Telegram Web Link
القرآن أشبه بقصر كبير فاخر، له أبواب متعددة.
ولن تدرك جمال هذا القصر حتى تدخل من كل أبوابه.
بعض الناس لا يدخل لقصر القرآن إلا من باب العقائد والأحكام.
وينسى أبوابا أخرى لا تقل جمالا وأهمية.

من أبواب قصر القرآن المهجورة عند كثير من الناس: باب الفكر والوعي، وباب القيم والمبادئ، وباب التزكية، وباب الأخلاق والسلوك، وغيرها من الأبواب.

من أراد أن يدرك عظمة القرآن وفخامته فعليه أن يدخل من كل أبواب قصره، وسيقف بنفسه على ما في داخل القرآن من جمال وخير وبركة ونفع .


نحن في حاجة إلى أن نعيد قراءتنا للقرآن ، وتغير تعاملنا معه.
أنزل الله القرآن ليكون لنا خيرا وبركة ، فلا بد أن ندخل من كل أبوابه لنأخذ أكبر قدر مما فيه من الخير والبركة.
من أهم الشعارات التي يجب تبنّيها اليوم، والتي يصلح أن تكون هدفا ورؤية لا للدعاة والمصلحين فقط وإنما لعموم المسلمين، شعار: (حِفظُ الدين).

والمقصود بالدين هنا:
١) معناه الأعظم وهو (العبودية لله وحده والانقياد والخضوع له)
٢) أصول الإسلام وثوابته وقواعده الكبرى المستمدة من الوحي.

وليس المقصود من حفظ الدين: إبقاءه لمعنى البركة فقط أو ليكون من جملة الموروثات المحترمة.
وإنما المقصود منه: أن تؤسس مكانته على ضوء هذه المعالم الخمسة:
١) أن يؤخذ على أنه (الحق) الذي خلق الله الإنسان لأجله، في مقابل نقيضه الباطل الذي هو أظلم الظلم.
٢) وأن يستمسك به على أنه (الهدى والنور) في مقابل (التيه والظلمات)
٣) وأن يُفرح به على أنه (الصلاح) في مقابل (الفساد: فساد السماوات والأرض ومن فيهن)
٤) وأن يُنطلق منه على أنه (الميزان) الذي يوزن ما دونه عليه؛ ويمعير على ضوئه.
٥) وأن (يُهتدى) به في العمل والقول لا في الاعتقاد والتصور فقط.

وهذه مسؤولية يجب تحملها وإعطاؤها الأولوية القصوى من حيث العمل والجهد والفكر والقيمة وخاصة في الجيل الصاعد والجيل القادم الذي يواجه كثير من أبنائه مشكلة ذوبان المبادئ أو تشوهها أو تعطيلها.

ومن أعظم سبل تحقيقها:
(إشاعة النظرة الاستهدائية للقرآن) بحيث يُقرأ -أول ما يقرأ- لا لمجرد لحفظ أو التلاوة، وإنما يقرأ للاستهداء باستحضار كونه كلام الخالق سبحانه وأنه أنزله للهداية الشمولية وأن الغاية هي العمل به؛ فيتلقى آيات القرآن باحثا عن مراد الله فيها ومؤسسا منطلقاته على ضوئها، مستعينا بأدوات الفهم الصحيح المعلومة عند أهل العلم، والتي تعود في الجملة إلى موافقة اللسان العربي وأساليب العرب في خطابها؛ وموافقة السنة التي هي بيان القرآن، وغير ذلك.

ومنبع ذلك كله: منهج النبي ﷺ الذي ربى عليه أصحابه في علاقتهم بالقرآن، والذي ساروا عليه من بعده.
ولذلك روى الإمام مالك في موطئه حديث الخوارج المعروف والذي فيه (يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم) ثم أتبعه برواية بلاغ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه (مكث على سورة البقرة ثماني سنين ؛ يتعلمها)
تثبيت الله لنبيّه محمد ﷺ في #سورة_الفرقان
تأمل في قوله سبحانه: (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون) وقوله: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)

والمقصود بالعذاب هنا: عذاب الدنيا الذي لا يُستأصلون به وإنما يتألمون منه ألما يذكرهم بضعفهم وسوء عملهم لعلهم يرجعون إلى الله تعالى.

فالعذاب هنا = رحمة.
👍2
إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم… الاية

#سورة_الإسراء
1
قال الله تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ‏}‌‏.‏

تعليق الإمام الطبري على هذه الآية العظيمة: (يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ‏:‏ فَهَلَّا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ الَّذِينَ قَصَصْتُ عَلَيْكَ نَبَّأَهُمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، الَّذِينَ أَهْلَكْتُهُمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ إِيَّايَ، وَكَفْرِهِمْ بِرُسُلِي مِنْ قَبْلِكُمْ‏.‏
‏{‏أُولُو بَقِيَّةٍ‏}‏، يَقُولُ‏:‏ ذُو بَقِيَّةٍ مِنَ الْفَهْمِ وَالْعَقْلِ، يَعْتَبِرُونَ مَوَاعِظَ اللَّهِ وَيَتَدَبَّرُونَ حُجَجَهُ، فَيَعْرِفُونَ مَا لَهُمْ فِي الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَعَلَيْهِمْ فِي الْكُفْرِ بِهِ
‏{‏يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ‏}‏، يَقُولُ‏:‏ يَنْهَوْنَ أَهْلَ الْمَعَاصِي عَنْ مَعَاصِيهِمْ، وَأَهْلَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ عَنْ كُفْرِهِمْ بِهِ، فِي أَرْضِهِ
‏{‏إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ‏}‏، يَقُولُ‏:‏ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، إِلَّا يَسِيرًا، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، فَنَجَّاهُمُ اللَّهُ مِنْ عَذَابِهِ، حِينَ أَخَذَ مَنْ كَانَ مُقِيمًا عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ عَذَابُهُ وَهُمُ اتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ‏.)

#سورة_هود
1
موضع في القرآن فيه الجمع بين (الصبر والتوكل) وبيان أن هذين العملين سبب دخول الجنة مع امتداح الله لثوابهم الذي حصلوه بعملهم.. فما هو هذا الموضع؟
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
فائدةٌ دقيقةٌ من قول الله سبحانه لزكريا عليه السلام (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) حول …

#سورة_مريم
(ولولا دفع ٱلله ٱلناس بعضهم ببعض لفسدت ٱلأرض ولـٰكن ٱلله ذو فضل على ٱلعـٰلمین)

قال البقاعي في نظم الدرر:
"فتارة ينصر قويهم على ضعيفهم كما هو مقتضى القياس،
وتارة ينصر ضعيفهم - كما فعل في قصة طالوت - على قويهم،
حتى لا يزالَ ما أقامَ بينهم من سبب الحفظ بهيبة بعضهم لبعض قائماً.
﴿لفسدت الأرض﴾ بأكْل القوي الضعيف حتى لا يبقى أحد
﴿ولكن الله﴾ تعالى بعظمته وجلاله وعزته وكماله يكف بعض الناس ببعض، ويولي بعض الظالمين بعضا، وقد يؤيد الدين بالرجل الفاجر، على نظامٍ دبره، وقانون أحكمه في الأزل؛ يكون سببا لكف القوي عن الضعيف، إبقاء لهذا الوجود على هذا النظام إلى الحد الذي حده"
ومن هذه الآية وأمثالها نعلم أنه لا يمكن في سنة الله أن يبقى الباطل إلى الأبد عاليا قويا، بل يدفعه الله بالحق، وينصر أهل الحق ليدفعوا الباطل، وهذا يعني أهمية أن يشتغل أهل الحق ببناء أنفسهم على هذا الحق الذي ينصره الله تعالى، لأن من سنة الله كذلك: أن ينصر -سبحانه- من نصره، كما قال: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وقال: (ألا إن نصر الله قريب) وقال سبحانه: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)
﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِیَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَىٰ مَاۤ أَنتُمۡ عَلَیۡهِ حَتَّىٰ یَمِیزَ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَجۡتَبِی مِن رُّسُلِهِۦ مَن یَشَاۤءُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ﴾ [آل عمران ١٧٩]
قال ابن القيم رحمه الله:
هَذِه الآيَة من كنوز القُرْآن نبه فِيها على حكمته تَعالى المُقْتَضِيَة تَمْيِيز الخَبيث من الطّيب، وأن ذَلِك التَّمْيِيز لا يَقع إلّا برسله فاجتبى مِنهُم من شاءَ وأرسله إلى عباده، فيتميز برسالتهم الخَبيث من الطّيب، والولي من العَدو، ومن يصلح لمجاورته وقربه وكرامته مِمَّن لا يصلح إلّا للوقود، وفي هَذا تَنْبِيه على الحِكْمَة في إرْسال الرُّسُل وأنه لا بُد مِنهُ وأن الله تَعالى لا يَلِيق بِهِ الإخْلال بِهِ وأن من جحد رِسالَة رسله فَما قدره حق قدره ولا عرفه حق مَعْرفَته ونسبه إلى ما لا يَلِيق بِهِ كَما قالَ تَعالى ﴿وَما قدرُوا الله حق قدره إذْ قالُوا ما أنزل الله على بشر من شَيْء﴾
فَتَأمل هَذا الموضع حق التَّأمُّل وأعطه حَظه من الفِكر فَلَو لم يكن في هَذا الكتاب سواهُ لَكانَ من أجل ما يُسْتَفاد.
2025/07/13 01:47:10
Back to Top
HTML Embed Code: