وطلب إلى الرجلين أن يقفا على خبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقصيا أمره ، وأن يأتياه بما يقفان عليه من معلومات .
***
خرج الرجلان يُعدان السير (١٢) حَتَّى بلغا الطائف فوجدا رجالاً تجاراً من قريش ، فَسَأَلاهم عن محمد عليه الصلاة والسلام ، فقالوا : هو في يثرب ، ثم مضَى التجار إلى مكة فرحين مستبشرين ، وجعلوا يهنئون قريشاً ويقولون :
قَرُّوا عينا (١٣) ، فإِنَّ كِسْرَى تَصَدَّى لمحمد وكفاكم شره .
أما الرجلان فيما (١٤) وجهيهما شَطْرَ (١٥) المدينة حتى إذا بلغاها لقيا النبي عليه الصلاة والسلام ، ودفعا إليه رسالة و باذان ، وقالا له :
إن ملك الملوك كسْرَى كتب إلى ملكنا ( باذان ، أن يبعث إليك من يأتيه بك ... وقد أتيناك لتنطلق معنا إليه ، فإنْ أَجَبْتَنا كَلَّمَنَا كِسْرَى بِمَا يَنْفَعُكَ وَيَكُفُ أذاه عنك ، وإن أبيت فهو مَنْ قَدْ عَلِمْتَ سطوته (١٦) وبَطْشَه وَقُدْرَته على إهلاكِكَ وإهلاك قومك .
فتبسم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال لهما : (ارْجِعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غداً ) .
فلما غَدَوا على النبي صلوات الله عليه في اليوم التالي ، قالا له : هَلْ أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى ؟
فقال لهما النبي :
لن تلقيا كسرى بعد اليوم فلقد قتله الله ؛ حيث سلط عليه ابنه
شيرويه ، في ليلة كذا . من شهر كذا ... ) .
فَحَدَّقا في وَجْهِ النبي ، وبَدَتِ الدَّهْشَة على وجهيهما ، وقالا :
أتدري ما تقول ؟! أنكتب بذلك « لباذان ) ؟! قال : (نعم ، وقولا له : إن ديني سَيَبْلُغُ مَا وَصَلَ إليه مُلْكُ كِسْرَى ، وإِنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ أَعطيتك ما تَحْتَ يديك ، وملكتك على قومك ) .
خرج الرجلان من عند الرسول صلوات الله عليه ، وقدما على « باذان ) وأخبراه الخبر ، فقال : لئن كان ما قاله محمد فهو نبي ، وإن لم يكن كذلك فسترى فيه رأياً
فلم يلبَتْ أَنْ قَدِمَ على « باذان ، كتاب « شيرويه ، وفيه يقول :
أما بعد فقد قتلتُ كِسْرَى ، ولم أقتله إلا انتقاماً لِقَوْمِنَا ، فقد اسْتَحَلَّ قَتْلَ أشرافهم وسبي نسائهم وانتهاب أموالهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخُذْ لي الطاعة ممن عندك .
فما إن قرأ ( باذان) ، كتاب ( شيرويه ) حتى طرحه جانباً وأَعْلَن دخوله في الإسلام ، وأَسْلَمَ مَنْ كان معه من الفرس في بلادِ اليَمَنِ .
***
هذه قصة لقاء عبد الله بن حُذَافَةَ لِكِسْرَى مَلكِ الفُرْس .
فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم ؟
لقد كان لقاؤه لِقَيْصَر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت له معه قصة من روائع القصص .
ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشاً لِحَرْبِ
الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي وكان قيصر عظيم الروم قد تَنَاهَتْ (١٧) إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون (١٨) به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واستر خاص النفس في سبيل الله ورسوله .
فأمر رجاله - إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين - أن يبقوا عليه ، وأن يأتوه به حيا وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم ؛ فحملوه إلى مليكهم وقالوا : إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى
دينه قد وقع أسيراً في أيدينا ، فأتيناك به .
***
نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلاً :
إني أعرض عليك أمراً .
قال : وما هو ؟
فقال : أعرض عليك أن تتنصر ... فإن فعلت ؛ خَلَّيْتُ سبيلك ،وأكرمت مثواك .
فقال الأسير في أنفَةٍ وحَزْم : هيهات ... إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعوني إليه .
فقال قيصر : إني لأراك رجلاً شهماً ... فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك
أشْرَكتُكَ في أَمْرِي وقاسمتُكَ سُلطاني .
فتبسم الأسير المكبل (١٩) بقيوده وقال :والله لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما مَلَكَتْهُ العَرَبُ على أن أرجع عن دين محمدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ (٢٠) ما فعلت .
قال : إذن أقتلك .
قال : أنت وما تريد ، ثم أمر به فصلِب ، وقال لِقَنَاصَتِه - بالرومية - :
ارموه قريباً من يديه ، وهو يعرض عليه التنصر فأبى ..
ارموه قريباً من رجليه ، وهو يعرض عليه مُفَارَقَةً دينهِ فَأَبَى .
عند ذلك أَمَرَهُم أَنْ يَكُفُّوا عنه ، وطلب إليهم أن يُنزلوه عن خَشَبَةِ الصلب ، ثم دعا بقدر عظيمةٍ فَصُب فيها الزيت ورُفِعَتْ على النار حتى غَلَتْ ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين ، فأمر بأحدهما أَنْ يُلْقَى فِيها فَأُلْقِيَ ، فإذا لحمه يتفتت . وإذا عظامه تبدو عارية
ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية ، فكان أشد إباء لها من قبل .
فلما يئس منه ؛ أمر به أن يُلْقَى في القدر التي الْقِي فيها صاحِبَاهُ فلما ذهب به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : إنه قد بكي
***
خرج الرجلان يُعدان السير (١٢) حَتَّى بلغا الطائف فوجدا رجالاً تجاراً من قريش ، فَسَأَلاهم عن محمد عليه الصلاة والسلام ، فقالوا : هو في يثرب ، ثم مضَى التجار إلى مكة فرحين مستبشرين ، وجعلوا يهنئون قريشاً ويقولون :
قَرُّوا عينا (١٣) ، فإِنَّ كِسْرَى تَصَدَّى لمحمد وكفاكم شره .
أما الرجلان فيما (١٤) وجهيهما شَطْرَ (١٥) المدينة حتى إذا بلغاها لقيا النبي عليه الصلاة والسلام ، ودفعا إليه رسالة و باذان ، وقالا له :
إن ملك الملوك كسْرَى كتب إلى ملكنا ( باذان ، أن يبعث إليك من يأتيه بك ... وقد أتيناك لتنطلق معنا إليه ، فإنْ أَجَبْتَنا كَلَّمَنَا كِسْرَى بِمَا يَنْفَعُكَ وَيَكُفُ أذاه عنك ، وإن أبيت فهو مَنْ قَدْ عَلِمْتَ سطوته (١٦) وبَطْشَه وَقُدْرَته على إهلاكِكَ وإهلاك قومك .
فتبسم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال لهما : (ارْجِعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غداً ) .
فلما غَدَوا على النبي صلوات الله عليه في اليوم التالي ، قالا له : هَلْ أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى ؟
فقال لهما النبي :
لن تلقيا كسرى بعد اليوم فلقد قتله الله ؛ حيث سلط عليه ابنه
شيرويه ، في ليلة كذا . من شهر كذا ... ) .
فَحَدَّقا في وَجْهِ النبي ، وبَدَتِ الدَّهْشَة على وجهيهما ، وقالا :
أتدري ما تقول ؟! أنكتب بذلك « لباذان ) ؟! قال : (نعم ، وقولا له : إن ديني سَيَبْلُغُ مَا وَصَلَ إليه مُلْكُ كِسْرَى ، وإِنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ أَعطيتك ما تَحْتَ يديك ، وملكتك على قومك ) .
خرج الرجلان من عند الرسول صلوات الله عليه ، وقدما على « باذان ) وأخبراه الخبر ، فقال : لئن كان ما قاله محمد فهو نبي ، وإن لم يكن كذلك فسترى فيه رأياً
فلم يلبَتْ أَنْ قَدِمَ على « باذان ، كتاب « شيرويه ، وفيه يقول :
أما بعد فقد قتلتُ كِسْرَى ، ولم أقتله إلا انتقاماً لِقَوْمِنَا ، فقد اسْتَحَلَّ قَتْلَ أشرافهم وسبي نسائهم وانتهاب أموالهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخُذْ لي الطاعة ممن عندك .
فما إن قرأ ( باذان) ، كتاب ( شيرويه ) حتى طرحه جانباً وأَعْلَن دخوله في الإسلام ، وأَسْلَمَ مَنْ كان معه من الفرس في بلادِ اليَمَنِ .
***
هذه قصة لقاء عبد الله بن حُذَافَةَ لِكِسْرَى مَلكِ الفُرْس .
فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم ؟
لقد كان لقاؤه لِقَيْصَر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت له معه قصة من روائع القصص .
ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشاً لِحَرْبِ
الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي وكان قيصر عظيم الروم قد تَنَاهَتْ (١٧) إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون (١٨) به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واستر خاص النفس في سبيل الله ورسوله .
فأمر رجاله - إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين - أن يبقوا عليه ، وأن يأتوه به حيا وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم ؛ فحملوه إلى مليكهم وقالوا : إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى
دينه قد وقع أسيراً في أيدينا ، فأتيناك به .
***
نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلاً :
إني أعرض عليك أمراً .
قال : وما هو ؟
فقال : أعرض عليك أن تتنصر ... فإن فعلت ؛ خَلَّيْتُ سبيلك ،وأكرمت مثواك .
فقال الأسير في أنفَةٍ وحَزْم : هيهات ... إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعوني إليه .
فقال قيصر : إني لأراك رجلاً شهماً ... فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك
أشْرَكتُكَ في أَمْرِي وقاسمتُكَ سُلطاني .
فتبسم الأسير المكبل (١٩) بقيوده وقال :والله لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما مَلَكَتْهُ العَرَبُ على أن أرجع عن دين محمدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ (٢٠) ما فعلت .
قال : إذن أقتلك .
قال : أنت وما تريد ، ثم أمر به فصلِب ، وقال لِقَنَاصَتِه - بالرومية - :
ارموه قريباً من يديه ، وهو يعرض عليه التنصر فأبى ..
ارموه قريباً من رجليه ، وهو يعرض عليه مُفَارَقَةً دينهِ فَأَبَى .
عند ذلك أَمَرَهُم أَنْ يَكُفُّوا عنه ، وطلب إليهم أن يُنزلوه عن خَشَبَةِ الصلب ، ثم دعا بقدر عظيمةٍ فَصُب فيها الزيت ورُفِعَتْ على النار حتى غَلَتْ ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين ، فأمر بأحدهما أَنْ يُلْقَى فِيها فَأُلْقِيَ ، فإذا لحمه يتفتت . وإذا عظامه تبدو عارية
ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية ، فكان أشد إباء لها من قبل .
فلما يئس منه ؛ أمر به أن يُلْقَى في القدر التي الْقِي فيها صاحِبَاهُ فلما ذهب به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : إنه قد بكي
فظن أنه قد جزع وقال : ردوه إلي .
فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها .
فقال : ويحك ، فما الذي أبكاك إذن ؟!
قال : أبكاني أني قُلْتُ في نفسي : تلْقَى الآن في هذه القِدْرِ ، فَتَذْهَبُ نفسك ، وقد كنتُ أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جَسَدِي مِن شَعْرٍ أَنفُسٌ فَتَلْقَى كلها في هذا القدر في سبيل الله .
فقال الطاغية : هل لك أن تُقبل رأسي وأخلي عنك ؟
فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً ؟
قال : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً .
قال عبد الله : فقلت في نفسي : عدو من أعداء الله ، أُقبِّلُ رأسه فَيُخَلِّي
عني وعن أسارى المسلمين جميعاً ، لا ضير في ذلك علي .
ثم دنا منه وقبل رأسه ، فَأَمَرَ مَلِكُ الروم أن يَجْمَعوا له أسارى المسلمين ،
وأن يدفعوهم إليه ، فدفعوا له .
***
قدم عبد الله بن حُذَافَة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخبره خبره ؛ فسر به الفاروق أعظم السرور ، ولما نَظَرَ إِلَى الأَسْرَى قال : حَقٌّ عَلَى كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذَافَةً .. وأنا أبدأ بذلك .
ثم قام وقبل رأسه (*) .
معاني المفردات 🤍🦋
(1) النجاد : الأماكن العالية .
(2) الوهاد : الأماكن المنخفضة.
(3) حاشية الملك : أعوانه .
(4) الشملة : كساء يلف على الجسم لفاً ..
(5) الصفيقة : الغليظة النسج .
(6) الهامة : الرأس .
(7) الجوانح : الأضلاع .
(8) الحيرة : منطقة في العراق بين النجف والكوفة .
(9) فض الكتاب : فتحه.
(10) الأوداج : جمع ودج ، وهو عرق في العنق ينتفخ عند الغضب .
(11) جلدين : قويين .
(12) بغدان السير : يواصلاته بسرعة .
(13) قروا عيناً : أي أفرحوا واستبشروا .
(14) يمما وجهيهما : اتجها
(15) شطر : ناحية .
(16) سطوته : قوته وبأسه .
(17) تناهت إليه : بلغته .
(18) يتحلون به : يتصفون به .
(19) المكبل : المقيد .
(20) طرفة عين : بمقدار ما تطرف العين .
فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها .
فقال : ويحك ، فما الذي أبكاك إذن ؟!
قال : أبكاني أني قُلْتُ في نفسي : تلْقَى الآن في هذه القِدْرِ ، فَتَذْهَبُ نفسك ، وقد كنتُ أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جَسَدِي مِن شَعْرٍ أَنفُسٌ فَتَلْقَى كلها في هذا القدر في سبيل الله .
فقال الطاغية : هل لك أن تُقبل رأسي وأخلي عنك ؟
فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً ؟
قال : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً .
قال عبد الله : فقلت في نفسي : عدو من أعداء الله ، أُقبِّلُ رأسه فَيُخَلِّي
عني وعن أسارى المسلمين جميعاً ، لا ضير في ذلك علي .
ثم دنا منه وقبل رأسه ، فَأَمَرَ مَلِكُ الروم أن يَجْمَعوا له أسارى المسلمين ،
وأن يدفعوهم إليه ، فدفعوا له .
***
قدم عبد الله بن حُذَافَة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخبره خبره ؛ فسر به الفاروق أعظم السرور ، ولما نَظَرَ إِلَى الأَسْرَى قال : حَقٌّ عَلَى كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذَافَةً .. وأنا أبدأ بذلك .
ثم قام وقبل رأسه (*) .
معاني المفردات 🤍🦋
(1) النجاد : الأماكن العالية .
(2) الوهاد : الأماكن المنخفضة.
(3) حاشية الملك : أعوانه .
(4) الشملة : كساء يلف على الجسم لفاً ..
(5) الصفيقة : الغليظة النسج .
(6) الهامة : الرأس .
(7) الجوانح : الأضلاع .
(8) الحيرة : منطقة في العراق بين النجف والكوفة .
(9) فض الكتاب : فتحه.
(10) الأوداج : جمع ودج ، وهو عرق في العنق ينتفخ عند الغضب .
(11) جلدين : قويين .
(12) بغدان السير : يواصلاته بسرعة .
(13) قروا عيناً : أي أفرحوا واستبشروا .
(14) يمما وجهيهما : اتجها
(15) شطر : ناحية .
(16) سطوته : قوته وبأسه .
(17) تناهت إليه : بلغته .
(18) يتحلون به : يتصفون به .
(19) المكبل : المقيد .
(20) طرفة عين : بمقدار ما تطرف العين .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
سنتحدث اليوم عن 🌸 صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ🌸
صَفِيَّةُ أَوَّلُ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً دِفَاعاً عَنْ دِينِ اللَّهِ )
مَنْ هَذِهِ السَّيِّدَةُ الجَزْلَةُ الرَّزَانُ الَّتِي كَانَ يَحْسُبُ أَمَا الجَالُ أَلْفَ حِسَابٍ ؟ .
منْ هَذِهِ الصَّحَابِيَّةُ البَاسِلَةُ الَّتِي كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً فِي الإِسْلَامِ ؟ ....
مَنْ هَذِهِ المَرْأَةُ الحَازِمَةُ الَّتِي أَنْشَأَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أَوَّلَ فَارِسٍ سَلَّ سَيْفاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ .
إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ القُرَشِيَّةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ .
***
اكْتَنَفَ المَجْدُ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ مِنْ كُلِّ جانب :
فَأَبُوهَا ، عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ جَدُّ النَّبِيِّ ﷺ وَزَعِيمُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا المُطَاعُ .
وَأُمَّهَا ، هَالَةٌ بِنْتُ وَهْبٍ أُخْتُ آمِنَةً بِنْتِ وَهْبٍ وَالِدَةِ الرَّسُولِ .
ابْنِ حَرْبٍ وَزَوْجُهَا الأَوَّلُ ، الحَارِثُ بْنُ حَرْبٍ أَخُو أَبِي سُفْيَانَ زَعِيمِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَقَدْ تُوفِّيَ عَنْهَا .
وَزَوْجُهَا الثاني ، العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ أَخُو خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَرَبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَأُولَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ فِي الإِسْلَامِ .
وَابْنُهَا ، الزُّبَيْرُ بْنُ العَوْامِ حَوَارِي رَسُولِ اللهِ ﷺ .
أَفَبَعْدَ هَذَا الشَّرَفِ شَرَفٌ تَطْمَحُ إِلَيْهِ النُّفُوسُ غَيْرَ شَرَفِ الإِيمَانِ ؟! .
لَقَدْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَتَرَكَ لَهَا طِفْلاً صَغِيراً هُوَ ابْنُهَا ( الزُّبَيْرُ فَنَشَّأَتَهَ عَلَى الخُشُونَةِ والبأس ...
وَرَبُّتْهُ عَلَى الفُرُوسِيَّةِ وَالحَرْبِ ....
وَجَعَلَتْ لَعِبَهُ فِي بَرْيِ السَّهَامِ وَإِصْلَاحِ القِسِيِّ . وَدَأَبَتْ عَلَى أَنْ تَقْذِفَهُ فِي كُلِّ مَخُوفَةٍ وَتُقْحِمَهُ فِي كُلِّ خَطَرٍ ...
فَإِذَا رَأَتْهُ أَحْجَمَ أَوْ تَرَدَّدَ ضَرَبَتْهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً ، حَتَّى إِنَّهَا عُوتِبَتْ فِي ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ أَحَدٍ أَعْمَامِهِ حَيْثُ قَالَ لَهَا :
مَا هَكَذَا يُضْرَبُ الوَلَدُ ... إِنَّكِ تَضْرِبِينَهُ ضَرْبَ مُبْغِضَةٍ لَا ضَرْبَ أُمِّ ؛ فَارْتَجَزَتْ قَائِلَةً : مَنْ قَالَ قَدْ أَبْغَضْتُهُ فَقَدْ كَذَبْ
وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَيْ يَلِبْ وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِي بِالسَّلَبْ
***
وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيُّهُ بِدِينِ الهُدَى وَالحَقِّ ، وَأَرْسَلَهُ نَذِيراً وَبَشِيراً لِلنَّاسِ ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَبْدَأَ بِذَوِي قُرْبَاهُ جَمَعَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ ... نِسَاءَهُمْ وَرِجَالَهُمْ وَكِبَارَهُمْ وَصِغَارَهُمْ ، وَخَاطَبَهُمْ قَائِلاً :
( يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) .
ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَحَضَّهُمْ عَلَى التَّصْدِيقِ بِرِسَالَتِهِ .
فَأَقْبَلَ عَلَى النُّورِ الإِلَهِيَّ مِنْهُمْ مَنْ أَقْبَلَ ، وَأَعْرَضَ عَنْ سَنَاهُ مَنْ أَعْرَضَ ؛ فَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فِي الرَّحِيلِ الأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ المُصَدِّقِينَ ... عِنْدَ ذَلِكَ جَمَعَتْ صَفِيَّةُ المَجْدَ مِنْ أَطْرَافِهِ : سُوْدَدَ الحَسَبِ ، وَعِزَّ الإسلام .
***
انْضَمَّتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِلَى مَوْكِبِ النُّورِ هِيَ وَفَتَاهَا الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ ، وَعَانَتْ مَا عَانَاهُ الْمُسْلِمُونَ السَّابِقُونَ مِنْ بَأْسِ قُرَيْشٍ وَعَنَتِهَا وَطُغْيَانِهَا .
فَلَمَّا أَذِنَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ بِالهِجْرَةِ إِلَى المَدِينَةِ خَلْفَتِ السَّيِّدَةُ الهَاشِمِيَّةُ وَرَاءَهَا مَكَّةَ بِكُلِّ مَا لَهَا فِيهَا مِنْ طُيُوبِ الذِّكْرَيَاتِ ، وَضُرُوبِ المَفَاخِرِ وَالمَآثِرِ وَيَمَّمَتْ وَجْهَهَا شَطْرَ المَدِينَةِ ، مُهَاجِرَةٌ بِدِينِهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
***
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ السَّيِّدَةَ العَظِيمَةَ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ تَخْطُو نَحْو السِّتِّينَ مِنْ عُمُرِهَا المَدِيدِ الحَافِلِ .
فَقَدْ كَانَ لَهَا فِي مَيَادِينِ الجِهَادِ مَوَاقِفُ مَا يَزَالُ يَذْكُرُهَا التَّارِيخُ بِلِسَانٍ نَدِي بِالإِعْجَابِ رَطِيبٍ بِالثَّنَاءِ ،
وحَسْبُنَا مِنْ هَذِهِ المَوَاقِفِ مَشْهَدَانِ اثْنَانِ :
كَانَ أَوْلُهُمَا يَوْمَ أُحُدٍ ....وَثَانِيهِمَا يَوْمَ الخَنْدَقِ .
سنتحدث اليوم عن 🌸 صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ🌸
صَفِيَّةُ أَوَّلُ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً دِفَاعاً عَنْ دِينِ اللَّهِ )
مَنْ هَذِهِ السَّيِّدَةُ الجَزْلَةُ الرَّزَانُ الَّتِي كَانَ يَحْسُبُ أَمَا الجَالُ أَلْفَ حِسَابٍ ؟ .
منْ هَذِهِ الصَّحَابِيَّةُ البَاسِلَةُ الَّتِي كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً فِي الإِسْلَامِ ؟ ....
مَنْ هَذِهِ المَرْأَةُ الحَازِمَةُ الَّتِي أَنْشَأَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أَوَّلَ فَارِسٍ سَلَّ سَيْفاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ .
إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ القُرَشِيَّةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ .
***
اكْتَنَفَ المَجْدُ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ مِنْ كُلِّ جانب :
فَأَبُوهَا ، عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ جَدُّ النَّبِيِّ ﷺ وَزَعِيمُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا المُطَاعُ .
وَأُمَّهَا ، هَالَةٌ بِنْتُ وَهْبٍ أُخْتُ آمِنَةً بِنْتِ وَهْبٍ وَالِدَةِ الرَّسُولِ .
ابْنِ حَرْبٍ وَزَوْجُهَا الأَوَّلُ ، الحَارِثُ بْنُ حَرْبٍ أَخُو أَبِي سُفْيَانَ زَعِيمِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَقَدْ تُوفِّيَ عَنْهَا .
وَزَوْجُهَا الثاني ، العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ أَخُو خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَرَبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَأُولَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ فِي الإِسْلَامِ .
وَابْنُهَا ، الزُّبَيْرُ بْنُ العَوْامِ حَوَارِي رَسُولِ اللهِ ﷺ .
أَفَبَعْدَ هَذَا الشَّرَفِ شَرَفٌ تَطْمَحُ إِلَيْهِ النُّفُوسُ غَيْرَ شَرَفِ الإِيمَانِ ؟! .
لَقَدْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَتَرَكَ لَهَا طِفْلاً صَغِيراً هُوَ ابْنُهَا ( الزُّبَيْرُ فَنَشَّأَتَهَ عَلَى الخُشُونَةِ والبأس ...
وَرَبُّتْهُ عَلَى الفُرُوسِيَّةِ وَالحَرْبِ ....
وَجَعَلَتْ لَعِبَهُ فِي بَرْيِ السَّهَامِ وَإِصْلَاحِ القِسِيِّ . وَدَأَبَتْ عَلَى أَنْ تَقْذِفَهُ فِي كُلِّ مَخُوفَةٍ وَتُقْحِمَهُ فِي كُلِّ خَطَرٍ ...
فَإِذَا رَأَتْهُ أَحْجَمَ أَوْ تَرَدَّدَ ضَرَبَتْهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً ، حَتَّى إِنَّهَا عُوتِبَتْ فِي ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ أَحَدٍ أَعْمَامِهِ حَيْثُ قَالَ لَهَا :
مَا هَكَذَا يُضْرَبُ الوَلَدُ ... إِنَّكِ تَضْرِبِينَهُ ضَرْبَ مُبْغِضَةٍ لَا ضَرْبَ أُمِّ ؛ فَارْتَجَزَتْ قَائِلَةً : مَنْ قَالَ قَدْ أَبْغَضْتُهُ فَقَدْ كَذَبْ
وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَيْ يَلِبْ وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِي بِالسَّلَبْ
***
وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيُّهُ بِدِينِ الهُدَى وَالحَقِّ ، وَأَرْسَلَهُ نَذِيراً وَبَشِيراً لِلنَّاسِ ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَبْدَأَ بِذَوِي قُرْبَاهُ جَمَعَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ ... نِسَاءَهُمْ وَرِجَالَهُمْ وَكِبَارَهُمْ وَصِغَارَهُمْ ، وَخَاطَبَهُمْ قَائِلاً :
( يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) .
ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَحَضَّهُمْ عَلَى التَّصْدِيقِ بِرِسَالَتِهِ .
فَأَقْبَلَ عَلَى النُّورِ الإِلَهِيَّ مِنْهُمْ مَنْ أَقْبَلَ ، وَأَعْرَضَ عَنْ سَنَاهُ مَنْ أَعْرَضَ ؛ فَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فِي الرَّحِيلِ الأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ المُصَدِّقِينَ ... عِنْدَ ذَلِكَ جَمَعَتْ صَفِيَّةُ المَجْدَ مِنْ أَطْرَافِهِ : سُوْدَدَ الحَسَبِ ، وَعِزَّ الإسلام .
***
انْضَمَّتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِلَى مَوْكِبِ النُّورِ هِيَ وَفَتَاهَا الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ ، وَعَانَتْ مَا عَانَاهُ الْمُسْلِمُونَ السَّابِقُونَ مِنْ بَأْسِ قُرَيْشٍ وَعَنَتِهَا وَطُغْيَانِهَا .
فَلَمَّا أَذِنَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ بِالهِجْرَةِ إِلَى المَدِينَةِ خَلْفَتِ السَّيِّدَةُ الهَاشِمِيَّةُ وَرَاءَهَا مَكَّةَ بِكُلِّ مَا لَهَا فِيهَا مِنْ طُيُوبِ الذِّكْرَيَاتِ ، وَضُرُوبِ المَفَاخِرِ وَالمَآثِرِ وَيَمَّمَتْ وَجْهَهَا شَطْرَ المَدِينَةِ ، مُهَاجِرَةٌ بِدِينِهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
***
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ السَّيِّدَةَ العَظِيمَةَ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ تَخْطُو نَحْو السِّتِّينَ مِنْ عُمُرِهَا المَدِيدِ الحَافِلِ .
فَقَدْ كَانَ لَهَا فِي مَيَادِينِ الجِهَادِ مَوَاقِفُ مَا يَزَالُ يَذْكُرُهَا التَّارِيخُ بِلِسَانٍ نَدِي بِالإِعْجَابِ رَطِيبٍ بِالثَّنَاءِ ،
وحَسْبُنَا مِنْ هَذِهِ المَوَاقِفِ مَشْهَدَانِ اثْنَانِ :
كَانَ أَوْلُهُمَا يَوْمَ أُحُدٍ ....وَثَانِيهِمَا يَوْمَ الخَنْدَقِ .
***
أَمَّا مَا كَانَ مِنْهَا فِي أُحُدٍ ، فَهُوَ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَعَ مُجُنْدِ الْمُسْلِمِينَ فِي ثُلَّةٍ مِنَ النِّسَاءِ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
فَجَعَلَتْ تَنْقُلُ المَاءَ، وَتَرْوِي العِطَاشَ، وَتَبْرِي السَّهَامَ ، وَتُصْلِحُ القِسِي .
وَكَانَ لَهَا مَعَ ذَلِكَ غَرَضٌ آخَرُ هُوَ أَنْ تَرْقُبَ المَعْرَكَةَ بِمَشاعِرِهَا كُلِّهَا .
وَلَا غَرْوَ فَقَدْ كَانَ فِي سَاحَتِهَا ابْنُ أَخِيهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ.
وَأَخُوهَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ ....
وَابْنُهَا الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ حَوَارِيُّ نَبِيِّ اللَّهِ لا .
وَفِي المَعْرَكَة - قَبْلَ ذَلِكَ كُلِّهِ وَفَوْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ -
مصِيرُ الإِسْلَامِ الَّذِي اعْتَنَقَتْهُ رَاغِبَةً .
وَهَاجَرَتْ فِي سَبِيلِهِ مُحْتَسِبَةً .
وَأَبْصَرَتْ مِنْ خِلَالِهِ طَرِيقَ الجَنَّةِ .
*
وَلَمَّا رَأَتِ الْمُسْلِمِينَ يَنْكَشِفُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ .
وَوَجَدَتِ المُشْرِكِينَ يُوشِكُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى النَّبِيِّ وَيَقْضُوا عَلَيْهِ ؛ طَرَحَتْ سِقَاءَهَا أَرْضاً ...
وَهَبَّتْ كَاللُّبُوَةِ الَّتِي هُوجِمَ أَشْبَالُهَا وَانْتَزَعَتْ مِنْ يَدِ أَحَدِ المُنْهَزِمِينَ رُمْحَهُ ، وَمَضَتْ تَشُقُّ بِهِ الصُّفُوفَ ، وَتَضْرِبُ بِسِنَانِهِ الوُجُوهَ ، وَتَزْأَرُ فِي الْمُسْلِمِينَ قَائِلَةٌ : وَيْحَكُمْ ، أَنْهَزَمْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ؟!!
فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُقْبِلَةً خَشِيَ عَلَيْهَا أَنْ تَرَى أَخَاهَا حَمْزَةَ وَهُوَ صَرِيعٌ ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ أَبْشَعَ تَمْثِيلِ فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهَا الزُّبَيْرِ قَائِلاً :
( المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ ... المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ...) .
فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا الزُّبَيْرُ وَقَالَ :
يَا أُمَّهُ إِلَيْكِ ... إِلَيْكِ يَا أُمَّهُ .
فَقَالَتْ : تَنَحٌ لَا أُمَّ لَكَ .
فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكِ أَنْ تَرْجِعِي .
فَقَالَتْ : وَلِمَ ؟! إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ مُثْلَ بِأَخِي ، وَذَلِكَ في الله .
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : ( خَلْ سَبِيلَهَا يَا زُبَيْرُ ) ؛ فَخَلَّى سَبِيلَهَا .
***
وَلَمَّا وَضَعَتِ المَعْرَكَةُ أَوْزَارَهَا ... وَقَفَتْ صَفِيَّةٌ عَلَى أَخِيهَا حَمْزَةَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ ، وَأُخْرِجَتْ كَبِدُهُ ، وَجُدِعَ أَنْفُهُ ، وَصُلِمَتْ أُذْنَاهُ ، وَشُوِّهَ وَجْهُهُ ،
فَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ ، وَجَعَلَتْ تَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ فِي اللَّهِ .
لَقَدْ رَضِيتُ بِقَضَاءِ اللَّهِ .
وَاللَّهِ لَأَصْبِرَنَّ ، وَلَأَحْتَسِبَنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
***
كَانَ ذَلِكَ مَوْقِفَ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَوْمَ أحد ) .
أَمَّا مَوْقِفُهَا يَوْمَ ( الخَنْدَقِ ، فَلَهُ قِصَّةٌ مُثِيرَةٌ سُدَاهَا الدَّهَاءُ وَالذَّكَاءُ وَلُحْمَتُهَا ، البَسَالَةُ وَالحَزْمُ ...
فَإِلَيْكَ خَبَرَهَا كَمَا وَعَتْهُ كُتُبُ التَّارِيخ .
***
لَقَدْ كَانَ مِنْ عَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا عَزَمَ عَلَى غَزْوَةٍ مِنَ الغَزَوَاتِ أَنْ يَضَعَ النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَ فِي الحُصُونِ خَشْيَةَ أَنْ يَغْدِرَ بِالمَدِينَةِ غَادِرٌ فِي غَيْبَةِ حُمَاتِهَا .
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ جَعَلَ نِسَاءَهُ وَعَمَّتَهَ وَطَائِفَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي حِصْنٍ لِحَسَّانَ : بْنِ ثَابِتٍ وَرِثَهُ عَنْ آبَائِهِ ، وَكَانَ مِنْ أَمْنَعِ حُصُونِ المَدِينَةِ مَنَاعَةٌ وَأَبْعَدِهَا مثالاً .
وَبَيْنَمَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُرَابِطُونَ عَلَى حَوَافٌ الخَنْدَقِ فِي مُوَاجَهَةِ قُرَيْشٍ وَأَحْلَافِهَا ، وَقَدْ شُغِلُوا عَنِ النِّسَاءِ وَالذَّرَارِي بِمُنَازَلَةِ العَدُوِّ .
أَبْصَرَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَبَحاً يَتَحَرَّكُ فِي عَتْمَةِ الفَجْرِ ، فَأَرْهَفَتْ لَهُ السَّمْعَ ، وَأَحَدَّتْ إِلَيْهِ البَصَرَ ...
فَإِذَا هُوَ يَهُودِيٌّ أَقْبَلَ عَلَى الحِصْنِ ، وَجَعَلَ يُطِيفُ بِهِ مُتَحَسِّساً أَخْبَارَهُ مُتَجَسِّساً عَلَى مَنْ فِيهِ .
فَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ عَيْنٌ لِبَنِي قَوْمِهِ جَاءَ لِيَعْلَمَ أَفِي الحصن رِجَالٌ يُدَافِعُونَ عَمَّنْ فِيهِ ، أَمْ إِنَّهُ لَا يَضُمُ بَيْنَ جُدْرَانِهِ غَيْرَ النِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ .
فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : إِنَّ يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَدْ نَقَضُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَهْدٍ وَظَاهَرُوا قُرَيْشاً وَأَحْلَافَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ....
وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُدَافِعِ عَنَّا ،وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَنْ مَعَهُ مُرَابِطُونَ فِي نُحُورٍ العدو ....
أَمَّا مَا كَانَ مِنْهَا فِي أُحُدٍ ، فَهُوَ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَعَ مُجُنْدِ الْمُسْلِمِينَ فِي ثُلَّةٍ مِنَ النِّسَاءِ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
فَجَعَلَتْ تَنْقُلُ المَاءَ، وَتَرْوِي العِطَاشَ، وَتَبْرِي السَّهَامَ ، وَتُصْلِحُ القِسِي .
وَكَانَ لَهَا مَعَ ذَلِكَ غَرَضٌ آخَرُ هُوَ أَنْ تَرْقُبَ المَعْرَكَةَ بِمَشاعِرِهَا كُلِّهَا .
وَلَا غَرْوَ فَقَدْ كَانَ فِي سَاحَتِهَا ابْنُ أَخِيهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ.
وَأَخُوهَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ ....
وَابْنُهَا الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ حَوَارِيُّ نَبِيِّ اللَّهِ لا .
وَفِي المَعْرَكَة - قَبْلَ ذَلِكَ كُلِّهِ وَفَوْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ -
مصِيرُ الإِسْلَامِ الَّذِي اعْتَنَقَتْهُ رَاغِبَةً .
وَهَاجَرَتْ فِي سَبِيلِهِ مُحْتَسِبَةً .
وَأَبْصَرَتْ مِنْ خِلَالِهِ طَرِيقَ الجَنَّةِ .
*
وَلَمَّا رَأَتِ الْمُسْلِمِينَ يَنْكَشِفُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ .
وَوَجَدَتِ المُشْرِكِينَ يُوشِكُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى النَّبِيِّ وَيَقْضُوا عَلَيْهِ ؛ طَرَحَتْ سِقَاءَهَا أَرْضاً ...
وَهَبَّتْ كَاللُّبُوَةِ الَّتِي هُوجِمَ أَشْبَالُهَا وَانْتَزَعَتْ مِنْ يَدِ أَحَدِ المُنْهَزِمِينَ رُمْحَهُ ، وَمَضَتْ تَشُقُّ بِهِ الصُّفُوفَ ، وَتَضْرِبُ بِسِنَانِهِ الوُجُوهَ ، وَتَزْأَرُ فِي الْمُسْلِمِينَ قَائِلَةٌ : وَيْحَكُمْ ، أَنْهَزَمْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ؟!!
فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُقْبِلَةً خَشِيَ عَلَيْهَا أَنْ تَرَى أَخَاهَا حَمْزَةَ وَهُوَ صَرِيعٌ ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ أَبْشَعَ تَمْثِيلِ فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهَا الزُّبَيْرِ قَائِلاً :
( المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ ... المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ...) .
فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا الزُّبَيْرُ وَقَالَ :
يَا أُمَّهُ إِلَيْكِ ... إِلَيْكِ يَا أُمَّهُ .
فَقَالَتْ : تَنَحٌ لَا أُمَّ لَكَ .
فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكِ أَنْ تَرْجِعِي .
فَقَالَتْ : وَلِمَ ؟! إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ مُثْلَ بِأَخِي ، وَذَلِكَ في الله .
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : ( خَلْ سَبِيلَهَا يَا زُبَيْرُ ) ؛ فَخَلَّى سَبِيلَهَا .
***
وَلَمَّا وَضَعَتِ المَعْرَكَةُ أَوْزَارَهَا ... وَقَفَتْ صَفِيَّةٌ عَلَى أَخِيهَا حَمْزَةَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ ، وَأُخْرِجَتْ كَبِدُهُ ، وَجُدِعَ أَنْفُهُ ، وَصُلِمَتْ أُذْنَاهُ ، وَشُوِّهَ وَجْهُهُ ،
فَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ ، وَجَعَلَتْ تَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ فِي اللَّهِ .
لَقَدْ رَضِيتُ بِقَضَاءِ اللَّهِ .
وَاللَّهِ لَأَصْبِرَنَّ ، وَلَأَحْتَسِبَنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
***
كَانَ ذَلِكَ مَوْقِفَ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَوْمَ أحد ) .
أَمَّا مَوْقِفُهَا يَوْمَ ( الخَنْدَقِ ، فَلَهُ قِصَّةٌ مُثِيرَةٌ سُدَاهَا الدَّهَاءُ وَالذَّكَاءُ وَلُحْمَتُهَا ، البَسَالَةُ وَالحَزْمُ ...
فَإِلَيْكَ خَبَرَهَا كَمَا وَعَتْهُ كُتُبُ التَّارِيخ .
***
لَقَدْ كَانَ مِنْ عَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا عَزَمَ عَلَى غَزْوَةٍ مِنَ الغَزَوَاتِ أَنْ يَضَعَ النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَ فِي الحُصُونِ خَشْيَةَ أَنْ يَغْدِرَ بِالمَدِينَةِ غَادِرٌ فِي غَيْبَةِ حُمَاتِهَا .
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ جَعَلَ نِسَاءَهُ وَعَمَّتَهَ وَطَائِفَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي حِصْنٍ لِحَسَّانَ : بْنِ ثَابِتٍ وَرِثَهُ عَنْ آبَائِهِ ، وَكَانَ مِنْ أَمْنَعِ حُصُونِ المَدِينَةِ مَنَاعَةٌ وَأَبْعَدِهَا مثالاً .
وَبَيْنَمَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُرَابِطُونَ عَلَى حَوَافٌ الخَنْدَقِ فِي مُوَاجَهَةِ قُرَيْشٍ وَأَحْلَافِهَا ، وَقَدْ شُغِلُوا عَنِ النِّسَاءِ وَالذَّرَارِي بِمُنَازَلَةِ العَدُوِّ .
أَبْصَرَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَبَحاً يَتَحَرَّكُ فِي عَتْمَةِ الفَجْرِ ، فَأَرْهَفَتْ لَهُ السَّمْعَ ، وَأَحَدَّتْ إِلَيْهِ البَصَرَ ...
فَإِذَا هُوَ يَهُودِيٌّ أَقْبَلَ عَلَى الحِصْنِ ، وَجَعَلَ يُطِيفُ بِهِ مُتَحَسِّساً أَخْبَارَهُ مُتَجَسِّساً عَلَى مَنْ فِيهِ .
فَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ عَيْنٌ لِبَنِي قَوْمِهِ جَاءَ لِيَعْلَمَ أَفِي الحصن رِجَالٌ يُدَافِعُونَ عَمَّنْ فِيهِ ، أَمْ إِنَّهُ لَا يَضُمُ بَيْنَ جُدْرَانِهِ غَيْرَ النِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ .
فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : إِنَّ يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَدْ نَقَضُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَهْدٍ وَظَاهَرُوا قُرَيْشاً وَأَحْلَافَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ....
وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُدَافِعِ عَنَّا ،وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَنْ مَعَهُ مُرَابِطُونَ فِي نُحُورٍ العدو ....
فَإِنِ اسْتَطَاعَ عَدُوٌّ اللَّهِ أَنْ يَنْقُلَ إِلَى قَوْمِهِ حَقِيقَةً أَمْرِنَا سَبَى اليَهُودُ النِّسَاءَ وَاسْتَرَقُوا الذَّرَارِيَ ، وَكَانَتِ الطَّامَّةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
***
عِنْدَ ذَلِكَ بَادَرَتْ إِلَى حِمَارِهَا فَلَفْتُهُ عَلَى رَأْسِهَا ، وَعَمَدَتْ إِلَى ثِيَابِهَا فَشَدَّتَهَا عَلَى وَسَطِهَا ، وَأَخَذَتْ عَمُوداً عَلَى عَاتِقِهَا ، وَنَزَلَتْ إِلَى بَابِ الحِصْنِ فَشَقَّتْهُ فِي أَنَاةٍ وَحِذْقٍ ، وَجَعَلَتْ تَرْقُبُ مِنْ خِلَالِهِ عَدُوَّ اللَّهِ فِي يَقظَةٍ وَحَذَرٍ ، حَتَّى إِذَا أَيْقَنَتْ أَنَّهُ غَدًا فِي مَوْقِفٍ يُمَكِّنُهَا مِنْهُ .
حَمَلَتْ عَلَيْهِ حَمْلَةً حَازِمَةً صَارِمَةٌ ، وَضَرَبَتْهُ بِالعَمُودِ عَلَى رَأْسِهِ فَطَرَحَتْهُ أَرْضاً .
ثُمَّ عَزَّزَتِ الضَّرْبَةَ الْأُولَى بِثَانِيَةِ وَثَالِثَةٍ حَتَّى أَجْهَزَتْ عَلَيْهِ ، وَأَحْمَدَتْ أَنْفَاسَهُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ .
ثُمَّ بَادَرَتْ إِلَيْهِ فَاحْتَرَتْ رَأْسَهُ بِسِكِّينِ كَانَتْ مَعَهَا ، وَقَذَفَتْ بِالرَّأْسِ مِنْ أَعْلَى الحِصْنِ ...
فَطَفِقَ يَتَدَحْرَجُ عَلَى سُفُوحِهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ بَيْنَ أَيْدِي اليَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَرَبَّصُونَ فِي أَسْفَلِهِ .
لبعض :
فَلَمَّا رَأَى اليَهُودُ رَأْسَ صَاحِبِهِمْ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ عَلِمْنَا إِنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ لِيَتْرُكَ النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالِ مِنْ غَيْرِ حُمَاةٍ ... ثُمَّ عَادُوا أَدْرَاجَهُمْ .
***
رَضِيَ اللَّهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ .
فَقَدْ كَانَتْ مَثَلاً فَذَا لِلْمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ ....
ربَّت وَحِيدَهَا فَأَحْكَمَتْ تَرْبِيتَهُ .
وَأُصِيبَتْ بِشَقِيقِهَا فَأَحْسَنَتِ الصَّبْرَ عَلَيْهِ ....
وَاخْتَبَرَتْهَا الشَّدَائِدُ فَوَجَدَتْ فِيهَا المَرْأَةَ الحَازِمَةَ العَاقِلَةَ البَاسِلَةَ .
ثُمَّ إِنَّ التَّارِيخَ كَتَبَ فِي أَنْصَعِ صَفَحَاتِهِ :
إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً في الإِسْلام .
معاني المفردات 🤍🦋
الجزلة : الأصيلة الرأي، والرزان : الرصية الرزينة .
مخوفة : موقف يخاف منه .
تقيمه : تدفعه وتدخله .
ارتجزت : قالت شعراً على بحر الرجز .
يلب : يصبح لبيباً، واللبيب الذكي العاقل .
سناه : ضياؤه .
الرعيل الأول : الفوج الأول .
ثلة : طائفة .
القسي : جمع قوس وهو آلة الحرب يرمى بها بالسهام .
لا غرو : لا عجب .
الحواري : الناصر، وحواريو الرسل الخاصة من أنصارهم .
ينكشفون : يتفرقون .
اللبؤة : أنثى الأسد .
التمثيل : تشويه جسد البيت .
إليك يا أُمه : ابتعدي يا أماه .
بقر بطنه : شُق بطنه .
لأَحْتَسِبَنَّ : لأجعلن ذلك
مجدع أنفه : قطع أنفه .
المصاب في الله ولأطلبن
صُلِمَتْ أذناه : قطعت أذناه .
الأجر عليه منه .
الشدى : الخيوط الطولية للنسيج، واللحمة : الخيوط العرضية .
إليك خَبَرَها : خُذْ خَبَرَها .
حسان بن ثابت : شاعر رسول الله الله والمدافع عن الإسلام بشعره ، توفي وله مائة وعشرون سنة قضى نصفها في الجاهلية ونصفها في
الإسلام .
حواف الخندق : أطرافه .
عين لبني قومه : جاسوس جاسوس لهم .
ظاهروا قريشاً : أعانوا قريشاً .
في نحور العدو : في وجوه العدو وقبالته .
الطامة : المصيبة الكبرى، وسميت القيامة طامة لأنها تطم كل شيء،
أي تعم ولا تترك شيئًا .
على عاتقها : عَلَى كيفها .
يتربصون : ينتظرون ويترقبون .
***
عِنْدَ ذَلِكَ بَادَرَتْ إِلَى حِمَارِهَا فَلَفْتُهُ عَلَى رَأْسِهَا ، وَعَمَدَتْ إِلَى ثِيَابِهَا فَشَدَّتَهَا عَلَى وَسَطِهَا ، وَأَخَذَتْ عَمُوداً عَلَى عَاتِقِهَا ، وَنَزَلَتْ إِلَى بَابِ الحِصْنِ فَشَقَّتْهُ فِي أَنَاةٍ وَحِذْقٍ ، وَجَعَلَتْ تَرْقُبُ مِنْ خِلَالِهِ عَدُوَّ اللَّهِ فِي يَقظَةٍ وَحَذَرٍ ، حَتَّى إِذَا أَيْقَنَتْ أَنَّهُ غَدًا فِي مَوْقِفٍ يُمَكِّنُهَا مِنْهُ .
حَمَلَتْ عَلَيْهِ حَمْلَةً حَازِمَةً صَارِمَةٌ ، وَضَرَبَتْهُ بِالعَمُودِ عَلَى رَأْسِهِ فَطَرَحَتْهُ أَرْضاً .
ثُمَّ عَزَّزَتِ الضَّرْبَةَ الْأُولَى بِثَانِيَةِ وَثَالِثَةٍ حَتَّى أَجْهَزَتْ عَلَيْهِ ، وَأَحْمَدَتْ أَنْفَاسَهُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ .
ثُمَّ بَادَرَتْ إِلَيْهِ فَاحْتَرَتْ رَأْسَهُ بِسِكِّينِ كَانَتْ مَعَهَا ، وَقَذَفَتْ بِالرَّأْسِ مِنْ أَعْلَى الحِصْنِ ...
فَطَفِقَ يَتَدَحْرَجُ عَلَى سُفُوحِهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ بَيْنَ أَيْدِي اليَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَرَبَّصُونَ فِي أَسْفَلِهِ .
لبعض :
فَلَمَّا رَأَى اليَهُودُ رَأْسَ صَاحِبِهِمْ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ عَلِمْنَا إِنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ لِيَتْرُكَ النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالِ مِنْ غَيْرِ حُمَاةٍ ... ثُمَّ عَادُوا أَدْرَاجَهُمْ .
***
رَضِيَ اللَّهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ .
فَقَدْ كَانَتْ مَثَلاً فَذَا لِلْمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ ....
ربَّت وَحِيدَهَا فَأَحْكَمَتْ تَرْبِيتَهُ .
وَأُصِيبَتْ بِشَقِيقِهَا فَأَحْسَنَتِ الصَّبْرَ عَلَيْهِ ....
وَاخْتَبَرَتْهَا الشَّدَائِدُ فَوَجَدَتْ فِيهَا المَرْأَةَ الحَازِمَةَ العَاقِلَةَ البَاسِلَةَ .
ثُمَّ إِنَّ التَّارِيخَ كَتَبَ فِي أَنْصَعِ صَفَحَاتِهِ :
إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً في الإِسْلام .
معاني المفردات 🤍🦋
الجزلة : الأصيلة الرأي، والرزان : الرصية الرزينة .
مخوفة : موقف يخاف منه .
تقيمه : تدفعه وتدخله .
ارتجزت : قالت شعراً على بحر الرجز .
يلب : يصبح لبيباً، واللبيب الذكي العاقل .
سناه : ضياؤه .
الرعيل الأول : الفوج الأول .
ثلة : طائفة .
القسي : جمع قوس وهو آلة الحرب يرمى بها بالسهام .
لا غرو : لا عجب .
الحواري : الناصر، وحواريو الرسل الخاصة من أنصارهم .
ينكشفون : يتفرقون .
اللبؤة : أنثى الأسد .
التمثيل : تشويه جسد البيت .
إليك يا أُمه : ابتعدي يا أماه .
بقر بطنه : شُق بطنه .
لأَحْتَسِبَنَّ : لأجعلن ذلك
مجدع أنفه : قطع أنفه .
المصاب في الله ولأطلبن
صُلِمَتْ أذناه : قطعت أذناه .
الأجر عليه منه .
الشدى : الخيوط الطولية للنسيج، واللحمة : الخيوط العرضية .
إليك خَبَرَها : خُذْ خَبَرَها .
حسان بن ثابت : شاعر رسول الله الله والمدافع عن الإسلام بشعره ، توفي وله مائة وعشرون سنة قضى نصفها في الجاهلية ونصفها في
الإسلام .
حواف الخندق : أطرافه .
عين لبني قومه : جاسوس جاسوس لهم .
ظاهروا قريشاً : أعانوا قريشاً .
في نحور العدو : في وجوه العدو وقبالته .
الطامة : المصيبة الكبرى، وسميت القيامة طامة لأنها تطم كل شيء،
أي تعم ولا تترك شيئًا .
على عاتقها : عَلَى كيفها .
يتربصون : ينتظرون ويترقبون .
تتعثر أقدامنا فننهض
تزيغ قلوبنا فنتوب
نجانب الصواب فنعاود
يمسنا طائف فنتذكر
مجاهدة مستمرة لا نرضى بها بدلا، ولا نبغي عنها حولًا.
- أسامة نبيل.
تزيغ قلوبنا فنتوب
نجانب الصواب فنعاود
يمسنا طائف فنتذكر
مجاهدة مستمرة لا نرضى بها بدلا، ولا نبغي عنها حولًا.
- أسامة نبيل.
ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس؟
- تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم محرّم بالاتفاق، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرّض لمقت الله وسخطه.
ابن عثيمين رحمه الله
- تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم محرّم بالاتفاق، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرّض لمقت الله وسخطه.
ابن عثيمين رحمه الله
❤1
الحياة كلها في آيه واحده والإنسان مُخيِّر بإختيار نصيبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى..}
صدق الله العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى..}
صدق الله العظيم.
❤1
«مَن أرّاد الإِسرَاع فِي السَير إلى ﷲ فعّليه بكَثرة الذِكر»
د. أحمد عَبد المنعم
د. أحمد عَبد المنعم
❤1
نفسك تعيش حياة سعيدة مطمئنَّة؟
- صلواتك الخمس في وقتها
- وحافظ على السُّنن الرَّواتب والنَّوافل
- لا تترك وردك القرآني
- أذكار الصَّباح والمساء
- جدِّد توبتك دائمًا
- لا تجاهر بالمعصية ولا تُصر على الذَّنب
- كلَّما أذنبت تُب وأتبعها بحسنة تمحها
بهذا ستعيش حياة طيِّبة مطمئنَّة.
- صلواتك الخمس في وقتها
- وحافظ على السُّنن الرَّواتب والنَّوافل
- لا تترك وردك القرآني
- أذكار الصَّباح والمساء
- جدِّد توبتك دائمًا
- لا تجاهر بالمعصية ولا تُصر على الذَّنب
- كلَّما أذنبت تُب وأتبعها بحسنة تمحها
بهذا ستعيش حياة طيِّبة مطمئنَّة.
❤1
فأووا إلى الكهف
~~~~
كل إنسان ينطفئ في لحظة من لحظات حياته.. ويحتاج إلى نور يسكن قلبه، ويجيب عن الأسئلة الشائكة في عقله.. ويعيده إلى الطريق الصحيح.
وسورةُ الكهفِ ذلك النُّور الذي يضيءُ لنا أيامنا.. رسول الله ﷺ قال فيها: «مَن قَرَأَ سورةالكهف يوم الجمعة أضاءله من النور ما بين الجمعتين».
فما هي تلكَ الأنوار ؟
ـ الحمد..
تبدأ قراءة سورةِ الكهف بالحمد:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عوجا (الكهف/1).
تحمدُ الله أن هداكَ لقراءةِ الكتابِ الذي يعيدكَ إلى الصراطِ المستقيمِ إن تُهتَ عنه.
الحمد لله.. هي الكلمة الوحيدة التي تكتمل بها الأفراح ، وتنتهي بها عمان الأحزان.. وتسكن بها القلوب...
ـ فأووا إلى الكهف.
تقرأ قصة أصحابِ الكهف وكيف حاولوا النجاةَ بإيمانهم من بطش قومهم..
فتعرف أنَّك أن لم تستطع أن تُغيَّر...
فكهف عزلَتِكَ يحميكَ في بعض الأحيان من أذى العالم الخارجي.
إن لم تستطع أن تجعلَ أحدًا يركبُ معك في سفينة النجاة....
على الأقل احفظ نفسَك وإيمانك كي لا تغرق مع الغارقين.
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ، وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِرْفَقًا)
(16/الكهف)
- إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ
يعلِّمُكَ الله ألا تعطى وعدًا بما لا تستطيع أن تفى.. إلا أن تقول: [إن شاء الله].
وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فقال:
أخبركم غدًا... ولم يقل إن شاء الله؛ فانقطع الوحي أياما، ثم نزلت
هذه الآية:
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ الله وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (الكهف / 24:23).
-(يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الكهف / 28)
تقرأ آيات الصبر على الطاعة...
تعرف حينها أن أجمل عبادة لله.. لا من أجلِ دنيا تُصيبها..
لا من أجل زواجٍ، أو عملٍ، أو حاجةٍ تريدُ أن تقضيها...
فإن قُضيت ربما انقطعت عمَّا اجتهدتَ به من دعائك وتقرُّبِكَ لله ..
بل من أجلِ رضاه.. لأنكَ تُحبه وتريدُ، ولا تريدُ منهُ فقط ... فإن رضيَ عنكَ أعطاكَ فوقَ المزيد، وإن أردتَ مرادهُ أرادَ ما تُريد... ولا تكن كمن تَبِعَ هواه فعاشَ متخبطًا متقلبًا لا يعرفُ استقرارًا.. ولا يعبدُ الله إلا من أجلِ تحقيقِ أحلامه.
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيَ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَنَهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (الكهف / 28).
- فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
فتقرأ بعدها تمامًا قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف / 29).
تعرف حينها أن الله أعطاك الخياراتِ في هذه الدنيا، وأنَّكَ لستَ مُسيَّرَا..
ولكنَّكَ تختار المسار الذي ستسير فيه وتسلُكه ولِكلِّ اختيارٍ حِسابه.
فإن اخترت الإيمان كان اللهُ مددك وسندك إن أطعتهُ فيما اخترت....
وإن اخترت الكُفر أنك كسرت ذل العبودية. «لا قدر الله» ظانَّا بذلك أنك كسرت ذُلَّ العبودية.
فقد أتعبت هواك وقمت بعبادة نفسك.. وانتقلت من صراطٍ مستقيم تتبعهُ فتنجو...
إلى هوى نفسٍ تهوي بكَ في ظُلُمات الدنيا.. فلا تربحُ آخرتك ... وحتمًا ستخسرُ دنياك.
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَفَلْيَكْفُرْ)...
-لتصل لقصة أصحاب الجنتين...
كُلُّ منهما رزقه الله.. أحدهما كان أكثر غنى من الآخر...
ولكنَّ غناهُ كان عليه وبالًا فتكبَّر وتبطَّر...
فنسفَ اللهُ مُلكَه.. وأيبس جنته.
عندما ملك سيدنا سليمان عليه السلام الأرض...
مرَّ بجيشه على وادي النمل فحذرت نملةٌ بقية النمل أن يدخلوا مساكنهم..
خوفا من أن يحطمهم جيش سليمان...
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَتَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل / 18: 19).
كان يُمكن له أن يمرَّ عليها ولا يعطي لها أهمية فهي النملة.. وهو الملك...
لكن عرف أن الملك لله فتواضع له.
تعلمُ حينها أنهُ وإن ملكتَ الدنيا فمن أعطاك هذا الملك قادر على سلبهِ إياك فلا تكبُّرَ بملكِ الله...
وأنه بالشكر تدوم النعم.
إلَّا إبليس....
كل إنسان ينطفئ في لحظة من لحظات حياته.. ويحتاج إلى نور يسكن قلبه، ويجيب عن الأسئلة الشائكة في عقله.. ويعيده إلى الطريق الصحيح.
وسورةُ الكهفِ ذلك النُّور الذي يضيءُ لنا أيامنا.. رسول الله ﷺ قال فيها: «مَن قَرَأَ سورةالكهف يوم الجمعة أضاءله من النور ما بين الجمعتين».
فما هي تلكَ الأنوار ؟
ـ الحمد..
تبدأ قراءة سورةِ الكهف بالحمد:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عوجا (الكهف/1).
تحمدُ الله أن هداكَ لقراءةِ الكتابِ الذي يعيدكَ إلى الصراطِ المستقيمِ إن تُهتَ عنه.
الحمد لله.. هي الكلمة الوحيدة التي تكتمل بها الأفراح ، وتنتهي بها عمان الأحزان.. وتسكن بها القلوب...
ـ فأووا إلى الكهف.
تقرأ قصة أصحابِ الكهف وكيف حاولوا النجاةَ بإيمانهم من بطش قومهم..
فتعرف أنَّك أن لم تستطع أن تُغيَّر...
فكهف عزلَتِكَ يحميكَ في بعض الأحيان من أذى العالم الخارجي.
إن لم تستطع أن تجعلَ أحدًا يركبُ معك في سفينة النجاة....
على الأقل احفظ نفسَك وإيمانك كي لا تغرق مع الغارقين.
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ، وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِرْفَقًا)
(16/الكهف)
- إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ
يعلِّمُكَ الله ألا تعطى وعدًا بما لا تستطيع أن تفى.. إلا أن تقول: [إن شاء الله].
وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فقال:
أخبركم غدًا... ولم يقل إن شاء الله؛ فانقطع الوحي أياما، ثم نزلت
هذه الآية:
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ الله وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (الكهف / 24:23).
-(يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الكهف / 28)
تقرأ آيات الصبر على الطاعة...
تعرف حينها أن أجمل عبادة لله.. لا من أجلِ دنيا تُصيبها..
لا من أجل زواجٍ، أو عملٍ، أو حاجةٍ تريدُ أن تقضيها...
فإن قُضيت ربما انقطعت عمَّا اجتهدتَ به من دعائك وتقرُّبِكَ لله ..
بل من أجلِ رضاه.. لأنكَ تُحبه وتريدُ، ولا تريدُ منهُ فقط ... فإن رضيَ عنكَ أعطاكَ فوقَ المزيد، وإن أردتَ مرادهُ أرادَ ما تُريد... ولا تكن كمن تَبِعَ هواه فعاشَ متخبطًا متقلبًا لا يعرفُ استقرارًا.. ولا يعبدُ الله إلا من أجلِ تحقيقِ أحلامه.
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيَ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَنَهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (الكهف / 28).
- فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
فتقرأ بعدها تمامًا قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف / 29).
تعرف حينها أن الله أعطاك الخياراتِ في هذه الدنيا، وأنَّكَ لستَ مُسيَّرَا..
ولكنَّكَ تختار المسار الذي ستسير فيه وتسلُكه ولِكلِّ اختيارٍ حِسابه.
فإن اخترت الإيمان كان اللهُ مددك وسندك إن أطعتهُ فيما اخترت....
وإن اخترت الكُفر أنك كسرت ذل العبودية. «لا قدر الله» ظانَّا بذلك أنك كسرت ذُلَّ العبودية.
فقد أتعبت هواك وقمت بعبادة نفسك.. وانتقلت من صراطٍ مستقيم تتبعهُ فتنجو...
إلى هوى نفسٍ تهوي بكَ في ظُلُمات الدنيا.. فلا تربحُ آخرتك ... وحتمًا ستخسرُ دنياك.
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَفَلْيَكْفُرْ)...
-لتصل لقصة أصحاب الجنتين...
كُلُّ منهما رزقه الله.. أحدهما كان أكثر غنى من الآخر...
ولكنَّ غناهُ كان عليه وبالًا فتكبَّر وتبطَّر...
فنسفَ اللهُ مُلكَه.. وأيبس جنته.
عندما ملك سيدنا سليمان عليه السلام الأرض...
مرَّ بجيشه على وادي النمل فحذرت نملةٌ بقية النمل أن يدخلوا مساكنهم..
خوفا من أن يحطمهم جيش سليمان...
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَتَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل / 18: 19).
كان يُمكن له أن يمرَّ عليها ولا يعطي لها أهمية فهي النملة.. وهو الملك...
لكن عرف أن الملك لله فتواضع له.
تعلمُ حينها أنهُ وإن ملكتَ الدنيا فمن أعطاك هذا الملك قادر على سلبهِ إياك فلا تكبُّرَ بملكِ الله...
وأنه بالشكر تدوم النعم.
إلَّا إبليس....
❤1
تقرأ الآية تلو الآية فتصلُ إلى أمر الله تعالى لملائكته السجود لآدم.... (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَيٰ) .. مع أن إبليس كان ينافسُ الملائكة في عبادة اللهِ حينها ...
لكن جريمته الوحيدة هي «الأنا» أنا خيرٌ مِنهُ خلقتني من نارٍ وخلقتهُ من طين.
مع أن الخيرية لا يعلمها إلا صاحبُ الصنعة.. لا يعلمها إلا الخالق.... فمن أنت حتى تأخذ دور الله في إعطاء الأحكام على خلقه؟
تعرفُ حينها أن عبادتهُ لم تكن تنافسًا مع الملائكة في العبادة لكنه يرجو بذلك الاستعلاء عَليهِم وعلى آدم أيضًا.
فكان من المطرودين...
تعلم حينها أن عدوك الأول في هذه الحياة هي نفسك.. نفسك التي نظن أنها باستعلائها قد تحكَّمت
نفسك التي تحبُّ إعطاء الأحكام المسبقة عن الناس.. تهوى الخروج
عن المألوف وكسر القواعد وكأنها هي الصحيحة في كل توجه.
ولا تعرف أن ما كُلَّ مألوف خطأ.. ولا كُل قاعدة يتبعها القوم مذلة.
سجد الملائكة أجمعون امتثالا لأمر خالقهم... فما زادهم ذلك إلا نورًا على نورهم...
وما أُخرج إبليسَ من رحمة الله إلا عجرفةٌ فارغة.. وتكبرٌ موهوم.
وكم في هذه الحياة ممن يفعلُ ذلك ظانًّا أنه كسر قيدًا.. ظانًّا أنه الضحية.. وهو مجرم بحق نفسه!
-(وَإِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ......)
تقرأ الآيات.. فتصل إلى قصةِ سيدنا موسى والخضر عليهما السلام.. فتعرفُ أن في هذهِ الدنيا أحداثًا ظاهرها شَرٌّ كبير...
وباطِنها خيرٌ أكبر.
أمَّا السفينة وأمَّا الغلام وأمَّا الجدار...
كُلٌّ منها تشبيهٌ للحظةٍ نعيشهُا لا نفهمها حينها...
فالسفينة تشبيه للحظةٍ تتعثرُ فيها ولا تعرفُ السبب...
لكنَّ تعثرَكَ .. مرضك... حاجتُك.. انتكاستُكَ.. ردَّتَ عنكَ عَينًا وأزاحت
عنك طمعًا ...
لتمضي فيما بعد وعينُ اللهِ ترعاك.
والغلام تشبيه لأحلامٍ تموتُ في حياتنا...
قد نظنُّ أنها خيرٌ لم يتحقق ولكنها شرٌّ دُفعَ عنك.
وإعانةُ الخضرِ وموسى عليهما السلام للغلامين...
رغم إعراض أهل قريتهما عن تقديم الضيافة لهما...
تشبيه لفعلِ خيرٍ ربما تندمُ على فعلهِ الأناس لم يُقدُّروك...
لكنَّ امتثالك لأمرِ الله.. هو ما سيأتي لك بالخير.
فاللهمَّ صبرًا على ما لم نُحِط بهِ خبرًا.
-(فَأَتْبَعَ سَبَبًا) (الكهف / 85)
تقرأ قصة ذي القرنين.. ذلك الملك
الصالح فتبدأ بقوله تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا}
فتعرفُ أن التمكين مِنَ الله والسعيَ عليك.. يسخِّرُ الله لك الأسباب.. وتعتمدُ عليها في سبيل الوصول.. «فأتبَعَ سَبَبًا» أي أخذ بالأسباب.. وإن كان ملكًا، ولكنهُ لم يجلس ينتظر المعجزات متكأً...
بل كان يسعى ويتحرك إلى أقاصي الأرض.. فمرة غربها ومرةً شرقها. ولكل إنسان أسبابُه.. تلكَ السيارة أو الدراجة تقضي عليها حاجياتك... ولا تضيعُ وقتك عليها باللعبِ واللهو طوالَ الوقت.
ذلك المالُ الذي تشتري به ما يلزمُك ولا تهدره.
ذلك العملُ الذي لا تضيعُ وقتهُ في أمورٍ ثانوية.. فيباركُ اللهُ لكَ به... فيرزقك اللهُ حينها التمكين والقبول في الأرض.
فتمرُّ على قصة يأجوجَ ومأجوج، ومن ثمَّ آخر صفحةٍ في سورة الكهف... فيطلعك الله على من همُّ الفائزون، ومن هم الخاسرون في هذه الدنيا، فيقول تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلًا،الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ منعًا أَوْلَابِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَابِهِ، فَحَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنَا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا أَن الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّلِحَتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) (الكهف/ 103: 107).
فتسأل الله حينها التوفيق والسداد في سعيك.. فتقول: اللهمَّ أرني الحقَّ حقًّا وارزُقني اتِّباعَه وأرِني الباطِلَ باطلًا وارزُقني اجتِنابَه فتصلُ إلى آخرِ آية من سورة الكهف.. ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَى أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهُ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ، فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (الكهف/ 110).
لتتيقن حينها أن الأعمال ليست بالكثرة فقط.. ليست بالأعداد... فربما عمل الإنسان عملا يحب فيه ثناء الناس ومدحهم لا أكثر؛ فيكون العمل وبالا عليه.. وتسأل الله في خاتمة هذه السورة أن يرزقك الصدق في النية، والتمكين في السعي .. والصبر على الخفايا.. والطاعة في الأوامر .. وعدم الاغترار بالنعم والشكر عليها.
تسألُهُ صحبةَ الصادقين، وإن تحمدهُ في كُلِّ وقتٍ وحين.. وتسأله أن يعيد النور لقلبِك ولو كان في الكهف.
يَجدُ الإنسانُ نفسهُ تافهًا بمشكِلاتِهِ وهمومهِ وأحلامهِ وأوهامهِ أمام مشاهد القصف والدمار في كل مكان.
لكن جريمته الوحيدة هي «الأنا» أنا خيرٌ مِنهُ خلقتني من نارٍ وخلقتهُ من طين.
مع أن الخيرية لا يعلمها إلا صاحبُ الصنعة.. لا يعلمها إلا الخالق.... فمن أنت حتى تأخذ دور الله في إعطاء الأحكام على خلقه؟
تعرفُ حينها أن عبادتهُ لم تكن تنافسًا مع الملائكة في العبادة لكنه يرجو بذلك الاستعلاء عَليهِم وعلى آدم أيضًا.
فكان من المطرودين...
تعلم حينها أن عدوك الأول في هذه الحياة هي نفسك.. نفسك التي نظن أنها باستعلائها قد تحكَّمت
نفسك التي تحبُّ إعطاء الأحكام المسبقة عن الناس.. تهوى الخروج
عن المألوف وكسر القواعد وكأنها هي الصحيحة في كل توجه.
ولا تعرف أن ما كُلَّ مألوف خطأ.. ولا كُل قاعدة يتبعها القوم مذلة.
سجد الملائكة أجمعون امتثالا لأمر خالقهم... فما زادهم ذلك إلا نورًا على نورهم...
وما أُخرج إبليسَ من رحمة الله إلا عجرفةٌ فارغة.. وتكبرٌ موهوم.
وكم في هذه الحياة ممن يفعلُ ذلك ظانًّا أنه كسر قيدًا.. ظانًّا أنه الضحية.. وهو مجرم بحق نفسه!
-(وَإِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ......)
تقرأ الآيات.. فتصل إلى قصةِ سيدنا موسى والخضر عليهما السلام.. فتعرفُ أن في هذهِ الدنيا أحداثًا ظاهرها شَرٌّ كبير...
وباطِنها خيرٌ أكبر.
أمَّا السفينة وأمَّا الغلام وأمَّا الجدار...
كُلٌّ منها تشبيهٌ للحظةٍ نعيشهُا لا نفهمها حينها...
فالسفينة تشبيه للحظةٍ تتعثرُ فيها ولا تعرفُ السبب...
لكنَّ تعثرَكَ .. مرضك... حاجتُك.. انتكاستُكَ.. ردَّتَ عنكَ عَينًا وأزاحت
عنك طمعًا ...
لتمضي فيما بعد وعينُ اللهِ ترعاك.
والغلام تشبيه لأحلامٍ تموتُ في حياتنا...
قد نظنُّ أنها خيرٌ لم يتحقق ولكنها شرٌّ دُفعَ عنك.
وإعانةُ الخضرِ وموسى عليهما السلام للغلامين...
رغم إعراض أهل قريتهما عن تقديم الضيافة لهما...
تشبيه لفعلِ خيرٍ ربما تندمُ على فعلهِ الأناس لم يُقدُّروك...
لكنَّ امتثالك لأمرِ الله.. هو ما سيأتي لك بالخير.
فاللهمَّ صبرًا على ما لم نُحِط بهِ خبرًا.
-(فَأَتْبَعَ سَبَبًا) (الكهف / 85)
تقرأ قصة ذي القرنين.. ذلك الملك
الصالح فتبدأ بقوله تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا}
فتعرفُ أن التمكين مِنَ الله والسعيَ عليك.. يسخِّرُ الله لك الأسباب.. وتعتمدُ عليها في سبيل الوصول.. «فأتبَعَ سَبَبًا» أي أخذ بالأسباب.. وإن كان ملكًا، ولكنهُ لم يجلس ينتظر المعجزات متكأً...
بل كان يسعى ويتحرك إلى أقاصي الأرض.. فمرة غربها ومرةً شرقها. ولكل إنسان أسبابُه.. تلكَ السيارة أو الدراجة تقضي عليها حاجياتك... ولا تضيعُ وقتك عليها باللعبِ واللهو طوالَ الوقت.
ذلك المالُ الذي تشتري به ما يلزمُك ولا تهدره.
ذلك العملُ الذي لا تضيعُ وقتهُ في أمورٍ ثانوية.. فيباركُ اللهُ لكَ به... فيرزقك اللهُ حينها التمكين والقبول في الأرض.
فتمرُّ على قصة يأجوجَ ومأجوج، ومن ثمَّ آخر صفحةٍ في سورة الكهف... فيطلعك الله على من همُّ الفائزون، ومن هم الخاسرون في هذه الدنيا، فيقول تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلًا،الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ منعًا أَوْلَابِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَابِهِ، فَحَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنَا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا أَن الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّلِحَتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) (الكهف/ 103: 107).
فتسأل الله حينها التوفيق والسداد في سعيك.. فتقول: اللهمَّ أرني الحقَّ حقًّا وارزُقني اتِّباعَه وأرِني الباطِلَ باطلًا وارزُقني اجتِنابَه فتصلُ إلى آخرِ آية من سورة الكهف.. ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَى أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهُ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ، فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (الكهف/ 110).
لتتيقن حينها أن الأعمال ليست بالكثرة فقط.. ليست بالأعداد... فربما عمل الإنسان عملا يحب فيه ثناء الناس ومدحهم لا أكثر؛ فيكون العمل وبالا عليه.. وتسأل الله في خاتمة هذه السورة أن يرزقك الصدق في النية، والتمكين في السعي .. والصبر على الخفايا.. والطاعة في الأوامر .. وعدم الاغترار بالنعم والشكر عليها.
تسألُهُ صحبةَ الصادقين، وإن تحمدهُ في كُلِّ وقتٍ وحين.. وتسأله أن يعيد النور لقلبِك ولو كان في الكهف.
يَجدُ الإنسانُ نفسهُ تافهًا بمشكِلاتِهِ وهمومهِ وأحلامهِ وأوهامهِ أمام مشاهد القصف والدمار في كل مكان.
❤1
إني لأجد ريح يوسف
عندما تتعرُّض لموقف مؤلم من قريب، عندما تتوالى عليك البلايا ولا تعرف سببها، أو تشعرُ أنَّكَ مجبر على طريق معين لا سبيل لك للخروج منه...
عندها اقرأ سورة يوسف.
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) (يوسف /3)
يقصُّ الله تعالى عليك ما يجعلك تعلم كيف تتم صياغة الأقدار.
كيف تُجرُّ إلى العطايا بسلاسل البلايا.
تعلمُكَ سورة يوسف كيف تتعلم الكتمان.
كيف تحتفظ بالبشرى بينك وبين من يفهمك فقط...
بينك وبين من ينظر لك بعين المحبة.
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَتَأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) (يوسف /4)
وتخفي عمن يبطن لك ما لا يظهر ويشعل الشيطان في قلبه نار الحسد والغرور.
(قَالَ يَبْنَى لَا تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا أن الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (يوسف / 5)
تعلمك سورة يوسف إن كنت أبا أو كُنتِ أمًّا كيف تحاول ما استطعت أن تخفي تفضيلك ومحبتك لابنٍ لك عن إخوته كي لا يضيق قلبهم عليه.
تعلمك سورة يوسف كيف يرميك القريب في غيابات الجبِّ في بعض الأحيان...
ويقولُ الغريب: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَلَهُ)
تعلمك أن الله عندما يغير مسار حياتك في بعض الأحيان...
فتمرُّ بمنعطفٍ تشعرُ فيه أنك في بئرٍ لا تستطيع الخروج منه بسعيك.
لا تعرف لماذا ساقتك الأقدار لهذه الظلمات...
فتخرج منها إلى نورٍ لم تتوقعه ولم تحسب له حسابًا.
تعلمك سورة يوسف كيف تغويك الدنيا بمادياتها وتغلق عليك الأبواب....
فلا تمتحن فقط بالمنع عندما وضعك الله في امتحان البئر...
بل تمتحن بالعطاء عندما يساق إليك امتحان الإغواء...
بغشٍّ بأكل مالٍ حرام بسبُل ربحٍ غير مشروعة.
وما كان امتحان يوسف إلا إغواء الدنيا في صورة امرأة تروادهُ عن نفسه...
وتقول: (هَيْتَ لَكَ):كما قالت امرأة العزيز...
وليس السجن أن تكون خلف القضبان كما كان يوسف الصديق...
ربما السجن ضائقة مادية تفضِّلها على مالٍ حرام...
ربما السجن كلمة حق تبِتعاتُها فقدانُ علاقات.. تفضِّلها على شهادة زور..
فإن فضلت سجن رحمته على عذاب إغوائها ...
فُرْتَ بِدنياكَ وَآخِرَتِكَ.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (يوسف / 33)
عندما تتعرُّض لموقف مؤلم من قريب، عندما تتوالى عليك البلايا ولا تعرف سببها، أو تشعرُ أنَّكَ مجبر على طريق معين لا سبيل لك للخروج منه...
عندها اقرأ سورة يوسف.
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) (يوسف /3)
يقصُّ الله تعالى عليك ما يجعلك تعلم كيف تتم صياغة الأقدار.
كيف تُجرُّ إلى العطايا بسلاسل البلايا.
تعلمُكَ سورة يوسف كيف تتعلم الكتمان.
كيف تحتفظ بالبشرى بينك وبين من يفهمك فقط...
بينك وبين من ينظر لك بعين المحبة.
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَتَأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) (يوسف /4)
وتخفي عمن يبطن لك ما لا يظهر ويشعل الشيطان في قلبه نار الحسد والغرور.
(قَالَ يَبْنَى لَا تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا أن الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (يوسف / 5)
تعلمك سورة يوسف إن كنت أبا أو كُنتِ أمًّا كيف تحاول ما استطعت أن تخفي تفضيلك ومحبتك لابنٍ لك عن إخوته كي لا يضيق قلبهم عليه.
تعلمك سورة يوسف كيف يرميك القريب في غيابات الجبِّ في بعض الأحيان...
ويقولُ الغريب: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَلَهُ)
تعلمك أن الله عندما يغير مسار حياتك في بعض الأحيان...
فتمرُّ بمنعطفٍ تشعرُ فيه أنك في بئرٍ لا تستطيع الخروج منه بسعيك.
لا تعرف لماذا ساقتك الأقدار لهذه الظلمات...
فتخرج منها إلى نورٍ لم تتوقعه ولم تحسب له حسابًا.
تعلمك سورة يوسف كيف تغويك الدنيا بمادياتها وتغلق عليك الأبواب....
فلا تمتحن فقط بالمنع عندما وضعك الله في امتحان البئر...
بل تمتحن بالعطاء عندما يساق إليك امتحان الإغواء...
بغشٍّ بأكل مالٍ حرام بسبُل ربحٍ غير مشروعة.
وما كان امتحان يوسف إلا إغواء الدنيا في صورة امرأة تروادهُ عن نفسه...
وتقول: (هَيْتَ لَكَ):كما قالت امرأة العزيز...
وليس السجن أن تكون خلف القضبان كما كان يوسف الصديق...
ربما السجن ضائقة مادية تفضِّلها على مالٍ حرام...
ربما السجن كلمة حق تبِتعاتُها فقدانُ علاقات.. تفضِّلها على شهادة زور..
فإن فضلت سجن رحمته على عذاب إغوائها ...
فُرْتَ بِدنياكَ وَآخِرَتِكَ.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (يوسف / 33)
❤1
تعلمك سورة يوسف أن التمكين ياتي في أكثر الأوقات صعوبة
في الظلمات التي لا يطلع عليها أحد إلا الله...
فيُعلمك أمورًا لم تكن تتعلمها أيام رخائك..
فيجعلك بهذه العلوم مستغن عن الناس...
بل ويجعل الله الناس في حاجة إليك...
ويأتيك من ظلمك معتذرا منك محتاجا إليك.
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)(6/ يوسف)
هذا كان تفسير سيدنا يعقوب لحُلُم يوسف عندما رأى أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر يسجدون..
وهذا ما حدث معه في سجنه.
فجاءه فتيان شاهدا أحلاما مختلفة ففسر لهما ما رأياه...
وبعد خروج أحدهما من السجن...
رأى الملكُ رؤيةً عجيبة ...
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّىٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتٍ سِمَانٍ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٌ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرٍ وَأُخَرَ يَابِسَـٰتٍ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِى فِى رُءۡيَـٰىَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ (يوسف / 43)
ولم يعلم تأويلها وكان يبحث عمن يفسر له ما رأي...
حتى علم الذي خرج من السجن بالرؤيا فقال: (أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ) (يوسف /45).
وذهب إلى يوسف في السجن فنبَّأهُ بتأويل ما رأى...
دُهش الملك من هذا التفسير، وأرسل يعرف من صاحب هذا التأويل.
وأن يُؤتى به إلى قصره...
فعلم أنه يوسف.. وأنه في السجن لأنه لم يطع امرأة العزيز فيماكانت تريد..
فاعترفت بفعلتها وقالت: ﴿ وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِىٓ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّىٓ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (يوسف / 53).
فجعله الملك من خاصته حينها.
تعلمك سورة يوسف ألا تتراجع ولا تتردد حينما تعلم قدر نفسك جيدا ..
فتطلب ما يناسبك حينما تتيقن تمامًا أنك على قدر ما سيتم تكليفك به.
أنك تستطيع تحمل الأعباء.. وأن المناصب مسؤولية وليست شارات
على الأكتاف...
أو أوسمة على الصدور.. أو دال خلف اسمك أو ميم....
بل مسؤولية ستتحملها ويتم تكليفك بها ..
حينها تعلم أن الله إذا كَلَّفَ أعان.
فحينما علم يوسف قدر علمه وفهمه ومسؤوليته
قال للملك: (قَالَ ٱجۡعَلۡنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(55/ يوسف)
فعاد للقصر ملكا بعد أن كان مملوكًا.
من السجن ومن قبلها من البئر إلى القصر...
وصار إخوته في حاجته بعد أن ظنوا أنهم تخلصوا منه...
تعرفوا إليه بعد أن جعلهم يعترفون بفعلتهم فقالوا: ﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔينَ) (يوسف/91).
تعلمك سورة يوسف أن الحبيب لا يفقد الأمل من لقاء محبوبه أبدا...
فقد يجمع الشتيتين بعدما يظنان كُلَّ الظن أن لا تلاقيا.
فعندما عادوا لوالدهم وقد أصبح ضريرًا من حزنه على يوسف الذي
مر على فقدانه السنين الطوال...
وقد أوصاهم يوسف أن يلقوا قميصه على والدهم كي يعود بصيرا...
فقال لهم قبل أن يتحدثوا بأي كلمة: ﴿ إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ) (يوسف /94)
تعلمك سورة يوسف...
أن الله أعلم بك منك إذ فوضته أمرك، إذ سلمت نفسك إليه في لحظة يأس من تدبيرك...
فوجدته يسلك بك مسلكا ظننته مسلك المهالك.
ولكن.. كان حينها يصنعك على عينه.. ويحرسك بلطفه في أكثر الأماكن التي كنت تظن أنها مهلكة..
فكانت نهاية قصة يوسف بقوله: (إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ)
في الظلمات التي لا يطلع عليها أحد إلا الله...
فيُعلمك أمورًا لم تكن تتعلمها أيام رخائك..
فيجعلك بهذه العلوم مستغن عن الناس...
بل ويجعل الله الناس في حاجة إليك...
ويأتيك من ظلمك معتذرا منك محتاجا إليك.
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)(6/ يوسف)
هذا كان تفسير سيدنا يعقوب لحُلُم يوسف عندما رأى أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر يسجدون..
وهذا ما حدث معه في سجنه.
فجاءه فتيان شاهدا أحلاما مختلفة ففسر لهما ما رأياه...
وبعد خروج أحدهما من السجن...
رأى الملكُ رؤيةً عجيبة ...
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّىٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتٍ سِمَانٍ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٌ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرٍ وَأُخَرَ يَابِسَـٰتٍ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِى فِى رُءۡيَـٰىَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ (يوسف / 43)
ولم يعلم تأويلها وكان يبحث عمن يفسر له ما رأي...
حتى علم الذي خرج من السجن بالرؤيا فقال: (أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ) (يوسف /45).
وذهب إلى يوسف في السجن فنبَّأهُ بتأويل ما رأى...
دُهش الملك من هذا التفسير، وأرسل يعرف من صاحب هذا التأويل.
وأن يُؤتى به إلى قصره...
فعلم أنه يوسف.. وأنه في السجن لأنه لم يطع امرأة العزيز فيماكانت تريد..
فاعترفت بفعلتها وقالت: ﴿ وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِىٓ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّىٓ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (يوسف / 53).
فجعله الملك من خاصته حينها.
تعلمك سورة يوسف ألا تتراجع ولا تتردد حينما تعلم قدر نفسك جيدا ..
فتطلب ما يناسبك حينما تتيقن تمامًا أنك على قدر ما سيتم تكليفك به.
أنك تستطيع تحمل الأعباء.. وأن المناصب مسؤولية وليست شارات
على الأكتاف...
أو أوسمة على الصدور.. أو دال خلف اسمك أو ميم....
بل مسؤولية ستتحملها ويتم تكليفك بها ..
حينها تعلم أن الله إذا كَلَّفَ أعان.
فحينما علم يوسف قدر علمه وفهمه ومسؤوليته
قال للملك: (قَالَ ٱجۡعَلۡنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(55/ يوسف)
فعاد للقصر ملكا بعد أن كان مملوكًا.
من السجن ومن قبلها من البئر إلى القصر...
وصار إخوته في حاجته بعد أن ظنوا أنهم تخلصوا منه...
تعرفوا إليه بعد أن جعلهم يعترفون بفعلتهم فقالوا: ﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔينَ) (يوسف/91).
تعلمك سورة يوسف أن الحبيب لا يفقد الأمل من لقاء محبوبه أبدا...
فقد يجمع الشتيتين بعدما يظنان كُلَّ الظن أن لا تلاقيا.
فعندما عادوا لوالدهم وقد أصبح ضريرًا من حزنه على يوسف الذي
مر على فقدانه السنين الطوال...
وقد أوصاهم يوسف أن يلقوا قميصه على والدهم كي يعود بصيرا...
فقال لهم قبل أن يتحدثوا بأي كلمة: ﴿ إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ) (يوسف /94)
تعلمك سورة يوسف...
أن الله أعلم بك منك إذ فوضته أمرك، إذ سلمت نفسك إليه في لحظة يأس من تدبيرك...
فوجدته يسلك بك مسلكا ظننته مسلك المهالك.
ولكن.. كان حينها يصنعك على عينه.. ويحرسك بلطفه في أكثر الأماكن التي كنت تظن أنها مهلكة..
فكانت نهاية قصة يوسف بقوله: (إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ)
❤2
لتسكنوا إليها
تأتي على الإنسانِ لحظةٌ في حياته يضطربُ فيها شعوره.
يشعرُ أنه فارغُ القلب وإن كان حوله أحبابه.. والداه أقاربه أصحابه.
لا يأنسُ بهم كما كان قبل ذلك.. يفقد السكينة التي عاش بها منذُ بداية عُمُره.
ويبحث عن شيءٍ يسعدهُ فلا يجدُ ذلك.. حتى يميل قلبه إلى حبيب.
يعيدُ له شغفه .. ضحكته القديمة... روحه المرحة التي فقدها ليالي وأيامًا.
فيرى روحه متجسدة في محبوبه...
فلا تعود حياته بعدها كما كانت قبل ذلك...
ولا تستقيم حياته بعدها إلا بوجوده...
ولا أتكلم والله عن علاقة خلف الشاشات...
ولا عن حب موجود في الأيام والروايات...
ولا عن شعور يستمر ربما لأشهر وأيام ويختفي بعد لحظات...
بل عن آيات من آيات الله في خلقه...
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم / 21)
الحُبُّ رِزق والأرزاقُ حاجات...
لا تقل لي حب الأهل، أم حب الأصدقاء، أم حب الأعزاء..
بل حبها هي تلك الروح التي تحتاجها لترد لك روحك.. التي تعطي لحياتك معنى.
معنى أن تتجمل من أجلها لتراك بأبهى حلة...
وتخرج وحيدا في الطرقات بحثا عنها ...
أو تمر في الطريق المؤدي إلى منزلها عسى أن تراها ...
أو ترى من يراها أو تشعر بوجودها.
معنى أن تسمع مقطوعة فتغمض عينيك وتتخيلها أمامك...
بمحياها الجميل وابتسامتها المتعثرة بالخجل والحياء...
معنى أن تُفضح أمام من حولك بتلعثمك في الحديث
حينما مرت أمامك في الطريق أو في ذاكرتك فنسيت عما تتكلم.
معنى أن تشعر بدفء وجودها في بالك في عتمتك وأسوأ أحوالك.
رسول الله عندما وصف حبه للسيدة خديجة.
قالَ: «إِنِّي رُزَقَتُ حُبَّها».
ولكن.. هل يأتي الحب بعد الزواج ؟
الحب أصلا لا يظهر إلا بعد الزواج...
بعد أن تسقط الأقنعة...
تأتي في العشرة والصبر على زلات الزوجين..
تأتي في جبرها في مرضها، وبمساندته وجبره أن كسرهُ موقف.
لا تظن أن العلاقات التي تسمع عنها اليوم تدعى «بالحب»...
ولكنها تفريغ مشاعر وحياة وردية يتخيلها الطرفان، وإن ظننا أنهما مع بعضهما في أسوأ أحوالهما....
فحتى أسوأ أحوالهما ما هي إلا محاولة استعطاف قلب الطرف الآخر خلف شاشة صغيرة...
ساعات وأيام وأشهر.. وكلمات رنانة بين الحب والاشتياق تُسمعُ كل يوم....
ثم ملل وتفرق.. أو ربما وفي أندر الحالات.. زواج ثم ؟
ثم وبعد أيام وربما أشهر...
تفرق بعد أن علم أنها ليست التي كان يتكلم معها...
وليس من كانت تتكلم معه.
سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه على حقيقتها، واختفى ما ظننا أنه حب.
وظهرت المسؤولية مسؤولية المنزل، مسؤولية العمل، مسؤولية كل زوج وزوجة.
سقط الصرح الذي بناه الشيطان خلال سنوات «العلاقة» من خيال ووهم حول الزواج...
وبقي الندم على سوء اختيار كل طرف للآخر.
كيف أحسن الاختيار ؟
ـ يحسن الإنسان عندما ينوي بزواجه العفة وبناء أسرة تعينه على نوائب الدهر.
فالبيوت لا تُقام على الحب فقط...
بل على المودة والرحمة.
والمودة والرحمة لا تأتي بشطارة إنسان، بل بعطاء رحمن (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ).
-يحسن الاختيار عندما يرى نفسه مسؤولا عما يفعل...
فالزواج تحمل الأعباء لا ينظر إليها الكثير ممن يقدم عليها ...
فيتراجع بعد أن علم أنه غير قادر عليها.
قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ
فليتزوج
وقال في موضع آخر: «لا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه ؟! قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
فلا يتوجه للزواج إلا بعد أن يبصر حقيقة نفسه.. فإن كان قادرا على ذلك...
فإن الله ناصره.
ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله.والمكاتب الذي يريد الأداء. والناكح الذي يريد العفاف...
يحسن الاختيار حينما يعلم أن الزواج ليس مصحة عقلية ...
وأن الزواج عقد رضى وليس نضالا إصلاحيا...
فيتقدم لمن يناسبه وتقبل بمن يناسبها.
البعض يتصور أن الزواج حل لعقده النفسية..
أو أنه رفع درجات بين الناس.
فيريد يتزوجها طبيبة معروفة بين الناس من أجل الجاه...
ثم لا يريد منها أن تعمل...
أو تتزوجه لأنه صاحب الغنى، ثم تحاول أن تصلح خلقه السيئ
فلا تستطيع.
الزواج ليس تربية بل حسنُ اختيار...
فعندما يختفي الجاه والمال.. تبقى المودة والرحمة...
ولا يجد المودة من بحث عن دنيا زائلة.
الزواج حياة.. فأحسن اختيار حياتك.
تأتي على الإنسانِ لحظةٌ في حياته يضطربُ فيها شعوره.
يشعرُ أنه فارغُ القلب وإن كان حوله أحبابه.. والداه أقاربه أصحابه.
لا يأنسُ بهم كما كان قبل ذلك.. يفقد السكينة التي عاش بها منذُ بداية عُمُره.
ويبحث عن شيءٍ يسعدهُ فلا يجدُ ذلك.. حتى يميل قلبه إلى حبيب.
يعيدُ له شغفه .. ضحكته القديمة... روحه المرحة التي فقدها ليالي وأيامًا.
فيرى روحه متجسدة في محبوبه...
فلا تعود حياته بعدها كما كانت قبل ذلك...
ولا تستقيم حياته بعدها إلا بوجوده...
ولا أتكلم والله عن علاقة خلف الشاشات...
ولا عن حب موجود في الأيام والروايات...
ولا عن شعور يستمر ربما لأشهر وأيام ويختفي بعد لحظات...
بل عن آيات من آيات الله في خلقه...
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم / 21)
الحُبُّ رِزق والأرزاقُ حاجات...
لا تقل لي حب الأهل، أم حب الأصدقاء، أم حب الأعزاء..
بل حبها هي تلك الروح التي تحتاجها لترد لك روحك.. التي تعطي لحياتك معنى.
معنى أن تتجمل من أجلها لتراك بأبهى حلة...
وتخرج وحيدا في الطرقات بحثا عنها ...
أو تمر في الطريق المؤدي إلى منزلها عسى أن تراها ...
أو ترى من يراها أو تشعر بوجودها.
معنى أن تسمع مقطوعة فتغمض عينيك وتتخيلها أمامك...
بمحياها الجميل وابتسامتها المتعثرة بالخجل والحياء...
معنى أن تُفضح أمام من حولك بتلعثمك في الحديث
حينما مرت أمامك في الطريق أو في ذاكرتك فنسيت عما تتكلم.
معنى أن تشعر بدفء وجودها في بالك في عتمتك وأسوأ أحوالك.
رسول الله عندما وصف حبه للسيدة خديجة.
قالَ: «إِنِّي رُزَقَتُ حُبَّها».
ولكن.. هل يأتي الحب بعد الزواج ؟
الحب أصلا لا يظهر إلا بعد الزواج...
بعد أن تسقط الأقنعة...
تأتي في العشرة والصبر على زلات الزوجين..
تأتي في جبرها في مرضها، وبمساندته وجبره أن كسرهُ موقف.
لا تظن أن العلاقات التي تسمع عنها اليوم تدعى «بالحب»...
ولكنها تفريغ مشاعر وحياة وردية يتخيلها الطرفان، وإن ظننا أنهما مع بعضهما في أسوأ أحوالهما....
فحتى أسوأ أحوالهما ما هي إلا محاولة استعطاف قلب الطرف الآخر خلف شاشة صغيرة...
ساعات وأيام وأشهر.. وكلمات رنانة بين الحب والاشتياق تُسمعُ كل يوم....
ثم ملل وتفرق.. أو ربما وفي أندر الحالات.. زواج ثم ؟
ثم وبعد أيام وربما أشهر...
تفرق بعد أن علم أنها ليست التي كان يتكلم معها...
وليس من كانت تتكلم معه.
سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه على حقيقتها، واختفى ما ظننا أنه حب.
وظهرت المسؤولية مسؤولية المنزل، مسؤولية العمل، مسؤولية كل زوج وزوجة.
سقط الصرح الذي بناه الشيطان خلال سنوات «العلاقة» من خيال ووهم حول الزواج...
وبقي الندم على سوء اختيار كل طرف للآخر.
كيف أحسن الاختيار ؟
ـ يحسن الإنسان عندما ينوي بزواجه العفة وبناء أسرة تعينه على نوائب الدهر.
فالبيوت لا تُقام على الحب فقط...
بل على المودة والرحمة.
والمودة والرحمة لا تأتي بشطارة إنسان، بل بعطاء رحمن (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ).
-يحسن الاختيار عندما يرى نفسه مسؤولا عما يفعل...
فالزواج تحمل الأعباء لا ينظر إليها الكثير ممن يقدم عليها ...
فيتراجع بعد أن علم أنه غير قادر عليها.
قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ
فليتزوج
وقال في موضع آخر: «لا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه ؟! قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
فلا يتوجه للزواج إلا بعد أن يبصر حقيقة نفسه.. فإن كان قادرا على ذلك...
فإن الله ناصره.
ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله.والمكاتب الذي يريد الأداء. والناكح الذي يريد العفاف...
يحسن الاختيار حينما يعلم أن الزواج ليس مصحة عقلية ...
وأن الزواج عقد رضى وليس نضالا إصلاحيا...
فيتقدم لمن يناسبه وتقبل بمن يناسبها.
البعض يتصور أن الزواج حل لعقده النفسية..
أو أنه رفع درجات بين الناس.
فيريد يتزوجها طبيبة معروفة بين الناس من أجل الجاه...
ثم لا يريد منها أن تعمل...
أو تتزوجه لأنه صاحب الغنى، ثم تحاول أن تصلح خلقه السيئ
فلا تستطيع.
الزواج ليس تربية بل حسنُ اختيار...
فعندما يختفي الجاه والمال.. تبقى المودة والرحمة...
ولا يجد المودة من بحث عن دنيا زائلة.
الزواج حياة.. فأحسن اختيار حياتك.
❤2
*♻️ الموت موجع يا صاحبي*
*ولكن الأكثر وجعاً هم أولئك الذين يموتون فينا وهم أحياء!*
*ما أبشع أن يصبح قلب المرء قبراً لشخص ما زال يمشي على الأرض!*
*مررتُ البارحة بجانبك فكان ما بيننا من المسافة مقدار ذراع وما بيننا من الجفاء مقدار ما بين السماء والأرض!*
*وأنا على قناعةٍ الآن أننا لا نكره بجنون إلا أولئك الذين أحببناهم بجنون..!🌺*
*#ليطمئن_قلبك*
🌹👌🏽💫
*ولكن الأكثر وجعاً هم أولئك الذين يموتون فينا وهم أحياء!*
*ما أبشع أن يصبح قلب المرء قبراً لشخص ما زال يمشي على الأرض!*
*مررتُ البارحة بجانبك فكان ما بيننا من المسافة مقدار ذراع وما بيننا من الجفاء مقدار ما بين السماء والأرض!*
*وأنا على قناعةٍ الآن أننا لا نكره بجنون إلا أولئك الذين أحببناهم بجنون..!🌺*
*#ليطمئن_قلبك*
🌹👌🏽💫
❤2
أول جولة في اليوم بين العبد وبين الشيطان هي في صلاة الفجر فمن انتصر فيها بُورك له في يومه.
-د. خالد أبو شادي.
-د. خالد أبو شادي.
❤1
أفكلما اشتهيت اشتريت؟ فمتى تتعلم الصبر؟
أفكلما خلوت عصيت؟ فمتى تتعلم التقوى؟
أفكلما تعبت استرحت؟ فمتى تتعلم المقاومة؟
أفكلما يُسر لك تماديت؟ فمتى تبدأ بالتوبة؟
تأتي المعصية
فيرحل معها القرآن الكريم والصلاة وقيام الليل والخوف من الله
ثم يلحق بهما الذكر ..
ثم تذهب الطمأنينة.. ويأتي عسر الحال
وقلة البر
وقلة البركة في الوقت والمال
وتذكر أن:
أصعب الحرام: ( أوَّله )
.. ثم يسهل.. ثم يُستساغ .. ثم يُؤْلف .. ثم يحلو .. ثم يُطبع على القلب .. ثم يبحث القلب عن حرام آخر ..
(سبحان الله انها خطوات الشيطان)
أفكلما خلوت عصيت؟ فمتى تتعلم التقوى؟
أفكلما تعبت استرحت؟ فمتى تتعلم المقاومة؟
أفكلما يُسر لك تماديت؟ فمتى تبدأ بالتوبة؟
تأتي المعصية
فيرحل معها القرآن الكريم والصلاة وقيام الليل والخوف من الله
ثم يلحق بهما الذكر ..
ثم تذهب الطمأنينة.. ويأتي عسر الحال
وقلة البر
وقلة البركة في الوقت والمال
وتذكر أن:
أصعب الحرام: ( أوَّله )
.. ثم يسهل.. ثم يُستساغ .. ثم يُؤْلف .. ثم يحلو .. ثم يُطبع على القلب .. ثم يبحث القلب عن حرام آخر ..
(سبحان الله انها خطوات الشيطان)
❤1
أكثروا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن الجوزي رحمه الله :
"إِذا أَراد الله بعبدهِ خيرًا، يسَّرَ لسانه للصَّلاةِ علىٰ النبي صلى الله عليه وسلم."
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِك عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
قال ابن الجوزي رحمه الله :
"إِذا أَراد الله بعبدهِ خيرًا، يسَّرَ لسانه للصَّلاةِ علىٰ النبي صلى الله عليه وسلم."
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِك عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
❤2
عمرك وقفت تفكر ليه القرآن نسب البيوت للنساء مش للرجال؟ وتفتكر البيت بيت مين فعلًا؟
البيت مش مجرد جدران وسقف.. البيت الحقيقي هو السكن اللي ربنا جعله في قلب الزوجة.. يقول الله عز وجل:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
شوفوا التعبير: لتسكنوا إليها.. كأن السكن مش في البيت نفسه، إنما في المرأة.
ومن هنا نلاقي القرآن الكريم في أكتر من موضع بينسب البيوت للنساء تكريمًا وتعظيمًا لمكانتهم:
{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1].
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا} [يوسف: 23].
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34].
حتى بيوت النبي ﷺ نُسبت لزوجاته.. وما أعظم هذا التكريم.
حتى في حالة الطلاق الرجعي قال تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ}.. يظل البيت بيتها حتى في الخلاف.
والوحيد اللي ما اتنسبش فيه البيت للمرأة كان في الفاحشة: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} [النساء: 15].. وهنا يسقط التكريم بالمعصية.
💡 قال ابن كثير: "إضافة البيوت إلى الزوجات فيه إشارة إلى أنهن محل السكن والقرار، وأن للمرأة خصوصية في بيتها، فلا تُخرج إلا بحق."
وقال القرطبي: "البيوت سكن النساء، وفيها سترهن وصيانتهن."
وقال الحسن البصري: "المرأة أمانة عند الرجل، فليتق الله في أمانته."
والنبي ﷺ قال:
«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [رواه الترمذي].
«استوصوا بالنساء خيرًا» [متفق عليه].
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فتعلمنا من نساء الأنصار."
✨ الخلاصة:
البيت من غير زوجة مجرد مبنى صامت، ومع الزوجة يتحول لسكن ورحمة ومودة.
الإسلام هو الدين الوحيد اللي رفع شأن المرأة بحق.. مش بشعارات ولا كلام، لكن بآيات تُتلى وأحاديث تُحفظ، وكلام صحابة وعلماء يشهدوا بيه.
فاحمدوا الله على نعمة الزوجة الصالحة.. واذكروا دايمًا إن البيت بيتها قبل ما يكون بيتك، لأن السكن الحقيقي مش في الحيطان.. السكن في قلبها.
اللهم أصلح بيوت المسلمين، وارزق كل زوجين المودة والرحمة والسكينة، وبارك لكل بيت بالحب والرضا والإيمان، وارزق شباب وبنات المسلمين الأزواج والزوجات الصالحين الذين تقرّ بهم العيون وتطمئن بهم القلوب.
البيت مش مجرد جدران وسقف.. البيت الحقيقي هو السكن اللي ربنا جعله في قلب الزوجة.. يقول الله عز وجل:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
شوفوا التعبير: لتسكنوا إليها.. كأن السكن مش في البيت نفسه، إنما في المرأة.
ومن هنا نلاقي القرآن الكريم في أكتر من موضع بينسب البيوت للنساء تكريمًا وتعظيمًا لمكانتهم:
{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1].
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا} [يوسف: 23].
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34].
حتى بيوت النبي ﷺ نُسبت لزوجاته.. وما أعظم هذا التكريم.
حتى في حالة الطلاق الرجعي قال تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ}.. يظل البيت بيتها حتى في الخلاف.
والوحيد اللي ما اتنسبش فيه البيت للمرأة كان في الفاحشة: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} [النساء: 15].. وهنا يسقط التكريم بالمعصية.
💡 قال ابن كثير: "إضافة البيوت إلى الزوجات فيه إشارة إلى أنهن محل السكن والقرار، وأن للمرأة خصوصية في بيتها، فلا تُخرج إلا بحق."
وقال القرطبي: "البيوت سكن النساء، وفيها سترهن وصيانتهن."
وقال الحسن البصري: "المرأة أمانة عند الرجل، فليتق الله في أمانته."
والنبي ﷺ قال:
«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [رواه الترمذي].
«استوصوا بالنساء خيرًا» [متفق عليه].
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فتعلمنا من نساء الأنصار."
✨ الخلاصة:
البيت من غير زوجة مجرد مبنى صامت، ومع الزوجة يتحول لسكن ورحمة ومودة.
الإسلام هو الدين الوحيد اللي رفع شأن المرأة بحق.. مش بشعارات ولا كلام، لكن بآيات تُتلى وأحاديث تُحفظ، وكلام صحابة وعلماء يشهدوا بيه.
فاحمدوا الله على نعمة الزوجة الصالحة.. واذكروا دايمًا إن البيت بيتها قبل ما يكون بيتك، لأن السكن الحقيقي مش في الحيطان.. السكن في قلبها.
اللهم أصلح بيوت المسلمين، وارزق كل زوجين المودة والرحمة والسكينة، وبارك لكل بيت بالحب والرضا والإيمان، وارزق شباب وبنات المسلمين الأزواج والزوجات الصالحين الذين تقرّ بهم العيون وتطمئن بهم القلوب.