Forwarded from قناة بدر آل مرعي
إذا أردت أن تعرف هل طلبك العلم لله أم لغيره فانظر إلى تعبّدك أزاد أم نقص.
فعادة الطاعات أن تقود إلى طاعات أخرى؛ فإذا كان العلم طاعةً قادك ولابدّ إلى أفانين من العبادات الجديدة.
ووجهٌ آخر أدق: وهو أن علامة العلم الصحيح معرفة رتب الأشياء، فإذا تعلمت مخلصًا أثمر في قلبك تعظيم ما عظمه العلم من محاب الله، وتحقير ما حقره العلم مما سوى ذلك.
فإذا عظّمت العظيم وحقّرت الحقير فُتحت لك أبواب العبادات القلبية الشريفة؛ فالزهد في أصله تعظيم ما عظمه الله من هموم الآخرة، وتحقير ما حقره الله من الدنيا وزينتها.
والولاء والبراء كذلك؛ منشؤه تعظيم التوحيد ومن تلبس به، وتحقير الكفر وذويه.
والشجاعة والكرم والعزة وقول الحق والتوكل والخوف من الله والرجاء والإخلاص كلها تُفهم من باب تعظيم ما عظمه الله من الثواب، وتحقير ما حقره الله من فتات الدنيا ورضا الخلق وأسباب قوتهم.
ثم ينتقل المعنى للعبادات البدنية فالصلاة تعظيم لحق الله في الوقت، وتحقير لما صغره الله من تتبع للمعايش والكسب والنوم، والصوم ترك للحقير لأجل نوال العظيم، والزكاة أظهر وهكذا.
هذه قاعدة من عقلها دخل العلم وما بعده من عبادات بكلّ كلّه ولم يخرج منها إلا بخروج روحه.
فعادة الطاعات أن تقود إلى طاعات أخرى؛ فإذا كان العلم طاعةً قادك ولابدّ إلى أفانين من العبادات الجديدة.
ووجهٌ آخر أدق: وهو أن علامة العلم الصحيح معرفة رتب الأشياء، فإذا تعلمت مخلصًا أثمر في قلبك تعظيم ما عظمه العلم من محاب الله، وتحقير ما حقره العلم مما سوى ذلك.
فإذا عظّمت العظيم وحقّرت الحقير فُتحت لك أبواب العبادات القلبية الشريفة؛ فالزهد في أصله تعظيم ما عظمه الله من هموم الآخرة، وتحقير ما حقره الله من الدنيا وزينتها.
والولاء والبراء كذلك؛ منشؤه تعظيم التوحيد ومن تلبس به، وتحقير الكفر وذويه.
والشجاعة والكرم والعزة وقول الحق والتوكل والخوف من الله والرجاء والإخلاص كلها تُفهم من باب تعظيم ما عظمه الله من الثواب، وتحقير ما حقره الله من فتات الدنيا ورضا الخلق وأسباب قوتهم.
ثم ينتقل المعنى للعبادات البدنية فالصلاة تعظيم لحق الله في الوقت، وتحقير لما صغره الله من تتبع للمعايش والكسب والنوم، والصوم ترك للحقير لأجل نوال العظيم، والزكاة أظهر وهكذا.
هذه قاعدة من عقلها دخل العلم وما بعده من عبادات بكلّ كلّه ولم يخرج منها إلا بخروج روحه.
❤1
مجالس لغوية:
ٍأما حروف العطف، فنحو قوله تعالى:{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} .
فالأول عطفه بالواو التي هي للجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء؛ لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم؛ لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان، ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي.
ولو قال قائل في موضع هذه الآية: الذي يطعمني ويسقين، ويمرضني ويشفين ويميتني ويحيين لكان الكلام معنى تام إلا أنه لا يكون كمعنى الآية، إذ كل شيء منها قد عطف بما يناسبه، ويقع موقع السداد منه.
ومما جاء من هذا الباب قوله تعالى:{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} .
ألا ترى أنه لما قال: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ}
كيف قال: {فَقَدَّرَهُ} ، ولم يقل: ثم قدره؛ لأن التقدير لما كان تابعا للخلقة وملازما لها عطفه عليها بالفاء؟ وذلك بخلاف قوله: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} ؛ لأن بين خلقته في بطن أمه، وبين إخراجه منه وتسهيل سبيله مهلة وزمانا، فلذلك عطفه بثم.
وعلى هذا جاء قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ؛ لأن بين إخراجه من بطن أمه، وبين موته تراخيا وفسحة، وكذلك بين موته ونشوره أيضا، ولذلك عطفهما بثم، ولما لم يكن بين موت الإنسان، وإقباره تراخ ولا مهلة عطفه بالفاء.
وهذا موضع من علم البيان شريف، وقلما يتفطن لاستعماله كما ينبغي.
ابن الأثير.
ٍأما حروف العطف، فنحو قوله تعالى:{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} .
فالأول عطفه بالواو التي هي للجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء؛ لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم؛ لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان، ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي.
ولو قال قائل في موضع هذه الآية: الذي يطعمني ويسقين، ويمرضني ويشفين ويميتني ويحيين لكان الكلام معنى تام إلا أنه لا يكون كمعنى الآية، إذ كل شيء منها قد عطف بما يناسبه، ويقع موقع السداد منه.
ومما جاء من هذا الباب قوله تعالى:{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} .
ألا ترى أنه لما قال: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ}
كيف قال: {فَقَدَّرَهُ} ، ولم يقل: ثم قدره؛ لأن التقدير لما كان تابعا للخلقة وملازما لها عطفه عليها بالفاء؟ وذلك بخلاف قوله: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} ؛ لأن بين خلقته في بطن أمه، وبين إخراجه منه وتسهيل سبيله مهلة وزمانا، فلذلك عطفه بثم.
وعلى هذا جاء قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ؛ لأن بين إخراجه من بطن أمه، وبين موته تراخيا وفسحة، وكذلك بين موته ونشوره أيضا، ولذلك عطفهما بثم، ولما لم يكن بين موت الإنسان، وإقباره تراخ ولا مهلة عطفه بالفاء.
وهذا موضع من علم البيان شريف، وقلما يتفطن لاستعماله كما ينبغي.
ابن الأثير.
❤1
Forwarded from مدونة سليمان بن محمد النجران
تعدد النية للعمل الصالح الواحد:
س/أنتم تقولون بأن النية لا تتعدد..
ويقول العلماء : النية تجارة العارفين بالله ..
يقول ابن العربي المالكي رحمه الله في [ القبس شرح الموطأ ] :
" والأجر يتضاعف بالمتعلقات ، كالطيب مثلاً فيه أجر السنة ، ونظافة المرء ، ونفع الجليس ، وإكرام الملائكة إلى غير ذلك مما يتعلق به ..." ا.هـ.
أليس هذا يخالف ما تقررونه من عدم شرعية تعدد النية؟
ج/حياكم الله..ما قررته وأكدت عليه مرارا ولا أزال: أنه لا يشرع تطلب نيات كثيرة لعمل صالح واحد بتتبع كل مصالح هذا العمل الصالح وإحداث نيات له بقدرها، بل تكفي نية واحدة: نية التعبد لله بهذا العمل الصالح، ويأتيك كل مصالحه دون تكلف استحضار كل مصالح الصلاة أو الزكاة أو الحج أو العمرة أو الذكر أو قراءة القرآن فهذا مما يطول ويتعذر وهو ضرب من الإحداث في الدين لم يكن معروفا.
نعم العمل الصالح يعظم أجره بعظم مصالحه..لكن لا يلزم الإنسان أن ينوي كل هذه المصالح.فليس لذلك أصل. يكفي أن ينوي اتباع السنة في الطيب مثلا الذي ذكره ابن العربي فتأتيه أجور المصالح كلها..كمن يصلي كم الصلاة فيها من مصلحة في الدنيا والآخرة لا يلزم أن ينوي كل مصالح الصلاة ولا يلزم أن ينوي كل مصالح الذكر ولا كل مصالح الزكاة والحج وقراءة القرآن..يكفي ينوي أصل العبادة، هذه كلها محدثة لا أصل لها.
والإمام ابن العربي بصدد ذكر المصالح لا النيات، وفرق كبير بين الأمرين.
أما ما ذكر: من أن النية تجارة العارفين: فهذا في المباحات كالنوم والأكل والشرب والسكن واللبس والنفقة على الأهل ينويها لتكون وسيلة لطاعته ورضاه.والله أعلم.
س/أنتم تقولون بأن النية لا تتعدد..
ويقول العلماء : النية تجارة العارفين بالله ..
يقول ابن العربي المالكي رحمه الله في [ القبس شرح الموطأ ] :
" والأجر يتضاعف بالمتعلقات ، كالطيب مثلاً فيه أجر السنة ، ونظافة المرء ، ونفع الجليس ، وإكرام الملائكة إلى غير ذلك مما يتعلق به ..." ا.هـ.
أليس هذا يخالف ما تقررونه من عدم شرعية تعدد النية؟
ج/حياكم الله..ما قررته وأكدت عليه مرارا ولا أزال: أنه لا يشرع تطلب نيات كثيرة لعمل صالح واحد بتتبع كل مصالح هذا العمل الصالح وإحداث نيات له بقدرها، بل تكفي نية واحدة: نية التعبد لله بهذا العمل الصالح، ويأتيك كل مصالحه دون تكلف استحضار كل مصالح الصلاة أو الزكاة أو الحج أو العمرة أو الذكر أو قراءة القرآن فهذا مما يطول ويتعذر وهو ضرب من الإحداث في الدين لم يكن معروفا.
نعم العمل الصالح يعظم أجره بعظم مصالحه..لكن لا يلزم الإنسان أن ينوي كل هذه المصالح.فليس لذلك أصل. يكفي أن ينوي اتباع السنة في الطيب مثلا الذي ذكره ابن العربي فتأتيه أجور المصالح كلها..كمن يصلي كم الصلاة فيها من مصلحة في الدنيا والآخرة لا يلزم أن ينوي كل مصالح الصلاة ولا يلزم أن ينوي كل مصالح الذكر ولا كل مصالح الزكاة والحج وقراءة القرآن..يكفي ينوي أصل العبادة، هذه كلها محدثة لا أصل لها.
والإمام ابن العربي بصدد ذكر المصالح لا النيات، وفرق كبير بين الأمرين.
أما ما ذكر: من أن النية تجارة العارفين: فهذا في المباحات كالنوم والأكل والشرب والسكن واللبس والنفقة على الأهل ينويها لتكون وسيلة لطاعته ورضاه.والله أعلم.
Forwarded from ودق
المرأة العاملة والعاطلة
ليس العمل حكرًا على من خرجت من بيتها إلى مكتب أو وظيفة، ولا البطالة قدرًا ملازمًا لمن آثرت قرار بيتها. غير أن العُرف الدارج قلب الموازين، فسمّى الموظفة “عاملة”، ووصم ربة البيت بـ”العاطلة”. وهنا مكمن الخلل الذي يستوجب التصحيح.
فالمرأة التي تحتضن أبناءها، وتغرس في وجدانهم القيم، وتحيك بيديها خيوط الاستقرار الأسري، إنما تعمل في أشرف ميادين العمل وأبقاها أثرًا. هي التي تصوغ العقول، وتربي الرجال، وتُنشئ الأجيال. وقد قال الله تعالى:
﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: 15].
فهذه إشارة بليغة إلى عِظَم جهد الأم ومقامها. وصنيعها هذا لا يُقاس بالرواتب ولا يُحصى بساعات الدوام، بل يُقاس بثمرته في نهضة الأمم واستقامة المجتمعات.
وليس القول هذا دعوة لاعتزال ميادين العمل العام؛ فقد مارست نساء فاضلات عبر التاريخ أدوارًا مشرقة في التعليم والطب والتمريض والتجارة. وقد قال الله تعالى في شأن العمل عمومًا:﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].
والمقصود أمران اثنان:
أولهما: ألّا تنساق المرأة إلى عمل يجرّدها من طبيعتها أو يزج بها في بيئات لا تليق بها.
وثانيهما: أن يُكرَّم مقام الأم التي اختارت بيتها ميدانًا، وجعلت من تربية أبنائها رسالتها، فلا تُزدرى ولا يُستهان بجهدها، بل يُعترف بفضلها ويُشاد بعظيم أثرها.
وقد وعى أسلافنا هذا الدور وخلّدوا أثره؛ فهذا الإمام أحمد بن حنبل يعترف بفضل أمه التي كانت توقظه صغيرًا في ظلمات الفجر ليشهد حلقات العلم.
وقد قال👑 : «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها» [متفق عليه]. وكم من عظيمٍ اعترف أن بذور مجده غُرست في حضن أمٍ صابرة، وبتربية امرأة فاضلة.
ثم إن التربية أعظم عمل ممتد الأثر، يشهد له قول النبي👑 : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم]. فأي عمل أعظم من أن تُنشئ المرأة ولدًا صالحًا يكون لها بعد موتها دعاءً وذخرًا؟
إن العاملة حقًا هي كل من أدّت رسالتها حيث أقامها الله؛ في بيتها أو في عملها، ورسالتها في الحالين جليلة. وأما العاطلة حقًا فهي التي عطّلت رسالتها وفرّطت في أمانتها، لا التي جعلت بيتها محرابًا لصناعة الأجيال
ليس العمل حكرًا على من خرجت من بيتها إلى مكتب أو وظيفة، ولا البطالة قدرًا ملازمًا لمن آثرت قرار بيتها. غير أن العُرف الدارج قلب الموازين، فسمّى الموظفة “عاملة”، ووصم ربة البيت بـ”العاطلة”. وهنا مكمن الخلل الذي يستوجب التصحيح.
فالمرأة التي تحتضن أبناءها، وتغرس في وجدانهم القيم، وتحيك بيديها خيوط الاستقرار الأسري، إنما تعمل في أشرف ميادين العمل وأبقاها أثرًا. هي التي تصوغ العقول، وتربي الرجال، وتُنشئ الأجيال. وقد قال الله تعالى:
﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: 15].
فهذه إشارة بليغة إلى عِظَم جهد الأم ومقامها. وصنيعها هذا لا يُقاس بالرواتب ولا يُحصى بساعات الدوام، بل يُقاس بثمرته في نهضة الأمم واستقامة المجتمعات.
وليس القول هذا دعوة لاعتزال ميادين العمل العام؛ فقد مارست نساء فاضلات عبر التاريخ أدوارًا مشرقة في التعليم والطب والتمريض والتجارة. وقد قال الله تعالى في شأن العمل عمومًا:﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].
والمقصود أمران اثنان:
أولهما: ألّا تنساق المرأة إلى عمل يجرّدها من طبيعتها أو يزج بها في بيئات لا تليق بها.
وثانيهما: أن يُكرَّم مقام الأم التي اختارت بيتها ميدانًا، وجعلت من تربية أبنائها رسالتها، فلا تُزدرى ولا يُستهان بجهدها، بل يُعترف بفضلها ويُشاد بعظيم أثرها.
وقد وعى أسلافنا هذا الدور وخلّدوا أثره؛ فهذا الإمام أحمد بن حنبل يعترف بفضل أمه التي كانت توقظه صغيرًا في ظلمات الفجر ليشهد حلقات العلم.
وقد قال
ثم إن التربية أعظم عمل ممتد الأثر، يشهد له قول النبي
إن العاملة حقًا هي كل من أدّت رسالتها حيث أقامها الله؛ في بيتها أو في عملها، ورسالتها في الحالين جليلة. وأما العاطلة حقًا فهي التي عطّلت رسالتها وفرّطت في أمانتها، لا التي جعلت بيتها محرابًا لصناعة الأجيال
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤1💯1🍓1
Forwarded from الغرباء (أبو أنس الأثري)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#حادثة_الإفك
بقراءة فضيلة شيخنا المسند البحاثة المحقق محمد زياد التكلة حفظه الله ووفقه.
من مجلس صحيح البخاري في دمشق الشام.
بقراءة فضيلة شيخنا المسند البحاثة المحقق محمد زياد التكلة حفظه الله ووفقه.
من مجلس صحيح البخاري في دمشق الشام.
حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ برِيبَةٍ
وتُصْبِحُ غَرْثَى مِن لُحُومِ الغَوَافِلِ
حسان بن ثابت -رضي الله عنه-
وتُصْبِحُ غَرْثَى مِن لُحُومِ الغَوَافِلِ
حسان بن ثابت -رضي الله عنه-
Forwarded from شيخ الإسلام ابن تيمية
«كأن بعض الناس ظن أن كسوفها كان لأن إبراهيم مات فخطبهم النبي ﷺ وقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة". وفي رواية في الصحيح "ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده".
وهذا بيان منه ﷺ أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله، وإنما يخاف الناس مما يضرهم، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفًا، قال تعالى: ﴿وَما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخويفًا﴾ [الإسراء: ٥٩]..
وأمر النبي ﷺ بما يزيل الخوف حيث أمر بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، والصدقة، والعتق حتى يكشف ما بالناس، وصلى ﷺ بالمسلمين صلاة طويلة»..
[مجموع الفتاوى، ابن تيمية (٢٤/ ٢٥٩)]
وهذا بيان منه ﷺ أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله، وإنما يخاف الناس مما يضرهم، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفًا، قال تعالى: ﴿وَما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخويفًا﴾ [الإسراء: ٥٩]..
وأمر النبي ﷺ بما يزيل الخوف حيث أمر بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، والصدقة، والعتق حتى يكشف ما بالناس، وصلى ﷺ بالمسلمين صلاة طويلة»..
[مجموع الفتاوى، ابن تيمية (٢٤/ ٢٥٩)]
Forwarded from قناة أحمد بن غانم الأسَدي
حين علم صلى الله عليه وسلم بالكسوف خرج فزعًا، حتى إنه أخذ درع إحدى نسائه يظنه رداءه!
وأُدرِك بالرداء.
وصلى صلاة طويلة لم يطل مثلها!
وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفُخُ ويقول:
رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، وهم يستغفرون ونحن نستغفرك!
وحث على الاستغفار والدعاء والصدقة.
#رحيق_السيرة
https://www.tg-me.com/alghanm20/6511
وأُدرِك بالرداء.
وصلى صلاة طويلة لم يطل مثلها!
وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفُخُ ويقول:
رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، وهم يستغفرون ونحن نستغفرك!
وحث على الاستغفار والدعاء والصدقة.
#رحيق_السيرة
https://www.tg-me.com/alghanm20/6511
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ : مَا لِلنَّاسِ ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ، وَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقُلْتُ آيَةٌ ؟ فَأَشَارَتْ : أَيْ نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : " مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَِ وَالنَّارَِ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبً مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ : مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ : الْمُوقِنُ - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ لَهُ : نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ : الْمُرْتَابُ - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ".
رواه البخاري
رواه البخاري
Forwarded from قناة رائد الكحلان
دثرته.
وزملته.
وصدقته.
وأول من آمن به.
وواسته بمالها..
ومنها أبناؤه. ﷺ.
حزن ﷺ على وفاتها حزناً شديداً. حتى سمي ذلك بعام الحزن.
إنها أم المؤمنين سيدتنا
خديجة بنت خويلد
رضي الله عنها
اللهم صل عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه
وزملته.
وصدقته.
وأول من آمن به.
وواسته بمالها..
ومنها أبناؤه. ﷺ.
حزن ﷺ على وفاتها حزناً شديداً. حتى سمي ذلك بعام الحزن.
إنها أم المؤمنين سيدتنا
خديجة بنت خويلد
رضي الله عنها
اللهم صل عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه
Forwarded from الدراسات القُرآنيّة | أسمارٌ وأفكار
علم مبهماتُ القُرآن يعدُّ من أقلِّ علوم القرآن عنايةً عند بعض المُتخصِّصين -فضلاً عن غيرهم من طلبة العلم-، بل لا تكاد تسمع إلا تزهيدًا فيه وإنكارًا علىٰ من يطلبه ويتتبعه؛ محتجين بقاعدة: "ما أبهم فلا فائدة في المعنى تترتب علىٰ ذكره".
وهذه القاعدة صحيحة، لكن ليس غرضها ترك الاشتغال بالمبهمات مطلقًا -كما فهم البعض-، وإنما المقصود بها: أن المعنى الإجمالي لا ينقص بمعرفة ذلك المبهم أو عدم معرفته؛ فهي تتعرض لعلاقة المبهمات من حيث المعنى فقط.
وهذا الأمر لا يعني أنه ليس له فضل من جهةٍ أخرى، فهذا العلم من العلوم الفاضلة التي تُطلب وتستحق أن يُفرّغ لها الأوقات -بعد تحصيل ما قبلها-، ويكفي فيها عموم قول النبي ﷺ (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، فإن عموم هذا الحديث الشريف يدخل فيه تعلّم مبهمات القرآن. ويكفي دلالةً علىٰ كونه علمًا نافعًا مطلوبًا: اشتغال الصحابة والسَّلف به، ولو لم يكن فيه فائدة ما اشتغلوا به -وهم أحرص الناس علىٰ أوقاتهم وعلى طلب العلم النافع-.
ومن شواهد ذلك: قول ابن عباس في الصحيح: "مكثت سنتين أريد أن أسال عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا علىٰ رسول الله ﷺ؛ ما يمنعني إلا مهابته".
وقال تلميذه عكرمة -في قوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلىٰ الله ورسوله..):"طلبتُ اسم هذا الرجل أربع عشرةَ سنةً حتى وجدتُه".
قال القرطبي معلقًا: "وفي قول عكرمة هذا دليل على شرف هذا العلم قديمًا، وأن الاعتناء به حسنٌ، والمعرفة به فضلٌ".
وهذه القاعدة صحيحة، لكن ليس غرضها ترك الاشتغال بالمبهمات مطلقًا -كما فهم البعض-، وإنما المقصود بها: أن المعنى الإجمالي لا ينقص بمعرفة ذلك المبهم أو عدم معرفته؛ فهي تتعرض لعلاقة المبهمات من حيث المعنى فقط.
وهذا الأمر لا يعني أنه ليس له فضل من جهةٍ أخرى، فهذا العلم من العلوم الفاضلة التي تُطلب وتستحق أن يُفرّغ لها الأوقات -بعد تحصيل ما قبلها-، ويكفي فيها عموم قول النبي ﷺ (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، فإن عموم هذا الحديث الشريف يدخل فيه تعلّم مبهمات القرآن. ويكفي دلالةً علىٰ كونه علمًا نافعًا مطلوبًا: اشتغال الصحابة والسَّلف به، ولو لم يكن فيه فائدة ما اشتغلوا به -وهم أحرص الناس علىٰ أوقاتهم وعلى طلب العلم النافع-.
ومن شواهد ذلك: قول ابن عباس في الصحيح: "مكثت سنتين أريد أن أسال عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا علىٰ رسول الله ﷺ؛ ما يمنعني إلا مهابته".
وقال تلميذه عكرمة -في قوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلىٰ الله ورسوله..):"طلبتُ اسم هذا الرجل أربع عشرةَ سنةً حتى وجدتُه".
الاستيعاب، لابن عبدالبر (٢-٧٥٠)
قال القرطبي معلقًا: "وفي قول عكرمة هذا دليل على شرف هذا العلم قديمًا، وأن الاعتناء به حسنٌ، والمعرفة به فضلٌ".
الجامع لأحكام القرآن (٧-٦٧).
Forwarded from ودق
عبادة الأولياء
احتساب الأعمال -وإن كانت صغيرة- في النظر، وحمد الله بعد كل عمل صغير أو كبير ونسبة الفضل له -سبحانه- لا يوفق لهما إلا مَن أحبه الله..
هذا النوع من العبادة لا يقدر الإنسان على استحضاره دائما بل هو محض توفيق الله لصدق حب العبد له..
(فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها..)
يقذف الله في قلبه شكره ويطلق لسانه بذكره..
قال النَّبيّ👑 :
لَقَد رأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجنَّةِ فِي شَجرةٍ قطَعها مِنْ ظَهْرِ الطَّريقِ كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسلِمِينَ. رواه مسلم.
وفي رواية: مرَّ رجُلٌ بِغُصْنِ شَجرةٍ عَلَى ظَهْرِ طرِيقٍ فَقَالَ: واللَّهِ لأُنَحِّينَّ هَذَا عنِ الْمسلِمِينَ لا يُؤْذِيهُمْ، فأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
قوله: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم يدل صدق حب العبد واحتسابه الأجر من الله لا الناس.
وقد يعمل العبد بعض الأعمال فيبارك الله له فيها فينسى شكر الله ويضخم لديه الشيطان عمله وجهده وتخطيطه وتدبيره وإن لم يصل إلى حد العجب بالنفس!
قال بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ:
" يَنْزِلُ بِالْعَبْدِ الْأَمْرُ فَيَدْعُو فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُضْعِفُ شُكْرَهُ، فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ كَانَ أَيْسَرَ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَيْهِ، قَالَ:أَوَ، لا يَقُولُ الْعَبْدُ: كَانَ الْأَمْرُ بِأَشَدَّ مِمَّا أَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ صَرَفَهُ عَنِّي "
احتساب الأعمال -وإن كانت صغيرة- في النظر، وحمد الله بعد كل عمل صغير أو كبير ونسبة الفضل له -سبحانه- لا يوفق لهما إلا مَن أحبه الله..
هذا النوع من العبادة لا يقدر الإنسان على استحضاره دائما بل هو محض توفيق الله لصدق حب العبد له..
(فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها..)
يقذف الله في قلبه شكره ويطلق لسانه بذكره..
قال النَّبيّ
لَقَد رأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجنَّةِ فِي شَجرةٍ قطَعها مِنْ ظَهْرِ الطَّريقِ كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسلِمِينَ. رواه مسلم.
وفي رواية: مرَّ رجُلٌ بِغُصْنِ شَجرةٍ عَلَى ظَهْرِ طرِيقٍ فَقَالَ: واللَّهِ لأُنَحِّينَّ هَذَا عنِ الْمسلِمِينَ لا يُؤْذِيهُمْ، فأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
قوله: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم يدل صدق حب العبد واحتسابه الأجر من الله لا الناس.
وقد يعمل العبد بعض الأعمال فيبارك الله له فيها فينسى شكر الله ويضخم لديه الشيطان عمله وجهده وتخطيطه وتدبيره وإن لم يصل إلى حد العجب بالنفس!
قال بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ:
" يَنْزِلُ بِالْعَبْدِ الْأَمْرُ فَيَدْعُو فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُضْعِفُ شُكْرَهُ، فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ كَانَ أَيْسَرَ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَيْهِ، قَالَ:أَوَ، لا يَقُولُ الْعَبْدُ: كَانَ الْأَمْرُ بِأَشَدَّ مِمَّا أَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ صَرَفَهُ عَنِّي "
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤1🍓1💘1
Forwarded from *سوانح الخواطر* (منال العتيبي)
*يطهّره ما بعده*
سألت أم سلمة زوج النبي ﷺ فقالت : إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر ، فأجابها ﷺ : " يطهره ما بعده " (*)
هذا الحديث وإن كان أصلًا في باب الطهارة، إلا أنه أصلًا كذلك في باب البناء النفسي .
من تعرض للفشل أو ارتكب ذنبًا، ونحوه من المواقف التي كلما تذكرها الإنسان شعر أنه (لا شيء) في هذه الحياة وأنه (بلا فائدة)، واستمر في قوقعة الألم واجتذابٍ واجترارٍ للماضي، حتى تكون تلك المواقف عقبات تبطِئ سيره إلى الله، وتصبح نفسه كاسدة أرِضية، تفور ردود أفعاله بـ (كيف أثبت لهم من أنا؟) فيظل في دائرة الاحتراق، يستجدي أنظار من حوله في كل عمل يعمله، حتى يصاب بفقارٍ قلبي يجعله يتآكل ويهترِئ!
يطهّره ما بعده.. أصلٌ مؤنس؛ ينتشلك من القاع..
قال أحمد بن حنبل: "يمر بالمكان يتقذره فيمرّ بمكان أطيب منه فيطهره".
فشلت.. تابع سَيرَك وسِيرَتك تطهّر ما بعده..
أذنبت.. استغفر واعمل صالحًا يطهّر ما بعده..
هذا الأمر يحتاج إلى شيء من الرفق بالنفس مع تهذيب مستمر والتركيز على (من أنا عند الله) وليس (عند الناس) فـ صيتك صِيت السماء!
لا تدع الأفكار المزعجة عقبة، بل فكّر كيف يمكنك تخفيف وطأتها، والاستفادة منها، واسأل الله الهداية واللطف، واعمل على الخلاص من قيود النفس الأمارة بالسوء إلى العيش في رحابة رحمة الله الواسعة، المؤمن حارث همّام.
اذكر قديمًا جدًا جدًا في بدايات تدريبي على التدريس ارتكبتُ خطأً صغيرًا في طريقة الأداء، وتألمت منه، حتى تضخمت فكرة (أنا لا أصلح للتدريس)..
فذكرت ذلك لأستاذتي، ممهدةً لها اعتذاري عن العمل، فقالت لي: لارا؛ لا تخلي الرقاصة يلي تابت أحسن منك!
تعلّم من خطئك..
واحفظ قدر نفسك..
لا ترهق فؤادك بالالتفات، وبإثبات ذاتك..
القلب عضو حساس؛ فاجعل اتصاله بالسماء ليصفو ويهدأ.
وعامل الناس بناءً على هذا:
نكرمهم لله، وننزلهم منازلهم
لا تغفل عن حقيقة أنهم عباد لله لا يملكون لنا ضرًا ولا نفعًا..
الصيت صيت السماء
والعبرة بما أنت عند الله
وما سلف يطهره ما بعده..
(*) رواه الترمذي (143) وأبو داود (383) وابن ماجه (531) والحديث صححه الشيخ الألباني.
———
✍🏻 د.لارا خالد
سألت أم سلمة زوج النبي ﷺ فقالت : إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر ، فأجابها ﷺ : " يطهره ما بعده " (*)
هذا الحديث وإن كان أصلًا في باب الطهارة، إلا أنه أصلًا كذلك في باب البناء النفسي .
من تعرض للفشل أو ارتكب ذنبًا، ونحوه من المواقف التي كلما تذكرها الإنسان شعر أنه (لا شيء) في هذه الحياة وأنه (بلا فائدة)، واستمر في قوقعة الألم واجتذابٍ واجترارٍ للماضي، حتى تكون تلك المواقف عقبات تبطِئ سيره إلى الله، وتصبح نفسه كاسدة أرِضية، تفور ردود أفعاله بـ (كيف أثبت لهم من أنا؟) فيظل في دائرة الاحتراق، يستجدي أنظار من حوله في كل عمل يعمله، حتى يصاب بفقارٍ قلبي يجعله يتآكل ويهترِئ!
يطهّره ما بعده.. أصلٌ مؤنس؛ ينتشلك من القاع..
قال أحمد بن حنبل: "يمر بالمكان يتقذره فيمرّ بمكان أطيب منه فيطهره".
فشلت.. تابع سَيرَك وسِيرَتك تطهّر ما بعده..
أذنبت.. استغفر واعمل صالحًا يطهّر ما بعده..
هذا الأمر يحتاج إلى شيء من الرفق بالنفس مع تهذيب مستمر والتركيز على (من أنا عند الله) وليس (عند الناس) فـ صيتك صِيت السماء!
لا تدع الأفكار المزعجة عقبة، بل فكّر كيف يمكنك تخفيف وطأتها، والاستفادة منها، واسأل الله الهداية واللطف، واعمل على الخلاص من قيود النفس الأمارة بالسوء إلى العيش في رحابة رحمة الله الواسعة، المؤمن حارث همّام.
اذكر قديمًا جدًا جدًا في بدايات تدريبي على التدريس ارتكبتُ خطأً صغيرًا في طريقة الأداء، وتألمت منه، حتى تضخمت فكرة (أنا لا أصلح للتدريس)..
فذكرت ذلك لأستاذتي، ممهدةً لها اعتذاري عن العمل، فقالت لي: لارا؛ لا تخلي الرقاصة يلي تابت أحسن منك!
تعلّم من خطئك..
واحفظ قدر نفسك..
لا ترهق فؤادك بالالتفات، وبإثبات ذاتك..
القلب عضو حساس؛ فاجعل اتصاله بالسماء ليصفو ويهدأ.
وعامل الناس بناءً على هذا:
نكرمهم لله، وننزلهم منازلهم
لا تغفل عن حقيقة أنهم عباد لله لا يملكون لنا ضرًا ولا نفعًا..
الصيت صيت السماء
والعبرة بما أنت عند الله
وما سلف يطهره ما بعده..
(*) رواه الترمذي (143) وأبو داود (383) وابن ماجه (531) والحديث صححه الشيخ الألباني.
———
✍🏻 د.لارا خالد
👍1
Forwarded from 📚قناة د.محسن المطيري
من نعيم الدنيا الأنس بجليس لاتمله ولايملك، ولو طال الوقت، قال تعالى في نعيم الجنة: (يَلْبَسُونَ مِن سُنْدُسٍ وإسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ)
قال ابن عاشور: (وصَفَ نَعِيمَ نُفُوسِهِمْ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ في مَجالِسِهِمْ ومُحادَثاتِهِمْ بِقَوْلِهِ مُتَقابِلِينَ؛ لِأنَّ الحَدِيثَ مَعَ الأصْحابِ والأحِبَّةِ نَعِيمٌ لِلنَّفْسِ فَأغْنى قَوْلُهُ مُتَقابِلِينَ عَنْ ذِكْرِ اجْتِماعِهِمْ وتَحابِّهِمْ وحَدِيثِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ وأنَّ ذَلِكَ شَأْنُهم أجْمَعِينَ بِأنْ ذِكَر ما يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ وهو صِيغَةُ مُتَقابِلِينَ ومادَّتُهُ عَلى وجْهِ الإيجازِ البَدِيعِ). التحرير والتنوير
قال ابن عاشور: (وصَفَ نَعِيمَ نُفُوسِهِمْ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ في مَجالِسِهِمْ ومُحادَثاتِهِمْ بِقَوْلِهِ مُتَقابِلِينَ؛ لِأنَّ الحَدِيثَ مَعَ الأصْحابِ والأحِبَّةِ نَعِيمٌ لِلنَّفْسِ فَأغْنى قَوْلُهُ مُتَقابِلِينَ عَنْ ذِكْرِ اجْتِماعِهِمْ وتَحابِّهِمْ وحَدِيثِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ وأنَّ ذَلِكَ شَأْنُهم أجْمَعِينَ بِأنْ ذِكَر ما يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ وهو صِيغَةُ مُتَقابِلِينَ ومادَّتُهُ عَلى وجْهِ الإيجازِ البَدِيعِ). التحرير والتنوير