Telegram Web Link
~5~

📚 أمهات المؤمنين في سطور.......

🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 1 )

🍃 كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير لأحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب

🍃 وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم رضي الله عنها، امرأة عثمان بن مظعون تحثُّه على الزواج من جديد.
🍃🌸

🍃فجاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".

🍃فانطلقت السيدة خولة رضي الله عنها إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله فزوَّجها إيَّاه.

🍃فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجعل يحثو التراب على رأسه ، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة

🍃🌸

🌺فمن هي السيدة سودة رضي الله عنها
🍃هي أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب ، وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنه

🍃ولقد أسلمت قديما وبايعت ، وكانت عند ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو بن عبد شمس ، وأسلم هو أيضا،وكان لها منه خمسة أولاد ، ولقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارا بدينهما
ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم

🍃ولقد رأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ على عنقها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال : لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك رسول الله، فجعلت تنفي عن نفسها ذلك ، وتدعو لزوجها بالبركة وطول العمر

🍃ثم إنها رأت في المنام ليلة أخرى كأن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها
فقال : لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت ، وتتزوجين من بعدي ، وصدق تأويل السكران لرؤيا زوجته فمرض مرضا شديدا ، ولم يلبث إلا قليلا حتى مات في مكة وحزنت السيدة سودة رضى الله عنها على فراق زوجها حزنا شديدا

🍃🌸

🍃وأمست السيدة سودة رضي الله عنها بين أهلها وأهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولامعين ، فأبوها شيخ كبير ومازال على كفره وضلاله ، وأخوها عبد بن زمعة مازال على دين آبائه

🍃وتحققت الرؤيا وخطبها الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها ، وهي أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ، وكانت قد بلغت من العمر حينئذ الخامسة والخمسين ، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره

🍃ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا ، لأن السيدة سودة رضى الله عنها كانت كبيرة في السن، ولامطمع فيها للرجال ، وقد أيقنوا أنه إنما ضمها رفقا بحالها، وشفقة عليها ، وحفظا لإسلامها ، وجبرا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة

🍃ودخلت السيدة سودة رضى الله عنها بيت النبوة وأصبحت زهرة من زهراته وبقيت رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم يتزوج معها أحد ، حتى دخل بالسبدة عائشة رضي الله عنها
🌲🌴
🦋🦋🦋🦋🦋
🌲🌴

إذا التبستْ عليك الطرق، واشتبهتْ عليك الأمور، وصرت في حيرة من أمرك، وضاق بها صدرك؛ فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه، وقف على دلائله من الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية؛ فإنك تخرج من حيرتك، وترجع عن جهالتك، وتأنس بعد وحشتك، وتقوى بعد ضعفك.

لما كان القرآن العزيز أشرفَ العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى المفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم.

[زاد المسير لابن الحوزي.
🌿

*" لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ... **"

سورة الأنعام آية ١٦٥

قد يكون الإبتلاء بالعطاء وليس بالحرمان فقط ..!
بعض المال بلاء ، بعض الزواج بلاء ، بعض الولد بلاء ،
بعض المنصب بلاء ..

فمن حُرم لا يظن أنه ابتلي، لعله له نجاة
ولله في ذلك حكمة وامتحان واختبار للصبر.
🍃💐
*قصة محزنة تحتاج التأمل والقراءة*

*من عجيب ما قرأت:*

*💥لا تضرب ابنك إذا كسر شيء ولا تغضب عليك بالصبر اخي الكريم💥*

أحد الأطفال كان يلعب  داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج
وسأل: من كسر النافذة ؟ قيل له فلان ( ولده المتوسط) .
فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض ، وأقبل على ولده يشبعه ضربا...أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب..

جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم
فأمضى ليله فزعا...

أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه
مخضرّتان ، فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى  المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين مسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل
كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه  فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟

قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن
نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر
تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل

وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان

فتطلّع إلى أبيه

بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد
اليوم

شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به

السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب

وانتحر فرمى بنفسه من أعلى المستشفى

فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري

كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الـــــــبنا ... من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر

فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصـــــــــــــــا ... غـــضبان كـــالليث الجســــــــــــــور إذا زأر

مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه ... لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر

والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــــه ... يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر

نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت لـــــــه ... الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر

وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضــــــــــــــر . . صرخــــــت فجــاء الزوج عــــاين فانبهـر

وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب سعى بـه ... والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــــر

قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقــــــــــة ... عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخــــــذ العبر

كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصـــــا ...صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشــــر

في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن ... تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطـــر

نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــي على ... ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكــــــــيا ثم استتـــر

قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه ... نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر

قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي ... لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتـــر

شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــه ... مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحر.

انتهى،، وبقي:

نصيحة إلى كل أولياء الأمور والآباء والأمهات

الأطفال فلذات أكبادنا ووصفهم الرب بزينة الحياة

وماذا سيحصل لو تحطم زجاج أو كأس أو حتى سيارة بالغة الثمن

سلامة الطفل أهم من كل شيء

فأحسنوا تربيتهم وعاملوهم معامله حسنه

حقيقه مؤلمة
🌲🌴🌲🌴
*صناعة الأعداء*

*🖌️د/ أدهم شرقاوي*

بعد حروبٍ طويلةٍ استطاع "محمد شاه خوارزم" أن يُشيِّدَ إمبراطوريةً شاسعة، تمتدُّ من تركيا إلى أفغانستان، لها جيشٌ قويٌّ، وعاصمةٌ جميلةٌ جداً هي سمرقند!

وفي هذه الأثناء كان المُحارب الشاب "جنكيز خان" قد تولَّى السُلطة في منغوليا، وجاء إلى "محمد شاه خوارزم" بأطنانٍ من الهدايا، طمعاً منه أن يفتحَ له طريقَ التجارةِ إلى الهند.
ولكن "محمد شاه خوارزم" عامل "جنكيز خان" بازدراء، وقال له: من أنتَ أيها الهمجي حتى تُحدثني كَنِدٍّ مُساوٍ لي!

ولكن "جنكيز خان" لم ييأس وحاولَ مرةً أخرى أن يجدَ له مكاناً تحت جناح "محمد شاه"، فأرسل قافلةً أخرى محملةً بالهدايا إليه، وعرضَ عليه عرضه القديم مرَّةً أخرى.
غضبَ "محمد شاه خوارزم" وقام بقطع رأس أحد السُفراء، وحلقَ رؤوس الباقين، وأرسلهم إلى "جنكيز خان" الذي اعتبرَ أنَّ هذه إهانة لا يُمكن قبولها حتى وإن صدرتْ من السُلطان القوي جداً!
فأرسلَ رسالةً إليه يقول فيها: لقد اخترتَ الحربَ، فليكُنْ لكَ ما اخترت!

فشنَّ عليه حرب عصاباتٍ على مدار سنوات، أنهكَ له فيها  جيشه، وكان يحتل إمبراطورية "محمد شاه" مدينةً مدينةً، إلى أن حاصرَ العاصمة سمرقند أخيراً، فسقطتْ بيده، وهربَ "محمد شاه"، وتوفي في مكانٍ ما بعد عام، وأصبحَ"جنكيز خان" ملكاً على كل ما كان أولاً بيد "محمد شاه خوارزم"!

للأسف إن الناس يصنعون أعداءً أكثر مما يصنعون أصدقاءً، لسنا مطالبين أساساً أن نُوسِّعَ دائرة صداقاتنا، ولكن الحكمة تقتضي أن الشخص الذي لا أريده صديقاً ليس بالضرورةِ أن أجعلَه عدواً!

لم يُرِدْ "جنكيز خان" أكثر من أن يكون تحت جناح "محمد شاه خوارزم"، وكانتْ الحنكةُ تقتضي أن يقبلَ بالعرض، على الأقل في عالمِ السياسةِ من المُحبَّذ جداً أن يعثرَ الحاكم على من يقوم بالنيابة عنه في بعض الحروبِ والمهام، كان يُمكن "لخوارزم" أن يجعلَ من "جنكيز خان" سيفاً يضربُ به، أو عصا يهُشُّ بها، ولكنه لعنجهيته صنعَ من "جنكيز خان" عدواً أزال له مُلكه!

وما يصحُّ في عالمِ السياسة يصحُّ في عالمِ الناسِ، كُفُّوا عن صناعةِ الأعداء
🌲🌴
*﷽*
*﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيــبُ دَعْــــوَةَ الـــدَّاعِ إِذَا دَعَــــان﴾*

*الدعــــــاء لـــيس عبـــــادة فـقــــط*
*بل هو صلتك باللــه سبحانـه وتعالى*
*قــال ﷺ: الدعـــاء هـــــو العبـــادة*
*فتفأل ...فلا تيأس… وارفع يــديك*
*فربّك أكــرم الأكرمين لا يـــردُّ سائلًا*

*﴿وقال ربكـم أدعــوني استجب لكم﴾*
🌲🌴
~6~

📚أمهات المؤمنين في سطور.....

🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 2 )

🍃 دخلت السيدة سودة رضي الله عنها بيت النبوة واجتهدت قدر طاقتها لإرضاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ورعاية بناته ، وإدخال السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم

🍃فقد كانت تتميز بلطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشئ"
🍃🌸

🍃 ولقد بقيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين أو أكثر ، لم يتزج معها أحد ، حتى دخل بالسيدة عائشة رضي الله عنها ، ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة كانت السيدة سودة ترعاها وتحبها وعندما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ببقية زوجاته ، ظلت السيدة سودة تؤثر السيدة عائشة وتحبها ، حتى إنها تنازلت لها عن يومها لما كبرت

🍃فقد وهبت رضى الله عنها يومها للسيدة عائشة رضي الله عنها ، ففى صحيح مسلم أنها " لما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة (رضي الله عنها) ، قالت :
"يارسول الله ، قد جعلت يوي منك لعائشة ، فكان رسول الله يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة "

🍃وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول عنها : " ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها (أي جلدها ) من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة" مسلم
ومعناه تمنت أن تكون في مثل هديها و طريقتها  ، ولم ترد السيدة عائشة رضي الله عنها عيب السيدة سودة بذلك ، بل وصفتها بقوة النفس

🍃🌸

🍃 فقد آثرت بيومها السيدة عائشة رضي الله عنها محبة وتقربا لرسول صلى الله عليه وسلم  تبتغي بذلك رضاه ، فقد كانت تعلم محبته للسبدة عائشة رضي الله عنها ، فأثرت رضاه ومحبته على نفسها ، ورضيت بأن تبقى معه و لا يقسم لها فقط لتبعث في أزواجه صلي الله عليه وسلم ، فأي إيثار هذا !!
أن تعطي يومها لزوجة أخرى حبا للنبي صلى الله عليه وسلم

🍃ولقد جمعت شخصيتها رضي الله عنها ملامح عظيمة وخصالا طيبة ، كان منها أنها معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعث إليها يوما بغرارة ( وعاء توضع فيه الأطعمة ) من دراهم ، فقالت : ماهذه ؟ ، فقالوا : دراهم
قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين
(بسند صحيح عن ابن سيرين)
🍃🌸

🍃ولقد كان لها موقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : "خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها ، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، فرآها عمر بن الخطاب فقال : ياسودة ، أما والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين ؟
قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله في بيتى وإنه ليتعشى وفي يده عرق ، فدخلت فقالت : يارسول الله إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال لي عمر : كذا وكذا
قالت : فأوحى الله إليه ثم رفع عنه ، وإن العرق قي يده ما وضعه ، فقال :
"إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن "
رواه البخاري ومسلم

🍃ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحجت نسائه في عهد عمر رضي الله عنه ، لم تحج معهم ، وقالت : "قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله "
وظلت كذلك حتى توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقيل بل توفيت في شوال  سنة 54 هجرية بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ابن حجر /الإصابة في تمييز الصحابة )
أسكنها الله فسيح جناته

🐚🐚 ولنا لقاء متجدد بإذن الله

📚 المراجع
📗كتاب صفة الصفوة
ابن الجوزي
📕 كتاب أمهات المؤمنين
محمود المصري
موقع قصة الإسلام
د.راغب السرجاني
*الاحتشام أدبُ الأرواح قبل هيئة الأجساد*🌹

•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليس الاحتشام ثوبًا يُرتدى، فيُخلع عند انطفاء الضوء… بل هو حياءٌ يسكن في النظرة، ويهمس في الطريقة، ويرافق النفس حيث حلّت أو ارتحلت، إنه ليس سلوكًا تُمليه رقابة الخارج، بل انضباطٌ يولده رقيبُ الضمير… وإذا كان اللباس جدار الحياء، فإن الأخلاق سقفه، والخشية أعمدته، والنية زاده، وفي زمانٍ اعتاد أن يُقاس الجمال بكمِّ المكشوف، وأن تُعدّ الجاذبية بعدد الضحكات المرتفعة، والتعليقات اللاهية، بات مفهوم الاحتشام أشبه ببذرةٍ تُحاول أن تَنبت في صخرٍ أملس، ومع ذلك، فإنها تَنبت… لأن الحياة لا تَخلو من القلوب النقية، التي لا تُغريها الأضواء، بل تُؤنسها الظلال؛ فالاحتشام ليس انعزالًا عن العالم، بل هو التصالح مع الذات، ليس كبتًا للرغبات، بل تهذيبٌ لها، هو مشيةٌ لا تُثير الغرور، وضحكةٌ لا تستجلب النظرات، ونظرةٌ لا تنتهك حرمة، وكلمةٌ تمضي كنسمة، لا كريحٍ عاصفة، هو اتزان السلوك حين لا أحد يراك، وسموّ الخُلق حين يراك الجميع، أجل، هناك ضحكةٌ مُحتشمة… تخرج من القلب، لا تُقهقه بغير داعٍ، ولا تَفضح روحًا أرادت أن تبتهج في هدوء، وهناك مشيةٌ محتشمة… لا تُعاند الطريق، ولا تستجدي الإعجاب، بل تعبر كأنها أنشودةُ حياء تمشي على الأرض بسكينة، وهناك عاطفةٌ مُحتشمة… تُحب وتخشى، تُحسن وتستر، تُهدي وتبتعد، لأن قوتها في صمتها، لا في صَخَبها، ...إننا نحتاج اليوم أن نُعيد تعريف الجمال… لا بأن يُرى، بل بأن يُشعَر، نحتاج أن نغرس في أطفالنا أن الحياء ليس ضعفًا، بل ارتفاع، وأنّ من احتشم في زمن الانكشاف هو كالوردة التي أبت أن تُفتَح قبل أوانها، فاحتفظت بعطرها حين ذبلت كل الزهور، ...الاحتشام، موقفٌ حضاري لا مظهري، هو قناعةٌ لا تقليد، وعزةٌ لا تردد، هو ما يُبقي للإنسان مهابته، وللنظر وقاره، وللعلاقات إنسانيتها، فما أبهى قلبًا يختار أن يلبس لباس الطهر، وأن ينثر طيب الأخلاق حيث مرّ، وأن يكون ستارة خيرٍ في زمنٍ يُحترف فيه الكشف والتكشف.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
*القائد الذي ربط على بطنه حجرين..*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه قال: *"شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجر على بطوننا، فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حجرين."* ...حديثٌ من نور، لا يُتلى إلا فتغشاه العبرة، ولا يُتأمّل إلا وترى فيه مدرسة القيادة الخالدة، لا في شعاراتها، بل في آلام بطنها ورباط حجرها! فالقيادة ليست منصبًا ولا ترفًا ولا امتيازًا، بل اختبار عظيم، تُوزن فيه القلوب لا الجيوب، ويُقاس فيه العطاء لا الادعاء، ...لقد كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكون الجوع، فأرادوا أن يُظهروا له حجم ما بهم، فكشفوا عن حجارة ربطوها على بطونهم، علامة الجوع القاهر.. فماذا فعل القائد؟ هل قال: "اصبروا.. إن معي الخير وسأدبر لكم من خلف ستار"؟ هل قال لهم: أعانكم الله، الوضع فوق ما نستطيع؟ ...لا.. بل رفع عن بطنه حجرين! رسالة شفافة، خالية من التجمُّل، تقول: "إن كنتم تتألمون، فأنا أكثر ألمًا، إن كنتم تجوعون، فأنا أجوع أكثر، لست فوقكم، بل أمامكم.. أمشي حيث تمشون، وأجوع كما تجوعون، وأقاسمكم ما بي،" فأين أولئك القادة اليوم؟ قادة البلاد، والأحزاب والجماعات والمنظمات والمؤسسات؟ أين يختبئون! أين أولئك الذين إذا شبعوا ظنوا الناس قد شبعوا، وإذا تنعّموا حسبوا غيرهم في نعيم! أين الذين ما أن يجلسوا على الكراسي حتى تتخم أرصدتهم، وتجف موائد من يقودون؟! أين الذين إن تسلموا شيئا حسبوه غنيمة لأنفسهم ولا حق لغيرهم فيه! أين الذين يربطون على بطونهم من شهوات المال، لا من حجر الجوع، ثم يُنكرون على الأفراد أن تئنّ من جوعٍ أو تصرخ من ظلم؟ ...القائد الحق، لا يطلب من أتباعه صبرًا لم يذقه، ولا تضحية لم يعشها، ولا وجعًا لم يجربه، القائد الحقّ، يُري أتباعه بطنه، لا يختبئ خلف الستائر، ولا يكتفي بالخطب والتصريحات، ولا يتظاهر بالزهد والواقع يفضحه، والطمح يمحقه، يا من تسوسون الجائعين، وتسرقون الغافلين، انظروا كيف كان قائد أعظم أمة، حين اشتد بهم الجوع، لم يُغلق بابه، لم يُرسل تعميمًا، لم يختبئ في قصره، بل كشف بطنه، وعليه حجران، فاستحى الجائعون، وامتلأت قلوبهم يقينًا بأن قائدهم أول الجوعى، وأول الصابرين، يا من تدعون الصدق معنا، اكشفوا لنا عن بطونكم لنرى هل هي ضامرة كبطوننا! قارنوا بيوتنا وبيوتكم وأحوالنا وأحوالكم! هذا هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قدوة القادة، ومُعلّم الرحمة، وفن القيادة في زمن الشدة، والذي تدعون ـ زورا وبهتانا ـ أنه قدوتكم، ... وقد جعلتم الأتباع جزءًا من متاعكم! دعواكم مفضوحة وأقوالكم في أفواهكم مردودة، ... فهل إلى أمثاله من عودة؟ أم أن القصور أغلقت الأبواب، وربطت البطون لا بالحجارة، بل بالأرصدة؟!
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
"مايفتح الله للناس من رحمة فلا
ممسك لها"

عش حياتك سعيداً، مطمئنًا،
موقنًا،واثقًا بأن لا أحد يستطيع
أن يغلق باباً فتحه الله لك.
🌺
#تدبر

( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ )
#يوسف_49

اليوم هو بداية عام هجري جديد وأول محرم بين عامٍ مُغادرٍ وعامٍ جديدٍ اللّهُـم غيثًا من الصَّحة والعافية والمسَرَّات والخيرات وتحقيق الأمنيات عامًا لا يضيق فيه صدر ولا يخيب فيه أمر و لا يرد فيه دُعاء وبشرنا بما يسرنا
~7~

📚 أمهات المؤمنين في سطور.....

🌹🍃السيدة عائشة رضي الله عنها ( 1 )

🍃حديثنا اليوم عن ثالث زهرة في بيت النبوة ، عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها

🍃تنتمي السيدة عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب. وأبوها هو أبو بكر الصديق خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة أسلمت وهاجرت

🍃ولعائشة رضي الله عنها من الإخوة عبد الرحمن وهو أخوها لأمها وأبيها، وعبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة.، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير.

🍃🌸

🍃ولقد رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه قبل أن يتزوجها ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أُرِيتُكِ في المنامِ مَرَّتَيْنِ ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فيقولُ : هذه امرأتُكَ ، فأَكْشِفُها فإذا هي أنتِ ، فأقولُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِه" البخاري ومسلم

🍃ولقد ذكرنا أن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم  بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ،كلا من السيدة سودة والسيدة عائشة ليتزوجهما، ولقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تخطبهما له

🍃فانطلقت من عنده فدخلت على السيدة سودة فاخبرتها وخطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجت من عندها فدخلت على أم رومان أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، ولندع خولة تخبرنا بما جرى بينها وبين أم رومان رضي الله عنهما

🍃 قالت: "فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ
قالت: ماذا؟
قلت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ
قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ
فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ " أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي"
قالت: وقامَ أبو بَكرٍ
فقالت لي أمُّ رومانَ : إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ ، واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ
قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ : ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ
قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ
فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ
فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ
فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ ، فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ
فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها َ" الذهبي

🍃🌸

🍃وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان ذلك في شهر شوال سنة عشرة من من النبوة وقبل الهجرة بثلاث سنبن وهي يومئذ بين السادسة والسابعة من عمرها ، ثم دخل بها في المدينة بعد ذلك وهي بنت تسع سنبن ، في شوال من السنة الثانية للهجرة

🍃فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري ، فأتتنى أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لى ، فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد منى ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتنى على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسى ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى ، ثم أدخلتنى الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن فأصلحن من شأنى
فلم يرعنى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمننى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين" رواه البخاري ومسلم

🍃ولما أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، هاجر هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى المدينة ، وتركا خلفهما أهلهما فلما قدما المدينة واستقر بهما المقام ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع في صحبة عبد الله بن اريقط ليأتى ببناته أم كلثوم وفاطمة وزوجته سودة وأم أيمن وابنها أسامة بن زيد رضى الله عنهم جميعا ، وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان  واختيه عائشة وأسماء رضى الله عنهم جميعا ، فخرجوا جميعا مهاجرين إلى المدينة المنورة
🦋🦋🦋🦋🦋
في إحدى الليالي الهادئة، خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يتفقد أحوال رعيته، كعادته في السهر على شؤونهم. وبينما هو يطوف بأطراف المدينة، لمح خيمةً لم يعتد رؤيتها من قبل. فاقترب منها وهمّه يشتد، وإذا بأنينٍ يتصاعد من داخلها يقطع سكون الليل.

نادَى: "يا أهل الضوء!"
فخرج إليه رجلٌ بدويّ، فسأله عمر: "من أنت؟"
قال: "رجلٌ من أهل البادية، أصابتنا الحاجة، فجئنا نلتمس من فضل الله، ثم من عمر، فقد بلغنا أنّه لا يردّ محتاجًا."

فقال عمر: "وما هذا الأنين؟"
قال الرجل: "زوجتي، تعاني أوجاع الولادة، وليس معنا من يعينها."
فسأله عمر: "أوعندك طعام؟"
قال: "لا والله."
فقال عمر: "انتظرني، سأعود إليك بمن يعينك ويطعمك."

عاد عمر إلى بيته، ونادى على زوجته الصالحة أم كلثوم بنت عليّ، حفيدة النبي ﷺ، وقال:
"يا بنت الأكرمين، هل لكِ في عملٍ يرضي الله ساقه إليكِ؟"
قالت: "وما هو؟"
قال: "امرأة تلد في العراء، بلا معين ولا زاد."
فقالت: "أنا لها."

فأعدّت ما تحتاجه المرأة عند الولادة، وحمل عمر الطعام على ظهره، ومضى هو وزوجته إلى الخيمة.

دخلت أم كلثوم على المرأة، وتولّت أمرها، بينما جلس عمر خارجًا يعدّ الطعام. وبعد حين، نادت أم كلثوم:
"يا أمير المؤمنين، بشّر الرجل، فإنّ الله رزقه غلامًا وزوجته بخير."

تراجع الرجل مذهولًا، وقال: "أأنت عمر؟!"
قال: "نعم، وهذه أم كلثوم، ابنة عليّ، تولّت رعاية زوجتك."
فانكبّ الرجل باكيًا، وقال: "آل بيت النبوّة يولّدون زوجتي؟ وأمير المؤمنين يطبخ لي؟"
فقال عمر بتواضع: "إنما نحن قومٌ خدمٌ لهذه الأمة، ما دام فينا نَفَس."

---

هذا هو المنهاج النبويّ العظيم، ليس في كثرة الصلاة والصيام فحسب، بل في إقامة العدل، والرحمة، والتواضع، وخدمة المحتاج.
---
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء – أسد الغابة في معرفة الصحابة
💠 إذا أتممت القراءة، صلّ على الحبيب المصطفى ﷺ.
الحمار الحكيم🌹

في صباحٍ هادئ من صباحات الريف، خرج المزارع سالم إلى أرضه كعادته، يتفقد الزرع ويطمئن على المواشي. كان الجو مشمسًا، والهواء عليلًا، وكل شيء يوحي بيوم عملٍ عادي. لكن فجأة، سمع صوتًا غريبًا، صوت بكاء ونحيبٍ يأتي من بعيد... ركّز سمعه أكثر، وتبع الصوت بخطى متسارعة، حتى قاده إلى بئر قديم جاف خلف الحظيرة.

اقترب المزارع بحذر ونظر داخل البئر، وإذا به يرى حماره العجوز، الحمار الذي عاش معه سنين طويلة، وساعده في حراثة الأرض وحمل المحاصيل، وهو الآن في قاع البئر، ينهق ويبكي بكاءً مريرًا.

صرخ سالم:
ـ "يا ويلي! كيف سقطت يا رفيق الدرب؟!"

حاول أن يجد حبلًا، حاول أن يُنزل دلوًا، جرّب كل شيء يمكن أن يفكر فيه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل... كان البئر عميقًا والحمار قد تقدم في السن وضعف جسده، ولم يكن من السهل إخراجه دون معدات ثقيلة. وقف سالم حائرًا، ثم جلس على الأرض، يضع رأسه بين يديه.

وبعد لحظات من التفكير المؤلم، تنهد وقال بحزن:
ـ "لقد تعب هذا الحمار... خدمني طيلة حياته. لكن يبدو أن أجله قد اقترب، والبئر أصلاً لم أعد أستعمله منذ سنوات. ربما... ربما يكون دفنه هنا هو أقل ما أفعله كي لا يتعذب أكثر."

نادى جيرانه، وشرح لهم ما حدث، فحمل كل منهم مجرفة، وبدأوا برمي التراب في البئر، ليس عن قسوة، بل كنوعٍ من الرحمة بحيوانهم الذي اعتبروه أحد أهل القرية.

في الأسفل، بدأ الحمار يشعر بالتراب يسقط فوقه، فتضاعف نهيقه، وازداد اضطرابه، كان يظن أن نهايته قد حانت. لكن بعد لحظاتٍ من الفوضى والخوف، توقف عن النحيب، وساد الهدوء المكان.

اقترب سالم من حافة البئر ونظر إلى الداخل، وإذا به يرى مشهدًا أذهله...
كان الحمار، مع كل دفعة من التراب، يهز جسده بقوة فيُسقط التراب عن ظهره، ثم يطأه بحوافره، فيرتفع قليلاً. ومع كل دفعة تراب جديدة، يكرر الحركة ذاتها: shake it off… step up.

صرخ أحد الجيران بدهشة:
ـ "انظروا! إنه يتسلق التراب!"

تعالت الهمهمات، وتوقفت المجارف للحظة، ثم قال سالم والدموع تلمع في عينيه:
ـ "أكملوا... أكملوا! ساعدوه ليصعد، إنه لا يستسلم!"

وانهمك الجميع بحماس، يحثهم إصرار الحمار، ويرفعهم أمله. ومع كل طبقة من التراب، كان الحمار يقترب أكثر فأكثر من حافة البئر، حتى وقف أخيرًا أمامهم، مغطى بالغبار، متعبًا... لكنه حيّ.

تقدم سالم نحوه، احتضنه كما لو كان أحد أبنائه، وهمس له:
ـ "سامحني يا رفيقي... لقد كنت أقسى مما ينبغي، لكنك لقّنتني درسًا لن أنساه ما حييت."

---

العِبرة:

الحياة لن تُقصّر في رمي التراب علينا: حُزن، خذلان، فشل، أو حتى ظلم. لكن الحكمة لا تكون في البكاء تحت الركام، بل في أن نُزيح التراب عن ظهورنا، ونرتقي فوقه.

كل مشكلة هي فرصة لنُصبح أقوى، كل ألم قد يكون سلّمًا نحو النور
🌲🌴🌲🌴
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)..

الصدقة لك وإن بدا أنها للفقير٠٠
والكلمة الحلوة لك وإن أسعدت غيرك
وجبر الخواطر لك وإن كان أثره على الناس

أنت لا تغرف وتملأ دلاء الآخرين
في الحقيقة أنت تملأ دلوك.

سبحان الله والحمد لله والله اكبر واستغفر الله ولا اله الا الله محمد رسول الله ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
🌲🌴
‏" اتركها تأتي كما كتبها الله لك "


*﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن*
*قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾*

رُبما يُعوضك الله بشيء،
أحبّ إليَك ممّا تتوقع!

يخفي الله لك عِوضًا جميلًا تقر عينك به،
وعوض الله حين يأتي ينقل القلب
من العجز عن الطلب إلى العجز عن
تخيّل كيف تحقق الطلب !
🪴🍃

‌‌‌‌‏آيــة_وهـدايــة

۞لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ۞
لا تستعجل أقدارك فكل شئ مكتوب
ميعاده لن يتأخر ساعة ولن يتقدم..
فلن تشرق شمس فرج ولن تذهب ظلمة بلاء إلا بإذنه..
فاصبر واطمئن مدبر الآمر سبحانه جل علاه.
🌲🌴
🌹🌹🌹🌹🌹
2025/07/04 13:11:55
Back to Top
HTML Embed Code: