف، ويلمس رداء الغلام الشاب متوددا له أن كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفك زرَّه ويضع يده على صدره قائلا في ترحاب: مرحبا بك يا ابن أخي، سل عما شئت!
هذا الشيخ الكبير الأعمى، كان شابا فتيًّا مبصرا عندما حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قد مرت عليه السنون، وتبدلت به الأحوال، وعاش في زمن الأمن والفتنة. لكنه رغم ذلك سيروي لنا تفاصيل عجيبة عن تلكم الأيام السالفة بصحبة خير الخلق كلهم بمنتهى الوضوح والدقة، وكأن هاتيك السنوات لم تكن سوى لحظات، فإذا هو بمجرد السؤال يستدعي الرحلة كاملة بأشخاصها ومواضعها وأيامها وكل تفاصيلها كأنها رأي عين.. والغلام الشاب يستمع ويتعلم، فذاك هو القلب الواعي.. وتلك هي رحلة العمر!
يتبع.
(1)
-----------
في سير العبد إلى ربه سبحانه وتعالى طرق مختلفة يسلكها، ومحطات مختلفة يتوقف فيها.. لكن بعض هذه الطرق والمحطات لا يمكن تجاوزها أبدا، ليس لتميزها الفعلي فحسب، وإنما أيضا لفرادة حدوثها. تلك الأعمال التي قد تضيف إليها أو تحاول جبر ما أصابك فيها من قصور، لكنك أبدا لن تظفر لها بمثيل، لأنها ببساطة غير متكررة.
وليس في فرائض الإسلام الأساسية ما ينطبق عليه هذا الوصف سوى فريضة الحج. فحج بيت الله الحرام فريضة على المستطيع مرة واحدة في العمر، وما زاد على ذلك فهو نافلة من النوافل، بخلاف فرائض الصلاة والزكاة والصوم.
وما كان هذا شأنه فهو جدير بالاهتمام بتجويده وتحسينه ليقدَّم إلى الله سبحانه على أحسن الوجوه التي يستطيعها العبد وأفضلها. ولذلك فإن أفضل النصائح التي يمكن أن تقدم لمن أراد حج بيت الله الحرام ليس ما يتوفر لديه من الرخص والبدائل، بل ما ينبغي أن يتمسك به من العزائم والأصول. والحج مشقة، والناس في احتمالها يتفاوتون، فمنهم من يقوى عزمه على السير بينما يضعف عن احتمال الحر مثلا، ومنهم من يحتمل قلة الطعام لكنه لا يصبر عن وقت النوم والراحة.. والله أعلم بعباده، ينظر إلى قلوبهم ويعلم ما فيها، ويجازي بأحسن العمل، فلا كفران لسعي، ولا نكران لفعل.
لكن على كل حال، يبقى اهتمام كل واحد بتجويد فريضته من أهم ما ينبغي الحرص عليه في هذا المقام، ولا أجود ولا أكمل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أحرص ما يكون على اتباع هديه في كل شؤونهم، لكن يبدو أن هناك اختصاصا في تشوفهم وحرصهم على اتباعه في مناسك الحج تحديدا.
يظهر ذلك في حديث صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الإمام مسلم عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما..
وفي تفاصيل هذا الحديث من الدروس والعبر ما هو وراء الركن والواجب والمستحب. إنه فيض من الحب الصادق يسري في حكايته، وتمسك بالهدي الأوفى ينساب من كلماته.
أتخيله شيخا في التسعين قد عمي، يأتيه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله غلاما شابا سائلا عن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا بالشيخ الأعمى يتلطف، ويلمس رداء الغلام الشاب متوددا له أن كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفك زرَّه ويضع يده على صدره قائلا في ترحاب: مرحبا بك يا ابن أخي، سل عما شئت!
هذا الشيخ الكبير الأعمى، كان شابا فتيًّا مبصرا عندما حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قد مرت عليه السنون، وتبدلت به الأحوال، وعاش في زمن الأمن والفتنة. لكنه رغم ذلك سيروي لنا تفاصيل عجيبة عن تلكم الأيام السالفة بصحبة خير الخلق كلهم بمنتهى الوضوح والدقة، وكأن هاتيك السنوات لم تكن سوى لحظات، فإذا هو بمجرد السؤال يستدعي الرحلة كاملة بأشخاصها ومواضعها وأيامها وكل تفاصيلها كأنها رأي عين.. والغلام الشاب يستمع ويتعلم، فذاك هو القلب الواعي.. وتلك هي رحلة العمر!
