يا لعظم ثواب من ينقذ نفسا من الموت ؛ من غرق أو حرق أو أي مهلكة كانت .
بعمله هذا كأنما أحيا كل الناس كلهم
عن مجاهد ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ أَيْ: أَنْجَاهَا مِنْ غَرق أَوْ حَرق أَوْ هَلكة.
بعمله هذا كأنما أحيا كل الناس كلهم
عن مجاهد ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ أَيْ: أَنْجَاهَا مِنْ غَرق أَوْ حَرق أَوْ هَلكة.
﴿من أجل ذ ٰلك كتبنا علىٰ بنی إسر ٰءیل أنهۥ من قتل نفسا بغیر نفس أو فساد فی ٱلأرض فكأنما قتل ٱلناس جمیعا ومن أحیاها فكأنما أحیا ٱلناس جمیعا ولقد جاءتهم رسلنا بٱلبینـٰت ثم إن كثیرا منهم بعد ذ ٰلك فی ٱلأرض لمسرفون﴾
﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾، قوله: ﴿من أحياها﴾ أي: أنقذها من الموت، وليس المعنى أنه نفخ فيها الروح؛ لأن ذلك لا يكون إلا لمن؟ إلا لله عز وجل، لكن المراد: من أحياها أنقذها من القتل، وهذا يشمل أشياء:
أولا: لو هم الإنسان بقتل شخص وطوعت له نفسه قتل أخيه، ثم استيقظ ورأى أن ذلك حرام، ثم كف عن هذا القتل، يكون هذا أحيا النفس، بعد أن طوعت له نفسه قتله تراجع، هذه واحدة.
ثانيا: دفع الصائل الذي يريد أن يقتل شخصا، فيدفعه ويكون هنا أحيا نفسا أنقذها من القتل.
ثالثا -يعني من المعاني-: أن يقع شخص في هلكة كحريق أو غرق أو هدم، فيأتي شخص آخر فينقذه، فهذا أحيا النفس، أليس كذلك؟ أحيا نفسا، يكون كالذي أحيا الناس جميعا، في أي شيء؟ في الثواب الذي يثاب عليه أو في حسن نيته بإنقاذ هذه النفس المعصومة، فيكون كأنه أنقذ الناس جميعا؛ لأن طويته حسنة ونيته نية الرحمة، فإذا رحم واحدا من الخلق كأنما رحم الناس جميعا.
تفسير العثيمين رحمه الله.
#مختارات تفسيرية.
﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾، قوله: ﴿من أحياها﴾ أي: أنقذها من الموت، وليس المعنى أنه نفخ فيها الروح؛ لأن ذلك لا يكون إلا لمن؟ إلا لله عز وجل، لكن المراد: من أحياها أنقذها من القتل، وهذا يشمل أشياء:
أولا: لو هم الإنسان بقتل شخص وطوعت له نفسه قتل أخيه، ثم استيقظ ورأى أن ذلك حرام، ثم كف عن هذا القتل، يكون هذا أحيا النفس، بعد أن طوعت له نفسه قتله تراجع، هذه واحدة.
ثانيا: دفع الصائل الذي يريد أن يقتل شخصا، فيدفعه ويكون هنا أحيا نفسا أنقذها من القتل.
ثالثا -يعني من المعاني-: أن يقع شخص في هلكة كحريق أو غرق أو هدم، فيأتي شخص آخر فينقذه، فهذا أحيا النفس، أليس كذلك؟ أحيا نفسا، يكون كالذي أحيا الناس جميعا، في أي شيء؟ في الثواب الذي يثاب عليه أو في حسن نيته بإنقاذ هذه النفس المعصومة، فيكون كأنه أنقذ الناس جميعا؛ لأن طويته حسنة ونيته نية الرحمة، فإذا رحم واحدا من الخلق كأنما رحم الناس جميعا.
تفسير العثيمين رحمه الله.
#مختارات تفسيرية.
Forwarded from الأترجة || كناشة أبي الحسن (أحمد مجدي قطب)
رأي في معنى الوصف بالشّاعر
«وقولُه تعالى حكايةً عن الكفّار: {بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ} [الأنبياء: 5]، وقوله: {لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصّافّات: 36]، {شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ} [الطُّور: 30]،
كثير من المفسّرين حملوه على أنّهم رمَوْه بكونه آتيًا بشِعرٍ منظومٍ مقفًّى، حتّى تأوّلوا ما جاء في القرآن مِن كلّ لفظٍ يُشبِهُ الموزونَ، مِن نحو: {وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ} [سبأ: 13]، وقولِه: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَب} [المسد: 1].
وقال بعضُ المحصِّلِين: لم يَقصدوا هذا المقصدَ فيما رمَوْه به، وذلك أنّه ظاهرٌ من الكلام أنّه ليس على أساليب الشِّعر، ولا يَخفى ذلك على الأغتام من العجم، فضلًا عن بُلَغاء العرب، وإنّما رمَوْه بالكذب؛ فإنّ الشِّعرَ يُعبَّرُ به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب، حتى سَمَّى قومٌ الأدلّةَ الكاذبة: الشِّعريّةَ،
ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّعراء: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} [الشّعراء: 224] إلى آخر السّورة، ولكون الشِّعْرِ مَقَرَّ الكذب قيل: أحسَنُ الشِّعرِ أكذَبُه. وقال بعضُ الحكماء: لمْ يُرَ متديِّنٌ صادِقُ اللّهجةِ مُفْلِقًا في شِعْرِه.»
الرّاغب الأصفهانيّ، المفردات في غريب القرآن، ص456.
وهذا رأيٌ طريف، لولا أنّه يعكِّر عليه ردُّ القرآنِ عليهم بنفي تعليمِه الشِّعرَ المعروف: {وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ} (يس: 69)، وإنّما تبطل دعوى شِعريّة القرآن بانتفاء القصد إلى الوزن والقافية، وما ورد فيه من ذلك إنّما وقع اتّفاقًا، كما يقع في كلام غير الشُّعراء، والله أعلم.
#تفسير
«وقولُه تعالى حكايةً عن الكفّار: {بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ} [الأنبياء: 5]، وقوله: {لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصّافّات: 36]، {شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ} [الطُّور: 30]،
كثير من المفسّرين حملوه على أنّهم رمَوْه بكونه آتيًا بشِعرٍ منظومٍ مقفًّى، حتّى تأوّلوا ما جاء في القرآن مِن كلّ لفظٍ يُشبِهُ الموزونَ، مِن نحو: {وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ} [سبأ: 13]، وقولِه: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَب} [المسد: 1].
وقال بعضُ المحصِّلِين: لم يَقصدوا هذا المقصدَ فيما رمَوْه به، وذلك أنّه ظاهرٌ من الكلام أنّه ليس على أساليب الشِّعر، ولا يَخفى ذلك على الأغتام من العجم، فضلًا عن بُلَغاء العرب، وإنّما رمَوْه بالكذب؛ فإنّ الشِّعرَ يُعبَّرُ به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب، حتى سَمَّى قومٌ الأدلّةَ الكاذبة: الشِّعريّةَ،
ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّعراء: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} [الشّعراء: 224] إلى آخر السّورة، ولكون الشِّعْرِ مَقَرَّ الكذب قيل: أحسَنُ الشِّعرِ أكذَبُه. وقال بعضُ الحكماء: لمْ يُرَ متديِّنٌ صادِقُ اللّهجةِ مُفْلِقًا في شِعْرِه.»
الرّاغب الأصفهانيّ، المفردات في غريب القرآن، ص456.
وهذا رأيٌ طريف، لولا أنّه يعكِّر عليه ردُّ القرآنِ عليهم بنفي تعليمِه الشِّعرَ المعروف: {وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ} (يس: 69)، وإنّما تبطل دعوى شِعريّة القرآن بانتفاء القصد إلى الوزن والقافية، وما ورد فيه من ذلك إنّما وقع اتّفاقًا، كما يقع في كلام غير الشُّعراء، والله أعلم.
#تفسير
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ، فَيَقُولُ : فِي هَذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ، فَيَقُولُ : فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ، فَيَقُولُ : فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ، فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ".
Forwarded from د. عبدالله بن بلقاسم
الرجل الذي يشبهنا....
قبل عقود طويلة وفي بدايات معرفتي لأهل الخير والعلم والدعوة عرفت رجلا صالحا فاعلا في أبواب كثيرة من أبواب الخير يعلم ويدعو ويربي ويساعد الناس
ذهبت إليه كما يذهب الناس ولقيته وتحدثت إليه
لم تطل حالة الوحشة المعتادة مع المعارف الجدد
فقد ولجت إلى عالمه المشرع الأبواب
بل قل عالمه الذي لا يعرف الأبواب
ودهشت من نفسي بعد؛
أني حدثته ذات مرة عن بعض معاناتي التي لم أكن أبوح بها إلا لأقرب قريب.
وأتساءل الآن عن السر الذي دفعني للحديث مع غريب في مقياس الزمن
عن مشاكلي وهمومي
لماذا ننساب بسرعة للتواصل مع هذه الشخصيات ونشعر بالأمن في عالمها؟
لقد مرت بعدها سنوات طويلة عرفنا خلقا كثيرا من الأخيار والصالحين والدعاة والمربين والعلماء وانتفعنا بهم
وفي كل اللحظات تبقى سياجات تفصلنا عنهم
سياجات على ضفتنا أو ضفتهم
حزام من الوحشة نطوق به أنفسنا أو يطوقون به أنفسهم..
وعودة إلى صاحبنا نتلمس السر هناك
وأراه والله أعلم
أنه كان رجلا يشبهنا مثلنا
مثل مشاعرنا وآلامنا وأشواقنا
لم يكن يصطنع مشاعر تليق بمكانته الدعوية أو الاجتماعية
بل يتشبث بهذا الشبه بنا
ربما يمسك به عفوا من غير كلفة
لكنه ظل كذلك رافضا لأي خيوط تنسج حوله
كبرنا...ونسينا درس الداعية الذي يشبهنا
وتوهمنا أن يجب أن تكون مختلفين
ولو لم يكن الاختلاف مبررا ولا حاجيا
وتأثرنا بصور آخرين لهم عالم خاص
واستهوتنا رمزيتهم الاجتماعية وشرعنا في بناء الحيطان حول حياتنا
وقلنا بلسان حالنا
لسنا سوى هذا الصورة الذي ترونها في المسجد والدرس والمنبر
لكن الحقيقة لم تكن كذلك
كما علمنا الداعية الذي يشبهنا
لقد نسينا أن أهم أسرار تأثيرنا في الناس
أننا نشبههم أننا مثلهم
لنا أطماع وأشواق
وأننا نتعثر ونخفق
ونثور ونغضب ونكون حمقى في مواضع كثيرة
ونحزن ونبكي كالأطفال ونضعف وننهار
ليس هذا عيبا بل هو سرنا للتفاعل معا للتقارب والتراحم والأنس
التميز ينتزعنا
يلقي بنا خلف أسوار الحياة
امتن الله على أمة محمد بقوله سبحانه
(لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ......)
وقال تعالى:
(قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ....)
قال عبد الله بن عباس: علَّم اللهُ رسولَه التواضعَ لئلا يزهو على خلقه، فأمره أن يُقِرَّ فيقول: إني آدمي مثلكم، إلا أني خُصِصْت بالوحي.
نفقد ذواتنا حين نمتاز عن الخلق وليس حين نشبههم
كما نحب الذي يشبهوننا
يحب الناس من يشبههم
الشبه معنى عميق هو الصدق نفسه
الداعية الذي يشبهنا
أبقى على روحه مثلنا
لأنه لم يتطلع يوما أن يكون غيرنا...
البشر في مدار واحد في الحياة يلتقطون الذبذبات من نفس المدار
حين تغير المدار ينقطع الاتصال....
(إنما أنا بشر مثلكم)
الكفاح للحفاظ على هذا التماثل رحلة صعبة لا يطيقها إلا داعية يشبهنا.
وليس في التاريخ قصة نجح إنسان رغم كل أسباب العظمة في الاحتفاظ بها
كقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
سيرته تختصر المعنى الذي أردت بيانه.
حياته المفتوحة للعالم بكل تفاصيلها كانت مقصودة لترسيخ معنى
(إنما أنا بشر مثلكم)
لا شيء خلف الحيطان والستر
قبل عقود طويلة وفي بدايات معرفتي لأهل الخير والعلم والدعوة عرفت رجلا صالحا فاعلا في أبواب كثيرة من أبواب الخير يعلم ويدعو ويربي ويساعد الناس
ذهبت إليه كما يذهب الناس ولقيته وتحدثت إليه
لم تطل حالة الوحشة المعتادة مع المعارف الجدد
فقد ولجت إلى عالمه المشرع الأبواب
بل قل عالمه الذي لا يعرف الأبواب
ودهشت من نفسي بعد؛
أني حدثته ذات مرة عن بعض معاناتي التي لم أكن أبوح بها إلا لأقرب قريب.
وأتساءل الآن عن السر الذي دفعني للحديث مع غريب في مقياس الزمن
عن مشاكلي وهمومي
لماذا ننساب بسرعة للتواصل مع هذه الشخصيات ونشعر بالأمن في عالمها؟
لقد مرت بعدها سنوات طويلة عرفنا خلقا كثيرا من الأخيار والصالحين والدعاة والمربين والعلماء وانتفعنا بهم
وفي كل اللحظات تبقى سياجات تفصلنا عنهم
سياجات على ضفتنا أو ضفتهم
حزام من الوحشة نطوق به أنفسنا أو يطوقون به أنفسهم..
وعودة إلى صاحبنا نتلمس السر هناك
وأراه والله أعلم
أنه كان رجلا يشبهنا مثلنا
مثل مشاعرنا وآلامنا وأشواقنا
لم يكن يصطنع مشاعر تليق بمكانته الدعوية أو الاجتماعية
بل يتشبث بهذا الشبه بنا
ربما يمسك به عفوا من غير كلفة
لكنه ظل كذلك رافضا لأي خيوط تنسج حوله
كبرنا...ونسينا درس الداعية الذي يشبهنا
وتوهمنا أن يجب أن تكون مختلفين
ولو لم يكن الاختلاف مبررا ولا حاجيا
وتأثرنا بصور آخرين لهم عالم خاص
واستهوتنا رمزيتهم الاجتماعية وشرعنا في بناء الحيطان حول حياتنا
وقلنا بلسان حالنا
لسنا سوى هذا الصورة الذي ترونها في المسجد والدرس والمنبر
لكن الحقيقة لم تكن كذلك
كما علمنا الداعية الذي يشبهنا
لقد نسينا أن أهم أسرار تأثيرنا في الناس
أننا نشبههم أننا مثلهم
لنا أطماع وأشواق
وأننا نتعثر ونخفق
ونثور ونغضب ونكون حمقى في مواضع كثيرة
ونحزن ونبكي كالأطفال ونضعف وننهار
ليس هذا عيبا بل هو سرنا للتفاعل معا للتقارب والتراحم والأنس
التميز ينتزعنا
يلقي بنا خلف أسوار الحياة
امتن الله على أمة محمد بقوله سبحانه
(لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ......)
وقال تعالى:
(قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ....)
قال عبد الله بن عباس: علَّم اللهُ رسولَه التواضعَ لئلا يزهو على خلقه، فأمره أن يُقِرَّ فيقول: إني آدمي مثلكم، إلا أني خُصِصْت بالوحي.
نفقد ذواتنا حين نمتاز عن الخلق وليس حين نشبههم
كما نحب الذي يشبهوننا
يحب الناس من يشبههم
الشبه معنى عميق هو الصدق نفسه
الداعية الذي يشبهنا
أبقى على روحه مثلنا
لأنه لم يتطلع يوما أن يكون غيرنا...
البشر في مدار واحد في الحياة يلتقطون الذبذبات من نفس المدار
حين تغير المدار ينقطع الاتصال....
(إنما أنا بشر مثلكم)
الكفاح للحفاظ على هذا التماثل رحلة صعبة لا يطيقها إلا داعية يشبهنا.
وليس في التاريخ قصة نجح إنسان رغم كل أسباب العظمة في الاحتفاظ بها
كقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
سيرته تختصر المعنى الذي أردت بيانه.
حياته المفتوحة للعالم بكل تفاصيلها كانت مقصودة لترسيخ معنى
(إنما أنا بشر مثلكم)
لا شيء خلف الحيطان والستر
عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَلُعَبُهَا مَعَهَا، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ.
قوله : ( وزفت إليه وهي ابنة تسع سنين ، ولعبها معها ) المراد هذه اللعب المسماة بالبنات التي تلعب بها الجواري الصغار ، ومعناه التنبيه على صغر سنها . قال القاضي : وفيه جواز اتخاذ اللعب ، وإباحة لعب الجواري بهن ، وقد جاء في الحديث الآخر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذلك فلم ينكره ) . قالوا : وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح شأنهن وبيوتهن . هذا كلام القاضي ، ويحتمل أن يكون مخصوصا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور لما ذكره من المصلحة ، ويحتمل أن يكون هذا منهيا عنه ، وكانت قصة عائشة هذه ولعبها في أول الهجرة قبل تحريم الصور . والله أعلم .
النووي - رحمه الله-
قوله : ( وزفت إليه وهي ابنة تسع سنين ، ولعبها معها ) المراد هذه اللعب المسماة بالبنات التي تلعب بها الجواري الصغار ، ومعناه التنبيه على صغر سنها . قال القاضي : وفيه جواز اتخاذ اللعب ، وإباحة لعب الجواري بهن ، وقد جاء في الحديث الآخر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذلك فلم ينكره ) . قالوا : وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح شأنهن وبيوتهن . هذا كلام القاضي ، ويحتمل أن يكون مخصوصا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور لما ذكره من المصلحة ، ويحتمل أن يكون هذا منهيا عنه ، وكانت قصة عائشة هذه ولعبها في أول الهجرة قبل تحريم الصور . والله أعلم .
النووي - رحمه الله-
قبس من ترجمة
"دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ
بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ.
مِنَ المُهَاجِرَاتِ.
لَهَا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي (المُسْنَدِ) ، مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ ابْنِ عَمِّهَا الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ
"
وأمها أم جميل من سادات نساء قريش، وهي أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وكانت عونا لزوجها على محاربة وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد بشرهما القرآن الكريم بالنار.
أعنتقت درة الإسلام وكانت من المهاجرات إلى المدينة.
كانت درة قد تزوجت قبل الهجرة من الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وقد أنجبت له عقبة والوليد وأبا مسلم، وقتل فعنها الحارث مشركاً في غزوة بدر وبعد أن دخلت درة الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي دحية الكلبي وتم زواجهما.
توفيت في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب.
رضي الله عنها وأرضاها
"دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ
بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ.
مِنَ المُهَاجِرَاتِ.
لَهَا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي (المُسْنَدِ) ، مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ ابْنِ عَمِّهَا الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ
"
وأمها أم جميل من سادات نساء قريش، وهي أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وكانت عونا لزوجها على محاربة وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد بشرهما القرآن الكريم بالنار.
أعنتقت درة الإسلام وكانت من المهاجرات إلى المدينة.
كانت درة قد تزوجت قبل الهجرة من الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وقد أنجبت له عقبة والوليد وأبا مسلم، وقتل فعنها الحارث مشركاً في غزوة بدر وبعد أن دخلت درة الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي دحية الكلبي وتم زواجهما.
توفيت في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب.
رضي الله عنها وأرضاها
Forwarded from قناة منصور الحذيفي (منصور الحذيفي)
يا طالب العلم، ويا دارس التفسير:
اعلم أن كل جهدٍ تبذله في تعلُّم العربية؛ شعرِها ونثرِها، نحوِها وصرفِها وسائرِ علومها: هو فتحٌ لك في فهم كتاب الله وتدبُّر معانيه..
فالفطِن من طلاب العلم يأخذ من العربية بحظ وافر..
نحن عندما ندرس لغتنا إنما نحاول أن نصل إلى شيء مما يعرفه العربي الأول بسليقته وبلاغته الفطرية، لتنفتح لنا أبوابُ العلومِ التي كُتبَت بهذه اللغة الفذةِ بين اللغات، وعلى رأس تلك العلوم: علم الكتاب والسنة.
اعلم أن كل جهدٍ تبذله في تعلُّم العربية؛ شعرِها ونثرِها، نحوِها وصرفِها وسائرِ علومها: هو فتحٌ لك في فهم كتاب الله وتدبُّر معانيه..
فالفطِن من طلاب العلم يأخذ من العربية بحظ وافر..
نحن عندما ندرس لغتنا إنما نحاول أن نصل إلى شيء مما يعرفه العربي الأول بسليقته وبلاغته الفطرية، لتنفتح لنا أبوابُ العلومِ التي كُتبَت بهذه اللغة الفذةِ بين اللغات، وعلى رأس تلك العلوم: علم الكتاب والسنة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ ؛ جَاءُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ ". قَالَ : ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ ؛ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ.
قوله : ( ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان ) فيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق ، وكمال الشفقة والرحمة ، وملاطفة الكبار والصغار ، وخص بهذا الصغير لكونه أرغب فيه ، وأكثر تطلعا إليه ، وحرصا عليه .
النووي
قوله : ( ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان ) فيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق ، وكمال الشفقة والرحمة ، وملاطفة الكبار والصغار ، وخص بهذا الصغير لكونه أرغب فيه ، وأكثر تطلعا إليه ، وحرصا عليه .
النووي
قال بعض السَّلف: إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًا أغلق عنه باب العمل وفتح له باب الجدل.
وقال مالك: أدركت هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الَّذِي فيه الناس اليوم
وقِيلَ لَهُ: الرجل يكون عالمًا بالسنن يجادل عنها؟ قال: لا ولكن يخبر بالسُّنَّة، فإن قبل
منه وإلا سكت. وقال: المراء والجدال في العِلْم يذهب بنور العِلْم.
وقال: المراء في العِلْم يقسي القلب ويورث الطعن، وكان يقول في المسائل التي يسأل عنها كثيرًا: لا أدري. وكان الإمام أحمد يسلك سبيله في ذلك.
وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل، وعن المسائل قبل وقوع الحوادث، وفي ذلك ما يطول ذكره.
ومع هذا ففي كلام السَّلف والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وإسحاق التنبيه عَلَى مأخذ الفقه، ومدارك الأحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير إطالة ولا إسهاب.
وفي كلامهم من رد الأقوال المخالفة للسُّنة بألطف إشارة و أحسن عبارة، بحيث يغني ذلك من فهمه عن إطالة المتكلمين في ذلك بعدهم، بل ربما لم يتضمن تطويل كلام من بعدهم من الصواب في ذلك، ما تضمنه كلام السَّلف والأئمة مع اختصاره وإيجازه.
فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلاً ولا عجزًا، ولكن سكتوا عن علم وخشية لله.
وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم باختصاصه بعلم دونهم، ولكن حبّا للكلام وقلة ورع.
كما قال الحسن وسمع قومًا يتجادلون: هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا.
ابن رجب رحمه الله.
وقال مالك: أدركت هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الَّذِي فيه الناس اليوم
وقِيلَ لَهُ: الرجل يكون عالمًا بالسنن يجادل عنها؟ قال: لا ولكن يخبر بالسُّنَّة، فإن قبل
منه وإلا سكت. وقال: المراء والجدال في العِلْم يذهب بنور العِلْم.
وقال: المراء في العِلْم يقسي القلب ويورث الطعن، وكان يقول في المسائل التي يسأل عنها كثيرًا: لا أدري. وكان الإمام أحمد يسلك سبيله في ذلك.
وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل، وعن المسائل قبل وقوع الحوادث، وفي ذلك ما يطول ذكره.
ومع هذا ففي كلام السَّلف والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وإسحاق التنبيه عَلَى مأخذ الفقه، ومدارك الأحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير إطالة ولا إسهاب.
وفي كلامهم من رد الأقوال المخالفة للسُّنة بألطف إشارة و أحسن عبارة، بحيث يغني ذلك من فهمه عن إطالة المتكلمين في ذلك بعدهم، بل ربما لم يتضمن تطويل كلام من بعدهم من الصواب في ذلك، ما تضمنه كلام السَّلف والأئمة مع اختصاره وإيجازه.
فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلاً ولا عجزًا، ولكن سكتوا عن علم وخشية لله.
وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم باختصاصه بعلم دونهم، ولكن حبّا للكلام وقلة ورع.
كما قال الحسن وسمع قومًا يتجادلون: هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا.
ابن رجب رحمه الله.
Forwarded from 🍂سنرحل ويبقى الأثر🍂
لعلَّ للمجالس روحًا كالتي للأفراد؛
فقد تكون روح المجلس مرحة فكهة، وقد تكون متزمتة جامدة؛ ثم قد تكون أحيانًا خفيفة رقيقة، وأحيانًا ثقيلة غليظة؛ ثم قد تكون أحيانًا ضاحكة مستبشرة، وأحيانًا عابسة مكتئبة.
وروح المجالس كروح الأفراد، صعبة التعريف، غامضة التعليل، فمن أين تتكون؟ هل تتكون من روح الأفراد الذين يضمهم المجلس، فتكون روح المجلس حصيلة روح الأفراد؟ الظاهر أن ليس الأمر كذلك؛ لأنا نرى أن روح المجلس تتأثر أكثر ما تكون بفرد أو فردين؛ لامتيازهما بشخصية قوية، أكثر مما تأثر ببقية الحاضرين
...
وكما تموت روح الفرد قد تموت روح المجلس؛ فقد ترى جماعة اتخذوا شكل مجلس، ولكنه مجلس بلا روح، كمجلس لا تعارف بين أصحابه، أو هم متعارفون ولكنهم متناكرون، أو هم متعارفون متحابون ولكن انقبضت صدورهم لسبب ما، فنفروا من الحديث ولجأوا إلى الصمت؛ فإن شئت فقل في هذا المجلس: إنه مجلس بارد، وإن شئت فقل: إنه مجلس ميت.
✍ روح المجالس/ أحمد أمين
#في_محراب_القراءة
https://www.tg-me.com/wyabqa_alathr