Telegram Web Link
(فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين) لم يستخف فرعون قومه بقوّته ودعايته فقط، بل لأنهم فاسقون أصلا.
وهذا من أشد المخاطر المترتبة على شيوع الفسق والفجور في المجتمعات، وهو تدنّي مستوى التفكير والعقل بحيث يسهل استخفاف الناس بالشبهات والكذب وتزييف الحقائق.
فانظر مثلا إلى فرعون في هذه الآيات: بماذا أجاب عن دعوة موسى ﷺ وأدلته وبراهينه؟
استعمل مقارنة القوة المادية والضعف المادي! فقال (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين)؛ فلبّس على قومه وصدقوه.

قال ابن سعدي رحمه الله:
(﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ أي: استخف عقولهم بما أبدى لهم من هذه الشبه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا حقيقة تحتها، وليست دليلا على حق ولا على باطل، ولا تروج إلا على ضعفاء العقول.
فأي دليل يدل على أن فرعون محق، لكون ملك مصر له، وأنهاره تجري من تحته؟
وأي دليل يدل على بطلان ما جاء به موسى لقلة أتباعه، وثقل لسانه، وعدم تحلية الله له، ولكنه لقي ملأ لا معقول عندهم، فمهما قال اتبعوه، من حق وباطل.)
من أعجب الآيات في وصف إنكار واستكبار الأعداء ومدى توافقهم في إيراد الاعتراضات على رسلهم قوله تعالى: ﴿كَذَ ٰ⁠لِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوۡا۟ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ طَاغُونَ (٥٣)﴾.
فوصف حال إعراضهم وإنكارهم وتشابه اعتراضاتهم كالمتواصين.
كذلك لو نظر الإنسان في حال عداوة أعداء الدين واعتراضاتهم على الدعوة لوجد أنها ذاتها متكررة ولكن بعبارات وألفاظ مختلفة.
فبناء على هذا ينبغي على المنشغل في الدعوة وفي مدافعة أعداء الدين أن يتبصر طرق معاملة هؤلاء الأعداء وسبل مدافعتهم من كتاب الله العظيم سبحانه، وهذا من أبرز صور الاستهداء اللازمة في الطريق الإصلاحي.
لكي نفهم سرّاً من أسرار العبودية لله تعالى فلنتفكر في السؤال التالي:
لماذا كان النبي ﷺ يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة؟
على مُكث
لكي نفهم سرّاً من أسرار العبودية لله تعالى فلنتفكر في السؤال التالي: لماذا كان النبي ﷺ يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة؟
وأزيد سؤالا لعله يرسخ الفكرة بصورة أكبر:
لماذا أوصى النبي ﷺ أبا بكر (وهو خير هذه الأمة بعد رسولها ومشهود له بالجنة) بالدعاء التالي:
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي..؟!
سؤال للتفكر والتدبر وإدراك عظم حق الخالق وشدة احتياج المخلوق مهما بلغ في المنزلة الدينية..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم!
ما مدى متابعتك لهذه القناة؟
Anonymous Poll
26%
أتابعها باهتمام
42%
وسط
32%
ضعيف
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
(من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) انتبه!
هذا النوع من التأمل القرآني مفيد جداً، ويحسن تطبيقه في مفاهيم قرآنية أخرى كالإحسان والصدق والصبر والإنابة وغيرها
Forwarded from || غيث الوحي ||
((عطاءات المتقين))


• خاف المتقون مقام ربهم فأحسنوا وشكروا:
- (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ)
- (إِنَّهُۥ مَن یَتَّقِ وَیَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ)
- (فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

فوهبهم ربهم البصيرة والنور لينتفعوا بالآيات:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا)
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)
- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ)
- (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
- (هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ)
- { وَإِنَّهُۥ لَتَذۡكِرَةࣱ لِّلۡمُتَّقِینَ }
- (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)

وأحاطهم بمحبته وولايته ومعيته وحفظه:
- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
- {وَٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلۡمُتَّقِینَ}
- (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
-؛(وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)

• ويسر أمور دنياهم ورزقهم:
- (وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ یُسۡرࣰا)
- (وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا . وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ)
- (وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰۤ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوۡا۟ لَفَتَحۡنَا عَلَیۡهِم بَرَكَـٰتࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ)

ثم منّ عليهم بالمغفرة والرحمة:
- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ)
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ)
- (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ)

• فكانوا عند ربهم هم الفائزين المفلحين:
- (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
- (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)

• ونجاهم الله من النار التي خافوها:
- { وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمࣰا مَّقۡضِیࣰّا . ثُمَّ نُنَجِّی ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِینَ فِیهَا جِثِیࣰّا)
- { وَیُنَجِّی ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا یَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ }
- { وَسَیُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى }

• وكانت الجنة عطاءه الأكبر لهم:
- { لَـٰكِنِ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَا نُزُلࣰا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَیۡرࣱ لِّلۡأَبۡرَارِ }
- (جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين)
تأمل في الآيات المتعلقة بخليل الرحمن (إبراهيم عليه السلام) ستجد أن من أبرز سماته أنه كثيرُ الدعاء لربه، انظر مثلاً سورة إبراهيم، البقرة، الشعراء، مريم، ستجد ذلك حاضراً بجلاء، ولذلك وصفه الله بأنه (أوّاه) وقد رجّح الإمامُ الطبري -بعد أن سرد الأقوال في تفسير كلمة (أواه)- بأنه الدعّاء، أي كثير الدعاء. وهذا من أهم ما ينبغي على المؤمن أن يقتبسه من أنوار الأنبياء.
سؤال: أين نجد في القرآن أن مما يعين المصلح على أداء رسالته وعلى مكابدة المصاعب في الطريق: (دوام ذكر الله)؟
قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: ﴿فَٱتَّبِعۡنِيٓ أَهۡدِكَ صِرَٰطٗا سَوِيّٗا﴾ وفي هذا فائدتان: الأولى: أن ثمرة العلم: «الهداية» وليس الاستكثار من المعلومات. والثانية: أن إبراز الثمرة للمدعو أمر مهم، خاصة وأنها تبدد شبهة الاتباع لمجرد الرئاسة والتقدم، وإنما الغرض من قول (اتبعني) الهداية إلى الصراط السويّ فقط.
الحمد لله عدنا إلى دروس (معالجة القرآن لنفوس المصلحين) ودروس (مقاصد السور)
بتسجيل درس لكلٍّ منهما وستُنشر قريبا بإذن الله.
من يتأمل قصص الأنبياء يفهم منها أن الإصلاح إذا كان في مرحلة علو كلمة المجرمين وشدة هيمنتهم فإنّ على المصلحين فعل ما يمكنهم وليس عليهم تغيير كل شيء، ومن الأمور التي عملها الأنبياء في مثل هذه المراحل:
1- تبليغ الحق وإقامة الحجة بالأسلوب اللين: (فقولا له قولا لينا)
2- ثم مواجهة المبطلين بحجج الحق ودحض أباطيلهم وإعلاء كلمة الحق: (موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى) (فاصدع بما تؤمر) (وجاهدهم به جهادا كبيرا) به = أي بالقرآن.
3- العناية بالمؤمنين المتبعين للحق وتربيتهم على العبادة والصبر والثبات والتوكل: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا) (واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا) [دار الأرقم]
4- تربية المؤمنين على التفاؤل والاستبشار بحسن العاقبة ومحاربة اليأس: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض) (والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)
5- الابتعاد عن بلد الظلم وسطوة أهله بعد ظهور الحق وتمادي الباطل: (الهجرة إلى الحبشة - الهجرة إلى المدينة) (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا)
6- اتباع الوحي والامتثال لمقتضاه والثقة بمعية الله ووعده، والإيمان بأنه سبحانه يتولى نصر المؤمنين وإهلاك الظالمين: (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي) (قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين) (وامضوا حيث تؤمرون) (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم)

....

من كتاب (أنوار الأنبياء) الذي سيصدر قريبا إن شاء الله.
مع أن فرعون وملأه أسرفوا وطغوا وتجاوزوا الحدّ، واستمرؤوا الظلم، وذبحوا الأطفال، وكفروا بالله وادّعوا الألوهية لفرعون، ثم بعد ذلك بٌيّن لهم الحق بالقول الليّن فلم يتذكروا ولم يخشوا، ثم أقيمت عليهم الحجة أمام الناس يوم الزينة، فلم يزدادوا إلا طغياناً، وأعادوا قتل الأبناء واستضعاف المقهورين، وبعد ذلك كلّه لم يأخذهم الله بالعذاب الذي يستأصلهم مباشرة، ولم يقطع عنهم أسباب الهداية، بل قدّر عليهم بعض أحوال النقص والعذاب الأدنى لعلهم يذّكرون بالشدة بعد أن رفضوا التذكّر بالقول اللين والموعظة الحسنة، فقال سبحانه: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذّكرون) ومع ذلك فإنهم لم يرتدعوا، بل نسبوا سبب هذا البلاء والنقص إلى موسى ﷺ ومن معه وتشاءموا بهم: (وإن تصبهم سيئة يطّيروا بموسى ومن معه) فزاد الله عليهم هذه الشدة: (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين) ثم لما تكالبت عليهم هذه الأقدار المؤلمة والمصائب والآفات ذلّوا ووعدوا بالخضوع والإيمان: (لئن كشفت عنا الرجز لنؤمن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل) فطلبوا من موسى ﷺ أن يدعو ربه ليكشف عنهم الرجز، فدعا، فكشف الله عنهم -إلى أجل- فلم يعودوا إلى ما وعدوا، بل نكثوا ورجعوا إلى ما كانوا عليه.
وهنا، وبعد كل هذه العقود الطويلة الأمد من الظلم والكفر والطغيان والاستعلاء والإسراف والغرور -والله يحلم عليهم ويمهلهم ثم يهيئ لهم الفرصة للرجوع والادّكار والإيمان-، وبعد كل ما رفضوه من الآيات والحجج والبينات -والله يفتح لهم أبوابا أخرى متتالية من الآيات-، وبعد رؤيتهم للعذاب الأدنى ثم استكبارهم وجحودهم، وبعد نكثهم العهد، وجحودهم ونكوصهم؛ بعد كل ذلك، انتقم منهم الجبار القهار سبحانه: (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين . فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين).
وفي هذا -والله- أنواع من العبرة والعظة، وفي ذلك باب من أبواب العلم بالله عظيم، وسبب من أسباب معرفة سننه كبير، فسبحان الله الحليم، وسبحان الله العلي العظيم، وسبحان الله العزيز الرحيم، وسبحان الله العزيز القهار، لا يُهزَم جُنده، ولا يُخلَف وعده، ولا إله غيره.


.....
من كتاب (أنوار الأنبياء) الذي سيصدر لاحقا إن شاء الله.
2024/05/15 13:02:18
Back to Top
HTML Embed Code: