Telegram Web Link
بما أن الموضوع انتشر وعلق عليه الآلاف فلا بأس من تعليق يوضَّح فيه بعض المعاني الشرعية.

الأم منتقبة، والمنتقبة ينبغي أن تعرف كلام الله ولو بالجملة، قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} [النور ٣٢].

فهذه آية تأمر بتزويج الفقير إن كان صالحاً، والله عز وجل يعد سبحانه بالإغناء من فضله، فالزواج سبب لتحصيل الرزق، فمن طلب الزواج وهو قادر على تكاليفه مع نقص في الحال هو مطبق للقرآن.

فهم ضحكوا عليه لأنه ليس عنده شقة ولا سيارة، مع أن حاله مستور وعنده مصدر دخل جيد.

ولما بشَّر عبد الله بن عمرو بن العاص فقراء المهاجرين بأنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام

قال رجل لعبد الله بن عمرو: «ألسنا من فقراء المهاجرين؟»
فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: «نعم» قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: «نعم» قال: «فأنت من الأغنياء» قال: «فإن لي خادمًا» قال: «فأنت من الملوك» رواه مسلم (٢٩٧٩).

وعجيب أنها منتقبة وابنتها متبرجة وتتضاحك أمام الخلق.

إن كنتِ انتقبت خوفاً من الإثم فتبرج ابنتك جلب لك أضعافاً مما هربت منه.

ثم فقدان المساحة بين الحياة الشخصية ومواقع التواصل ومحاولة تحصيل المشاهدات بأي طريقة صار شعبة من الجنون.

فتلك الأحاديث السخيفة الباهتة التي كانت تدور في الصالات المغلقة صارت تظهر في مواقع التواصل للجميع ويرونها.

لو أن فتاة تزوجت وهي لا تحسن الطبخ مثلاً أو لا تحسن الأعمال المنزلية، لقالوا تتعلم لاحقا المهم أن تتزوج الآن.

العجيب أن هناك مطالبات كبيرة للرجال، ولكن ما يقابل هذا الغرم العظيم؟ هل يقابله غنم بقوامة واحترام مناسبَين لما بذل؟

الجواب: غالباً لا، بل سيكتب قائمة منقولات تجعله تحت رحمة هذه التي عندها استعداد أن تسخر منه في مواقع التواصل إن لم يكن عنده.

المسلسلات والأفلام الرومانسية أقنعتهن ببلايا كثيرة تخالف الدين، ولكن لم تقنعهن بالاستغناء عن الطمع والنظرة المادية.

عجيب هذا!
601
فائدة: الحسنة في صلاة العصر بمائتي حسنة...

في حديث المعراج في الصحيحين من حديث أنس عن النبي ﷺ أنه قال عن رب العالمين: "فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي، ثم انطلق حتى أتى بي السدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".

استفيد من هذا الخبر أن صلاة الفريضة خمس في العدد خمسون في الأجر.

وهل القصد أن الخمسين بمعنى أن الحسنة بعشر أمثالها؟

أم القصد أن الحسنة بمائة ضعف؟ لأن الحسنة في نفسها بعشر أمثالها وفي صلاة الفريضة تضاعف عشرة أضعاف، ويبدو أن هذا المقصود، إذ لولا هذا لما كان للفريضة خصوصية، ولأنها لو كانت خمسين، فالحسنة بعشر أمثالها في كل واحدة من الخمسين.

فالحسنة في صلاة الفريضة بمائة، وثبت أن الحسنة في صلاة العصر مضاعفة بشرط المحافظة على وقتها.

قال مسلم في صحيحه: "1879- [292-830] وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن خير بن نعيم الحضرمي، عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي بصرة الغفاري، قال : صلى بنا رسول الله ﷺ العصر بالمخمص، فقال: إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد.
والشاهد: النجم".

وهذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم ليس مشهوراً، وفيه أن صلاة العصر المرء يؤتى فيها أجره مرتين، وهذا مع ضميمة حديث المعراج يدل على أن الحسنة في صلاة العصر بمائتي حسنة.

وقد ورد وعيد خاص في ترك صلاة العصر، فناسب أن يوجد ثواب خاص في صلاتها، لأن الرحمة سبقت الغضب.

وكل إشارة حسنة، وكل تسبيحة حسنة، وكل تكبيرة حسنة، وكل حرف من القرآن حسنة، وكل سجدة حسنة، وكل ركوع حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وفي الصلاة بمائة مثل، والعصر بمائتين.
364
مفتاح من مفاتيح السخط والتعاسة : عقلية عد الخسائر دون المكاسب 👇
254
فائدة: الدليل على كراهة الكلام أثناء مضغ الطعام...

قال البدر الغزي في كتابه «آداب المواكلة»: "الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى. هذه جملة من العيوب التي من علمها كان خبيراً بآداب المؤاكلة، وعدتها أحد وثمانون عيباً حسبما نقلناه مفرقاً، والله الموفق، وهي".

ثم أخذ يسردها، وذكر منها في صـ22: "والمبعبع: هو الذي إذا أراد الكلام لم يصبر إلى أن يبلع اللقمة؛ لكنه يتكلم في حال المضغ فيبعبع كالجمل، ولا يكاد يتفسر كلامه، وخصوصاً مع كبر اللقمة".

أقول: استند هنا إلى الذوق والعرف في استقباح هذا، ولكن هل يمكن أن يستفاد ذلك من دليل شرعي ولو على سبيل الكراهة التنزيهية؟

الجواب: قال ابن طولون في «فض الخواتم فيما قيل في الولائم» صـ15: "وأن يضم شفتيه عند الأكل لمعنيين، أحدهما: أنه يأمن ما يتطاير من البصاق حال المضغ، وقد يقع ذلك في الطعام فيورث القنافة. الثاني: أنه إذا ضم شفتيه لفمه تَرَقّق".

القنافة يقصد بها التقرف.

والبعبعة وهي الكلام أثناء مضغ الطعام يورث القنافة من باب أولى، أكثر من فتح الفم أثناء الأكل، وقد يسبب تطاير البصاق على الطعام.

وقد ورد في السنة عن النبي ﷺ النهي عن عدة أمور فسروها بأنها نُهي عنها لأنها تُقذِّر الطعام على الآكلين.

من ذلك النهي عن اختناث الأسقية (يعني الشرب من في السقاء مباشرة)، ومن ذلك النهي عن النفخ في الطعام، والتنفس في الإناء.

فيشرك كل ما يورث القنافة والتقرف في الكراهة، فكل ما كان كذلك كُرِه، ومنه البعبعة، والله أعلم.
361
هلا عملوا بوصية محمد أحمد الراشد في أمر المبتدعة؟

مما أؤكد عليه دائماً أن الإنكار على أهل الضلال المنتسبين للملة ممن تلبسوا بالشرك والتعطيل لا يُضعف الأمة، بل يقويها، كما أن إنكار المعاصي لا يضعفها، بل يقويها.

وأن نسبة أهل البدع إلى الإسلام وأن أقوالهم معتبرة مما يشوه الإسلام، وتأمل ذلك في مناظرات المتكلمين لأهل الكفر من يهود ونصارى، ترى المتكلم يذكر عقائد أجنبية عن الكتاب والسنة والفطرة ويزعم أنها الإسلام، كقوله: الله لا داخل العالم ولا خارجه، وأن الفعل هو المفعول، ونفي التحسين والتقبيح العقليين، وغيرها، فيفرح بذلك الكافر أنه لم ينفرد بالسفسطة ويشوش على أهل الإسلام.

محمد أحمد الراشد وهذا اسمه الحركي، واسمه الحقيقي عبد المنعم العزاوي، أحد كبار المنظرين الحركيين (وهذا المصطلح لست أنا من سبكه، بل هو تكلم به مراراً وصنف كتبه على أنها في فقه الدعوة أو فقه الحركة) وواضح من مؤلفاته احتفاؤه بكتابات الإخوان المسلمين.

له كتاب اسمه «المنطلق» وهو من أقدم الكتب فيما يسمونه فقه الحركة، إذ صنفه في نهاية السبعينات من القرن الماضي بالتقويم النصراني.

يقول في كتابه المذكور في صـ261: "وضعف الضعيف يكون من بدعة كما يكون من ذنب، وهذا ما تعارف عليه العلماء منذ القدم، حتى إنهم كانوا ليهجرون الأخ الشقيق إذا اعتقد ببدعة مثل علي بن حرب الموصلي هجر أخاه أحمد بسبب قوله لفظه بالقرآن مخلوق مع ثقته وصدقه".

ثم قرر أن القول باللفظ صحيح! وهذا غلط بيِّن منه، ويبدو أنه لم يفهم المسألة.

ثم قال: "ولكن أدعياء وحدة الأمة في هذا العصر يدعون إلى التجاوز عن معاني البدع، وسرى هذا الوهم إلى بعض الدعاة، وأسقطوا أمر البدعة كعامل من عوامل التمييز، فوقعوا في الخطأ

إنه خلق جميل أن تعطف على المبتدع وأن تنصره على كافر، وترفع الظلم عنه، وتقف معه في وجه من هو أكثر بدعة منه ولكنه أمر خطر أن تفتح له صفوف الدعوة قبل توبته، وأن تؤمره قبل سلامته، وأن تحبه قبل غسله الأدران التي علقت بعقيدته، فإنه ما أوهى الأمة إلا البدع كما قال الفضيل بن عياض: (من اعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام)

وقال: (من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه)

إن الدعوة للأخذ بيد المذنب والعاصي في تصرفاته السلوكية إذا كان أصل الإيمان [في] نفسه أهون بكثير من التعاون مع المبتدعة حال تمسكهم ببدعهم والمذنب أقل ضرراً من المبتدع بوجوه منها

أن المذنب إنما ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على النوع. وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة.
والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدّهم عنه، والمذنب ليس كذلك. والمبتدع قادح في أوصاف الربّ وكماله، والمذنب ليس كذلك. والمبتدع مناقض لما جاء به الرسول، والعاصي ليس كذلك. والمبتدع يقطع على الناس طريقَ الآخرة، والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه".

ثم عزا في الحاشية إلى «الجواب الكافي» لابن القيم، فمنه أخذ المقارنة بين المبتدع والمذنب.

ثم قال في صـ263: "إن حذر العمل الجماعي الإسلامي من المبتدعة أصبح قاعدة تؤكد نفسها يوماً بعد يوم

وإنها لقاعدة قديمة عمل بها الفضيل بن عياض وأوجزها في كلمات رائعة".

ثم ذكر أثر الفضيل المشهور في أنه يأكل مع يهودي أو نصراني ولا يأكل مع مبتدع، لئلا يغتر الناس به.

هذا كله في المبتدع، فما بالك بداعية الشرك والتعطيل؟ كلام العزاوي هذا قاله قبل أن نرى مغبة دعوات التقريب مع الرافضة وما جرَّت على المسلمين من ويلات في دينهم ودنياهم، وقبل أن نرى ما يفعل أهل التصوف والتعطيل في مختلف البلدان من تحري التضييق على أهل السنة، وما يخفى ما كان في مؤتمر الشيشان وما تبعه.

وقد كان بعض فقهاء الحركة كالدكتور القرضاوي يدعو في كتابه «أولويات الحركة الإسلامية» إلى إحالة التراب على الخلافات التاريخية، ويمثِّل بقضية القول بخلق القرآن وقضايا الصفات، ثم بعد زمن يعيِّن الإباضي أحمد الخليلي نائباً له في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكان زميلاً له من قبل، والخليلي قد صنف كتاباً في الدعوة إلى القول بخلق القرآن اسمه «الحق الدامغ»! ومع ذلك هو موسوم بالاعتدال عندهم، فكأن السلفي وحده من لا يحق له الدعوة لعقيدته بحماس.

ووجدنا القرضاوي بعد مدة يقدم كتاباً لرجل أشعري يقرر فيه التفويض، فما أهال هو نفسه التراب على الخلافات التاريخية، والتي ليست تاريخية فحسب، بل هي حاضرة اليوم بقوة.
227
هذا الشاب كان صاحب قناة (بتاع أنمي) كانت أكبر قناة في الشرق الأوسط لتلخيص الأنمي، فيها قرابة ثلاثة ملايين مشترك.

أعلن توبته واعتزاله لهذا المحتوى لما فيه من الكفر والعري ولإلهائه عما يحصل للمسلمين.

من أكثر ما لفت انتباهي أنه قال: سألت أصحابي المتدينين، فقالوا: لا بأس ما دمت تفلتر المحتوى، لكن لم أقتنع.

مصداق حديث النبي ﷺ: «والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».

وفي رواية: «ما حاك في صدرك وإن أفتاك عنه الناس».

فقد رأى أن الناس يتعرفون على عالم الأنمي من خلاله، ويذهبون إلى المحتوى (غير المفلتر)، وقد بدأوا بالمفلتر من عنده.

وهذا العامي بسلامة فطرته أدرك من سد الذرائع ما لم يدركه من أفتوه، والذين غالباً ظنوا أن في ذلك تألفاً له.

هذا القرار يُعتبر مخاطرة لأن قناة كهذه تدرُّ على صاحبها أرباحاً هائلة، غير أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

ومن رحمة الله أنه لا يغفر للتائب فحسب، بل إذا تاب وأصلح يبدل سيئاته حسنات.

قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} [الفرقان ٧٠].

فنسأل الله عز وجل أن يبدل تلك السيئات التي لو قدرناها لكانت بالملايين بحسنات بالملايين.

وعسى أن يكون ذلك باب خير يدعو غيره ممن اشتغلوا بهذا أو بالمسلسلات أو المصارعة أو حتى كرة القدم، أن يتقوا الله ويتركوا المنكرات ويعتزلوا وأن يحيلوا محتواهم إلى ما يرضي الله عز وجل.

من يرى الشباب الغارقين في الأنمي يعرف أن الأمر لا يقف عند ترفيه لبضع دقائق أو ساعات، بل يتجاوز إلى التحليلِ والتفاعل وتكوينِ مجموعات لمحبي المسلسل الفلاني أو محبي المسلسل الفلاني ودخولٍ في نقاشات مع محبي المسلسلات الأخرى، وتعلُّقٍ قلبي شديد بالشخصيات والكُتاب.

أعلم أن كثيراً من الشباب يهرب من الضغوط إلى مثل هذا، ولكن هذا يشبه المخدرات.

ولو فرضنا أنه هين، فهذا الإغراق فيه ليس بهين، فحتى الطعام الطيب إن أكثرت منه أتخمك وعرَّضك للمرض أو الهلاك.
755
ما غفلنا عنه من معاني ( العزيز الحكيم ) عند رؤية تسلط الكفار 👇
207
كتبت المراسلة في موقع ديفيكس ستيفاني بيزلي مراسلة والمختصة بالعمل الخيري العالمي مع التركيز على اللوائح والسياسات مقالاً بتاريخ 19 سبتمبر 2023 بعنوان: إليك ما يمكن تحقيقه إذا تبرع الـ1% (يعني من أثرياء العالم) بـ10% من أموالهم.

كتبت في المقال: "أفاد تقرير جديد أن زيادة التبرعات من أغنى 1% من سكان العالم قد تساعد في القضاء على الفقر لملايين الأشخاص وضمان الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي.

لقد مر أكثر من عقد منذ أن أطلق المليارديرات بيل جيتس وميليندا فرينش جيتس ووارن بافيت مبادرة "التعهد بالعطاء" لتشجيع أثرياء العالم على الالتزام بالتبرع بمعظم ثرواتهم خلال حياتهم أو بعد وفاتهم. وقع أكثر من 240 شخصاً من 29 دولة على هذه المبادرة للوفاء بها، إلا أن خبراء العمل الخيري يخشون أن الأثرياء لا يزالون لا يتبرعون بأموالهم بالسرعة الكافية لتحسين ظروف ملايين الناس حول العالم. يمكن للبشرية القضاء على الفقر المدقع ومنع الجائحة القادمة إذا تبرع أغنى 1% من سكان العالم بـ 10% فقط من دخلهم لمدة عام أو 2.5% من صافي ثروتهم، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة لونجفيو للأعمال الخيرية، وهي مجموعة استشارية مقرها لندن".

أقول: لو كانوا مسلمين ويدفعون زكاة ربع العشر، أو كانوا أهل ذمة تحت حكم المسلمين ويؤخذ من تجارتهم نصف العشر، لتحقق ربع أو نصف ما تحدثوا عنه هنا.

فكيف لو كان هناك عدد أكبر يتبرعون؟

ولا شك أن العمل الخيري المدفوع بتقوى الله عز وجل جعل العالم مكاناً أفضل، غير أن توحش الرأسمالية يلقي بظله.

لا يمكنك أن تلزمهم بشيء غير الضرائب، والتي ينتفعون بها في بلدانهم المتقدمة أصالة، بينما الأمر في الشرع له اعتبار آخر.

ولاحظ أنهم قالوا: 2.5 من صافي ثروتهم، وهذا هو ربع العشر المنصوص عليه في الزكاة في الإسلام، وكأنها إشارة إلى أثر غياب التوحيد على الناس.

وأعظم من بلاء الفقر الكفر، فغاية الفقر شقاء في الدنيا، وأما الكفر فشقاء في الدنيا والآخرة.

والفقر مع ذهاب الدين يعني الحسد والجريمة والعرضة للاستغلال وذهاب العرض وغيرها من الأمور.

سنوياً ينتحر الملايين أو مئات الآلاف أو يبيعون كرامتهم جراء تراكم الديون عليهم وعدم مقدرتهم على سدادها بسبب الربا، وتراهم فعلوا ذلك ليدعموا أعمالهم فهم ليسوا بطالين.

هذا جزء يسير من ظلام النظام العالمي الذي يقدسه البعض ويريد استيراده، ويتشكك في الدين لأجله وما رأى منه سوى بعض البريق الذي أحيط بشهوات حاضرة تأخذ بلُبِّ من طغت عليه البهيمية.
410
من شبه أهل الحديث بالملائكة: جالسوهم وبسطوا لهم أجنحتهم فاقتبسوا من نورهم...

قال الخطيب البغدادي في «شرف أصحاب الحديث»: "أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن محمد الرازي، بنيسابور، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا قبيصة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الملائكة حُرَّاس السماء، وأصحاب الحديث حُرَّاس الأرض»".

ويبدو أن هذا الخبر مأخوذ من تصانيف ابن أبي حاتم.

وقد ورد في الحديث أن لله ملائكة سياحين يلتمسون مجالس الذكر، كما في حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر».

ومجالس الذكر ليست هي مجالس الرقص والغناء ولا مجالس أهل الكلام ولا أهل الرأي، وإنما مجالس أهل الحديث.

والملائكة حسان الصورة، كما في سورة يوسف: {وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} [يوسف ٣١].

وفي الحديث في مسند أحمد وفي «الأدب المفرد» للبخاري عن النبي ﷺ في شأن جرير: «ألا وإن على وجهه مسحة ملك» وذلك لحسن صورته.

وقد ثبت هذا المعنى لأهل الحديث، كما ورد في الخبر المتواتر عن النبي ﷺ: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا حفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه».

وهذه فضيلة أهل الحديث، فهم من يبلِّغ سنة رسول الله ﷺ.

قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [1/ 11]: "وقال أيضا: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه؛ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم». وفي هذا دعاء منه لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيها ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع أفقه من المبلغ؛ لما أعطي المبلغون من النضرة؛ ولهذا قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحدا من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة؛ لدعوة النبي ﷺ يقال: نَضَرَ ونَضُرَ، والفتح أفصح. ولم يزل أهل العلم في القديم والحديث يعظمون نقلة الحديث حتى قال الشافعي رضي الله عنه: إذا رأيت رجلا من أهل الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي ﷺ".

وفي «لسان العرب» [1/535]: "والأصل في الهمزة أن تكون قبل اللام لأنه من الألوكة، وهي الرسالة".

فاسم الملائكة اشتق من الألوكة، وهي الرسالة، فهذه أخص صفاتهم، لهذا استحق أهل الحديث الذين يُبلِّغون عن النبي ﷺ حُسناً كحسن الملائكة يبصره أهل الإيمان.

وقال تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} [البقرة ١٥٩].

فسَّر قتادة اللاعنين بالملائكة، وهو وجيه، وفسَّره غيره بالبهائم، ولا تعارض.

وأشد مِن الكاتم الكاذبُ على النبي ﷺ المحرف لدينه «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»، وكلهم مشترك في تغمية الحق على الخلق.

وهؤلاء إنما يفضحهم ويُظهِر في الخلق سبَّهم والحطَّ عليهم خواصُ أهل الحديث، فشابهوا الملائكة إذ لعنوا الكاتمين.

وقد ورد عن النبي ﷺ من حديث جابر في مسند أحمد والدارمي: «خلوا ظهري للملائكة» يعني أن الملائكة يحمونه ويَقونه، وهذا المعنى ثابت لأهل الحديث، إذ يذبُّون الكذب عن سنته ﷺ.

وقال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب ٥٦].

وأكثر الناس صلاةً على النبي ﷺ هم أهل الحديث، لكثرة ذكرهم له ﷺ.

ولهذا كله قال سفيان ما قال.
223
عبد الله رشدي ترك التعطيل والشرك وصار يدعو للتوحيد، نسأل الله عز وجل أن يجعله هادياً مهدياً ويهدي به.

إلزامه للقوم بدعاء ودَّ ويغوث وسواع قوي جداً.

وقد التزم نحواً من هذا علي جمعة حين أجاز دعاء مريم والمسيح، مع أن عوام المسلمين لو سمعوا ذلك لم يشكُّوا أن المتحدث نصراني مشرك، حتى إن بعض النصارى ينكرون دعاء مريم، وهذا يجيزه للمسلمين.

قال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا} [النساء ١١٧].

وقد ذكر ابن حجر الهيتمي في كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» أنه ينبغي للمسلم أن يعرف ما ذكره الحنفية في كتاب الردة، مع أنهم أوسع المذاهب في ذلك وعامة كلامهم يخالفه الجمهور، ومع ذلك أوجب ذلك من باب الاحتياط للدين حتى لا يقع المرء في الكفر.

ثم هذا ومثله يجيز الاستغاثة الشركية التي تدل النصوص على المنع منها، بل أنها شرك، ولا يتورعون عن بث ذلك في العامة حتى لا يُميَّز بينهم وبين الوثنيين.

فمن رأى الناس يتنازعون في أمر هل هو كبيرة أم مباح، ثم أقدم عليه مع قوة أدلة القائلين إنه كبيرة، لكان جريئاً رقيقَ الدين.

فما بالك بأمر قيل إنه شرك والبراهين قامت على ذلك؟

قال تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت ٦٥].

فإذا كان إخلاصهم دعاء الله، فشركهم دعاء غير الله.

ويُحسب لعبد الله رشدي أنه أصلح وبيَّن وبذل جهداً كبيراً في دعوة الناس، تراه يكتب المنشور ثم يجيب على الشبهات في التعليقات ويُظهر حميةً على التوحيد.
728
لماذا رأت هذه المرأة الأمريكية أن النساء العصريات غير صالحات للزواج ؟ 👇
254
2025/10/27 16:12:32
Back to Top
HTML Embed Code: