Telegram Web Link
"لا يضرهم مَن خذلهم"

هذا خطاب يُوجّه للأبطال الصامدين، ولا يُوجّه لنا نحن معاشرَ الشعوب الساكنة "جنب الحيط".

هذا لهم "تثبيت" ولنا "تثبيط" فلا تخلطوا درجات الأشراف، بدركات الاستضعاف.
مما نفعني اللهُ به أن أتعامل مع كل عالمٍ أو طالب علمٍ، فردًا، لا أَقيسه بجماعةٍ يعتزي إليها، أو طائفةٍ يُحسَب عليها..
بل أعامله فردًا مسلمًا من أمة المسلمين، له عندي ما كسَب، وعليه ما اكتسب، لا يضيرُني ما وراءَ ما ظهرَ منه، ولا يعنيني ما بطنَ، ولا أتعنى أن أصنّفه فأجعله في "عُلبة" لأريح وأستريح ظالمًا أو عادلًا، باغيًا أو مقتصدًا.
Forwarded from Mhmd S. AbuRayan
فائدة نفيسة:

مهما زادت خسائر "أن تقاوِم"، فستظل أقل بكثير من خسائر "أن تستسلم"؛ خصوصّا على المدى البعيد.
سليمان بن ناصر العبودي:
...
مشتت العزمات!

ومشتَّتُ العزَمات ينفق عمره *** حيرانَ لا ظفرٌ ولا إخفاق!
هذا البيت الشعري موجع للغاية لمن كان واهي العزم، خائر القوى، موزع الهموم، مشتَّتَ الأفكار .. من تراه يعقد حِبالًا واثقة من التصميم مطلع النهار، فتنحل عُقَد حبالِه وتنفلت ساعة الغروب.

ليس بالضرورة أن يكون (مشتت العزمات) بلا مواهب، بل غالبًا هو ذو مواهب فذة، ومشكلته أصلا نابعة من تعدُّد مواهبه، فهو في حيرة دائمة معها، يلبِّي نداء تلك الموهبة وينمِّيها بضعة أيام، ثم يدعها ويلبِّي نداء الأخرى، ثم يدعها ويشتغل بثالثة، تنتثر أمام عينيه كل مشاريعه نصف مكتملة، لا هي منتهية فيفرغ لما عداها، ولا هو لم يبدأها فينساها، يقضي عمره يسابق الظلال ويلاحق السراب!

مشتت العزمات إذا كان طالب علم تلقاه بعد زمن طويل: نصف فقيه، ونصف محدث، ونصف أديب، ونصف مفكر، ونصف أصولي، ونصف داعية، وهو في المجمل إن نجح فسيحقق نصف أحلامه، أما الشيء المكتمل لمشتت العزمات فهو الحيرة!
كم هو موجع للغاية أن لا تظفر بمبتغاك الذي تطلبه، وأيضًا أن لا تخفق في الدنوّ منه، وإنما كلما لاحت لك معالم الفوز ودنا موسم القطاف، أقصيته بالحيرة والشتات، وأضعته بتوزيع النظرات! (كقابضٍ على الماء خانته فروجُ الأصابعِ!).

أشعر كأنما غرز الشاعر حروف بيته السالف بسكين في حلق المحتار (حيران لاظفر ولا إخفاق) إي والله حيران! والحيرة قاتلة إذ الزمن لا يرحم الحيارى، ولا يمنحهم فرصة ليحددوا أهدافهم بدقة، وحوافر الوقت لم تبد استعدادها بأن تستثني أحدا من السير على قفاه. صديقي حدِّدْ هدفك بدقة لتستطيع المضي إليه ، فالسير إليه فرع عن أصل معرفته أولا!
ما أَطيَبَ العَيشَ! فَأَمّا عَلى
أَلّا أَرى وَجهَك يَوماً فَـ"لا"

لَو أَنَّ يَوماً مِنك أَو ساعَةً
تُباعُ بِالدُنيا، إِذَن ما غَلا!

_
دعبل الخزاعي
اللهم آمِن روعات أهلنا وإخواننا، وكُفّ عنهم بأس يهود..
جددوا العزم، فالحرب لم تضع أوزارَها بعدُ.
عينية أبي ذؤيب الهذلي هي من آسَى ما قال الشعراءُ وأفجعُه وأحزنُه! هذا الشاعر المبين الذي مات له "خمسة" أو "سبعة" من البنين بالطاعون دفعةً واحدة! فأرسلَ زفرَتَه الحَرَّى شعرًا تترنم به الأجيالُ أبدَ الدهر، ويتواسى به المفجوعون طولَ العمر.

مات له "خمسة" أو "سبعة" وبقيَ له ابن واحدٌ، قنعَ به، وهل له إلا أن يفعل؟! كان بقاءُ ولدِه هذا يُمنًا علينا، إذ أخرجَ من أعمق أعماق أبيه -من وسط عينيته- بيتَه الذائعَ الرائعَ البديع:
والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبْتَها
وإذا تُــرَدُّ إلى قليلٍ تَقنَعُ
وهذا البيت كان العلماء يشيدون به ويحفلون، حتى جعلوه أحسنَ ما قالت العرب، أو أحكمَه، أو أبرعَه، أو أبدَعه..

ومن ذلك قال ابن قتيبة عنه:
أبرع بيت قالته العرب قول أبي ذؤيب... وذكر البيت.
ورُوي عن الأصمعي: هذا أبدع بيت قالته العرب.
وقال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: أبرع بيت قالته العرب قول أبي ذؤيب: والنفس راغبة ...
وكثير من كثير.

ورحم الله أبا ذؤيب وبنيه، وولدَه الميمون.
قيل لـ"دعبل الخزاعي": ما الوَحشةُ عندك؟
قال: النظرُ إلى الناس!
ثم قال بيتَيه الذائِعَين:
ما أَكثَرَ الناسَ! لا بَل ما أَقَلَّهُمُ!
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُل فَنَدا
إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها
عَلى كَثيرٍ وَلَكِن لا أَرىٰ أَحَدا!
محمد عفيفي:

ما حاربت في نفسي شيئاً من قبيح الأخلاق كما حاربت الخوف.

ما أقبح أن يكون المرء مسلماً ورجلاً ثم يكون الخوف أصيل فيه، أو غالب عليه .. وإن كان الإنسان لا يسلم من شيء منه فهي صفة تكاد تكون وجودية .. فقد خاف الأنبياء والمرسلون لكنه كان عرضياً.

أن تكون رجلاً وخائفاً .. فهذا مخزٍ .. والرجولة الحقة أن تدافع هذا من قلبك مدافعةً.

وأن تكون مسلماً وخائفاً .. فهذا أشد خزياً .. والإيمان الحق يقتضي تبديد كثيرٍ من الخوف حين تضعه تحت مقصلة الإيمان بالقدر، ومعنى التوكل، والاعتصام، ووسيلة الدعاء.

والخوف بئر عميقة لحزمة من الأخلاق الخبيثة .. كالبخل، والكذب، والخيانة، والتخلف عن ساحات المروءة.

وهو مصدر مشؤوم لصفات شخصية مذمومة كالتردد والحيرة، والرعونة، وإيثار السلامة في مواطن الإقدام على الغنيمة، واستصعاب كل مرتقى جديد، والغرق في البؤس بافتراض الأسوء دائما وغير ذلك مما يطول.

وصلى الله على النبي اللائذ بربه المستعيذ به من العجز والجبن..
وقوف نتنياهو وترديده نفس الاكاذيب والسرديات المضللة التي اخترعها الصهاينة منذ ٧ أكتوبر، يذكرنا بأن جانب كبير من الحرب متعلق بالخطاب والسرديات. وأن علينا أن نحافظ على سردياتنا ونعيد تطوريها وبنائها بما يجعلها صاحبة السيادة في العالم.

عبد الرحمن عادل
الحماس الجنوني والتصقيف الحار والوقوف احتراما لنتنياهو في الكونجرس مرات ومرات، هو تذكير بأنه المذبحة الدايرة في غزة هي أمريكية تماما، والعيب مش في نتنياهو المتطرف ولا بايدن اللي ورط نفسه معاه، النخبة السياسية الأمريكية بحالها ومحتالها في اغلبيتها الساحقة مع الابادة، وبوعي كامل وبتصميم وحماس هوسي لا يرتوي من الدماء.

شادي لويس
قال قيس بن الخطيم:
إذا أنتَ لم تنفعْ، فَضُـرَّ، فإنما
يُرَجَّـى الفتى كَيما يَضُرَّ ويَنفعَا!

يعني: إذا لم تنفع الصديق، فضُرّ العدو، وإلا كنتَ هملًا لا وزنَ لك في الحياة.

ومنه قول معن بن أوس:
أُمِـرُّ وأُحْلي، والحياءُ خليقتي
ولا خيرَ فيمن لا يُمِـرُّ ولا يُحْلِي

وخلاصة كلامهم: ما تبقاش زي عَدَمك!
نشّطوا ذاكرة الوعي، واشحنوا ذاكرة الغضب..
رؤوس الكفر وأئمة الضلال يدٌ واحدة على مدينة صغيرة محاصرة من عشرين عاما، جنَّدوا لكسرها وإذلالها القريب والبعيد؛ بالأماني الشيطانية والوعود الكاذبة، يخطب على رؤوسهم مجرمٌ عتيُّ الإجرام سفّاك للدماء قاتلٌ للأطفال مستهينٌ بكل قوانينهم وتشريعاتهم ومبادئهم التي يصدّرونها للعالَم.

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض
Forwarded from مصطفى عبد الظاهر (Mostafa Abdelzaher)
في رأيي لم تكن ٧ أكتوبر حركة يائسين ضاقوا ذرعا بالعيش في معسكر الإبادة المؤجلة فقرروا أن ينكأوا عملاقا في عينه ليعجل لهم بما كرهوا انتظاره. رأيي أن الذي قرر هذا أراد أن يستفز سلسلة من التناقضات الواقعية بين إسرائيل ومحيطها، وبينها وبين حلفائها، ناشدا أن تنتهي هذه السلسلة بحرب إقليمية كبرى تؤدي إلى القضاء على إسرائيل. وهذا في رأيي ممكن نظريا،لأسباب عدة لا يتسع لها المقام، وإسرائيل تعرف هذا، لذلك كررت مرارا منذ الأيام الأولى أن هذه معركة وجود بالنسبة لإسرائيل، وتخوضها على المستوى اليومي بهذه الطريقة. بتضحيات وثبات لا يتصوره عقل، الأمور تسير فعلا في هذا المسار المحفوف بالمخاطر، وهو مسار معرض طوال الوقت للعرقلة والتفكك، هذا هو المرعب في الأمر. لا نملك إلا أن ندعو الله أن يوفق المخلصين ويتقبل الشهداء ويلطف بالمستضعفين ويريهم ثأرهم عاجلا غير اجل.
Forwarded from مُسدَّد
«.. وقد كان ﷺ سيد الأذكياء ..»

الذهبي
ليس البيانُ في اصطِفاف الكلمة إلى أُختها، أو تأخذ الجُمَل بأعناق بعضها، وتسرح بك المعاني إلى مطالع الضيا، البيان أن تُظهِر خبيئةً في الصدور مدسوسة، وتقرأ أسرارًا على صفحة الوجه معكوسة، فهذا أمْلح البيان وأنفذُه وفيه ثِقةُ الناس، وانتظارهم إيَّاه، وازدِلافهم إليه، واتفاقهم عليه ..

____
واكف
"كل عقدٍ كأنه بابٌ أُوصِدَ إلى الأبد"!

لطَالما أفسدَ عليَّ هذا المعنى حياتي كلَّها!
إننا -معشرَ القراء- لا ندري كم يعاني الكاتب! وبِمَ يُضَحِّي! وأيَّ شيءٍ يخسرُ في تلك السبيل!

نشربُ هنيئًا مريئًا -من كئوسِهم التي أُترِعَت من آلامِهم وشقائِهم وحِرمانهم وبَوحِهم وكشفِ أسرارِ نفوسِهم- عسلًا مُصَفًّى سائغًا للشاربين.

فهنيئًا لكل قارئ! وسلامًا لكل كاتب!
لا أدري ما السرُّ الذي يجعلني أُحِسُّ أنني مُكَبَّلٌ بالأثقال والأغلال، مربوطٌ بأوتاد الجبال، مُقَيَّدٌ بِسلاسلَ خفيّةٍ لا أراها ولا أتبيَّنُها، لا أقوى أن أُحرِّكَ قَدَمَيْ عزمي أبعدَ من خطوتين! وقد طارَ همّي شَعاعًا وانتثَرَت آمالي عباديدَ!

وكثيرًا ما سلَّيتُ نفسي أنه عارضٌ سيزول، وأيامًا وينقضي، وهُنَيهةً ويمضي، فلا يفعلُ وقد مرت عشرُ سنينَ.. أو يزيد!
بل أنا الذي أزول وأنقضي وأَمضي!

ولا أدري -وقد ضاعت مُنى العُمر- حَتّامَ هذا التلاشي؟!
2025/07/10 03:27:49
Back to Top
HTML Embed Code: