Telegram Web Link
الصادق يقف عند باب ربه لا يبرح حتى يفتح له، ويغفر له، ويعطَى ويُكرَم..

الصادق لا يتذرع بالأعذار، ولا تقعده المصاعب، بل لا يعرف إلا البذل والمحاولة، ولا يسكن إلا بالإحسان..

هؤلاء أهل الصدق ولا عجب؛ فكما قال أحدهم: "أرض جهاد هذي وأرض رباط"!

نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكيهم على خالقهم.. مبارك عليهم الشهر، والإحسان! 🤍

ومبارك عليكم الشهر الفضيل يا أهيل هذه القناة الحبيبة : ))

اللهم اجعلنا ممن أكمل عدته وصامه وقامه إيمانا واحتسابا 🤲🏻

اللهم اجعله شهر فرج ونصر لإخواننا، وأسعد فيه قلوبهم وأنزل عليهم فيه رحماتك وبركاتك يا سميع يا مجيب🤲🏻
24
Forwarded from أَدِيـمْ .. (زينب صلاح)
نعمة القرآن..
_
من أوائل المعاني التي قذفها الله سبحانه في قلبي تجاه القرآن وكان لها عميق الأثر في تعلقي به، هو أن هذا القرآن خطاب الإله العظيم إلى عباده..
فالناس حين يتوجهون إلى العبادة، يبحثون دوما عن صلة تصلهم بالإله الذي يعبدونه.. وهذه الصلة إما أن تكون من خلال التأمل الذاتي أو من خلال أفكار أشخاص آخرين مثل الحكماء أو الفلاسفة.. وهذه الطرق قد تخبر عن الإله المعبود أخبارا، أما في حالة الكتب المنزّلة وحيًا -والقرآن أعظمها- فإن هذا الإله هو الذي يخبر عن نفسه أكمل الأخبار وأوفاها.. وليس هذا فحسب، ولكنه أيضا يخاطب عباده مباشرة فيناديهم، ويرغّبهم، ويحذّرهم، ويعلّمهم، ويصبّرهم، ويأمرهم، وينهاهم، ويرحمهم، ويَعِظهم.. وهذا معنى بلغ من الجلال درجة تعجز عن وصفها اللغة، وهو غاية ما يرجوه الإنسان بما هو عبدٌ لإله معبود..
وهذا هو الذي يضفي على مجرد التلاوة في نفسي معنى "القدسيّة".. ويزداد ذلك سموًّا كلما زادت خصوصية الذكر أو الخطاب..

كثيرا كنت أتساءل: كيف كان يشعر زيد بن حارثة رضي الله عنه وهو يقرأ سورة الأحزاب، وكذا زينب أم المؤمنين رضي الله عنها؟.. وكيف كان يشعر كعب بن مالك أو هلال بن أمية أو مرارة بن الربيع حين يقرأون سورة التوبة؟

ويظهر قصدي أيضا في مثال آخر حبيب إلى قلبي من السنة، وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيّ بن كعب: إن الله أمرني أن أقرئك القرآن، أو قال: أقرأ عليك القرآن!.. قال أبيّ: آلله سماني لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله سمّاك لي".. فجعل أبيّ يبكي!

وليس الشأن هنا في قراءة الفاضل على المفضول، أو منقبة أبي المنذر رضي الله عنه بعلمه القرآن فحسب.. وإنما أيضا في هذا الاختصاص بالتسمية والأمر.. إنه هو سبحانه وليس أحد سواه.. يأمرك أنت، ويسميك أنت، وليس شخصا آخر!

وإذا كان هذا الاختصاص قد جرى لبعض الصحابة، فإنه بلغ درجته الدنيوية القصوى في حق الأنبياء عليهم السلام.. وإن مشهدا من أعظم مشاهد الاتصال والاختصاص بالله العظيم فيما نعرفه على الإطلاق، هو مشهد موسى عليه السلام حين كلمه ربه!
في سورة طه (من ١١: ٤٧) ست وثلاثون آية من نعيم الاتصال الذي لا يدانيه شيء قط في هذه الدنيا.. فقد اختص الله تعالى سيدنا موسى بكلامه إياه، واختصه كذلك بطبيعة الكلام أيضا؛ فإن في كل آية من هذه الآيات معنى أجلّ من الآخر.. وأما موطن الامتنان منها خصوصا فإنه وحده يذيب القلب شوقا.. لقد قص الله على سيدنا موسى قصة حياته الشخصية منذ كان رضيعا ملقى في تابوت وحتى جاء على قدر سائرا بأهله محفوفا بالعناية التفصيلية في اصطفاء بالحب عزّ نظيره في القرآن فضلا عن غيره.. وتفصيل ما في هذه الآيات تُكتب فيه الكتب ولا توفي قدرها.. ولا يمكنني إلا أن أشير إلى كلمات: "وأنا اخترتك".. "وألقيت عليك محبة مني"، "ولتصنع على عيني".. "واصطنعتك لنفسي".. فضلا عن أن الله سبحانه قد ناداه باسمه (المعنى الذي أبكى أبيًّا) في هذه الآيات وحدها أربع مرات، في ثلاثة منها لم يكن النداء أصليا لتمام الخطاب:
"ألقها" (تم الأمر)، لكنه قال: يا موسى!
"وما تلك بيمينك" (تم السؤال)، لكنه قال: يا موسى!
"ثم جئت على قدر" (تم الخبر)، لكنه قال: يا موسى!

وأما عن الحقائق الدينية من أمور العبادة والحساب والمعاد، وطبيعة الرسالة ومعجزاتها، فقد أخبره الله بها جميعا..
وأما عن التجاء العبد لمولاه خائفا وسائلا، فقد تم له ووُعد بالأمن وإجابة الدعاء..

وفي هذه المعاني وغيرها -والله أعلم- جانب من جوانب "قدسية" الوادي.. فهناك كان الاتصال المهيب، وهناك كان الاختصاص القريب: بالذكر، والأمر، والخبر..

فإذا كنا عاجزين في دنيانا عن بلوغ تلك الدرجة التي بلغها الأنبياء عليهم السلام من الاتصال بالله تعالى.. فإن في القرآن العظيم -بما هو كلام الله- اتصالا به سبحانه ينجينا من هلاك الحيرة وضياع المعنى وظلمات العدم، وفي نداءاته وأخباره من الاختصاص ما يحيي قربه فينا، وكما يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعتَ الله يقول: "يا أيها الذين آمنوا" فأرعها سمعَك، فإنه إما خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

أجل.. إننا مع القرآن "نسمع الله يقول"، وليس أقوال غيره.. وليس أصدق من الله قيلا..
وهنا أتأمل أن القرآن موصوف بأنه هدى، وأنه نور، وأنه شفاء لما في الصدور..
وذلك بما هو كلام ربنا سبحانه، فضلا عن أي وصف عظيم آخر يتصف به القرآن مثل حكمة التشريع وهيمنته أو بلاغة النظم أو إعجاز البيان أو تيسير الذكر..

ولا يزال هذا المعنى من أوائل المعاني التي تصحبني حين أتأمل نعمة القرآن، وتشغلني أيضا حين أستحضر أصل الإيمان بالكتب المنزلة على الرسل عموما، وقد أتى في القرآن وصف الهدى والنور مع ما في التوراة والإنجيل كذلك..
وهذه من خصائص الوحي التي لا تحصل بغيره.. فالحمد لله على إنزال الكتب.. والحمدلله على أعظم الكتب وأوثقها وأبقاها على مر الزمان.. الحمدلله على نعمة القرآن!
17
من القنوات الجميلة التي تهتم بمعايشة آيات القرآن الكريم وسوره، وبعض القراءات المفيدة، والنقولات النافعة، قناة الأستاذة والأخت الفاضلة إيمان عبدالمنعم "حديث اليمامة"..

لمتابعتها والاستفادة منها:

https://www.tg-me.com/eman2597
4👍4
الأوقات الصعبة تمر بلطف الله سبحانه قبل كل شيء، ومن سوء الخلق مع الله تعالى أن نظن أنها مرت لأنها كانت سهلة ونظرتنا فقط كانت مبالغة. الإنسان نسيّ، ومن أعجب ما ينساه أنه ينسى ضعفه وافتقاره. بهذا المعنى صرت أدعو الدعاء المأثور: اللهم اجعلنا لك ذكّارين، لك شكّارين!
22
﴿وَمِنۡهُم مَّن یَنظُرُ إِلَیۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِی ٱلۡعُمۡیَ وَلَوۡ كَانُوا۟ لَا یُبۡصِرُونَ ۝٤٣ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَیۡـࣰٔا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ ۝٤٤﴾ [يونس ٤٣-٤٤]

"أفأنت يا محمد، تحدث لهؤلاء الذين ينظرون إليك وإلى أدلتك وحججك، فلا يوفَّقون للتصديق بك أبصارًا، لو كانوا عُمْيًا يهتدون بها ويبصرون؟ فكما أنك لا تطيق ذلك ولا تقدر عليه ولا غيرك، ولا يقدر عليه أحدٌ سواي، فكذلك لا تقدر على أن تبصِّرهم سبيلَ الرشاد أنت ولا أحدٌ غيري، لأن ذلك بيدي وإليّ....

* إن الله لا يفعل بخلقه ما لا يستحقون منه، لا يعاقبهم إلا بمعصيتهم إيّاه، ولا يعذبهم إلا بكفرهم به = ﴿ولكن الناس﴾ ، يقول: ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم، باجترامهم ما يورثها غضبَ الله وسخطه.
وإنما هذا إعلام من الله تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ والمؤمنين به، أنه لم يسلُبْ هؤلاء الذين أخبر جلّ ثناؤه عنهم أنهم لا يؤمنون الإيمانَ ابتداءً منه بغير جرم سلف منهم= وإخبارٌ أنه إنما سلبهم ذلك باستحقاقٍ منهم سَلْبَه، لذنوبٍ اكتسبوها، فحق عليهم قول ربهم، وطبع على قلوبهم".

الطبري رحمه الله.
👍31
أَدِيـمْ ..
﴿وَمِنۡهُم مَّن یَنظُرُ إِلَیۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِی ٱلۡعُمۡیَ وَلَوۡ كَانُوا۟ لَا یُبۡصِرُونَ ۝٤٣ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَیۡـࣰٔا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ ۝٤٤﴾ [يونس ٤٣-٤٤] "أفأنت يا محمد، تحدث لهؤلاء الذين ينظرون إليك وإلى…
مساحة تدبر..
_


هذه الخاتمة "ولكن الناس أنفسهم يظلمون" ذكر معناها في القرآن الكريم عدة مرات، وهي تأتي عادة مباشرة بعد ذكر عقابٍ حلّ بأناس تصريحا أو إضمارا، وقد ذكر معناها في القرآن بثلاث صيغ:

"ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" (وهي الأشهر والأكثر)

"ولكن أنفسهم يظلمون" (في آل عمران)

"ولكن الناس أنفسهم يظلمون" (في هذا الموضع من سورة يونس)

وهي مسبوقة في كل المواضع بقول ربنا (وما ظلمناهم) أو (وما ظلمهم الله) أو (فما كان الله ليظلمهم) أو (وما كان الله ليظلمهم).. إلا في الموضعين المتعلقين ببني إسرائيل في البقرة والأعراف إذ جاء اللفظ: (وما ظلمونا)..

فمن خلال تدبركم في الآيات وسياقها، ماذا فتح الله لكم من الحكمة في اختلاف هذا التعبير؟ بعبارة أوضح؛ لماذا قال في موضعي البقرة والأعراف "وما ظلمونا"، وفي باقي المواضع "وما ظلمناهم"؟

* الإجابة التي قصدتها شبه مذكورة في عرض السؤال : ))

وقد يفتح الله لكم بشيء أجهله أو لا أنتبه إليه.. فشاركونا واحتسبوا..
5👍3👏1
في الأشهر الماضية، تعلمت دروسا في الحياة مع كثرة المواقف والأشخاص لا أدري كيف كانت غائبة عني أو منسيّة. من أعظمها أن المعروف لا يذهب سدى، وأن ألطاف ربنا تحيطنا ونحن ربما لا نشعر، وأن القلوب الطيبة لا تتوقف عن الخفقان.. ومع كل نبضة منها تتفتح زهرة في هذا العالم؛ حتى لو لم يشمها إنسان، يكفي أنها تزيد الأرض بهجة وجمالا.. وتكسوها حُللًا رائعة من السكينة والأمان.

وأخيرا، تعلمت أن التوبة وحسن الظن بالله هما أثمن ما يدخره العبد للقاء ربه. وأن الذي لا يتجهز لهذا اللقاء يوشك أن يباغته، والآخرة هي دار القرار 🤍
27
أَدِيـمْ ..
مساحة تدبر.. _ هذه الخاتمة "ولكن الناس أنفسهم يظلمون" ذكر معناها في القرآن الكريم عدة مرات، وهي تأتي عادة مباشرة بعد ذكر عقابٍ حلّ بأناس تصريحا أو إضمارا، وقد ذكر معناها في القرآن بثلاث صيغ: "ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" (وهي الأشهر والأكثر) "ولكن أنفسهم…
الذي قصدته -والله أعلم- أن هذين الموضعين متميزين بقول الله سبحانه "وما ظلمونا" لأن سياق الآيات يقتضي ذلك. فالله سبحانه وتعالى لم يخبرنا في هذه الآيات بعذاب أصابهم؛ وإنما أخبرنا بما أنعم به عليهم من تظليل الغمام وإنزال المنّ والسلوى. فما كان منهم إلا أن قابلوا هذا الإحسان بالكفران، فعصوا ربهم سبحانه ولم يشكروه.


ومقابلة الإحسان بالكفران والجود بالجحود يعدها البشر فيما بينهم ظلما من الكافر الجاحد للمحسن الجواد. ولكن الله سبحانه ليس كمثله شيء، ولا يضره كفر الكافرين ولا جحود الجاحدين.. فهو غني عنهم، قادر عليهم، قاهر فوقهم. ولذلك نفى الله سبحانه ذلك التصور من الظلم، فهو عز وجل لا يظلمه أحد. ولكنه لم ينفِ كونهم ظالمين. فهم مستحقون لهذا الذم لأنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم وجحودهم، فقد عرضوا أنفسهم لسخط الله سبحانه وعقابه. وحرموا أنفسهم من مزيد إنعامه عليهم في الدنيا والآخرة.


وأما الآيات الأخرى التي قال الله سبحانه فيها: "وما ظلمناهم" أو "وما ظلمهم الله".. فإنها مسبوقة بذكر عقاب الله لبعض الأقوام على ظلمهم لأنفسهم، فنفى الله سبحانه أن يكون ذلك العقاب فيه ظلم لهم.


والله أعلم.

اللهم افتح لنا في القرآن فتحا عظيما واجعله ربيع قلوبنا.
13👍4
اللهم بلغنا خير العشر الأواخر، واجعلنا ممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا..

اللهم لا تخرجنا من هذا الشهر إلا وقد رضيت عنا وأعتقت رقابنا من النار، وآتيت كل واحد منا مسألته من خير الدنيا والآخرة..

اللهم فرج عن إخواننا وانصرهم وتول أمرهم وأهلك عدوك وعدوهم وخصّهم بمعيتك وفضلك يا ذا الجلال والإكرام..

اللهم لا تجعلنا ممن خابوا وخسروا في هذه الأيام المباركة يارب العالمين، اجبر فيها كسرنا واغفر تقصيرنا بفضلك ورحمتك..

اللهم أعنا على كل عمل صالح يقربنا إليك ولا تحرمنا بذنوبنا فضلك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين..

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا وعن أهلينا وأحبابنا ومن لهم فضل علينا يارب العالمين!
20
تقبل الله منا ومنكم 🌷

عيدكم مبارك وسعيد..

جعلها الله أيام سعادة وعز على أمة الإسلام جميعا 🤍
8👍1
اطلعت بحمد الله على هذا البحث الجميل الجاد، وانتفعت به واستفدت منه. وهو من الأبحاث النافعة الثرية. وكذلك فيه نوع من الإنصاف والدقة.

شكرا للباحثة على ما كتبت، وعلى جهدها الواضح فيه🌷

وأنصح المهتمين بمجال قضايا المرأة المسلمة بالاطلاع عليه.
👏6👍2
مشكلة الغفلة هي أنك تكون في اختبارك وسؤالك وأنت غير مكترث، تتجاهل ألم أنك لا تقوم بالصواب وتخدره، تنظر ولا تبصر، حتى تعتاد عدم الفعل، تعتاد الضعف أو الصمت أو عدم الحراك، أو كثيراً ما الانشغال المزعوم..

ليست كل الغفلة متشابهة ولا تبدو جميعاً بذات الهيئة، ليست جميعاً بهيئة يافعٍ يلعب أو شابة تتابع مسلسلاً أو تفرأ رواية أو شخصٍ يقضي اليوم مستلقياً كسولاً بوضوح..

ربما تكون في رجلٍ يركض بين وظيفتين أو ساعات عملٍ إضافية ولا يعود لبيته إلا منهكاً يستلقي في سريره مباشرة..
أو ربما في أم تلمَع زوايا بينها من نظافتها وتؤلمهامفاصلها من كثرة العمل المجهد..
وربما في طالبة جامعية و تدرس في دوراتٍ إضافية ولا وقت لديها لوالديها أو صلة رحمها أو أنوثتها..

وفي كثرٍ ممن هم منشغلون كثيراً ويعملون بكل نشاط كما يبدو، لكنهم فعلياً في غفلةٍ وهروب من أسئلة النفس ومن تصويب أخطائها وتوجيهها، لا وقت لديهم للتفكير ولا عندهم توازن ولا وعيٍ ولا أولويات ولا قدرة على التوقف لمحاسبة النفس والنظر في مسيرها، تراهم في بحثٍ عن الإنجازات الكثيرة المتتابعة وقلقٍ من "ضياع الوقت" وانهماكٍ بالمهام اليومية، وفي كثيرٍ من التشتت وتوهم الشغل، وفي غرقٍ في الدنيا والتحول من استخدامها إلى العيش لها (سواء كانت طعاماً أو شراياً أو منزلاً أو راتباً أو لباساً..)..

لذلك لا تظن أنك "غير" لمجرد أنك مشغول، بل حاسب نفسك على هذا الشغل، راجع أولوياتك باستمرار، وتفقد وجدد نيّتك دوماً، انظر في جدولك اليوميّ وتوزيع وقتك بحسب أهدافك وخدمتها لغاية وجودك، أي لتحقيق عبوديتك لربك..

ركّز، دع عنك المشتتات الصغيرة المستمرة، واجه الأسئلة التي تحاول إسكاتها داخلك، قلل منافذ طاقتك وجهدك وما يدخل ذهنك وحواسك وينسيك ويساهم في تنويمك..

تلك هي اليقظة، وهي البداية، وبعدها انظر واسأل وتعلّم ما تحتاجه لتكون في الشغل وفي الراحة التي لا تورت الندامة بإذن الله..
8
كلما حملَت خيرًا أحناها التواضع، وكلما ألقت عليها الشمس تحية الصباح لمعَت في حياء، وكلما استعرض غيرها ما يملكون في تباهٍ، كانت بنفسها لما تملك سترا وحفظا من الفساد..

أحب السنابل 💕
17👍2
النسوية والذكورية كلاهما توجّه سيئ وظالم. والقصد جُنَّة، والإحسان راقٍ، والبر لا يبلى.
5👍4
تاج الدين السبكي رحمه الله - معيد النعم ومبيد النقم.
8
"وإيّاك نستعين"

العون لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى، وإذا كان جميع الخلق إنسهم وجنّهم في عونك على أمر والله لا يعينك عليه لم يتمّ.

وإذا أعانك الله وجفاك كل الخلق وعادوك وآذوك فلن يضروك إلا أذى يرفعك ويخسف بهم، ثم أنت بعد ذلك لمبلَّغ ما تريد وفوق ما تريد.

ليس لنا سوى الله، وهو عنا غني؛ لكنه يعطينا ويتفضل علينا ويكرمنا ويجبرنا ويرحمنا ويحلُم علينا، والعبد يؤلمه ضرسه فيكاد رأسه ينفجر، ويضجر ويسخط، ويسأل لِمَ؟ وما الحكمة؟ وأين الرحمة؟
وينسى المسكين أعوام العافية ما أدّى شكر يوم منها، وهو سبحانه يرزقه ويقيته ويؤويه..

فماذا ترجو من ذاك النسيّ العاجز إذا كان معك العليم القادر؟

ولماذا تسأل الفقير القتور إذا كان الغني الكريم يبسط يده لك بالعطاء؟
16
"وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين" 🤍🌸

الإيمان بالغيب، واليقين في القدر، من أكثر ما يعين الإنسان على الرضا.. لا شيء يغيب عن علم الله ولا عن تدبيره.. من أصغر الأشياء إلى أكبرها.
أمورنا بيد الله وهو الولي.. لم يفُتنا ولن يفوتنا من أرزاقنا شيء، وعلينا السعي والعمل. وهذه الدنيا عناء وكبَد.. لكن حين نضع رؤوسنا المثقلة على وسائدنا، يبقى لنا في إيماننا مستراح وأمان💜
👍43
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه وأثابه الجنة:

ما دواء من تحكم فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخبال، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحيرة؟
إن قصد التوجه إلى الله منعه هواه، وإن رام الادكار غلب عليه الافتكار، وإن أراد يشتغل لم يطاوعه الفشل.

غلب الهوى فتراه في أوقاته ... حيران صاحي بل هو السكران
إن رام قربا للحبيب تفرقت ... أسبابه وتواصل الهجران
هجر الأقارب والمعارف عله ... يجد الغنى وعلى الغناء يعان
ما ازداد إلا حيرة وتوانيا ... أكذا بهم من يستجير يهان

فأجاب رضي الله عنه:

دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى، ودوام التضرع إلى الله سبحانه، والدعاء بأن يتعلم الأدعية المأثورة، ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة؛ مثل آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة، وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات.

ويضم إلى ذلك الاستغفار؛ فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه متعه متاعا حسنا إلى أجل مسمى.

وليتخذ وردا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف، فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.

وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره، فإنها عمود الدين.

ولتكن هجيراه: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، فإنه بها يحمل الأثقال، ويكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال.

ولا يسأم من الدعاء والطلب، فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي. وليعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ولم ينل أحد شيئا من جسيم الخير -نبي فمن دونه- إلا بالصبر.

والحمد لله رب العالمين.


جامع المسائل (7 / 447-448)
16👍1
أن تبني إنسانا يعني أن تؤهله لاتخاذ قرارات صائبة بمفرده، لا أن تشكّله بطين التبعيّة المطلقة، أو تُركبه جواد الجموح المشين.
13
2025/10/26 15:10:32
Back to Top
HTML Embed Code: