عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله ﷺ قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فَدُلَّ على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمَّل به مئة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فَدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومَنْ يَحُولُ بينه وبين التوبة؟ انْطَلِقْ إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نَصَفَ الطريقَ أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا، مُقْبِلا بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم -أي حكمًا- فقال: قِيسُوا ما بين الأرضين فإلى أَيَّتِهِمَا كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة).
[متفق عليه]

وفي رواية في الصحيح: (فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها).

وفي رواية في الصحيح: (فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تَبَاعَدِي، وإلى هذه أن تَقَرَّبِي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغُفِرَ له).

وفي رواية: (فَنَأَى بصدره نحوها).
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
عَبدَ الله ... إذا رضي عنك أعطاك ... والله يحب هذا الباب
" ومتى رأيت في نفسك عجزا فسَل المُنعم، أو كسلا فسل الموفِّق، فلن تنال خيرا إلا بطاعته، ولا يفوتك خَير إلا بمعصيته، فمن الذي أَقبل عليه فلَمْ يَرِد كل مراد؟ ومن الذي أعرض عنه فمَضى بفائدة، أو حظِي بغرض من أغراضه؟ ".

- ابن الجوزي
" من أفضل ما سئل الله عز وجل حبُّه وحبُّ من يحبُّه، وحبُّ عملٍ يقرب إلى حبِّه، ومن أجمع ذلك أن يقول: اللهم إني أسألك حُبَّك، وحُبَّ من يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يقرِّبني إلى حبك،
اللهمَّ ما رزقتني مما أُحبُّ؛ فاجعله قوَّةً لي فيما تُحبُّ، وما زوْيتَ عني مما لا أحب؛ فاجعله فراغًا لي فيما تُحبُّ؛ اللهم اجعل حبَّك أحبَّ إليَّ من أهلي، ومالي، ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم حبّبني إليك، وإلى ملائكتك، وأنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين. واجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين. اللهمَّ أحي قلبي بحبِّك، واجعلني لك كما تحبُّ. اللهم اجعلني أُحبُّك بقلبي كلِّهِ، وأرضيك بجهدي كله. اللهم اجعل حبي كله لك، وسعيي كله في مرضاتك ".

- ابن القيم
عيدكم مبارك، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير. 💫🌹
🔹️ "تريدُ ترى الله" ؟!

لن أحدِّثك عن رؤية الله تعالى عيانًا في الآخرة، فنحن نؤمن بها على الحقيقة، وهي أعظم نعيم أهل الجنة على الإطلاق.
ولن أحدثك عن رؤية الله تعالى عيانًا في الدنيا، فهي من المُحالات (لن تراني)!
لكنّي سأحدِّثُك عن رؤيته القلبية الممكنة في الدنيا (أن تعبد الله كأنك تراه) وهذه رتبةُ الإحسان الأولى التي لا يبلغها إلا الموفقون المقربون، وهي جنَّتُهم ونعيمُهم قبل جنات النعيم.

إن سألتَ؛ كيف يتأتَّى للعبد ولوجُ هذا المقام العالي، فأصغِ إلى ما أقوله لك بسمع فؤادك الخالي، لأنه من القول النفيس الغالي.
فإذا أمررتَه على ناظريك دون جَنانك لن تبلغ المقصود.

إنَّ طريق الوصول إلى هذا المقام لا يتحصَّل مطلقًا إلا بمعرفتك التامة باسم الله تعالى "الباطن" وتأملك المتواصل في حقيقة معناه.
يُعينُك على ذلك ملازمةُ الدعاء الشريف الذي علَّمه سيدُ الخلق لأصحابه، والذي يتأوَّل فيه أسماءَ الله تعالى الواردة في أول سورة الحديد فيقولُ: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء).
ولو تأملت في هذه الأسماء الحسنى الأربع على نحو ما ورد في الدعاء لكُشِفت لك أعاجيبُ المنح والعطايا الربانية، منها استشعارُك إحاطةَ الله تعالى بجميع مخلوقاته ما بين العرش والفرش، إحاطةً كاملةً، زمانًا ومكانًا، فلا شيءَ من الزمان والمكان يغيب عنه سبحانه ولو كان مثقالَ ذرة.

والذي يعنينا هنا قوله؛ (وأنت الباطن فليس دونك شيء) أي ليس شيءٌ أقربَ إلى العبد من الله سبحانه!!
فخَلَجاتُ نفسك وخواطرُ فكرك مكشوفة أمامه تمامًا لا يخفى عليه منها شيء. (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)، (واعلموا أنَّ الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه)!!

إنَّ الله تعالى هو الجهةُ الوحيدة التي لا تحتاج إلى أن تشرح لها قصدك ونواياك، فلا تقول مثلا: يا رب أنا فعلت كذا بقصد كذا ولم أقصد كذا!!
لماذا ؟!
لأنك تعلم أنَّ النوايا والمقاصد مكشوفة له، لا تخفى عليه.

وكذلك جميع الصفات والانفعالات وأحوال النفوس، وأعمال القلوب وأمراضها، آلامها ولذاتها، أحزانها وأفراحها، فإنه يدركُها جميعَها لأنه هو الذي خلقها فيك، وهو أعلم بحقيقتها ومستوياتها ومقاديرها.

سأقرِّبُ لك الصورة، والقياس هنا قياس الأَولى ..

أتُراه يُعقَل وصفُ طعم التفاح لشخص أكلَ التفاح مئات المرات؟!
أو تراه يُقبل توضيحُ معنى البرد لشخص يعيش في الأسكيمو!

إذا أدركت هذا فمن باب أولى أن لا تشرح طبائعَ وصفات المخلوقات لمن خلقها وأوجدها من عدم.

إنَّ كل ما يمكن ذكرُه من مذاقات الأطعمة ينسحب على مذاقات المشاعر فلا يحتاج العبد إلى أن يصفها لسيده ومولاه، كيف وهو يعلم أنَّ الله خالقها !! (الله خالق كل شيء).

ولمزيد بيان أقول ..
عندما يكون لك ولد تستطيع أن تستشعر ألم فقد الولد عند غيرك ممن أصيب بهذا المصاب، فلا يحتاج أن يشرح لك مقدار الألم الذي يشعر به، ولا تحتاج أنت إلى أن يشرح لك، لأنك حينما تضع نفسك مكانه وتفترض أنَّ من فقد ولده هو أنت، فستكون الدموع هي أصدق تعبير عن استشعارك لمصابه دون أن ينبس بكلمة.
قس على ذلك جميع المدرَكات والمحسوسات مثل اللذة والألم، فأنت لا تقول يا رب إنَّ الألم الذي أتألمه بمقدار كذا وكذا، لأنه يدرك مقدار ما تشعر به، إنه شيء أكبر من مجرد علمه به، وأعتقد أنه لا يوجد كلمة في اللسانيات يمكنها أن تعبر عن هذا المعنى الجليل.

إذا شعرت بهذا الشعور فاعلم أنك آمنت حقًا باسم الله الباطن، وهذا الشعور يؤهلك لمقام المراقبة والارتقاء إلى مرتبة الإحسان الثانية (فإنه يراك).
وحينما يلازمك هذا الشعور فتألفُه وتأنس به، وتستصحبُه عند الدعاء والمناجاة مستحضرا قربه سبحانه إلى هذا الحدِّ، واطلاعه على خلجات نفسك وأحوال قلبك، ليس هذا فحسب بل حتى نبض شعورك الإيماني، وانفعالك الوجداني، من الحب والإجلال له، والاستحياء منه، والفرح به، فتناجيه وأنت مستغرق في هذا الشعور متذوق لحلاوة ثمره، عندها تكون قد وصلت إلى المراد من إيمانك باسم الله الباطن، وتأهلت لمرتبة الإحسان الأولى (كأنك تراه).
إنها رؤية الله من داخلك.

اللهم بلغنا ذلك بفضلك وكرمك.

- د. جمال الباشا
Forwarded from نجمة تتألق ️
اقِم صلاتك في ضُحاك
في غمرة اللاهين بالأرزاق
كُن سبَّاقاً لربِّك أوَّاب

#صلاة_الضحى 🌤
Forwarded from نجمة تتألق ️
.               ✨️ بسم الله الرحمن الرحيم ✨️

#قراءة_القرآن فضلها عظيم، بها يحصل المسلم الحسنات، و ينال الأجر العظيم ، و تحقق الطمأنينة و السكينة .

و في ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول(الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف "

و بهذا نساعد بعضنا على التذكير و المداومة على القراءة و نيل الأجر إن شاء الله 💪🏻

سنبدأ معاً ورد يومي ١٠ صفحات يومياً، ٥ صباحاً و ٥ مساءً ، بإذن الله 🌷

نبدأ يومنا بالقرآن و نختمه بالقرآن 📖🍃

https://www.tg-me.com/ttalaq
عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: (يُبصِرُ أحدُكم القَذاةَ في عَينِ أَخيه، و يَنْسَى الجِذْعَ أو الجِدْلَ في عَينِه مُعتَرِضًا) [السلسلة الصحيحة]

" (يبصر أحدكم القذى في عين أخيه) في الإسلام، جمع قذاة، وهي ما يقع في العين والماء والشراب من نحو تراب وتبن ووسخ (وينسى الجذع) واحد جذوع النخل (في عينه) كأن الإنسان لنقصه وحب نفسه يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدركه مع خفائه، فيعمى به عن عيب في نفسه ظاهر لا خفاء به، مثل ضرب لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به، وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذاة، وذلك من أقبح القبائح وأفضح الفضائح، فرحم الله من حفظ قلبه ولسانه، ولزم شأنه، وكف عن عرض أخيه، وأعرض عما لا يعنيه، فمن حفظ هذه الوصية دامت سلامته وقلت ندامته، فتسليم الأحوال لأهلها أسلم، والله أعلى وأعلم "

‏«أرى كلَّ إنسانٍ يرى عيبَ غيرِهِ
ويَعمى عن العيبِ الذي هو فيهِ!

وما خيرُ من تَخفَى عليه عيوبُهُ
ويبدو له العيبُ الذي بأخيهِ»
" الورد القُرآني نعيم الروح وجنّة القلب الأبديّة؛ من داوم على قراءة كلام ربّه؛ حقّ له أن يتذوّق لذائذه ويُرزق بتلك المداومة طمأنينة القلب، وهدوء النّفس وسلامة الفكر من كلّ شائبة، فالمُداومة على قراءته سبيلٌ للترقّي الإيماني، مع كلّ آية؛ يُهدى إلى علمٍ وهداية.. يُهدى إلى المعالي!. "
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله ﷺ:
(دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ ، فإنَّ الصِّدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ)
[رواه الترمذي] - [حديث صحيح]

الشرح:
في هذا الحَديثِ يأمُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالطُّمَأنينَةِ والوُضوحِ في الرُّؤيَةِ والابتعادِ عن كلِّ أمرٍ به شكٌّ واضحٌ؛ فيقولُ: "دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك"، أي: اترُكْ واستَغْنِ عمَّا تَشُكُّ فيه مِن أمورٍ لم تَسكُنْ إليها نَفسُك إلى ما لا تَشُكُّ فيه، فتَطْمئِنَّ لها نَفسُك، وتَبعُدَ عن الشَّكِّ والوَساوسِ؛ فإنَّ الاحتِرازَ عن الشُّبهاتِ استِبْراءٌ للدِّينِ، والاعتدادَ بالوساوسِ إفسادٌ له؛ "فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنينةٌ"، أي: إنَّ الصِّدقَ والخيرَ والحقَّ يَسكُنُ إليه القلبُ ويَرْتاحُ به، "وإنَّ الكَذِبَ رِيبةٌ"، أي: إنَّ غيرَ الحقِّ يَجعَلُ القلبَ مُضطرِبًا، غيرَ مطمئِنٍّ؛ نَتيجةَ الشَّكِّ الَّذي به، وفي هَذَا إشارةٌ إلى رُجوعِ المؤمنِ الصَّادقِ إلى قلبِه عندَ الاشتِباهِ؛ لأنَّ قلْبَ المؤمِنِ دليلٌ له إلى الخيرِ، ومُبعِدٌ له عَن الشَّرِّ.
وفي الحديثِ: اعتبارُ النَّواحي القلبيَّةِ الصَّحيحةِ في الإقدامِ على الأمورِ مِن عدَمِها.

- الدرر السنية.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ:
(من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ)
[صحيح النسائي]

• لقدْ شَرَّفَ اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه مُحمدًا ﷺ وفَضَّلَه بفضائلَ عدَّةٍ؛ فمنها أنَّه جعَل لِمَن صلَّى عليه ثوابًا كبيرًا عظيمًا، كما يقولُ ﷺ في الحديثِ: "مَن صلَّى علَيَّ صلاةً واحدةً"، والصَّلاةُ هنا إمَّا أن تكونَ بمعنى الدُّعاءِ على أصلِ معناها اللُّغويِّ، أي: مَن دعا لي مرَّةً واحدةً، بأنْ قال: اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ، أو ما في معناها، أو تكونَ الصَّلاةُ على النَّبيِّ ﷺ بمعنى طَلَبِ التَّعظيمِ له والتَّبجيلِ لجَنَابِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن اللهِ، "صلَّى اللهُ عليه عَشْرَ صَلَواتٍ"، أي: ضاعَفَ اللهُ الجزاءَ للمُصلِّي على النَّبيِّ ﷺ عَشْرَ مرَّاتٍ، والصَّلاةُ مِن اللهِ على عِبادِه هي ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى، وقيل: هي رحمتُه إيَّاهم، وأنَّه يَرحَمُهم رحمةً بعدَ رحمةٍ حتى تَبلُغَ رحمتُه ذلك العَددَ. وقيل: المرادُ بصلاتِه عليهم إقبالُه عليهم بعَطْفِه وإخراجُهم مِن ظُلمةٍ إلى رِفعةٍ ونُورٍ، كما قال سبحانَه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الأحزاب: 43]؛ فيَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ اللهَ يرحَمُه رحمةً مُضاعَفةً، فيُضاعِفُ أجْرَه، كقولِه تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ} الآية [الأنعام: 160]، أو يَذكُرُ ربُّنا سُبحانَه وتعالى المُصلِّيَ على النَّبيِّ في الملأِ الأعلى؛ تَشريفًا له وتكريمًا على صلاتِه ودعائِه للنَّبيِّ ﷺ، ويكونُ هذا مِن بابِ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ في الحديثِ القُدسيِّ الذي أخرَجَه البخاريُّ، أنَّ اللهَ تعالى قال: "أنا عِندَ ظنِّ عَبْدي بي، وأنا مَعَه إذا ذَكَرني؛ فإنْ ذكَرَني في نَفْسِه، ذكَرْتُه في نفسي، وإنْ ذكَرني في ملأٍ، ذكَرْتُه في ملأٍ خَيرٍ منه"؛ فتكونُ بذلك صَلاةُ المُسلِمِ على النَّبيِّ ﷺ أفضَلَ مِن دُعائِه لنَفْسِه؛ لأنَّ اللهَ سيُصلِّي على عَبدِه ويَرحَمُه.
"وحُطَّتْ عنه عَشْرُ خَطِيئاتٍ"، أي: وُضِعَتْ عنه وغُفِرَتْ، "ورُفِعَتْ له عَشْرُ درجاتٍ"، أي: عَلَتْ مَنزلتُه في الجنَّةِ عَشْرَ دَرجاتٍ، وقيل: في الدُّنيا بتَوفيقِه للطَّاعاتِ، وفي القِيامةِ بتثقيلِ الحسَناتِ، وفي الجنَّةِ بزِيادةِ الكراماتِ.
وفي الحديثِ: إكرامُ اللهِ لنبيِّه ﷺ وإعلاؤُه لذِكْرِه.
وفيه: الحثُّ على الإكثارِ مِن الصَّلاةِ على النبيِّ ﷺ.

