[ وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً ]؛ ظَالماً، مُتَكَبِّراً، متَعَالِيَاً على الَحقِّ، والخَلْقِ، [ شَقِيّاً ]مريم:32. ولَا عاصِيَاً لله .. بل جعَلني ربي مُطيعاً لأمرِهِ، ولنَهيهِ، متواضِعَاً؛ محبَّاً للحقِّ، ومُريداً للناسِ الخَير .. هذا حَديثُ عيسى عليه السلام عَن نَفْسِه .. والسؤالُ الذي يَفرضُ نفسَه: هل هَكَذا هم النَّصَارى في زمَانِنَا ـ وهل هَكَذا هم حُكَّامهم ورؤسَاؤهم ـ الذين يَزعمُون أنَّهم مِن أتبَاعِ المسِيحِ عليهِ السَّلامِ ...؟!
[ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ]التوبة:40. النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم مَنصورٌ من رَبِّه حيَّاً وميتاً .. قَد تَكفَّلَ اللهُ بنَصْرِه .. وهو ليسَ بحاجةٍ إلى نصرَتِنَا له، بل نحنُ الذين نحتاجُ أن ننصُرَه؛ لأن نصرَتَه بالنسبةِ للمسلِمين عَقيدَةٌ، ودِين .. بها نَرْقَى، ونَكسَب شرَفَ، وأجرَ النُّصرَةِ، كحاجتِنا إلى الصَّلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم .. ونُصرتُنا العمليَّة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم تَكمنُ في وجهَين: أولهما في الذَّبِّ عنه، وعن عِرضِه، وسُنَّتِه، ومكانَتِه، ورَدِّ إساءَةِ المسيئِين عَنه، وعَن سُنَّتِه المطَهَّرةِ .. ومِن وجهٍ آخَر؛ تَكمنُ نصرتُنا للنبي صلى الله عليه وسلم في اتبَاعِه، والتمسُّكِ بسُنَّتِه، وهَديهِ، والعَضِّ عليها بالنَّواجِذِ .. فعلَى قَدْرِ مَا نُحيي سُنَّتَه، ونحقِّقُ في أنفُسِنا، وفي جميعِ مجَالاتِ حيَاتِنَا صِفَةَ المتَابعَةِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولسنَّتِه، وسِيرتِه .. نُحَقِّقُ مَعنَى النُّصرَةِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
مِن أكثر ما يتهدَّد المصالِح العامّةِ، عندما نتعامَلُ مع الأفكارِ الجادّةِ والرّاشدة بشَخْصَنَةٍ، ورَدَّةِ فِعلٍ؛ فإن جاءت الفِكرةُ الجادَّة ممن لا نُحب، نَأيْنَا، وأعرضنَا عنها، وإن جاءَت الفِكْرَةُ الخاطِئةُ أو الضَّعِيفَةُ ممَّن نُحِب، أقبَلْنا عليها .. بينما الحقُّ ضَالَّةُ المؤمِن؛ حيثما وجَدَهُ، كان هو الأَولَى به.
أنوَاعُ الرِّزقِ والعَطَايَا عَديدةٌ، منها: الإيمانُ، والصّحّةُ، والعِلْمُ، والزّوجةُ الصّالحةُ، والأبناءُ البرَرةُ، والصَّديقُ الصَّدُوقُ، والمالُ، والأمْنُ والأمَانُ، وانشِرَاحُ الصَّدْرِ، ورَاحةُ البَالِ، ومودَّةٌ تُوضَعُ لك بينَ النَّاسِ، وشَرٌّ يُدْفَع عنك، وأنت عنه غَافِل، لو بلَغَكَ لكلّفَك الكثير .. ولو ابتُلِيتَ بنقصٍ في نوعٍ من تلك الأنواعِ، لا تَنسَ بقيَّةَ الأنواعِ من الرِّزْقِ والنّعَمِ السَّابِغَة، فهو أدْعَى لك على الصَّبرِ، والشُّكْرِ.
لا تَتَسَرَّعْ في إضَافَةِ صَديقٍ جَديدٍ؛ لأنه سيُضِيفُ إليكَ مزيداً من الهَمِّ، إن لم يكُن كُفُؤاً لِصدَاقَتِك!
((من حق الولد على والده)) من حق الولد على والده أمور: ١- أن يؤذن في أذنه اليمنى في الساعات الأولى من ولادته. عن أبي رافع،قال: [رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أذن في أذن الحسن بن علي،حين ولدته فاطمة بالصلاة] رواه الترمذي،وأبو داود،صحيح سنن أبي داود:٤٢٥٨ ٢- وأن يحنكه بالتمر. عن عائشة،قالت: [كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة،ويحنكهم] ،أي: بالتمر.والحديث: رواه مسلم،وأبو داود، صحيح سنن أبي داود: ٤٢٥٩ ٣- ثم يعق عنه في اليوم السابع من ولادته(والعقيقة: هي الذبيحة التي تذبح عن المولود؛فإن كان غلاما؛ يذبح عنه شاتان متقاربتان،وإن كان جارية يذبح عنها شاة واحدة). عن سلمان بن عامر الضبي،قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[ مع الغلام عقيقته؛فأهريقوا عنه دما،وأميطوا عنه الأذى] (ويكون ذلك بحلق شعر رأسه،ويسن أن يتصدق بوزنه فضة). رواه البخاري، وأبو داود، وابن ماجه، صحيح الجامع: ٥٨٧٧ ٤- وأن يحسن تسميته،(ويبتعد عن الأسماء الأجنبية الغريبة) فعن ابن عمر- رضي الله عنهما-:[ أن ابنة لعمر كان يقال لها : عاصية،فسماها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جميلة] أخرجه الترمذي،وابن ماجه،وقال الترمذي: حديث حسن،صحيح الترغيب:١٩٨١ ٥- ومن حقه أيضا على والده،أن يعلمه التعليم الديني الذي يعرفه بالله ربه- جل وعلا - ويؤدبه. عن سبرة، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[ مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين،وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها] صحيح سنن أبي داود : ٥٠٨ ٦- ومن حق الأولاد على أبيهم أن يعدل بينهم في الإنفاق والهبات؛ وأن لا يوصي لهم عند الممات،لأن الشرع قد ضمن حق الوارث فلا يخشى عليه،وإن كانت الوصية ولا بد فتكون لغير الورثة...فعن النعمان بن بشير،قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[اعدلوا بين أولادكم، اعدلوا بين أبنائكم] مسلم ( من كتاب "حقوق وواجبات شرعها الله للعباد" للشيخ الفاضل عبد المنعم مصطفى حليمة- أبي بصير- حفظه الله تعالى)
تَشتدُّ الغُربَةُ على المرءِ؛ عندما يَملِكُ من المعَارِفِ ما يجهلُه الآخَرُون!
أشَدُّ أنواعِ الغُرْبَةِ؛ حُرٌّ بين قَطِيعٍ مِن العَبِيد!
أشَدُّ أنواعِ الغُرْبَةِ؛ حُرٌّ بين قَطِيعٍ مِن العَبِيد!
[ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ]النساء:76. هما فَريقَان لَا ثَالِثَ لهمَا: فَريقٌ مُعتَدٍ؛ يُقاتِلُ للسَّطوِ على الحقُوقِ، والحُرُمَات، وبَسْطِ الظُّلمِ، والفَسَادِ، والرُّعبِ في الأرْضِ، وهو الفَريقُ الذي يَقَاتِل في سَبيلِ الطَّاغُوتِ .. وفَريقٌ يُقَاتِلُ في سَبيلِ اللهِ لدَفْعِ عُدوَانِ، وظُلمِ، وفَسَادِ الفَريقِ الذي يُقاتِلُ في سَبيلِ الطَّاغُوتِ .. ومَا دَامَ الفريقُ الأوَّلُ الذي يُقاتِلُ في سبيلِ الطَّاغُوت موجُوداً، فإنَّ الفريقَ الآخَر والمقَابِل لا بُدَّ له مِن وجُود.
((من الآثار القبيحة للمعاصي)) من الآثار القبيحة للمعاصي أنها تقصر العمر وتمحق بركته ولابد،فإن البر كما يزيد في العمر، فالفجور يقصر العمر.
وقد اختلف الناس في هذا الموضع على أقوال. الأول: نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه.وهذا حق،وهو بعض تأثير المعاصي. الثاني: بل تنقصه حقيقة،كما تنقص الرزق،فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده،وللبركة في العمر أسباب تكثره وتزيده. الثالث: تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب.ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي،كما قال تعالى:[أموات غير أحياء] النحل: ٢١ فالحياة في الحقيقة حياة القلب،وعمر الإنسان مدة حياته فليس عمره إلا أوقات حياته بالله،فتلك ساعات عمره،فالبر والتقوى والطاعة تزيده في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره،ولا عمر له سواها.
وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول:[ ياليتني قدمت لحياتي] الفجر: ٢٤
وقد اختلف الناس في هذا الموضع على أقوال. الأول: نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه.وهذا حق،وهو بعض تأثير المعاصي. الثاني: بل تنقصه حقيقة،كما تنقص الرزق،فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده،وللبركة في العمر أسباب تكثره وتزيده. الثالث: تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب.ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي،كما قال تعالى:[أموات غير أحياء] النحل: ٢١ فالحياة في الحقيقة حياة القلب،وعمر الإنسان مدة حياته فليس عمره إلا أوقات حياته بالله،فتلك ساعات عمره،فالبر والتقوى والطاعة تزيده في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره،ولا عمر له سواها.
وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول:[ ياليتني قدمت لحياتي] الفجر: ٢٤
[ وَإِذَا غَشِيَهُم ]؛ عَلَاهم، وغَطَّاهم، وهم في البَحرِ، [ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ ]؛ كالجبَالِ، يَعلُو بعضُها بَعضاً، ويَلطمُ بَعضُها بعضاً؛ كلُّ موجَةٍ لارتفَاعِها لها ظِلٌّ خاصٌّ بِها، تَنفَردُ به عن بقيَّةِ الأمواجِ، فتَعلُوهم الأمواجُ، ويَعلُوهم سوادُ الظُّلَلِ المتَتاليَةِ، والمتَتَابعةِ تتَابُعَ الأمواجِ .. حتى إذا استيقَنُوا الموتَ، والهلاكَ، وبلغَت قلُوبُهم الحنَاجِرَ .. هنالك [ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ]؛ نَسُوا آلهتهم، وأصنَامَهم، التي كانُوا يَعبدُونها مِن دونِ اللهِ، وكانُوا يتوجَّهُون إليها بالدُّعاءِ وهم في الرَّخاءِ؛ ليقِينهم الباطِني في قرارةِ أنفُسِهم، أن لا أحَد ينفَعُهم، وقادرٌ على أن ينفَعَهم في الشَّدائدِ، وفي مثلِ هذا الموقِف العَصِيب الذي هم فيه، سوى الله .. فيتوجَّهُون إلى اللهِ وحدَه بالدُّعاءِ، ويُخلصُون في الطاعةِ، والإنابَةِ، والدُّعاءِ، ويتعَاهَدُون إن نجَّاهم اللهُ من هذا الكَربِ الشَّديدِ ليكونُن من المؤمنِين المخلصِين الشَّاكِرين، [ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ ] اللهُ من هذا الكَربِ الشَّدِيد، [ إِلَى الْبَرِّ ]؛ إلى حيثُ السَّلامَةِ، والأمانِ، والإطمئنانِ، وذَهابِ الخوف .. نَسوا ما كانَ مِنهم، ونَكثُوا عهدَهم معَ اللهِ، وعادُوا إلى سِيرتِهم الأُولى، [ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ]؛ متوسِّطٌ في الاجتهادِ، والقولِ والعَمَل؛ فيمَا قد عاهدَ اللهَ عليه، فلم يَقُم بواجبِ الشُّكرِ، وبما قد عاهدَ الله عليه حقَّ القِيَام، وهؤلاء قِلَّة .. والأكثريَّةُ يَنقضُون العهدَ، ومَا قَد عاهدُوا اللهَ عليه، ويَعُودُون من جديدٍ إلى الشِّركِ، والكُفرِ، وعبادَةِ الأصنامِ والطَّواغِيت، وإلى النسيَانِ، كأنَّهم لم يمرُّوا بشدَّةٍ مِن قَبل، ولم يتضرَّعُوا إلى اللهِ أن يرفعَ عنهم هذه الشدَّةِ، كما قال تعالى:[ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ]العنكبوت:65. [ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا ]؛ يُنكرها، ويَكفرُ بها بعد أن رَآها بعينَيه، وعايَشَها بنفْسِه، [ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ ]؛ غَدَّارٍ، شَديد الغَدرِ؛ لَا وفَاءَ له فِيما يُعاهدُ عليه؛ فالذي يَغدرُ بعهدِه معَ اللهِ، يغدرُ بعهدِه مع الناسِ، [ كَفُورٍ ]لقمان:32. كثيرُ الجحُود والنُّكرانِ، للآياتِ، وللنِّعَمِ التي يتفضَّل اللهُ بها عليه.
قَدَرُ العَرَب أن يُرتَهنَ عِزُّهم بالإسلام، فإذا ما طلَبوا العِزَّة بغيرِ الإسلام، أذلَّهم اللهُ، وتفرَّقت كلمَتُهم.
Forwarded from شیخ ابو بصیر طرطوسی (حفظه الله)
سؤال ۳۶: بارک الله فیكم شیخنا وزاد فی عمركم وحفظکم ورعاکم وثبتکم وأحسن خاتمتنا وخاتمتکم وأبقاکم شوکة فی حلوق الخوارج والمرجئة على حد سواء.
شیخنا! اگر مسلمانی قبل از وفاتش کلماتی غیر از کلمهٔ توحید اما کلماتی نیکو مانند "الحمدلله"، "این نصر الهیست"، "ما تسلیم قضای الهی شدیم" یا عباراتی از این قبیل بر زبانش جاری شود؛ آیا این کلمات مانند کلمهٔ توحید نشاندهندهٔ حسن خاتمه هستند یا اهمیت کمتری دارند؟ و بارک الله فیكم.
پاسخ: الحمدلله رب العالمین. الله متعال به برادر عزیزمان ابو المظفر المصری به خاطر کلمات نیکو و دعاهای نیکشان پاداش خیر دهد و برای ایشان همانند آنچه برای برادرشان دعا کردهاند و بیشتر را خواستاریم.
در پاسخ به سوال شما میگویم: اینکه زندگی انسان با کلماتی همچون آنچه در سوال آمده خاتمه یابد کار پسندیدهای است. اما این کلمات به اندازهٔ اهمیت شهادت توحید و اثر تلفظ به آن در خاتمهٔ انسان نمیباشند.
- مجموع الفتاوی شیخ ابو بصیر طرطوسی/ جلد اول- الإیمان بالله (شروط لا اله الا الله)
🌐 https://www.tg-me.com/Sh_Abobasir
شیخنا! اگر مسلمانی قبل از وفاتش کلماتی غیر از کلمهٔ توحید اما کلماتی نیکو مانند "الحمدلله"، "این نصر الهیست"، "ما تسلیم قضای الهی شدیم" یا عباراتی از این قبیل بر زبانش جاری شود؛ آیا این کلمات مانند کلمهٔ توحید نشاندهندهٔ حسن خاتمه هستند یا اهمیت کمتری دارند؟ و بارک الله فیكم.
پاسخ: الحمدلله رب العالمین. الله متعال به برادر عزیزمان ابو المظفر المصری به خاطر کلمات نیکو و دعاهای نیکشان پاداش خیر دهد و برای ایشان همانند آنچه برای برادرشان دعا کردهاند و بیشتر را خواستاریم.
در پاسخ به سوال شما میگویم: اینکه زندگی انسان با کلماتی همچون آنچه در سوال آمده خاتمه یابد کار پسندیدهای است. اما این کلمات به اندازهٔ اهمیت شهادت توحید و اثر تلفظ به آن در خاتمهٔ انسان نمیباشند.
- مجموع الفتاوی شیخ ابو بصیر طرطوسی/ جلد اول- الإیمان بالله (شروط لا اله الا الله)
🌐 https://www.tg-me.com/Sh_Abobasir
Telegram
شیخ ابو بصیر طرطوسی (حفظه الله)
کانال رسمی شیخ عبد المنعم مصطفی حلیمة (حفظه الله) به زبان فارسی
[ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ]؛ على الطَّاعَةِ، وعن المعصيةِ، وعلى البَلاءِ بكلِّ أنواعِه، [ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ ]؛ طلَباً والتماسَاً لمرضَاةِ اللهِ، وما عندَه من الأجرِ والثوابِ .. لَا يَبتغون من صبرهم ظَفْراً بمتَاعٍ، ولا عَرضَاً مِن الدُّنيَا، [ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ ]؛ الصَّلوات الخمس المفروضَةِ؛ أقامُوها في وقتِها، وبالكيفيَّة التي أمرَ اللهُ ورسولُه بها، من غَيرِ تفريطٍ بشيءٍ من واجبَاتِها، وشُروطِها .. وخُصَّت الصَّلاةُ بالذِّكرِ أولاً من مجموع الطَّاعاتِ لأهميتها، وفَضلِها؛ فهي أعظَمُ ركنٍ في الإسلامِ بعد ركنِ التَّوحِيد، والشَّهادَتين، لا يُقبل إسلامُ المرءِ مِن دُونِها، كما في الحديثِ، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" بين الرجل وبين الشركِ والكُفرِ، تركُ الصلاةِ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" ليس بين العبدِ وبين الكفرِ إلَّا تَركُ الصلاة ". وقال صلى الله عليه وسلم:" بين الكفر والإيمان تركُ الصَّلاة ". وقال صلى الله عليه وسلم:" العهدُ الذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركَها فقد كَفَر ". وقال صلى الله عليه وسلم:" بين العبدِ وبين الكُفرِ والإيمانِ الصَّلاة، فإذا تركَها فقَد أشرَك ". وقال صلى الله عليه وسلم:" من تركَ الصَّلاةَ فقد كفَرَ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" لا تَترك الصلاةَ متعمداً، فإنه مَن تركَ الصلاةَ متعمداً فقد برئت مِنه ذمةُ اللهِ ورسُولِه ". ولا تَبرأ الذِّمة مُطلقاً إلا من كافرٍ مُشركٍ. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أوصاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعشرِ كلماتٍ، قال:" لا تُشرك بالله شيئاً وإن قُتِّلت وحُرِّقت، ولا تَعقنَّ والدَيك وإن أمرَاك أن تخرجَ من أهلِك ومَالِك، ولا تتركنَّ صلاةً مكتوبَةً متعمداً، فإن من تركَ صلاةً مكتوبةً متعمداً فقد برئت منه ذمَّةُ الله ". وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسبعِ خِصالٍ، فقال:" لا تُشركوا بالله شيئاً وإن قُطِّعتم أو حُرِّقتم أو صُلِّبتم، ولا تَتركوا الصَّلاةَ متَعمِّدِين، فمن تركَها متعمداً فقد خرجَ مِن الملَّةِ .. ". وقال صلى الله عليه وسلم:" آخَر ما يُفقَد من الدِّينِ الصَّلاةُ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" آخر عُرَى الإسلامِ نَقضاً الصَّلاة ". قال الإمام أحمد:" كل شيء يَذهبُ آخره فقد ذهبَ جميعُه، فإذا ذهَبت صلاةُ المرءِ، ذهبَ دينُه ". [ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ]؛ تَذكيراً بأنَّ المالَ هو مالُ اللهِ، وأن ما ينفقُونه هو ممَّا رزَقهم اللهُ .. وهذا حَافذٌ على الإنفاقِ، والتصدُّقِ، وعدمِ الإمساكِ .. والنفقةُ هنا تشملُ الزَّكاةَ المفروضَة، والصَّدقَةَ النَّافلة؛ وهذه بابُها واسعٌ؛ يسعُ لبذلِ كلِّ معروفٍ، [ سِرّاً ]؛ خِفيةً عن أَعين الناسِ؛ لأنه أدعَى للإخلاصِ، والبُعدِ عن مظنَّةِ الرياءِ، [ وَعَلاَنِيَةً ]؛ لأنَّ من الصَّدقاتِ لا يمكن إخفاؤها؛ فحينئذٍ لا حرجَ من إظهارِها، والتَّعريف بها على قَدْرِ الحاجَةِ .. إذ لا يَنبغي للمرءِ أن يمتنعَ عن الإنفاقِ علانيةً ـ مع وجودِ دواعِيه ـ خَشيةَ الرِّياءِ؛ فحينئذٍ يكونُ امتناعُه عن الإنفاقِ حتى لا يُقال هو من الرِّياء؛ فالفعلُ وتركُ الفِعلِ من أجلِ الناسِ، وحتى يُقال أو لا يُقال؛ كلاهما مِن الرِّياءِ، [ وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ]؛ وهذه خصلةُ الأكابِر التي لا يَقْدِرُ عليها إلا أُولي العزمِ من أهلِ الإيمانِ؛ فلا يُقابلُون السَّيئةَ بسيئةٍ، وإنما يُقابلُون السَّيئةَ بالحسَنَةِ، ويَدفَعُون أذَى الناسِ، وشَرَّهم، بالخيرِ، وبالتي هي أحسَن، معَ قدرتِهم على الانتصَافِ، [ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ]الرعد:22. هؤلاء الذين تَقدَّمت صِفاتُهم، الذين تجتمعُ فيهم الصفاتُ الآنفةُ الذِّكرِ في الآيةِ الكريمةِ، مآلهُم، والعَاقبةُ التي يَنقلبُون ويَنتهون إليها مِن الدُّنيَا إلى الآخِرَةِ، هي الجنَّة.
((أمور تزيد المحبة بين المسلمين وتقويها)) هناك أمور تزيد المحبةبين المسلمين وتقويها؛أذكر منها: ١- إفشاء السلام: عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-[ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا،ولا تؤمنوا حتى تحابوا،ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم] مسلم ٢- المصافحة: عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-[ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا] صحيح سنن أبي داود: ٤٣٤٣ ٣- الإهداء والتهادي: عن أبي هريرة،عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:[تهادوا تحابوا] صحيح الأدب المفرد: ٤٦٢ ٤- التبسم في وجه أخيك المسلم،وأن تلقاه ووجهك منبسط منطلق: عن أبي ذر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:[ تبسمك في وجه أخيك صدقة،..] رواه الترمذي وغيره،صحيح الترغيب والترهيب: ٢٦٨٥ ٥- الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب: عن أم الدرداء،قالت: فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يقول:[ دعوة المرء المسلم لأخيه- بظهر الغيب- مستجابة عند رأسه ملك؛ كلما دعا لأخيه بخير،قال الملك الموكل به: آمين،ولك بمثل] مسلم فاعلم ذلك-أخي المسلم-وتخلق به تفز بسعادة الدنيا والآخرة (من كتاب" حقوق وواجبات شرعها الله للعباد" للشيخ الفاضل عبد المنعم مصطفى حليمة- أبي بصير-" حفظه الله تعالى")
تسليم سلاح المقاومة في غزة؛ يعني قتل وأسر من تبقى بطريقة مذلة، ومن دون مقاومة، وأن يكون الألم من طرف واحد؛ وهو الطرف الفلسطيني …!!
إسرائيل لم تحترم عهودها مع الفلسطينيين وأسلحتهم بأيديهم، فكيف إن تركوا السلاح، وتخلوا عنه ...؟!
[ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ]النساء:102. لَا يحتَاجُون أن يميلُوا عليكم أكثرَ مِن ميلَةٍ واحِدةٍ؛ لأنَّكم بِلَا قُوَّة، ولَا سِلاحٍ .. فميلةٌ واحِدةٌ تَكفي العَدُوَّ لاستئصَالِكم، وأسْرِكُم، وإذلالِكم، واغتنامِ أرضِكم وأمتعتِكم .. هذا يحصلُ لو ابتعدَ المؤمنُون ـ في ساحةِ المعركةِ ـ عن أسلحتِهم وقتَ صلاتِهم فقط .. فكيفَ بهم لو ابتَعدُوا عنه كُلياً، وسَهوا عنه .. فكيفَ بهم لو أسْلَمُوا سِلاحَهم بإرادَتِهم لعدوِّهم .. كيفَ ستَكُونُ النَّتيجَةُ .. وكيفَ ستَكُون دَرجَةُ الاستئصَالِ، والإذلَالِ للمؤمنِين .. لَا شكَّ أنَّها ستكُون أضعَافاً مُضَاعَفة عمَّا لو كان السلاحُ لا يزالُ بأيدِيهم .. وحينئذٍ سيَألَمُون مِن دُون أن يُؤلِمُوا عَدوَّهم، ويَكونُ الألَمُ مِن حظِّ طَرفٍ واحِدٍ فقَط .. فالحقُّ الذي لا تحميه القُوَّةُ، الكلُّ يتَسَوَّر محرابَه، ويتجرَّأ عليه .. ويتحوَّل إلى متسوِّلٍ ذَليلٍ يَستجدِي الحقُوقَ على عتبَاتِ الأُمَم، والظَّالمِين!!
الأسَدُ بأنيَابِهِ ومخَالِبِه، فإذَا نُزِعَت مِنه، تجَرَّأت عليه جميعُ الحيَوانَات!