Telegram Web Link
رحمة الله عليك يا أبا خالد..
ورفعَ اللهُ ذكرَك في السابقين.
الناس دي ارتاحت والله يا إخواننا، احنا اللي هنتعب بعديهم، وفي الله وحده العوض ومنه الجبر، ومما يبعث بعضَ الأمل أننا لم نشعر بفقد أحد منهم، بل المسيرة مستمرة..
وربنا يهيئ لهم ولنا من أمرنا رشدًا.
"دمُ الشهيدِ نورٌ ونارٌ:
نورٌ يضيء دَربَ المؤمنين،
ونارٌ على الطغاة المجرمين."
ألا قاتلَ اللهُ تلك المواقعَ والمنصات، جعلتنا لا نوفّي الحزنَ حقَّه! ولا نعطي كُبراءَنا ما يليقُ بهم من الصمت الوقور.
وحق الرجال الكبار، حزنٌ كبيرٌ مَهيبٌ، لا يخالطُه شيءٌ من لعاعات الدنيا وملاهيها.
شأنُ الروح ومكاشفات مصابيحها لخبايا الزوايا، ومستكنات النفوس، وبراعتها الفذة في الإصغاء إلى الصمت وترجمة حروفه، وإتقان نسج ذلك كله بخيوطها السماوية= آيةٌ مُسكِتةٌ مذهلة.. ولكن أكثر الناس لا يفقهون، ولا يبصرون ولا يعقلون.

ولو عقلوا لكانوا من وراء أرواحهم ولكن!
_
وجدان العلي
المُغرَمُ بسير الأوائل، وتراثنا الثقافي الزاخر، لن يعدِمَ فيه ومضاتٍ تجدهم سبقوا بها نظرياتٍ عديدة، وما ذاك إلا بثاقب نظرتهم، وصفاء أرواحهم، وتلك سيما العرب عمومًا، ثم زادَها الإسلامُ وصقَلَها وهذَّبَها، اقرأ مثلًا قولَ سفيان الثوري الإمام الكبير الذي لم يُرَ في زمانه مثلُه:
"من يزددْ علمًا يزددْ وجعًا، ولو لم أعلم كان أيسرَ لحزني".

وربما احتملَ بيتٌ واحدٌ من شاعرٍ مجيد، فلسفةً كاملةً يؤسسُ لها الناسُ اليومَ علمًا كاملًا أو فرعًا مِن علم، تُكتَبْ فيه كتبٌ ورسائل!
__
قال الأستاذ عدي الحربش:

قال المتنبي:
إلفُ هذا الهواء أوقعَ في الأنفسِ
أنّ الحِمامَ مُرُّ المذاقِ
والأسى قبل فرقة الروح عجزٌ
والأسى لا يكون بعد الفراقِ
قال المعري: هذا البيت والذي بعده يفضلان كتبَ الفلسفة لأنهما متناهيان في الصدق وحسن النظام.
قلت: وهي بمثابة PhD في الفلسفة لأنها من فم أبي العلاء!
‏ومن يتفكر في معنى البيتين يكتشف أنّ أبا الطيب دحضَ في بيتين ما سعى لوكريتيوس جاهدًا كي يدحضه في ستة كتب و ٧٤١٩ بيتًا : الخوف من الموت.
الأَثِيرُ: مُحَمَّد أَحْمَد
sharah_diwan_almutanabiy.pdf
تحفة ثمينة: شرح ديوان المتنبي، المنسوب للإمام عبد القاهر الجرجاني..
Forwarded from قراء حصين (🐾 Emran Aleideh ▪️🐐)
يسرّنا في مركز حصين أن نعلن عن المسابقة السادسة، ضمن برنامج قراء حصين والتي ستكون في قراءة كتاب:
(النبأ العظيم)
للدكتور/ محمد عبد الله دراز.

🗓 البداية بإذن الله، السبت ٩ شعبان ١٤٤٦هـ، ٨ فبراير/٢٠٢٥م
ولمدة شهر بعون الله وتوفيقه.

💢 وستقدم بإذن الله جوائز مالية قيمة للمراكز الخمسة الأولى في نهاية المسابقة:
المركز الأول: 150 دولار
المركز الثاني: 100 دولار
المركز الثالث: 70 دولار
المركز الرابع: 50 دولار
المركز الخامس: 30 دولار

وذلك بناءً على اختبار في الجزء المحدد كل أسبوع، وتقييم مشاركات المتسابقين وجهودهم في الكتاب على وسم #قراء_حصين في مواقع التواصل.

للتسجيل في المسابقة من خلال الرابط:
https://forms.gle/c1UCKe2nMGPrNe9PA

📌 توجد شهادة مجانية لجميع الناجحين في الاختبار.
#مركز_حصين #قراء_حصين
قال معن بن أوس (وهو في الحماسة):
إِذا انصَرَفَت نَفسي عَن الشَيءِ لَم تَكَد
عَلَيهِ بِوَجهٍ آخِرَ الدَهرِ تُقبِلُ!

وقال سيدنا حسان بن ثابت:
إِذا انصَرَفَت نَفسي عَنِ الشَيءِ مَرَّةً
فَلَستُ إِلَيهِ آخِرَ الدَهرِ مُقبِلا!
في الليالي الثقيلة، أتحاشىٰ أن أنام، وإن ضغطَ عليَّ النومُ ضغطةَ الحاجة والاضطرار.
النومُ: تَخَفُّفٌ من ضغطة الحياة الدائمةِ إلى استرواحةِ الفناء المؤقت، وذَهابٌ من حضرة الوعي المتصل إلى استجمامةِ الغياب الفاصل.
فإذا جَثَمَت على صدرك كُتلةٌ غامضةٌ ثقيلةٌ لا تدري ما هيَ، فكيفَ -بهذا الثِّقَل الجاثمِ- يكونُ النومُ خفيفًا مُخَفِّفًا؟!
وإنما أنتظر.. أنتظر.. أنتظر، ريثما تذوبُ هذه الصخرةُ الجاثمةُ، حتى يصفوَ ليَ اليوم، أو يهنأ ليَ النوم، غيرَ أن الانتظارَ كثيرًا ما يكونَ بلا فائدة تُرجَى. لكن.. لا بأس، نحاول.

ونُذَكِّرُ أخانا النومَ بفضيلته التي أشادَ بها شيخُ المعرة، لعله يرجعُ إلى أصله، ويحنّ إلى طبيعته:

وفَضيلةُ النّوْمِ: الخرُوجُ بأهْلِهِ
عن عالَمٍ هوَ بالأذى مَجْبولُ!
سبحان اللهِ العظيم!
كل أخبار العالم تكادُ تَحومُ حول تلك البقعة الطيبة الصغيرة "غـزة"! كأنما خلا العالَمُ إلا منها، نقطةٌ في خريطة العالم، تشغلُ كلَّ العالم!

رحم اللهُ أحمد بخيت، كأنما عناها بقوله:
أكلُّ رياحِ هذِي الأرضِ..
ضِدَّ جناحِ عصفورِ!
الأرواحُ مرايا تتناظَرُ في عالَمِ الغيب، ولقد أهمُّ بالشيءِ لأكتبَه أو أقولَه، فأجده مرقَومًا في صفحةِ شبيهٍ، سبقني أو سبقتُه.
يموتُ المرءُ وفي صدرِهِ أشياءُ تأبى عليه مروءتُه ونُبل نفسِه أن يَفُوهَ بها، وإن كانت تحترقُ في جَوفِه احتراقَ الجمر.
يتساءَلُ المُحبُّ سؤالَ المترقبِ أو المُستطيل:
متى يَشتفي منكَ الفؤادُ المُعذَّبُ؟!
ولو فَقِه حُبَّه، لَعلمَ أن شريعةَ المتحابين لا مَحِلَّ فيها لـ"متى" إلا في موضعٍ واحد "متى ألقاك؟"
وإنما كان أجدرَ بحاله وأَليَقَ به أن يتساءَل سؤالَ المستنكر:
وهل يشتفي منكَ الفؤادُ المُعَذَّبُ؟!
هذه الأيام فرصةٌ مِن ذهب قَلَّما يكررها التاريخ:
أن يصير عدوُّك بتلك العُنجُهية المتحدية المستفزة، وبذلك الوضوح الفجّ المكشوف المفضوح، الذي لا يجعلُ شيئًا سِرًّا، بل صارَ كل شيء عَيانًا بأوضحِ الألفاظِ وأظهر العبارات!

هذه الأيام "المفضوحة" فرصة، والله فرصة، ليعلم مَن لم يكن يعلم: رأسَه مِن رِجلَيه!

{والله غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون}
أيُّ مُحَدَّثٍ مُلْهَمٍ ذاك الذي سَمَّاه: "طوفان"!
لو أدرتَ لسانَ العربِ بحثًا عن كلمةٍ تحلُّ محلَّها؛ ما وجدتَ!

العالم يتحرك بصورة لا تخطر على بال!
والمفاجأة: كل هذا بداية الطوفان وحسب..
ومَن يعش، يَرَ!

اللهم اجعل عاقبةَ أمرنا رشدًا وعافيةً.
من المَضائق التي تظهر فيها "مَلَكةُ البيان" تمكنًا واقتدارًا وتفنُّنًا: الكلام في دقائق العلوم، فليس البيانُ هو -فقط- حُسنَ وصف الطبيعةِ والحب والحبيبة، بل انظر في دقائق المسائل كيف يسلكُ فيها قلمُ الكاتب وكيف يصنع..

انظرْ مثلًا للغة الشافعي وهو يؤصل للشريعة..
وانظرْ كيف فعلَ أبو المعالي الجويني في غياث الأمم، في كتابٍ صعبِ المَضائق، هذا رجلٌ يعزف لا يكتب!
وانظر إلى الجاحظ في كتاب "الحيوان" وفي سائر كتبه.
وانظر لأبي حيان وهو يغوص في دقائق الفلسفة بقلمه.
وانظر لمحمود شاكر وهو يُؤصل للنغم والعَروض!
وانظر كيف فعلَ الشيخ دراز في النبأ العظيم، لَكأنها -والله- ألواحٌ من السحر المنَزَّل.

هنالك تتبدى لك مَلَكةُ الأديب كما لا تتبدى فيما سواها.
في هذه الليلة المباركة، ليسَ مطلوبًا منك -في أدنى أحوالك- كبير عمل، بل فقط: أن تنظر في قلبك ساعةً فتنقّيه من شوائب الشرك والشحناء.
و"القلب السليم" هو مهمة العمر كله، ومثل هذه الليالي الطيبة فُرَصٌ تساعدك وتأخذ بيدك.
2025/07/03 17:11:30
Back to Top
HTML Embed Code: