اخر ساعه من يوم الجمعه وايام مباركه لا تنسونا من صالح دعواتكم ولاخواننا المستضعفين

ادعُولي دَعوة مِنْ قَلبكُم ، لعلّ أحدكم أقربُ مِني إلى الله
فَ "تُستجاب" ولكم بالمثل

جبر الله خاطركم وقرَ الله عيني وأعينكم بما تحبون ...

‏”نُعوذ بك يا الله
مِن عين حاقد
ومن خُبث حاسد
ومن نفسٍ ضحكت لنا وفي باطنها
أذى وغلّ لا ينقضي.”

إنَّا للَّه!
هذا هو المعنىٰ الأهم الذي يجب أن يُرسَّخ في العَقل والقَلب والوجدان!
أنَّنا ملك للَّه يفعل بنا ما شاء بحكمته وعَدله ولُطفه الخَفي وجَميل تَدبيره الذي يدُق عن فهم الذكي ولا يفهمه إلَّا صاحب البَصائر الحيَّة!
نَحن عباد، لا نَملك من أمر أنفسنا شيئاً، والأمر كله للَّه!

قل إنَّ الأمر كله للَّه، قل إنَّ الأمر كله للَّه، قل إنَّ الأمر كله للَّه، إنَّا إلىٰ اللَّه راجعون، إنَّا إلىٰ اللَّه راغبون.

بدايات الأشهر بتكون فرصة جميلة للاستدراك، ومحاسبة النفس والبدء في الختمة الجديدة، أو المشاريع الجديدة

فرصة شهر من الأشهر الحُرم يعظُم فيها ثواب العمل الصالح!

فرصة لنلملم شعث أنفسنا
-البدء في ختمة جديدة
-ترك الذنوب ابتغاء رضوان الله
-صيام الخميس بأجر مضاعف إن شاء الله
-تدارك الأوارد المنسية
-العودة لقيام الليل
-تعويد وتطويع اللسان على ذكر الله الدائم في كل وقت وحين .

يكفيك الأجر على النية، والأجر المضاعف عند العزم على تطبيقها

والله كريم واسع يضاعف لمن يشاء.

وعندي أنَّ مَن يخطئ في تقدير قيمته مستعلياً خيرٌ مِمَّن يخطئ في تقديرها متدلياً، فإنَّ الرجل إذا صَغُرَتْ نفسُه في عين نفسه يأبى لها مِنْ أحواله وأطواره إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيراً في علمه، صغيراً في أدبه، صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله وأهوائه، صغيراً في جميع شؤونه وأعماله، فإن عَظُمَتْ نفسه عظم في جانبها كلُّ ما كان صغيراً في جانب النفس الصغيرة.

-

"سَيبعدُ اللّٰهُ همًّا كَان يُشقينا
ويملأُ القَلب أفراحًا ويُرضِينا".

صورة

- لو أن القمر يشبهكِ ما طلبتُ منكِ صورةً!
- يشبهني فقط إذا أكتمل، فتحرَّ أنصاف الشّهور القمريّة!
- من الظّلم أن أنتظر أيامًا لأمر بإمكانك أن تنجزيه بثانية، ثمّ أنّي كإبراهيم «لا أحبُّ الآفلين».
- لقد أحببتني ولم ترَني، لأن الحبّ أعمى، فما لك وللصّور؟
- تقولين الحبّ أعمى، والقلبُ في عينيكِ يتلو «ألم نجعله عينين»!
- إذن، سيراني حين أنظر في المرآة!
- هو كذلك، ولأنًه يحدّثني عن جمالكِ، تشتاق عيني إلى رؤياكِ، والعين كالقلب تحزن وتفتقد، يقول تعالى «وابيضّت عيناه من الحزن»!
- قد رأيتني بقلبك، وهذا إبصار، والبصر أبعد من النّظر!
- ولكن لعين الحبيب لهفة النّظر، فالله يقول «تسرّ الناظرين»!
- لن أسرّك، فلا أنا صفراء ولا بقرة!
- المرء يسرّ إذا نظر إلى من يحبّ!
-  الحبّ يعفي صاحبه حتّى من النّظرة الشّرعيّة، وأنت تطلب باسمه نظرة محرّمة!
- لا يطعن في الحبّ طلب النّظر إلى الحبيب، فموسى عليه السّلام قال « ربّ ارني أنظر إليك»!
- أعجب أنّك تحفظ هذه الآية العظيمة، وتلحّ على فتاة أن تبعث لك صورة، بدل أن تكون مثل موسى!
-  يعني أكون مثله نبيًا وأطلب من الله أن يتجلّى لي؟
- بل مثله رجلًا، لتعلم أن طموحات الرّجال أبعد من أن تخطر على بال امرأة!
- أنا مثله يا سيدتي، يكفيني من التّشابه، أن كلانا طلب النّظر، فخرّ صعقا!

بنفسي أقرأ حوارًا كهذا، لكن لا ألقى إلا ما يخرم المروءة، ما يجعل الكريم يهمّ- لكي يدرأ الشبهة- أن يصعد منبرًا ويعلن للملإ أنّه لا يحب أنثى غير أمّه!

أما الشيء الذي يستحق الذكر قبل النوم وبعد الإستيقاظ، وقبل الشروق وعند الغروب، وأيام المحن والشدائد الثقال، وعند السعادة والفرح، وفي الإقامة وأثناء الأسفار؛ أنّ فضل الله كان علينا عظيماً، وأنّ نِعَم الله لم تنقطع عنّا، وأنّ ستر الله لم يكشف عن عيوبنا، وأنّ الله قد أمهلنا لنعود.

فيا ملجأ المضطرِّ عند دعائهِ
أغِثني فقد سدّت عليَّ مذاهبي
رجاؤُك رأس المال عندي وربحهُ
وزُهدي في المخلوقِ أزكى مكاسبي
ويا محسناً في ما مضى أنتَ قادرٌ
على اللطف بي في حالتي والعواقب

إليك مدَدت الكف في كل شدّةٍ
ومنك وجدتُ اللطف في كل نائب
فحقق رجائي فيك يا رب واكفِني
شماتَ عدوٍّ أو إساءة صاحبِ
فكم كربةٍ نحيتني من غمارِها
وكانَت شجىً بين الحشا والتَرائبِ

البلاءات يَمُرّ فيها كلّ أحَد، لكنّها لا يخرج منها سليم القلب إلّا صاحب القلب! مَن لا ينسى الآخرة، ذاكَ الّذي لا تُعطّله الأحزان عن العمل، ولا توقفه الفكرة عن غرس البذرة، ولا يعجز لمجرّد محاولةٍ فاشلة، ولا يجلس على حافّة الطّريق لأنّ هناك مَن يشغَل الطّريق!

مهم أن تنتبه لأفكارك، لما تُدمن التّفكير فيه، أن تنظر لعبادتك، مدخلاتك، صُحبتك، سكّان قلبك، وتُعيد برمجة ما ترنو إليه، لست وحدك المُصاب، ولست وحدك صاحب الألم! واجعَل من جرحك المحتوم أجراً غير معلوم، احتَرِم فيكَ ضَعفاً، واجتَهِد عليك ضِعفاً، واعمَل كأنّ العمل أنفاسك، استَعِن تُعان، ومَن اختار الطّريق؛ دَفَع الثَّمَن.

-

قالَ العلَّامة ابن عُثيمِين رَحِمهُ الله:

تَحقيق التَّوحيد؛ هو تعلُّق القَلب بالله تعالَى، خَوفًا وطمعًا، وَتخصيص العِبادة له وَحده.

"مَنْ ظنَّ أنَّ الدُّعاء لا أثرَ له فقد أساء الظنَّ بالله؛ وإنَّما تتأخَّر الإجابة حتَّى تتهذَّب النَّفس، ويلينُ القَلب، وتعتاد العَين إسبال الدَّمعة بين يدي الله؛ فيَصير المفزعُ للدُّعاء قبل كلِّ شيء، ويكُون التَّعلُّق بالله أقوى من كلِّ أحد"