Telegram Web Link
[ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ]النساء:76. هما فَريقَان لَا ثَالِثَ لهمَا: فَريقٌ مُعتَدٍ؛ يُقاتِلُ للسَّطوِ على الحقُوقِ، والحُرُمَات، وبَسْطِ الظُّلمِ، والفَسَادِ، والرُّعبِ في الأرْضِ، وهو الفَريقُ الذي يَقَاتِل في سَبيلِ الطَّاغُوتِ .. وفَريقٌ يُقَاتِلُ في سَبيلِ اللهِ لدَفْعِ عُدوَانِ، وظُلمِ، وفَسَادِ الفَريقِ الذي يُقاتِلُ في سَبيلِ الطَّاغُوتِ .. ومَا دَامَ الفريقُ الأوَّلُ الذي يُقاتِلُ في سبيلِ الطَّاغُوت موجُوداً، فإنَّ الفريقَ الآخَر والمقَابِل لا بُدَّ له مِن وجُود.
((من الآثار القبيحة للمعاصي)) من الآثار القبيحة للمعاصي أنها تقصر العمر وتمحق بركته ولابد،فإن البر كما يزيد في العمر، فالفجور يقصر العمر.
وقد اختلف الناس في هذا الموضع على أقوال. الأول: نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه.وهذا حق،وهو بعض تأثير المعاصي. الثاني: بل تنقصه حقيقة،كما تنقص الرزق،فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده،وللبركة في العمر أسباب تكثره وتزيده. الثالث: تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب.ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي،كما قال تعالى:[أموات غير أحياء] النحل: ٢١ فالحياة في الحقيقة حياة القلب،وعمر الإنسان مدة حياته فليس عمره إلا أوقات حياته بالله،فتلك ساعات عمره،فالبر والتقوى والطاعة تزيده في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره،ولا عمر له سواها.
وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول:[ ياليتني قدمت لحياتي] الفجر: ٢٤
[ وَإِذَا غَشِيَهُم ]؛ عَلَاهم، وغَطَّاهم، وهم في البَحرِ، [ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ ]؛ كالجبَالِ، يَعلُو بعضُها بَعضاً، ويَلطمُ بَعضُها بعضاً؛ كلُّ موجَةٍ لارتفَاعِها لها ظِلٌّ خاصٌّ بِها، تَنفَردُ به عن بقيَّةِ الأمواجِ، فتَعلُوهم الأمواجُ، ويَعلُوهم سوادُ الظُّلَلِ المتَتاليَةِ، والمتَتَابعةِ تتَابُعَ الأمواجِ .. حتى إذا استيقَنُوا الموتَ، والهلاكَ، وبلغَت قلُوبُهم الحنَاجِرَ .. هنالك [ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ]؛ نَسُوا آلهتهم، وأصنَامَهم، التي كانُوا يَعبدُونها مِن دونِ اللهِ، وكانُوا يتوجَّهُون إليها بالدُّعاءِ وهم في الرَّخاءِ؛ ليقِينهم الباطِني في قرارةِ أنفُسِهم، أن لا أحَد ينفَعُهم، وقادرٌ على أن ينفَعَهم في الشَّدائدِ، وفي مثلِ هذا الموقِف العَصِيب الذي هم فيه، سوى الله .. فيتوجَّهُون إلى اللهِ وحدَه بالدُّعاءِ، ويُخلصُون في الطاعةِ، والإنابَةِ، والدُّعاءِ، ويتعَاهَدُون إن نجَّاهم اللهُ من هذا الكَربِ الشَّديدِ ليكونُن من المؤمنِين المخلصِين الشَّاكِرين، [ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ ] اللهُ من هذا الكَربِ الشَّدِيد، [ إِلَى الْبَرِّ ]؛ إلى حيثُ السَّلامَةِ، والأمانِ، والإطمئنانِ، وذَهابِ الخوف .. نَسوا ما كانَ مِنهم، ونَكثُوا عهدَهم معَ اللهِ، وعادُوا إلى سِيرتِهم الأُولى، [ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ]؛ متوسِّطٌ في الاجتهادِ، والقولِ والعَمَل؛ فيمَا قد عاهدَ اللهَ عليه، فلم يَقُم بواجبِ الشُّكرِ، وبما قد عاهدَ الله عليه حقَّ القِيَام، وهؤلاء قِلَّة .. والأكثريَّةُ يَنقضُون العهدَ، ومَا قَد عاهدُوا اللهَ عليه، ويَعُودُون من جديدٍ إلى الشِّركِ، والكُفرِ، وعبادَةِ الأصنامِ والطَّواغِيت، وإلى النسيَانِ، كأنَّهم لم يمرُّوا بشدَّةٍ مِن قَبل، ولم يتضرَّعُوا إلى اللهِ أن يرفعَ عنهم هذه الشدَّةِ، كما قال تعالى:[ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ]العنكبوت:65. [ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا ]؛ يُنكرها، ويَكفرُ بها بعد أن رَآها بعينَيه، وعايَشَها بنفْسِه، [ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ ]؛ غَدَّارٍ، شَديد الغَدرِ؛ لَا وفَاءَ له فِيما يُعاهدُ عليه؛ فالذي يَغدرُ بعهدِه معَ اللهِ، يغدرُ بعهدِه مع الناسِ، [ كَفُورٍ ]لقمان:32. كثيرُ الجحُود والنُّكرانِ، للآياتِ، وللنِّعَمِ التي يتفضَّل اللهُ بها عليه.
قَدَرُ العَرَب أن يُرتَهنَ عِزُّهم بالإسلام، فإذا ما طلَبوا العِزَّة بغيرِ الإسلام، أذلَّهم اللهُ، وتفرَّقت كلمَتُهم.
سؤال ۳۶: بارک الله فیكم شیخنا وزاد فی عمركم وحفظکم ورعاکم وثبتکم وأحسن خاتمتنا وخاتمتکم وأبقاکم شوکة فی حلوق الخوارج والمرجئة على حد سواء.

شیخنا! اگر مسلمانی قبل از وفاتش کلماتی غیر از کلمهٔ توحید اما کلماتی نیکو مانند "الحمدلله"، "این نصر الهی‌ست"، "ما تسلیم قضای الهی شدیم" یا عباراتی از این قبیل بر زبانش جاری شود؛ آیا این کلمات مانند کلمهٔ توحید نشان‌دهندهٔ حسن خاتمه هستند یا اهمیت کمتری دارند؟ و بارک الله فیكم.

پاسخ: الحمدلله رب العالمین. الله متعال به برادر عزیزمان ابو المظفر المصری به خاطر کلمات نیکو و دعاهای نیکشان پاداش خیر دهد و برای ایشان همانند آنچه برای برادرشان دعا کرده‌اند و بیشتر را خواستاریم.

در پاسخ به سوال شما می‌گویم: اینکه زندگی انسان با کلماتی همچون آنچه در سوال آمده خاتمه یابد کار پسندیده‌ای است. اما این کلمات به اندازهٔ اهمیت شهادت توحید و اثر تلفظ به آن در خاتمهٔ انسان نمی‌باشند.

- مجموع الفتاوی شیخ ابو بصیر طرطوسی/ جلد اول- الإیمان بالله (شروط لا اله الا الله)

🌐 https://www.tg-me.com/Sh_Abobasir
[ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ]؛ على الطَّاعَةِ، وعن المعصيةِ، وعلى البَلاءِ بكلِّ أنواعِه، [ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ ]؛ طلَباً والتماسَاً لمرضَاةِ اللهِ، وما عندَه من الأجرِ والثوابِ .. لَا يَبتغون من صبرهم ظَفْراً بمتَاعٍ، ولا عَرضَاً مِن الدُّنيَا، [ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ ]؛ الصَّلوات الخمس المفروضَةِ؛ أقامُوها في وقتِها، وبالكيفيَّة التي أمرَ اللهُ ورسولُه بها، من غَيرِ تفريطٍ بشيءٍ من واجبَاتِها، وشُروطِها .. وخُصَّت الصَّلاةُ بالذِّكرِ أولاً من مجموع الطَّاعاتِ لأهميتها، وفَضلِها؛ فهي أعظَمُ ركنٍ في الإسلامِ بعد ركنِ التَّوحِيد، والشَّهادَتين، لا يُقبل إسلامُ المرءِ مِن دُونِها، كما في الحديثِ، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" بين الرجل وبين الشركِ والكُفرِ، تركُ الصلاةِ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" ليس بين العبدِ وبين الكفرِ إلَّا تَركُ الصلاة ". وقال صلى الله عليه وسلم:" بين الكفر والإيمان تركُ الصَّلاة ". وقال صلى الله عليه وسلم:" العهدُ الذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركَها فقد كَفَر ". وقال صلى الله عليه وسلم:" بين العبدِ وبين الكُفرِ والإيمانِ الصَّلاة، فإذا تركَها فقَد أشرَك ". وقال صلى الله عليه وسلم:" من تركَ الصَّلاةَ فقد كفَرَ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" لا تَترك الصلاةَ متعمداً، فإنه مَن تركَ الصلاةَ متعمداً فقد برئت مِنه ذمةُ اللهِ ورسُولِه ". ولا تَبرأ الذِّمة مُطلقاً إلا من كافرٍ مُشركٍ. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أوصاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعشرِ كلماتٍ، قال:" لا تُشرك بالله شيئاً وإن قُتِّلت وحُرِّقت، ولا تَعقنَّ والدَيك وإن أمرَاك أن تخرجَ من أهلِك ومَالِك، ولا تتركنَّ صلاةً مكتوبَةً متعمداً، فإن من تركَ صلاةً مكتوبةً متعمداً فقد برئت منه ذمَّةُ الله ". وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسبعِ خِصالٍ، فقال:" لا تُشركوا بالله شيئاً وإن قُطِّعتم أو حُرِّقتم أو صُلِّبتم، ولا تَتركوا الصَّلاةَ متَعمِّدِين، فمن تركَها متعمداً فقد خرجَ مِن الملَّةِ .. ". وقال صلى الله عليه وسلم:" آخَر ما يُفقَد من الدِّينِ الصَّلاةُ ". وقال صلى الله عليه وسلم:" آخر عُرَى الإسلامِ نَقضاً الصَّلاة ". قال الإمام أحمد:" كل شيء يَذهبُ آخره فقد ذهبَ جميعُه، فإذا ذهَبت صلاةُ المرءِ، ذهبَ دينُه ". [ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ]؛ تَذكيراً بأنَّ المالَ هو مالُ اللهِ، وأن ما ينفقُونه هو ممَّا رزَقهم اللهُ .. وهذا حَافذٌ على الإنفاقِ، والتصدُّقِ، وعدمِ الإمساكِ .. والنفقةُ هنا تشملُ الزَّكاةَ المفروضَة، والصَّدقَةَ النَّافلة؛ وهذه بابُها واسعٌ؛ يسعُ لبذلِ كلِّ معروفٍ، [ سِرّاً ]؛ خِفيةً عن أَعين الناسِ؛ لأنه أدعَى للإخلاصِ، والبُعدِ عن مظنَّةِ الرياءِ، [ وَعَلاَنِيَةً ]؛ لأنَّ من الصَّدقاتِ لا يمكن إخفاؤها؛ فحينئذٍ لا حرجَ من إظهارِها، والتَّعريف بها على قَدْرِ الحاجَةِ .. إذ لا يَنبغي للمرءِ أن يمتنعَ عن الإنفاقِ علانيةً ـ مع وجودِ دواعِيه ـ خَشيةَ الرِّياءِ؛ فحينئذٍ يكونُ امتناعُه عن الإنفاقِ حتى لا يُقال هو من الرِّياء؛ فالفعلُ وتركُ الفِعلِ من أجلِ الناسِ، وحتى يُقال أو لا يُقال؛ كلاهما مِن الرِّياءِ، [ وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ]؛ وهذه خصلةُ الأكابِر التي لا يَقْدِرُ عليها إلا أُولي العزمِ من أهلِ الإيمانِ؛ فلا يُقابلُون السَّيئةَ بسيئةٍ، وإنما يُقابلُون السَّيئةَ بالحسَنَةِ، ويَدفَعُون أذَى الناسِ، وشَرَّهم، بالخيرِ، وبالتي هي أحسَن، معَ قدرتِهم على الانتصَافِ، [ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ]الرعد:22. هؤلاء الذين تَقدَّمت صِفاتُهم، الذين تجتمعُ فيهم الصفاتُ الآنفةُ الذِّكرِ في الآيةِ الكريمةِ، مآلهُم، والعَاقبةُ التي يَنقلبُون ويَنتهون إليها مِن الدُّنيَا إلى الآخِرَةِ، هي الجنَّة.
((أمور تزيد المحبة بين المسلمين وتقويها)) هناك أمور تزيد المحبةبين المسلمين وتقويها؛أذكر منها: ١- إفشاء السلام: عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-[ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا،ولا تؤمنوا حتى تحابوا،ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم] مسلم ٢- المصافحة: عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-[ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا] صحيح سنن أبي داود: ٤٣٤٣ ٣- الإهداء والتهادي: عن أبي هريرة،عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:[تهادوا تحابوا] صحيح الأدب المفرد: ٤٦٢ ٤- التبسم في وجه أخيك المسلم،وأن تلقاه ووجهك منبسط منطلق: عن أبي ذر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:[ تبسمك في وجه أخيك صدقة،..] رواه الترمذي وغيره،صحيح الترغيب والترهيب: ٢٦٨٥ ٥- الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب: عن أم الدرداء،قالت: فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يقول:[ دعوة المرء المسلم لأخيه- بظهر الغيب- مستجابة عند رأسه ملك؛ كلما دعا لأخيه بخير،قال الملك الموكل به: آمين،ولك بمثل] مسلم فاعلم ذلك-أخي المسلم-وتخلق به تفز بسعادة الدنيا والآخرة (من كتاب" حقوق وواجبات شرعها الله للعباد" للشيخ الفاضل عبد المنعم مصطفى حليمة- أبي بصير-" حفظه الله تعالى")
تسليم سلاح المقاومة في غزة؛ يعني قتل وأسر من تبقى بطريقة مذلة، ومن دون مقاومة، وأن يكون الألم من طرف واحد؛ وهو الطرف الفلسطيني …!!
إسرائيل لم تحترم عهودها مع الفلسطينيين وأسلحتهم بأيديهم، فكيف إن تركوا السلاح، وتخلوا عنه ...؟!
[ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ]النساء:102. لَا يحتَاجُون أن يميلُوا عليكم أكثرَ مِن ميلَةٍ واحِدةٍ؛ لأنَّكم بِلَا قُوَّة، ولَا سِلاحٍ .. فميلةٌ واحِدةٌ تَكفي العَدُوَّ لاستئصَالِكم، وأسْرِكُم، وإذلالِكم، واغتنامِ أرضِكم وأمتعتِكم .. هذا يحصلُ لو ابتعدَ المؤمنُون ـ في ساحةِ المعركةِ ـ عن أسلحتِهم وقتَ صلاتِهم فقط .. فكيفَ بهم لو ابتَعدُوا عنه كُلياً، وسَهوا عنه .. فكيفَ بهم لو أسْلَمُوا سِلاحَهم بإرادَتِهم لعدوِّهم .. كيفَ ستَكُونُ النَّتيجَةُ .. وكيفَ ستَكُون دَرجَةُ الاستئصَالِ، والإذلَالِ للمؤمنِين .. لَا شكَّ أنَّها ستكُون أضعَافاً مُضَاعَفة عمَّا لو كان السلاحُ لا يزالُ بأيدِيهم .. وحينئذٍ سيَألَمُون مِن دُون أن يُؤلِمُوا عَدوَّهم، ويَكونُ الألَمُ مِن حظِّ طَرفٍ واحِدٍ فقَط .. فالحقُّ الذي لا تحميه القُوَّةُ، الكلُّ يتَسَوَّر محرابَه، ويتجرَّأ عليه .. ويتحوَّل إلى متسوِّلٍ ذَليلٍ يَستجدِي الحقُوقَ على عتبَاتِ الأُمَم، والظَّالمِين!!
الأسَدُ بأنيَابِهِ ومخَالِبِه، فإذَا نُزِعَت مِنه، تجَرَّأت عليه جميعُ الحيَوانَات!
[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ]الحجر:9. يُحارِبُون الإسْلامَ، ولَا يَعرِفُون أن الإسْلامَ لا يُحَارَب، وأنَّهم كلَّما حارَبُوه، وحَاصَرُوه، ازدَادَ انتِشَاراً .. والسَّبَبُ في ذلك أنَّه دِينُ الله، واللهُ تَعالى قَد تَكَفَّل بحِفظِهِ، ومَن تَكَفَّل اللهُ بحفظِه فلَا ضَيْعَةَ عليه!
((الله-جل وعلا- لا يفعل فعلا إلا بعلم،ولحكمة)) كل ما سوى الله- جل وعلا- مخلوق،محدث،مسبوق بالعدم،خلقه الله بقدرته،ومشيئته،وأنه ما شاء كان،وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى:[الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش] السجدة: الآية ٤ وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:[ إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ]،أي: مقادير الخلائق التي خلقها في ستة أيام إلى أن يدخل أهل الجنة منازلهم،وأهل النار منازلهم
والله- جل وعلا- يخلق ما شاء أن يخلقه من سائر مخلوقاته باختيار منه من غير حاجة باعثة له على خلقه،ولا مكره له عليه،بل خلق المخلوقات،وأمر بالمأمورات لمحض المشيئة،وصرف الإرادة.
ولكنه- جل وعلا- لم يخلق الخلق هملا بلا أمر،ولا نهي،ولا علة،ولا حكمة،كما هو واضح في القرآن الكريم،والسنة النبوية الشريفة،والآثار السلفية مما هو كثير جدا،أن الله- جل وعلا - لا يفعل فعلا إلا بعلم ولحكمة،وهو العليم الحكيم،فما خلق شيئا،ولا قضاه،ولا شرعه،إلا لحكمة بالغة،وإن تقاصرت عنها عقول البشر..فاعلم ذلك- أخي المسلم- واتبع الهدى،باقتفاء المأثور،ولا تجحد حكمته وعلمه- جل وعلا- كما لا تجحد قدرته-سبحانه- فهو القدير
[ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ]؛ نعيشُ زماناً قد تراكمَت فيه على الناسِ الهمُومُ .. وامتلَأت عليهم نفوسُهم بالقَلَقِ، والأرَقِ، والكَآبَةِ .. ولهؤلاءِ أقُول: اصطلِحُوا معَ القُرآنِ الكريم .. أَقبِلُوا عليه تِلاوةً، وتَدَبُّراً، ودِراسَةً، وعمَلاً .. ففيهِ شِفَاءٌ لما يَعتَلي الصُّدُورَ مِن الهمِّ، والقَلَقِ، والكآبَةِ، وغيرِها من الأمراضِ النَّفسيَّةِ .. وقَولُه:[ لِّلْمُؤْمِنِينَ ]؛ حَصْراً؛ لأن المؤمنين أقبَلُوا على تناولِ الدَّواءِ بانتظامٍ، من غيرِ انقطاعٍ، وهُم بهِ مؤمنِين، ومُوقِنِين، [ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ]الإسراء:82. لأنَّهم قابَلُوا القُرآنَ الكَريم، بالجحودِ، والإنكارِ، والإعراضِ، وهؤلاء لَا يَزيدُهم القُرآنُ الكريم إلا خسَاراً؛ كالمريضِ كلمَا قُدِّمَ له الدَّواءُ دَفَعَه ورَدَّه، وأعرَضَ عنه؛ فيزدَاد بذلك مَرضَاً وسُوءاً!
[ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ]العنكبوت:51. يُطالِبُون بالبرَاهِين، والمعْجِزَات الدَّالَّةِ على أنَّ اللهَ حَقٌّ، وأنَّ محمداً رسُولُ اللهِ .. ألَا يَكفِيهم أنَّ اللهَ تَعالى أنزَلَ القُرآنَ الكريم؛ المعْجِزة الدَّائمَة؛ الذي فيه الآياتُ والبَراهِينُ البَاهِرَات والواضِحَات الدَّالَّةِ على أنَّ اللهَ تعالى حَقٌّ، وأنَّه تَعالى هو المعبُودُ بحقٍّ، لَا إله إلَا هو .. وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عَبدُ اللهِ ورسُولُه .. أَيُريدُون مُعجزةً أكبَر، وأوضَح، وألزَمَ في الحجَّةِ مِن القُرآنِ الكَرِيم ...؟!!
[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ]محمد:24. يُطَالِبُون بالأَدِلَّةِ والبَرَاهين الدَّالَّةِ على أنَّ اللهَ تعالى هو الحقُّ، وأنَّه تعالى هو المعبُود بحقٍّ؛ لا إله إلَّا هو .. والأَدِلَّةُ، والبرَاهينُ مَاثِلةٌ بينَ أيدِيهم، وأمَامَ أَعيُنِهم .. أفَلا يُقبلُون على القُرآنِ الكَريمِ؛ يَنظرُون فِيه بعقُولِهم، يتَدَبَّرون آيَاته، فيَصِلُهم الجوابُ عمَّا يَسألُون عنه، ويُريدُونه، بأقرَبِ، وأقصَرِ طَريقٍ .. أم على عقُولِهم الأقْفَال ـ أقفَالٌ، وليسَ قَفْلاً واحِداً؛ قَفْلُ الجهْلِ، وقَفْلُ الحقْدِ والكراهيَّةِ، وقفلُ الكِبْرِ، وقَفْلُ الإعْرَاضِ ـ التي تُحِيل بينَهم وبينَ فَهمِ القُرآنِ الكَريم؟!
[ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ]ص:1. صَاحِب الشَّرَفِ العَظِيم، والمكَانَةِ الرَّفِيعَةِ، لَا تَصِلُه نَقِيصَةُ النَّاقِصِين، ذِكْرهُ ـ في السَّماءِ وفي الأرضِ ـ دَائمٌ لا يَنقَطِعُ، ما دَامَت السَّماوات والأرض .. محفُوظٌ في الصِّدُورِ، قَبلَ أن يُحفَظَ في السُّطُورِ .. خيرُه مَنشُورٌ، ومَبْسُوط للعَالَمين، غَير محجُوب .. فيه ذِكْرُ مَن قَبلنا، وذِكْرُ حَاضِرنا، ومُستَقبَلنا .. وذِكْرُ مَا يَنفعُنا، ومَا يَضرُّنا .. وهو حَبلُ اللهِ الممْدُودِ مِن السَّماءِ إلى الأرضِ، مَن استمسَكَ به نجَا، ومَن ترَكَه، وهجَرَهُ، وأعرَضَ عنه، هَلَك.
سؤال: هل الاختلاط بين الجنسين جائز، وما هو المباح منه، وما هو غير المباح ...؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الاختلاط ـ وبخاصَّة الاختلاط غير المنضبط ـ يترتب عليه مضار ومفاسد عديدة، لا تخفى على المراقب المنصف .. والفساد الحاصل في أوربا وغيرها من المجتمعات، سببه الأكبر الاختلاط المتفلت غير المنضبط؛ لذا الأصل اجتنابه، وعدم جوازه، إلا ما دعت له الضرورة، والحاجة، كطلب العلم؛ التعلم والتعليم .. وشهود الجمعة، والجماعات .. والتسَوق لمن لا بدَّ لها من ذلك .. والقيام بواجبات الضيافةِ، إن تعسر من يقوم بواجب الإضافة .. والحَد الذي يقتضيه التعامل مع الأرحام، ووصلهم بلباقة وأدب من غير توسع، ولا مصافحة، ولا خَلْوةٍ .. والعمل أحياناً ـ في مجالات محددة ـ لمن تضطرها ظروفها على العمل .. فجميع هذه الصور مباحة، ولا بد لها من نوع اختلاطٍ .. وفي كثير من المواطن التي قد يكون الأصل فيها الإباحة، وبحسب ما يتراءى للمفتي، ينبغي على المرأة المؤمنة العاقلة أن تستفتي نفسها، ولو أفتاها المفتون؛ فتجتنب المجالس والمواطن التي لا تستريح لها، وتجد فيها نوع فتنة لها، ولغيرها .. والله تعالى أعلم.
ما يُفرح أهلَ غزَّة يُفرحني، وما يُسيئهم، ويُحزنهم، يُسيئني ويُحزنني .. اللهم احفظ غزة، وأهلها .. واستبدل أحزانهم وآلامهم، وعسرهم، مسرات، وخير، وبركة.
2025/10/31 10:34:42
Back to Top
HTML Embed Code: