نص بديع، وفقه عزيز، وأسّ الفلاح والتوفيق في الميثاق الغليظ ..

«إرادة الله والدار الآخرة»

قال الإمام مالك:
أدركت الناس يقولون: إذا لم ينفق الرجل على امرأته فرق بينهما. فقيل له، قد كانت الصحابة - رضي الله عنهم - يعسرون ويحتاجون، فقال مالك: ليس الناس اليوم كذلك؛ إنما تزوجته رجاء.
قال ابن القيم:
ومعنى كلامه أن نساء الصحابة - رضي الله عنهم - كن يردن الدار الآخرة وما عند الله، ولم يكن مرادهن الدنيا، فلم يكن يبالين بعسر أزواجهن؛ لأن أزواجهن كانوا كذلك. وأما النساء اليوم فإنما يتزوجن رجاء دنيا الأزواج ونفقتهم وكسوتهم، فالمرأة إنما تدخل اليوم على رجاء الدنيا، فصار هذا المعروف كالمشروط في العقد، وكان عرف الصحابة ونسائهم كالمشروط في العقد، والشرط العرفي في أصل مذهبه كاللفظي، وإنما أنكر على مالك كلامه هذا من لم يفهمه ويفهم غوره.

حقيقة:
‏((دينُ الإسلام يعلّم الرجال إكرام المرأة، ودينُ أهل الانحلال يعلّم الرجال استغلال المرأة)).
‏فاختاري أيّتها العاقلة بين دين الإسلام الذي يُلزم الرجل – أبًا وزوجًا وابنًا وأخًا – أن يكرمك ويحترمك ويصونك، وبين دين أهل الانحلال الذي يشجّع الرجل على استغلال جمالك وجسدك لشهوته وتجارته وهواه، ومتى انْتَهت المصلحة منك رمَاك وبحَث عن غيرك.
‏ولا أظنّك تختارين غير دين الإسلام..
‏اللهم ثبّتنا على دينك حتى نلقاك.

د.أحمد الطيّار