Telegram Web Link
(أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ أَیُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَیَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَیَخَافُونَ عَذَابَهُۥۤۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورࣰا)

هذه الآية جمعت مقامات العبودية الكبرى: المحبة والخوف والرجاء. قال ابن سعدي رحمه الله:
(وهذه الأمور الثلاثة الخوف والرجاء والمحبة التي وصف الله بها هؤلاء المقربين عنده هي الأصل والمادة في كل خير.)
الحمد لله على نعمة القرآن؛ (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)
هذه الآية تبعث على اليقظة، وتحمل الإنسان على الاستعصام الدائم بالله، فنحن في حرب حقيقية مع الشيطان، فانظر إلى وسائله وأدواته المبينة في هذه الآية:
(وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ
وَأَجۡلِبۡ عَلَیۡهِم بِخَیۡلِكَ وَرَجِلِكَ
وَشَارِكۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ
وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا)

والحلّ في الآية التالية؛ وهو العبودية لله تعالى، والتوكل عليه، قال سبحانه:
إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنࣱۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِیلࣰا
لفتة جميلة من الإمام السعدي رحمه الله تعالى حول قوله سبحانه:

وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا

قال:
والمعنى إذا كان هذان الأمران قد صارا فتنة للناس حتى استلج الكفار بكفرهم وازداد شرهم، وبعض من كان إيمانه ضعيفا رجع عنه؛ بسبب أن ما أخبرهم به من الأمور التي كانت ليلة الإسراء… من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان خارقا للعادة.
والإخبار بوجود شجرة تنبت في أصل الجحيم أيضا من الخوارق؛ فهذا الذي أوجب لهم التكذيب. فكيف لو شاهدوا الآيات العظيمة والخوارق الجسيمة؟"
أليس ذلك أولى أن يزداد بسببه شرهم؟! فلذلك رحمهم الله وصرفها عنهم، ومن هنا تعلم أن عدم التصريح في الكتاب والسنة بذكر الأمور العظيمة التي حدثت في الأزمنة المتأخرة أولى وأحسن لأن الأمور التي لم يشاهد الناس لها نظيرا ربما لا تقبلها عقولهم لو أخبروا بها قبل وقوعها، فيكون ذلك ريبا في قلوب بعض المؤمنين ومانعا يمنع من لم يدخل الإسلام ومنفرا عنه.
Forwarded from || غيث الوحي ||
"دوام" تذكر وقوفك غدا بين يدي الله، في ذلك اليوم الذي نعرف من صفته وأهواله ما نعرف، من اضطراب الكون وزلزلته، والبعث والنشور، والعرض والحساب، والصحف والموازين، والشهادات والإقرارات، والندم والحسرات، ورؤية النار، والمرور الحق على الصراط..

أقول: إن الاتصال الشعوري بتلك الحقائق المبثوثة في كتاب الله، ودوام تذكير النفس بها، يؤدي بالعبد إلى نتيجة واحدة: وهي أن يكون من المشفقين، الذين لا يزالون -مهما عملوا- خائفين، الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم "وجلة"، لا ينفكون عن تذكر الحقيقة الكبرى: أنهم إلى ربهم راجعون، الذين يمشون على الأرض هونا، قد كسرت تلك الحقيقة غرورهم، وأشغلهم ذلك الحدث المهيب القادم عن التلذذ بكل ما لا ينفعهم فيه.
كما جعل الله ليلة الإسراء آية وتثبيتا لرسوله وللمؤمنين، فقد جعلها فتنة لضعفاء الإيمان وللمشركين، فارتد من ارتد منهم، وزاد في ضلاله من زاد، وهكذا بقية الآيات والعبر!
قال الطبري في تفسير الآية:

وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا

قال: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك، والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس، فكانت فتنتهم في الرؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتدّ، وتمادِي أهل الشرك في شركهم، حين أخبرهم رسول الله ﷺ بما أراه الله في مسيره إلى بيت المقدس ليلة أُسري به، وكانت فتنهم في الشجرة الملعونة ما ذكرنا من قول أبي جهل والمشركين معه: يخبرنا محمد أن في النار شجرة نابتة، والنار تأكل الشجر فكيف تنبت فيها؟)
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ* وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)

قال الطبري رحمه الله:

وقوله: ﴿ولنسكننكم الأرض من بعدهم﴾ ، هذا وعدٌ من الله مَنْ وَعد من أنبيائه النصرَ على الكَفَرة به من قومه. يقول: لما تمادتْ أمم الرسل في الكفر، وتوعَّدوا رسُلهم بالوقوع بهم، أوحى الله إليهم بإهلاك من كَفَر بهم من أممهم ووعدهم النصر.
وكلُّ ذلك كان من الله وعيدًا وتهدُّدا لمشركي قوم نبيِّنا محمد ﷺ على كفرهم به، وجُرْأتهم على نبيه، وتثبيتًا لمحمد ﷺ، وأمرًا له بالصبر على ما لقي من المكروه فيه من مشركي قومه، كما صبر من كان قبله من أولي العزم من رسله = ومُعرِّفَة أن عاقبة أمرِ من كفر به الهلاكُ، وعاقبتَه النصرُ عليهم، سُنَّةُ الله في الذين خَلَوْا من قبل.

وقوله: ﴿ذلك لمن خَافَ مَقامي وخاف وَعِيدِ﴾ ، يقول جل ثناؤه: هكذا فِعْلي لمن خاف مَقامَه بين يديّ، وخاف وعيدي فاتَّقاني بطاعته، وتجنَّب سُخطي، أنصُرْه على ما أراد به سُوءًا وبَغَاه مكروهًا من أعدائي، أهلك عدوّه وأخْزيه، وأورثه أرضَه وديارَه.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
تلاوة من سورة الأنبياء:
(وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين...)
أي إنسان يريد أن يخدم أمته خدمة إصلاح حقيقي؛ فلا بد أن يعي منهج الأنبياء في الوحي، وذلك بتدارس سير الأنبياء - عليهم السلام - وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - دراسة المستهدي بها.
#مركزيات_الإصلاح
#فوائد_أحمد_السيد
#أحمد_السيد
فائدة من استحضار سياق الآيات
أهمية التبشير في أزمنة الضيق والفتن
امتدح الله في كتابه الدعوة إليه، فما الذي يدخل ضمن هذا العنوان الشريف (الدعوة إلى الله)؟
تأمل كلام الإمام المفسر ابن سعدي رحمه الله وهو يفسر قوله سبحانه:
﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ
فأخذ يبين مفهوم الدعوة إلى الله وصور هذه الدعوة بقوله:

﴿مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾
١- بتعليم الجاهلين،
٢- ووعظ الغافلين والمعرضين،
٣- ومجادلة المبطلين،
٤- بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها،
٥- وتحسينها مهما أمكن،
٦- والزجر عما نهى الله عنه،
٧- وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه،
٨- خصوصًا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، ٩- والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
١٠- ومن الدعوة إلى الله، تحبيبه إلى عباده، بذكر تفاصيل نعمه، وسعة جوده، وكمال رحمته، وذكر أوصاف كماله، ونعوت جلاله.
١١- ومن الدعوة إلى الله، الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، بكل طريق موصل إليه،
١٢- ومن ذلك، الحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين.
١٣- ومن ذلك، الوعظ لعموم الناس، في أوقات المواسم، والعوارض، والمصائب، بما يناسب ذلك الحال، إلى غير ذلك، مما لا تنحصر أفراده، مما تشمله الدعوة إلى الخير كله، والترهيب من جميع الشر.
Forwarded from أنَس.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
والله إن هذا القرآن لمن أعظم النعم، فهنيئا لمن حمله في صدره، أنيسه في مدخله ومخرجه، في مقامه ومضجعه، يستهدي به ويستنير ويستبشر ويتصبر، اللهم اجعلنا من أهل القرآن أهلك وخاصتك.
مؤسف !
مؤسف حال تعامل العبيد مع رسالة ربهم تعالىٰ..
كثيرا ما تستوقفني آيات ظلم الإنسان في القرآن وإعراضه عن الله حال إنعامه..
ومن أكثر المواقف التي يُظهر الإنسان فيها ظلمه: إعراضه عن أعظم نعمة ينعمها ربه عليه وهي هذه الرسالة.
تجده معرضا عن هذه النعمة وفيها حياته وروحه وسعادته وأمنه وشفاؤه ومخرجه من الظلمات إلى النور.
وتجده يتعامل معها على أنها تكليف شديد ثقيل مشغل، وكأنها ليست برسالة الله المنعم العظيم فاطر السموات والأرض العزيز الغني عن عبادة العبيد وهم الفقراء إليه.

الله عز وجل يخاطب نبيه: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِی مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِیمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِی بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ فهذه الرسالة نور يهدي به الله من يشاء بنعمته ومنه فالخاسر الأكبر هو من أعرض عن هذه الرسالة ولم يتبعها ولم يشكر الله عز وجل حق الشكر عليها.
تعليق على قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

( لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا ، وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآن…)
2025/07/04 23:41:13
Back to Top
HTML Embed Code: