‏صباح الخير، أديبنا المنفلوطي يكتُب غير مكترِث: "لقد تجلَّت لي الحياة في وجه، أتدركُ معنى أن تتجلّى لك الحياةُ في وجهٍ تحبُّه؟" وأنا آخذ في صدري هذا التجلّي وأُجيب بصوت ما يسمعه إلاّي: والله العظيم أُدرك.

من لا يتحدث لا يُفهم! الكلام مرآة النفس ونافذة القلب يقول سقراط :
“Speak so that I may see you”

"كان مملوءًا بقوّةِ البذرةِ التي تعرفُ أنّها تُواجهُ الشتاءَ لكن لا ترى سوى الربيع، وأيضًا بتفاؤلِ شجرةِ التينِ التي تتركُ أوراقَها تتساقط، لأنّ أوراقًا أُخرى فتيّةً وشديدةَ الخُضرةِ، تنتظرُها، ستأتي!”

"‏ربما تحصل على مُبتغاك في مرحلةٍ مُتأخّرةٍ جدًا، لكن من خلال هذا التأخُّر، تكون قد قطعت صِلتك بأفكارك اليائسة، وتدرَّبت على الصبر حتى صار جزءًا مُتأصِّلًا من صفاتك، واكتسبتَ نفْسًا قوية اعتادت على مَشقّة الاحتياج، فإنّ ثمرة التأخُّر؛ أن تفرح بنفسك القوية أكثر من حصولك على مُبتغاك!"

أطمئنُّ جدًا لفكرة أن اللهَ هو الصاحب! صاحبٌ في سَفَر، صاحبٌ في بقاء، صاحبٌ في الدنيا كلها، وكل مكان نذهب إليه أو نبقى فيه مهما أطلنا. مهما كان حولنا من أناس في كل مكان، يظلُّ هناك رُكنٌ آمن، هادئ مليء بالأُنس وهو صُحبة الله، نلجأ إليه ونلوذُ به، نرتاح فيه ونأنسُ به.

كنا، في وقت سابق، نهرول نحو الأيام الآتية، كنا نريدها ان تسرع، ان تنطوي، إذ كان هدفنا ان نكبر بسرعة. أما الآن، وربما في الأيام القادمة أيضاً، نريد ان نهدّئ السرعة، ان نتأمل، ان نقارن، لكن الأيام لا تترك لنا فرصة أو مجالاً، وهكذا يسيطر علينا الشعور بالأسى والشجن. كنا نركض من أجل ماذا؟ والآن نحاول ان نبطئ، من أجل ماذا أيضاً؟

إذا أردت أن تكون إنسانًا مرموقًا حتى إن كنت بلا مالٍ ولا جاه، فلتعمل بمبادئك السامية من دون أن تتحدَّث عنها، فمن يعمل بالمبادئ يؤثِّر، ومَن يُؤثِّر يُهيمن، ومَن يُهيمن يدفع الآخرين إلى الاحتياج إليه، والناسُ مثلما يحتاجون إلى الغني فإنهم -بالدرجةِ نفسِها- يحتاجون إلى اللبيب.

‏"لا سكينةَ إلّا بك، ولا تعويل إلّا على جُودك، ولا سعادةَ إلّا منك، أنت الذي لولا فضله ورحمته لهُتِكت أستارنا، وفُضِحَت أوزارنا، وأظلمت أنوارنا؛ لا إله إلّا أنت، أنت البرّ الرحيم، سبحانك وبحمدك لا نُحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك".

لقد أدركتُ منذ عامٍ مضى أنّ الموت ليس بالضرورة غيابَ الجسد عن العين، فثمّة من رحل عن الدنيا، غير أنّه يحيى في القلب حياةً لا تنطفئ؛ تظل ذكراه حاضرة، واسمه يتردّد في كل وقت، وصورته تملأ البصر وتستقر في الوجدان.
وفي المقابل، هناك من مات في عينيك وهو على قيد الحياة؛ يضمحل وجوده، وتتلاشى ذكراه شيئًا فشيئًا مع مرور الأيام، حتى كأنّه لم يكن.

‏"أحيانًا لا نَتَعلّم من النّعيم بقَدرِ ما نتَعلّم من الجِراح؛ فالألَم يُربّينا على الصّبر، والخَسارات تُدَرّبنا على التّجَلّد، والإنكِسارات تفتَح لنا أبواب الحكمة،وحدَها المواقف القاسية تُعلّمنا أنّ الحياة لا تُعاش كما نُريد دائمًا، بل كما كُتِبَ لنا أن نَحتَمِل."

‏"أرزاقك تعرف طريقها إليك، لن تضل عنك أو تسلك مسارًا آخر أو تأخذ منعطف لشخصٍ غيرك، ما هو مقدّر لك ستأخذه حتىٰ لو بدت كُل الأسباب والناس ضدك، حتىٰ لو مرت السنوات سيحدث الله بقدرته أمر ما يُعيد كُل شيءٍ، لأنها لك وتنتمي إليك".