يتبع.
(1)
❤6
أَدِيـمْ ..
رحلة العمر ----------- في سير العبد إلى ربه سبحانه وتعالى طرق مختلفة يسلكها، ومحطات مختلفة يتوقف فيها.. لكن بعض هذه الطرق والمحطات لا يمكن تجاوزها أبدا، ليس لتميزها الفعلي فحسب، وإنما أيضا لفرادة حدوثها. تلك الأعمال التي قد تضيف إليها أو تحاول جبر ما أصابك…
قال محمد بن علي بن الحسين: فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال بيده فعقد تسعا، فقال: "مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج، ثم أذن في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله"
في تلك العقدة التي عقدها جابر رضي الله عنه بيده من معاني الضبط وقوة الحضور ما يجعل المستمع في انتباه تام لما يقول، كما فعل صاحب القلب الواعي.. فنقل إلينا تلك العقدة.. وفيها كذلك من عدّ سنوات الانتظار والشوق التي عاشها الصحابة رضوان الله عليهم حتى أذن فيهم بالحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما أن سمع الناس الخبر المنتظر، حتى أتوا في لهف لتلك الغاية العظيمة.. أن يأتموا برسول الله ويعملوا مثل عمله!
ولم يكن همهم الأكبر أن يفرغوا من واجب عليهم.. ولا كان أن يسمع الناس بأنهم سافروا وحجوا.. ولا كان التطلع لاستكشاف أحوال مكة والمشاهد من حولها.. بل كان الهدف الأكبر والأسمى هو الاقتداء.
وهذا هو ما اجتمعوا عليه "كلهم".. لم يكن ذلك هدف رجل واحد منهم.. بل كان هو السائد الغالب، وهم فيه على قلب رجل واحد.
فيا عجبا ممن يقال له فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فيفعل كل ما دون الامتثال!
قال سيدنا جابر: "فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ فقال اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي".
لله در تلك السيدة المثابرة، وعلى الله أجرها!
لم تخرج أسماء رضي الله عنها من المدينة وهي في وضع مستقر غالبا، بل لعلها كانت تعرف أنها ستلد في أوائل تلك الرحلة، فالمسافة من المدينة إلى ذي الحليفة ربما يجاوزها الماشي في ثلاث ساعات مثلا!
لكن قرب مخاضها لم يمنعها من المثابرة والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسها. ولا عجب في تلك الهمة وذلك السعي، فهي نفسها التي خرجت مهاجرة إلى الحبشة وهي عروس شابة مع زوجها جعفر رضي الله عنه.. ولم تمنعها زهوة الشباب من أن تخرج مهاجرة لله ورسوله.
وبعدما ولدت وهي في تلك الحال من الضعف، وهي على سفر شاق لم تشتد مشقته بعد، هل اختارت الطريق الأسلم لصحتها وعادت إلى المدينة، لا سيما وهي لم تحرم بعد؟
لا.. بل أرسلت تستفتي.. إنها كما هذا الجمع كله، لا تريد سوى الامتثال!
وقد جاءها الخبر بأن تكمل بدء الرحلة.. وتحرم للحج وتتم حجها، ولكن ببعض الأحكام الخاصة.
قال: "فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به."
إنه يذكر أي ناقة ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم!.. لله در تلك الصحبة!
لقد خرج كل هؤلاء الناس -مد البصر- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاج مقتدين.. فرحين متشوقين.. وتلك الجملة العظيمة الرائقة السعيدة التي قالها جابر رضي الله عنه، بكل جزء منها نعمة جليلة لا يضاهيها شيء..
- ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا!..
إنها أسمى الدرجات الممكنة في هذه الدنيا من السعادة.. أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم.. يرافقهم ويعلمهم.. يضيء مسيرتهم وكل حياتهم..
والله ما يعدل ذلك شيء أبدا!
- وعليه ينزل القرآن!
كأنه يقول: ليس معنا بنفسه وبركته ونوره ورحمته وشجاعته فقط، بل إن القرآن ينزل عليه في ذلك الوقت.. فالمصدر معنا معية حاضرة.. لا تتأجل معرفتنا بالحق حينا، بل نستقبل الوحي فور نزوله من السماء!.. فما أكمل ذلك الهدي!
- وهو يعرف تأويله!
إنها جملة الثقة الكاملة.. لن يفوتنا شيء أبدا من مراد الله سبحانه.. بل إنه سيبلغنا الرسالة بأتم إحسان، وما نحتاج تأويله فهو يعرفه وسيؤوله لنا.. وكأنه يقول: لن يضرنا ما لا نعرف، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف!
- وما عمل من شيء، عملنا به!
وهذا قوام أمرهم، ومبدأهم ومنتهاهم، وقرة أعينهم في عباداتهم، وفي هذه العبادة بالذات، فإنهم لم يشهدوا معه مثلها. كان غايتهم أن يعملوا مثل عمله.. لا أن يفكروا كيف يخرجون من عمله إلى أهوائهم كما يفعل كثير منا لدواعي النفس والشيطان!
وكان أول ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه أهلَّ بالتوحيد..
(2)
يتبع.
في تلك العقدة التي عقدها جابر رضي الله عنه بيده من معاني الضبط وقوة الحضور ما يجعل المستمع في انتباه تام لما يقول، كما فعل صاحب القلب الواعي.. فنقل إلينا تلك العقدة.. وفيها كذلك من عدّ سنوات الانتظار والشوق التي عاشها الصحابة رضوان الله عليهم حتى أذن فيهم بالحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما أن سمع الناس الخبر المنتظر، حتى أتوا في لهف لتلك الغاية العظيمة.. أن يأتموا برسول الله ويعملوا مثل عمله!
ولم يكن همهم الأكبر أن يفرغوا من واجب عليهم.. ولا كان أن يسمع الناس بأنهم سافروا وحجوا.. ولا كان التطلع لاستكشاف أحوال مكة والمشاهد من حولها.. بل كان الهدف الأكبر والأسمى هو الاقتداء.
وهذا هو ما اجتمعوا عليه "كلهم".. لم يكن ذلك هدف رجل واحد منهم.. بل كان هو السائد الغالب، وهم فيه على قلب رجل واحد.
فيا عجبا ممن يقال له فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فيفعل كل ما دون الامتثال!
قال سيدنا جابر: "فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ فقال اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي".
لله در تلك السيدة المثابرة، وعلى الله أجرها!
لم تخرج أسماء رضي الله عنها من المدينة وهي في وضع مستقر غالبا، بل لعلها كانت تعرف أنها ستلد في أوائل تلك الرحلة، فالمسافة من المدينة إلى ذي الحليفة ربما يجاوزها الماشي في ثلاث ساعات مثلا!
لكن قرب مخاضها لم يمنعها من المثابرة والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسها. ولا عجب في تلك الهمة وذلك السعي، فهي نفسها التي خرجت مهاجرة إلى الحبشة وهي عروس شابة مع زوجها جعفر رضي الله عنه.. ولم تمنعها زهوة الشباب من أن تخرج مهاجرة لله ورسوله.
وبعدما ولدت وهي في تلك الحال من الضعف، وهي على سفر شاق لم تشتد مشقته بعد، هل اختارت الطريق الأسلم لصحتها وعادت إلى المدينة، لا سيما وهي لم تحرم بعد؟
لا.. بل أرسلت تستفتي.. إنها كما هذا الجمع كله، لا تريد سوى الامتثال!
وقد جاءها الخبر بأن تكمل بدء الرحلة.. وتحرم للحج وتتم حجها، ولكن ببعض الأحكام الخاصة.
قال: "فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به."
إنه يذكر أي ناقة ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم!.. لله در تلك الصحبة!
لقد خرج كل هؤلاء الناس -مد البصر- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاج مقتدين.. فرحين متشوقين.. وتلك الجملة العظيمة الرائقة السعيدة التي قالها جابر رضي الله عنه، بكل جزء منها نعمة جليلة لا يضاهيها شيء..
- ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا!..
إنها أسمى الدرجات الممكنة في هذه الدنيا من السعادة.. أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم.. يرافقهم ويعلمهم.. يضيء مسيرتهم وكل حياتهم..
والله ما يعدل ذلك شيء أبدا!
- وعليه ينزل القرآن!
كأنه يقول: ليس معنا بنفسه وبركته ونوره ورحمته وشجاعته فقط، بل إن القرآن ينزل عليه في ذلك الوقت.. فالمصدر معنا معية حاضرة.. لا تتأجل معرفتنا بالحق حينا، بل نستقبل الوحي فور نزوله من السماء!.. فما أكمل ذلك الهدي!
- وهو يعرف تأويله!
إنها جملة الثقة الكاملة.. لن يفوتنا شيء أبدا من مراد الله سبحانه.. بل إنه سيبلغنا الرسالة بأتم إحسان، وما نحتاج تأويله فهو يعرفه وسيؤوله لنا.. وكأنه يقول: لن يضرنا ما لا نعرف، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف!
- وما عمل من شيء، عملنا به!
وهذا قوام أمرهم، ومبدأهم ومنتهاهم، وقرة أعينهم في عباداتهم، وفي هذه العبادة بالذات، فإنهم لم يشهدوا معه مثلها. كان غايتهم أن يعملوا مثل عمله.. لا أن يفكروا كيف يخرجون من عمله إلى أهوائهم كما يفعل كثير منا لدواعي النفس والشيطان!
وكان أول ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه أهلَّ بالتوحيد..
(2)
يتبع.
❤4
أَدِيـمْ .. pinned «رحلة العمر ----------- في سير العبد إلى ربه سبحانه وتعالى طرق مختلفة يسلكها، ومحطات مختلفة يتوقف فيها.. لكن بعض هذه الطرق والمحطات لا يمكن تجاوزها أبدا، ليس لتميزها الفعلي فحسب، وإنما أيضا لفرادة حدوثها. تلك الأعمال التي قد تضيف إليها أو تحاول جبر ما أصابك…»
أَدِيـمْ ..
قال محمد بن علي بن الحسين: فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال بيده فعقد تسعا، فقال: "مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج، ثم أذن في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم…
قال جابر: "فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه،
ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته."
كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجته مع أصحابه ميسرا عليهم، وقد كان هذا من عادته في عموم أموره كما في الحديث: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن حراما". ولكن تيسيره في الحج كان أكثر وأعظم.. ولهذا ترك للناس صيغة التلبية التي أرادوا ما لم يكن بها شرك، ولزم هو تلبيته عليه الصلاة والسلام.
وكان من تلبية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "لبيك وسعديك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل".
ومن حسن الاقتداء، أن الإنسان إذا رأى شخصا يفعل الخير الذي له فيه سعة، فلا يحسن به أن يلزمه بشيء مخصوص، فيضيق عليه، وربما كسل عن الخير الذي هو قائم به.
قال جابر: "لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة".
وقد كان هذا حال كثير من الصحابة رضوان الله عليهم. لأن الناس في الجاهلية كانوا يعدون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض. فلم يكونوا يعرفون دخول العمرة في الحج، كما يفعل القارن والمتمتع. ولهذا لما أدى النبي صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، قال:
"لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة.
فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج -مرتين- لا، بل لأبد أبد".
وهكذا اختلف إهلال الصحابة رضوان الله عليهم، فمنهم من أهل بعمرة ثم أهل بالحج بعد ذلك (متمتع)، ومنهم من أهل بحج (مفرد)، ومنهم من أهل بحج وعمرة وأدخل العمرة في الحج بغير حل (قارن).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قارنا، ساق الهدي ولم يحل..
ثم أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن ومعه بعض بُدن النبي صلى الله عليه وسلم..
(3)
يتبع.
ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته."
كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجته مع أصحابه ميسرا عليهم، وقد كان هذا من عادته في عموم أموره كما في الحديث: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن حراما". ولكن تيسيره في الحج كان أكثر وأعظم.. ولهذا ترك للناس صيغة التلبية التي أرادوا ما لم يكن بها شرك، ولزم هو تلبيته عليه الصلاة والسلام.
وكان من تلبية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "لبيك وسعديك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل".
ومن حسن الاقتداء، أن الإنسان إذا رأى شخصا يفعل الخير الذي له فيه سعة، فلا يحسن به أن يلزمه بشيء مخصوص، فيضيق عليه، وربما كسل عن الخير الذي هو قائم به.
قال جابر: "لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة".
وقد كان هذا حال كثير من الصحابة رضوان الله عليهم. لأن الناس في الجاهلية كانوا يعدون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض. فلم يكونوا يعرفون دخول العمرة في الحج، كما يفعل القارن والمتمتع. ولهذا لما أدى النبي صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، قال:
"لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة.
فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج -مرتين- لا، بل لأبد أبد".
وهكذا اختلف إهلال الصحابة رضوان الله عليهم، فمنهم من أهل بعمرة ثم أهل بالحج بعد ذلك (متمتع)، ومنهم من أهل بحج (مفرد)، ومنهم من أهل بحج وعمرة وأدخل العمرة في الحج بغير حل (قارن).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قارنا، ساق الهدي ولم يحل..
ثم أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن ومعه بعض بُدن النبي صلى الله عليه وسلم..
(3)
يتبع.
❤2
أَدِيـمْ ..
قال جابر: "فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته." كان النبي صلى الله عليه…
قال جابر: "وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل، ولبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال: فإن معي الهدي، فلا تحل، قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة. قال: فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي"
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل عليا رضي الله عنه إلى اليمن قاضيا وجامعا للصدقات، ولكنه رجع حتى يحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض هديه، فلما كان في طريقه ومر بالميقات أراد أن يُحرم بالحج، لكنه لم يقل (لبيك عمرة، أو حجة..)، بل قال قول المؤمن دقيق الاتباع: "اللهم إني أهللت بما أهلّ به رسولك!" مع أنه لا يعرفه بالضبط، ولكنه أهلّ به على الإجمال حين غاب عنه تفصيله.
وهذا درس عظيم جدا، أن تجتهد في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمرك، فإن غاب عنك أمره قلت: يارب.. أريد أن أفعل مثله، فاجعلني على نهجه!
ولما وصل علي رضي الله عنه إلى مكة، وجد فاطمة رضي الله عنها قد حلّت، أي أنها جعلت طوافها وسعيها عمرة ثم أحلت، وستحرم مرة أخرى بالحج.. فأنكر عليها ذلك؛ لأنهم -كما سبق- لم يكونوا يعرفون العمرة في أشهر الحج. فذهب علي للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن ذلك، فقال: "صدَقت صدَقت"، وسأله عن إحرامه فقال له أنه قال: (أهللت بما أهل به رسولك)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن معي الهدي، فلا تحل".. وكان مجموع الهدي الذي أتى به علي رضي الله عنه والذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مائة بدنة. فحلّ الناس وقصروا شعرهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن ساق الهدي معه.
قال جابر: "فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس ".
هؤلاء الصحابة الذين لم يسوقوا الهدي وجعلوها عمرة، أحرموا بالحج يوم التروية، وقد أحرموا من الأبطح الذي كان نزولهم به مع النبي صلى الله عليه وسلم..
وركب النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثامن ونزل بمنى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. وهذه الصلوات التي صلاها كان يقصر فيها الرباعية. وبعد طلوع الشمس في اليوم التاسع أمر أن تضرب له قبة بنمرة.. وكانت قريش تعتقد أنه سيقف في ذلك الوقت عند المشعر الحرام (جبل بمزدلفة)، أي قبل ذهابه إلى عرفة. ولكنه لم يفعل ذلك وخالفهم فيه. كما خالفهم في دخول العمرة في الحج الذي لم يكونوا يعرفونه.
فجاوز المشعر وأتى عرفة ونزل بالقبة التي ضربت له، حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته فرحّلت له حتى يركبها، ونزل ببطن الوادي (وادي عرنة)، فخطب في الناس خطبة عرفة..
(4)
يتبع
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل عليا رضي الله عنه إلى اليمن قاضيا وجامعا للصدقات، ولكنه رجع حتى يحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض هديه، فلما كان في طريقه ومر بالميقات أراد أن يُحرم بالحج، لكنه لم يقل (لبيك عمرة، أو حجة..)، بل قال قول المؤمن دقيق الاتباع: "اللهم إني أهللت بما أهلّ به رسولك!" مع أنه لا يعرفه بالضبط، ولكنه أهلّ به على الإجمال حين غاب عنه تفصيله.
وهذا درس عظيم جدا، أن تجتهد في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمرك، فإن غاب عنك أمره قلت: يارب.. أريد أن أفعل مثله، فاجعلني على نهجه!
ولما وصل علي رضي الله عنه إلى مكة، وجد فاطمة رضي الله عنها قد حلّت، أي أنها جعلت طوافها وسعيها عمرة ثم أحلت، وستحرم مرة أخرى بالحج.. فأنكر عليها ذلك؛ لأنهم -كما سبق- لم يكونوا يعرفون العمرة في أشهر الحج. فذهب علي للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن ذلك، فقال: "صدَقت صدَقت"، وسأله عن إحرامه فقال له أنه قال: (أهللت بما أهل به رسولك)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن معي الهدي، فلا تحل".. وكان مجموع الهدي الذي أتى به علي رضي الله عنه والذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مائة بدنة. فحلّ الناس وقصروا شعرهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن ساق الهدي معه.
قال جابر: "فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس ".
هؤلاء الصحابة الذين لم يسوقوا الهدي وجعلوها عمرة، أحرموا بالحج يوم التروية، وقد أحرموا من الأبطح الذي كان نزولهم به مع النبي صلى الله عليه وسلم..
وركب النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثامن ونزل بمنى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. وهذه الصلوات التي صلاها كان يقصر فيها الرباعية. وبعد طلوع الشمس في اليوم التاسع أمر أن تضرب له قبة بنمرة.. وكانت قريش تعتقد أنه سيقف في ذلك الوقت عند المشعر الحرام (جبل بمزدلفة)، أي قبل ذهابه إلى عرفة. ولكنه لم يفعل ذلك وخالفهم فيه. كما خالفهم في دخول العمرة في الحج الذي لم يكونوا يعرفونه.
فجاوز المشعر وأتى عرفة ونزل بالقبة التي ضربت له، حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته فرحّلت له حتى يركبها، ونزل ببطن الوادي (وادي عرنة)، فخطب في الناس خطبة عرفة..
(4)
يتبع
👍2❤1
أَدِيـمْ .. pinned «نسيم الرجاء ______ استوقفني اليوم في سورة النساء قول الله سبحانه وتعالى: "إن الله نعمّا يعظكم به".. فنعمت العظة التي نجدها في القرآن!.. لا أوامر أحسن من أوامر الله، ولا نواهي أولى مما ينهانا عنه، ولا منهاج أرقى أو أجمل من منهاج القرآن في الوعظ.. واستحضرت…»
فإني أدعو الله سبحانه وأقول: اللهم اغفر لأهل هذه القناة واكتبهم في هذا اليوم الفضيل من عتقائك.. اللهم حقق رجاءهم واقض حوائجهم وأجب دعواتهم في مرضاتك.. اللهم أعذنا وإياهم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. اللهم آتهم في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقهم عذاب النار.. يارب وأهلينا وأحبابنا والمسلمين 🤲🏻🤍
❤9
khtb_msjd_33.pdf
1.4 MB
خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم عرفة خطبة عظيمة اشتملت على جملة من مقاصد الإسلام وأحكامه، منها:
- تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرمة شديدة.
- وضع أمور الجاهلية وإرساء أحكام الإسلام بدلا منها، وذلك في الدماء والأموال وغيرها.. وأيضا في بعض أحكام الحج.
- استنطاق الناس فيما هم قائلون إذا سئلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبليغه الرسالة، وكأنه يودعهم وداعا خاصا عليه السلام.
- الوصية بالنساء، وذكر حق الرجل على زوجته والمرأة على زوجها.
- الوصية بتقوى الله سبحانه.
- التحذير من الاختلاف والاقتتال ومفارقة الجماعة.
ولكن خطبة يوم عرفة لم تكن خطبته الوحيدة في الحج، بل خطب النبي صلى الله عليه وسلم عدة خطب، منها: خطبة في يوم السابع بمكة، وخطبة عرفة، وخطبة يوم النحر، وخطبة يوم النفر الأول بمنى. وهذه أربعة.. وفي بعض الأقوال أنها ثلاثة، وفي بعضها أنها خمسة.
وكل هذه الخطب عظيمة المكانة لأنها بمثابة الوصية التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها أصحابه، ولشرف المكان والزمان والشعيرة، ولأنها كانت بحضور الجمع الأكبر من المسلمين وقتئذ.
وهذا الملف به جمع لأحاديث تلك الخطب مع تعليقات خفيفة، فطالعوه🌷
- تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرمة شديدة.
- وضع أمور الجاهلية وإرساء أحكام الإسلام بدلا منها، وذلك في الدماء والأموال وغيرها.. وأيضا في بعض أحكام الحج.
- استنطاق الناس فيما هم قائلون إذا سئلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبليغه الرسالة، وكأنه يودعهم وداعا خاصا عليه السلام.
- الوصية بالنساء، وذكر حق الرجل على زوجته والمرأة على زوجها.
- الوصية بتقوى الله سبحانه.
- التحذير من الاختلاف والاقتتال ومفارقة الجماعة.
ولكن خطبة يوم عرفة لم تكن خطبته الوحيدة في الحج، بل خطب النبي صلى الله عليه وسلم عدة خطب، منها: خطبة في يوم السابع بمكة، وخطبة عرفة، وخطبة يوم النحر، وخطبة يوم النفر الأول بمنى. وهذه أربعة.. وفي بعض الأقوال أنها ثلاثة، وفي بعضها أنها خمسة.
وكل هذه الخطب عظيمة المكانة لأنها بمثابة الوصية التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها أصحابه، ولشرف المكان والزمان والشعيرة، ولأنها كانت بحضور الجمع الأكبر من المسلمين وقتئذ.
وهذا الملف به جمع لأحاديث تلك الخطب مع تعليقات خفيفة، فطالعوه🌷
👏2
أَدِيـمْ ..
قال جابر: "وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل، ولبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت،…
وبعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، قام للصلاة..
قال جابر: "ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه"
صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ركعتين ركعتين ولم يصل بينهما شيئا.. ثم ركب حتى أتى موقف عرفة، فاتجه إلى الجبل وعلا قليلا حتى كانت الأحجار في أسفل الجبل بمحاذاة بطن ناقته (ولم يصعد فوق الجبل).. وكان اجتماع الناس واصطفافهم بين يديه، واستقبل القبلة ليدعو.. حتى غربت الشمس!
كان ذلك من قبل وقت العصر، حتى تأكد غياب قرص الشمس.. وقد أورد النسائي في السنن بإسناد صحيح من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال:
"كنت ردف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها، فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى".
وذلك من حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعاء، وأن لا تضيع لحظة من هذا المشهد في غير الثناء على الله سبحانه وسؤاله من فضله، وأن لا يقطع شيء دعاءه حتى وإن كان شيئا عابرا كالإمساك بخطام الناقة!
وهذا هو الوقت، فالهمة الهمة.. ارفعوا أيديكم وادعوا، أسوة برسولنا صلى الله عليه وسلم.. عسى الله أن لا يردنا إلا مقبولين مجبورين🍃
(5)
يتبع..
قال جابر: "ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه"
صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ركعتين ركعتين ولم يصل بينهما شيئا.. ثم ركب حتى أتى موقف عرفة، فاتجه إلى الجبل وعلا قليلا حتى كانت الأحجار في أسفل الجبل بمحاذاة بطن ناقته (ولم يصعد فوق الجبل).. وكان اجتماع الناس واصطفافهم بين يديه، واستقبل القبلة ليدعو.. حتى غربت الشمس!
كان ذلك من قبل وقت العصر، حتى تأكد غياب قرص الشمس.. وقد أورد النسائي في السنن بإسناد صحيح من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال:
"كنت ردف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها، فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى".
وذلك من حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعاء، وأن لا تضيع لحظة من هذا المشهد في غير الثناء على الله سبحانه وسؤاله من فضله، وأن لا يقطع شيء دعاءه حتى وإن كان شيئا عابرا كالإمساك بخطام الناقة!
وهذا هو الوقت، فالهمة الهمة.. ارفعوا أيديكم وادعوا، أسوة برسولنا صلى الله عليه وسلم.. عسى الله أن لا يردنا إلا مقبولين مجبورين🍃
(5)
يتبع..
❤1
أَدِيـمْ .. pinned «وبعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، قام للصلاة.. قال جابر: "ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل…»
