Telegram Web Link
قال شيخ الإسلام :
وقال جهم وأتباعه الجبرية : إن الفعل مقدور للرب لا للعبد
وكذلك قال الأشعري واتباعه : المؤثر فيه قدرة الرب لا قدرة العبد

[ درء التعارض 1 / 151 ]
قال شيخ الإسلام :

وأما قول السائل : ما الحكمة في أنه لم يوجد فيه من الشارع نص يعصم من الوقوع في المهالك وقد كان حريصاً على هدى أمته ؟

فنقول : هذا السؤال مبني على الأصل الفاسد المتقدم المركب من :
الإعراض عن الكتاب والسنة
وطلب الهدى في مقالات المختلفين المتقابلين في النفي والإثبات للعبارات المجملات المتشابهات ..!
الذين قال الله فيهم {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}
وقال تعالى {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم}
وقال تعالى {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} [المؤمنون: 53] .

وقد تقدم التنبيه على منشأ الضلال في هذا السؤال وأمثاله، وما في ذلك من العبارات المتشابهات المجملات المبتدعات
سواء كان المحدث هو اللفظ ودلالته، أو كان المحدث هو استعمال ذلك اللفظ في ذلك المعني [ كلفظ أصول الدين ]
حيث أدخل فيه كل قوم من المسائل والدلائل ما ظنوه هم من أصول دينهم، وإن لم يكن من أصول الدين الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، كما ذكرنا

وأنه إذا منع إطلاق هذه المجملات المحدثات في النفي والإثبات ووقع الاستفسار والتفصيل تبين سواء السبيل.

وبذلك يتبين أن الشارع عليه الصلاة والسلام نص علي كل ما يعصم من المهالك نصاً قاطعاً للعذر

قال تعالى {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}
وقال تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
وقال تعالى {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}
وقال تعالى {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}
وقال {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}
وقال تعالى {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما}
وقال تعالى {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}

و [ قال أبو ذر لقد توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً ]
وفي صحيح مسلم: [ أن بعض المشركين قالوا لسلمان: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة، قال: أجل ]
و قال صلى الله عليه وسلم : [ تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ]
وقال : [ ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم عنه ].
وقال [ ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه خيراً لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه شراً لهم ]

وهذه الجملة يعلم تفصيلها :
بالبحث والنظر والتتبع والاستقراء
والطلب لعلم هذه المسائل في الكتاب والسنة

فمن طلب ذلك وجد في الكتاب والسنة من النصوص القاطعة للعذر في هذه المسائل ما فيه غاية الهدي والبيان والشفاء.

وذلك يكون بشيئين: أحدهما: معرفة معاني الكتاب والسنة.
والثاني: معرفة معاني الألفاظ التي ينطق بها هؤلاء المختلفون، حتى يحسن أن يطبق بين معاني التنزيل ومعاني أهل الخوض في أصول الدين، فحينئذ يتبين له أن الكتاب حاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه
كما قال تعالى {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه}
وقال تعالى {وما اختلفتمفيه من شيء فحكمه إلى الله}
وقال {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا * ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}

[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 146 وما بعدها ]
قال شيخ الإسلام :

القرآن مملوء من الأدلة العقلية والبراهين اليقينية على المعارف الإلهية والمطالب الدينية ...

[ الفرقان بين الحق والبطلان ص 459 ]


قال شيخ الإسلام :

وأحسن الأدلة العقلية :( هي ) التي بينها القرآن وأرشد إليها الرسول
فينبغي أن يُعرف أن أجلَّ الأدلة العقلية وأكملها مأخوذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( يعني في الكتاب والسنة )
فإن من الناس من يذهل عن هذا ..!
فمنهم من يقدح في الدلائل العقلية مطلقاً .. لأنه قد صار في ذهنه أنها الكلام المبتدع الذي أحدثه من أحدثه من المتكلمين
ومنهم من يُعرضُ عن القرآن وطلب الدلائل اليقينية العقلية منه .. لأنه صار في ذهنه أن القرآن إنما يدل بطريق الخبر فقط !

إلى أن قال :
والمقصود أن يؤخذ من الرسول العلوم الإلهية الدينية كلها سمعيها وعقليها
ويجعل ما جاء به الرسول هو الأصول ... لدلالة الأدلة اليقينية البرهانية على أن ما قاله ( الرسول ) هو الحق جملة وتفصيلاً

[ الفرقان بين الحق والبطلان ص 460 وما بعدها ]


قال شيخ لإسلام :

السلف لهم من الدلائل والبراهين ، في مسائل السنة والرد على أهل البدع
ما ليس لمن ذموه من أهل الكلام
وإن أنكروا الطرق والدلائل المحدثة المبتدعة لما فيها من الفساد والتناقض
وأنها من جنس الكذب والخطأ

[ جامع المسائل ٩ / ١٥ ]


قال #ابن_القيم

وأحسن ما عند المتكلمين وغيرهم
( يعني من الحجج والأدلة )
فهو في القرآن أصح تقريراً وأحسن تفسيراً
فليس عندهم إلا التكلف والتطويل والتعقيد

[ إغاثة اللهفان 1 / 71 ]
قال شيخ الإسلام :

ومما ينبغي أن يعلم أن كثيراً من [ متأخري النُظار ] اضطربوا في معرفة التوحيد وأدلته العقلية !
حتى ظن ائفة منهم أنه لا يقوم عليه دليل عقلي !
وأخذ عنهم هذا بعض النفاة ولما ذكر ذلك تكلم الناس في تكفيره..

و [ الآمدي ] ذكر طرق الناس في التوحيد وزيفها كلها !
وذكر طريقةً أضعفَ من غيرها ( وصوبه ) !

و[ ابن عربي الطائي ] اغتر بذلك وظن أن ما ذكره الآمدي من الدليل على التوحيد هو أمر عظيم لم يُسبق إليه !

وهذا الدليل الفلسفي الذي ذكره مصنف هذه العقيدة ( يعني الأصبهانية ) على التوحيد لما كان فاسداً
حدثني الثقة من أصحابنا عن شيخ من أهل .. ( سقط بالأصل ) أنه سمع هذا المصنف يقول للشيخ إبراهيم الجعبري رحمه الله :
بتُّ البارحة أفكر في دليل عقلي على التوحيد ليس له معارض فلم أجد ..!!

فأجابه الجعبري بما يناسب حال نفسه : وقال له :
كنتَ قلت َ : { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } !!

[ شرح الأصبهانية ص 105 وما بعدها ]
قال ابن تيمية رحمه الله كما في في مجموع الفتاوى

" وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الشِّطْرَنْجَ مَتَى شَغَلَ عَمَّا يَجِبُ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا حَرَامٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَشَغْلُهُ عَنْ إكْمَالِ الْوَاجِبَاتِ أَوْضَحُ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إلَى بَسْطٍ.

وَكَذَلِكَ لَوْ شَغَلَ عَنْ وَاجِبٍ مِنْ غَيْرِ الصَّلَاةِ مِنْ مَصْلَحَةِ النَّفْسِ أَوْ الْأَهْلِ، أَوْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ النَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ أَوْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ،

أَوْ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ مِنْ نَظَرٍ فِي وِلَايَةٍ أَوْ إمَامَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأُمُورِ،

وَقَلَّ عَبْدٌ اشْتَغَلَ بِهَا إلَّا شَغَلَتْهُ عَنْ وَاجِبٍ،

فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ التَّحْرِيمَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَكَذَلِكَ إذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى مُحَرَّمٍ أَوْ اسْتَلْزَمَتْ مُحَرَّمًا. فَإِنَّهَا تَحْرُمُ بِالِاتِّفَاقِ،

مِثْلَ اشْتِمَالِهَا عَلَى الْكَذِبِ وَالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ، أَوْ الْخِيَانَةِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُغَاضَاةَ أَوْ عَلَى الظُّلْمِ، أَوْ الْإِعَانَةِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَرَامٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ،

وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي الْمُسَابَقَةِ وَالْمُنَاضَلَةِ، فَكَيْفَ إذَا كَانَ فِي الشِّطْرَنْجِ، وَالنَّرْدِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَكَذَلِكَ إذَا قُدِّرَ أَنَّهَا مُسْتَلْزِمَةٌ فَسَادًا غَيْرَ ذَلِكَ مِثْلَ اجْتِمَاعٍ عَلَى مُقَدِّمَاتِ الْفَوَاحِشِ، أَوْ التَّعَاوُنِ عَلَى الْعُدْوَانِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ،

أَوْ مِثْلَ أَنْ يُفْضِيَ اللَّعِبُ بِهَا إلَى الْكَثْرَةِ وَالظُّهُورِ الَّذِي يُشْتَمَلُ مَعَهُ عَلَى تَرْكِ وَاجِبٍ أَوْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ فَهَذِهِ الصُّوَرُ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا يَتَّفِقُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى تَحْرِيمِهَا فِيهَا. اھ


وكلام الشيخ هذا نزله على كل الألعاب ككرة القدم أو غيرها
‏تابع قناة آثار وفوائد سلفية في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaCZ0FXInlqWQoX6VT19
قال شيخ الإسلام :

ومعلوم أن الظلم الذي يستحق به العقوبة- سواء كان في حق الله أو حقوق عباده- لا يخرج عن
ظلم في الدين
وظلم في الدنيا  وقد يجتمعان

فالأول كالكفر والبدع
والثاني كالاعتداء على النفوس والأموال والأعراض.

والغالب أن الظلم في الدين يدعو إلى الظلم في الدنيا ... وقد لا ينعكس

ولهذا كان[  المبتدع في دينه أشدَّ من الفاجر في دنياه ]

وعقوبات الخوارج أعظم من عقوبات أئمة الجور ...!

كما قررتُ هذا في [ قاعدة بيان أن البدع أعظم من المعاصي بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وبما يعقل به ذلك من الأسباب ]

ثم مع هذا لا يجوز أن يعاقب هذا الظالم ولا هذا الظالم إلا بالعدل بالقسط .
لا يجوز ظلمه.
فهذا موضع يجب النظر فيه، والعمل بالحق

فإن كثيرًا من أهل العلم والدين والزهد والورع والإمارة والسياسة والعامة وغيرهم، إما في نظرائهم أو غير نظرائهم من نوع الظلم والسيئات، إما بدعة، وإما فجور، وإما مركّبٌ منهما
فأخذوا يعاقبونهم بغير القسط، إما في  أعراضهم، وإما في حقوقهم، وإما في دمائهم وأموالهم، وإما في غير ذلك

مثل أن ينكروا أن لهم حقاً واجبًا، أو يعتدوا عليهم بفعل محرم
مع أن الفاعلين لذلك متأولون، معتقدون أن عملهم هذا عمل صالح، وأنهم مثابون على ذلك، ويتعلقون  بباب قتال أهل العدل والبغي
وهم الخارجون بتأويل سائغ، فقد تكون الطائفتان جميعاً باغيتين بتأويل أو بغير تأويل

فتدبر هذا الموضع، ففيه يدخل جمهور الفتن الواقعة بين الأمة، كما قال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)
فأخبر أن التفرق بينهم كان بغيا، والبغي: الظلم.

وهكذا التفرق الموجود في هذه الأمة، مثل الفتن الواقعة بينها في المذاهب والاعتقادات والطرائق والعبادات والممالك والسياسات والأموال
فإنما تفرقوا بغياً بينهم من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم

والباغي قد يكون متأولاً
وقد لا يكون متأولاً،

فأهل الصلاح منهم هم المتأولون في بغيهم
وذلك يوجب  عذرهم ,  لا اتباعهم....


[ جامع المسائل 6 / 40 ]
قال شيخ الإسلام :

ثم قول القائل بعد هذا سياسة :
إما أن يريد أن الناس يساسون بشريعة الإسلام
أم هذه السياسة من غير شريعة الإسلام .
فإن قيل بالأول فذلك من الدين
وإن قيل بالثاني فهو الخطأ ..

إلى أن قال :

فلما صارت الخلافة في ولد العباس واحتاجوا إلى سياسة الناس وتقلد لهم القضاء من تقلده من فقهاء العراق ولم يكن ما معهم من العلم كافيا في السياسة العادلة .
احتاجوا حينئذ إلى وضع ولاية المظالم وجعلوا ولاية حرب ! غير ولاية الشرع
وتعاظم الأمر في كثير من أمصار المسلمين حتى صار يقال : الشرع والسياسة !
وهذا يدعو خصمه إلى الشرع وهذا يدعو إلى السياسة
سوغ ( هذا للحكام ) أن يحكم بالشرع والآخر بالسياسة .
والسبب في ذلك أن الذين انتسبوا إلى الشرع قصروا في معرفة السنة فصارت أمور كثيرة إذا حكموا
ضيعوا الحقوق وعطلوا الحدود حتى تسفك الدماء وتؤخذ الأموال وتستباح المحرمات ؟
والذين انتسبوا إلى السياسة صاروا يسوسون بنوع من الرأي من غير اعتصام بالكتاب والسنة
وخيرهم الذي يحكم بلا هوى وتحرى العدل
وكثير منهم يحكمون بالهوى ويحابون القوي ومن يرشوهم ونحو ذلك


إلى أن قال :

ودين الإسلام : أن يكون السيف تابعا للكتاب . فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة وكان السيف تابعا لذلك كان أمر الإسلام قائما

وأما إذا كان العلم بالكتاب فيه تقصير وكان السيف تارة يوافق الكتاب وتارة يخالفه : كان دين من هو كذلك بحسب ذلك

[ مجموع الفتاوى 20 : 391 وما بعدها باختصار ]
قال شيخ الإسلام :

وَوَلِيُّ الْأَمْرِ إِلَى مَعْرِفَةِ الْأَحْكَامِ فِي السِّيَاسَةِ الْعَامَّةِ الْكُلِّيَّةِ أَحْوَجُ مِنْهُ إِلَى مَعْرِفَةِ الْأَحْكَامِ فِي الْحُدُودِ الْجُزْئِيَّة .

[ منهاج السنة ]
قال شيخ الإسلام :

مسائل أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها ويجب أن تذكر قولا أو تعمل عملاً

كمسائل : التوحيد والصفات ، والقدر , والنبوة ، والمعاد .
أو دلائل هذه المسائل

فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بياناً شافياً
قاطعاً للعذر

إذ أن هذا من أعظم ما بلغه الرسول البلاغ المبين وبينه للناس

وهو من أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده بالرسل الذين بينوه وبلغوه ...

[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 122 ]
قال شيخ الإسلام :

وإن كان يظن طوائف من المتكلمين أو المتفلسفة أن الشرع إنما يدل بدليل الخبر الصادق
فدلالته موقوفة على العلم بصدق المخبر !
ويجعلون ما يبنى عليه صدق المخبر معقولات محضة !

فقد غلطوا في ذلك غلطاً عظيماً بل ضلوا ضلالاً مبينا في ظنهم أن دلالة الكتاب والسنة إنما هي بطريق الخبر المجرد

بل الأمر ما عليه سلف الأمة أهل العلم والإيمان ، أن الله عزوجل بين من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في العلم بذلك ما لا يقدر أحد من هؤلاء قدره
ونهاية ما يذكرونه جاء به القرآن على أحسن وجه

[ درء التعارض 1 / 123 ]
قال شيخ الإسلام :

سائر الغالطين ممن يحتج أصلا بالسمعيات
فإن غلطه إما بالإسناد أو المتن
وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم
فقد غلطوا في الرأي والعقل ..

[ درء التعارض 1 / 109 ]
قال شيخ الإسلام :

وأما هذا القانون الذي وضعوه فقد سبقهم إليه طائفة منهم [ أبو حامد ] وجعله قانوناً في جواب المسائل التي سئل عنها في نصوص أشكلت
كالمسأئل التي سأله عنها القاضي أبو بكر بن العربي وخالفه القاضي أبو بكر في كثير من ذلك
وكان يقول : شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر

ووضع [ أبو بكر بن العربي ] هذا قانوناً آخر  مبنياً على طريقة [ أبي المعالي ] ومن قبله [ كالقاضي أبي بكر بن الباقلاني ]


ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضعه كل فريق لأنفسهم ( يجعلونه ) قانوناً فيما جاءت به الأنبياء عن الله

فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا  أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعاً له !

ثم قال : النصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء ....

[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 108 - 110  باختصار ]
قال شيخ الإسلام :

وهذا الأصل نقيض الأصل الذي ذكره طائفة من الملحدين
كما ذكره الرازي في أول كتابه [ نهاية العقول ]
حيث ذكر أن الاستدلال بالسمعيات في المسائل الأصولية لا يمكن بحال ..!




قال الشيخ :

وقد كنا صنفنا  في فساد هذا الكلام مصنفاً قديماً من نحو ثلاثين سنة   في الكلام على [ المحصل ] وفي غير ذلك

[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 119 ]

السمع عندهم = القران والسنة
قال شيخ الإسلام :

كل من أمعن في معرفة هذه الكلاميات والفلسفيات التي تُعارض بها النصوص
- من غير معرفة تامة بالنصوص
- مع كمال المعرفة فيها وبالأقوال التي تنافيها

فإنه لا يصل إلي يقين يطمئن إليه وإنما تفيده الشك والحيرة ..!

[ درء التعارض 1 / 194 ]
قال شيخ الإسلام :

ولهذا تجد كثيراً من هؤلاء لما لم يتبين له الهدى في طريقه ( طريق الكلام والفلسفة ) نكص على عقبيه
فاشتغل باتباع شهوات الغي في بطنه وفرجه أو رياسته وماله ونحو ذلك
لعدم العلم واليقين الذي يطمئن إليه قلبه وينشرح له صدره ..

[ درء التعارض 1 / 195 ]
قال شيخ الإسلام :

والمقصود هنا : التنبيه على أنه لو سوّغ للناظرين أن يعرضوا عن كتاب الله تعالى ويعارضوه بآرائهم ومعقولاتهم
لم يكن هناك أمر مضبوط يحصل لهم به علم ولا هدى

والناس إذا تنازعوا في المعقول لم يكن قول طائفة لها مذهب حجة على طائفة أخرى
بل يرجع حينئذ إلى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد باطل غير فطرتها ولا هوى

فامتنع حيئنذ أن يعتمد على ما يعارض الكتاب من الأقوال التي يسمونها معقولات !

[ درء التعارض 1 / 196 - 197 باختصار ]
قال شيخ الإسلام

وكذلك أيضاً ذكر فضائل الأعمال الصالحة وثوابها ومنفعتها في الدنيا والآخرة
فإن الكتاب والسنة مملوءة بذلك
وهذا أنفع في الحقيقة لمن استجاب به من الرهبة بالعقوبة الدنيوية فقط
وإنما يصار إلى العقوبة الدنيوية إذا ظلم الخلق أنفسهم بالنكول عن هذه الطريقة ...

[ السياسة الشرعية ص 182 ]
قال شيخ الإسلام :

يبنغي للوالي والعالم أن يكون خبيراً بالشر وأسبابه وعلاماته
مثل الخبرة بالكفر والفسوق وأحوال العدو في دينهم ودنياهم
ليحترس من شر ذلك ..

وهذا لأن من لا يعرف الأمراض وأسبابها يغتر بالعافية ! ولا يحترز من أسباب المرض أو ذاته
ومعرفته سببه وعلاماته يصلح للطبيب ....

[ السياسة الشرعية ص 188 - 189 ]
2025/07/06 19:44:05
Back to Top
HTML Embed Code: