أمر جميل أن ترى أصدقاءك يُعلنون عن كتبهم الجديدة منشورةً في معرض الكتاب، ما بين تحقيق، وتأليف، ورواية، وديوان، وترجمة، وغيرها.

هذه أبعاضُهم الباقيةُ التي تنافس الفناء المحتوم، لتكون امتدادًا لعمرهم الميمون، وخطًّا من نور يعبر خطَّ النهاية أثرًا ممدودًا حتى يشاء الله.

لئن كان الإنسانُ يكدح إلى الفناء، فإن هذه الآثارَ تكدحُ للبقاء.

"والذِّكرُ للإنسانِ عُمْرٌ ثاني"

والفرق بين المؤمن وغيره، أنه لا يطمح في مجرد الذِّكْرِ، بل في أن يكون "لسانَ صدقٍ في الآخرين".

وبالتوفيق للجميع.

[صلَّى اللهُ على نبينا كُلَّمَا ذكرَه الذَّاكِرُون، وغَفَل عن ذِكْره الغافلون. وصَلَّى عليه في الأوَّلين والآخِرين، أَفْضَلَ وأكْثَرَ وأَزْكَى ما صَلَّى عَلَى أَحدٍ مِنْ خَلْقه.

وزكَّانَا وَإيَّاكم بالصلاة عليه، أفضلَ ما زَكَّى أَحدًا من أمَّتِه بصلاته عليه. والسلامُ عليه ورحمةُ الله وبركاتُه.

وجَزَاهُ الله عَنَّا أفضلَ ما جَزَى مُرْسَلًا عن من أُرْسِلَ إليه؛ فإِنه أَنْقَذَنَا به مِنَ الهَلَكَةِ، وَجَعَلَنَا في خَيْر أمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس، دائنينَ بدينه الذي ارْتَضَى، واصطفَى به ملائكتَه ومَنْ أَنْعَمَ عليه من خَلْقِه.

فلم تُمْسِ بِنَا نعمةٌ ظَهَرَتْ ولا بَطَنَتْ، نِلْنَا بها حَظًّا في دينٍ ودنيا، أو دُفِعَ بها عَنَّا مكْرُوهٌ فيهما، وفي واحدٍ منهما: إلَّا ومحمد صلى الله عليه سَبَبُهَا، القائِدُ إلى خيرها، والهادي إلى رُشدها، الذَّائِدُ عن الهَلَكَةِ وموارِدِ السَّوْءِ في خلاف الرُّشْدِ، المُنَبّهُ للأَسْباب التي تُورِدُ الْهَلَكَةَ، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها.

فصلَّى اللهُ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّى على إبراهيم وآل إبراهيم، إنه حميد مجيد].

____
الإمام الشافعي رحمه الله.

مِن حُسن فقهك للحياة ولنفسك وللناس، أن تتواضعَ لفكرة ألا تكونَ محبوبًا من بعض الناس، وأن تعرفَ أن ذلك لا يقدح فيك في شيء. بل قد يرفعك أحيانًا.

"النائباتُ صَيْقَلُ الأحرار"
تمرين خط ديواني.
___
من الرائية البديعة لأبي الحسن التهامي:
‏لله درُّ النائباتِ فإنها
صدأُ اللئامِ وصيقلُ الأحرارِ!

‏تعبتُ من القُرَّاءِ، في كل صفحةٍ
‏يقولون: هاتِ الشِّعْرَ واكتبْ لِنَأْنَسَا

‏يظنون أني قد كتبتُ ليطرَبوا
‏وما علموا أني كتبتُ من الأسى
___
فالح بن طفلة

اذكري قلبي فقد يَنضَرُ مِن ذِكراكِ عُودي..

البيانُ شيءٌ من النفس، لا يتجزأ منها، ولا ينفصلُ عنها، وهو في خروجِه يحملُ شيئًا من سرِّ صاحبِه ولا بد، لا يملك له دَفعًا ولا طيًّا، ولو كان كلامًا مَكذوبًا؛ فهو لحنٌ تعرفُ به اعوجاجَ صاحبِه عن جادة الصدق.
ومهما أسرَّ المرءُ مِن سريرةٍ، أو أخفى مِن خافيةٍ، أبدَتْها فلتاتُ لسانِه، وشذوذاتُ بيانِه، لأن الإنسانَ كُلٌّ لا يتجزأ، وهو إذ ينطقُ أو يكتب، فكأنما يأكل أو يشرب أو يتنفس، ليس له على ذلك سلطانٌ مقيم، وإنما هو مقهورٌ بسلطانِ جِبِلّتِه لا يَنفكُّ عنها، لا يملك أن يزنَ كلَّ خارجٍ من فيه ولو جهد.
ولِلصدق عَبَقٌ فواحٌ تتنَسَّمُ عِطرَه وعبيرَه، ولو أحاطَك ألفُ أَريجٍ مزيف، وألفُ عَرْفٍ مُزَيَّن!

قلوب جماهير الأمة ماتزال حية محبة للمقاومة.

خالد فهمي

نحن فرحون من أجلكم جدا، وخجلون من أنفسنا جدا، لدرجة أننا لا نملك الجرأة على أن نربت على أكتافكم على سبيل التهنئة.

محمود توفيق

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ، وَفِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: مَا أَحْسَنُ شَيْءٍ؟
فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْيِهِ، وَعَمْرٌو سَاكِتٌ.
فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا عَمْرُو؟
قَالَ: الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ.
__
الغمرات: الشدائد، وهي ما تغمرُ الواقعَ فيها بشدتها: أي تقهره، وتظلم عليه.
ثم ينجلين: ثم تنجلي عنه وتنكشف.

﴿فَإِذا ذَهَبَ الخَوفُ سَلَقوكُم بِأَلسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخَيرِ﴾

سبحان الله العظيم!
القرآن لا تبلى عجائبُه! كأنما يتنزل كلَّ يومٍ من جديد! تقرعُ الآيةُ مَسمعَك في كل حدثٍ -وأنتَ الذي قرأتَها آلافَ المرات- فكأنك ما قرأتَها يومًا!
القرآن في كشفه لأغوار النفوس: آيةٌ بينةٌ لقومٍ يعقلون.

قال العلامة الألمعي محمد عبد الله دراز - رحمه الله- كلمةً جامعةً -كأنما أُوحِيَت إليه- في وصفٍ جامعٍ للقرآن:
(غير أننا نقول كلمةً هي جملة القول فيه، وهي أنه "تلتقي عنده نهاياتُ ‌الفضيلةِ كلِّها على تباعدِ ما بين أطرفها")

وأستعيرها منه في وصف شمائل النبي ﷺ:
وهي أنه ﷺ تلتقي عنده نهاياتُ الفضيلةِ كلِّها على تباعدِ ما بين أطرافها.

ربِّ يَسِّرْ وأَعِنْ وتَمِّمْ بالخير يا كريم..
اللهم سلامًا وعافيةً لأهلنا أجمعين، ونجاةً عاجلةً وآجلةً من مكر الماكرين.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، نستغفرك ونتوب وإليك.

الأطفال الصغار في شوارع عزيزتنا المحروسة، يهتفون للأبطال الشجعان، يرونَهم مُثُلًا عُليا، غايةُ أمانيِّهم أن يحذوا حذوَهم، وأن يسدوا مكانَهم. نظرةُ الإكبارِ في وجوههم، ولمعةُ الإعجابِ تبرقُ في عيونِهم..
هؤلاء "غرسٌ" ميمونٌ يغرسُه اللهُ لهذه الأمة الميمونة، يقلدُ الصغيرُ فيه الكبير، يسير على مثاله، فيدركه أو يسبقه، حتى يأتي الفتحُ أو أمرُ الله.
دع عنكَ فلسفاتِ النصر والهزيمة الآن، تواضعْ قليلًا، واخشع، وانظر بعينين مفتوحتين، وقلبٍ نابضٍ حيٍّ، إلى آثار رحمة الله.

هل يمكن أن نتفق كلنا على كلمة سواء؟
أن نفرحَ كلنا، والآن، وهنا، لأجل السلامة الحالية، ولو مؤقتة، لأجل العافية من الدمار الذي لم يتوقف، ولو قليلًا، لأجل التقاط الأنفاس التي كانت تشهقُ الموتَ صباحًا ومساءً.
دعك من النصر والهزيمة، وأغلقْ آلتك الفلسفية قليلًا.
نحن هنا، والآن، نقول: الحمد لله رب العالمين.
ثم ليكن لكل امرئ في نفسه ألفُ غرضٍ لها.

كانوا يذمون ذكرَ الجَفَا أوانَ الصفَا، فلا تستدعوا شقاقَ البلاء أوانَ العافية، ولو مؤقتة، ولو قليلة، ولو كنتَ أرسطو.

أما الباحثون بجدٍّ وعِزةٍ وسلامةِ قصدٍ عن منافذِ الصوابِ ودروب الحقيقة وسطَ رُكامِ العالم الطاغي وتحتَ رمادِ الواقع المر، فعلى العين جُهدُكم والرأس، امشوا في مناكب العلم والمعرفة حثيثًا، ثم اهدونا، هداكم الله وإيانا.

لا يمكنك إلا أن تقفَ إكبارًا وإجلالًا لهؤلاء الصفوة الكرام، وقفةَ رجلٍ كريمٍ لرجالٍ كرامٍ!
ثم تكبر اللهَ على ما هداهم.

هذا الشعب شعب فريد والله!
من أينَ لهم تلك القلوب التي يحتفون بها! وتلك العزة التي يفاخرون بها! وتلك الحفاوة التي يتحتضنون بها مقاومتَهم الباسلة!

أحمد عبد الله (من أهل غزة):
بعد سريان التهدئة، لا بُدَّ من التأكيد على حقيقة حقِّنا الكامل والشرعي في عملية السابع من أكتوبر كشعبٍ محتل، وأن السبب الأساسي في الإبادة واستمرارها هو ترك العالم كله لنا؛ القريب والغريب. والله غالبٌ على أمرِه.
____
بدون فلسفاتِ المتكئين على الكراسي..
سبب الهلاك المبين اللي حصل يتحمل وزره العالم كله عربه وعجمه، لكن احنا بنحب النقد السهل.