إن الملولة وده ... مثل السراب يذم ورده
أو كالسحاب الزائد البراق ... لم يصدقك وعده
أو كالحسام هززته ... عند الضراب فكل حده
لا تقبلن إخاءه ... فوعيده كذب ووعده
بينا يودك رأى ... عينيك إذ بدا لك منه صده ...
روضة العقلاء
أو كالسحاب الزائد البراق ... لم يصدقك وعده
أو كالحسام هززته ... عند الضراب فكل حده
لا تقبلن إخاءه ... فوعيده كذب ووعده
بينا يودك رأى ... عينيك إذ بدا لك منه صده ...
روضة العقلاء
👍7
#فضفضة
#القهوة
#سلسلة_الفوائد_من_المخطوطات
لما كانت سنة 1042 اقتضت مباسطة بعض الإخوان أن مدحت القهوة بأبيات حسان وهي::
ألذ من شرب كؤوس الطلا * وأرشف ريق الغانيات الصباح
شربك للبن سحيرا إذا * شئت قيامًا أو بعيد الصباح
فقم وأذن للندامى وقل * حي على هذا الهدى والفلاح
وأملالي الفنجان بنا وقل * أنعم صباحًا يا مدير القداح
وواصل الشرب ولا تلتفت * لهجر عُذَّالٍ ولا هُجر لاح
وأصرح إذا ساقيك نادى جبا * يا مرحبًا وارقص إذا الكأس لاح
وقل لمن قد لام في شربها * كلامكم يا عذّلي في الرياح
وهل يلام الناس في شربها * وهي لهم من طيبات المباح
إذا تجلت في فناجينها * فبالفنا جينا لها في انشراح
وقل لمن قد رما بها جاهلًا * بسرها مه يا كثير النباح
من قبلنا هام بها جلةٌ * في كل قطر من أُهَيل الصلاح
كالعارف البكري شيخ الورى * سلالة الصديق شيخ البطاح
فهو إمام الكل في علم ما * يحرم أو يكره أو ما يباح
/ قاموسه تغنيك أصدافه * يا صاحبي عن جوهري الصحاح
مستنبط علامةٌ مسندٌ * يدري الأحاديث الحسان الصحاح
ما مثله في عصره عالمًا * كلا ولا في مصره في السماح
فكم له فيها نظام حكى * درًّا نظيمًا في نحور الملاح
وكم له منها اغتباق وقد * كان له من قبل ذاك اصطباح
يا معرضًا عنها وعنها نهى * بلا نُهى ما أنتَ إلَّا سجاح
لا تدرك البكريَّ كلا كما * لا يدرك المقصوص ربَّ الجناح
مكتبة شهيد عليّ 2778
#القهوة
#سلسلة_الفوائد_من_المخطوطات
لما كانت سنة 1042 اقتضت مباسطة بعض الإخوان أن مدحت القهوة بأبيات حسان وهي::
ألذ من شرب كؤوس الطلا * وأرشف ريق الغانيات الصباح
شربك للبن سحيرا إذا * شئت قيامًا أو بعيد الصباح
فقم وأذن للندامى وقل * حي على هذا الهدى والفلاح
وأملالي الفنجان بنا وقل * أنعم صباحًا يا مدير القداح
وواصل الشرب ولا تلتفت * لهجر عُذَّالٍ ولا هُجر لاح
وأصرح إذا ساقيك نادى جبا * يا مرحبًا وارقص إذا الكأس لاح
وقل لمن قد لام في شربها * كلامكم يا عذّلي في الرياح
وهل يلام الناس في شربها * وهي لهم من طيبات المباح
إذا تجلت في فناجينها * فبالفنا جينا لها في انشراح
وقل لمن قد رما بها جاهلًا * بسرها مه يا كثير النباح
من قبلنا هام بها جلةٌ * في كل قطر من أُهَيل الصلاح
كالعارف البكري شيخ الورى * سلالة الصديق شيخ البطاح
فهو إمام الكل في علم ما * يحرم أو يكره أو ما يباح
/ قاموسه تغنيك أصدافه * يا صاحبي عن جوهري الصحاح
مستنبط علامةٌ مسندٌ * يدري الأحاديث الحسان الصحاح
ما مثله في عصره عالمًا * كلا ولا في مصره في السماح
فكم له فيها نظام حكى * درًّا نظيمًا في نحور الملاح
وكم له منها اغتباق وقد * كان له من قبل ذاك اصطباح
يا معرضًا عنها وعنها نهى * بلا نُهى ما أنتَ إلَّا سجاح
لا تدرك البكريَّ كلا كما * لا يدرك المقصوص ربَّ الجناح
مكتبة شهيد عليّ 2778
👍6
#ورد_القرآن
نعم الورد للإنسان سبع القرآن يقرأه كل يوم..
وهو أربعة أجزاء وثلث أي: (35) ربعا من أرباع المصحف (وهي مواطن النجمات في المصحف).
وهو بالصفحات (86) صفحة من مصحف المدينة المكون من (604) صفحات..
وعلى تقسيم الأقدمين وتحزيبهم بالسور:
السبع الأول: إلى آخر النساء (105) صفحات، وهو أطولها وأيسرها.
الثاني: إلى آخر التوبة (102) ص.
الثالث: إلى آخر النحل (74) ص.
الرابع: إلى آخر الفرقان(85) ص.
الخامس: إلى آخر يس (79) ص.
السادس: إلى آخر الحجرات (72)ص.
السابع: إلى آخر القرآن(87)ص.
أما الحافظ الجيد فيقرأ حزبه في نحو ساعة وربع، ثم يختلف الناس بحسب طبائعهم..
وليس بينك وبين المحافظة على هذا الحزب العظيم إلا يسير المجاهدة، والحرص والمداومة..
ولو أنك جعلت لحزبك وقتا معلوما لا تتجاوزه لكان أحسن، أو اقسم هذا الحزب على وقتين شريفين، هما من أوقات غفلة الناس:
الأول: بعد صلاة الفجر، فيبارك لك في سائر يومك..
والثاني: بين العشائين، لتختم يومك بخير..
أو ائت به كاملا في أحدهما..
أو اقرأه قبل النوم..
أو قسمه على أوقات الصلوات الخمس..
وكلٌ بحسب حاله..
فما الذي يحول بينك وبين هذا الخير يا عبد الله!
نسأل الله التوفيق للجميع
نعم الورد للإنسان سبع القرآن يقرأه كل يوم..
وهو أربعة أجزاء وثلث أي: (35) ربعا من أرباع المصحف (وهي مواطن النجمات في المصحف).
وهو بالصفحات (86) صفحة من مصحف المدينة المكون من (604) صفحات..
وعلى تقسيم الأقدمين وتحزيبهم بالسور:
السبع الأول: إلى آخر النساء (105) صفحات، وهو أطولها وأيسرها.
الثاني: إلى آخر التوبة (102) ص.
الثالث: إلى آخر النحل (74) ص.
الرابع: إلى آخر الفرقان(85) ص.
الخامس: إلى آخر يس (79) ص.
السادس: إلى آخر الحجرات (72)ص.
السابع: إلى آخر القرآن(87)ص.
أما الحافظ الجيد فيقرأ حزبه في نحو ساعة وربع، ثم يختلف الناس بحسب طبائعهم..
وليس بينك وبين المحافظة على هذا الحزب العظيم إلا يسير المجاهدة، والحرص والمداومة..
ولو أنك جعلت لحزبك وقتا معلوما لا تتجاوزه لكان أحسن، أو اقسم هذا الحزب على وقتين شريفين، هما من أوقات غفلة الناس:
الأول: بعد صلاة الفجر، فيبارك لك في سائر يومك..
والثاني: بين العشائين، لتختم يومك بخير..
أو ائت به كاملا في أحدهما..
أو اقرأه قبل النوم..
أو قسمه على أوقات الصلوات الخمس..
وكلٌ بحسب حاله..
فما الذي يحول بينك وبين هذا الخير يا عبد الله!
نسأل الله التوفيق للجميع
👍9❤6
ألم تر أن الحلم زين مسود ... لصاحبه والجهل للمرء شائن
فكن دافنا للشر بالخير تسترح ... من الهم إن الخير للشر دافن ..
روضة العقلاء
فكن دافنا للشر بالخير تسترح ... من الهم إن الخير للشر دافن ..
روضة العقلاء
👍8❤1
#السنة_المهجورة
#استقبال_الإمام_إذا_خطب_يوم_الجمعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم؛
(يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون)[ آل عمران:102]
(يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا)[ النساء:1]
(يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمً)[ الأحزاب:70 - 71]
ألا وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمر محدثاتها، وكل بدعة ضلالة
أما بعد:
فلما رأيت أكثر المصلين الذين ليسوا في مقابل الإمام لا يلتفتون إليه، وحتى بعض من هو مقابل له تجده لا ينظر إليه فقد يضع رأسه فينظر نحو الأرض أو يغمض عينيه، أحببت تذكير نفسي ومن تصل إليه مشاركتي هذه عسى أن يتذكر الناسي ويتعلم الجاهل والله من وراء القصد.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الجمعة باب يستقبل الإمام القوم، واستقبال الإمام إذا خطب قال:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ: إِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ.
قال ابن بطال في شرحه على البخاري: (وجلسنا حوله) ، ولا يكون جلوسهم حوله إلا وهم ينظرون إليه، ومن أدبر عنه، فليس بمستمع له ولا مقبل عليه. ومعنى استقبالهم له، والله أعلم، لكي يتفرغوا لسماع موعظته وتدبر كلامه ولا يشتغلوا بغير ذلك، وقال الشعبي: من السنة أن يستقبل الإمام يوم الجمعة [أخرج أثر الشعبي ابن أبي شيبة في مصنفه (119/4 ح5335 ط الشثري) قال: حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَن الشَّعْبِيِّ].
وروى البخاري كذلك تعليقا فقال: واسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ رضى الله عنهم الإِمَامَ.
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (540/7 ط الفلاح): أما أثر ابن عمر [قال البيهقي في السنن الكبير (301/6-302 ح5782: أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ، حدثنا أبو عامِرٍ، حدثنا الوَليدُ قال: فذَكَرتُ ذَلِكَ لِليثِ بنِ سَعدٍ، فأَخبَرَنِى عن ابنِ عَجلانَ أنَّه أخبَرَه عن نافِعٍ، أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يَفرُغُ مِن سُبحَتِه يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ خُروجِ الإمامِ، فإِذا خَرَجَ لَم يَقعُدِ الإمامُ حَتَّى يَستَقبِلَه.] وأنس [قال البيهقي في السنن الكبير (301/6 ح5780: أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ أبي المَعروفِ الفَقيهُ المِهرَجانِىُّ بها، حدثنا أبو سَهلٍ بِشرُ بنُ أحمدَ الإسفَرايينِىُّ، حدثنا حَمزَةُ بنُ محمدٍ الكاتِبُ، حدثنا نُعَيمُ بنُ حَمّادٍ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، قال: قال أبو الجوَيريَةِ: رأَيتُ أنَسَ بنَ مالكٍ خادِمَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أخَذَ الإمامُ يَومَ الجُمُعَةِ في الخُطبَةِ يَستَقبِلُه بوَجهِه حَتَّى يَفرُغَ الإمامُ مِن خُطبَتِهِ.)] فأخرجهما البيهقي ، وأخرج أثر أنس ابن أبي شيبة [(119/4 ح5339) حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْمُسْتَمِرِّ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا عِنْدَ الْبَابِ الأَوَّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَدِ اسْتَقْبَلَ الْمِنْبَرَ.].
قال ابن رجب في فتح الباري (248/8 ط مكتبة الغرباء الأثرية):
فمن طريق ابن عجلان، عن نافع، أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام، فاذا خَّرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله.
ومن طريق ابن المبارك، قال: قال أبو الجويرية: رأيت أنس بن مالك إذا أخذ الإمام يوم الجمعة في الخطبة يستقبله بوجهه حتى يفرغ الإمام من الخطبة.
وقال يحيى بن سعيدٍ الأنصاري: هو السنة .
وقال الزهري: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ في خطبة استقبلوه بوجوههم.
خرجها البيهقي.
وخَّرج الأثرم من حديث الضحاك بن عثمان، عن نافع، أن ابن عمر كان يتهيأ للإمام قبل أن يخرج، ويتوجه قبل المنبر.
وروى وكيع، عن العمري، عن نافع، أن ابن عمر كان يستقبل الإمام يوم الجمعة إذا خطب.
قال الترمذي في جامعه: وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ، يَسْتَحِبُّونَ اسْتِقْبَالَ الإِمَامِ إِذَا خَطَبَ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ، وَالشَّافِعِىِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ.
#استقبال_الإمام_إذا_خطب_يوم_الجمعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم؛
(يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون)[ آل عمران:102]
(يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا)[ النساء:1]
(يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمً)[ الأحزاب:70 - 71]
ألا وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمر محدثاتها، وكل بدعة ضلالة
أما بعد:
فلما رأيت أكثر المصلين الذين ليسوا في مقابل الإمام لا يلتفتون إليه، وحتى بعض من هو مقابل له تجده لا ينظر إليه فقد يضع رأسه فينظر نحو الأرض أو يغمض عينيه، أحببت تذكير نفسي ومن تصل إليه مشاركتي هذه عسى أن يتذكر الناسي ويتعلم الجاهل والله من وراء القصد.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الجمعة باب يستقبل الإمام القوم، واستقبال الإمام إذا خطب قال:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ: إِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ.
قال ابن بطال في شرحه على البخاري: (وجلسنا حوله) ، ولا يكون جلوسهم حوله إلا وهم ينظرون إليه، ومن أدبر عنه، فليس بمستمع له ولا مقبل عليه. ومعنى استقبالهم له، والله أعلم، لكي يتفرغوا لسماع موعظته وتدبر كلامه ولا يشتغلوا بغير ذلك، وقال الشعبي: من السنة أن يستقبل الإمام يوم الجمعة [أخرج أثر الشعبي ابن أبي شيبة في مصنفه (119/4 ح5335 ط الشثري) قال: حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَن الشَّعْبِيِّ].
وروى البخاري كذلك تعليقا فقال: واسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ رضى الله عنهم الإِمَامَ.
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (540/7 ط الفلاح): أما أثر ابن عمر [قال البيهقي في السنن الكبير (301/6-302 ح5782: أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ، حدثنا أبو عامِرٍ، حدثنا الوَليدُ قال: فذَكَرتُ ذَلِكَ لِليثِ بنِ سَعدٍ، فأَخبَرَنِى عن ابنِ عَجلانَ أنَّه أخبَرَه عن نافِعٍ، أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يَفرُغُ مِن سُبحَتِه يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ خُروجِ الإمامِ، فإِذا خَرَجَ لَم يَقعُدِ الإمامُ حَتَّى يَستَقبِلَه.] وأنس [قال البيهقي في السنن الكبير (301/6 ح5780: أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ أبي المَعروفِ الفَقيهُ المِهرَجانِىُّ بها، حدثنا أبو سَهلٍ بِشرُ بنُ أحمدَ الإسفَرايينِىُّ، حدثنا حَمزَةُ بنُ محمدٍ الكاتِبُ، حدثنا نُعَيمُ بنُ حَمّادٍ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، قال: قال أبو الجوَيريَةِ: رأَيتُ أنَسَ بنَ مالكٍ خادِمَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أخَذَ الإمامُ يَومَ الجُمُعَةِ في الخُطبَةِ يَستَقبِلُه بوَجهِه حَتَّى يَفرُغَ الإمامُ مِن خُطبَتِهِ.)] فأخرجهما البيهقي ، وأخرج أثر أنس ابن أبي شيبة [(119/4 ح5339) حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْمُسْتَمِرِّ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا عِنْدَ الْبَابِ الأَوَّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَدِ اسْتَقْبَلَ الْمِنْبَرَ.].
قال ابن رجب في فتح الباري (248/8 ط مكتبة الغرباء الأثرية):
فمن طريق ابن عجلان، عن نافع، أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام، فاذا خَّرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله.
ومن طريق ابن المبارك، قال: قال أبو الجويرية: رأيت أنس بن مالك إذا أخذ الإمام يوم الجمعة في الخطبة يستقبله بوجهه حتى يفرغ الإمام من الخطبة.
وقال يحيى بن سعيدٍ الأنصاري: هو السنة .
وقال الزهري: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ في خطبة استقبلوه بوجوههم.
خرجها البيهقي.
وخَّرج الأثرم من حديث الضحاك بن عثمان، عن نافع، أن ابن عمر كان يتهيأ للإمام قبل أن يخرج، ويتوجه قبل المنبر.
وروى وكيع، عن العمري، عن نافع، أن ابن عمر كان يستقبل الإمام يوم الجمعة إذا خطب.
قال الترمذي في جامعه: وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ، يَسْتَحِبُّونَ اسْتِقْبَالَ الإِمَامِ إِذَا خَطَبَ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ، وَالشَّافِعِىِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ.
👍5
قال ابن المنذر في الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف (82/4 ط الفلاح):
ذكر استقبال الناس الإِمام إذا خطب
قال أبو بكر: كل من أحفظ عنه من أهل العلم يرى أن يُستقبَل الإِمامُ يوم الجمعة إذا خطب. فممن رأى ذلك ابن عمر، وأنس بن مالك، وشريح، وعطاء.
1802 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يستقبل الإمام يوم الجمعة.
1803 - وحدثونا عن إسحاق، قال: نا عبد الأعلى، قال: نا المستمر بن الريان، قال: رأيت أنس بن مالك جاء يوم الجمعة فاستند إلى الحائط، واستقبل الإِمام.
وقال الزهري: كذلك كانوا يفعلون.
وقال أشعث بن سليم: رأيت الفقهاء يستقبلون الإِمام يوم الجمعة حيث كانوا.
وهذا قول مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأَوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جابر، ويزيد بن أبي مريم، والشافعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، لا أعلمهم يختلفون فيه.
وقد روينا عن أبي سعيد الخدري أنه قال: جلس النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله.
وقال في كتاب الإشراف على مذاهب العلماء (106/2):
باب استقبال الناس الإمام إذا خطب
515 - روينا عن ابن عمر، وأنس بن مالك، أنهما كانا يستقبلان الإمام إذا خطبا يوم الجمعة، وكذا قول شريح، وعطاء، وبه قال مالك، وسفيان الثوري، والأوزاعى، وسعيد بن عبد العزبز، وابن جابر، ويزيد بن أبي مريم، والشافعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وهذا كالإجماع.
هذا ومن أراد الاستزاة فعليه بالمراجع التي تم الإشارة لها في هذه المشاركة المتواضعة والله الموفق.
ذكر استقبال الناس الإِمام إذا خطب
قال أبو بكر: كل من أحفظ عنه من أهل العلم يرى أن يُستقبَل الإِمامُ يوم الجمعة إذا خطب. فممن رأى ذلك ابن عمر، وأنس بن مالك، وشريح، وعطاء.
1802 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يستقبل الإمام يوم الجمعة.
1803 - وحدثونا عن إسحاق، قال: نا عبد الأعلى، قال: نا المستمر بن الريان، قال: رأيت أنس بن مالك جاء يوم الجمعة فاستند إلى الحائط، واستقبل الإِمام.
وقال الزهري: كذلك كانوا يفعلون.
وقال أشعث بن سليم: رأيت الفقهاء يستقبلون الإِمام يوم الجمعة حيث كانوا.
وهذا قول مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأَوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جابر، ويزيد بن أبي مريم، والشافعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، لا أعلمهم يختلفون فيه.
وقد روينا عن أبي سعيد الخدري أنه قال: جلس النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله.
وقال في كتاب الإشراف على مذاهب العلماء (106/2):
باب استقبال الناس الإمام إذا خطب
515 - روينا عن ابن عمر، وأنس بن مالك، أنهما كانا يستقبلان الإمام إذا خطبا يوم الجمعة، وكذا قول شريح، وعطاء، وبه قال مالك، وسفيان الثوري، والأوزاعى، وسعيد بن عبد العزبز، وابن جابر، ويزيد بن أبي مريم، والشافعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وهذا كالإجماع.
هذا ومن أراد الاستزاة فعليه بالمراجع التي تم الإشارة لها في هذه المشاركة المتواضعة والله الموفق.
👍4
#انحسار_كتابة_المصاحف_وفق_الرسم_العثماني
إن الناظر في تاريخ كتابة المصاحف يقف على حقيقة جلية، وهي أن كتابة المصاحف بدأت في الصدر الأول إلى مطالع القرن الثالث الهجري تكتب بالرسم العثماني المعروف والمعهود، الذي له قواعده وأسسه ومبادئه، والمصاحف المرسلة إلى الأمصار الإسلامية التي دخلها نور الوحي كانت مكتوبة كذلك، والمصاحف العتيقة التي نسخت منها كانت وفق الرسم الأول والكتبة الأولى، مثل:
المصحف الشريف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة متحف طوب قابي سراي بإستنبول1،
والمصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة متحف الآثار التركية والإسلامية بإستنبول2،
والمصحف الشريف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة المشهد الحسيني بالقاهرة3،
والمصحف الشريف المنسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه المحفوظ بالجامع الكبير في صنعاء4.
ثم من القرن الرابع إلى مطالع القرن الرابع عشر الهجري، هذه الفترة الطويلة الممتدة ما يقارب العشرة قرون كتب المصحف بالرسم الإملائي من غير مراعاة لقواعد الرسم العثماني، وإن كتب بخطوط جميلة وبتزويق وبألوان وتذهيب وبعناية بالغة، فقواعد الرسم المصحفي لم تراع في هذه الفترة إلا من أفذاذ معينين وكلامي هذا على أهل المشرق العربي -المنطقة الشرقية من العالم الإسلامي- منطقة الدول العربية، وخراسان وبلاد فارس، والأناضول ونحوها، كل هذه البلدان كان يُكتب فيها المصحف بالرسم الإملائي؛ مراعاة لقواعد اللفظ بالغالب.
أما المغرب العربي فكان لأهله عناية فائقة في رسم المصحف وما زالت -وإن خَفَّت حالياً عنايتهم به- لكن منذ الفتح الإسلامي إلى وقت قريب كان لهم اهتمام بالغ بالرسم العثماني؛ لذلك يقول ابن خلدون: "فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم ومسائله واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه في شيء من مجالس تعليمهم، لا من حديث، ولا من فقه، ولا من شعر، ولا من كلام العرب، إلى أن يَحْذِق فيه أو ينقطع دونه، فيكون انقطاعه في الغالب انقطاعاً عن العلم بالجملة.
وهذا مذهب أهل الأمصار بالمغرب ومن تبعهم من قراء البربر، أُمَمُ المغرب، في ولدانـهم إلى أن يجاوزوا حد البلوغ إلى الشبيبة ،وكذا في الكبير إذا راجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره، فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظه من سواهم"5.
فأهل المغرب جمعوا ما حفظ اللفظ، وحفظ الرسم؛ لأنهم يكتبون على الألواح، فإذا كتبوا عليها راعوا أصول الرسم العثماني، فالألف - مثلاً- هنا محذوفة، وهنا منقلبة إلى واو، والألف هنا متطرفة بشكل ألف قائمة، أو بألف مقصورة، وهكذا، فيضبطون رسم المصحف ضبطاً دقيقاً وفق ما يكتبون، ويحفظون هذا الرسم، فجمعوا بين حفظين: حفظ المرسوم، وحفظ الألفاظ.
وما زال الاعتناء برسم المصاحف منتشراً عندهم، وبخاصة في موريتانيا إلى هذه الفترة.
واستمرت كتابة غالب المصاحف بالرسم الإملائي إلى مطالع القرن الرابع عشر الهجري، حتى قيض الله سبحانه أحد العلماء المصريين، وهو: أبو عيد رضوان بن محمد الـمُخَلّلاتي المتوفى سنة (1311) الذي اشتكى من استيلاء يد التحريف والتغيير والتصحيف على كُتَّاب المصاحف، وقال: "وصارت كتابة المصاحف على مقتضى القياس، وكاد هذا العلم أن لا يُعرف بين الناس"6، فرأى أن يضع أصول كتابة مصحف، وراعى فيه قواعد الرسم العثماني، وضبطه وفق أصول الضبط المشرقي المعهود في ضبط المصاحف، وصدَّر هذا المصحف بمقدمة ضافية وضّح فيها اعتماده في رسم هذا المصحف على مقتضى كتاب "المقنع" للداني، و"التنزيل" لأبي داود سليمان بن نجاح، ولخص فيها تاريخ كتابة القرآن الكريم في عهد النبوة، وجمعه في خلافة أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وبيَّن فيها المسائل الهامة في علمي الرسم والضبط، ومصطلحات علم عد الآي، وأضاف إليه ستة أنواع من الوقف، رمز إليها بحروف، ووضعت هذه العلامات في هذا المصحف، وهي:
الكافي (ك)، والحسن (ح)، والجائز (ج)، والصالح (ص)، والمفهوم (م)، والتام (ت)؛ معتمداً في ذلك على كتاب "المقصد لتلخيص ما في المرشدة"7 للشيخ زكريا الأنصاري (ت: 926)، وسمى هذه المقدمة: "مقدمة شريفة كاشفة لما احتوت عليه من رسم الكلمات القرآنية، وضبطها، وعد الآي المنيفة"8.
وقام بكتابة هذا المصحف الخطاط عبد الخالق حقي، المعروف بابن الخوجه، وقد أشار المخلّلاتي في مقدمة المصحف إلى هذا الكاتب، بقوله: "سألني كاتب هذا المصحف أصلح الله لي وله الحال، أن أضع له مقدمة تزيل عن غامض رسومه وخفي ضبطه الإشكال، فأجبته إلى ذلك"9.
وقال تلميذه أحمد تيمور باشا (ت: 134 : "وكان لنبوغ الشيخ رضوان في علمي القراءات والرسم أثر في تصويب المصاحف وتحقيق نشرها، فأشرف على طبع مصحف وضع له مقدمة نشره الشيخ أبو زيد سنة 1308/ 1890م، ويعتبر من أضبط المصاحف"10.
وطبع هذا المصحف في المطبعة البهية بالقاهرة سنة (1308.
إن الناظر في تاريخ كتابة المصاحف يقف على حقيقة جلية، وهي أن كتابة المصاحف بدأت في الصدر الأول إلى مطالع القرن الثالث الهجري تكتب بالرسم العثماني المعروف والمعهود، الذي له قواعده وأسسه ومبادئه، والمصاحف المرسلة إلى الأمصار الإسلامية التي دخلها نور الوحي كانت مكتوبة كذلك، والمصاحف العتيقة التي نسخت منها كانت وفق الرسم الأول والكتبة الأولى، مثل:
المصحف الشريف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة متحف طوب قابي سراي بإستنبول1،
والمصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة متحف الآثار التركية والإسلامية بإستنبول2،
والمصحف الشريف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: نسخة المشهد الحسيني بالقاهرة3،
والمصحف الشريف المنسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه المحفوظ بالجامع الكبير في صنعاء4.
ثم من القرن الرابع إلى مطالع القرن الرابع عشر الهجري، هذه الفترة الطويلة الممتدة ما يقارب العشرة قرون كتب المصحف بالرسم الإملائي من غير مراعاة لقواعد الرسم العثماني، وإن كتب بخطوط جميلة وبتزويق وبألوان وتذهيب وبعناية بالغة، فقواعد الرسم المصحفي لم تراع في هذه الفترة إلا من أفذاذ معينين وكلامي هذا على أهل المشرق العربي -المنطقة الشرقية من العالم الإسلامي- منطقة الدول العربية، وخراسان وبلاد فارس، والأناضول ونحوها، كل هذه البلدان كان يُكتب فيها المصحف بالرسم الإملائي؛ مراعاة لقواعد اللفظ بالغالب.
أما المغرب العربي فكان لأهله عناية فائقة في رسم المصحف وما زالت -وإن خَفَّت حالياً عنايتهم به- لكن منذ الفتح الإسلامي إلى وقت قريب كان لهم اهتمام بالغ بالرسم العثماني؛ لذلك يقول ابن خلدون: "فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم ومسائله واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه في شيء من مجالس تعليمهم، لا من حديث، ولا من فقه، ولا من شعر، ولا من كلام العرب، إلى أن يَحْذِق فيه أو ينقطع دونه، فيكون انقطاعه في الغالب انقطاعاً عن العلم بالجملة.
وهذا مذهب أهل الأمصار بالمغرب ومن تبعهم من قراء البربر، أُمَمُ المغرب، في ولدانـهم إلى أن يجاوزوا حد البلوغ إلى الشبيبة ،وكذا في الكبير إذا راجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره، فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظه من سواهم"5.
فأهل المغرب جمعوا ما حفظ اللفظ، وحفظ الرسم؛ لأنهم يكتبون على الألواح، فإذا كتبوا عليها راعوا أصول الرسم العثماني، فالألف - مثلاً- هنا محذوفة، وهنا منقلبة إلى واو، والألف هنا متطرفة بشكل ألف قائمة، أو بألف مقصورة، وهكذا، فيضبطون رسم المصحف ضبطاً دقيقاً وفق ما يكتبون، ويحفظون هذا الرسم، فجمعوا بين حفظين: حفظ المرسوم، وحفظ الألفاظ.
وما زال الاعتناء برسم المصاحف منتشراً عندهم، وبخاصة في موريتانيا إلى هذه الفترة.
واستمرت كتابة غالب المصاحف بالرسم الإملائي إلى مطالع القرن الرابع عشر الهجري، حتى قيض الله سبحانه أحد العلماء المصريين، وهو: أبو عيد رضوان بن محمد الـمُخَلّلاتي المتوفى سنة (1311) الذي اشتكى من استيلاء يد التحريف والتغيير والتصحيف على كُتَّاب المصاحف، وقال: "وصارت كتابة المصاحف على مقتضى القياس، وكاد هذا العلم أن لا يُعرف بين الناس"6، فرأى أن يضع أصول كتابة مصحف، وراعى فيه قواعد الرسم العثماني، وضبطه وفق أصول الضبط المشرقي المعهود في ضبط المصاحف، وصدَّر هذا المصحف بمقدمة ضافية وضّح فيها اعتماده في رسم هذا المصحف على مقتضى كتاب "المقنع" للداني، و"التنزيل" لأبي داود سليمان بن نجاح، ولخص فيها تاريخ كتابة القرآن الكريم في عهد النبوة، وجمعه في خلافة أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وبيَّن فيها المسائل الهامة في علمي الرسم والضبط، ومصطلحات علم عد الآي، وأضاف إليه ستة أنواع من الوقف، رمز إليها بحروف، ووضعت هذه العلامات في هذا المصحف، وهي:
الكافي (ك)، والحسن (ح)، والجائز (ج)، والصالح (ص)، والمفهوم (م)، والتام (ت)؛ معتمداً في ذلك على كتاب "المقصد لتلخيص ما في المرشدة"7 للشيخ زكريا الأنصاري (ت: 926)، وسمى هذه المقدمة: "مقدمة شريفة كاشفة لما احتوت عليه من رسم الكلمات القرآنية، وضبطها، وعد الآي المنيفة"8.
وقام بكتابة هذا المصحف الخطاط عبد الخالق حقي، المعروف بابن الخوجه، وقد أشار المخلّلاتي في مقدمة المصحف إلى هذا الكاتب، بقوله: "سألني كاتب هذا المصحف أصلح الله لي وله الحال، أن أضع له مقدمة تزيل عن غامض رسومه وخفي ضبطه الإشكال، فأجبته إلى ذلك"9.
وقال تلميذه أحمد تيمور باشا (ت: 134 : "وكان لنبوغ الشيخ رضوان في علمي القراءات والرسم أثر في تصويب المصاحف وتحقيق نشرها، فأشرف على طبع مصحف وضع له مقدمة نشره الشيخ أبو زيد سنة 1308/ 1890م، ويعتبر من أضبط المصاحف"10.
وطبع هذا المصحف في المطبعة البهية بالقاهرة سنة (1308.
👍3❤1
ومع بداية طباعة هذا المصحف أخذ مسار طباعة المصاحف يتغيَّر، فبدأت كتابة المصاحف وطباعتها وفق الرسم العثماني تشتهر منذ هذا التاريخ، وبدأت تتكون اللجان العلمية لمراجعة المصاحف بعد ذلك، وصارت البلدان تهتم بهذا الجانب: في مصر، والعراق، وفي الشام، ثم في دول المغرب، ثم في المملكة العربية السعودية، وغيرها، أما قبل ذلك فجل المصاحف وعُظمها كان يكتب بالرسم الإملائي، دون مراجعة أو تدقيق، أو اعتماد.
لنأخذ مثلاً المصحف المنسوب إلى أبي الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب (ت: 413)، هذا المصحف رُقمَ في آخره أنه مكتوب عام (319 ) في بغداد؛ أي: في أواخر القرن الرابع، ونلاحظ فيه أن قوله تعالى: {رَبِّ الْعَلَمِينَ}، في سورة الفاتحة [2] كتب بالألف القائمة، بينما لفظ {الْعَلَمِينَ} محذوف الألف، وهو نوع من أنواع الحذف في الرسم العثماني، وكتب ابن البواب قوله تعالى: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بدون ألف؛ لأنه كتبها على قراءة (مَلِك)، وفق رواية حفص بن عمر الدوري عن أبي عمرو البصري، التي كانت منتشرة في ذاك الوقت في العراق.
لنأخذ مثلاً المصحف المنسوب إلى أبي الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب (ت: 413)، هذا المصحف رُقمَ في آخره أنه مكتوب عام (319 ) في بغداد؛ أي: في أواخر القرن الرابع، ونلاحظ فيه أن قوله تعالى: {رَبِّ الْعَلَمِينَ}، في سورة الفاتحة [2] كتب بالألف القائمة، بينما لفظ {الْعَلَمِينَ} محذوف الألف، وهو نوع من أنواع الحذف في الرسم العثماني، وكتب ابن البواب قوله تعالى: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بدون ألف؛ لأنه كتبها على قراءة (مَلِك)، وفق رواية حفص بن عمر الدوري عن أبي عمرو البصري، التي كانت منتشرة في ذاك الوقت في العراق.
👍2❤1
ولو نظرنا في سورة البقرة في قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَبُ} نجد أن ابن البواب كتب (الكتاب) بالألف القائمة، مع أن ألفه محذوفة؛ لأن لفظ {الْكِتَبُ} في القرآن الكريم محذوف الألف في جميع أماكن ورود هذا اللفظ سواء كان معرفاً أم منكراً، إلَّا في أربعة مواضع ، كُتب فيها بالألف القائمة فقط، أما في سائر القرآن فمكتوب بحذف الألف، فلو نظرت في قوله تعالى أول الكهف: {الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَبَ} تجد ألِفَه محذوفة، ولو اطلعنا على قوله: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ}، الموضع الثاني في الكهف [27]، نجده مكتوباً بالألف القائمة، وكذلك نجد لفظ: {الْكِتَبُ} في أول سورة الحجر [4]: {كِتَابٌ مَعْلُومٌ}، وموضع سورة الرعد [38]: {لِكُلِّ أَجَلِِ كِتَابٌ}، والموضع الأول في سورة النمل [1]: {وَكِتَابِ مُّبِينِِ} جميعها ثابتة الألف.
فهذه المواضع الأربعة التي كتب فيها لفظ (الكتاب) مثبت الألف، أما في سائر مواضع هذا اللفظ فكتب بحذف الألف11، فلذلك يقول الخراز تلته في منظومته "مورد الظمآن"12:
وعنهما الكتابَ غير الحجرِ *** والكهفِ في ثانيهما عن خُبْرِ
ومــع لــفــظ أجــلِِ فــي الــرعــد *** وأولُ الـــــنـــــمـــــل تـــــمـــــام الـــــعَـــــدِّ
كما يلاحظ أن ابن البواب رغم إبداعه في الخط وتطويره له، إلا أنه رحمه الله كتب هذا المصحف الوحيد الذي بقي من مصاحفه التي دبجتها براعته بالرسم الإملائي، ولم يلحظ فيه أصول الرسم العثماني التي قررها علماء هذا العلم القرآني العريق.
ولنأخذ أيضاً مصحف الحافظ عثمان بن صالح (ت:1110) الذي كتبه في أول صباه، وطبع في إستانبول عن أصله شكلاً وتذهيباً بالمطبعة الحجرية العثمانية البحرية بحجم صغير سنة (1139/ 1727م)، وكان أول المصاحف العثمانية التي طبعت منذ بدايات الطباعة العثمانية للمصاحف13، نجد أن الحافظ عثمان رحمه الله كتب عدداً الألفاظ وَفْقَ الرسم الإملائي المعتاد، نحو: (مالك) و(الكتاب)، اللذين كتبهما بالألف القائمة، وهما في الرسم العثماني بحذف الألف فيهما.
فهذه المواضع الأربعة التي كتب فيها لفظ (الكتاب) مثبت الألف، أما في سائر مواضع هذا اللفظ فكتب بحذف الألف11، فلذلك يقول الخراز تلته في منظومته "مورد الظمآن"12:
وعنهما الكتابَ غير الحجرِ *** والكهفِ في ثانيهما عن خُبْرِ
ومــع لــفــظ أجــلِِ فــي الــرعــد *** وأولُ الـــــنـــــمـــــل تـــــمـــــام الـــــعَـــــدِّ
كما يلاحظ أن ابن البواب رغم إبداعه في الخط وتطويره له، إلا أنه رحمه الله كتب هذا المصحف الوحيد الذي بقي من مصاحفه التي دبجتها براعته بالرسم الإملائي، ولم يلحظ فيه أصول الرسم العثماني التي قررها علماء هذا العلم القرآني العريق.
ولنأخذ أيضاً مصحف الحافظ عثمان بن صالح (ت:1110) الذي كتبه في أول صباه، وطبع في إستانبول عن أصله شكلاً وتذهيباً بالمطبعة الحجرية العثمانية البحرية بحجم صغير سنة (1139/ 1727م)، وكان أول المصاحف العثمانية التي طبعت منذ بدايات الطباعة العثمانية للمصاحف13، نجد أن الحافظ عثمان رحمه الله كتب عدداً الألفاظ وَفْقَ الرسم الإملائي المعتاد، نحو: (مالك) و(الكتاب)، اللذين كتبهما بالألف القائمة، وهما في الرسم العثماني بحذف الألف فيهما.
👍2
فالشعلة التي أوقدها الشيخ أبو عيد رضوان بن محمد المخللاتي (ت: 1311) في مسيرة كتابة المصاحف، ثم طباعتها وَفْق الرسم العثماني، لم تزل نبراساً لكُتَّاب المصاحف، ولجان مراجعتها، وناشريها في التزام هذه السبيل.
-----------------
1 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إستنبول، ط1، 1428، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
2 - نشر وقف الديانة، مركز البحوث الإسلامية إستنبول، ط1، 1428، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
3 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإستنبول، ط1، 1430، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
4 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إستنبول، ط1، 1432، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
5 - مقدمة ابن خلدون (701/2).
6 - إرشاد القراء والكاتبين (843/2).
7 - طبع كتاب "المقصد" عدة طبعات، وقد لخص فيه كتاب "المرشد في الوقوف على مذاهب القراء السبعة وغيرهم" لأبي محمد الحسن بن علي بن سعيد العُمَاني (ت قبل 500). وحقق "المرشد" في رسالتين جامعيتين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة من قبل السيدة هند بنت منصور العبدلي، وأ. محمد بن حمود الأزوري.
8 - طبعت هذه المقدمة مع المصحف المعروف بـ "مصحف المخللاتي"، ونشرها مع ثلاث رسائل أخرى للمخللاتي الشيخ عمر بن مالـم المراطي، وصدرت عن مكتبة الإمام البخاري في الإسماعلية، عام 1437.
-----------------
1 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إستنبول، ط1، 1428، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
2 - نشر وقف الديانة، مركز البحوث الإسلامية إستنبول، ط1، 1428، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
3 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإستنبول، ط1، 1430، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
4 - نشر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إستنبول، ط1، 1432، بدراسة وتحقيق الدكتور: طيار آلتي قولاج.
5 - مقدمة ابن خلدون (701/2).
6 - إرشاد القراء والكاتبين (843/2).
7 - طبع كتاب "المقصد" عدة طبعات، وقد لخص فيه كتاب "المرشد في الوقوف على مذاهب القراء السبعة وغيرهم" لأبي محمد الحسن بن علي بن سعيد العُمَاني (ت قبل 500). وحقق "المرشد" في رسالتين جامعيتين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة من قبل السيدة هند بنت منصور العبدلي، وأ. محمد بن حمود الأزوري.
8 - طبعت هذه المقدمة مع المصحف المعروف بـ "مصحف المخللاتي"، ونشرها مع ثلاث رسائل أخرى للمخللاتي الشيخ عمر بن مالـم المراطي، وصدرت عن مكتبة الإمام البخاري في الإسماعلية، عام 1437.
👍3
9 - مقدمة شريفة كاشفة (64).
10 - أعلام الفكر الإسلامي (87-8.
11 - والبالغة (226) موضعاً. انظر: مختصر التبيين لهجاء التنزيل (61/2-62).
12 - دليل الحيران شرح مورد الظمآن (66). والضمير في "عنهما" يرجع إلى الداني وأبي داود سليمان بن نجاح؛ أي: احذف فيما نقلاه ألف (الكتاب) حيثما ورد، سوى المواضع الأربعة المذكورة.
13 - انظر: طبقات الخطاطين (76)، وكتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانيين (124).
10 - أعلام الفكر الإسلامي (87-8.
11 - والبالغة (226) موضعاً. انظر: مختصر التبيين لهجاء التنزيل (61/2-62).
12 - دليل الحيران شرح مورد الظمآن (66). والضمير في "عنهما" يرجع إلى الداني وأبي داود سليمان بن نجاح؛ أي: احذف فيما نقلاه ألف (الكتاب) حيثما ورد، سوى المواضع الأربعة المذكورة.
13 - انظر: طبقات الخطاطين (76)، وكتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانيين (124).
👍2
#بداية_طباعة_المصحف_الشريف_وانتشارها
ظهرت الطباعة في العالم في أول أمرها في مدينة "ماينز" الألمانية عام (840 / 1436م)، ولما كان اختراع آلات الطباعة سابقاً في أوروبا لغيرها من البلدان، كان ظهور المصحف المطبوع في تلك البلاد قبل غيرها كذلك. وتتحدث بعض الدراسات عن ثلاث طبعات مبكرة للمصحف الشريف في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين :
أولاها: طبعة مدينة البندقية بإيطاليا في الفترة ما بين (1499 - 1538م).
ظهرت الطباعة في العالم في أول أمرها في مدينة "ماينز" الألمانية عام (840 / 1436م)، ولما كان اختراع آلات الطباعة سابقاً في أوروبا لغيرها من البلدان، كان ظهور المصحف المطبوع في تلك البلاد قبل غيرها كذلك. وتتحدث بعض الدراسات عن ثلاث طبعات مبكرة للمصحف الشريف في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين :
أولاها: طبعة مدينة البندقية بإيطاليا في الفترة ما بين (1499 - 1538م).
👍2
والثانية: طبعة مدينة هامبورج بألمانيا عام (1125م / 1694م)، التي طبعها المستشرق الألماني إبرهام هِنْكِلْمان (ت:1695م) بعنوان: "القرآن هو شرعة الإسلامية محمد ابن عبد الله".
👍1