Telegram Web Link
رمضان، باختصار، هو نداءٌ حثيثٌ للمغفرة! ولو تأملتَ لوجدتَ ألفَ فرصةٍ تفوز بها بمغفرة الله وعفوه، فمثلًا:
من صام رمضان غُفر له..
من قام رمضان غُفر له..
من قام ليلة القدر غُفر له..
لله عتقاء من النار كلَّ ليلة..
لله عتقاءُ عند كلِّ فِطر..
للصائم دعوة مستجابة..
للصائم عند فطره دعوة مستجابة..
رمضان إلى رمضان مكفر لما بينهما..
الصيام لي وأنا أجزي به..
تُفتح أبواب الجنة..
تُغلَّق أبواب النار..
تُصفّدُ الشياطين..
تناديك الملائكة: أقبِل..
أجورٌ مضاعفةٌ أضعافًا لا يعلمها إلا الله..
هذه أمثلة، لا حصر..

لذا، حُقَّ أن يرغم أنفُ امرئٍ أدركَ رمضانَ ولم يُغفَر له!
لأنَّ اللهَ آتاكَ كلَّ وسيلةٍ تنال بها عفوَه، ونوَّعَ لك بينها، وفتح لك أبوابَ رحمته..
"والله يريدُ أن يتوبَ عليكم"
"ولا يهلك على الله إلا هالك".
رَعَى اللهُ أهلَنا في سوريا، وكفاهم شرَّ كلِّ ذي شَرٍّ.
العاقبةُ إلى خيرٍ بإذن الله العزيز..
...
رمضان في أصله للعبادة، والترويح فيه شيء عارض!
مش أصله الترويح، والعبادة فيه شيء عارض!
مما أُحِبُّ أن أُجريَ ذِكْرَه على لساني ومعانيَه على قلبي: اسم الله "الواسع". مُثنيًا على ربي سبحانه به، مستمطرًا عطاياه التي لا تنفد، ورحماته التي لا تنتهي، وفَضَلَه الذي لا يُحَدّ، فأسألُه سَعةَ نفسي، وصدري، وسعةَ رزقي وداري، وسَعة العلم والفهم، وسَعةَ البيان والتبيّن، وسَعةَ الخُلُقِ والصبر والحيلة، وسعةَ حياتي كلَّها وما يصلح شأني كلَّه فى ديني ودنيايَ ومعاشي ومعادي.

فيا ربّ، يا واسع، تفضّل على عبيدك..
أول ما يفجؤك:
أول ما يلاقيك ويستدعي انتباهَك من أسلوب القرآن الكريم خاصيةُ تأليفه الصوتي في شكله وجوهره.
١- دع القارئ المجود يقرأ القرآن يرتله حق ترتيله نازلًا بنفسه على هوى القرآن، وليس نازلًا بالقرآن على هوى نفسه. ثم انتبِذْ منه مكانًا قصيًّا لا تسمع فيه جرسَ حروفه، ولكن تسمع حركاتها وسكناتها، ومداتها وغناتها، واتصالاتها وسكتاتها، ثم ألق سمعك إلى هذه المجموعة الصوتية، وقد جُردت تجريدًا وأُرسلت ساذجة في الهواء. فستجد نفسك منها بإزاء لحنٍ غريبٍ عجيبٍ لا تجده في كلامٍ آخرَ لو جُرِّدَ هذا التجريد، وجُوِّدَ هذا التجويد.

محمد عبد الله دراز

#النبأ_العظيم
قال جابرُ بن عبد الله رضي الله عنه:
خرجَ رسولُ اللَّهِ ﷺ على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا، فقالَ ﷺ: "لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ "فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ".

وفي الحديث فوائدُ عظيمةٌ، منها: الانتباهُ للقرآنِ حين قراءتِه أو سماعِه، وحسنُ التجاوبِ معه.

ومن ذلك أنَّ النبيَّ ﷺ قرأ في ركعةٍ واحدةٍ البقرةَ، ثمَّ النِّساءَ، ثمَّ آلَ عِمرانَ، وكان يقرؤُها مُترسِّلًا مُتمهِّلًا؛ إذا مَرَّ بآيَةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذا مَرَّ بسُؤالٍ سَأَلَ، وإذا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ.

ولقد كان ﷺ يُرَتِّلُ السورةَ حتى تَكونَ أطوَلَ مِن أطوَلَ منها.

وعنه ﷺ أنه قامَ بآيةٍ يرددُها حتى الصباحِ، وهي قولُه: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
Forwarded from إسلام عفيفي
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
كلام الشيخ محمد عبد الله دراز في كتابه العظيم "النبأ العظيم" لا يصلحُ للاقتباس!
الكتاب كلُّه نسيجٌ واحدٌ مترابطٌ، قطعةٌ من الجمال الخالص، والعلم الصافي النافع، والأنوار البهية المنشورة على جَنباته.

وكلما رمتُ اقتباس شيءٍ، وجدتُه دونَ المراد.

رحم اللهُ الشيخَ رحمةً واسعةً، وبلغه الفردوس الأعلى من الجنة، جزاءَ ما قدَّم لدينه ولكتاب ربه.
غروب 7 رمضان 1446
يا عبادَ اللهِ، ادعوا للشيخ أحمد السيد بالعافية..
لهؤلاء المصلحين مِنَّةٌ في عنق الأمة كلِّها..
فلا أقلَّ من أن تشملوهم في دعواتكم في هذه الأيام الميمونة الطيبة.
يقول شوقي في إحدى مسرحياته:
وتحسَبُ في الكُتْبِ عِلمَ الحياةِ
وما منه في الكُتْبِ إلا شَذَا

كل هذا المسطور في الكُتب، إنما هو قَطفةٌ بيديك من بستانٍ كبيرٍ مدَّ البصر، وإنك لو أَجَلْتَ بصرَك في هذا الكون الفسيح الذي يُحيطُ بك، وتأملتَ بقلبك في هذا العالَم الرَّحبِ الوسيعِ الذي يتراءَى لك، لَسُطِّرَ في قلبكَ عنه أضعافُ ما سطَّرَتْهُ الكُتُب، ولَامتلأَت نفسُك بألفِ معنًى ومَعنًى، وإنما الكُتُبُ قُيودٌ يسيرة.. لصيودٍ مُطلَقَةٍ كثيرة!

وتأملْ في كتاب ربِّك، تجدْه يدعوكَ في كلِّ ناحيةٍ منه أن تنظرَ وتتفكَّرَ وتُبصِرَ وتتأمَّلَ وتعقلَ وتفقهَ وتسمعَ وتُنصِتَ، فهذا الكونُ المنظورُ آيةٌ بينةٌ كالكتاب المسطور..

وأنتَ تنظرُ في منازلِ الناس ورُتَبِهم، ربما خَفِيَ عليك تفاضلُ بعضِهم على بعض، وسبقُ بعضِهم لبعضٍ درجةً، بل درجاتٍ رغم اتحادِ المواردِ وتماثلِ المصادرِ وتقاربِ المواهب، وما ذاك إلا لفضل "النظر والتأمل والتفكر" في النفسِ، وفي الناس، وفي الدنيا، والدين، وفي سائر العالمين.

والحمدُ للهِ رب العالَمين.
القرآنُ كلُّه نورٌ على نور..
وربَّ جملةٍ في القرآن تقرؤها مرارًا وتكرارًا تنتبهُ لها فجأةً فتضيءُ في نفسِك قناديلَ منطفئةً، وتُلهِمُك من سُبُلِ الرشد ما تقضي عمرَكَ كلَّه بحثًا عن بعضه..

اقرأ -مثلًا- وانتبه، وتأمل، قولَ الله تعالى:
"واصبر، وما صَبرُكَ إلا بالله".

اقرأ، وافهم، وذُق، واسجد لله ربِّك الذي هداك لنورِه، وذَلَّلَ لك كلامَه ليجري على لسانِك غَضًّا طَريًّا، ولولا ذاك لعجَزَتْ عنه الخلائقُ، فإنه أمانةٌ أشفقَ مِن حملها السمواتُ والأرضُ والجبالُ! ولولا أن الإنسانَ ظَلُومٌ جَهولٌ لأَشفقَ هو أيضًا، ولكنّ اللهَ اجتباه لِهُداهُ ونورِه، واصطفاه برسالاتِه وبكلامِه.
"فخذْ ما آتيتُك وكنْ من الشاكرين"

وانظرْ كيفَ فِعْلُه لو نزلَ على جبلٍ صلبٍ صلدٍ جامدٍ أصمَّ:
"لو أنزلنا هذا القرآنَ على جبلٍ لرأيتَه خاشعًا متصدعًا من خشية الله"

فلولا أنْ يَسَّرَ اللهُ القرآنَ للذِّكرِ، لَشقَّ على لسانِ ابنِ آدمَ وقلبِه أن يقرأَ "كلامَ الله"! ومَن يطيقُ كلامَ الله إلا بمعونةِ الله!

"ولقد يسرنا القرآن للذكر"
قال مجاهد: يعني هَوَنَّا قراءتَه.
وقال السُّدّيّ: يَسَّرْنا تلاوتَه على الألسن.
وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن اللهَ يَسَّرَه على لسان الآدميين ما استطاعَ أحدٌ من الخلق أن يتكلمَ بكلامِ الله عز وجل.
قال الإمام الشافعي: "الوَقارُ في النُّزْهَة سُخْفٌ".

ويُروَى: "التَّصَاوُن في النُزْهة سُخْفٌ".

وقال ابن مجاهد: "التعاقل في البستان كالتخالع في المسجد".

وقال محمّد بن عبد الله بن طاهر: "السخفُ في مجالسِ الأنس ظرف، والتحفّظ في المداعبة سخف".

ومن لطيف ما يُروى في ذلك من كلام الصولي: أتاني فلانٌ في وقتٍ استثقلَ فيه الفرح!

ويرحم الله علماءَنا مرهفي الحس، سليمي الذوق، فقد كانوا يبغضون الثقلاء، وكتبوا في ذلك كتبًا، وامتلأت سيَرُهم بذم الثقلاء، وقد ذُكر عن الأصمعي: سِتٌّ يُضنينَ وربما قَتَلْنَ، وذكر منها "رؤية الثقيل"!

وكان حماد بن سلمة إذا رأى ثقيلًا قال: "ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون"! ورُوي مثله عن الأعمش..

وآلاف من الآثار والأخبار في ذم الثقل والثقلاء، باردي الروح، الذين كأنهم يجثمون على صدرك، كالجبال!

وما أكثرَ الثقلاءَ في هذا العالم المفتوح، الذين يُحيلون نزهةَ فلانٍ في صفحته إلى سخفٍ وثقلٍ و"بواخة"!
الدعاءُ هو إفصاحٌ بهموم المرءِ، وإعلانٌ لما يَملِكُ عليه نفسَه..
قل لي بمَ تدعو؛ أقلْ لك مَن أنت!
مِن بركاتِ صوتِك الحسَن، أن تجعل هِبةَ اللهِ لك "صوتَك" سُلَّمًا تخدمُ به القرآنَ، وتُحَبِّرُ به كلامَ ربِّك، وأن تُزَيِّنَ القرآنَ بصوتِكَ، فيكون صوتُك خادمًا للقرآن لا أن يكونَ القرآنُ خادمًا لصوتك -جلَّ كلامُ ربي- "وأن تنزلَ بنفسِك على هوى القرآن، لا أن تنزلَ بالقرآنِ على هوَى نفسِك".
قيل لابنة الخس: ما ألذُّ شيء؟
قالت: أمانيُّ تقطعُ بها أيامَك.

وقيل لعبد الله بن أبي بَكرة: أيُّ شيءٍ أمتع؟
قال: مُمازحةُ مُحبٍّ، ومُحادثةُ صديق، وأمانيُّ تقطعُ بها أيامَك.

وقال أفلاطون: الأماني حلمُ المستيقظِ وسَلوةُ المحزون.

وقال غيرُه: الأماني رفيقٌ مؤنسٌ إن لم ينفعْك فقد ألهاك.

وقال الشاعرُ القديم:
‏إذا ازدَحَمَتْ همومي في فؤادي
طلبْتُ لها المَخارجَ بالتمنِّي
2025/07/04 20:42:10
Back to Top
HTML Embed Code: