بحبك لم أزل أعلو وأرقى
وأنبض في سماك هوىً وعشقا . .

شوارع من بكاءٍ تشتهيني
وذاكرة تزيد الجرح عمقا

وكم مرَّ بي سائلٌ مُشفِقًا
فأهمس أني على ما يُرام
فقلبُ الغريبِ أتى سائلًا
وقلبُك مَرَّ مرورَ الكرام

وأصمتُ حِينَ تُؤلمُنِي جِرَاحِي
وأقسَى مِنْ أنِينِ الجُرْحِ صمْتُ!

أضرِمي النّيـرانَ في قلبي
لـن يُلاقي مِنْكِ حَـرْقَا
لا أبـالي يا فـــتاتــي
ولِـدَ الــحــبُّ , ليـبـقى
فـدَعِيـني في هَــواكِ
أرْتضي ما كُنْتُ ألقى
ليتَـكِ تــدريـنَ أنِّـي
أتيت حاملاً حبي
وكذا أهْـواكِ ..حَـقَّا......!

يا عينُ أظهرتِ شيئًا من محبتهم
‏لكن أعظمها ما كنتِ تُخفينا

‏سلوهمُ كيف أودعنا القلوب لهم
‏حبًا وكيف أقاموا في مآقينا

‏قد كنت أحسب قلبَيْنا لألفتنا
‏تلاقيا قبل عامٍ من تلاقينا

‏أتذكرين قُبيل الفجر مجلسنا
‏كأنّما النّجم عقدٌ بين أيدينا

‏نبوح لليل عن أسرارِ قصتنا
‏بتنا نُسليه والذكرى تسلينا

مروا على القلب نقشا من مودتهم
كأنهم نزلوا فيه وما انتقلوا

تبقي خطاهم على أرواحنا أثرا
بذكر ذكراهمُ الأرواح تشتغل

اليَوم عِيد فَهل فِي العيدْ ألقَاك
يا مُنية القَلب إنَّ العيد لُقياك

لِيَهنك عيدٌ أنت فيه سرورُه
ويغشاك من ثوب النعيم جديدُ

عساك بخير كلَّ عام ومِنَّةٍ
وفضلٍ على مَرِّ الدهور يزيدُ

يَمرُّ بنا العيدان في العام مرةً
وكلُّ زمانٍ لي بِقُربك عيدُ

تَحَمَّل عَظيمَ الذَنبِ مِمَّن تَحِبُّهُ
وَإِن كُنتَ مَظلوماً فَقُل أَنا ظالِمُ

فَإِنَّكَ إِلّا تَغفِرِ الذَنبَ في الهَوى
يُفارِقكَ مَن تَهوى وَأَنفُكَ راغِمُ

والسّيفُ في الغمدِ لا تُخشى مضاربه
وسيـفُ عينيـك في الحالَيـن بتَّـارُ

أتاكَ العيدُ مبتسم المحيّا
فسامحْ لا تكنْ صخرا عتيّا!

وهُزّ بجذعِ قلبك كلّ حُبٍّ
يساقطْ نخلهُ رُطَباً جنيّا