- الدرر السنية.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
قاعدة في التوكل على الله - الشيخ وليد السعيدان.
عن أبي ذر و معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «اتق الله حيثما كنت، وأَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ».
[رواه الترمذي] - [حسن صحيح]

الشرح:
تقوى اللهِ سبحانَه وتعالى، ودَوامُ المراقبةِ، ومُعامَلةُ النَّاسِ بأخلاقٍ حسَنةٍ مِن عَلاماتِ الصَّلاحِ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها في المسلِمِ حتَّى يُحسِّنَ عمَلَه، ويكونَ أقرَبَ إلى الجنَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اتَّقِ اللهَ"، والتَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه وأنْ تَجعَلَ بينَك وبينَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وتَكونُ بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتِناعِ عَن المُحرَّماتِ "حيث ما كُنتَ"، أي: في كلِّ مكانٍ وجِهَةٍ، وفي سِرِّك وعَلانِيَتِك، وفي بَلائِك ورَخائِك، وفي كلِّ أحوالِك، "وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها"، أي: إن وقَعتَ في سيِّئةٍ، فافعَلْ وَراءَها حسَنةً مِن صلاةٍ وصَدقةٍ، وسائرِ ما يُوصَفُ بالحسَنةِ؛ فإنَّ ذلك يَرفَعُ، ويَمْحو تلك السَّيِّئةَ، "وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ"، أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بتَقْوى اللهِ على كلِّ حالٍ.
وفيه: أنَّ مُخالطةَ النَّاسِ لا تَعْني فِعْلَ المنهيَّاتِ معَهم.

- الدرر السنية.
Forwarded from سُقيا 🤍
وتظُن أنَّك لا تُعاقب بذنبك!

وأنتَ حُرمت قيام الليل، ووِردك من القرآن،
حُرمت السنن الرواتب، وانعقد لسانك عن ذكر الله!

طُبع على قلبك شيئًا فشيئًا وأنت لا تشُعر!

وتظُن أنَّك لا تُعاقب لأنك لست مُبتلى في دنياك،
وأي ابتلاء أشد من أن يُحرم الإنسان من الوصل مع الله.
Forwarded from نجمة تتألق ️
فَضْلُ الذِّكْر : ✨️

جاء عن أبي الدرداءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى ".

رواه الإمام أحمدُ والترمذيُّ وابنُ ماجه، وصححه الألباني. 🌼
"‏لا يُقلقك ما يُصادفك من عدم التَّوفيق في مطلوبك أحيانًا، فإنَّ ربَّك إن منعك شيئًا فقد أعطاك أشياءً، فاحمده على الموجود، واسأله حصول المفقود، فأنت له وبه، فلا يسوء ظنُّك فيه، ولا تنأى عنه".

- الشيخ صالح العُصَيمي.
عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ كان يدعو: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى»
[رواه مسلم]

الشرح:
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سُنَّتِه الكثيرَ مِن الأدعيةِ والأذكارِ الَّتي تَحفَظُ المُسلِمَ مِن الشُّرورِ وتَجلِبُ له الخيرَ والبركاتِ.
وفي هذا حديثٌ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان مِن دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ الهُدَى» مِن الهدايةِ، وهو الطَّريقُ المُستَقيمُ، «والتُّقى» وهو الخَوفُ منَ اللهِ، والحَذَرُ مِن مُخالَفَتِه، وأطلَقَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الهُدى والتُّقى مِن دونِ تَقْيِيدٍ لَهُما لِيَتناوَلَ كُلَّ ما يَنْبَغِي أنْ يَهتَدِيَ إليه مِن أمْرِ المعاشِ والمعادِ، ومَكارمِ الأَخْلاقِ، وكُلَّ ما يَجِبُ أن يَتَّقيَ مِنه مِن الشِّركِ والمعاصِي، ورَذائلِ الأَخْلاقِ، «والعَفافَ» مِن العِفَّةِ، وهي الابتعادُ عن كُلِّ ما حَرَّمَ اللهُ عليه، «والغِنى» والمُرادُ به: الغِنَى عَنِ الخَلْقِ، فَالإنسانُ إذا وَفَّقَه اللهُ ومَنَّ عليه بِالاستغْنَاءِ عنِ الخَلْقِ، صار عَزيزَ النَّفْسِ غَيرَ ذَليلٍ؛ لأنَّ الحاجَةَ إلى الخَلْقِ ذُلٌّ ومَهانَةٌ، والحاجَةُ إلى اللهِ تَعالَى عِزٌّ وعِبَادَةٌ.
وفي الحديثِ: أنَّ الَّذي يَملِكُ النَّفعَ والضَّرَّ والهِدايةَ لِلخَلْقِ هو اللَّهُ وَحْدَه، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ولا غَيرُهُما.
وفيه: شَرفُ هذه الخِصالِ -الهُدى والتُّقى والعفافُ والغِنى- والحثُّ على التَّخلُّقِ بها.

- الدرر السنية.
"وليس السرّ في يومك الذي يبتدئ بطلوع شمس وينتهي بغروبها، وإنّما السرّ فيما يعمرُ ذلك اليوم من أعمال، وما يغمرهُ من إحسانٍ وأفضال، وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سموّ وكمال"
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ كانَ يقولُ: «اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ -لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ- أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ».
[متفق عليه]

الشرح:
الدُّعاءُ هو العبادَةُ، وقد حثَّنا ربُّنا سُبحانَه على دَوامِ الدُّعاءِ، وقد كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القدوةَ في تَطبيقِ ذلك وتَعليمِه لنا، فكان يَجتهِدُ في دُعائهِ للهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ في دُعائهِ: «اللهمَّ لكَ أسلمْتُ» والمُرادُ: الاستِسلامُ والانقيادُ للهِ والخضوعُ له، «وبكَ آمنتُ» والمُرادُ: التَّصديقُ والإقرارُ باللهِ تَعالَى واليقينُ بكلِّ ما أخبَرَ به وما أمَرَ بهِ وما نَهى عنه، «وعليكَ توكَّلتُ» أي: اعتَمَدْتُ عليكَ في جَميعِ أُموري لتُدبِّرَها؛ فإنِّي لا أملِكُ نفْعَها ولا ضَرَّها، «وإليكَ أنبْتُ»، والإنابةُ هي الطَّاعةُ والرُّجوعُ للهِ بالتَّوبةِ في ذلٍّ وضعْفٍ، «وبكَ خاصَمتُ»، أي: بعَونِكَ أحتَجُّ وأُدافِعُ وأُقاتِلُ كلَّ مَن يُعادِيكَ، «اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ» أي: ألْتَجِئُ وأعتَصِمُ، «بعزَّتِكَ -لا إلهَ إلَّا أَنتَ- أنْ تُضلَّني»، أي: أعوذُ بارتِفاع قَدرِكَ على سائرِ المَخلوقاتِ، وتفرُّدِكَ بالأُلوهيَّةِ ألَّا تَجعَلَ لأحدٍ عليَّ سَبيلًا فيكونَ سببًا في ضَلالِي، وابتِعادِي عن الطَّريقِ المُستَقيمِ، «أنتَ الحيُّ الَّذي لا يَموتُ»، وهذا تَنزيهٌ للهِ عزَّ وجلَّ عن المَوتِ والفَناءِ؛ لأنَّ الموتَ صِفَةُ نقْصٍ، وقولُه: «والجنُّ والإِنسُ يَموتونَ» تأكيدٌ منهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أنَّ صفَةَ الحياةِ للهِ عزَّ وجلَّ وحدَه، حتَّى المَخلوقاتِ العاقلةِ لازِمٌ في حقِّها الموتُ، ولعلَّ سِرَّ إيرادِ هذا الثَّناءِ على اللهِ عزَّ وجلَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نهايةِ هذا الدُّعاءِ: هو التَّأكيدُ على أنَّ اللهَ هو وَحْدَه الحيُّ الَّذي لا يموتُ، ومَن كان مُتَّصفًا بمثلِ هذا الكَمالِ من الدَّيمومةِ والحياةِ الكاملةِ: حَقيقٌ ألَّا يُدعَى غيرُه، وألَّا يُرجى سِواه.
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفاتِ العزَّةِ، والوحدانيَّةِ، والأُلوهيَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه الحيُّ الَّذي لا يَموتُ.
وفيه: مُواظَبتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الذِّكرِ، والدُّعاءِ، والثَّناءِ على ربِّه، والاعترافِ له بحُقوقِه، والإقرارِ بصِدْقِ وَعْدِه ووَعيدِه.
وفيه: تَقديمُ الثَّناءِ على المسألةِ عندَ كلِّ مَطلوبٍ.
وفيه: الإيمانُ بصِفاتِ اللهِ الكاملةِ الَّتي لا يَستحِقُّها غيرُه.

- الدرر السنية.
2024/05/02 23:49:04
Back to Top
HTML Embed Code: