Telegram Web Link
لا شيءَ يدعو لأيِّ لونٍ من ألوان السخرية والمزاح، الأمر كله "مرثيةٌ" تامةُ الأسى، فعلامَ نضحكُ؟! وإلامَ نَسْخر؟! وحتامَ نُسَخَّر؟!

يقول أبو فهر:
"ولكنّ التهكّمَ في هذا الدهر المائجِ بصنوف العذاب والبلاء، لا يكاد يُجدي شيئًا في الإصلاح".
حين عزمتُ على إنشاء قناة التليجرام منذ أكثر من خمس سنوات، كانت الفكرة الرئيسية: حفظُ ما أكتبُه كأرشيف ذاتي بحت.
كان الذي أنشره كله: على الفيسبوك، وكان كثيرًا متشعبًا يصعب أن أجمعَه كله، فكرتُ وفكرتُ ثم ومضت لي فكرة، فجمعتُه بطريقة سهلة وغريبة!
كل يوم في ذكريات الفيسبوك أجمع منشورات الذكريات وألقيها في القناة، يومًا فيومًا، حتى جمعتُ كل ما نشرت.

ومن حينها والقناة تكبر، وفي نيتي أن أخصصها لنفسي يومًا ما، لأنها تجربة ذاتية لم تكن تصلح للنشر..

ثم اتسع الخرقُ على الراتق.
‏لا جدال أن السؤال الذي أعيا معظمنا منذ زمن، قبل الطوفان وبعده، هو سؤال: ما العمل؟
والحق أن البحث والنظر والسعى في جواب هذا السؤال هو العمل نفسه! وأن الدافع الرئيس لهذا السعى والبحث هو الشعور بأننا لم نصل إلى الإجابة بعد! ثم تنقضي الأعمار والأجيال ونعلم أن هذا كان العمل.

عبد الرحمن عادل
يومَ وقفَ "محمد يسري سلامة" ثائرًا وحده!
__

قال له ضابط التحقيق: أي عَبَطٍ هذا! ولماذا لم يفعل غيرك مثلما فعلت؟ أتظن أنك الرجل الوحيد في هذا البلد؟

قلت: لا أدري لِمَ لم يفعل أحدٌ شيئًا وإخواننا يُقتلون ويُذبحون، لكن لأن يكون في هذا البلد رجلٌ واحدٌ خيرٌ من أن تخلوَ من الرجال على الإطلاق!
___

الواقع يجعلنا نفقدُ "الرَّجا" في هذا البلد وفي أنفسنا والناس، فقد قُتل في الناس أشياء جعلتهم موتى كالأحياء، أو أحياءً كالموتى! وإذا كان كلُّ الذي جرى ويجري لم يحفِّزهم على البعث والنشور، فأي شيء بعد ذلك يفعل!

لكن الله يحيي الأرض بعدَ موتها، ويحيي العظام وهي رميم، وعلَّمَتنا الأيام أنَّ "كل شيء ممكن" وأن من تحت الرماد نارًا تتأجج من جمرات الغضب لعلها تخرجُ ساعةً ما..
لعلها..
قلتُ له: لا تيأسْ، حَرِيٌّ بك ألا تيأس، لا ألومُك إن فعلتَ، لكن لا يليقُ بمثلك اليأسُ.

قال : أيأس؟! ليتني أملكُ رفاهيةَ اليأس! أنا لا أيأس، أنا أتلاشى، تُذَوِّبُني الأيامُ كقطعةِ الثلجِ المصلوبةِ في الرمضاء.. ولا أدري لمَ! و"لا أدري" هذه: أشدُّ عليَّ من جحيم التلاشي.
Forwarded from مُسدَّد
الطوفان لم يكن جريمة ولا كارثة، بل الجريمة والكارثة هي خذلان الطوفان وأهله، من قبل الطوفان ومن بعد الطوفان، وهذا الخذلان هو السبب في استحرار القتل في المسلمين في مدة متقاربة، وإلا فالعدو لم يكن مسالما، بل كان يجمع ويرصد ويحارب ويحاصر ويقتل ويأسر منذ عشرات السنين، وعلى هذا قامت دولته اللقيطة، وبه وبالخيانات والجبن والخذلان استمرت وصمدت حتى تهيأت لمثل هذا التسلط والإجرام، أفلَمَّا كشف الأبطال ظهر العدو، وفجَّروا خراريجه ودماميله النجسة ليرى النائمون الغافلون قبح ما تحتها من وسخ، وخطر ما تجمع وراءها من قيح وقذر صاروا هم المجرمين!

أيصير الصامد في وجه عدوه، الصارخ بأمّته لتصحو من نومها مجرما، ويصير النائم والداعي للنوم هو الحكيم! إن كانوا -بحسب زعمكم- هاجموا العدو ولمّا يُعدُّوا له، فالعدو قابع في دياركم ماكر بكم وبأهلكم وبمستقبل أولادكم وأحفادكم، عابث بدينكم ودمائكم وكرامتكم ودنياكم وأموالكم منذ عشرات السنين، فأين إعدادكم أنتم ومن توالونهم له؟

يا قومنا، من كان صادقا مشفقا في العزم والنصح فليوجه سهامه للعدو ولأوليائه من العرب والعجم، ثم للخاذلين لأهل الطوفان، أما هم فحريٌّ بنا إن لم نكن معهم في الساحات، أن نتوارى خجلا من حالنا، ثم نشكرهم ونقبِّل رؤوسهم وأيديهم على بذلهم وصبرهم وقيامهم بالحق نيابة عنا في وجه عدو خسيس، وعالَم ظالم متناقض متغطرس!

«ولينصرن الله مَن ينصره، إن الله لقوي عزيز»
«فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون»
وكان يُقالُ: أفضَلُ الناسِ في يَومِ الجُمعةِ، أكثَرُهم صلاةً على النبيِّ ﷺ.

أبو بكرة رضي الله عنه.

مصنف عبد الرزاق
تاريخُنا، وأصلُنا وفصلُنا..
عام هجري مبارك 1446، ولا يحتاج رمز (هـ) لتمييزه، فهو الأصل، وإنما يحتاجُ التمييزَ الدخيلُ..
محمد المتيم:
__
لا أطيان ولا عقارات..
ميراثُ كُلِّ رجُلٍ في وجهِهِ،
منقوشٌ بين عينيه،
أبصرَهُ مَن أبصَرَ.. وعمِيَ عنه مَن عَمِي.

فولتير:
" وجه الرجل ، سيرته الذاتية "
أشعر - والله - بزيادة ألم وقهر على إخراج اليهود المجرمين لعشرات آلاف المسلمين من أماكنهم وأحيائهم في #غزة من جديد..
كم يمكن أن تتحمل النفوس المتعبة المتألمة المذبوحة!!
فبينما هي تنتظر الفرج وتتطلع إلى بصيص أمل يلوح في الأفق بعد طول معاناة وألم، فإذا بموجة جديدة أشقّ وأصعب من النزوح والتهجير، والقتل والإذلال وحمل الجراحات، والآلام النفسية والبدنية تبدأ من جديد، مع الجوع والإنهاك والعطش والفقر والمرض، فما أهون أول نزوح من هذا النزوح القاسي..
كم من كرامٍ، وحرائرٍ، وفضلاءٍ، ومرضى وأطفال وضعفاء، سيتجرعون رغمًا عنهم كؤوس الذلّ والهوان، والقهر والعذاب، حتى إنّ الموت ليهون ويُحتقر أمام هذا الواقع الرهيب..
حسبنا الله ونعم الوكيل
Forwarded from مُسدَّد
عجزك عن نقد سبب البلاء والخذلان الذي نحن فيه (الأنظمة المتحالفة مع الغرب والخادمة لمصالحه مقابل تثبيت حكمها ومصالحها) لا يبيح لك أن تأخذ راحتك في التسلط بالنقد على المظلومين المخذولين (المقاومة) حتى لو كان نقدك صحيحاً.

فإن التسلط على المظلوم الضعيف لأنه أخطأ في كيفية رفع الظلم عن نفسه مع سكوتك المطبق عن الظالم في قانون المروءة يسمَّى خسةً ونذالة وقلة حياء كفيلة بأن تسقط سقوطاً مدوياً من عين كل رجل وعاقل.

وقد قيل: من تكبر على أهل الكبر فقد تمت مروءته، وبعكس ذلك من تكبَّر على المستضعفين وذل وخنع لأهل الكبر فقد مسخت مروءته.

وواضح من الكلام أن النقد ليس مذموماً، ولكن هناك فرق بين كلام الناصح العاقل الحكيم المشفق الذي يرجو استصلاح الخيّرين قدر استطاعته، ويوجه سخطه وعداءه للظالمين المتجبرين، وبين خفيف العقل صاحب الهوى الذي يتسلط على إخوانه بألسنة حداد، ويتتبع عوراتهم، ويضع عينه عليها كالمجهر، ويتفرغ لهم، ويجعلهم شغله ومشروعه، فليس هذا عاقلاً، بل ناقص عقل، ولا ناصحاً، بل صاحب هوى منتصر لنفسه ولآرائه ومواقفه وربما شيوخه.

مهند
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
سنظل نتفرج على المذابح ونحن في ذلنا وعجزنا وقهرنا حتى نؤمن حقا أن أعدى أعدائنا هي تلك الأنظمة العربية التي حولتنا إلى مساجين وحبستنا عن إخواننا وتآمرت مع العدو لقتلهم ولإذلالنا!

كل من ساهم في صناعة هذا الوهم، هذا الوعي المسموم، وكل من يصد عن إسقاط هذه الأنظمة = هو شريك أصيل في الجريمة.
عاجل | "حماس":
- "مجزرة مواصي خان يونس استمرار للإبادة النازية ضد شعبنا والإدارة الأمريكية شريك مباشر في الجريمة"
- "مجزرة مواصي خان يونس تصعيد خطير في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب"
- "ادعاءات الاحتلال باستهداف قيادات هي ادعاءات كاذبة"
- "الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة في مواصي خان يونس"
- "المجزرة استهدفت منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال منطقة آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها"
- "ادعاءات الاحتلال باستهداف قيادات فلسطينية كاذبة وهذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال ذلك"
Forwarded from القناة الإخبارية الدولية (النقادي)
#المنهجُ
فليفهم المسلمون
حماية المدنيين الفلسطينيين واجب شرعي على المسلمين عامة لا على المقاتل الذي نفذ الفرض الواجب عليه وقضى ما عليه ويمنع عنّا الخزي والعار
ومن يحدثكم بهذا فاعلم أنه كلبٌ ينطق ضلالًا وشرعًا لم ينزله رب العالمين
المسلمون دم واحد وولاء واحد وبراء واحد
وعليهم هم دفع الصائل لا على من يقاتل ويأتمر بأمر ربه ويُقاتل أصلا بل ويمنع عنّا الخزي والعار
فمن يتحدث عن المسلمين في غزة وكأنهم بشرٌ لا علاقة لهم بنا ولا يلزمنا شيء من أمرهم
فهو ظالم عدو جائر ضال على أقل تقدير!
فالكلامُ يكون على من لم يفعل وليس على من فعل
النكير يكون على الكلب لا الأسد
النكيرُ يكون على العميل لا الهزبر
النكيرُ يكون على الحقير لا الشهم
النكيرُ يكون على حكام العرب لا حماس.
انظروا لدول مثل بوركينا فاسو والنيجر طردوا الأمريكان والغرب لما تحالف بعضٌ منهم فقط
دولتان ودخلت مالي ثالثة فأوقفوا كل شيء ضد النيجر!
وهم في الفقر العسكري والغذائي بلغوا القُلتين!
نحن يحكمنا كلابٌ أمريكية يا حركة كلب (فتح)
ومن يتعايش مع هذا دون نكير فلا يستحق لقب مسلم!
#أبو_عبيدة_النقادي
Forwarded from أفراس - Afras
«زاد الركب: فلسطين.. الهويّة والصراع»

يعود إليكم زاد الركب من جديد، في إصدارها الثاني، وهذه المرة ستكون مجموعة من الدورات المتتالية، القصيرة والمكثَّفة، كل دورة تأخذ جانبًا من جوانب القضية الفلسطينية، بحيث نكون قد خرجنا من هذا الإصدار وقد ألممنا بمُجمل القضية وجوانبها المتعددة..

وها هي أولى هذه الدورات: فلسطين.. الهويَّة والصراع!

• الاشتراك مجاني، وسيكون البث عبر زووم.

للاشتراك..

وستجدون كل التفاصيل المتجددة عبر قناتنا على تليجرام.
أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنّ هذا الظلم والإجرام والاحتلال سيزول، ويحلّ العدل وتُرفَع راية الإسلام،
وإن لم نستيقظ ونعيد ترتيب أولوياتنا ونجعل نصرة الإسلام والمسلمين أولى ما نشتغل به؛ ونكسر الحلقة الحياتية المفرغة التي تُبدد طاقاتنا؛ فستحلّ علينا سنة الله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم)
ووالله ما اشتدّ هذا الظلام إلا لعظم نور الفجر القادم، ووالله إنه لقريب.
ومن بقي بعد كل هذه الأحداث يمدح ظالماً أو يثني على خائن يوالي الكفار فهو أعمى البصيرة لا يُرجى منه نصر للمسلمين.
فلا بد من إعادة النظر في كل شيء بناء على ميزان العدل والظلم والحق والباطل ونصرة الأمة وخذلانها.
والإسلام قادم..
حتى لا تنجروا خلفَ دعايا العدو وما يزرعه في عقولكم بكثرة الترداد والتكرار، فإن وجود "أخطر رجل في العالم" في منطقة مليئة بالسكان، لا يُبيح قصفها عند أي أمة من الأمم، ولا في أي ميثاق من المواثيق الدولية المزعومة..

ثم انظر وتأمل، وفَكِّك الأمر أجزاءً:
هؤلاء أصلًا أصحاب أرض، يدافعون عنها، ويحاولون استرداد ما غُصب منها، وليسوا "أخطر رجل في العالم ولا حاجة"!

كل مزاعم العدو أنهم في المكان الفلاني، هو مجرد تبرير فج لما يقومون به من جرائم..

كل المواثيق الدولية هي لحماية القوي، لا الضعيف..

وفكِّكْ بنفسك باقي الأجزاء، لتخرج بألف نتيجة ونتيجة.

____
أصبح لزامًا علينا أن نكرر الواضحات والبديهيات، لأنه مع التراخي عن تكرارها تضيع من نفوس الناس، وتخرج لنا أجيال جديدة نظنهم يعلمون كل شيء وهم لا يعلمون، ولم يعلّمهم أحدٌ أي شيء..
الغريبُ النسيبُ، مرحبًا بك..

هذه رسالةٌ أكتبُها على مَضَض، بلا روحٍ، مع أنها "رسائلُ رُوح"، أستشفي بها، وأستشفُّ، وأستبصِرُ، وأسترشِدُ، عسى أن أُهدَى إلى مراشد أمري، وأن ألتجي إلى مستقرٍّ من تلك الحيرةِ المُنداحةِ في أحناء نفسي.

وأنتَ أنا، مِثلًا بمثلٍ، لا فضلَ لأحدنا عن صاحبه، اللهمَّ إلا كصُبابة الإناء، أو كحُشاشةِ المُلتاع.
والصُبابة والحُشاشة: كلاهما بقيّة..

إن حُشاشةَ المرء هي "رُوحُ القلب ورَمَقُ حياةِ النفْس"!
أرأيتَ رقةَ الوصف، وحُسنَ الرصف؟!
إنك إذن "حُشاشتي" التي أتحاشى بها الهلاك..
وأنت -إذن- لي "رجاءٌ" كرَجاء "العباس بن الأحنف" يومَ اقتاتَ عليه وذادَ به عن نفسِه مخالبَ الهَلَكة التي أنشبت فيه، قال:
رَجاءٌ كَشِبهِ اليأَسِ أَمسى يَقوتُني
أَذُبُّ بِهِ عَنّي الرَدى وَأُغالِبُه!

كشبه اليأس! نعم.. ولا يملك كسيرُ القلب إلا هذا "الشبه" يتمسك به، وتلك "العكازة" يتوكأ عليها فرارًا من شبح الردى.
مُنًى يتوسلُ بها المُتعَبون، علَّها تُنجيهم، يُعللون أنفسَهم ببريقها، وإن أعقبَتْهم بحريقها!
أُعَلِّلُ بالمُنَى نفسي، وما لي
سوى اليأسِ الذي فيه احتراقي!
كما قال العباسُ الذي ذبَّ بهذا الرجاءِ الردى عن نفسه -قبلَ قليلٍ- وغالبَه به!
ورحمة اللهِ تغشى المساكين.

"رجاء" هذا الذي يعيش به الناس، ونعيش..
"ولولا رجائي بأن نلتقي
وأن يجمعَ اللهُ ما بيننَا
لَسارَعَتِ الروحُ شوقًا إليك
ولكنها قَنِعَت بالمُنى"

وعلى ذِكر الحُشاشة، فإن أميرَ الشعر "امرؤ القيس" يقول في بيتٍ ذائع مُبين:
وما المَرْءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه
بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ
"وليس المرء بمُخَلَّدٍ، ولكنه ما دامَ حيًّا، وفي حُشاشته بقيةٌ فإنه يسعى ولا يألو -أي لا يقصّر- ولكنه ليس بمدرك أطراف ما يؤمله، وكيف يدركهن، وفي إدراكهن السعادة، وليست السعادة من نصيب الإنسان، إنما نصيبُه الحسرةُ والفناءُ والتعللُ بالذكرى، وتحيةُ الأطلال الباليات".
كما قالَ وأبانَ الدكتور عبد الله الطيب رحمه الله.
وهل يَعِمَنْ إلا سعيدٌ مُخلَّدٌ
قليلُ الهمومِ ما يبيتُ بأوجالِ؟!

عَوْدٌ على بَدْءٍ.. بعد هذا الاستطراد الذي ربما أَمَلَّكَ، يقول امرؤ القيس أيضًا:
أَجارتَنا إنّا غريبانِ ههنا
وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ
فهل الغُربةُ وطنُ الغريبين؟ وهل تآنُسُ الأغرابِ في فلاةِ الغربة يجعلها وطنًا مُؤنسًا لا قفرًا مُوحشًا؟ وهل يُحيلُ "النسيبُ" جحيمَ الغربةِ وكُربَتِها إلى ظلٍّ ظليلٍ وماءٍ عذبٍ نميرٍ؟ لا أدري.. لعله.

وعلى ذِكر الغربة والوطن، فقد قال بعضُ الفقهاء -وانظر إلى رقتهم-: إذا تزوجَ المسافرُ ببلدٍ أو مَرَّ على بلدٍ فيه زوجتُه أتمَّ الصلاة؛ لأن الزوجةَ في حُكم الوطن!
"لأنَّ الزوجةَ في حُكمِ الوطن".

"لم أدرِ ما غُرْبَةُ الأوطانِ وهو معي
وخاطري أين كنّا غيرُ مُنْزَعِجِ"

فهل لّا نخشى الغُربةَ إذا تَآنَسْنا وتَناسَبْنا و"اتلم التعيس على خايب الرجا" طالما كنا معًا؟!
وإذا كان لا مفرَّ من الخوف والوحشة، فهل تَصدُقُ فينا كلمةُ "فريد": على الأقل نخافُ معًا؟
أيضًا.. لا أدري!

كل هذه مجرد كلمات "تَعِلَّةٌ" نتعلل بها، لكن الكتابة قَلَّما أذهبت وحشةَ البَينِ وشفت داءَ الصدور..
"أعلِّلُ نفسي بالكتاب وَقلَّمَا
شَفَت دَاءَ بَيْنٍ أَحرُفٌ وسطورُ"

لطفَ الله بي وبك، وآنسَ وحشتَنا، وفَكَّ كُربتَنا، وأذهبَ غُربَتَنا، وأيقظَ أمَّتَنا، وكشفَ الضرَّ عن إخواننا المُرَوَّعين، وردَّ كيدَ المعتدين.
والسلام..

#رسائلُ_رُوحٍ_مطويّة 38
قال بعدَ أن حكَى حلمًا جميلًا رآه:
"وصحيت فرحان جداً، وزعلان جداً..
فرحان بالحلم، وزعلان إنه حلم".
2025/07/10 12:21:37
Back to Top
HTML Embed Code: