Telegram Web Link
فضل العمل في عشر ذي الحجة

3⃣

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ» -يعني أيام العشرـ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ! ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ : «وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». [رواه البخاري].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكرت له الأعمال فقال : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ» ، قالوا : يا رسولُ الله ، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال : «وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ تَكُونَ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ » [رواه أحمد ، وحسّن إسناده الألباني].

👈 فدلَّ هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة #أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها ، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو #أفضل عنده.

👈 ودلَّ الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر #أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله ، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة #تضاعف من غير استثناء شيءٍ منها.

#يتبع

رابط المادة : http://iswy.co/eukip
الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة

4⃣

إذا تَبيّن لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام ، وأن هذه المواسم نِعمة وفضل من الله على عباده ، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها ، إذ تَبيّن لك كل هذا ، فحريُّ بك أن تخصّ هذه العشر بمزيد عناية واهتمام ، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها ، وأن تُكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات ، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم ، يقول أبو عثمان النهدي : "كانوا -أي السلف- يُعظّمون ثلاث عشرات : العشر الأخير من رمضان ، والعشر الأول من ذي الحجة ، والعشر الأول من محرم".

ومن الأعمال التي يُستحبُّ للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي :

1⃣ أداء مناسك الحج والعمرة :

وهما #أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة ، ومن يسّر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةَ ». متفق عليه.

👈 #والحج_المبرور : هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي لم يخالطه إثمٌ من رياءٍ أو سُمعة أو رفثٍ أو فسوق ، المحفوف بالصالحات والخيرات.

2⃣ الصيام :

وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة ، بل هو من أفضلها ، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره ، فقال سبحانه في الحديث القدسي : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». متفق عليه.

وقد خصّ النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم #عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية ، وبين فضل صيامه فقال : «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». رواه مسلم.

#وعليه فيُسنّ للمسلم أن يصوم #تسع ذي الحجة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال : صيامها مُستحبٌ استحباباً شديداً.

3⃣ الصلاة :

وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً ، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة ، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام ، فإنها من أفضل القربات ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ». رواه البخاري.

4⃣ التكبير والتحميد والتهليل والذكر :

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّسْبِيحِ ، وَالتَّحْمِيدِ ، وَالتَّهْلِيلِ ، وَالتَّكْبِيرِ». رواه أحمد.

#وقال_البخاري : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يُكبّران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال : وكان عمر يُكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيُكبّرون ، ويُكبّر أهل الأسواق حتى ترتجّ منى تكبيراً.

وكان ابن عمر يُكبّر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.

#ويستحب للمسلم أن #يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به ، وعليه أن يَحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف ، والسُنّة أن يُكبّر كل واحد بمفرده.

5⃣ الصدقة :

وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام ، وقد حث الله عليها فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُ‌ونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة :254] ، وقال صلى الله عليه وسلم : «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٍ مِنْ مال». رواه مسلم.

#يتبع

رابط المادة : http://iswy.co/eukip
✔️ أعمال أخرى مستحبة في عشر ذي الحجة

5⃣

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر ، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي :

قراءة القرآن وتعلمه ، والاستغفار ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام والأقارب ، وإفشاء السلام وإطعام الطعام ، والإصلاح بين الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحفظ اللسان والفرج ، والإحسان إلى الجيران ، وإكرام الضيف ، والإنفاق في سبيل الله ، وإماطة الأذى عن الطريق ، والنفقة على الزوجة والعيال ، وكفالة الأيتام ، وزيارة المرضى ، وقضاء حوائج الإخوان ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم إيذاء المسلمين ، والرفق بالرعية ، وصلة أصدقاء الوالدين ، والدعاء للإخوان بظهر الغيب ، وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ، والبر بالخالة والخال ، وإغاثة الملهوف ، وغض البصر عن محارم الله ، وإسباغ الوضوء ، والدعاء بين الآذان والإقامة ، وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، والذهاب إلى المساجد ، والمحافظة على صلاة الجماعة ، والمحافظة على السنن الراتبة ، والحرص على صلاة العيد في المصلى ، وذكر الله عقب الصلوات ، والحرص على الكسب الحلال ، وإدخال السرور على المسلمين ، والشفقة بالضعفاء ، واصطناع المعروف والدلالة على الخير ، وسلامة الصدر وترك الشحناء ، وتعليم الأولاد والبنات ، والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

#المصدر : موقع صيد الفوائد

رابط المادة : http://iswy.co/eukip
فضائل وثمرات المبادرة بأداء الحج

الحمد لله ، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد :

قال الله جل وعلا : ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [سورة البقرة: 125].

📚 قال العلماء رحمهم الله : في هذه الآية إعلامٌ من الله تعالى بشرف البيت الحرام وما خصّه به شرعاً وقدراً ، من كونه مثابةً للناس : أي جعله محلاً تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ، ولا تقضي منه وَطَراً ولو ترددت إليه كل عام ، فالأفئدة تهوي إليه وتشتاق ، ووصفه الله بأنه قد جعله : أمناً ، من دخله أَمِنَ ، حتى الوحش وحتى الجمادات كالأشجار ونحوها. (ينظر تفسير ابن كثير).

ومن ذلك أيضاً قوله سبحانه : ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: 97] #والمعنى : أن الله يدفع عنهم بسبب تعظيمها السوء ، كما قال ابن عباس : لو لم يحج الناس هذا البيت لأطبق الله السماء على الأرض ، وما ذلك إلا لتشريف الله لها.

ويوضح هذا مارواه عياش بن أبي ربيعة قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة - يعني الكعبة - حق تعظيمها ، فإذا تركوها وضيعوها هلكوا". قال الحافظ ابن حجر : رواه أحمد في المسند و ابن ماجة وعمر بن شبة بإسناد حسن.

ولا ريب أن الحج ركنٌ جليلٌ من أركان الإسلام العظام ومبانيه الجسام ، وقد أوجبه الله تعالى على من استطاع من عباده ، كما قال سبحانه : ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].

📚 قال الحافظ القرطبي رحمه الله عند تفسير هذه الآية : فذكر الله تعالى الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب ؛ تأكيداً لحقه ، وتعظيماً لحرمته ، ولا خلاف في فريضته ، وهو أحد قواعد الإسلام ، وليس يجب إلا #مرة في العمر. انتهى.

📖 وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

قوله تعالى : ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ هذه آية وجوب الحج عند الجمهور ، #وقيل : بل هي قوله : ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [سورة البقرة: 196] والأول أظهر.

#يتبع

#الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن الشايع

📚 أخلاق_إسلامية 📚

https://www.tg-me.com/akhlakaslamea
تابع / فضائل وثمرات المبادرة بأداء الحج

وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا ، وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع.

● فقد روى الإمام أحمد رحمه الله بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحُجُّوا" فقال رجل : أكل عام يا رسول الله؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم" ثم قال : "ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدَعُوه". ورواه مسلم بنحوه. انتهى.

فينبغي على كل مسلم ومسلمة المبادرة بالحج متى استطاع ذلك ، وألا يؤخره أو يؤجله.

ولهذا نبَّه أهل العلم إلى أن الحج واجبٌ على الفور ، في أصح قولي العلماء ، فإن هذا هو مقتضى الأمر ، إضافةً إلى ما جاء من النصوص الآمرة بالمبادرة ، ومنها ما رواه الإمام أحمد في المسند عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعجلوا إلى الحج - يعنى الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له".

وجاء من وجه آخر في "المسند" عن الفضل وعبد الله ابني العباس - أحدهما عن الآخر - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "من أراد أن يحج فليتعجل ، فإنه قد تضل الضالة ، ويمرض المريض ، وتكون الحاجة" ، وهما حديثان حسنان بمجموع طرقهما.

ولأجل ذلك أيضاً حذَّر السلف من تأخير الحج لغير عذر ، ومن ذلك ما ثبت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإسناد صحيح أنه قال : من أطاق الحجَّ فلم يحج ، فسواءٌ عليه يهودياً مات أو نصرانياً.

وهذا يبين أهمية هذه المسألة ووجوب المبادرة بالحج والحذر من التأجيل والتسويف بلا عذر ، وخاصةً في مثل زماننا حيث أمنت السبل وتيسرت الوسائل ولله الحمد والمنة.

#يتبع

#الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن الشايع

📚 أخلاق_إسلامية 📚

https://www.tg-me.com/akhlakaslamea
تابع / فضائل وثمرات المبادرة بأداء الحج

وفي ضوء ما تقدم تتبين بعض فضائل وثمرات تعجيل الحج والمبادرة به ، ومن ذلك :

1⃣ أن في المبادرة امتثالٌ لأمر الشارع الحكيم ، واستجابة لعموم ما جاء من النصوص التي فيها الحث على المبادرة إلى الخير والاستباق إليه ، كقوله تعالى : ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [سورة البقرة: 148]. وقوله سبحانه : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين ﴾ [آل عمران: 133] وقوله جلَّ وعلا : ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21] وغيرها من النصوص مما جاء في هذا المعنى ، وهذا أعظمُ في الثواب وأجزلُ في العطاء من ربِّ الأرض والسماء جلَّ وعلا.

ومثل هذه الأعمال الصالحات ينبغي مجاهدة النفس على فعلها والمسابقة إليها ، لأن النفس بجبلتها تركن إلى الراحة والدعة ، وإذا لم توطن على الخير وفعله والمبادرة إليه فقد تند وتشرد عن الخير إلى ما تهواه ، وقد يكون محرماً.

2⃣ أن في المبادرة بالحج خروجاً من عهدة التأخير ، وما يترتب عليه من الإثم والوزر ، فإذا بادر المسلم وحج ، كان أبعد عن الوعيد الوارد في حق من أجَّل وهو مستطيع.

وفي الناس اليوم كثيرٌ منهم ممن أخروا الحج عاماً بعد آخر وهم مستطيعون حيث الصحة والمال والأمن وأنواع النعم ، ولم يزالوا مسوفين مؤجلين ، حتى حيل بينهم وبين حج بيت ربهم إما بمنية مفاجئة ، أو بعارض من عوارض الدنيا من الأمراض والإعاقات البدنية والمالية ، نسأل الله العافية والسلامة للجميع.

#يتبع

#الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن الشايع

📚 أخلاق_إسلامية 📚

https://www.tg-me.com/akhlakaslamea
تابع / فضائل وثمرات المبادرة بأداء الحج

3⃣ أن في المبادرة بالحج استكثارَ الحسنات والتخلص من الأوزار والتبعات ، وذلك لما جاء من النصوص المبينة لمضاعفة ثواب من حج وتكفير سيئاته ، ولهذا إذا رجع بعد الحج كان أحرى من غيره ممن لم يحج في الترقي في درجات العبودية والتقرب من الله تعالى وزيادة الإيمان ، بما ينعكس عليه في أمور حياته الأخرى خيراً وبِرَّاً وتقوى.

● ومما يدل على هذا ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".

● وثبت في جامع الترمذي وسنن النسائي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".

إلى غير ذلك من النصوص الدالة على هذا المعنى.

4⃣ أن في المبادرة بالحج قطعاً للعوارض التي قد يتعرض لها العبد في حياته ، فكم من إنسانٍ كان يستطيع الحج ، ولكنه أخَّره عاماً بعد عام ، حتى أصابته جائحةٌ من جوائح الدنيا منعته الوصول لبلد الله الحرام ، فصار يعض أصابع الندم على ما أجَّل وأخَّر ، وإلى هذا جاءت الإشارة في حديث ابني العباس المتقدم.

إلى غير ذلك من الثمرات والبركات التي ينالها العبد في الدنيا والآخرة.


⁉️ويحسن في هذا المقام التنبيه على تصورٍ راج وانتشر بين عددٍ من المسلمين! مفاده : أن الشاب لا يصلح له الحج ، لأنه سيقترف بعده من السيئات ما يبطله ، ولهذا لا يحجون إلا بعد أن يبلغوا من الكبر عتياً ، حيث يحج الواحد منهم وهو كبيرٌ في سِنِّه ضعيفٌ في قواه ، ويقولون : إنهم بذلك يجعلون آخر العمر مختوماً بالحج!!.

ولكن هذا التصور وذلك المسلك غير صحيح ، لمخالفته ما جاء من النصوص الشرعية الآمرة بالمبادرة بالأعمال الصالحة ، ومنها الحج لبيت الله الحرام ، ثم إن هذا التصور فيه خطأ فادح ، من جهة الإفراط في طول الأمل ، بما يجعل العبد يتمادى في العصيان ، فكأنه يقول : افعل ما شئت من السيئات ، ثم تُب بعد ذلك ، ولكن من الذي يضمن له الإمهال وطول العمر ، والتمكن من الحج في آخر الحياة؟!.

وأيضاً فإن الذنوب وتتابعها تعمي القلب وتصرف النفس عن الخير ، حتى يصير الشر سِمةً لها ، ويختم على القلب ويُحال بينه وبين صاحبه ، فلا يستطيع التوبة ولا فعل الخير ، قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
[الأنفال: 24].

كما أن هذا التصور يُفوت على الإنسان خيرات كثيرة كان سينالها من بركات الحج وفضائله ، وهذا كله بسبب المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرعه.

وفق الله الجميع لما فيه الخير ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رابط الموضوع : https://www.alukah.net/spotlight/0/45266/

#الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن الشايع

📚 أخلاق_إسلامية 📚

https://www.tg-me.com/akhlakaslamea
#استشارات 📮

زوجي يجبرني على خدمة أهله


📩 #السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجتُ مِن عامٍ رجلًا شعرتُ بالنفور والضيق منه قبل الزواج ، ولكن توقعتُ أن توتُّر الزواج وتجهيزاته السبب في هذا الضيق.

مع بداية الزواج كنتُ أشعُر بسوء أخلاقه ، وعَصبِيَّته ، وتلفُّظه بألفاظٍ غير مناسبةٍ ، كما بدا عليه الغرورُ ، وعرفتُ أنه يُدَخِّن!

أتتْ والدةُ زوجي إلى بيتنا للعيش معنا بعد شهرين من زواجي ، ومن بعدها وأنا أشعُر بالضغط النفسيِّ والجسديِّ ، بسبب خدمتِها واستقبال ضيوفها، وعدم وُجود خادمة!

دومًا يتهمني بعدم الرغبة في خِدمة أمِّه ، ويقول : هذا مِن واجبك ، ويأمرني بأسلوبٍ غير مهذَّبٍ ، مع العصبية المستمرة ، والاتهام بالتقصير المستمرِّ.

طلبتُ منه خادمةً لتساعدني ؛ لأني أخدم عددًا كبيرًا من الأشخاص بما فيهم أخته وأمه وإخوته الذكور ، فرفض ، وحدثت مشكلة كبيرةٌ ، قلتُ له : سأذهب لأهلي ، فهدَّدني بالقتْل وقتل أهلي!

ضرَبني بعد هذه المشكلةِ ، وأجْبَرَني على استقبال ضُيوفِه وكنتُ متعَبَةً ، فقال لي : إن لم تستقبليهم بِرِضاك ، فسيكون استقبالُك لهم رغمًا عنك!

ذهبتُ لأهلي ، ولا أريد العودة إليه مرة أخرى ، فلستُ مُطمئنة له ، ولا أشعر بالحب تجاهه! فماذا أفعل؟

📑 #الجواب :

الأخت الفاضلة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا ، وثقتكم في شبكتنا.

يقول الله - عز وجل -: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾[النساء: 34].

⁉️يُخطئ كثيرٌ من الأزواج في فَهم معنى القوامة هنا ، ولا يفهم منها إلا معنى التسلُّط والقَهر والغلَبة ، وليس هذا مُرادًا من الآية ، بل المرادُ مِن الآية الكريمة أن الرجلَ عهد إليه بإدارة البيت، وليس بإبادته وإهلاكه!

والإدارة والقيادة لا تعني : التسلُّط ، بل تعني : التنظيم.

فالأفضليَّة الشخصية لا علاقة لها بجنس الإنسان ذكَرًا أو أنثى ، ولا بقبيلتِه ولا بجنسيته وشكله ولونه ، إنما هو معيارٌ واحد فقط ، هو معيار التقوى ؛ ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

أما أفضليَّةُ القيادة - وهي المقصودُ بها في القوامة هنا - فهي مسؤوليةٌ يُحاسَب عليها صاحبُها يوم القيامة ، كما قرَّر ذلك النصُّ النبوي الكريم : ((كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته)).

وهذا يتضح مِن الآية الكريمة حيث ذكر ما بعدها علَّة لما قبلها في أمرين:

• بما فضَّل الله بعضهم على بعض.

• وبما أنفقوا مِن أموالهم.

إذًا فالتفضيل هنا في ناحيتين : (المسؤولية الإدارية) ، و (المسؤولية المالية)، وهو محاسَبٌ عليهما.

فالمسؤولية الإدارية لا تُبيح له إهانة شريكة (زوجته) ، كما لا تُبيح له انتهاك حقوقها المالية ولا انتقاصها.

أما ما يتعلق بخدمة أهله ووالدته ، فلست مُلزمةً بذلك شرعًا ، بل يرى فريقٌ مِن الفقهاء أن الزوجةَ ليستْ مُلْزَمَةً بخدمة زوجها أصلًا ، فما بالك بخدمة إخوانه وقرابته ، وخدمة والدته؟ إضافة إلى كونها مريضة ، وتحتاج عنايةً خاصةً!

وإنما جرى التسامُح في مِثل هذا بناءً على العُرف العام السائد في المجتمع في الأحوال العادية والمستقرَّة ، أما حين حصول نِزاعٍ وشِقاقٍ ، فلا بُد مِن بيان الحقوق الأصليَّةِ لكلٍّ من الزوجين وإلزامهما بها.

لذلك نرى ألا ترجعي إليه إلا بعد أن يُقِرَّ بهذه الحقوق أولًا ، وأن يلتزمَ بها ثانيًا ، ومِن ذلك توفير خادمة لك لمساعدتك في البيت ، والقيام بخدمة والدته الكريمة.

كما يلتزم بعدم إهانتك مستقبلًا ، وعدم التعرُّض لأهلك بسوء القول أو الفعل ، فليس له ذلك ، وهذا لا يتضح له إلا إذا فَهم معنى القوامة الشرعية على وجهها الصحيح ، لذلك لا مانع مِن أن يطَّلِع على هذه الاستشارة إن رأيتُم أنَّ ذلك يحقِّق مَصلحةً لكما ، وهذا ليس تعجيزًا له ، ولا انتقاصًا مِنْ حقِّه كزوج ، بل هو رعايةٌ لحقوقك ، ووقوفٌ عند حدوده التي أمر الله - عز وجل - أن يوقفَ عندها.

وقد قيل في شأن النساء : ((ما أكرمهنَّ إلا كريمٌ ، ولا أهانهنَّ إلا لئيمٌ)) ، ونحن نظُنُّ أنَّ زوجك الكريم ليس مِن هذا الصنف ، وإنما هي لحظة غضب وعناد تبرز في موقف معينٍ ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُكم خيرُكم لأهلِه ، وأنا خيرُكم لأهلي)) ؛ صححه الألبانيُّ.

وقال في شأن الذين يضربون نساءهم : ((ليس أولئك بخياركم)) ؛ [رواه أحمد وابن حِبان ، وله شواهدُ - كما قال ابن حجر].

فنرجو أن يُبادر الزوج الكريم إلى إظهار معدن الخيرية التي فيه ، وأن يُصلح الأمور ، وأن يُعيد المياه إلى مجاريها.

نسأل الله تعالى أن يُؤلِّف بينكما ، وأن يُصْلحَ ذات بينكما ، وأن يجعل بيتكما عامرًا بالصالحات. والله الموفِّق

أ / #فيصل_العشاري

https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/71836/#ixzz5r0bVM1r3

🎀 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 🎀

https://www.tg-me.com/alnaf
2025/07/03 15:00:13
Back to Top
HTML Embed Code: